جلسْتُ في ليلةٍ أحادِث القمَرْ

[أبو ساعدة]

جلسْتُ في ليلةٍ أحادِث القمَرْ
أناجيه أحاكيه، وأطيل السّهَرْ
وكأنّي في ذلك شاعر آتي باللآلئ والـدُّرَرْ
لكن الشعر عصاني وجفاني واعتذرْ
فجاء كلامي بخلاف ما كنت أرجو وأنتظرْ
ولكن قلت، كأنه يفهمني أو بي قدْ شَعَـرْ:
حدِّثني عن الزهْر عن الطيْر عن الشجَرْ
حدِّثني عمّا يجري في البحر وفي النهَرْ
أجبْني عمّا يدور في البدْو وفي الحَضَرْ
وما الذي تراه يكون في العَمَارةِ وفي القَـفَرْ
قلْ لي ــ بربّك ــ ماذا يصنعُ سواد البشرْ
وماذا يفعلون في الغَسَق، وعند السّحَرْ
أ لسْتَ تشهَدُ عليهم أيّها القمَرْ!!؟
فما تكلم، لكني فهمْتُ من صمته كذا من العِبَرْ
فكلّ الكائناتِ من وحش ونبات وحجرْ
مُسبِّحاتٌ لله خالق كل شيء بقدرْ
إلا الإنسانَ فإنه في الغواية سادِر بلا حذرْ
يبيتُ على المعاصي يبارز بها ربَّ البشرْ
يعاقر خمْرًا، وقد نهى اللهُ عنها، وباجتنابها قد أمَرْ
يذبَح العِفّة والفضيلة وهو عن الخنا قد زُجِـرْ
يُجَاري شيطانه في لهْوٍ بمختلِف الأشكال والصّوَرْ
يهْدِر الأوقات في ميسِرٍ وقِمَار ويلـْهُو عن الذّكَرْ
يفعل ذلك، يجاهـرُ، ولا يرعوي ولا يستتـِرْ
يفني العمر غافلا، ويجلب لنفسه كلّ الضرَرْ
إلاّ الذين هدى اللهُ، فإنّهم في حفظ وسِتَرْ

[ياسين الساهر]

؛



تبارك الرحمان وأهلا بحبر في دواته عطرْ