أبو فاروق
2013-06-06, 09:27
يقف الواحد منـّا مربوطا مصدوما مذهولا، بشأن ما يمكن قوله حول "تمرّد وعصيان" بعض تلاميذ البكالوريا، ليس بسبب "تسييس" الامتحانات، أو بسبب إدراج مواضيع خارج المقرّر الدراسي، ولكن نتيجة "صعوبة" امتحان الفلسفة، فصدّقوا أو لا تصدّقوا يا بقايا العقلاء والحكماء في الجزائر؟
لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، هل يُعقل أن يصل الحال إلى هذه الدرجة من الاستهتار والتساهل والتراخي والتسيّب والبحث عن "النجاح" هكذا بسهولة ودون عناء ولا تعب، أفلم يقولوا: من جدّ وجد ومن رزع حصد، وقالوا أيضا: من طلب المعالي سهر الليالي؟
هي المهزلة بكلّ المقاييس ومع ذلك، فالمصيبة إذا عمّت خفت، فالمسؤولية تبقى تشاركية، بين المظلومة التغبوية والمدرسة والأساتذة والتلاميذ وأوليائهم ونقابات التربية، كلّ يتحمّل جزءا من الذي يحدث وممّا قد يحدث، وقد يكون أسوأ فيُنسينا الهمّ والغمّ، من باب "اضربوا على التبن ينسى الشعير"!
نعم، الطامة كبيرة، فهل تبرّر صعوبة الأسئلة، "مقاطعة" الامتحان وتكسير الطاولات والكراسي والاعتداء على الحرّاس ومحاولة الانتحار؟ وهل يُمكن تبرير القرارات الارتجالية وتسييس نتائج البكالوريا، بتحويل هذه الأخيرة إلى "هدية" يوزعها بابا نوال كلّ صائفة؟
يا جماعة الخير، البكالوريا، ليست لعبة يتسلـّى بها هؤلاء ويتلاعب بها أولئك، وليست غنيمة يجمعها القاصي والداني، ولا هي وثيقة لا تختلف عن شهادات الميلاد والوفاة والإقامة، إنـّها البداية والنهاية في نفس الوقت، وهي أوّل خطوة في طريق الألف ميل!
توزيع البكالوريا على التلاميذ "الفاشلين" وغير المكترثين بدراستهم عن طريق المراجعة والمثابرة، لا ينبغي أن تسلك طريق توزيع الحلويات على الأطفال "المدللين" لتجنـّب بكائهم والسماح للكبار بالنوم ليلا أو القيلولة نهارا، ولذلك، لا حلّ في مواجهة مثل هذه "المعارك" سوى بالعدل والحزم والصرامة، حتى لا يضيّع الجزائريون الجمل بما حمل!
لا يُمكن سوى الوقوف مع المترشحين لنيل "شهادة العمر" أو التأشيرة نحو "الضفة الأخرى"، سواء كانوا ظالمين أم مظلومين في الأسئلة والنتائج، لكن بالمقابل، لا يُمكن مآزرة محتجين على الامتحانات بحجة أنها "صعبة"، وأنه من الحقوق والواجبات المقدسة تحويل الامتحان إلى "مسابقة" لا تختلف عن مسابقات "كوّر ومدّ ألعور"، ولمَ لا "طومبولا" أو تحكّ تربح لتكريس وتكديس الرداءة!
الأساتذة تبرّؤوا، والنقابات دعت إلى فتح تحقيق في ما أسمته "فضيحة الفلسفة"، ووزير التربية قال إن كلّ الأسئلة مستخرجة من المقرّر الدراسي، فأين المشكل؟ وما هو الحل في مثل هذه الانزلاقات الخطيرة التي تطعن في مصداقية البكالوريا في القلب وتـُمرمد نتائجها حتى وإن أخرجت يديها من الجنة؟
هذه المرة، لم تقترن الإشكالية بتسريبات أو إشاعات، مثلما حصل في تجارب سابقة، ولكن الأمر تطوّر بشكل استعراضي وعجيب، ووصل إلى احتجاج التلاميذ على طبيعة ونوعية الأسئلة، فهل بلغ الحال إلى حدّ المطالبة بتوزيع البكالوريا في أسواق الفلاح ومارشيات بومعطي وبومدفع؟
ربّما، المطلوب هو أن يستيقظ كلّ تلميذ فيجد عند عتبة باب دارهم شهادة بكالوريا، مثلما كنـّا نجد في الزمن الجميل قارورة حليب تتولى توزعيها "بيانفاكا"، أو مثلما يوزع اليوم وكلاء محترفون علب البيتزا والكافيار والشوارمة على البيوت التي لا تطبخ، أفليست كلّ هذه العجائب مدعاة لأن يقفز الواحد منّا من رأس مقام الشهيد؟
منقوووووووول
لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، هل يُعقل أن يصل الحال إلى هذه الدرجة من الاستهتار والتساهل والتراخي والتسيّب والبحث عن "النجاح" هكذا بسهولة ودون عناء ولا تعب، أفلم يقولوا: من جدّ وجد ومن رزع حصد، وقالوا أيضا: من طلب المعالي سهر الليالي؟
هي المهزلة بكلّ المقاييس ومع ذلك، فالمصيبة إذا عمّت خفت، فالمسؤولية تبقى تشاركية، بين المظلومة التغبوية والمدرسة والأساتذة والتلاميذ وأوليائهم ونقابات التربية، كلّ يتحمّل جزءا من الذي يحدث وممّا قد يحدث، وقد يكون أسوأ فيُنسينا الهمّ والغمّ، من باب "اضربوا على التبن ينسى الشعير"!
نعم، الطامة كبيرة، فهل تبرّر صعوبة الأسئلة، "مقاطعة" الامتحان وتكسير الطاولات والكراسي والاعتداء على الحرّاس ومحاولة الانتحار؟ وهل يُمكن تبرير القرارات الارتجالية وتسييس نتائج البكالوريا، بتحويل هذه الأخيرة إلى "هدية" يوزعها بابا نوال كلّ صائفة؟
يا جماعة الخير، البكالوريا، ليست لعبة يتسلـّى بها هؤلاء ويتلاعب بها أولئك، وليست غنيمة يجمعها القاصي والداني، ولا هي وثيقة لا تختلف عن شهادات الميلاد والوفاة والإقامة، إنـّها البداية والنهاية في نفس الوقت، وهي أوّل خطوة في طريق الألف ميل!
توزيع البكالوريا على التلاميذ "الفاشلين" وغير المكترثين بدراستهم عن طريق المراجعة والمثابرة، لا ينبغي أن تسلك طريق توزيع الحلويات على الأطفال "المدللين" لتجنـّب بكائهم والسماح للكبار بالنوم ليلا أو القيلولة نهارا، ولذلك، لا حلّ في مواجهة مثل هذه "المعارك" سوى بالعدل والحزم والصرامة، حتى لا يضيّع الجزائريون الجمل بما حمل!
لا يُمكن سوى الوقوف مع المترشحين لنيل "شهادة العمر" أو التأشيرة نحو "الضفة الأخرى"، سواء كانوا ظالمين أم مظلومين في الأسئلة والنتائج، لكن بالمقابل، لا يُمكن مآزرة محتجين على الامتحانات بحجة أنها "صعبة"، وأنه من الحقوق والواجبات المقدسة تحويل الامتحان إلى "مسابقة" لا تختلف عن مسابقات "كوّر ومدّ ألعور"، ولمَ لا "طومبولا" أو تحكّ تربح لتكريس وتكديس الرداءة!
الأساتذة تبرّؤوا، والنقابات دعت إلى فتح تحقيق في ما أسمته "فضيحة الفلسفة"، ووزير التربية قال إن كلّ الأسئلة مستخرجة من المقرّر الدراسي، فأين المشكل؟ وما هو الحل في مثل هذه الانزلاقات الخطيرة التي تطعن في مصداقية البكالوريا في القلب وتـُمرمد نتائجها حتى وإن أخرجت يديها من الجنة؟
هذه المرة، لم تقترن الإشكالية بتسريبات أو إشاعات، مثلما حصل في تجارب سابقة، ولكن الأمر تطوّر بشكل استعراضي وعجيب، ووصل إلى احتجاج التلاميذ على طبيعة ونوعية الأسئلة، فهل بلغ الحال إلى حدّ المطالبة بتوزيع البكالوريا في أسواق الفلاح ومارشيات بومعطي وبومدفع؟
ربّما، المطلوب هو أن يستيقظ كلّ تلميذ فيجد عند عتبة باب دارهم شهادة بكالوريا، مثلما كنـّا نجد في الزمن الجميل قارورة حليب تتولى توزعيها "بيانفاكا"، أو مثلما يوزع اليوم وكلاء محترفون علب البيتزا والكافيار والشوارمة على البيوت التي لا تطبخ، أفليست كلّ هذه العجائب مدعاة لأن يقفز الواحد منّا من رأس مقام الشهيد؟
منقوووووووول