المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريمة الشيعة والصوفية في الاعتداء على مقام النبوة


ابو إبراهيم
2009-05-06, 09:38
بسم الله الرحمن الرحيم
(http://www.shareah.com/index.php?/authors/view/id/135/s/1/)





جريمة الشيعة والصوفية في الاعتداء على مقام النبوة

شطط الشيعة واعتداؤهم على مقام النبوة معروف ومشهور ومقرر، فالقوم ليس عندهم مقام يحترمونه ويوقرونه ويعظمونه إلا مقام أئمتهم الذين جعلوهم يعلمون كل شيء، فهم يعلمون الغيب، ويعلمون التفسير الحقيقي والباطني للقرآن، وهم الذين لهم الحق في الحكم ... إلخ، هذه السلسلة من الخرافات والأباطيل.
وهم يتحدثون عن احترام ظاهر لمقام النبوة، لكن بدراسة تراث القوم الثقافي وكتابات علمائهم الموثقة؛ نجد أن مقام النبوة السامي لديهم أصبح كيانًا شاحبًا محدود التأثير بجانب مقام الأئمة، ثم إن تزوير ووضع الأحاديث والاحتجاج بأنها منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أجهز على كل شيء.
أما الصوفية فقد ارتكبوا جناية مماثلة بعد أن سووا بين الولاية والنبوة, بل وفضلوا الولاية على النبوة والرسالة، وفضلوا الأولياء على أنبياء الله ورسله, فهذا لسان الدين ابن الخطيب أحد رموز الصوفية يقول في كتابه "روضة التعريف": (الولاية أن يتولى الله الواصل على حضر قدسه, بكثير مما تولى به النبي؛ من حفظ وتوفيق, وتمكين واستخلاف وتصريف، فالولي يساوي النبي في أمور؛ منها: العلم من غير طريق العلم الكسبي, والفعل بمجرد الهمة, فيما لم تجرِ به العادة أن يفعل إلا بالجوارح والجسوم, مما لا قدرة عليه لعالم الجسوم.
ويفارق الولي النبي في المخاطبة الإلهية والمعارج, فإنهما يجتمعان في الأصول وهي المقامات, إلا أن النبي يعرج بالنور الأصلي, والولي يعرج بما يفيض من ذلك النور الأصلي, وإن جمعهما مقام اختلفا بالوحدة في كل مقام, من فناء وبقاء, وجمع وفرق.
والولي يأخذ المواهب بواسطة روحانية نبيه, ومن مقامه يشهد, إلا ما كان من الأولياء المحمديين, فإنه لما كان نبيهم صلوات الله وسلامه عليه جامعًا لمقامات الأنبياء، أورثهم الله مقامات الأنبياء وأوصل إليهم أنوارهم, من نور نبيهم الوارث, وبوساطته فإنه هو الذي أعطى جميع الأنبياء والرسل مقاماتهم في عالم الأرواح، فمن الأولياء من يقوم في عالم مقام الأنبياء, ومنهم من يقوم في عالم مقام الرسل, ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي العزم, ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي الاصطفاء).
ولم يقتصر القوم على مثل هذا الضلال المبين, بل زادوا في غلوهم وباطلهم؛ حيث فضلوا الولاية على النبوة والرسالة, والأولياء على الأنبياء والمرسلين, ففي الإبريز للدباغ ص(276)، نقلًا عن أبي يزيد البسطامي: (خضنا بحورًا وقفت الأنبياء بسواحلها).
وفي كتاب "الإنسان الكامل" للجيلي (1/124)، ينقل عن أئمة الصوفية قولهم: (معاشر الأنبياء، أوتيتم اللقب, وأوتينا ما لم تؤتوه).
وفي كتاب "لطائف المنن والأخلاق للشعراني" (1/125), ينقل عن البسطامي قوله: (تالله إن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم, لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس, كلهم من النبيين).
وفي كتاب "التجليات من رسائل ابن عربي" ص(20): (إن الولاية هي المحيطة العامة, وهي الدائرة الكبرى, فمن حكمها أن يتولى الله من شاء من عباده بنبوة وهي من أحكام الولاية, وقد يتولاه بالرسالة وهي من أحكام الولاية أيضًا.
فكل رسول لابد أن يكون نبيًّا, وكل نبي لابد أن يكون وليًّا, فكل رسول لابد أن يكون وليًّا، فالرسالة بخصوص مقام في الولاية، والرسالة في الملائكة دنيا وآخرة؛ لأنهم سفراء الحق لبعضهم ... والرسالة في البشر لا تكون إلا في الدنيا, وينقطع حكمها في الآخرة, وكذلك تنقطع في الآخرة بعد دخول الجنة والنار نبوة التشريع, لا نبوة العامة).
أما أهل السنة فيعَّرفون الولي بأنَّه كل مؤمن تقي وليس بنبي؛ وأن {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63] هم الأولياء، والإيمان والتقوى تتفاضل؛ الإيمان يتفاضل يزيد وينقص، ويتفاضل أهله فيه، وكذلك التقوى يتفاضل أهلُها فيها، فيكون إذًا وصف الوَلاية يتفاضل أهله فيه.
فالأولياء إذًا ليسوا على مرتبة واحدة، لكن صار غالبًا في الاصطلاح أن الولي هو المؤمن الذي كمَّل التقوى بحسب استطاعته، وليس مَن عنده شيء من الإيمان وشيء من التقوى وليًّا، وإنْ كان كل مؤمن تقي له وَلاية بحسَب ذلك، ففرق بين الاسم؛ اسم الولي وبين الوَلاية؛ الولاية التي هي محبة الله لعبده ونصرتُه له هذه تكون عنده بقدر ما عنده من الإيمان والتقوى، وأمَّا اسم الولي فالآية دلت على أنَّ من عنده إيمان وتقوى فهو من الأولياء، لكن في الاصطلاح إذا قيل الأولياء فهم العُبَّاد الصالحون الذين كمَّلوا التقوى بحسب استطاعتهم، أو بحسب حالهم، فلا يدخل فيه من خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا.
فولي الله إذًا: هو كل مؤمن تقي ليس بنبيٍّ للآية؛ حيث عرَّف الأولياء بأنهم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63]، المؤمن المتقي هو الولي.
ووليُّ الشيطان: هو الذي يطيع الشيطان ويأمر بأمره، ويخالف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله جل وعلا قال: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: 60]، يعني بطاعته رفي ارتكاب الحرام بأنواعه، في ترك الفرائض بأنواعها.
أما النبوة عند أهل السنة فمأخوذة من النبأ، وهو الخبر، والنبي من أُوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، فإن أُمر بالتبليغ فرسول، هذا هو مذهب جمهور العلماء.
وبين الإمامة والنبوة عموم وخصوص من وجه، فليس كل إمام نبيًّا، وليس كل نبي إمامًا، وبيان ذلك: أن النبي إذا كان رسولًا وكان له أتباع فهو إمام، وإن لم يكن له أتباع فليس بإمام، والإمام الذي يكون له أتباع قد يكون نبيًّا، وقد لا يكون نبيًّا، وعليه فالقول بأن مرتبة الإمامة أعلى من مرتبة النبوة غير صحيح؛ لأن النبي أعلى من الإمام الذي ليس بنبي قطعًا.
أما قول أهل الأهواء والزيغ من أن أئمتهم أفضل من الأنبياء، أو ما يقوله غلاة الصوفية من أن أولياءهم أفضل من الأنبياء، فهذا هو الكفر بعينه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: (فلهذا جعلوا الولاية فوق النبوة، وهؤلاء من جنس القرامطة الباطنية الملاحدة، لكن هؤلاء ظهروا في قالب التصوف والتنسك ودعوى التحقق والتأله، وأولئك ظهروا في قالب التشيع والمولاة، فأولئك يعظمون شيوخهم حتى يجعلوهم أفضل من الأنبياء، وقد يعظمون الولاية حتى يجعلوها أفضل من النبوة، وهؤلاء يعظمون أمر الإمامة حتى يجعلوا الأئمة أعظم من الأنبياء والإمام أعظم من النبي، كما يقوله الإسماعيلية، وكلاهما أساطين الفلاسفة الذين يجعلون النبي فيلسوفًا، ويقولون إنه يختص بقوة قدسية، ثم منهم من يفضل النبي على الفيلسوف، ومنهم من يفضل الفيلسوف على النبي، ويزعمون أن النبوة مكتسبة) [منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، (8/23)].
كتبه / محمود الصافي

نقله للفائدة/ ابو ابراهيم