cJgJI pJLc
2013-05-17, 10:42
أرمـــلـــةُ المَلَالي(1)
براءة إلى الشعب السوري العظيم ... إلى شهدائه ..إلى حرائره.. إلى سائر طيوفه من (الشبيح والبوق الإعلامي) التافه الأرعن: (يحيى أبو زكريا).. المحسوب على الجزائر زورا وبهتانا...
رزايا.. ما تُذَلَّلُ باحتمال ـــــــــــ وعَسْفٌ دونَه كلُّ (احتلال)
وضيمٌ ما انتضاهُ الدهر يوما ـــــــــــ وما استوفاهُ في الحِقَبِ الخوالي
ودون الشام.. لي المنفَى الـمُقَفّى ـــــــــــ تروم الذكرياتُ به اغتيالي
وكانت من (دمشقَ) حروف وِرْدي ــــــــــ وكان بفجرها الدَّمِثِ اكتحالي
أفقتُ على الفجيعة ذات أمسٍ ـــــــــــ أرى وطنَ (الصحابة) في اشتعال
أرى ليل الحضارة (قِرْمِطِيا) ـــــــــــ قد اجتاحَ الحِمى بخطىً ثِقالِ
رستْ بـ(الشام) أحزانٌ.. وعاثتْ ـــــــــــ أراجيفُ الأسـافل في الأعالي
مـآسٍ تَسْتَدِرُّ لها المآقي ـــــــــــ وقد حِيكَتْ لها سُجُفُ الليالي
وهن تركنَني أغفو ذهولا ـــــــــــ ولي تهويمتي...نَزَقي..انفعالي
من اللائي جلَلْنَ عن المعاني ـــــــــــ ولم يخطرن في زمن ببال
فلو كان المحال له ارتسامٌ ـــــــــــ لقلنا قد جُبِلْنَ من المحال
حُبَالَى بالأسَى.. باليُتم غَضّا ـــــــــــ وبالآهات بالثُّكْل العُضَال
ولم يفجعن يوما دون يوم ـــــــــــ فهنّ الراجفات على التوالي
دَلَفْنَ إلى الحمى من دون وعد ـــــــــــ ووجدان الورى رَثٌّ..وبالِ
وبات العالمُ (الممسوخ) غِرّا ـــــــــــ بأفكار خَرِفْنَ من الهزال
له شتى الوعود وليس يُعطي ـــــــــــ سوى ما اعتادَ من شحِّ الـمِطَالِ
يرى تلك الملاحمَ ثم يعْمَى ـــــــــــ ويحسَبُها (..مباراةَ اعتزال)
هو المحوُ الذي عنه تجافت ـــــــــــ ظنونُ السادرين فلا تبالي
هي (الفيحاءُ) تفترشُ الشظايا ـــــــــــ ويلذعُ وجهَها وشْمُ النكال
ويزأرُ (قاسيونُ).. وكيفَ يسلو ـــــــــــ ومتنُ جبينه للنار صالِ؟
شكا (للصالحيةَ) فاستماتتْ ـــــــــــ تنافح عن أسارير العيالِ
و(لليرموك) كـ(الميدان) جرح ـــــــــــ تُضمده جراحٌ في (العَسَالي)
لمن ذاك الأصيل وقد تعرّتْ ـــــــــــ تخومُ (الغوطتين) من الظلال؟
لها الـحُمَّى التي قد أسهرتها ـــــــــــ وكانت قبلها ذاتَ اختيال
لـ(دوما) الأريحيةُ في التأسي ـــــــــــ وفي (عربينَ) قافيةُ السّجال
و(داريّا) بها البلوى أراقت ـــــــــــ دم الأحرار فوق دم الدوالي
لمن يا (بانياسُ) نِصالُ غدر ـــــــــــ أرادت أن تسومكِ بالزوال؟
تبوّأت النحورَ فأثخنتها ـــــــــــ وخلّفت الجماجم كالتلال
لمن يا (حمص) مئذنةٌ تهاوت ـــــــــــ تُدَثّرُ بالثرى (يُتْمَ) الهلال؟
لقد بحّ الأذان بها فأشجى ـــــــــــ وكان يروقَها الشّجَنُ (البلالي)؟
ومن قد.. قَدّ من أطفال درعا ـــــــــــ أصابعَ لم تذقْ غير النوال؟
هنا (حورانُ) ناصيةُ التجلي ـــــــــــ لها عند الكريهة خيرُ آل
وما أدراك ما (عُمَريُّ)[2] درعا ـــــــــــ صداه لا يزال شجًى ببالي
لمن أسرابُ غربان أناخت ـــــــــــ بـ(دير الزَّوْر) أو بـ(البوكمال)؟
لمن في (الرقة) النشوى هدير ـــــــــــ به اخترَمَ الأسَى عُرسَ الشمال؟
أحس به (الفرات) فشاخ حزنا ـــــــــــ وكان شبابهُ غضّ الدلال؟
رحابكِ يا (أميةُ) مُقْفِرات ـــــــــــ ولكن ما نَضَتْ شفقَ المعالي
ومن في منبر (الشهباء) ألقى ـــــــــــ رجومَ النحس إبّان الزوال؟
لمن يا فجرَ (أَعْزازٍ) يتامى ـــــــــــ ثكالى ..موثقاتٍ بالسؤال؟
عذارى زمّلتهنّ المنايا ـــــــــــ دماءً ..بعد أدمُعِها الزلال
وأغلى من بني الدنيا ابتسامٌ ـــــــــــ (على الوجه الـمُكفَّن بالجلال)
وأقفرت المقابر من كرَاها ـــــــــــ وداسَ القصفُ أعظُمَها البوالي
مآسٍ...ما لها في الأرض آسٍ ـــــــــــ سوى الباقين من عبق الرجال
سوى الــخَــفِرات.. لم يَهْجُرْنَ طُهرا ـــــــــــ ولم ينفرن من خِدر المعالي
فكم ريعتْ رؤومٌ صوبَ كهفٍ ــــــــــ كما تنأى اللبوءةُ بالشِّبَال
وكم من واجمات في خيامٍ ـــــــــــ وَهَتْ أطنابُها غِبَّ ارتحالِ
حرائرُ سامهنَّ (الفرسُ) رعباً ـــــــــــ فهنَّ مُزَمّلاتٌ بالكلال
أيا عربَ الرذيلة من دعاكم ـــــــــــ لكي تَدَعوا الخدورَ بشرّ حال؟
رضيتم أن يدوس بنو البغايا ـــــــــــ على أهداب ربّات الحجال؟
لكم طربٌ.. وللغازين نخْبٌ ـــــــــــ وقد نحروا الصبايا في احتفال؟
أنشكو أمسِ من (عرب اعتدال) ـــــــــــ لنصبحَ كلنا (عربَ اعتلال) ؟
نظرتم في وجوهٍ واجفاتٍ ـــــــــــ ولم تتطامنوا لسوى الجمالِ
أثَـرْتُم من تراث (السَّبـْيِ) فصلا ـــــــــــ لكي يُتْلَى على الغيد الغوالي
فغُضُّوا يا عيونَ [بني نُمَيرٍ] ـــــــــــ وذلوا يا قطيعَ (أبي رغال)[3]
ويا للعار من شرفٍ يُعَرّى ـــــــــــ لتكسوَه دموعٌ كاللآلي
هناك (الزعتريُّ)[4] رموا إليه ـــــــــــ فُتاتاً من رغيف (..بني طلال)
يضجّ به تساؤلُ كل حر: ـــــــــــ خيامٌ تلك.. أم مُدن اعتقال؟
بنو (سوريةَ) الأبرارُ أولَى ـــــــــــ من (الثقلين) بـ[العيش المثالي]
بني (الأردنِّ) كيف ينامُ حرّ ـــــــــــ له في (الزعتري) صدى ابتهال؟
غدتْ تلهو السيول بقاطنيه ـــــــــــ ويلطم أهله عصفُ الرمال
كأني أسمع الأطفال تُكْوَى ـــــــــــ صدورُهم العِجافُ من السُّعالِ
فليس به عزاءٌ للأيامَى ـــــــــــ ولم يُغِثِ اليتامَى من ثِمال
(بنو عثمانَ) أشرفُ حين هبّوا ـــــــــــ من التاريخِ لا (العُهْرِ الكمالي)
لهم من (جَلْدِرَان)[5] ومن (سَليمِ) ـــــــــــ وشائجُ بالسنابكِ والعوالي
سلوا (تبريزَ) عن أمسٍ مُدَمَّى ـــــــــــ وكانت قبلهُ قصوى المنال
ألم تثمل من الدم ذاتَ نصر ـــــــــــ أبابيلُ الأعنة في النزال ؟
بني الشام المواكبُ رافلاتٌ ـــــــــــ بأعراس الشهادة والمعالي
بأبواب الجنان لكم زحام ـــــــــــ فخلّوا الناس في قيل ..وقالِ
لقد ملّ الأسى منكم وباتتْ ـــــــــــ عزائمكم تجلُّ عن المَلال
هنا النبضاتُ.. والقبضات تحيا ـــــــــــ على إيقاع ساعات القتالِ
هناك الشامُ.. يكتب من أساه ـــــــــــ لأشواق الدُّنَى أسنى انتقال
وما كانت لتظمأ في رباهُ ـــــــــــ عناقيدُ الفتوةِ... والنضال
وهيهات..السماءُ هناكَ أرسَتْ ـــــــــــ لها بابَ القَبول .. ولا أغالي
هنا في الشام تلتئمُ القضايا ـــــــــــ وتنساق الحياة إلى اخْتزال
على (برَدَى) تقاطرت المنايا ـــــــــــ وبـ(العاصي) تناسلت (السعالي)
وعاد (الفرس) ينتعلون (لعنا) ـــــــــــ ويقتادون أزمنة الضلال
وآبَ الشانئُ (الصفويُّ) يتلو ـــــــــــ (مزاميرًا) من (الزيف السُّلَالي)
ويجأر بالنفير فقيه (قُمّ) ـــــــــــ ويلقَى في (الرعاع) ذوي امتثال
ومن ذاك القطيع الغثّ (تيسٌ) ـــــــــــ يحاولُ بالإضافة (رفعَ) حالِ
وأخجل أن يقال: (جزائريٌّ) ـــــــــــ وما شأن الجزائر بالخبال؟
وما تلد (الجزائر) من وباءٍ ـــــــــــ وما تغشَى (الجزائرُ) من وبال
بليدٌ..لا (ابنُ باديسٍ) نَـمَاه ـــــــــــ وما ورث المروءَة عن (..مَصَالي)
يطل على العِجاف (..وحيدَ قرن) ـــــــــــ وفي فكيه (حشْرَجةُ) السحالي
وسُمٌّ من لسان (رافضِيٍّ) ــــــــــ يبيحُ له التعالم.. والتعالي
أكاذيبُ السياسة تحتسيه ـــــــــــ ليلعَقَ في الدجَى عَرَق النعال
على عشق المهانة رَوَّضَتْه ـــــــــــ من (الحَوْزَات) أسواطُ الأمالي
بقايا اللطم تلمع بالمحيا ــــــــــ وتسطع في قفاه ..وفي القذال
أبا الزيفِ الذي أولغتَ فيه ــــــــــ حروفَك في سفاهٍ ..وانتحال
أبا العارِ الذي أوثقتَ فيه ــــــــــ بقايا من (..حوافرِك) الصِّقالِ
يروقك أن تجادل عن وجوهٍ ـــــــــــ تلاشتْ.. لا تُرَقّعُ بالجدال؟
تذوب الآن أقنعةُ التصدي ــــــــــ وبـهْرَجُها يؤول إلى ابتذالِ
أمن أجل (الشعير) تظل تهذي ــــــــــ وقد عرف الورى لمن (المخالي)[6]
على (الشَّبِّيح) تخلعُ ثوب نور ـــــــــــ وتوليه النفيس من الخِلال؟
وتُنْزِلُه مراتبَ (للنَّشامَى) ـــــــــــ وليس له هنالك من مجال؟
لك اسْمٌ عشت تنحتُهُ.. وأني ـــــــــــ هنا أدعوكَ (أرملة الملالي)
هي (الأنثى) التي تَقْتات نَوْحا ــــــــــ يراودُها سماسرةُ (الوصال)
وأن لها (التمنعَ)..تم تبدي ــــــــــ فحيحا (للتمتّع) .. والسفالِ
وترهن - كي تخون (أبا هواها)- ــــــــــ عباءتَه ..مع السُّبَحِ الطِّوال
تعافُ الطُّهْرَ مذ (طهرانُ) أفتتْ ــــــــــ لها أن لا [تُدَنّسَ] باغتسال
فيا لك متعةً لم تألُ فتوى ــــــــــ تُنَزِّلُها على (.. فقه الحلال)
ستلطمكُ اللعائنُ يا ابن آوى ــــــــــ لنرقبُ ما يسوءُك من مآل
ولولا ما حباني الشام يوما ــــــــــ من البركات والـمِنن العِجَال
وما ألقاهُ من ألقٍ بروحي ــــــــــ وأوقدَ في البصيرة من ذُبَال
ولولا السامقون على ثراهُ ــــــــــ عليهم - بعد مولانا- اتكالي
لما أيقظت للغضب القوافي ---------ولا بخس الزمان بك ارتجالي
محمد تاج الدين الطيبي
ـــــــــ الجزائر: غرة رجب 1434 الموافق: 11 مايو/أيار 2013 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
[1]: الملالي: أرباب العمائم في طهران
[2]: عمري درعا: الجامع العمري بدرعا حيث انطلقت شرارة الثورة
[3]: أبو رغال: الخائن دليل أبرهة الحبشي إلى مكة [الشبيح الأول]
[4]: الزعتري: مخيم الشرفاء الذين يسمون بـ[اللاجئين السوريين] بالأردن
[5]: جالديران: المعركة الفاصلة التي هزم فيها العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول الصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي ودخلوا عاصمتهم (تبريز) بتاريخ: 23/8/1514م.
[6]: المخالي: ج، مخلاة، ما يوضع فيه الشعير للـ(.......)
براءة إلى الشعب السوري العظيم ... إلى شهدائه ..إلى حرائره.. إلى سائر طيوفه من (الشبيح والبوق الإعلامي) التافه الأرعن: (يحيى أبو زكريا).. المحسوب على الجزائر زورا وبهتانا...
رزايا.. ما تُذَلَّلُ باحتمال ـــــــــــ وعَسْفٌ دونَه كلُّ (احتلال)
وضيمٌ ما انتضاهُ الدهر يوما ـــــــــــ وما استوفاهُ في الحِقَبِ الخوالي
ودون الشام.. لي المنفَى الـمُقَفّى ـــــــــــ تروم الذكرياتُ به اغتيالي
وكانت من (دمشقَ) حروف وِرْدي ــــــــــ وكان بفجرها الدَّمِثِ اكتحالي
أفقتُ على الفجيعة ذات أمسٍ ـــــــــــ أرى وطنَ (الصحابة) في اشتعال
أرى ليل الحضارة (قِرْمِطِيا) ـــــــــــ قد اجتاحَ الحِمى بخطىً ثِقالِ
رستْ بـ(الشام) أحزانٌ.. وعاثتْ ـــــــــــ أراجيفُ الأسـافل في الأعالي
مـآسٍ تَسْتَدِرُّ لها المآقي ـــــــــــ وقد حِيكَتْ لها سُجُفُ الليالي
وهن تركنَني أغفو ذهولا ـــــــــــ ولي تهويمتي...نَزَقي..انفعالي
من اللائي جلَلْنَ عن المعاني ـــــــــــ ولم يخطرن في زمن ببال
فلو كان المحال له ارتسامٌ ـــــــــــ لقلنا قد جُبِلْنَ من المحال
حُبَالَى بالأسَى.. باليُتم غَضّا ـــــــــــ وبالآهات بالثُّكْل العُضَال
ولم يفجعن يوما دون يوم ـــــــــــ فهنّ الراجفات على التوالي
دَلَفْنَ إلى الحمى من دون وعد ـــــــــــ ووجدان الورى رَثٌّ..وبالِ
وبات العالمُ (الممسوخ) غِرّا ـــــــــــ بأفكار خَرِفْنَ من الهزال
له شتى الوعود وليس يُعطي ـــــــــــ سوى ما اعتادَ من شحِّ الـمِطَالِ
يرى تلك الملاحمَ ثم يعْمَى ـــــــــــ ويحسَبُها (..مباراةَ اعتزال)
هو المحوُ الذي عنه تجافت ـــــــــــ ظنونُ السادرين فلا تبالي
هي (الفيحاءُ) تفترشُ الشظايا ـــــــــــ ويلذعُ وجهَها وشْمُ النكال
ويزأرُ (قاسيونُ).. وكيفَ يسلو ـــــــــــ ومتنُ جبينه للنار صالِ؟
شكا (للصالحيةَ) فاستماتتْ ـــــــــــ تنافح عن أسارير العيالِ
و(لليرموك) كـ(الميدان) جرح ـــــــــــ تُضمده جراحٌ في (العَسَالي)
لمن ذاك الأصيل وقد تعرّتْ ـــــــــــ تخومُ (الغوطتين) من الظلال؟
لها الـحُمَّى التي قد أسهرتها ـــــــــــ وكانت قبلها ذاتَ اختيال
لـ(دوما) الأريحيةُ في التأسي ـــــــــــ وفي (عربينَ) قافيةُ السّجال
و(داريّا) بها البلوى أراقت ـــــــــــ دم الأحرار فوق دم الدوالي
لمن يا (بانياسُ) نِصالُ غدر ـــــــــــ أرادت أن تسومكِ بالزوال؟
تبوّأت النحورَ فأثخنتها ـــــــــــ وخلّفت الجماجم كالتلال
لمن يا (حمص) مئذنةٌ تهاوت ـــــــــــ تُدَثّرُ بالثرى (يُتْمَ) الهلال؟
لقد بحّ الأذان بها فأشجى ـــــــــــ وكان يروقَها الشّجَنُ (البلالي)؟
ومن قد.. قَدّ من أطفال درعا ـــــــــــ أصابعَ لم تذقْ غير النوال؟
هنا (حورانُ) ناصيةُ التجلي ـــــــــــ لها عند الكريهة خيرُ آل
وما أدراك ما (عُمَريُّ)[2] درعا ـــــــــــ صداه لا يزال شجًى ببالي
لمن أسرابُ غربان أناخت ـــــــــــ بـ(دير الزَّوْر) أو بـ(البوكمال)؟
لمن في (الرقة) النشوى هدير ـــــــــــ به اخترَمَ الأسَى عُرسَ الشمال؟
أحس به (الفرات) فشاخ حزنا ـــــــــــ وكان شبابهُ غضّ الدلال؟
رحابكِ يا (أميةُ) مُقْفِرات ـــــــــــ ولكن ما نَضَتْ شفقَ المعالي
ومن في منبر (الشهباء) ألقى ـــــــــــ رجومَ النحس إبّان الزوال؟
لمن يا فجرَ (أَعْزازٍ) يتامى ـــــــــــ ثكالى ..موثقاتٍ بالسؤال؟
عذارى زمّلتهنّ المنايا ـــــــــــ دماءً ..بعد أدمُعِها الزلال
وأغلى من بني الدنيا ابتسامٌ ـــــــــــ (على الوجه الـمُكفَّن بالجلال)
وأقفرت المقابر من كرَاها ـــــــــــ وداسَ القصفُ أعظُمَها البوالي
مآسٍ...ما لها في الأرض آسٍ ـــــــــــ سوى الباقين من عبق الرجال
سوى الــخَــفِرات.. لم يَهْجُرْنَ طُهرا ـــــــــــ ولم ينفرن من خِدر المعالي
فكم ريعتْ رؤومٌ صوبَ كهفٍ ــــــــــ كما تنأى اللبوءةُ بالشِّبَال
وكم من واجمات في خيامٍ ـــــــــــ وَهَتْ أطنابُها غِبَّ ارتحالِ
حرائرُ سامهنَّ (الفرسُ) رعباً ـــــــــــ فهنَّ مُزَمّلاتٌ بالكلال
أيا عربَ الرذيلة من دعاكم ـــــــــــ لكي تَدَعوا الخدورَ بشرّ حال؟
رضيتم أن يدوس بنو البغايا ـــــــــــ على أهداب ربّات الحجال؟
لكم طربٌ.. وللغازين نخْبٌ ـــــــــــ وقد نحروا الصبايا في احتفال؟
أنشكو أمسِ من (عرب اعتدال) ـــــــــــ لنصبحَ كلنا (عربَ اعتلال) ؟
نظرتم في وجوهٍ واجفاتٍ ـــــــــــ ولم تتطامنوا لسوى الجمالِ
أثَـرْتُم من تراث (السَّبـْيِ) فصلا ـــــــــــ لكي يُتْلَى على الغيد الغوالي
فغُضُّوا يا عيونَ [بني نُمَيرٍ] ـــــــــــ وذلوا يا قطيعَ (أبي رغال)[3]
ويا للعار من شرفٍ يُعَرّى ـــــــــــ لتكسوَه دموعٌ كاللآلي
هناك (الزعتريُّ)[4] رموا إليه ـــــــــــ فُتاتاً من رغيف (..بني طلال)
يضجّ به تساؤلُ كل حر: ـــــــــــ خيامٌ تلك.. أم مُدن اعتقال؟
بنو (سوريةَ) الأبرارُ أولَى ـــــــــــ من (الثقلين) بـ[العيش المثالي]
بني (الأردنِّ) كيف ينامُ حرّ ـــــــــــ له في (الزعتري) صدى ابتهال؟
غدتْ تلهو السيول بقاطنيه ـــــــــــ ويلطم أهله عصفُ الرمال
كأني أسمع الأطفال تُكْوَى ـــــــــــ صدورُهم العِجافُ من السُّعالِ
فليس به عزاءٌ للأيامَى ـــــــــــ ولم يُغِثِ اليتامَى من ثِمال
(بنو عثمانَ) أشرفُ حين هبّوا ـــــــــــ من التاريخِ لا (العُهْرِ الكمالي)
لهم من (جَلْدِرَان)[5] ومن (سَليمِ) ـــــــــــ وشائجُ بالسنابكِ والعوالي
سلوا (تبريزَ) عن أمسٍ مُدَمَّى ـــــــــــ وكانت قبلهُ قصوى المنال
ألم تثمل من الدم ذاتَ نصر ـــــــــــ أبابيلُ الأعنة في النزال ؟
بني الشام المواكبُ رافلاتٌ ـــــــــــ بأعراس الشهادة والمعالي
بأبواب الجنان لكم زحام ـــــــــــ فخلّوا الناس في قيل ..وقالِ
لقد ملّ الأسى منكم وباتتْ ـــــــــــ عزائمكم تجلُّ عن المَلال
هنا النبضاتُ.. والقبضات تحيا ـــــــــــ على إيقاع ساعات القتالِ
هناك الشامُ.. يكتب من أساه ـــــــــــ لأشواق الدُّنَى أسنى انتقال
وما كانت لتظمأ في رباهُ ـــــــــــ عناقيدُ الفتوةِ... والنضال
وهيهات..السماءُ هناكَ أرسَتْ ـــــــــــ لها بابَ القَبول .. ولا أغالي
هنا في الشام تلتئمُ القضايا ـــــــــــ وتنساق الحياة إلى اخْتزال
على (برَدَى) تقاطرت المنايا ـــــــــــ وبـ(العاصي) تناسلت (السعالي)
وعاد (الفرس) ينتعلون (لعنا) ـــــــــــ ويقتادون أزمنة الضلال
وآبَ الشانئُ (الصفويُّ) يتلو ـــــــــــ (مزاميرًا) من (الزيف السُّلَالي)
ويجأر بالنفير فقيه (قُمّ) ـــــــــــ ويلقَى في (الرعاع) ذوي امتثال
ومن ذاك القطيع الغثّ (تيسٌ) ـــــــــــ يحاولُ بالإضافة (رفعَ) حالِ
وأخجل أن يقال: (جزائريٌّ) ـــــــــــ وما شأن الجزائر بالخبال؟
وما تلد (الجزائر) من وباءٍ ـــــــــــ وما تغشَى (الجزائرُ) من وبال
بليدٌ..لا (ابنُ باديسٍ) نَـمَاه ـــــــــــ وما ورث المروءَة عن (..مَصَالي)
يطل على العِجاف (..وحيدَ قرن) ـــــــــــ وفي فكيه (حشْرَجةُ) السحالي
وسُمٌّ من لسان (رافضِيٍّ) ــــــــــ يبيحُ له التعالم.. والتعالي
أكاذيبُ السياسة تحتسيه ـــــــــــ ليلعَقَ في الدجَى عَرَق النعال
على عشق المهانة رَوَّضَتْه ـــــــــــ من (الحَوْزَات) أسواطُ الأمالي
بقايا اللطم تلمع بالمحيا ــــــــــ وتسطع في قفاه ..وفي القذال
أبا الزيفِ الذي أولغتَ فيه ــــــــــ حروفَك في سفاهٍ ..وانتحال
أبا العارِ الذي أوثقتَ فيه ــــــــــ بقايا من (..حوافرِك) الصِّقالِ
يروقك أن تجادل عن وجوهٍ ـــــــــــ تلاشتْ.. لا تُرَقّعُ بالجدال؟
تذوب الآن أقنعةُ التصدي ــــــــــ وبـهْرَجُها يؤول إلى ابتذالِ
أمن أجل (الشعير) تظل تهذي ــــــــــ وقد عرف الورى لمن (المخالي)[6]
على (الشَّبِّيح) تخلعُ ثوب نور ـــــــــــ وتوليه النفيس من الخِلال؟
وتُنْزِلُه مراتبَ (للنَّشامَى) ـــــــــــ وليس له هنالك من مجال؟
لك اسْمٌ عشت تنحتُهُ.. وأني ـــــــــــ هنا أدعوكَ (أرملة الملالي)
هي (الأنثى) التي تَقْتات نَوْحا ــــــــــ يراودُها سماسرةُ (الوصال)
وأن لها (التمنعَ)..تم تبدي ــــــــــ فحيحا (للتمتّع) .. والسفالِ
وترهن - كي تخون (أبا هواها)- ــــــــــ عباءتَه ..مع السُّبَحِ الطِّوال
تعافُ الطُّهْرَ مذ (طهرانُ) أفتتْ ــــــــــ لها أن لا [تُدَنّسَ] باغتسال
فيا لك متعةً لم تألُ فتوى ــــــــــ تُنَزِّلُها على (.. فقه الحلال)
ستلطمكُ اللعائنُ يا ابن آوى ــــــــــ لنرقبُ ما يسوءُك من مآل
ولولا ما حباني الشام يوما ــــــــــ من البركات والـمِنن العِجَال
وما ألقاهُ من ألقٍ بروحي ــــــــــ وأوقدَ في البصيرة من ذُبَال
ولولا السامقون على ثراهُ ــــــــــ عليهم - بعد مولانا- اتكالي
لما أيقظت للغضب القوافي ---------ولا بخس الزمان بك ارتجالي
محمد تاج الدين الطيبي
ـــــــــ الجزائر: غرة رجب 1434 الموافق: 11 مايو/أيار 2013 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
[1]: الملالي: أرباب العمائم في طهران
[2]: عمري درعا: الجامع العمري بدرعا حيث انطلقت شرارة الثورة
[3]: أبو رغال: الخائن دليل أبرهة الحبشي إلى مكة [الشبيح الأول]
[4]: الزعتري: مخيم الشرفاء الذين يسمون بـ[اللاجئين السوريين] بالأردن
[5]: جالديران: المعركة الفاصلة التي هزم فيها العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول الصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي ودخلوا عاصمتهم (تبريز) بتاريخ: 23/8/1514م.
[6]: المخالي: ج، مخلاة، ما يوضع فيه الشعير للـ(.......)