yacin msily
2013-05-28, 17:22
نقل من موقع الراشدية وهدا المقال سيساعد الباحثين عن الحقيقة ودللك لمعرفة الانساب القبائل
بقلم : فوزي مصمودي
إطلع على مواضيعي الأخرى (http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=302&auth=1&srech=%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A%20%D9%85%D8%B5%D9%8 5%D9%88%D8%AF%D9%8A)
[ شوهد : 1434 مرة ]
http://www.aswat-elchamal.com/photos/1321122754.jpg
هذا هو الجزء الثاني من دراستي حول مصطلح الزاب ومفهومه
الزّاب المصطلح والدّلالات
الجزء الثاني
الزاب في عهد الموحدين
بعد أن دخلت بلاد الزاب في ظلال دولة الموحدين (1121 م – 1269 م) كانت (المسيلة) حينها عاصمة للزاب، لكنّ نجمها بدأ يأفل عقب تخريب قلعة بني حمّاد، ولم تكن (بسكرة) في ذلك الحين سوى إحدى مدن الزاب الـهامة، وفي مادّة (بسكرة) يذكر ياقوت الحموي المتوفى عام 1228م (والدّولة الموحديّة قائمة) أنّ (بسكرة) بلدة بنواحي المغرب، ولم يشر إلى أنّها كانت قاعدة بلاد الزاب، فيقول: " بسكرة بكسر الكاف، وراء : بلدة بالمغرب من نواحي الزاب، بينها وبين قلعة بني حمّاد مرحلتان، فيها نخل وشجر وقسْب جيّد، بينها وبين طبنة مرحلة، كما يورد بيتا من الشعر لأحمد بن محمّد المروذي حين قال:
ثمّ أتـــى بســكرة النخــــيل
قـــد اغتــدى في زيــّه الجميل
لكننا نجد في نفس القرن (القرن الثالث عشر) المؤرّخ الأندلسي علي بن سعيد المغربيّ (1214م – 1286 م) الذي عاصر سقوط دولة الموحدين عام 1269 م يصف بسكرة في كتابه (الجغرافيا) الذي قام بتحقيقه الأستاذ إسماعيل العربي قائلا :" وفي شرقيّها مدينة بسكرة قاعدة بلاد الزاب " .
ومن خلال هذا النّص وغيره نستطيع أن نجزم أنّ بسكرة أصبحت عاصمة بلاد الزاب وقاعدته الرئيسة قبيل أو بعيد اضمحلال دولة الموحدين عام 1269 م.
بسكرة قاعدة بلاد الزاب
بعد سقوط الموحدين وتفكك عرى دولتهم نهائيّا كما أشرنا، وإعادة تجزئة بلاد المغرب إلى ثلاثة دول مستقلّة: الحفصيّة بالمغرب الأدنى، الزيّانيّة بالمغرب الأوسط والمرينيّة بالمغرب الأقصى، تنافست هذه الدّول على ضمّ هذا الإقليم بالقوّة، ولـهذا وجدنا بلاد الزاب تارة تابعة للحفصيين وتارة للزيّانيين وتارة أخرى ضمن نفوذ الدّولة المرينيّة، وأحيانا أخرى تتمتع بالاستقلال، وأن تخطف بسكرة الأضواء كعاصمة لبلاد الزاب بعد خفوت صوت مدن: زابي، طبنة، المسيلة، القلعة، نقاوس... ويؤكد هذه الحقيقة الكثير من المؤرّخين والجغرافيين، ومن هؤلاء مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون الذي لبث في بسكرة بضع سنين متفرقات، وكانت لـه دراية عميقة بالمنطقة حيث يقول: " هذا البلد بسكرة هو قاعدة وطن الزاب لـهذا العهد" أي القرن 14 م.
ولم يكتف صاحب (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر) بذلك فقط، بل عرض حدودا جديدة لبلاد الزاب مستثنيا مدنه القديمة كزابي وطبنة والمسيلة والقلعة وباغاي ومسكيانة ونقاوس... وغيرها، " وطن الزاب لـهذا العهد وحدّه من لدن قصر الدوسن بالغرب إلى قصور تنومة وبادس في الشرق" ثمّ يعدّد بعض قرى الزاب التي كانت لامعة في ذلك الحين " وهذا الزاب وطن كبير يشتمل على قرى متعددة متجاورة جمعا جمعا، يعرف كلّ واحد منها بالزاب، وأو لـها زاب الدوسن، ثمّ زاب طولقة، ثمّ زاب مليلة، وزاب بسكرة، وزاب تهودا، وزاب بادس. وبسكرة أمّ هذه القرى كلـها " .
وهذه الرقعة الجغرافيّة التي حدّدها ابن خلدون كإقليم لبلاد الزاب؛ تمثل اليوم جزءا مهما من ولاية بسكرة. كما أعطى تقسيما لبلاد الزاب ما زال متداولا إلى اليوم إلى حدّ كبير حيث قسّمه إلى زاب غربي وأوسط وشرقي، " وأما الزاب فالجانب الغربي منه، وقاعدته طولقة... والجانب الوسط، وقاعدته بسكرة... وأما الجانب الشرقي من الزاب وقاعدته باديس (بادس) وتنومة" على اعتبار أن مدينة سيدي عقبة لم تكن ذات شأن على عهد ابن خلدون.
أما ابن الحاج النميري الذي زار بسكرة في إطار حملة السلطان المريني أبي عنّان عام 758 هـ يوم كانت عاصمة لبني مزني فذكر في رحلته (فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب) أنّ " بسكرة هي قاعدة الزاب " والذي عاصر دولة بني مزني ببسكرة والزاب وكان ضيفا مع السلطان أبي عنان لدى أميرها أنذاك أبي يعقوب يوسف بن منصور بن الفضل بن مزني، فيما صاحب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) تقيّ الدين المقريزيّ (713 هـ – بعد 774 هـ) ، أورد نصّا نستشفّ منه أنّ بلاد الزاب في القرن الرابع عشر الميلادي كانت عاصمتها مدينة بسكرة وهو في سياق الحديث عن الفضل بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن مزني، الأمير... وكيف أضحى كبير بلاد الزاب، وعاصمته بسكرة، " وقام بعده أبو إسحاق في الخلافة بتونس – طبعا بعد وفاة أخيه المستنصر – فعقد لفضل هذا على الزاب ولأخيه عبد الواحد بن علي على بلاد الجريد، فقدم بسكرة متوليّا على الزاب حتى فتك به بنو رمّان في سنة ثلاث وثمانين وست مئة واستبدّوا بعده بأمر بسكرة والزاب " قاعدة بلاد الزاب " أكد هذا كذلك في القرن 16 م محمّد بن علي البروسوي (ت 997 هـ - 1589 م) في كتابه (أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك) لتفتك ريادة هذا الإقليم إلى يوم الناس هذا.
كما حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها .
الزاب اليوم
أمّا مصطلح الزاب في العصر الراهن فيكاد يقتصر على تراب ولاية بسكرة دون غيرها من المدن الزابيّة الأخرى التي تقع اليوم في إقليم ولاية: باتنة، المسيلة، خنشلة، قسنطينة... وغيرها " وعاصمة الزاب الإداريّة والتجاريّة في يومنا هذا هي مدينة بسكرة" استنادا إلى العلامة البشير الإبراهيمي الذي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة حول مادّة (الزاب) كما أنّ هذا الزاب يقسم اليوم إلى زابين، الزاب الغربي والزاب الشرقي، والزاب الغربيّ يقسم بدوره إلى شطرين، الزاب الظهراوي والآخر قبلي، فالزاب الظهراوي يشـمل بلدات العامري، برج بن عزوز، طولقة، فوغالة، ليشانة، فرفار، بوشقرون، لغروس، الدوسن،... إلى غاية أولاد جلال وسيدي خالد وما جاورهما، رغم أنّ العلامة الإبراهيمي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة، واعتبر" الدوسن وأولاد جلال خارجان عن الزاب وتقعان غربيه" مخالفا بذلك ابن خلدون الذي يؤكد على زابية الدّوسن في قولـه:"وسلكنا القفر إلى الدّوسن من أطراف الزاب " .
أمّا الزاب القبلي فيضمّ بلدات: أورلال، ليوة، الصّحيرة، بنطيوس، مخادمة، أمليلي، أوماش، بيقو، مناهلة، زاوية بن واعر... أمّا الزاب الشرقي فيقع شرق مدينة بسكرة، عاصمة الزاب، ويضمّ سيدي عقبة، تهودة، عين الناقة، الذيبيّة، سيدي خليل، شتمة، الدروع، الفيض، خنقة سيدي ناجي، زريبة الوادي، بادس، القصر، ليانة، سريانة، قرطة، زريبة حامد... وغيرها. . وجميعها تقع في إقليم ولاية بسكرة الجزائريّة.
بل أذهبُ إلى أكثر من ذلك حيث أجزم أنّ مصطلح (الزاب) يكاد يقتصر اليوم عند الإشارة إلى مناطق بعينها فقط، تشـمل دائرة أورلال ببلدياتها وقراها وبدرجة أقلّ دائرة طولقة، بحيث لما يقول الرّجل في هذا الزمان إنّي ذاهب إلى الزاب، مباشرة تتجه الأنظار صوب أورلال وكذلك طولقة وضواحيهما القريبة إلى حدّ ما، ولـهذا ما زال إلى اليوم يطلق على الشارع الرئيس ببسكرة (الزعاطشة) المؤدّي إلى هذه البلديات (طريق الزاب).
من مدن الزاب القديمة
رغم اتساع الرّقعة الجغرافيّة لبلاد الزاب واحتوائه قديما على أكثر من 360 مدينة وقرية، إلا أنّ مجموعة منها فقط تصدّرت أحداث التاريخ ومحطاته الكبرى وكان لـها شأن يذكر.
ومن مدن الزاب تأتي في الطليعة مدينة (زابي) التي اشتق منها مصطلح الزاب، والتي بنيت على أطلالـها مدينة المسيلة، ومدينة (طبنة) عاصمة الزاب في العهد الأغلبي وتقع اليوم قريبا جدا من بريكة بولاية باتنة، وعاصمة الزاب الجزائريّ كما يقول المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي ، أمّا ابن حوقل المتوفى عام (981 م) فيذكر عن (طبنة) بعدما فقدت بريقها " طبنة مدينة قديمة وكانت عظيمة كثيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولـها سور" ، و(مقرة) التي تقع شرق (المسيلة) التي نبغ فيها العلامة المقّري صاحب كتاب (نفح الطيب) وقد نقل عنه العلامة محمّد البشير الإبراهيمي " أصل سلفنا من مقرة إحدى قرى زاب إفريقية انتقلوا في المائة السادسة إلى تلمسان" .
و(المسيلة) التي بناها الفاطميون لتحلّ محلّ طبنة كما أسلفنا، إلى جانب مدينة (قسنطينة) يقول الأستاذ الكعّاك وهو يتحدّث عن الجزائر في العهد الموحّدي " ولم تكن بجاية وحدها حضرة علم فإنّ مدن الزاب وعلى الخصوص قسنطينة وعموم المدن الجزائريّة " .
إضافة إلى مدينة (باغاي) التي اشتهرت بمؤتمر شيعة دوناتيس عام 394 م، كما ارتبطت بشخصيّتي الكاهنة وكسيلة في البدايات الأولى للفتوحات الإسلاميّة لبلاد المغرب، وهي مدينة شهيرة تقع حاليّا في ولاية خنشلة، ومدينة (أربه أو أذنه أو أدنه) وكانت ذات شان على عهد عقبة بن نافع، ومدينة (مسكيانة) بولاية أم البواقي اليوم والقريبة من (باغاي)، قال عنها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض ما نصّه " مسكيانة قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولـها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتد كالبساط" .
ومن مدن الزاب قديما كذلك (نقاوس) و(تيجيس) جنوب شرقيّ قسنطينة، وبالتراب التونسيّ اليوم مدينة (توزر) هذه المدينة التي اعتبرها ياقوت الحمويّ في معجم بلدانه من مدن الزاب " مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد، معمورة، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ... " إضافة إلى قفصة ونفطة الزابيتين التونسيتين حاليّا، يقول الحمويّ دائما حول الزاب"الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس" .
أمّا مدن الزاب القديمة والموغلة في التاريخ وتتبع حاليا إقليم ولاية بسكرة؛ فهناك: الدوسن، طولقة، تهوذا (تهودة)، بادس، بسكرة، ملشون، حياس، مشاش…وغيرها.
الزاب في الشعر العربي
احتلّ مصطلح (الزاب) حيّزا معتبرا في المساحة الشاسعة لديوان العرب في قديمه وحديثه، مما يمكن أن يشكل ديوانا مستقلا (الزاب في الشعر العربي). أو ينهض بإعداد دراسة عن الزاب .
ومن الشعراء القدامى الذين استحوذت بلاد الزاب على إعجابهم فاستلـهموا من ربوعها درر قصائدهم، الشاعر محمّد بن هانئ الأندلسي (932 م – 973 م) الذي بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت ومطاردته من الأندلس لتشيّعه الواضح، لجأ إلى بلاد الزاب، يوم كانت شيعيّة وعاصمتها المسيلة، فاتصل بأميرها جعفر بن حمدون الأندلسي، وقد ظلّ ينعم في كنفه مادحا لـه ولأخيه يحي وابنه إبراهيم وللزاب كذلك.
ولشدّة إعجابه وسحره بهذا الإقليم فقد خصّه بوصف بليغ في عدّة قصائد ، مشبّها إيّاه بجنّة الخلد والكوثر في قولـه:
خليلي أين الزاب عـنّا وجعفـــر
وجنّـة خلد بنـت عنهــا وكوثــر
أتى النّاس أفواجـا إليـك كأنّمــا
من الزاب بيت أو من الزاب محشر
و في قصيدة أخرى :
إنمــا الـزاب جنـّة الخلـد فيـهـا
مـن نَــدَاهُ غـضـــارة التصريف
أما قصره فقد أعجب بقبابه المشيدة التي ازدانت بها بلاد الزاب:
ألا أيّها الـوادي المقدّس بالطــوى
وأهــلَ الندى قلبي إليـك مشـوق
ويا أيّها القصر المنيـف قبابــه
على الزاب لا يسـدد إليك طريــق
ويا ملك الزاب الرّفيعَ عمــادُه
بقيتَ لجـمع المجد وهـي فريـــق
وفي قصيدة أخرى يشبّه بلاد الزاب بالعراق وهي تضم حينذاك بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية، حيث يتزاحم كبار القبائل والشيوخ على باب جعفر بن علي بن حمدون كأنّه خليفة بغداد:
ورأيت حولي وفـد كـلّ قبيلـة أرضا وطأت الدر رضراضا بها وسمعت فيـا كلّ خطبة فيصـل حتى توهمت العـراق الزابــا والمسك تربا والرّيّاض جنابـا حتى حسبت ملوكها أعرابـا
وفي موضع آخر يمدح جعفر بن علي ويسمو ببلاد الزاب إلى مرتبة بغداد حاضرة الخلافة العبّاسيّة في عدلـه وحسن سيّاسته في قولـه:
تبغدد منه الزابُ حتى رأيتُـه
يَهبّ نسيمُ الروض فيه فيُستجفى
قائمة مصادر ومراجع ( دراسة الزاب ):
الكتـب:
1- الإدريسي (الشريف) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، المجلد الأوّل، عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1409 هـ 1989 م.
2 – الإبراهيميّ (محمّد البشير) الآثار، الجزء الرابع، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1997.
3 – ابن حوقل (النصيبي) كتاب صورة الأرض، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان (دون تاريخ).
4 – ابن خلدون (عبد الرحمن)،، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تعليق محمد بن تاويت الطنجي، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
• كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، المجلد الثاني، دار ابن حزم، بيروت لبنان 1424هـ/2003 م.
• المقدّمة، الجزء الثالث، وزارة الثقافة، الجزائر، 2006.
5 – ابن خلدون (يحي) بغية الرّواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عبد الحميد حاجيات، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
6- ابن سعيد (علي المغربي الأندلسي)، كتاب الجغرافيا، تحقيق الأستاذ اسماعيل العربي.
7 – ابن منظور (جمال الدّين) لسان العرب، المجلّد الأول والرابع عشر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، دون تاريخ.
8 – البروسويّ (محمّد بن علي) أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، تحقيق الأستاذ المهدي عيد الرواضية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1427 هـ، 2006م.
9 – البكريّ (أبو عبيد عبد اللـه) المسالك والممالك، المجلد الثاني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424 هـ - 2003 م.
10 – بورويبة (رشيد) الدّولة الحماديّة تاريخها وحضارتها، ديوان المطبوعات الجامعيّة، المركز الوطني للدّراسات التاريخيّة، الجزائر، 1977.
11 – بونار (رابح) المغرب العربيّ تاريخه وثقافته، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981م.
12 – الجيلالي (عبد الرحمن) تاريخ الجزائر العام، الجزء الأوّل، الطبعة السابعة، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1995.
• الجزء الثاني، الطبعة السادسة، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1403 هـ، 1983 م.
13 – الحموي (ياقوت) معجم البلدان، المجلّد الأوّل والثاني والثالث، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م.
14 – الرقيق (أبو اسحاق إبراهيم بن القاسم)، قطعة من تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق الدكتور عبد الله العليّ الزيدان والدكتور عزالدّين عمر موسى، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990م.
15 – شنيتي (محمّد البشير) الجزائر في ظلّ الاحتلال الروماني، الجزء الأوّل، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1999 م.
16 – الطالبي (محمّد) الدولة الأغلبيّة التاريخ السياسيّ، الطبعة الثانية، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1415 هـ - 1995م.
17 – الطمّار (محمّد) الروابط الثقافيّة بين الجزائر والخارج، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1983.
18 – العربيّ (إسماعيل) الصحراء الكبرى وشواطئها، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1983.
• المدن المغربيّة، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1984م.
19 – الكعّاك (عثمان) موجز التاريخ العام للجزائر من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسيّ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 2003م.
20 - المقريزي (تقي الدّين أحمد) درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، تحقيق الدكتور محمود الجليلي، المجلد الأول، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1423 هـ - 2002.
21 – المنجد في اللغة والأعلام، الطبعة الثانية والأربعون، دار المشرق، بيروت، لبنان، 2007.
22 – النميريّ (ابن الحاج) فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الرحلة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990.
23- الوزّان (الحسن بن محمد) وصف إفريقيا، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1983 م.
الدّوريّات:
1 – الطائي (ابتهال عادل) أضواء في الفكر الجغرافي القديم في وادي الرّافدين، مجلّة آفاق الثقافة والتراث، السنّة 14، العدد 56، جانفي 2007، دبيّ، الإمارات العربيّة المتحدة.
بقلم : فوزي مصمودي
إطلع على مواضيعي الأخرى (http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=302&auth=1&srech=%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A%20%D9%85%D8%B5%D9%8 5%D9%88%D8%AF%D9%8A)
[ شوهد : 1434 مرة ]
http://www.aswat-elchamal.com/photos/1321122754.jpg
هذا هو الجزء الثاني من دراستي حول مصطلح الزاب ومفهومه
الزّاب المصطلح والدّلالات
الجزء الثاني
الزاب في عهد الموحدين
بعد أن دخلت بلاد الزاب في ظلال دولة الموحدين (1121 م – 1269 م) كانت (المسيلة) حينها عاصمة للزاب، لكنّ نجمها بدأ يأفل عقب تخريب قلعة بني حمّاد، ولم تكن (بسكرة) في ذلك الحين سوى إحدى مدن الزاب الـهامة، وفي مادّة (بسكرة) يذكر ياقوت الحموي المتوفى عام 1228م (والدّولة الموحديّة قائمة) أنّ (بسكرة) بلدة بنواحي المغرب، ولم يشر إلى أنّها كانت قاعدة بلاد الزاب، فيقول: " بسكرة بكسر الكاف، وراء : بلدة بالمغرب من نواحي الزاب، بينها وبين قلعة بني حمّاد مرحلتان، فيها نخل وشجر وقسْب جيّد، بينها وبين طبنة مرحلة، كما يورد بيتا من الشعر لأحمد بن محمّد المروذي حين قال:
ثمّ أتـــى بســكرة النخــــيل
قـــد اغتــدى في زيــّه الجميل
لكننا نجد في نفس القرن (القرن الثالث عشر) المؤرّخ الأندلسي علي بن سعيد المغربيّ (1214م – 1286 م) الذي عاصر سقوط دولة الموحدين عام 1269 م يصف بسكرة في كتابه (الجغرافيا) الذي قام بتحقيقه الأستاذ إسماعيل العربي قائلا :" وفي شرقيّها مدينة بسكرة قاعدة بلاد الزاب " .
ومن خلال هذا النّص وغيره نستطيع أن نجزم أنّ بسكرة أصبحت عاصمة بلاد الزاب وقاعدته الرئيسة قبيل أو بعيد اضمحلال دولة الموحدين عام 1269 م.
بسكرة قاعدة بلاد الزاب
بعد سقوط الموحدين وتفكك عرى دولتهم نهائيّا كما أشرنا، وإعادة تجزئة بلاد المغرب إلى ثلاثة دول مستقلّة: الحفصيّة بالمغرب الأدنى، الزيّانيّة بالمغرب الأوسط والمرينيّة بالمغرب الأقصى، تنافست هذه الدّول على ضمّ هذا الإقليم بالقوّة، ولـهذا وجدنا بلاد الزاب تارة تابعة للحفصيين وتارة للزيّانيين وتارة أخرى ضمن نفوذ الدّولة المرينيّة، وأحيانا أخرى تتمتع بالاستقلال، وأن تخطف بسكرة الأضواء كعاصمة لبلاد الزاب بعد خفوت صوت مدن: زابي، طبنة، المسيلة، القلعة، نقاوس... ويؤكد هذه الحقيقة الكثير من المؤرّخين والجغرافيين، ومن هؤلاء مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون الذي لبث في بسكرة بضع سنين متفرقات، وكانت لـه دراية عميقة بالمنطقة حيث يقول: " هذا البلد بسكرة هو قاعدة وطن الزاب لـهذا العهد" أي القرن 14 م.
ولم يكتف صاحب (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر) بذلك فقط، بل عرض حدودا جديدة لبلاد الزاب مستثنيا مدنه القديمة كزابي وطبنة والمسيلة والقلعة وباغاي ومسكيانة ونقاوس... وغيرها، " وطن الزاب لـهذا العهد وحدّه من لدن قصر الدوسن بالغرب إلى قصور تنومة وبادس في الشرق" ثمّ يعدّد بعض قرى الزاب التي كانت لامعة في ذلك الحين " وهذا الزاب وطن كبير يشتمل على قرى متعددة متجاورة جمعا جمعا، يعرف كلّ واحد منها بالزاب، وأو لـها زاب الدوسن، ثمّ زاب طولقة، ثمّ زاب مليلة، وزاب بسكرة، وزاب تهودا، وزاب بادس. وبسكرة أمّ هذه القرى كلـها " .
وهذه الرقعة الجغرافيّة التي حدّدها ابن خلدون كإقليم لبلاد الزاب؛ تمثل اليوم جزءا مهما من ولاية بسكرة. كما أعطى تقسيما لبلاد الزاب ما زال متداولا إلى اليوم إلى حدّ كبير حيث قسّمه إلى زاب غربي وأوسط وشرقي، " وأما الزاب فالجانب الغربي منه، وقاعدته طولقة... والجانب الوسط، وقاعدته بسكرة... وأما الجانب الشرقي من الزاب وقاعدته باديس (بادس) وتنومة" على اعتبار أن مدينة سيدي عقبة لم تكن ذات شأن على عهد ابن خلدون.
أما ابن الحاج النميري الذي زار بسكرة في إطار حملة السلطان المريني أبي عنّان عام 758 هـ يوم كانت عاصمة لبني مزني فذكر في رحلته (فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب) أنّ " بسكرة هي قاعدة الزاب " والذي عاصر دولة بني مزني ببسكرة والزاب وكان ضيفا مع السلطان أبي عنان لدى أميرها أنذاك أبي يعقوب يوسف بن منصور بن الفضل بن مزني، فيما صاحب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) تقيّ الدين المقريزيّ (713 هـ – بعد 774 هـ) ، أورد نصّا نستشفّ منه أنّ بلاد الزاب في القرن الرابع عشر الميلادي كانت عاصمتها مدينة بسكرة وهو في سياق الحديث عن الفضل بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن مزني، الأمير... وكيف أضحى كبير بلاد الزاب، وعاصمته بسكرة، " وقام بعده أبو إسحاق في الخلافة بتونس – طبعا بعد وفاة أخيه المستنصر – فعقد لفضل هذا على الزاب ولأخيه عبد الواحد بن علي على بلاد الجريد، فقدم بسكرة متوليّا على الزاب حتى فتك به بنو رمّان في سنة ثلاث وثمانين وست مئة واستبدّوا بعده بأمر بسكرة والزاب " قاعدة بلاد الزاب " أكد هذا كذلك في القرن 16 م محمّد بن علي البروسوي (ت 997 هـ - 1589 م) في كتابه (أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك) لتفتك ريادة هذا الإقليم إلى يوم الناس هذا.
كما حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها .
الزاب اليوم
أمّا مصطلح الزاب في العصر الراهن فيكاد يقتصر على تراب ولاية بسكرة دون غيرها من المدن الزابيّة الأخرى التي تقع اليوم في إقليم ولاية: باتنة، المسيلة، خنشلة، قسنطينة... وغيرها " وعاصمة الزاب الإداريّة والتجاريّة في يومنا هذا هي مدينة بسكرة" استنادا إلى العلامة البشير الإبراهيمي الذي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة حول مادّة (الزاب) كما أنّ هذا الزاب يقسم اليوم إلى زابين، الزاب الغربي والزاب الشرقي، والزاب الغربيّ يقسم بدوره إلى شطرين، الزاب الظهراوي والآخر قبلي، فالزاب الظهراوي يشـمل بلدات العامري، برج بن عزوز، طولقة، فوغالة، ليشانة، فرفار، بوشقرون، لغروس، الدوسن،... إلى غاية أولاد جلال وسيدي خالد وما جاورهما، رغم أنّ العلامة الإبراهيمي ردّ على دائرة المعارف الإسلاميّة، واعتبر" الدوسن وأولاد جلال خارجان عن الزاب وتقعان غربيه" مخالفا بذلك ابن خلدون الذي يؤكد على زابية الدّوسن في قولـه:"وسلكنا القفر إلى الدّوسن من أطراف الزاب " .
أمّا الزاب القبلي فيضمّ بلدات: أورلال، ليوة، الصّحيرة، بنطيوس، مخادمة، أمليلي، أوماش، بيقو، مناهلة، زاوية بن واعر... أمّا الزاب الشرقي فيقع شرق مدينة بسكرة، عاصمة الزاب، ويضمّ سيدي عقبة، تهودة، عين الناقة، الذيبيّة، سيدي خليل، شتمة، الدروع، الفيض، خنقة سيدي ناجي، زريبة الوادي، بادس، القصر، ليانة، سريانة، قرطة، زريبة حامد... وغيرها. . وجميعها تقع في إقليم ولاية بسكرة الجزائريّة.
بل أذهبُ إلى أكثر من ذلك حيث أجزم أنّ مصطلح (الزاب) يكاد يقتصر اليوم عند الإشارة إلى مناطق بعينها فقط، تشـمل دائرة أورلال ببلدياتها وقراها وبدرجة أقلّ دائرة طولقة، بحيث لما يقول الرّجل في هذا الزمان إنّي ذاهب إلى الزاب، مباشرة تتجه الأنظار صوب أورلال وكذلك طولقة وضواحيهما القريبة إلى حدّ ما، ولـهذا ما زال إلى اليوم يطلق على الشارع الرئيس ببسكرة (الزعاطشة) المؤدّي إلى هذه البلديات (طريق الزاب).
من مدن الزاب القديمة
رغم اتساع الرّقعة الجغرافيّة لبلاد الزاب واحتوائه قديما على أكثر من 360 مدينة وقرية، إلا أنّ مجموعة منها فقط تصدّرت أحداث التاريخ ومحطاته الكبرى وكان لـها شأن يذكر.
ومن مدن الزاب تأتي في الطليعة مدينة (زابي) التي اشتق منها مصطلح الزاب، والتي بنيت على أطلالـها مدينة المسيلة، ومدينة (طبنة) عاصمة الزاب في العهد الأغلبي وتقع اليوم قريبا جدا من بريكة بولاية باتنة، وعاصمة الزاب الجزائريّ كما يقول المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي ، أمّا ابن حوقل المتوفى عام (981 م) فيذكر عن (طبنة) بعدما فقدت بريقها " طبنة مدينة قديمة وكانت عظيمة كثيرة البساتين والزروع والقطن والحنطة والشعير ولـها سور" ، و(مقرة) التي تقع شرق (المسيلة) التي نبغ فيها العلامة المقّري صاحب كتاب (نفح الطيب) وقد نقل عنه العلامة محمّد البشير الإبراهيمي " أصل سلفنا من مقرة إحدى قرى زاب إفريقية انتقلوا في المائة السادسة إلى تلمسان" .
و(المسيلة) التي بناها الفاطميون لتحلّ محلّ طبنة كما أسلفنا، إلى جانب مدينة (قسنطينة) يقول الأستاذ الكعّاك وهو يتحدّث عن الجزائر في العهد الموحّدي " ولم تكن بجاية وحدها حضرة علم فإنّ مدن الزاب وعلى الخصوص قسنطينة وعموم المدن الجزائريّة " .
إضافة إلى مدينة (باغاي) التي اشتهرت بمؤتمر شيعة دوناتيس عام 394 م، كما ارتبطت بشخصيّتي الكاهنة وكسيلة في البدايات الأولى للفتوحات الإسلاميّة لبلاد المغرب، وهي مدينة شهيرة تقع حاليّا في ولاية خنشلة، ومدينة (أربه أو أذنه أو أدنه) وكانت ذات شان على عهد عقبة بن نافع، ومدينة (مسكيانة) بولاية أم البواقي اليوم والقريبة من (باغاي)، قال عنها ابن حوقل في كتابه صورة الأرض ما نصّه " مسكيانة قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولـها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتد كالبساط" .
ومن مدن الزاب قديما كذلك (نقاوس) و(تيجيس) جنوب شرقيّ قسنطينة، وبالتراب التونسيّ اليوم مدينة (توزر) هذه المدينة التي اعتبرها ياقوت الحمويّ في معجم بلدانه من مدن الزاب " مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد، معمورة، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ... " إضافة إلى قفصة ونفطة الزابيتين التونسيتين حاليّا، يقول الحمويّ دائما حول الزاب"الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس" .
أمّا مدن الزاب القديمة والموغلة في التاريخ وتتبع حاليا إقليم ولاية بسكرة؛ فهناك: الدوسن، طولقة، تهوذا (تهودة)، بادس، بسكرة، ملشون، حياس، مشاش…وغيرها.
الزاب في الشعر العربي
احتلّ مصطلح (الزاب) حيّزا معتبرا في المساحة الشاسعة لديوان العرب في قديمه وحديثه، مما يمكن أن يشكل ديوانا مستقلا (الزاب في الشعر العربي). أو ينهض بإعداد دراسة عن الزاب .
ومن الشعراء القدامى الذين استحوذت بلاد الزاب على إعجابهم فاستلـهموا من ربوعها درر قصائدهم، الشاعر محمّد بن هانئ الأندلسي (932 م – 973 م) الذي بعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت ومطاردته من الأندلس لتشيّعه الواضح، لجأ إلى بلاد الزاب، يوم كانت شيعيّة وعاصمتها المسيلة، فاتصل بأميرها جعفر بن حمدون الأندلسي، وقد ظلّ ينعم في كنفه مادحا لـه ولأخيه يحي وابنه إبراهيم وللزاب كذلك.
ولشدّة إعجابه وسحره بهذا الإقليم فقد خصّه بوصف بليغ في عدّة قصائد ، مشبّها إيّاه بجنّة الخلد والكوثر في قولـه:
خليلي أين الزاب عـنّا وجعفـــر
وجنّـة خلد بنـت عنهــا وكوثــر
أتى النّاس أفواجـا إليـك كأنّمــا
من الزاب بيت أو من الزاب محشر
و في قصيدة أخرى :
إنمــا الـزاب جنـّة الخلـد فيـهـا
مـن نَــدَاهُ غـضـــارة التصريف
أما قصره فقد أعجب بقبابه المشيدة التي ازدانت بها بلاد الزاب:
ألا أيّها الـوادي المقدّس بالطــوى
وأهــلَ الندى قلبي إليـك مشـوق
ويا أيّها القصر المنيـف قبابــه
على الزاب لا يسـدد إليك طريــق
ويا ملك الزاب الرّفيعَ عمــادُه
بقيتَ لجـمع المجد وهـي فريـــق
وفي قصيدة أخرى يشبّه بلاد الزاب بالعراق وهي تضم حينذاك بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية، حيث يتزاحم كبار القبائل والشيوخ على باب جعفر بن علي بن حمدون كأنّه خليفة بغداد:
ورأيت حولي وفـد كـلّ قبيلـة أرضا وطأت الدر رضراضا بها وسمعت فيـا كلّ خطبة فيصـل حتى توهمت العـراق الزابــا والمسك تربا والرّيّاض جنابـا حتى حسبت ملوكها أعرابـا
وفي موضع آخر يمدح جعفر بن علي ويسمو ببلاد الزاب إلى مرتبة بغداد حاضرة الخلافة العبّاسيّة في عدلـه وحسن سيّاسته في قولـه:
تبغدد منه الزابُ حتى رأيتُـه
يَهبّ نسيمُ الروض فيه فيُستجفى
قائمة مصادر ومراجع ( دراسة الزاب ):
الكتـب:
1- الإدريسي (الشريف) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، المجلد الأوّل، عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1409 هـ 1989 م.
2 – الإبراهيميّ (محمّد البشير) الآثار، الجزء الرابع، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1997.
3 – ابن حوقل (النصيبي) كتاب صورة الأرض، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان (دون تاريخ).
4 – ابن خلدون (عبد الرحمن)،، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تعليق محمد بن تاويت الطنجي، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
• كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، المجلد الثاني، دار ابن حزم، بيروت لبنان 1424هـ/2003 م.
• المقدّمة، الجزء الثالث، وزارة الثقافة، الجزائر، 2006.
5 – ابن خلدون (يحي) بغية الرّواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عبد الحميد حاجيات، وزارة الثقافة، الجزائر، 2007.
6- ابن سعيد (علي المغربي الأندلسي)، كتاب الجغرافيا، تحقيق الأستاذ اسماعيل العربي.
7 – ابن منظور (جمال الدّين) لسان العرب، المجلّد الأول والرابع عشر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، دون تاريخ.
8 – البروسويّ (محمّد بن علي) أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، تحقيق الأستاذ المهدي عيد الرواضية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1427 هـ، 2006م.
9 – البكريّ (أبو عبيد عبد اللـه) المسالك والممالك، المجلد الثاني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424 هـ - 2003 م.
10 – بورويبة (رشيد) الدّولة الحماديّة تاريخها وحضارتها، ديوان المطبوعات الجامعيّة، المركز الوطني للدّراسات التاريخيّة، الجزائر، 1977.
11 – بونار (رابح) المغرب العربيّ تاريخه وثقافته، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981م.
12 – الجيلالي (عبد الرحمن) تاريخ الجزائر العام، الجزء الأوّل، الطبعة السابعة، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1995.
• الجزء الثاني، الطبعة السادسة، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1403 هـ، 1983 م.
13 – الحموي (ياقوت) معجم البلدان، المجلّد الأوّل والثاني والثالث، الطبعة الثانية، دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م.
14 – الرقيق (أبو اسحاق إبراهيم بن القاسم)، قطعة من تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق الدكتور عبد الله العليّ الزيدان والدكتور عزالدّين عمر موسى، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990م.
15 – شنيتي (محمّد البشير) الجزائر في ظلّ الاحتلال الروماني، الجزء الأوّل، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر، 1999 م.
16 – الطالبي (محمّد) الدولة الأغلبيّة التاريخ السياسيّ، الطبعة الثانية، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1415 هـ - 1995م.
17 – الطمّار (محمّد) الروابط الثقافيّة بين الجزائر والخارج، الشركة الوطنيّة للنشر والتوزيع، الجزائر، 1983.
18 – العربيّ (إسماعيل) الصحراء الكبرى وشواطئها، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1983.
• المدن المغربيّة، المؤسسة الوطنيّة للكتاب، الجزائر، 1984م.
19 – الكعّاك (عثمان) موجز التاريخ العام للجزائر من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسيّ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 2003م.
20 - المقريزي (تقي الدّين أحمد) درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، تحقيق الدكتور محمود الجليلي، المجلد الأول، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1423 هـ - 2002.
21 – المنجد في اللغة والأعلام، الطبعة الثانية والأربعون، دار المشرق، بيروت، لبنان، 2007.
22 – النميريّ (ابن الحاج) فيض العباب وإفاضة قدّاح الآداب في الرحلة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، دار الغرب الإسلاميّ، بيروت، لبنان، 1990.
23- الوزّان (الحسن بن محمد) وصف إفريقيا، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1983 م.
الدّوريّات:
1 – الطائي (ابتهال عادل) أضواء في الفكر الجغرافي القديم في وادي الرّافدين، مجلّة آفاق الثقافة والتراث، السنّة 14، العدد 56، جانفي 2007، دبيّ، الإمارات العربيّة المتحدة.