shahid haq
2013-05-30, 00:01
إبليس منارة الحقد والغباء ..............أكتب هذا الموضوع في هذه الصفحة من المنتدى
لما لا زلت الاحظه من مشاحنات بين الإخوة .......... رجائي فقط من الإخوة المشرفين عدم حذفه
لأني أناقش فيه أمورا أراها مهمة لصفاء المنتدى
عندما نتابع الحوار الدائر بين رب العباد عز وعلا وبين إبليس في أول حوار مباشر بين الخالق والمخلوق نصل إلى حتمية مرعبة لما آلت اليه العلاقة بين الإنسان ومن أكرمه .وبين الإنسان ومن توعده بالإذلال. ويبدأ ذلك حينما صدر الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(28)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(29)
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30)الا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(31)قَالَ يا إبليس مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍخَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(33)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35)} سورة الحجر
{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا(63)وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64)إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا65}الإسراء
وكانت هذه بداية المعاصي التي أوجبت غضب الله تعالى على إبليس وطرده من رحمته.إلى أبد الآبدين ، ورغم أن الله غني عن السؤال عن السبب الذي دفع بإبليس الى اتخاذ هذا الموقف العدائي لآدم والمتمثل في رفض السجود التكريمي
ذلك أن الله يعلم مافي نفس إبليس وحاشاه أن يسأل سؤال استفسار ، الا أنه أراد أن يشهد إبليس على نفسه بكلمات بتلفظها تنتيء ما كنه إبليس من كبر وغرور فتسجل في كتابه إلى يوم الحشر.
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14)} الإسراء
ويأتي السؤال من رب العزة صريحا لا لبس فيه { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} الأعراف {12}
وتأتي الإجابة الوقحة من إبليس لتبرز ماكان يواريه من خلالٍ دنيئة .
قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) الأعراف
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)
وهكذا أنبأ الغبي بغرور وبصريح العبارات عن تلك الدناءات التي حملتها نفسه المشؤومة والتي تكنها لهذا البشري المخلوق حديثا .
فهو أولا : مخلوق متكبر فقَدَ الشعور بوجوب النزول عند طاعة الله والصَّدع لأمره فعندما تعلق الأمر بهذا الآدمي ثارت نزعته الترفعية و أبى تلبية الأمر في خشوع للخالق وتكريم للمخلوق وأجاب باستعلاء على الله
قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء ،رغم أنه كان يعلم حينها كما نعلم نحن الآن أن هذا السجود هو سجود تكريم وليس سجود عبادة
وهو ثانيا : مخلوق حسود حقود ، فقد حسد آدم على نعمة التكريم وهي نعمة أنعم بها الله على آدم ما أنعم على مخلوق قبله أو بعده بها ونبرت من جوفه مقولته التي خلدها القرآن تذكيرا للإنسان
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(الإسراء}62 }
والحقيقة أن مقولة إبليس هاته كان يجب علينا نحن بني آدم كلنا أن نرددها دوما على ألسنتنا حتى لا تغفل عقولنا عما يدبره لنا هذا الحقود إبليس وهو رغم كذبه الا أنه قد صدق ربَّ العزة عندما طلب منه أن ينظره إلى حين فقد توعدنا بأن يحتنكننا و أصْل الكلمة من حَنَك الدابة يَحْنُكُها: إذا جعل في حَنَكها الأسْفَل حَبْلا يَقُودها به وقد اختاراللعين اللفظة الأشد إذلالا للإنسان عن قصد منه لأن عكس التكريم هو الإذلال .
وهو ثالثا: خبيث أضمر هذه الصفات من تكبر وحسد و حقد في قلبه وقد قال تعالى: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ(69) القصص
ولم يفصح عنها بعد أن صدر الأمر الإلهي بالسجود ولو لم يكشف الله عن سريرته باستدراجه بسؤاله { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} الأعراف {12} فأجاب { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء لبقي ذلك كامنا في قلبه ولكن من رحمة الله بعباده أن أظهر لنا تلك العداوة القابعة في صدر إبليس وحتى قبل أن يختلي الخبيث الكذاب بأبينا آدم وزوجه ويوسوس لهما بالأكل من الشجرة
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ(21)الأعراف.
وهو رابعا: كافر فاسق جاهل : رد على أمر الله له بالسجود بفسق واحتج على الله في معصيته بأسلوب وقح أظهر فيه الغرور والكبرياء
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) الأعراف. فقد خولت له نفسه أنه أعلم من الله بمن هو خير وكأني به كاد يقول لله تعالى يارب أنا من يستحق سجود التكريم وليس آدم ولأنه غبي جاهل تصور أن الله تعالى سيسأله عن الدليل على صدق قوله فسبق السؤال المنتظر بإجابة لا تنم إلا عن غباء راكد في جمجمته الخبيثة قال { خلقتني من نار وخلقته من طين }
والحقيقة أن جهل إبليس ونرجسيته أضلاه فاختلطت عليه الأشياء واصبح لا يفرق بين من هو خير من الأخر ومن هو شر فكانت الاجابة التي جاء بها ليبريء نفسه ويتقي غضب الله هي نفسها الدليل على حمقه وغباوته فقوله خلقتني من نار وخلقته من طين توحي للسامع أن أصله الناري أفضل من أصل آدم الطيني ولو أن إبليسا تجسم لنا اليوم وحاورناه لأثبتنا له من قوله أن آدم خير منه
فالطين الذي هو أصل آدم لوحده يعتبر أصلا للنار التي هي أصل ابيلس : فالنار وهي طاقة حرارية تستمد بقاءها وديمومتها من المادة فلا يمكن أن نجد النار دون أن نجد شجرتها وهي المادة العضوية التي تشتعل والتي هي من انشاء الله تعالى:
أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ(72) الواقعة
ولكن في المقابل يمكن أن نجد المادة العضوية دون النار والمادة العضوية مصدرها المادة المعدنية وهذه الأخيرة مصدرها التراب او الطين وهذا يملأ الكون
ونستدل من هذا على أن النار لاتستغني عن مصدرها وهو الطين ولكن الطين يستغي عن النار فهو موجود بها وبدونها
فأيهما خير ياإبليس ؟ ياأجهل خلق الله
وهنا كانت نهاية الحوار فقد ظهرت النتيجة للإنسان، فهذا الذي يريد أن يقوده مخلوق حاقد عليه متكبر عليه حاسد له وفوق كل هذا فهو مخلوق جاهل لا يعلم بحقيقة الأشياء فكان الحكم النهائي
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ(13)
لما لا زلت الاحظه من مشاحنات بين الإخوة .......... رجائي فقط من الإخوة المشرفين عدم حذفه
لأني أناقش فيه أمورا أراها مهمة لصفاء المنتدى
عندما نتابع الحوار الدائر بين رب العباد عز وعلا وبين إبليس في أول حوار مباشر بين الخالق والمخلوق نصل إلى حتمية مرعبة لما آلت اليه العلاقة بين الإنسان ومن أكرمه .وبين الإنسان ومن توعده بالإذلال. ويبدأ ذلك حينما صدر الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(28)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(29)
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30)الا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(31)قَالَ يا إبليس مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍخَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(33)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35)} سورة الحجر
{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا(63)وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64)إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا65}الإسراء
وكانت هذه بداية المعاصي التي أوجبت غضب الله تعالى على إبليس وطرده من رحمته.إلى أبد الآبدين ، ورغم أن الله غني عن السؤال عن السبب الذي دفع بإبليس الى اتخاذ هذا الموقف العدائي لآدم والمتمثل في رفض السجود التكريمي
ذلك أن الله يعلم مافي نفس إبليس وحاشاه أن يسأل سؤال استفسار ، الا أنه أراد أن يشهد إبليس على نفسه بكلمات بتلفظها تنتيء ما كنه إبليس من كبر وغرور فتسجل في كتابه إلى يوم الحشر.
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14)} الإسراء
ويأتي السؤال من رب العزة صريحا لا لبس فيه { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} الأعراف {12}
وتأتي الإجابة الوقحة من إبليس لتبرز ماكان يواريه من خلالٍ دنيئة .
قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) الأعراف
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)
وهكذا أنبأ الغبي بغرور وبصريح العبارات عن تلك الدناءات التي حملتها نفسه المشؤومة والتي تكنها لهذا البشري المخلوق حديثا .
فهو أولا : مخلوق متكبر فقَدَ الشعور بوجوب النزول عند طاعة الله والصَّدع لأمره فعندما تعلق الأمر بهذا الآدمي ثارت نزعته الترفعية و أبى تلبية الأمر في خشوع للخالق وتكريم للمخلوق وأجاب باستعلاء على الله
قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء ،رغم أنه كان يعلم حينها كما نعلم نحن الآن أن هذا السجود هو سجود تكريم وليس سجود عبادة
وهو ثانيا : مخلوق حسود حقود ، فقد حسد آدم على نعمة التكريم وهي نعمة أنعم بها الله على آدم ما أنعم على مخلوق قبله أو بعده بها ونبرت من جوفه مقولته التي خلدها القرآن تذكيرا للإنسان
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(الإسراء}62 }
والحقيقة أن مقولة إبليس هاته كان يجب علينا نحن بني آدم كلنا أن نرددها دوما على ألسنتنا حتى لا تغفل عقولنا عما يدبره لنا هذا الحقود إبليس وهو رغم كذبه الا أنه قد صدق ربَّ العزة عندما طلب منه أن ينظره إلى حين فقد توعدنا بأن يحتنكننا و أصْل الكلمة من حَنَك الدابة يَحْنُكُها: إذا جعل في حَنَكها الأسْفَل حَبْلا يَقُودها به وقد اختاراللعين اللفظة الأشد إذلالا للإنسان عن قصد منه لأن عكس التكريم هو الإذلال .
وهو ثالثا: خبيث أضمر هذه الصفات من تكبر وحسد و حقد في قلبه وقد قال تعالى: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ(69) القصص
ولم يفصح عنها بعد أن صدر الأمر الإلهي بالسجود ولو لم يكشف الله عن سريرته باستدراجه بسؤاله { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} الأعراف {12} فأجاب { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) الإسراء لبقي ذلك كامنا في قلبه ولكن من رحمة الله بعباده أن أظهر لنا تلك العداوة القابعة في صدر إبليس وحتى قبل أن يختلي الخبيث الكذاب بأبينا آدم وزوجه ويوسوس لهما بالأكل من الشجرة
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ(21)الأعراف.
وهو رابعا: كافر فاسق جاهل : رد على أمر الله له بالسجود بفسق واحتج على الله في معصيته بأسلوب وقح أظهر فيه الغرور والكبرياء
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12) الأعراف. فقد خولت له نفسه أنه أعلم من الله بمن هو خير وكأني به كاد يقول لله تعالى يارب أنا من يستحق سجود التكريم وليس آدم ولأنه غبي جاهل تصور أن الله تعالى سيسأله عن الدليل على صدق قوله فسبق السؤال المنتظر بإجابة لا تنم إلا عن غباء راكد في جمجمته الخبيثة قال { خلقتني من نار وخلقته من طين }
والحقيقة أن جهل إبليس ونرجسيته أضلاه فاختلطت عليه الأشياء واصبح لا يفرق بين من هو خير من الأخر ومن هو شر فكانت الاجابة التي جاء بها ليبريء نفسه ويتقي غضب الله هي نفسها الدليل على حمقه وغباوته فقوله خلقتني من نار وخلقته من طين توحي للسامع أن أصله الناري أفضل من أصل آدم الطيني ولو أن إبليسا تجسم لنا اليوم وحاورناه لأثبتنا له من قوله أن آدم خير منه
فالطين الذي هو أصل آدم لوحده يعتبر أصلا للنار التي هي أصل ابيلس : فالنار وهي طاقة حرارية تستمد بقاءها وديمومتها من المادة فلا يمكن أن نجد النار دون أن نجد شجرتها وهي المادة العضوية التي تشتعل والتي هي من انشاء الله تعالى:
أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ(72) الواقعة
ولكن في المقابل يمكن أن نجد المادة العضوية دون النار والمادة العضوية مصدرها المادة المعدنية وهذه الأخيرة مصدرها التراب او الطين وهذا يملأ الكون
ونستدل من هذا على أن النار لاتستغني عن مصدرها وهو الطين ولكن الطين يستغي عن النار فهو موجود بها وبدونها
فأيهما خير ياإبليس ؟ ياأجهل خلق الله
وهنا كانت نهاية الحوار فقد ظهرت النتيجة للإنسان، فهذا الذي يريد أن يقوده مخلوق حاقد عليه متكبر عليه حاسد له وفوق كل هذا فهو مخلوق جاهل لا يعلم بحقيقة الأشياء فكان الحكم النهائي
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ(13)