المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك فعلا علاقة الزلازل بذنوبنا؟


Mellah hacene
2013-05-28, 15:23
السلام عليكم

هل هناك فعلا علاقة بين الزلازل و بين ذنوبنا؟




المتأمل البصير في الأخبار"" الجيولوجية"" يرى أن هناك زلازل كثيرة وقعت مؤخرا في بلادنا *****الجزائر****,فما موقف الشرع المطهر من كثرة الزلازل ؟ وهل هناك علاقة بينها و بين ذنوبنا؟ وهل هذا دليل على قرب قيام الساعة؟و ....

أسئلة سأحاول الإجابة عنها بنقل كلام العلماء و أهل الإختصاص فيه و الباب مفتوح للإخوة الأعظاء للمشاركة.
وقديما قيل :من تكلم في غير فنه أتى بالأعاجيب ,لذلك لن أتكلم إلا إنطلاقا من كلام العلماء.
************************************************** ************************
نصيحة حول الزلازل
العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه : ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) وقال عز وجل : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )الآية .
وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما نزل قول الله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك ، قال : أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال : أعوذ بوجهك وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ )قال : الصيحة والحجارة والريح . ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ )قال : الرجفة والخسف .
ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده . وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى ، كله بأسباب الشرك والمعاصي ، كما قال الله عز وجل : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) وقال تعالى : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )وقال تعالى عن الأمم الماضية : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم ، التوبة إلى الله سبحانه ، والاستقامة على دينه ، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء ، ويمنحهم كل خير كما قال سبحانه : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )وقال تعالى في أهل الكتاب : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ )وقال تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : (إن ربكم يستعتبكم) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم . ، وقال : (لئن عادت لا أساكنكم فيها) انتهى كلامه رحمه الله .
والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة .
فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه ، والضراعة إليه وسؤاله العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا ) ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )وقوله صلى الله عليه وسلم : (من لا يرحم لا يرحم )
وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا .

نشرت في الصحف المحلية في 13/7/1416هـ منها : الرياض - والجزيرة - والمدينة - وعكاظ .

Mellah hacene
2013-05-28, 15:28
منقول**************


إنذار لعامة الأمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
إن التفكر والاعتبار والانتفاع بالمواعظ من صفات المؤمنين قال الله تعالى: {سيذكر من يخشى}.

والمتأمل في الأحداث والمتغيرات، وحلول كثير من العقوبات في هذا الزمان: من الزلازل، والأعاصير والفيضانات، والانهيارات، والجفاف والجدب، والحوادث المتجددة يجدها أمورا عظيمة تزيد يوما بعد يوم، جدير بالمسلم أن يأخذ العبرة منها.

ومن باب الإنذار والتحذير نتكلم عن هذا الموضوع من خلال الوقفات التالية:

الوقفة الأولى:
المعاصي سبب المصائب، فإذا وقعت المنكرات وأعلنت ولم تغير فسنة الله تعالى حلول العقوبات والمصائب (ومن المعلوم بما أرانا الله من آياته في الآفاق وفي أنفسنا وبما شهد به في كتابه أن المعاصي سبب المصائب) (الفتاوى 28\138).

(ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم. وقد قال الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى 30) وقال الله تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الأنفال 53) ومن تأمل ما قص الله في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك من سوء عواقب الذنوب) (الجواب الكافي).

الوقفة الثانية:
تدل النصوص الشرعية على أن العقوبة إذا حلت شملت الجميع إلا من رحمه الله.
قال البخاري: (باب إذا أنزل الله بقوم عذابا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم)).

قال ابن حجر رحمه في شرحه: (وفي صحيح ابن حبان عن عائشة مرفوعا: إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم. وقال: إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم، قيل يارسول الله وفيهم أهل طاعته؟ قال: نعم، ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى ) (فتح الباري 13\64).

وسئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (( أنهلك وفينا الصالحون: قال: نعم، إذا كثر الخبث )) رواه البخاري وغيره. وتأمل أخي الكريم أن السائل هم الصحابة رضي الله عنهم، قال ابن حجر رحمه الله: (فيكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي).

الوقفة الثالثة:
أن سبب العقوبة للجميع حتى الصالحين هو السكوت وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر رضي الله عنه على المنبر يقول: يا أيها الناس إني أراكم تتأولون هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا عمل فيهم بالمعاصي فلم يغيروا أو شك الله أن يعمهم بعقاب)) أخرجه أبو داود والترمذي في سننه في كتاب الفتن ـ باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر ـ وابن ماجة والنسائي والبيهقي وابن حبان في صحيحه. ولفظه في إحدى الروايات عند أبي داود: مامن قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب " وقال الترمذي: حسن صحيح.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ )) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

قال البخاري رحمه الله: ( باب ما جاء في قول الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يحذر من الفتن ) قال ابن حجر في شرحه: ( وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب. ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: (( إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة )) أخرجه أحمد بسند حسن وهو عند أبي داود وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره.

قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157).

الوقفة الرابعة:
جاء التحذير والإنذار من الله تعالى في كتابه من الذنوب وعواقبها من خلال قصص الأمم الماضية وما حل بها عند ارتكاب المنكر، وحذر جل وعلا من معاصي بعينها مثل: قوله تعالى في الربا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسول}كما أن الرسول صلّى الله عليه وسلم حذر من المعاصي عامة إلا أنه عليه الصلاة والسلام كرر التحذير والتنبيه بشأن بعضها وبين عليه الصلاة والسلام أنها إذا وجدت تبعتها عقوباتها من ذلك:

قوله صلّى الله عليه وسلم: ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف)) فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: ((إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور)) رواه الترمذي. (انظر صحيح الجامع 4\103).

وروى ابن ماجة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير)) سنن ابن ماجة كتاب الفتن باب العقوبات، (وانظر صحيح الجامع 5\105).

وروى الإمام أحمد وأبو داود وسعيد بن منصور حديثا عن النبي صلّى الله عليه وسلم جاء فيه: ((ويبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم باستحلالهم الخمور وضربهم بالدفوف واتخاذهم القينات)).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: ((لا تقوم الساعة حتى ترضخ رؤوس أقوام بكواكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط)) (رواه الديلمي انظر اتحاف الجماعة 2\246).

الوقفة الخامسة:
حذر الرسول صلّى الله عليه وسلم من أن العقوبة تحل بهؤلاء العاصين حتى ولو كانوا يؤدون شعائر الإسلام، قال صلّى الله عليه وسلم: ((إن في أمتي خسفا ومسخا وقذفا)) قالوا: يارسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله. قال: ((نعم، إذا ظهرت المعازف والخمر ولبس الحرير)) رواه ابن أبي شيبة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير)) قالوا: يارسول الله أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال: ((بلى ويصومون ويصلون ويحجون)) قيل: فما بالهم؟ قال: ((اتخذا المعازف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير)) (انظر اتحاف الجماعة 2\243).

الوقفة السادسة:
العقوبات أنواع: منها ما تقدم ومنها أيضا: تسلط الأعداء وتداعي الأمم على المسلمين، ومنها الزلازل التي تقع فجأة فتقلب العمار دمارا. وكانت تقع فيما مضى إلا أنها كثرت في هذا الزمان المتأخر ولا زالت الأرض ترجف هنا وهناك حتى أصبح خبرها متجددا غير مستغرب.

وكثرتها من أشراط الساعة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)) (رواه البخاري). والنذر تزيد من حولنا في أقطار الأرض: ما بين زلازل، وأعاصير، وفيضانات، وانهيارات، مع آية الخسوف والكسوف.

وإذا نظرنا في واقعنا نجد أنواع المنكرات ظهرت بصورة لم تسبق في الأمة، مما يزيدنا خوفا من آثارها، وسنن الله تعالى عامة على الجميع لا فرق بين البشر إلا بالإستجابة لله تعالى، وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلم، ولا أحد أغير من الله تعالى عندما تنتهك حرماته وهو شديد العقاب.

الوقفة السابعة:
أن الله سبحانه وتعالى يحدث بعض الآيات والعقوبات تخويفا لعباده إذا غفلوا لعلهم يرجعون: قال الله تعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} (الإسراء 59).

قال ابن كثير رحمه الله: (قال قتادة: "إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون. ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس: "إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه " (يستعتبكم: أي يطلب منكم العتبى وهو الرجوع إلى ما يرضيه) وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره، ثم قال: يا أمة محمد والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا)).

وإذا لم يحصل الخوف عند رؤية الآيات المنذرة فيخشى نزول العذاب.

الوقفة الثامنة:
أهل الكفر والضلال عند حلول النكبات، بل وعند التوقعات والمرتقبات يصيبهم الهلع والجزع، واليأس والقنوط. أما أهل الإسلام فقد هداهم الله في كتابه إلى الصراط المستقيم، وبين لهم البشير النذير صلّى الله عليه وسلم أسباب النجاة من العذاب وأولها:

تحقيق الإيمان والصدق مع الله تعالى والاستجابة لله ولرسوله صلّى الله عليه وسلم وانتهاز الفرص المتاحة لتحقيق رضوان الله تعالى: قال الله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}(الأنعام 82) هذا هو الحل الحقيقي في موضوع الكوارث مع فعل أسباب النجاة الموضحة في الوقفات التـاليـة:

الوقفة التاسعة:
من أعظم أسباب النجاة التضرع واللجوء إلى الله تعالى وحده والفزع إلى الصلاة، قال الله تعالى: {فأخذناهم البأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} الأنعام.

وعن حذيفة رضي الله عنه رفعه قال: ((يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق)) (رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين).

وقد حث الناصح صلّى الله عليه وسلم على الدعاء كثيرا من ذلك قوله: صلّى الله عليه وسلم ((لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد)) (رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ورواه ابن حبان في صحيحه).

وقال صلّى الله عليه وسلم: ((لا يرد القدر إلا الدعاء)) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وقال صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء)) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وقال صلّى الله عليه وسلّم ((والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة)) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

ودعوة المضطر مجابة قال الله تعالى {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} (النمل 12) لأن المضطر صادق في توجهه مخلص ليس في قلبه غير الله، حتى الكافر أجاب الله دعوته في حال الاضطرار {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} (العنكبوت 65).

وما قوبلت الشدائد وكشفت بمثل اللجوء إلى من بيده الأمر كله وهو على كل شيء قدير.

ولا تنس ـ أيها المسلم ـ إخوانك المسلمين فالخير واصل إليك بدعوتك لهم قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل. وفي لفظ: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل) (رواهما مسلم).

الوقفة العاشرة:
من أسباب النجاة: التوبة والاستغفار: وذلك بترك الذنوب والعزم على عدم العودة إليها مع الندم ورد المظالم والاستغفار فهذا من أسباب منع العذاب ورفعه، قال الله تعالى:{وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}.

والتوبة والاستغفار سبب لنيل رحمة الله تعالى وحصول الخير والبركات قال نوح عليه السلام قومه:{استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} وقال صالح عليه الصلاة والسلام لقومه: {لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون} وقال شعيب عليه السلام لقومه{واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود}.

كان خير البشر صلّى الله عليه وسلّم يكثر من الاستغفار قال ابن عمر رضي الله عنهما: ((كنا نعد لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم )) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث صحيح.

وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول قبل موته: ((سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه)) متفق عليه.

والاستغفار باللسان دون ترك الذنب لا يكفي قال ابن القيم _رحمه الله_ (وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع الذنب) (مدارج السالكين 1/307).

الوقفة الحادية عشر:
من أسباب النجاة: الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين}هود 116{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} (هود 117).

قال ابن كثير-رحمه الله-: يقول الله تعالى فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض، وقوله {إلا قليلاً} أي: قد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم يكونوا كثيراً وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غضبه وفجأة نقمته، ولهذا أمر الله تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كما قال تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} آل عمران 104، وقوله {واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} أي: استمروا على ما هم عليه من المعاصي والمنكرات ولم يلتفتوا إلى إنكار ألئك حتى فجأهم العذاب…{وكانوا مجرمين}.

ثم أخبر تعالى أنه لم يهلك قرية إلا وهي ظالمة لنفسها، ولم يأت قرية مصلحة بأسه وعذابه قط حتى يكونوا هم الظالمين كما قال تعالى: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} (هود 101) وقال:{وما ربك بظلام للعبيد} (فصلت 46).

ذكر ابن حجر-رحمه الله- في الفتح 13/65 عن بعض أهل العلم قوله: أما من أمر ونهى فهم المؤمنون حقاً لا يرسل عليهم العذاب، بل يدفع بهم العذاب.اهـ.

وقد نص الله على نجاة الناهين بقوله:{فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} (الأعراف 165).

قال ابن تيمية-رحمه الله-:( فأخبر الله تعالى أن العذاب لما نزل نجى الذين ينهون عن السوء وأخذ الظالمين بعذاب شديد) (الفتاوى 28/306).

الوقفة الثانية عشرة:
الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال والصدقة والإحسان يدفع البلاء.

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر) (رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وحسنه الألباني).

وتفريج كربة المسلم تفرج كربة يوم القيامة قال صلّى الله عليه وسلّم: (لمسلم أخو المسلم لايظلمه، ولا يسلمه (لعدوه)، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) متفق عليه. أما الجبن والبخل وخذلان المجاهد في سبيل الله فتنذر بقارعة، عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه الله سبحانه بقارعة قبل يوم القيامة)) رواه ابن ماجة وأبو داود بإسناد صحيح.

الوقفة الثالثة عشر:
يجب الإيمان بنصوص الشرع والخوف من نقمة الله وعقوبته، فهذا خير البشر صلّى الله عليه وسلّم تفطرت قدماه من قيام الليل وجاهد في الله حق جهاده يخشى من حلول عقوبة.

في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا عصفت الريح قال: ((اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به)) قالت: وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه، فعرفت ذلك عائشة رضي الله عنها فسألته فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: {فلما رأوه عارضا مستقبل أو ديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا}.

هذا خوفه صلّى الله عليه وسلّم مع أن الله جل وعلا يقول: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}.

وهذا عمر رضي الله عنه يربط بين الزلزلة والمعصية: أخرج ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في سنن عن صفية بنت أبي عبيد قالت: (زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر، فخطب عمر الناس فقال: أحدثتم لقد عجلتم، لإن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم) وإسناده صحيح. (انظر لمزيد البحث عن موضوع الزلزلة : رسالة السيوطي : كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة).

وكان بعض السلف إذا تغير عليه خلق زوجته او دابته رجع وحاسب نفسه وقال: والله ما حدث هذا إلا بذنب فعلته.

أما الآمنون من مكر الله ونقمته فقد ذمهم الله بقوله: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} (الأعراف).

ويتأكد الخوف والحذر كلما كثرت المنكرات وتوالت علينا النذر ممن له الخلق والأمر ممن يقول للشي كن فيكون سبحانه وتعالى.

الوقفة الرابعة عشرة:
ليس المقصود من هذا الموضوع نجاة البدن فقط، أو طلب النجاة في الدنيا.. بل الأهم من ذلك صلاح القلب أولا، وإذا صلح واستقام حصلت نجاة البدن والقلب جميعا في الدنيا والآخرة. أما إن كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله، فقد تعرض لسخط الله وعقابه، ومهما عمل من حيلة لنجاة بدنه من الكوارث والفواجع فلا يمنع عنه عذاب الله، إذا قدر عليه بذنبه ولو جعل منزله نم حديد مؤسس في أعماق الأرض؛ لأنه أهمل الوقاية الشرعية، لو نجاه الله في الدنيا فقد عرض نفسه لعذاب الآخرة وهو الأشد والأنكى، قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} الشعراء.

ولهذا لما حصلت الزلزلة لم يخطب عمر رضي الله عنه بتوجيه الناس إلى الملاجئ أو تأسيس البناء في مواصفات معينة، بل وجه إلى الأهم فأمرهم بالتوبة؛ لأن سبب الزلزلة معصية. وهكذا قال ابن مسعود رضي الله عنه عند الرجفة: ( إن ربكم يستعتبكم يطب منكم الرجوع إلى ما يرضيه).

أما الاهتمام المادي لنجاة البدن فقط وطلب البقاء فمن صفات الكفار قال الله تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم أن يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون} (سورة البقرة).

أما المؤمن فيسعى إلى إرضاء الله ولو أدى إلى إزهاق نفسه، وتلف بدنه كما يحصل في الجهاد في سبيل الله.
وعلى كل لا منافاة شرعا بين اتخاذ من الجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب المادية، لطلب الأمن والسلامة.

وخلاصة القول أن المطلوب منك أخي المسلم الاهتمام بهذه الأسباب الشرعية وهي تحقيق الإيمان والتضرع والدعاء والتوبة والاستغفار، والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإنفاق في سبيل الله، قبل حلول الكارثة، وإذا قدر الله شيئا من ذلك فيضاعف العمل لعل الله أن يكشفها ويخفف أثرها.

الوقفة الخامسة عشرة:
إنذار الناس من عذاب الله من مهام الأنبياء والرسل التي أمروا بها، قال الله تعالى لنبينا صلّى الله عليه وسلّم: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا} {إنما أنت منذر} وقال الله جلا وعلا عن نوح عليه السلام: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم}.

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: (خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فنادى ثلاث مرات فقال: ((أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟)) قالوا الله تعالى ورسوله أعلم. قال صلّى الله عليه وسلّم: ((إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يتراءى لهم فبينما هو كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه أيها الناس أوتيتم أيها الناس أوتيتم ـ ثلاث مرات ـ)) رواه الإمام أحمد.

والله تعالى يقول لنا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} فواجب على كل مسلم ومسلمة أن يزكي نفسه ويتوب إلى الله تعالى من كل ذنب ويسعى في إنذار غيره كل حسب استطاعته، لعل الله أن يرحم البلاد والعباد.

هذه أهم أسباب النجاة والأخذ بها هو الحل الحقيقية لكل كارثة ومصيبة، ولا يمنع بعد ذلك من اتخاذ الأسباب المادية.

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم يا حي يا قيوم نجنا من الفتن والمصائب واجعلنا من أسباب نجاة عبادك منها. آمينا اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. وصلى الله وسلم وبارك على أفضل الأنبياء والمرسلين.

حرر مع الإضافات في 24\11\1425هـ.

Mellah hacene
2013-05-28, 15:32
كلمات في الزلزال
ظافر صالح الشهري- ابها
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، العبد المسلم لا يجعل الأحداث تمر عليه دون أن يتأمل فيها ويتفكر وبعد أن رأيت وقرأت في موضوع الزلزال الذي ضرب دول شرق آسيا، رأيت أن أشارك في هذا الموضوع بهذه الكلمات بعنوان كلمات في الزلزال:
1- لابد للإنسان أن يعلم علماً يقينياً أن ما حدث بقدر الله وحكمته سبحانه وتعالى وإنما أمره إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون . ومن العبودية لله النظر في هذه الأحداث والأمل فيها وربطها بقدرة الله وقوته وعظمته وحكمته سبحانه وتعالى .
2- حينما وقع الزلزال دب الخوف والهلع في قلوب البعيدين من الحدث وما ذلك إلا للدمار الذي خلف وسرعة هيجان البحر وانطلاقه على اليابسة ، وهذا الخوف لابد له من ترجمة في واقعنا نحن المسلمين ، ولنتأمل الخوف الذي أصاب أولئك وهم يرون العذاب والدمار زاحف عليهم.
3- إن الله جعل هناك آيات سمعية ومقروءة وجعل هناك آيات محسوسة مرئية فإذا جاءت الآية الأولى ولم يصدق الناس ويتعظون أرسل الله الآية الثانية ومن كذب بعد ذلك فهو العذاب الأكبر والعياذ بالله .
4- الزلزال وقع في جنوب شرق آسيا – في المحيط الهندي – في نقطة تبعد عن سطح البحر مسافة 40 كلم – مدة حركة القشرة دقيقتين ونصف – نتج عن ذلك تحرك البحر وارتفاع الأمواج والمد إلى (10- 40 م) – واختفت على أثرها جزر كاملة ابتلعها البحر .
5- رأينا قدرة ربانية فهناك مساجد حفظها الله من التدمير وتدمر ماحولها من البيوت وترك الله هذه لتكون عبرة لأولي الألباب والعقول.
6- حقيقة تلك السواحل وماكان يجري فيها : إنما هي منتجعات تكتظ بالسياح وبيوت الدعارة والزنا والخنا والتعري وشرب الخمور والرقص والاختلاط وقد كانوا يتأهبون لعيد رأس السنة .
7- بالنسبة لسيرلانكا وتايلند فديانتهم هي البوذية فهم يعبدون غير الله سبحانه وتعالى وقد تجرأو أن يصرفوا العبادة لغير الله فحل بهم ما حل .
8- العجب أن هناك من المسلمين من هو ساذج في تفكيره فهو يفسر ماحدث كظواهر طبيعية فقط من ضعف القشرة الأرضية وتحرك الصفائح لكن لايربط ذلك بالمسبب سبحانه وتعالى المدبر الذي أراد ذلك وأمره بأن يكون .
9- كيف يتعامل المسلمون مع مثل هذه الكوارث باللجوء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء والاستغفار والتبتل إلى الله أن يكشف الغمة ويزيل العذاب.
10- إن هذه الكوارث بالنسبة للكفار هي عذاب من الله وبالنسبة للمسلمين ابتلاء واختبار وامتحان وكذلك تحمل في طياتها نعم من الله ليعود الناس إلى ربهم ويتوبوا إليه .
11- ضعف روح الأخوة الإيمانية بين المسلمين فاندنوسيا هي أكثر البلاد تضرراً حينما نسمع ذلك كان المسلمين لا يعرفون أهل تلك البقعة وان ليس هناك رابط يربطنا بهم ،فأين صلة الدين المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه .
12- هناك مرض استشرى فينا نحن المسلمين إذا قيل توبوا إلى الله وعودا إلى الطريق الحق نظر احدنا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه كان المخاطب شخصاً غيره.
13- إن العذاب إذا أرسل عم الصالح والطالح الظالم والمظلوم وذلك إذا كثر الخبث في المجتمع واستشرى الفساد .
14- قد حدث قبل فترة من الزمن هزة أرضية على شاطي البحر الأحمر وهي رسالة من الله لنا ، فهل نتعض ونعد إلى رشدنا .
15- رأينا ولله الحمد عودة الكثير إلى المساجد وقراءة القران والاستغفار والتوبة .
16- من علامات قرب القيامة كما اخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم كثرة الزلازل وانتشارها.
17- استغلال أمريكا هذه الأحداث وإرسال 13 ألف جندي بطائراتهم وسفنهم ودباباتهم للإنقاذ ؟
18- الدعم السخي من دول الغرب والحملات الاغاثية التنصيرية وخذلان المسلمين لإخوانهم المنكوبين.
19- قوة الله سبحانه وتعالى تبعث فينا القوة وتجدد الحماس لتبليغ دين الله،فالله قادر على أن يرسل على أمريكا عذاب من بين أيديهم ومن تحت أرجلهم يغرقهم أو تبتلعهم الأرض أو يدمرهم شر مدمر ، ويجعلها أضعف الشعوب وأفقرها وكل شي عنده بمقدار .
20- فلنتوب الله توبة صادقة ولنجدد إيماننا ولنقوي علاقتنا بربنا سبحانه وتعالى .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .

Mellah hacene
2013-05-28, 15:36
منقول


أحاديث وردت في الخسف والمسخ والقذف (من صحيح الجامع الصغير)
معتز أحمد عبد الفتاح


مقدّمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا بحث صغير عن علامة من علامات يوم القيامة وهى ظهور الخسف والمسخ والقذف وهى من آثار الذنوب و المعاصي مثل فساد العقيدة ووقوع الشرك الأكبر والأصغر وأكل الربا وشرب الخمر واستحلالها والغناء والمعازف وكثرة الخبث واعلم أنه ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب و لا نسل و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك كما سترى الأحاديث .
وأسال الله أن يتوفنا مسلمين ويلحقنا بالصالحين 0.
وقد قمت بالبحث في الموسوعة الحديثية المصغرة عن الأحاديث التي تحوى الكلمات الآتية : خسف – مسخ- قذف وما يقاربها ..
وأترك بعض الأحاديث لعدم التكرار أو لعدم دخولها في الموضوع ونحو ذلك .
وطريقتي أن أذكر الحديث وقد أذكر جزءا من شرحه .
وأقتصر على تحقيق الشيخ الألباني من صحيح الجامع الصغير ... والشرح من فتح القدير للمناوى .

الأحاديث :
1ـ يكون في آخر الزمان الخسف و القذف و المسخ .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 8149 في صحيح الجامع.

2ـ إذا سمعتم بقوم قد خسف فيهم هاهنا قريبا فقد أظلت الساعة .
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 618 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( إذا سمعتم بقوم ) في رواية بركب ، وفي أخرى بجيش
( قد خسف بهم ) أي غارت بهم الأرض وذهبوا فيها ...
( هاهنا قريباً ) أي بالبيداء اسم مكان بالمدينة
( فقد أظلت الساعة ) أي أقبلت عليكم ودنت منكم كأنها ألقت عليكم ظلة يقال أظلك فلان إذا دنا منك وكل شيء دنا منك فقد أظلك .
وفيه دليل للذاهبين إلى وقوع الخسف في هذه الأمّة ، وتأويل المنكرين بأن المراد خسف القلوب يأباه ظاهر الحديث ....

3 ـ إن في أمتي خسفا و مسخا و قذفا .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2132 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( إن في أمتي ) عام في أمة الإجابة والدعوة
( خسفاً ) لبعض المدن والقرى أي غوراً وذهاباً في الأرض بما فيها من أهلها ( ومسخاً ) أي تحول صور بعض الآدميين إلى صورة نحو كلب أو قرد
( وقذفاً ) أي رمياً لها بالحجارة من جهة السماء يعني يكون فيها ذلك في آخر الزمان وقد تمسك بهذا ونحوه من قال بوقوع الخسف والمسخ في هذه الأمة ...

4- ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5454 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( والقينات ) أي الإماء المغنيات
( يخسف اللّه بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير ) وفيه وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه وأن الحكم يدور مع العلة في تحريم الخمر وهي الإسكار فمهما وجد الإسكار وجد التحريم ولو لم يستمر الاسم قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بإلقائها رداً على من جمد على اللفظ
قال ابن القيم : فيه تحريم آلة اللهو فإنه قد توعد مستحل المعازف بأنه يخسف به الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على جميع الأفعال ولكل واحد قسط من الذم والوعيد .

5- في هذه الأمة خسف و مسخ و قذف إذا ظهرت القيان و المعازف و شربت الخمور .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4273 في صحيح الجامع .

6- سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ إذا ظهرت المعازف و القينات و استحلت الخمر .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3665 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( سيكون في آخر الزمان خسف ) خسف المكان ذهب في الأرض وخسف اللّه به خسفاً أي غاب به في الأرض
( وقذف ) أي رمى بالحجارة بقوة
( ومسخ ) أي تحويل الصورة إلى ما هو أقبح منها قيل : ومتى ذلك يا رسول اللّه قال : ( إذا ظهرت المعازف ) بعين مهملة زاي جمع معزفة بفتح الزاي آلة اللهو ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء والذي في صحاحه آلات اللهو وفي حواشي الدمياطي أنها الدفوف ويطلق على كل لعب عزف
( والقينات واستحلت الخمر ) أشار إلى أن العدوان إذا قوي في قوم وتظاهروا بأشنع الأعمال القبيحة قوبلوا بأشنع المعاقبات فالمعاقبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات ثم إن من العلماء من أجرى المسخ هنا على الحقيقة فقال : سيكون كما كان فيمن سبق وقال البعض : أراد مسخ القلب فيصير على قلب الحيوان الذي أشبهه في خلقه وعمله وطبعه فمنهم من يكون على أخلاق السباع العادية ومنهم على أخلاق الكلاب والخنازير والحمير ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاووس في ريشه ومنهم من يكون بليداً كالحمار ومن يألف ويؤلف كالحمام ومن يحقن كالجمل ومن يروع كالذئب والثعلب ومن هو خير كله كالغنم وتقوى المشابهة باطناً حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهوراً خفياً ثم جلياً تدركه أهل الفراسة وقوله : " واستحلت الخمر " قال ابن العربي : يحتمل أن معناه يعتقدونها حلالاً ويحتمل أنه مجاز عن الاسترسال أو يسترسلون في شربها كالاسترسال في الحلال وقد سمعنا بل رأينا من يفعله .

7- ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخز و الحرير و الخمر و المعازف و لينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحتهم فيأتيهم آت لحاجته فيقولون له : ارجع إلينا غدا فيبعثهم الله و يقع العلم عليهم و يمسخ منهم آخرين قردة و خنازير إلى يوم القيامة .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5466 في صحيح الجامع .

8- ليبيتن أقوام من أمتي على أكل و لهو و لعب ثم ليصبحن قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 5354 في صحيح الجامع .

9 ـ يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 7859 في صحيح الجامع .

10- بين يدي الساعة مسخ و خسف و قذف .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2856 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( بين يدي الساعة مسخ ) قلب الخلقة من شيء إلى شيء أو تحويل الصورة إلى أقبح منها أو مسخ القلوب ( وخسف ) أي غور في الأرض
( وقذف ) أي رمي بالحجارة من جهة السماء 00000

11- إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1807 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( إن اللّه تعالى لم يجعل لمسخ ) أي الآدمي ممسوخ قرداً أو خنزيراً
( نسلاً ولا عقباً ) يحتمل أنه لا يولد له أصلاً أو يولد له لكن ينقرض في حياته يعني فليس هؤلاء القردة والخنازير من أعقاب من مسخ من بني إسرائيل كما توهمه بعض الناس ثم استظهر على دفعه قوله ( وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك ) أي قبل مسخ من مسخ من الإسرائيليين فأنى لكم في أن هذه القردة والخنازير الموجودة الآن من نسل الممسوخ؟ هذا رجم بالغيب ....

12- في هذه الأمة خسف و مسخ و قذف في أهل القدر .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4274 في صحيح الجامع00

13- يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف قيل : يا رسول الله ! أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا ظهر الخبث .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 8156 في صحيح الجامع0

14- ليكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذوا القينات و ضربوا بالمعازف .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5467 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
فيه إثبات الخسف والمسخ في هذه الأمة 0000 وفيه أن آلة اللهو حرام ، ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها ، ذكره ابن القيم .

15- الحيات مسخ الجن صورة كما مسخت القردة و الخنازير من بني إسرائيل .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3203 في صحيح الجامع .
الشـــــرح :
( الحيات مسخ الجن ) أي أصلهن من مسخ الجن الذين مسخوا
( كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل ) الظاهر أن المراد بعض الحيات لا كلها بدليل ما ذكر في أخبار أخر .

16- ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب و لا نسل .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5673 في صحيح الجامع0
الشـــــرح :
فليس القردة والخنازير الموجودون الآن أعقاب من مسخ من بني آدم كما زعمه بعض الناس رجماً بالغيب كما مر .
انتهى

Nihad lamis
2013-05-28, 15:42
السلام عليكم .....
بارك الله فيك و جزاك خيرا و جعله في ميزان حسناتك و أكرمك بالجنة بإذنه تعالى .......

سماح 2
2013-05-28, 15:46
بااااااااارك الله فيييييييييييك

Mellah hacene
2013-05-28, 15:57
منقول من موقع صيد الفوئد
الزلزال ..عبرة وعظة
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الهبدان
لا تزال نذر الله تعالى على عباده تتابع ، تلك النذر والآيات التي تأتي بصور عديدة وأشكال متنوعة فتارة عبر رياح مدمرة ، وتارة عبر فيضانات مهلكة ، وتارة عبر حروب طاحنة ، وتارة عبر زلازل مروعة ..ولقد حدث في الأيام الماضية زلزال عظيم دمر الكثير من العمران ،فكم من عمارة شاهقة سقطت على من فيها ؟! وكم من منازل تهدمت على أصحابها ؟! هلك فيه ألوف من البشر وصل العدد بالأمس أكثر من أربعة ألف قتيل ، وشرد فيه خلق كثير ، وذلك كله في دقائق !! (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ )) .
إن هذه الزلازل ما هي إلا عقوبة من الجبار جل جلاله على ما يرتكبه العباد من الإعراض عنه سبحانه وعن العمل بدينه وارتكاب محارمه والمجاهرة بها بدون حياء من الجبار ولا وجل من القاهر ..إنها آيات لأولي الألباب ودلالة على قدرة الله الباهرة ، حيث يأذن الله جل جلاله لهذه الأرض أن تتحرك بضع ثوان أو دقائق فينتج عن ذلك هذا الدمار العظيم ، وهذا الهلاك الفاجع ،الذي قد يروح ضحيته أكثر من ثمانمائة ألف قتيل كما حدث في شانكي بالصين في عام 1556م [/URL][1]…إن هذا كله وما يحدث من الرعب المجلجل للقلوب لعل الناس يعودون إلى ربهم ويتوبون إليه ويستغفرونه (( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)).
إن عقوبة الله إذا نزلت شملت الصالح والطالح ، الصغير والكبير ، الذكر والأنثى على حد سواء ثم يبعثون على نياتهم روى الإمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده ، فقلت يا رسول الله ، أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال : بلى ، قلت : كيف يصنع بأولئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان ) (http://www.saaid.net/Minute/109.htm#)[2]
من يتأمل وضع بعض البلاد يجد ما يندى له الجبين من البعد عن الدين وتعاليمه فأحكام الشرع مستبعدة عن تطبقيها على واقع الناس ، أضف إلى ذلك ما يحدث من الأمور الشركية المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي.
يقول الله جل جلاله مبينا أن هذه المصائب التي تحل بالعباد ما هي إلا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)) وقال جل شأنه : (( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )) وقال جل شأنه عن الأمم الماضية : (( فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) .
قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ( وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه والندم ، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض ..: ( إن ربكم يستعتبكم ) وذكر الإمام أحمد عن صفية قالت : ( زلزلت المدينة على عهد عمر فقال : أيها الناس ، ما هذا ؟ ما أسرع ما أحدثتم . لئن عادت لا تجدوني فيها ) و ذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك : ( أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا ، وشربوا الخمور ، وضربوا بالمعازف ، غار الله عز وجل في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا أهدمها عليهم ، قال : يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت : بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ..) [3]
ولقد وضح صلى الله عليه وسلم أسباب هذه الزلازل فقال فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأدنى صديقه ، وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع ) رواه الترمذي (http://www.saaid.net/Minute/109.htm#)[4]
إذن هذه الزلازل من أشراط الساعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرتها في آخر الزمان فقال فيما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج " قيل وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : ( القتل القتل )) . وها أنتم ترون بأم أعيونكم كثرتها وتتابعها في هذا الزمن مصداقاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم

وتأبى نفوس أعرضت عن الله تعالى أن تتأخذ هذه الزلازل آية وعبرة ، وعظة ومذكر وتنسب هذه الزلازل إلى ظواهر طبيعية ولها أسباب معروفة ولا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم ويقولون كما قال من سار على دربهم ممن سبقهم : (( قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ )) فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبة إلهية ، مما يجعلهم يتمادون في غيهم وفجورهم ويستمرون في عصيانهم وفسقهم فلا يتوبون إلى الله ولا يستغفرونه .
ونقول لهؤلاء : إن الله جل جلاله بين أن هذه الزلازل كغيرها من آيات الله يخوف الله بها عباده ليقلعوا عن ذنوبهم ويرجعوا إلى ربهم ، وكونها تقع للأسباب معروفة لا يخرجها عن كونها مقدرة من الله تعالى على العباد لذنوبهم فهو مسبب الأسباب ، وخالف السبب والمسبّب ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) (الزمر:62) فإذا أراد الله شيئا أوجد سببه ورتب عليه نتيجته ، كما قال تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)) (الاسراء:16)) .
فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بما يجري حولكم وتوبوا إلى ربكم وتذكروا قول الله جل جلاله : (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)) (الأنعام:67,65,64) .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : ( أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله عز وجل قال : (()قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)) وقولوا كما قال آدم : (( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقولوا كما قال نوح : (( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين )) وقولوا كما قال يونس : (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) [5]

أن ما وقع بالناس مما يكرهون فإنما هو من جراء ذنوبهم كما قال تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) (الروم:41).
نعم إن ما يحدث في الأرض اليوم من الزلازل المدمرة ، والحروب الطاحنة والفيضانات المهلكة التي يذهب فيها الأعداد الضخمة من البشر ..كل ذلك يحدث بسبب الذنوب والمعاصي كما قال الله تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)) وقال سبحانه (( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .

إن من يتأمل في مجريات حياتنا ، وفي واقعنا ومعاشنا فإنه سيصاب بالرعب الرهيب والفزع الشديد بسبب ما نراه من انتهاك حرمات الله وحدوده ، وتضيع وتفريط في أوامر الله تعالى وواجباته ..انظر إلى حال الناس في الصلاة ؟ كيف حالهم فيها ؟ وما مدى محافظتهم على الصلاة جماعة ؟ وكم الذين يواظبون على صلاة الفجر وصلاة العصر ؟
وانظر إلى حال الناس مع أكل الربا والمبادرة إليه وحرصهم على المشاركة فيه ؟ ألم تنتشر بنوك الربا ؟ ألم تعلن الحرب على الله جل جلاله ؟ ألم تدعو إلى المساهمة فيها وبادر الناس إليها معرضين عن تهديد الله لهم (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) .
ثم انظر إلى انتشار الرشوة بين الناس والتي لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ، فما تقضى لك حاجة ، ولا ينجز لك عمل حتى تقدم مبلغاً من المال وإلا أصبحت معاملتك حبيست الأدراج ووضع في وجهك العراقيل .
وأشد من ذلك ما آل إليه حال النساء من تبرج وسفور إلى درجة عجيبة وبسرعة غريبة .
ومن المصائب العظام هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التواصي به والقيام بحقه ، والذي يعتبر بوابة أمان للمجتمع من عذاب الله تعالى ومكره .
ومن البلايا التي جمعت الشرور وفاقت غيرها ولم يفرح الشيطان بمثل ما فرح بها تلك الأطباق السوداء التي فعلت فعلها في الأمة من تضيع دينها ، وهتك أخلاقها ، حتى وصل الأمر ببعض مشاهدي تلك الأطباق أن يقع أحدهم على محارمه، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..تعرض مشاهد في الأطباق لو رآها الحجر لتحرك فكيف بشاب بمراهق في ريعان شبابه وقوة شهوته ؟ !! فما أحلم الله ..ما أحلم الله .. ما أحلم الله..ولكن الله جل جلاله يمهل ولا يهمل ..إننا والله نخشى أن تنزل علينا عقوبة الله بسبب أمننا من مكر الله تعالى وعقوبته (( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)) (النحل:46,45) .

والله إنها لعظة وعبرة يأتيهم عذاب الله وهم نائمون ، آمنون ، وقبيل الفجر يأتيهم الزلزل (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون )) تصور نفسك في تلك اللحظات ما أنت صانع ؟ وما الذي يدور في خلدك ؟ وما الخواطر التي تمر بفؤادك ؟ لعلك رأيت تلك الطفلة الملقاة على الأرض وقد لقيت حتفها أتحب أن تكون هي ابنتك ؟ أو تلك المرأة التي انهدم عليها البناء أتود أن تكون تلك المرأة هي أمك ؟ هي زوجتك ؟ هي أختك ؟ هي بنتك ؟
إذن لم لا نتعظ بما يحدث لغيرنا ؟ لماذا لا نغير من واقعنا ؟ لماذا هذا الإصرار على معاصي الله تعالى والمجاهرة بها ؟ نرى بأم أعيننا الحوادث الممروعة ، والعقوبات المهلكة ولا نزال نصر على معصية الجبار جل جلاله ؟ هل بيننا وبين الله حسب أو نسب حتى نأمن من مكره وعقوبته ؟ وعذابه ونكاله ؟! ما الذي فعله ربنا حتى نعصيه ولا نطيعه ؟ ألم يخلقنا ؟ ألم يرزقنا ؟ ألم يعافنا في أموالنا وأبداننا ؟ أغرنا حلم الحليم ؟ أغرنا كرم الكريم ؟ (( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) (لأعراف:99).
يا من تعصي الله !! عد إلى ربك واتق الله ..إن سلمت من عقوبته في الدنيا ، فإن أمامك أهوالا وصعابا ، إن أمامك نعيما أو عذابا ، إن أمامك مواقف موهولة ،و والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ، لن تنفعك الضحكات ، لن تنفعك الأغاني والمسلسلات ، والأمور التافهات ، لن تنفعك الصحف والمجلات ، لن ينفعك الأهل والأولاد ، لن ينفعك الإخوان والأصحاب ، لن تنفعك الأموال ، لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .
فلا تغرنــكَ الـدنيا وزينَتُهــا *** وانظر إلى فعلها في الأهلِ والوطـنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمَعِهَا *** هل راحَ منها بغيرِ الـزادِ والكـفنِ
يا نفسُ كفي عن العصيان واكتسبي *** فـعـلا جـميلا لعلَّ اللهَ يرحمني [URL="http://www.saaid.net/Minute/109.htm#"] (http://www.saaid.net/Minute/109.htm#)[6]
فبادر يا رعاك الله إلى إعتاق نفسك من النار ، وأعلنها توبة صادقة من الآن ، وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدا ، بل إنك سوف تسعد بإذن الله ، وإياك إياك من التردد أو التأخر في ذلك فإني ورب الكعبة لك ناصح وعليك مشفق ..

---------------------
[1] انظر جريدة الرياض 8/5/1420هـ فقد ذكرت أسوأ الزلازل عبر التاريخ .
[2] رواه أحمد (6/304) .
[3] الجواب الكافي ص 87-88 بتصرف .
[4] رواه الترمذي (2211) وقال :وفي الباب عن علي وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
[5] الجواب الكافي ص88 .
[6] مورد الظمآن (3/496)

Mellah hacene
2013-05-28, 16:00
من خطبة المنجد

سرعة اللجوء إلى الله عند الكوارث (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=102467)

ولذلك العلماء لما تكلموا في موضوع الزلازل -ونقصد علماء الشريعة- تكلموا في هذا المبحث عن اللجوء إلى الله، تكلموا عن الصلاة وهل يصلى للزلازل كصلاة الكسوف أم لا؟ وهل يجتمع الناس للصلاة أم أنهم يصلون متفرقين؟ أخرج البيهقي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000070&spid=35) بإسناد صحيحٍ عن ابن عباس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000019&spid=35) في زلزلة بـالبصرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000075&spid=35) فأطال القنوت، ثم ركع، ثم رفع رأسه، فأطال القنوت، ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع وسجد فقام في الثانية ففعل مثل ذلك، فصارت صلاته أربع ركعات وست سجدات، قال ابن عباس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000019&spid=35) : هكذا صلاة الآيات، هذا قولٌ من أقوال أهل العلم يصلى لها كصلاة الكسوف، وعن جعفر بن برقان (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1002277&spid=35) قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000005&spid=35) في زلزلة كانت بـالشام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000014&spid=35) : " اخرجوا يوم كذا، ومن استطاع منكم أن يخرج صدقة فليفعل؛ لأن الله تعالى يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifقَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأعلى:14-15] وإسناده حسن. قال الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000032&spid=35) رحمه الله في الصلاة للزلازل: آمر بالصلاة منفردين، ويستحب أن يصلي منفرداً ويدعو ويتضرع لئلا يكون غافلاً، إذ بالرغم من هذه الأشياء يغفل الناس وهذه مصيبة، كل هذا التذكير وهذا التخويف ثم الناس قلوبهم جامدة، يتحدثون في الأشياء العلمية، فلئلا يكون غافلا يصلي منفرداً، يصلي ويدعو ويتضرع إلى الله سبحانه وتعالى. النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا حزبه أمر، إذا كربه أمر أقبل على الصلاة، قال: وكذلك سائر الآيات كالصواعق والريح الشديدة، وقال الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000008&spid=35) رحمه الله: يصلى للزلزلة الدائمة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل الكسوف بأنه آية يخوف الله بها عباده، والزلزلة أشد تخويفاً، فأما الرجفة فلا تبقى مدة تتسع للصلاة، فإذاً من العلماء من قال: يصلون مثل صلاة الكسوف جماعةً، وبعضهم قال: يصلون منفردين، كالإمام الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000032&spid=35) رحمه الله، وبعضهم قال: صلاة عادية: (إذا رأيتم الآيات فاسجدوا) رواه أبو داود (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000082&spid=35) بسندٍ صحيح. فإذاً ينبغي الفزع للصلاة والخروج من المباني عند الزلزال ليس من الأمور المذمومة، وإنما هو اتخاذ أسباب النجاة، لكن بالأناة والرفق والحكمة، وقد كان المسلمون يفزعون إلى الصلاة عندما تحدث فيهم الزلازل، والزلازل قد حدثت، فمن الأمور ما قال الإمام الذهبي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000033&spid=35) رحمه الله في كتابه العبر في حوادث سنة (232 للهجرة) (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=book&id=4000557&spid=35) : كانت الزلزلة المهولة بـدمشق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000016&spid=35) ودامت ثلاث ساعات، وسقطت الجدران وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله، وهذا هو الشاهد، ومات كثيرٌ من الناس تحت الردم، وامتد إلى أنطاكية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000057&spid=35) ، وفي حوادث سنة (233 للهجرة) ذكر ابن عساكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000183&spid=35) رحمه الله في تاريخ دمشق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000016&spid=35) فقال: زلزلت دمشق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000016&spid=35) يوم الخميس ضحى فقطعت ربع الجامع وتزايلت الحجار العظام -يعني: عن أماكنها- ووقعت المنارة، وسقطت القناطر والمنازل وامتدت في الغوطة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000338&spid=35) ، فأتت على دارية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000451&spid=35) و المزة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000452&spid=35) و بيت لهية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000453&spid=35) وغيرها، وخرج الناس إلى المصلى يتضرعون إلى قريبٍ من نصف النهار فسكنت الدنيا، وعاد الأمر إلى الهدوء، وهذا هو الشاهد. ومن الأمور التي تندب عند حدوث هذه الآيات وعظ الناس وتخويفهم بالله سبحانه وتعالى، أخرج ابن أبي شيبة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000200&spid=35) في المصنف (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=book&id=4000105&spid=35) بسندٍ حسن عن صفية بنت أبي عبيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1002276&spid=35) زوجة عبد الله بن عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000021&spid=35) قالت: [زلزلت الأرض على عهد عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) حتى اصطفقت السرر، فخطب عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) الناس، فقال: أحدثتم، لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم] قال: ما حصل إلا بسبب أمرٍ ارتكبتموه، وذنوب اقترفتموها، قال: [أحدثتم، لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم] يعني: يعظهم ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى، هذا ما ينبغي فعله من اللجوء إلى الله والصدقة، وقال العلماء: العتق وهو من أنواع الصدقات. فإذاً اللجوء إلى الله والذكر والتضرع والدعاء والصدقات، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا آمنين مطمئنين، وأن يدفع عنا الزلازل والمحن والبلايا، وأن يجعلنا وإياكم ممن بات في سربه آمناً، وممن حفظه الله بالإسلام قائماً وقاعداً. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.