مناد بوفلجة
2013-05-16, 17:19
السلام عليكم و رحمة الله
بــ قلم رصاص و الطبيب العجوز " قصة حقيقية "
كنت أسير من ساحة الشهداء إلى شارع حسيبة بالعاصمة ، كنت أبحث عن طبيب عيون من أجل زيارة بسيطة بهدف إجراء فحص نظارات طبية
رأيت لافتة ، في قلب العاصمة ، " طبيب متخصص في أمراض و جراحة العيون "
صعدت في درجات العمارة ، ضغطت على جرس باب العيادة ، فتحت ممرضة الباب قالت لي تفضل ، إلى قاعة الانتظار.
دخلت للقاعة فوجدتها فارغة ، العيادة كلها ربما كانت فارغ ، يوجد فقط في داخل الغرفة المقابلة ، شخص قالت عنه الممرضة أنه هو الطبيب ، ثم أضافت : الطبيب يعمل في مستشفى الدولة و هذه عيادته الخاصة و هو أحسن طبيب في العاصمة لديه خبرة طويلة .
أدخلتني له الممرضة بعد الانتظار وحدي في قاعة الانتظار لبضعة دقائق ، دخلت لمكتب الطبيب فرأيت عجوز شعره أشيب و بوجهه تجاعيد الكِـبر ، يرتدي نظارات تبدوا ثقيلة ، منحنى الرأس يقرأ ورقة ما ، نظرت إليه فنظر لي برفع عينيه فقط دون أن يرفع رأسه و قال لي : تفضل بالجلوس ، فشعرت حينها و كأنه كان بانتظاري .
جلست و قلت له : أريد أن أقوم بفحص بسيط بهدف عمل نظارات ،
بدأ عملية الفحص بالوسائل المعروفة ، مثل : فتح عينيك مليح ، شوف منا ، شوف من لهيه
ثم قال لي : اذهب للممرضة لتضع لك قطرة ، " لم أعرف حينها لماذا !! " ، "" لكن بعد ذلك علمت أنها قطرة لفتح حدقة العين بهدف فحص الشبكية ""
المهم ، وضعت الممرضة القطرة ، فبدأت أرى ضوء الشمس شديد ، دخلت للطبيب العجوز ، فقام بوضع ذلك المنظار في العين بهدف فحص الشبكية ، " لحد ذلك ، لم أعرف ماذا يقوم ، عرفت ذلك لاحقا " ، فأخذ ورقة و قلم و بدأ بوضع نقاط عليها ، و قام بنفس الشيء للعين الأخرى
عندما انتهى الطبيب العجوز من تلك العملية
سألني : ماراكش تشوف نقاط في السماء ، ما راكش تشوف بققع سوداء تتحرك ،
قلت له : لا أبدا
قال لي : أنت مصاب بمرض نادر عند الشباب ، يحدث فقط للأطفال و لكبار السن و هو تمزق شبكية العين ، هناك ثقوب في شبكية العين صغيرة جدا ، ستكبر مع مرور الزمن ، و يجب عليك كيها بالليزر ، إن لم تقوم بذلك ، قد تصاب بتمزق الشبكية أو بانفصال الشبكي ، و ستصاب بالعمى يوما ما لا محال ، و لا علاج لك سوى إجراء فحص الليزر و البقاء في المتابعة مدى حياتك
ثم قال : أنا أقوم لك بتلك العملية
ثم أضاف : يمكنك القيام بعملية تصحيح قصر النظر عن طريق عملية الليزك ، مقابل 100000 دج ' عشرة ملايين سنتيم '
قلت له : تقوم بعملية تصحيح النظر الآن .
فقال لي : نعم ، و الآن إن أردت .
لقد أصبت بصدمة كبيرة من اثنين ، من ما قاله لي عن مرض الشبكية و من ما قاله لي عن أنه يجري تلك العملية الحساسة أثناء تلك الزيارة ، ثم قلت في نفسي : كيف ذلك ، هل في تلك العيادة الفارغة أم سيأخذني معه في سيارته لمخبر ما في العاصمة ؟ ، و كيف له أن يقول أنه يمكنه القيام بعملية تصحيح النظر قبل القيام بعملية الشبكية .
لقد كانت علامات استفهام لم أستطيع قراءتها .
قلت له : سأفكر ثم أعود لك
قال لي : حسنا ، تفضل هذه الوصفة ، قطرة للعين مرتين في اليوم
عند خروجي من عنده سألته ، هل أدفه أجرة الفحص للمرضة ؟
فأجابني : لا إدفعها هنا عندي ، فدفعتها له
و عندما خرجت من مكتب الطبيب العجوز ، لم أجد الممرضة ، لقد كانت قد غادرت ، بالرغم من أنه كان ذلك وقت العيادات فيه تكون ممتلئة ، لم أكون حينها في تلك العيادة سوى أنا و الطبيب الذي امتلأ رأسه شيبا
خرجت من العيادة و أنا أعاني من صدمة ، لم تكن تلك سوى البداية .
لقدت اتصلت بأمي حزين مصدوم مثل الطفل الذي سرق منه قلم رصاص
قلت ، يجب أن أقوم بالذهاب لطبيب آخر
لم أمن أعرف الأطباء هناك ، ذهبت لبعض المحلات المتخصصة في صناعة النظارات ،
كنت أسألهم : هل تعرف طبيب ممتاز و معروف متخصص في طب العيون
كان جوابهم جميعا : ما نقدرش نقول ليك ، مليح أو ماشي مليح ، باه ما نتحملش المسؤولية
ذات صباح عزمت على زيارة طبيب آخر ، دخلت لعيادته ، و قلت له : " أريد القيام بفحص الشبكية " و قام بنفس الفحص ، مع العلم أنني قلت له ما قاله لي الطبيب العجوز
فكانت نتيجة الطبيب ، نفس نتيجة الطبيب العجوز
فعزمت على زيارة طبيب ثالث موجود في بئر الخادم ، فكانت نتيجته نفس نتيجة الطبيب العجوز ، فقررت أن أتابع الفحص عند الطبيب الثالث ، قمت بعملية الليزر ، ثم قال لي : يجب عليك القيام بالفحص كل ثلاثة أشهر ، كلما زادت نقطة في الشبكية نقوم بكيها بالليزر ،
فذهبت للمنزل لأفكر ، اشتريت تلك القطرة التي أعطاها لي الطبيب العجوز ، وضعتها و خلال ثلاثة أيام ، نهضت صباحا و كانت المفاجئة ، لقد بدأت أرى شيء مثل الغبار ، اكتملت الصدمة
طرحت على نفسي سؤال : هل كان ذلك نتيجة قطرة الطبيب العجوز أم نتيجة تمزق في شبكية العين ؟
لم أجد الجواب إلى اليوم !!!
عدت للطبيب الثالث و قمت بعملية ليزر الشبكية ، استمر الحال على ذلك حوالي أربع سنوات ، و كان ذلك خلال بداية العشرية الماضية ، لقد صرفت الملايين في العلاج و النقل و المبيت من حر مالي ، لم أشعر خلال تلك الفترة بأنه للمال قيمة ، لقد تعبت كثيرا و قلت : إلى متى ؟ ، إلى متى كل ثلاثة أشهر أقوم بحصص ليزر ، إلى متى ؟ إلى متى ؟
يوما ما شعرت أن النظر ينقص بشدة ، بسبب كثرة القطر و المراهم التي كنت أستخدمها بعد كل حصة ليزر الشبكية ، و أنتم تعلمون معانات شخص من الجنوب مضطر للعلاج في الشمال ، بسبب إنعدام الأمن الصحي الذي من المفروض أن تكفله الدولة لمواطنين الجنوب ، فلا وسائل و لا تجهيز و لا أطباء متخصصين ، و أيضا عدم تكفل الدول بتكاليف النقل للولايات الشمالية
المهم، لقد أصبت بالإحباط الشديد، قررت زيارة طبيب في وهران ، طبيب معروف عند العام و الخاص ، بمساعدة خاصة ، تمكنت من الدخول له " لأن المواعيد تأخذ عنده قبل الزيارة بحوالي شهر ، لأن علاجه و عملياته ناجحة "
تحدثت له عن كل تلك القصة
فقام بعملية فحص الشبكية في العين اليمنى ، بدأ يفحص و يدقق ثم يعيد الفحص مرة أخرى و أخرى و أخرى ، ثم أضاف مستغربا : لا أرى أثر لتلك الثقوب أو البقع التي تحدثت عنها و شبكية عينك سليمة ، كل ما أراه هو فقط آثار الليزر
ثم أعاد نفس الفحص للعين الأخرى و قال لي نفس الكلام
تعجبت و قلت له : لقد زرت ثلاثة أطباء و قالوا لي ما قالوا
فأجابني بصريح العبارة ، كانوا يكذبون عليك
ثم أضاف ، غالبا بعض الأطباء في نفس الولاية يتفاهمون عن خطط معينة ، كان من المفروض أن تجري الفحص عند طبيب من ولاية أخرى
سألته : هل هناك أثار سلبية لليزر الذي قمت به في الشبكية
فأجابني : لا توجد أثار سلبية ،
لقد تفاجئت ، هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ بالرغم من أنني حزنت على ما مررت به لكني إرتحت نفسيا و قلت " الحمد لله "
ثم أضاف لي قائلا : شكل الليزر هو على حافة الشبكية بشكل دائري و في وسط الشبكية ، و هو ليزر تثبيت شبكية العين ، بالرغم من أنك لست محتاج له ، لكنهم قاموا به بهدف فقط ، كسب زبون جديد و مصدر دائم للمال
فسألته عن عملية تصحيح قصر النظر ، فقال لي : ممكن
سألت جيدا ثم تحصلت على عنوان طبيب معروف في العاصمة ، مختلف عن الطبيب العجوز و أصدقائه
فقمت بعملية الفحص الكامل ، و منه فحص الشبكية ، فكانت النتيجة هي نفس نتيجة طبيب وهران ، يعني : " لا يوجد تمزق في الشبكية " ، بعدها قمت بتحديد موعد القيام بعملية الليزك ، و من ذلك اليوم الحمد لله ، لقد تحسنت ، بالرغم من أن النظر ليس عشرة على عشرة ،
لقد كانت مرحلة صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى . و آثارها لحد الآن ، لقد أصبحت أرى الحياة بشكل آخر ، خلال تلك الفترة ، عندما ألتقي بأقارب و زملاء و أراهم يتحدثون عن أمور تبدوا بسيطة و أحيانا تافهة ، ثم أراهم يبتسمون و يضحكون و يستمتعون ، كنت أستغرب كثيرا ، أستغرب منهم جميعا ، كنت في بعض المجالس ، لا أتحدث كثيرا ، كنت أكتفي فقط بالملاحظة و التحدث ، التحدث مع نفسي فقط .
قصة واقعية كتبها المعني بها : بــ قلم رصاص
يتبع مع قصة واقعية أخرى
بــ قلم رصاص و الطبيب العجوز " قصة حقيقية "
كنت أسير من ساحة الشهداء إلى شارع حسيبة بالعاصمة ، كنت أبحث عن طبيب عيون من أجل زيارة بسيطة بهدف إجراء فحص نظارات طبية
رأيت لافتة ، في قلب العاصمة ، " طبيب متخصص في أمراض و جراحة العيون "
صعدت في درجات العمارة ، ضغطت على جرس باب العيادة ، فتحت ممرضة الباب قالت لي تفضل ، إلى قاعة الانتظار.
دخلت للقاعة فوجدتها فارغة ، العيادة كلها ربما كانت فارغ ، يوجد فقط في داخل الغرفة المقابلة ، شخص قالت عنه الممرضة أنه هو الطبيب ، ثم أضافت : الطبيب يعمل في مستشفى الدولة و هذه عيادته الخاصة و هو أحسن طبيب في العاصمة لديه خبرة طويلة .
أدخلتني له الممرضة بعد الانتظار وحدي في قاعة الانتظار لبضعة دقائق ، دخلت لمكتب الطبيب فرأيت عجوز شعره أشيب و بوجهه تجاعيد الكِـبر ، يرتدي نظارات تبدوا ثقيلة ، منحنى الرأس يقرأ ورقة ما ، نظرت إليه فنظر لي برفع عينيه فقط دون أن يرفع رأسه و قال لي : تفضل بالجلوس ، فشعرت حينها و كأنه كان بانتظاري .
جلست و قلت له : أريد أن أقوم بفحص بسيط بهدف عمل نظارات ،
بدأ عملية الفحص بالوسائل المعروفة ، مثل : فتح عينيك مليح ، شوف منا ، شوف من لهيه
ثم قال لي : اذهب للممرضة لتضع لك قطرة ، " لم أعرف حينها لماذا !! " ، "" لكن بعد ذلك علمت أنها قطرة لفتح حدقة العين بهدف فحص الشبكية ""
المهم ، وضعت الممرضة القطرة ، فبدأت أرى ضوء الشمس شديد ، دخلت للطبيب العجوز ، فقام بوضع ذلك المنظار في العين بهدف فحص الشبكية ، " لحد ذلك ، لم أعرف ماذا يقوم ، عرفت ذلك لاحقا " ، فأخذ ورقة و قلم و بدأ بوضع نقاط عليها ، و قام بنفس الشيء للعين الأخرى
عندما انتهى الطبيب العجوز من تلك العملية
سألني : ماراكش تشوف نقاط في السماء ، ما راكش تشوف بققع سوداء تتحرك ،
قلت له : لا أبدا
قال لي : أنت مصاب بمرض نادر عند الشباب ، يحدث فقط للأطفال و لكبار السن و هو تمزق شبكية العين ، هناك ثقوب في شبكية العين صغيرة جدا ، ستكبر مع مرور الزمن ، و يجب عليك كيها بالليزر ، إن لم تقوم بذلك ، قد تصاب بتمزق الشبكية أو بانفصال الشبكي ، و ستصاب بالعمى يوما ما لا محال ، و لا علاج لك سوى إجراء فحص الليزر و البقاء في المتابعة مدى حياتك
ثم قال : أنا أقوم لك بتلك العملية
ثم أضاف : يمكنك القيام بعملية تصحيح قصر النظر عن طريق عملية الليزك ، مقابل 100000 دج ' عشرة ملايين سنتيم '
قلت له : تقوم بعملية تصحيح النظر الآن .
فقال لي : نعم ، و الآن إن أردت .
لقد أصبت بصدمة كبيرة من اثنين ، من ما قاله لي عن مرض الشبكية و من ما قاله لي عن أنه يجري تلك العملية الحساسة أثناء تلك الزيارة ، ثم قلت في نفسي : كيف ذلك ، هل في تلك العيادة الفارغة أم سيأخذني معه في سيارته لمخبر ما في العاصمة ؟ ، و كيف له أن يقول أنه يمكنه القيام بعملية تصحيح النظر قبل القيام بعملية الشبكية .
لقد كانت علامات استفهام لم أستطيع قراءتها .
قلت له : سأفكر ثم أعود لك
قال لي : حسنا ، تفضل هذه الوصفة ، قطرة للعين مرتين في اليوم
عند خروجي من عنده سألته ، هل أدفه أجرة الفحص للمرضة ؟
فأجابني : لا إدفعها هنا عندي ، فدفعتها له
و عندما خرجت من مكتب الطبيب العجوز ، لم أجد الممرضة ، لقد كانت قد غادرت ، بالرغم من أنه كان ذلك وقت العيادات فيه تكون ممتلئة ، لم أكون حينها في تلك العيادة سوى أنا و الطبيب الذي امتلأ رأسه شيبا
خرجت من العيادة و أنا أعاني من صدمة ، لم تكن تلك سوى البداية .
لقدت اتصلت بأمي حزين مصدوم مثل الطفل الذي سرق منه قلم رصاص
قلت ، يجب أن أقوم بالذهاب لطبيب آخر
لم أمن أعرف الأطباء هناك ، ذهبت لبعض المحلات المتخصصة في صناعة النظارات ،
كنت أسألهم : هل تعرف طبيب ممتاز و معروف متخصص في طب العيون
كان جوابهم جميعا : ما نقدرش نقول ليك ، مليح أو ماشي مليح ، باه ما نتحملش المسؤولية
ذات صباح عزمت على زيارة طبيب آخر ، دخلت لعيادته ، و قلت له : " أريد القيام بفحص الشبكية " و قام بنفس الفحص ، مع العلم أنني قلت له ما قاله لي الطبيب العجوز
فكانت نتيجة الطبيب ، نفس نتيجة الطبيب العجوز
فعزمت على زيارة طبيب ثالث موجود في بئر الخادم ، فكانت نتيجته نفس نتيجة الطبيب العجوز ، فقررت أن أتابع الفحص عند الطبيب الثالث ، قمت بعملية الليزر ، ثم قال لي : يجب عليك القيام بالفحص كل ثلاثة أشهر ، كلما زادت نقطة في الشبكية نقوم بكيها بالليزر ،
فذهبت للمنزل لأفكر ، اشتريت تلك القطرة التي أعطاها لي الطبيب العجوز ، وضعتها و خلال ثلاثة أيام ، نهضت صباحا و كانت المفاجئة ، لقد بدأت أرى شيء مثل الغبار ، اكتملت الصدمة
طرحت على نفسي سؤال : هل كان ذلك نتيجة قطرة الطبيب العجوز أم نتيجة تمزق في شبكية العين ؟
لم أجد الجواب إلى اليوم !!!
عدت للطبيب الثالث و قمت بعملية ليزر الشبكية ، استمر الحال على ذلك حوالي أربع سنوات ، و كان ذلك خلال بداية العشرية الماضية ، لقد صرفت الملايين في العلاج و النقل و المبيت من حر مالي ، لم أشعر خلال تلك الفترة بأنه للمال قيمة ، لقد تعبت كثيرا و قلت : إلى متى ؟ ، إلى متى كل ثلاثة أشهر أقوم بحصص ليزر ، إلى متى ؟ إلى متى ؟
يوما ما شعرت أن النظر ينقص بشدة ، بسبب كثرة القطر و المراهم التي كنت أستخدمها بعد كل حصة ليزر الشبكية ، و أنتم تعلمون معانات شخص من الجنوب مضطر للعلاج في الشمال ، بسبب إنعدام الأمن الصحي الذي من المفروض أن تكفله الدولة لمواطنين الجنوب ، فلا وسائل و لا تجهيز و لا أطباء متخصصين ، و أيضا عدم تكفل الدول بتكاليف النقل للولايات الشمالية
المهم، لقد أصبت بالإحباط الشديد، قررت زيارة طبيب في وهران ، طبيب معروف عند العام و الخاص ، بمساعدة خاصة ، تمكنت من الدخول له " لأن المواعيد تأخذ عنده قبل الزيارة بحوالي شهر ، لأن علاجه و عملياته ناجحة "
تحدثت له عن كل تلك القصة
فقام بعملية فحص الشبكية في العين اليمنى ، بدأ يفحص و يدقق ثم يعيد الفحص مرة أخرى و أخرى و أخرى ، ثم أضاف مستغربا : لا أرى أثر لتلك الثقوب أو البقع التي تحدثت عنها و شبكية عينك سليمة ، كل ما أراه هو فقط آثار الليزر
ثم أعاد نفس الفحص للعين الأخرى و قال لي نفس الكلام
تعجبت و قلت له : لقد زرت ثلاثة أطباء و قالوا لي ما قالوا
فأجابني بصريح العبارة ، كانوا يكذبون عليك
ثم أضاف ، غالبا بعض الأطباء في نفس الولاية يتفاهمون عن خطط معينة ، كان من المفروض أن تجري الفحص عند طبيب من ولاية أخرى
سألته : هل هناك أثار سلبية لليزر الذي قمت به في الشبكية
فأجابني : لا توجد أثار سلبية ،
لقد تفاجئت ، هل يمكن أن يحدث ذلك ؟ بالرغم من أنني حزنت على ما مررت به لكني إرتحت نفسيا و قلت " الحمد لله "
ثم أضاف لي قائلا : شكل الليزر هو على حافة الشبكية بشكل دائري و في وسط الشبكية ، و هو ليزر تثبيت شبكية العين ، بالرغم من أنك لست محتاج له ، لكنهم قاموا به بهدف فقط ، كسب زبون جديد و مصدر دائم للمال
فسألته عن عملية تصحيح قصر النظر ، فقال لي : ممكن
سألت جيدا ثم تحصلت على عنوان طبيب معروف في العاصمة ، مختلف عن الطبيب العجوز و أصدقائه
فقمت بعملية الفحص الكامل ، و منه فحص الشبكية ، فكانت النتيجة هي نفس نتيجة طبيب وهران ، يعني : " لا يوجد تمزق في الشبكية " ، بعدها قمت بتحديد موعد القيام بعملية الليزك ، و من ذلك اليوم الحمد لله ، لقد تحسنت ، بالرغم من أن النظر ليس عشرة على عشرة ،
لقد كانت مرحلة صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى . و آثارها لحد الآن ، لقد أصبحت أرى الحياة بشكل آخر ، خلال تلك الفترة ، عندما ألتقي بأقارب و زملاء و أراهم يتحدثون عن أمور تبدوا بسيطة و أحيانا تافهة ، ثم أراهم يبتسمون و يضحكون و يستمتعون ، كنت أستغرب كثيرا ، أستغرب منهم جميعا ، كنت في بعض المجالس ، لا أتحدث كثيرا ، كنت أكتفي فقط بالملاحظة و التحدث ، التحدث مع نفسي فقط .
قصة واقعية كتبها المعني بها : بــ قلم رصاص
يتبع مع قصة واقعية أخرى