المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الحرية مجرد حالة شعورية ام هى ممارسة عملية فى الحياة اليومية اساسها التحرر؟


احمد بانز
2009-05-05, 12:34
[هل الحرية مجرد حالة شعورية ام هى ممارسة عملية فى الحياة اليومية اساسها التحرر؟
المقدمة/
الحرية هى قدرة الانسان على تجاوزاكراهاته الداخلية والخارجية، اختلف الفلاسفة فى كيفية اثبات وجودها متسائلين هل الشعوربالحرية يكفى لاثبات وجودها ام ان الحرية فعل وممارسة يومية؟
الجزء الاول
الحرية مجرد حالة شعورية، أي هي مسألة نظرية تدرك بالحدس النفسي المباشر،قال بهذا الموقف:
• المعتزلة: الحرية عند المعتزلة حالة شعورية، وشهادة الشعوردليل كافى لاثبات وجودها، فالانسان برايهم يحس من نفسه وقوع الفعل فيه اذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن، فهو بذلك يعتبر حرا.
• الفرنسى جاك بوسويه1627/1704م/ له مؤلفات فى الالهيات والفلسفة والتاريخ يقول:
• (( كلما بحثت فى اعماق نفسى عن السبب الذى يدفعنى الى الفعل، لم اجد فيها شيئا غير حريتى.)) ويقول ايضا: (( ان الانسان العاقل لايحتاج الى البرهان على حرية اختياره لانه يشعر بها فى داخله.)) وهذا معناه ان الحرية شعور باطني.
• ديكارت: يرى ان الحرية حالة يؤكد وجودها الذات العاقلة فيقول ان حريتنا لايمكن البرهنة عليها الا ببرهان واحد هو تجربتنا الخاصة، ويقول فى موضع اخر: (( ان الحرية تدرك بلا برهان.)) وبذلك يعتبرها بديهية نفسية.
• كما يقول الفرنسي آلان(( الحرية معطى مباشر للشعور.))
مناقشة:
• لايمكن لأحد ان ينكرالشعوربالحرية لكن شهادة الشعورليس دليلا كافيا على تمتع الانسان بها فالانسان يتمتع بالحرية اذا تجسدت ارادته فى سلوك عملى حقيقى، اما اذا بقيت الحرية كاحساس تتجول فى ساحة الشعور ولم تتجسد فى الواقع فهى شعور مخادع ووهم كاذب.
• كما ركزانصار هذا الاتجاه على العامل النفسى الداخلى فى اثبات وجود الحرية واهملوا بدورهم العوامل الموضوعية الخارجية الاخرى التى تحول دون وجودها.
• ويقول سبينوزا (( هولندي 1632/1677)) في رده على مغالطة الشعور بالحرية: (( أن التجربة ذاتها لاالعقل وحده تدلنا بوضوح على ان الناس يظنون انفسهم احرارا لمجرد كونهم واعين بسلوكهم الخاص، دون ان يعلموا شيئا عن الاسباب المتحكمة فيهم، كما تدلنا على ان اوامر العقل ليست الا الشهوات ذاتها.))
الجزء الثاني (( الحرية ممارسة عملية في حياتنا اليومية اساسها التحرر))
يرى بعض الفلاسفة ان الحرية ليست حالة شعورية بل هى غاية يطمح الانسان الى بلوغها باستمرار ويكون ذلك ممكنا من خلال فعل التحرر، فالتحررهوالسبيل الوحيد الى ادراكها، ولكن التحرر يقتضى وسائلا منها الوعى أى العلم بالحتميات المختلفة والعمل الفعلى على تجاوزها او العيش وفقها وتسخيرها لخدمته، وهو ما اكدت عليه الشخصانية باعتبارها فلسفة تحرر.
• الوليد ابن رشد ((1126/1198م)) يرى ان الانسان حر فى افعاله ولكن حريته مشروطة بمدى علمه بالاسباب او القوانين التى تحيط به من الخارج.
• وقد ايد هذا الموقف كارل ماركس حين قال(( الحرية هى وعى بالضرورة.)) والضرورات هى نفسها الاكراهات اوالحتميات النفسية والاجتماعية والطبيعية، أى ان الحرية معركة يومية اساس وسائلها العلم والعمل، ولذلك لاينتظر الانسان حرية فى هذه الحتميات فى عالم يخلو من العلم والعمل.
• فريديريك انجلز((1820/1895)) يرى ان حرية الانسان تزايدت بتزايد معارفه العلمية واختراعاته التقنية فيقول: ((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان، فان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت وبالتالى فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، ولكن من المؤكد ان كل خطوة خطاها فى سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.))
• يقول سبينوزا((كلما ازداد الانسان علما ازداد قدرة على توجيه سلوكه ومن ثم تحرير نفسه.))
مناقشة
• ان اطروحة التحرر وربطها بالمعرفة والعمل تبدو نسبية لانهامتعلقة بالانسان .
• كما ان اطروحة التحررترسم حدودا لهذا التحرر الذي اذا تجاوز حدود العقل او الدين انقلب الى فوضى.
الجزء الثالث((التركيب))
ان طرح مسألة الحرية بين الشعور والممارسة طرح يقتضي تناولها نقديا، فيصبح الشعور مسلمة ضرورية لحدوث عمل التحرر باعتبار الشعور ادراك وتمييز ومعرفة، وفي غياب الشعور ودلالاته كمعرفة فانه لاحديث عن التحرر، هذا من جهة لكن من جهة اخرى فأن الحرية لا تتحقق الا عندما ينتقل الانسان من مستى الشعور الى مستوى الممارسة العملية لها في واقعه العام، فتنقلب الحرية كغاية الى تحرر كوسيلة، فينال الانسان الحرية التي يستحقها او التي هو اهل لها وفي هذا السياق قال غوسدروف((ينال المرء دائما الحرية التي هو اهل لها والتي هو قادر عليها.))
خاتمة ((حل المشكلة))
الحرية -من خلال ما سبق عرضه- هي مسالة فلسفية قديمة تناولها الفلاسفة وفق طرحين احدهما كلاسيكي ميتافيزيقي نظري مجرد يجتهد في اثباتها ونفيها من الناحية النظرية، وطرح آخر حديث وواقعي يطرحها من الناحية العملية ، فالمحدثون انتقلوا من الحديث عن الحرية الى الحديث عن التحرر، واعتبروا ان تحقيق الحرية بالتحرر عمليا اهم واولى من البرهنة عليها نظريا، لكن الحقيقة التي يجب الالتزام بها هي ان الحرية يجب ان تنطلق من الشعور من جهة اولى ويجب ان تتجلى في الممارسة من جهة ثانية.ولا يمكن تحقيقها بطرف دون الآخر.

تاج الكرامة
2009-05-05, 12:36
ببساطة الحرية هي التي اعلنها الاسلام ............شكرا لك على الموضوع

تحيـــــــــ أختك لمياء ـــــــــــات

احمد بانز
2009-05-05, 12:45
شكرا للصغيرة لامية على المشاركة

manare
2010-04-21, 18:36
[هل الحرية مجرد حالة شعورية ام هى ممارسة عملية فى الحياة اليومية اساسها التحرر؟
المقدمة/
الحرية هى قدرة الانسان على تجاوزاكراهاته الداخلية والخارجية، اختلف الفلاسفة فى كيفية اثبات وجودها متسائلين هل الشعوربالحرية يكفى لاثبات وجودها ام ان الحرية فعل وممارسة يومية؟
الجزء الاول
الحرية مجرد حالة شعورية، أي هي مسألة نظرية تدرك بالحدس النفسي المباشر،قال بهذا الموقف:
• المعتزلة: الحرية عند المعتزلة حالة شعورية، وشهادة الشعوردليل كافى لاثبات وجودها، فالانسان برايهم يحس من نفسه وقوع الفعل فيه اذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن، فهو بذلك يعتبر حرا.
• الفرنسى جاك بوسويه1627/1704م/ له مؤلفات فى الالهيات والفلسفة والتاريخ يقول:
• (( كلما بحثت فى اعماق نفسى عن السبب الذى يدفعنى الى الفعل، لم اجد فيها شيئا غير حريتى.)) ويقول ايضا: (( ان الانسان العاقل لايحتاج الى البرهان على حرية اختياره لانه يشعر بها فى داخله.)) وهذا معناه ان الحرية شعور باطني.
• ديكارت: يرى ان الحرية حالة يؤكد وجودها الذات العاقلة فيقول ان حريتنا لايمكن البرهنة عليها الا ببرهان واحد هو تجربتنا الخاصة، ويقول فى موضع اخر: (( ان الحرية تدرك بلا برهان.)) وبذلك يعتبرها بديهية نفسية.
• كما يقول الفرنسي آلان(( الحرية معطى مباشر للشعور.))
مناقشة:
• لايمكن لأحد ان ينكرالشعوربالحرية لكن شهادة الشعورليس دليلا كافيا على تمتع الانسان بها فالانسان يتمتع بالحرية اذا تجسدت ارادته فى سلوك عملى حقيقى، اما اذا بقيت الحرية كاحساس تتجول فى ساحة الشعور ولم تتجسد فى الواقع فهى شعور مخادع ووهم كاذب.
• كما ركزانصار هذا الاتجاه على العامل النفسى الداخلى فى اثبات وجود الحرية واهملوا بدورهم العوامل الموضوعية الخارجية الاخرى التى تحول دون وجودها.
• ويقول سبينوزا (( هولندي 1632/1677)) في رده على مغالطة الشعور بالحرية: (( أن التجربة ذاتها لاالعقل وحده تدلنا بوضوح على ان الناس يظنون انفسهم احرارا لمجرد كونهم واعين بسلوكهم الخاص، دون ان يعلموا شيئا عن الاسباب المتحكمة فيهم، كما تدلنا على ان اوامر العقل ليست الا الشهوات ذاتها.))
الجزء الثاني (( الحرية ممارسة عملية في حياتنا اليومية اساسها التحرر))
يرى بعض الفلاسفة ان الحرية ليست حالة شعورية بل هى غاية يطمح الانسان الى بلوغها باستمرار ويكون ذلك ممكنا من خلال فعل التحرر، فالتحررهوالسبيل الوحيد الى ادراكها، ولكن التحرر يقتضى وسائلا منها الوعى أى العلم بالحتميات المختلفة والعمل الفعلى على تجاوزها او العيش وفقها وتسخيرها لخدمته، وهو ما اكدت عليه الشخصانية باعتبارها فلسفة تحرر.
• الوليد ابن رشد ((1126/1198م)) يرى ان الانسان حر فى افعاله ولكن حريته مشروطة بمدى علمه بالاسباب او القوانين التى تحيط به من الخارج.
• وقد ايد هذا الموقف كارل ماركس حين قال(( الحرية هى وعى بالضرورة.)) والضرورات هى نفسها الاكراهات اوالحتميات النفسية والاجتماعية والطبيعية، أى ان الحرية معركة يومية اساس وسائلها العلم والعمل، ولذلك لاينتظر الانسان حرية فى هذه الحتميات فى عالم يخلو من العلم والعمل.
• فريديريك انجلز((1820/1895)) يرى ان حرية الانسان تزايدت بتزايد معارفه العلمية واختراعاته التقنية فيقول: ((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان، فان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت وبالتالى فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، ولكن من المؤكد ان كل خطوة خطاها فى سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.))
• يقول سبينوزا((كلما ازداد الانسان علما ازداد قدرة على توجيه سلوكه ومن ثم تحرير نفسه.))
مناقشة
• ان اطروحة التحرر وربطها بالمعرفة والعمل تبدو نسبية لانهامتعلقة بالانسان .
• كما ان اطروحة التحررترسم حدودا لهذا التحرر الذي اذا تجاوز حدود العقل او الدين انقلب الى فوضى.
الجزء الثالث((التركيب))
ان طرح مسألة الحرية بين الشعور والممارسة طرح يقتضي تناولها نقديا، فيصبح الشعور مسلمة ضرورية لحدوث عمل التحرر باعتبار الشعور ادراك وتمييز ومعرفة، وفي غياب الشعور ودلالاته كمعرفة فانه لاحديث عن التحرر، هذا من جهة لكن من جهة اخرى فأن الحرية لا تتحقق الا عندما ينتقل الانسان من مستى الشعور الى مستوى الممارسة العملية لها في واقعه العام، فتنقلب الحرية كغاية الى تحرر كوسيلة، فينال الانسان الحرية التي يستحقها او التي هو اهل لها وفي هذا السياق قال غوسدروف((ينال المرء دائما الحرية التي هو اهل لها والتي هو قادر عليها.))
خاتمة ((حل المشكلة))
الحرية -من خلال ما سبق عرضه- هي مسالة فلسفية قديمة تناولها الفلاسفة وفق طرحين احدهما كلاسيكي ميتافيزيقي نظري مجرد يجتهد في اثباتها ونفيها من الناحية النظرية، وطرح آخر حديث وواقعي يطرحها من الناحية العملية ، فالمحدثون انتقلوا من الحديث عن الحرية الى الحديث عن التحرر، واعتبروا ان تحقيق الحرية بالتحرر عمليا اهم واولى من البرهنة عليها نظريا، لكن الحقيقة التي يجب الالتزام بها هي ان الحرية يجب ان تنطلق من الشعور من جهة اولى ويجب ان تتجلى في الممارسة من جهة ثانية.ولا يمكن تحقيقها بطرف دون الآخر.
merciiiiiiiiiiiiiiiii

* عبد الجليل *
2012-04-07, 14:30
merciiiiiiiiiiiiiiiii

aicha1
2012-04-13, 11:37
j t en remerci bccccccccccccccccccccccccccp
baraka ALLAH fik