توفيق09
2009-05-07, 23:53
هَل غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِن مُتَرَدَّمِ (javascript:void%200;)
أَم هَل عَرَفتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ؟
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: هل تركت الشعراء موضعاً مسترقعاً إلا وقد رقعوه وأصلحوه? وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار، أي لم يترك الشعراء شيئاً يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغوه فيه؛ وتحرير المعنى: لم يترك الأول للآخر شيئاً، أي سبقني من الشعراء قوم لم يتركوا لي مسترقعاً أرقعه ومستصلحاً أصلحه، وإن حملته على الوجه الثاني كان المعنى: إنهم لم يتركوا شيئاً إلا رجعوا نغماتهم بإنشاء الشعر وإنشاده في وصفه ورصفه، ثم أضرب عن هذا الكلام وأخذ في فن آخر فقال مخاطباً نفسه: هل عرفت دار عشيقتك بعد شكك فيها، وأم ههنا معناه بل أعرفت، وقد تكون أم بمعنى بل مع همزة الاستفهام، كما قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط- غلس الظلام من الرباب خيالا. أي بل أرأيت، ويجوز أن تكون هل ههنا بمعنى قد كقوله عز وجل: "هل أتى على الإنسان" أي قد أتى.
يَا دَارَ عَبلَةَ (javascript:void%200;) بِالجِواءِ (javascript:void%200;) تَكَلَّمي
وَعِمي صَبَاحاً دَارَ عَبلَةَ (javascript:void%200;) وَاسلَمي
قال الزوزني: الجو: الوادي، والجمع الجواء، والجواء في البيت موضع بعينه. يقول: يا دار حبيبتي بهذا الموضع تكلمي وأخبريني عن أهلك ما فعلوا، ثم أضرب عن استخباره إلى تحيتها فقال: طاب عيشك في صباحك وسلمت يا دار حبيبتي.
فَوَقَفْتُ فيها نَاقَتي وَكَأنَّهَا
فَدَنٌ؛ (javascript:void%200;) لأَِقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ (javascript:void%200;)
قال الزوزني: يقول: حبست ناقتي في دار حبيبتي، ثم شبه الناقة بقصر في عظمها وضخم جرمها، ثم قال: وإنما حبستها ووقفتها فيها لأقضي حاجة المتمكث بجزعي من فراقها وبكائي على أيام وصالها.
وتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجِواءِ (javascript:void%200;) وأَهْلُنَا
بالحَزنِ فَالصَّمَّانِ (javascript:void%200;) فَالمُتَثَلَّمِ (javascript:void%200;)
قال الزوزني: يقول: وهي نازلة بهذا الموضع وأهلنا نازلون بهذه المواضع.
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوى وأَقْفَرَ (javascript:void%200;) بَعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: حييت من جملة الأطلال، أن خصصت بالتحية من بينها، ثم أخبر أنه قدم عهده بأهله وقد خلا عن السكان بعد ارتحال حبيبته عنه.
حَلَّتْ بِأَرضِ الزَّائِرينَ (javascript:void%200;) فَأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: نزلت الحبيبة بأرض أعدائي فعسر علي طلبها، وأضرب عن الخبر في الظاهر إلى الخطاب، وهو شائع في الكلام، قال الله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح).
عُلِّقْتُها (javascript:void%200;) عَرَضاً (javascript:void%200;) وَأَقتُلُ قَومَها
زَعماً (javascript:void%200;) لَعَمرُ (javascript:void%200;) أَبيكَ لَيسَ بِمَزْعَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: عشقتها وشغفت بها مفاجأة من غير قصد مني، أي نظرت إليها نظرة أكسبتني شغفاً بها وكلفاً مع قتلي قومها، أي مع ما بيننا من القتال، ثم قال: أطمع في حبك طمعاً لا موضع له لأنه لا يمكنني الظفر بوصالك مع ما بين الحيين من القتال والمعاداة؛ والتقدير: أزعم زعماً ليس بمزعم أقسم بحياة أبيك أنه كذلك.
وَلَقَد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيرَهُ
مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ
شرح الزوزني : يقول: وقد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم فتيقني هذا واعلميه قطعاً ولا تظني غيره.
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَربَّع أَهْلُهَا
بِعُنَيْزَتَيْنِ (javascript:void%200;) وَأَهْلُنَا بِالغَيْلَمِ (javascript:void%200;)
إِنْ كُنْتِ أَزمَعتِ (javascript:void%200;) الفِراقَ فَإِنَّمَا
زَمَّت رِكابُكُمْ (javascript:void%200;) بِلَيْلٍ مُظْلِمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: إن وطنت نفسك على الفراق وعزمت عليه فإني قد شعرت به بزمكم إبلكم ليلاً، وقيل: بل معناه قد عزمت على الفراق فإن إبلكم قد زمت بليل مظلم، فإن على القول الأول حرف شرط، وعلى القول الثاني حرف تأكيد.
ما رَاعَني (javascript:void%200;) إِلاَّ حَمولَةُ (javascript:void%200;) أَهْلِهَا
وَسْطَ (javascript:void%200;) الدِّيَارِ تَسَفُّ (javascript:void%200;) حَبَّ الخِمْخِمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: ما أفزعني إلا استفاف إبلها حب الخمخم وسط الديار، أي ما أنذرني بارتحالها إلا انقضاء مدة الانتجاع والكلأ فإذا انقضت مدة الانتجاع علمت أنها ترتحل إلى دار حيها.
فِيهَا اثْنَتانِ وَأَرْبعونَ حَلوبَةً (javascript:void%200;)
سوداً كَخافِيَةِ (javascript:void%200;) الغُرَابِ الأَسْحَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: في حمولتها اثنتان وأربعون ناقة تحلب سوداً كخوافي الغراب الأسود، ذكر سوادهما دون سائر الألوان لأنها أنفس الإبل وأعزها عندهم، وصف رهط عشيقته بالغنى والتمول.
إِذ تَستَبيكَ (javascript:void%200;) بِذِي غُروبٍ (javascript:void%200;) وَاضِحٍ (javascript:void%200;)
عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ (javascript:void%200;) لَذيذِ المَطْعَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: إنما كان فزعك من ارتحالهاا حين تستبيك بثغر ذي حدة واضح عذب موضع التقبيل منه ولذ مطعمه؛ أراد بالغروب الأشر التي تكون في أسنان الشواب؛ وتحرير المعنى: تستبيك بذي أشر يستعذب تقبيله ويستلذ طعم ريقه.
وَكَأَنَّ فَارَةَ (javascript:void%200;) تَاجِرٍ (javascript:void%200;) بِقَسيمَةٍ (javascript:void%200;)
سَبَقَتْ عوَارِضَها (javascript:void%200;) إليكَ مِنَ الفَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: وكأن فارة مسك عطار بنكهة امرأة حسناء سبقت عوارضها إليك من فيها، شبه طيب نكهتها بطيب ريح المسك، أي تسبق نكهتها الطيبة عوارضها إذا رمت تقبيلها.
أَوْ رَوْضَةً أُنُفاً (javascript:void%200;) تَضَمَّنَ نَبْتَهَا
غَيْثٌ قَليلُ الدَّمنِ (javascript:void%200;) لَيسَ بِمَعْلَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: وكأن فارة تاجر أو روضة لم ترع بعد وقد زكا نبتها وسقاه مطر لم يكن معه سرجين، وليست الروضة بمعلم تطؤه الدواب والناس. يقول: طيب نكهتها كطيب ريح فارة المسك أو كطيب ريح روضة ناضرة لم ترع، ولم يصبها سرجين ينقص طيب ريحها، ولا وطئتها الدواب فينقص نضرتها وطيب ريحها
مصدر الشرح
كتاب
: شرح الزوزني
الشارح
: الزوزني
الناشر
: مكتبة دار الفضيلة
دولة النشر
: الإمارات
مدينة النشر
: دبي
تاريخ النشر
: 2003
أَم هَل عَرَفتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ؟
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: هل تركت الشعراء موضعاً مسترقعاً إلا وقد رقعوه وأصلحوه? وهذا استفهام يتضمن معنى الإنكار، أي لم يترك الشعراء شيئاً يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغوه فيه؛ وتحرير المعنى: لم يترك الأول للآخر شيئاً، أي سبقني من الشعراء قوم لم يتركوا لي مسترقعاً أرقعه ومستصلحاً أصلحه، وإن حملته على الوجه الثاني كان المعنى: إنهم لم يتركوا شيئاً إلا رجعوا نغماتهم بإنشاء الشعر وإنشاده في وصفه ورصفه، ثم أضرب عن هذا الكلام وأخذ في فن آخر فقال مخاطباً نفسه: هل عرفت دار عشيقتك بعد شكك فيها، وأم ههنا معناه بل أعرفت، وقد تكون أم بمعنى بل مع همزة الاستفهام، كما قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط- غلس الظلام من الرباب خيالا. أي بل أرأيت، ويجوز أن تكون هل ههنا بمعنى قد كقوله عز وجل: "هل أتى على الإنسان" أي قد أتى.
يَا دَارَ عَبلَةَ (javascript:void%200;) بِالجِواءِ (javascript:void%200;) تَكَلَّمي
وَعِمي صَبَاحاً دَارَ عَبلَةَ (javascript:void%200;) وَاسلَمي
قال الزوزني: الجو: الوادي، والجمع الجواء، والجواء في البيت موضع بعينه. يقول: يا دار حبيبتي بهذا الموضع تكلمي وأخبريني عن أهلك ما فعلوا، ثم أضرب عن استخباره إلى تحيتها فقال: طاب عيشك في صباحك وسلمت يا دار حبيبتي.
فَوَقَفْتُ فيها نَاقَتي وَكَأنَّهَا
فَدَنٌ؛ (javascript:void%200;) لأَِقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ (javascript:void%200;)
قال الزوزني: يقول: حبست ناقتي في دار حبيبتي، ثم شبه الناقة بقصر في عظمها وضخم جرمها، ثم قال: وإنما حبستها ووقفتها فيها لأقضي حاجة المتمكث بجزعي من فراقها وبكائي على أيام وصالها.
وتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجِواءِ (javascript:void%200;) وأَهْلُنَا
بالحَزنِ فَالصَّمَّانِ (javascript:void%200;) فَالمُتَثَلَّمِ (javascript:void%200;)
قال الزوزني: يقول: وهي نازلة بهذا الموضع وأهلنا نازلون بهذه المواضع.
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوى وأَقْفَرَ (javascript:void%200;) بَعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: حييت من جملة الأطلال، أن خصصت بالتحية من بينها، ثم أخبر أنه قدم عهده بأهله وقد خلا عن السكان بعد ارتحال حبيبته عنه.
حَلَّتْ بِأَرضِ الزَّائِرينَ (javascript:void%200;) فَأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: نزلت الحبيبة بأرض أعدائي فعسر علي طلبها، وأضرب عن الخبر في الظاهر إلى الخطاب، وهو شائع في الكلام، قال الله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح).
عُلِّقْتُها (javascript:void%200;) عَرَضاً (javascript:void%200;) وَأَقتُلُ قَومَها
زَعماً (javascript:void%200;) لَعَمرُ (javascript:void%200;) أَبيكَ لَيسَ بِمَزْعَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: عشقتها وشغفت بها مفاجأة من غير قصد مني، أي نظرت إليها نظرة أكسبتني شغفاً بها وكلفاً مع قتلي قومها، أي مع ما بيننا من القتال، ثم قال: أطمع في حبك طمعاً لا موضع له لأنه لا يمكنني الظفر بوصالك مع ما بين الحيين من القتال والمعاداة؛ والتقدير: أزعم زعماً ليس بمزعم أقسم بحياة أبيك أنه كذلك.
وَلَقَد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيرَهُ
مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ
شرح الزوزني : يقول: وقد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم فتيقني هذا واعلميه قطعاً ولا تظني غيره.
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَربَّع أَهْلُهَا
بِعُنَيْزَتَيْنِ (javascript:void%200;) وَأَهْلُنَا بِالغَيْلَمِ (javascript:void%200;)
إِنْ كُنْتِ أَزمَعتِ (javascript:void%200;) الفِراقَ فَإِنَّمَا
زَمَّت رِكابُكُمْ (javascript:void%200;) بِلَيْلٍ مُظْلِمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: إن وطنت نفسك على الفراق وعزمت عليه فإني قد شعرت به بزمكم إبلكم ليلاً، وقيل: بل معناه قد عزمت على الفراق فإن إبلكم قد زمت بليل مظلم، فإن على القول الأول حرف شرط، وعلى القول الثاني حرف تأكيد.
ما رَاعَني (javascript:void%200;) إِلاَّ حَمولَةُ (javascript:void%200;) أَهْلِهَا
وَسْطَ (javascript:void%200;) الدِّيَارِ تَسَفُّ (javascript:void%200;) حَبَّ الخِمْخِمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: ما أفزعني إلا استفاف إبلها حب الخمخم وسط الديار، أي ما أنذرني بارتحالها إلا انقضاء مدة الانتجاع والكلأ فإذا انقضت مدة الانتجاع علمت أنها ترتحل إلى دار حيها.
فِيهَا اثْنَتانِ وَأَرْبعونَ حَلوبَةً (javascript:void%200;)
سوداً كَخافِيَةِ (javascript:void%200;) الغُرَابِ الأَسْحَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: في حمولتها اثنتان وأربعون ناقة تحلب سوداً كخوافي الغراب الأسود، ذكر سوادهما دون سائر الألوان لأنها أنفس الإبل وأعزها عندهم، وصف رهط عشيقته بالغنى والتمول.
إِذ تَستَبيكَ (javascript:void%200;) بِذِي غُروبٍ (javascript:void%200;) وَاضِحٍ (javascript:void%200;)
عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ (javascript:void%200;) لَذيذِ المَطْعَمِ (javascript:void%200;)
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: إنما كان فزعك من ارتحالهاا حين تستبيك بثغر ذي حدة واضح عذب موضع التقبيل منه ولذ مطعمه؛ أراد بالغروب الأشر التي تكون في أسنان الشواب؛ وتحرير المعنى: تستبيك بذي أشر يستعذب تقبيله ويستلذ طعم ريقه.
وَكَأَنَّ فَارَةَ (javascript:void%200;) تَاجِرٍ (javascript:void%200;) بِقَسيمَةٍ (javascript:void%200;)
سَبَقَتْ عوَارِضَها (javascript:void%200;) إليكَ مِنَ الفَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: وكأن فارة مسك عطار بنكهة امرأة حسناء سبقت عوارضها إليك من فيها، شبه طيب نكهتها بطيب ريح المسك، أي تسبق نكهتها الطيبة عوارضها إذا رمت تقبيلها.
أَوْ رَوْضَةً أُنُفاً (javascript:void%200;) تَضَمَّنَ نَبْتَهَا
غَيْثٌ قَليلُ الدَّمنِ (javascript:void%200;) لَيسَ بِمَعْلَمِ
شرح الزوزني : قال الزوزني: يقول: وكأن فارة تاجر أو روضة لم ترع بعد وقد زكا نبتها وسقاه مطر لم يكن معه سرجين، وليست الروضة بمعلم تطؤه الدواب والناس. يقول: طيب نكهتها كطيب ريح فارة المسك أو كطيب ريح روضة ناضرة لم ترع، ولم يصبها سرجين ينقص طيب ريحها، ولا وطئتها الدواب فينقص نضرتها وطيب ريحها
مصدر الشرح
كتاب
: شرح الزوزني
الشارح
: الزوزني
الناشر
: مكتبة دار الفضيلة
دولة النشر
: الإمارات
مدينة النشر
: دبي
تاريخ النشر
: 2003