Nafissa37
2007-08-16, 20:43
بسم الله الرحمن الرحيم1أولاً- الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه وصلى الله على نبيه المصطفى ومن بسنته قد اقتفى واكتفى ، فإن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :« خير الناس قرنى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجىء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته » .(1)
( والقرن : من الأقران(2) ، وهم أهل زمان واحد متقارب ويطلق القرن على مدة من الزمان ، وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور ، وقيل :ما دون السبعين عام لأنه : المتوسط من أعمار أهل ذلك الزمان .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(3) : والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة ، وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " وبعثت في خير قرون بني آدم " وفي رواية بريدة عند أحمد " خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم " وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل ، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين ، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين ، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين ، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم . واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين ، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا ، وأطلقت المعتزلة ألسنتها ، ورفعت الفلاسفة رؤوسها ، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن ، وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن . وظهر قوله صلى الله عليه وسلم " ثم يفشو الكذب " ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان .
واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين
قال شيخ الاسلام ابن تيمية :فإن أفضل أولياء الله من هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأمثالهم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، كما ثبت ذلك بالنصوص المشهورة. وخير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وفي الترمذي وغيره أنه قال في أبي بكر وعمر " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين " قال الترمذي حديث حسن وفي صحيح البخاري عن علي عليه السلام أنه قال له ابنه يا أبت، من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال " يا بني أبو بكر " قال: ثم من؟ قال " ثم عمر " وروى بضع وثمانون نفساً عنه أنه قال " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " .
وهذا باب واسع وقد قال تعالى: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وهذه الأربعة هي مراتب العباد: أفضلهم الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون.
ويجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم من المشاجرة نكف عنه، لأن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون : إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون(4) . وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب ، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم، ونسأل الله تعالى لهم الرضوان، والأمان، والفوز، والجنان. ونعتقد أن علياً رضي الله عنه ، أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة رضي الله عنهم إنما صدر منهم ما كان باجتهاد فلهم الأجر، ولا يفسقون ولا يبدعون. والدليل على قوله تعالى: " رضى اللّه عنهم ورضوا عنه " وقوله تعالى: " لقد رضى اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً " وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه.
ونقر بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين، كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع: خيراً، ونبدع، ونضلل، ونفسق من طعن فيهن أو في واحدة منهن، لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم، فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً مخالفاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك. وهذا كلام نفيس في غاية التحقيق والإبداع(5) .
وتعليل الأفضلية والخيرية يُحمل على ما قدموه للإسلام والمسلمين لأنهم حملة هذا الدين،وأنهم جمعوا من العلم أسلمه وأعلمه وأحكمه، وجمعوا أيضا من العمل ما كان على صواب فيه إخلاصهم ومتابعتهم ، وقد وجد أكثر العلماء في هذه القرون؛ كالأئمة الأربعة، وكذلك كثير من الأئمة كلهم في القرون المفضلة، الذين جعل الله لهم أثرا باقيا وقدم صدق في الأمة. قال ابن القيم الجوزية : كل علم نافع في الأمة فهو مستنبط من كلامهم ومأخوذ عنهم، وهؤلاء تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم قد طبقت تصانيفهم وفتاويهم الأرض، فهذا مالك جمعت فتاويه في عدة أسفار، وكذلك أبو حنيفة، وهذه تصانيف الشافعي تقارب المائة، وهذا الإمام أحمد بلغت فتاويه وتآليفه نحو مائة سفر، وفتاويه عندنا في نحو عشرين سفرا، وغالب تصانيفه بل كلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين(6)
ويؤكد ابن مسعود رضي الله عنه ما سبق من الحديث : "إن الله نظر فى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون عن دينه " (7 ) .
يقول أبو الحسن الآمدى :"واختيار الله لا يكون لمن ليس بعدل"(8) ، فمقتضى العقل والمنطق أن الله فى حكمته ، ألا يختار لحمل شريعته طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ) أخرجه البخاري واللفظ له ، في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب فضائل أصحاب النبي : ( 3651 ) ، وفي في كتاب الرقاق ، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها (6065) 5/2362 ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم . . : ( 2533 ) ، وأبو داود في كتاب السنة ، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( 4657 ) ، والترمذي في كتاب الفتن ، باب ما جاء في القرن الثالث : ( 2221 ) ، والنسائي في كتاب الأيمان والنذور، باب الوفاء بالنذر : ( 3809 ) . وابن ماجه : الأحكام (2362) , وأحمد (1/378 ,1/417 ,1/434 ,1/438 ,1/442 ,4/267 ,4/276 ,4/277)..
2) مختار الصحاح مادة (قرن) : في السِّنّ تَقُول هو على قَرْنِي أي على سِنِّي.
3 ) ابن حجر "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي , طبعة دار المعرفة ، ( 7/5 )
4 ) قال الشيخ صالح الفوزان في كتاب التوحيد : وقد اتخذ أعداء الله ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببا للوقيعة بهم والنيل من كرامتهم ، وقد جرى على هذا المخطط الخبيث بعض الكتاب المعاصرين الذين يعرفون بما لا يعرفون فجعلوا أنفسهم حكما بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوبون بعضهم ويخطئون بعضهم بلا دليل ، بل بالجهل واتباع الهوى وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون من المستشرقين وأذنابهم - حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين ممن ثقافتهم ضحلة بتاريخ أمتهم المجيدة ، وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون ، لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين ، وإلقاء البغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها بدلا من الاقتداء بالسلف الصالح والعمل بقوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [ الحشر : 10 ] .
5 ) انظر :"التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة"/ للشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي
6 ) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى7 ) أخرجه أحمد فى مسنده 1/379، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/178 رواه أحمد ورجاله موثقون. ورواه ابن عبد البر فى مقدمة الإستيعاب 1/12، 13.
8 ) الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 2/82.
المصدر: http://islamfuture.net/prog/display.php?linkid=7387
( والقرن : من الأقران(2) ، وهم أهل زمان واحد متقارب ويطلق القرن على مدة من الزمان ، وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور ، وقيل :ما دون السبعين عام لأنه : المتوسط من أعمار أهل ذلك الزمان .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(3) : والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة ، وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " وبعثت في خير قرون بني آدم " وفي رواية بريدة عند أحمد " خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم " وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل ، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين ، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين ، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين ، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم . واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين ، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا ، وأطلقت المعتزلة ألسنتها ، ورفعت الفلاسفة رؤوسها ، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن ، وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن . وظهر قوله صلى الله عليه وسلم " ثم يفشو الكذب " ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان .
واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين
قال شيخ الاسلام ابن تيمية :فإن أفضل أولياء الله من هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأمثالهم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، كما ثبت ذلك بالنصوص المشهورة. وخير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وفي الترمذي وغيره أنه قال في أبي بكر وعمر " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين " قال الترمذي حديث حسن وفي صحيح البخاري عن علي عليه السلام أنه قال له ابنه يا أبت، من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال " يا بني أبو بكر " قال: ثم من؟ قال " ثم عمر " وروى بضع وثمانون نفساً عنه أنه قال " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " .
وهذا باب واسع وقد قال تعالى: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وهذه الأربعة هي مراتب العباد: أفضلهم الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون.
ويجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم من المشاجرة نكف عنه، لأن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون : إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون(4) . وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب ، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم، ونسأل الله تعالى لهم الرضوان، والأمان، والفوز، والجنان. ونعتقد أن علياً رضي الله عنه ، أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة رضي الله عنهم إنما صدر منهم ما كان باجتهاد فلهم الأجر، ولا يفسقون ولا يبدعون. والدليل على قوله تعالى: " رضى اللّه عنهم ورضوا عنه " وقوله تعالى: " لقد رضى اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً " وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه.
ونقر بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين، كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع: خيراً، ونبدع، ونضلل، ونفسق من طعن فيهن أو في واحدة منهن، لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم، فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً مخالفاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك. وهذا كلام نفيس في غاية التحقيق والإبداع(5) .
وتعليل الأفضلية والخيرية يُحمل على ما قدموه للإسلام والمسلمين لأنهم حملة هذا الدين،وأنهم جمعوا من العلم أسلمه وأعلمه وأحكمه، وجمعوا أيضا من العمل ما كان على صواب فيه إخلاصهم ومتابعتهم ، وقد وجد أكثر العلماء في هذه القرون؛ كالأئمة الأربعة، وكذلك كثير من الأئمة كلهم في القرون المفضلة، الذين جعل الله لهم أثرا باقيا وقدم صدق في الأمة. قال ابن القيم الجوزية : كل علم نافع في الأمة فهو مستنبط من كلامهم ومأخوذ عنهم، وهؤلاء تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم قد طبقت تصانيفهم وفتاويهم الأرض، فهذا مالك جمعت فتاويه في عدة أسفار، وكذلك أبو حنيفة، وهذه تصانيف الشافعي تقارب المائة، وهذا الإمام أحمد بلغت فتاويه وتآليفه نحو مائة سفر، وفتاويه عندنا في نحو عشرين سفرا، وغالب تصانيفه بل كلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين(6)
ويؤكد ابن مسعود رضي الله عنه ما سبق من الحديث : "إن الله نظر فى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون عن دينه " (7 ) .
يقول أبو الحسن الآمدى :"واختيار الله لا يكون لمن ليس بعدل"(8) ، فمقتضى العقل والمنطق أن الله فى حكمته ، ألا يختار لحمل شريعته طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ) أخرجه البخاري واللفظ له ، في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب فضائل أصحاب النبي : ( 3651 ) ، وفي في كتاب الرقاق ، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها (6065) 5/2362 ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم . . : ( 2533 ) ، وأبو داود في كتاب السنة ، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( 4657 ) ، والترمذي في كتاب الفتن ، باب ما جاء في القرن الثالث : ( 2221 ) ، والنسائي في كتاب الأيمان والنذور، باب الوفاء بالنذر : ( 3809 ) . وابن ماجه : الأحكام (2362) , وأحمد (1/378 ,1/417 ,1/434 ,1/438 ,1/442 ,4/267 ,4/276 ,4/277)..
2) مختار الصحاح مادة (قرن) : في السِّنّ تَقُول هو على قَرْنِي أي على سِنِّي.
3 ) ابن حجر "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي , طبعة دار المعرفة ، ( 7/5 )
4 ) قال الشيخ صالح الفوزان في كتاب التوحيد : وقد اتخذ أعداء الله ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببا للوقيعة بهم والنيل من كرامتهم ، وقد جرى على هذا المخطط الخبيث بعض الكتاب المعاصرين الذين يعرفون بما لا يعرفون فجعلوا أنفسهم حكما بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوبون بعضهم ويخطئون بعضهم بلا دليل ، بل بالجهل واتباع الهوى وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون من المستشرقين وأذنابهم - حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين ممن ثقافتهم ضحلة بتاريخ أمتهم المجيدة ، وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون ، لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين ، وإلقاء البغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها بدلا من الاقتداء بالسلف الصالح والعمل بقوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [ الحشر : 10 ] .
5 ) انظر :"التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة"/ للشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي
6 ) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى7 ) أخرجه أحمد فى مسنده 1/379، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/178 رواه أحمد ورجاله موثقون. ورواه ابن عبد البر فى مقدمة الإستيعاب 1/12، 13.
8 ) الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 2/82.
المصدر: http://islamfuture.net/prog/display.php?linkid=7387