freemantalking
2013-05-13, 15:06
بداية مع هذا الموضوع بقلم سامية بلقاضي الذي كتب البارحة(السبت 02 مارس 2013)في جريدة الخبر في عمود (مجرد رأي) بعنوان "القبعة أو السيف"
"الحديث في مصر عن ضرورة تدخل المؤسسة العسكرية ''لإنقاذ البلاد من أخونة الدولة''، وهو القول الذي يذهب إليه ائتلاف العسكريين المتقاعدين وحركة الأغلبية الصامتة، بالإضافة إلى 17 حركة نسائية قرروا أمس الخروج في مظاهرة تحت شعار ''الجيش في قلوبنا''. وكان التونسيون السباقين لمثل هذه الدعوة بالشعارات التي رفعها المتظاهرون الذين رددوا عبارات ''الجيش يحمي الثورة'' خلال تشييع شكري بلعيد، منددين بسيطرة حركة ''النهضة'' على دواليب السلطة، مثل هذا الحديث يذكرنا بحديث عرفته الجزائر مطلع التسعينات، حيث راجت الدعوة ''لإنقاذ الجمهورية'' من الأصولية والتطرف، فما كان إلا أن غرقت الجزائر في دوامة حرب لم نتفق إلى الآن على توصيفها، أكانت حربا ضد الإرهاب أم حربا أهلية.
ويبدو أن تشابه السيناريو في مصر وتونس مع ما حدث في الجزائر يفرض نفسه لمحاولة فهم المنحى الذي تأخذه الأحداث، خاصة بعد فشل الجبهة الديمقراطية في كلتا الدولتين في طرح نفسها كبديل جدير قادر على حشد الجماهير للدفاع عن برنامجها، ما جعل استدعاء القوة الوحيدة القادرة على إحداث الفرق: المؤسسة العسكرية الحل الأقصر والأضمن لمواجهة تيار الإسلام السياسي بمختلف مشاربه، والحال أن دعوة الجيش للتدخل في الشأن السياسي أشبه بمن يحشد قوته لإخراج خطر ما ثم ما إن ينجح في ذلك يفتح له الباب واسعا لإدخاله من جديد، مع الفرق أنه يدخل هذه المرة مكرّما مرحبا به على أنه المنقذ.
وعلى الرغم من جدية مخاطر هيمنة تيار الإسلام السياسي: الإخواني المعتدل والسلفي المتطرف وما بينهما من تيارات الإسلام السياسي المتحالف عند الضرورة، وسعي هذه التيارات لصياغة قواعد جديدة للدولة وفقا لمفاهيمها دون البحث عن توافق حقيقي يضمن للفرد حق المواطنة، سواء أكان ملحدا يجاهر بإلحاده، متصوفا، سلفيا أو أيا كان اعتقاده الديني، إلا أن اللجوء إلى المؤسسة العسكرية للفصل في صراع سياسي ديمقراطي يبدو كمن يعلن فشله في إحداث التغيير بنفسه فيستعين بالأقوى لتحقيق ذلك، والأخطر من ذلك أن مثل هذا الخيار السياسي يفرض على المواطن الاختيار بين قبعة العسكر أو سيف التهديد الذي يرفعه تيار الإسلام السياسي بدءا بالإخوان الذين يصرون على رمز السيف في شعارهم الرسمي، إلى التيارات الأكثر تطرفا والتي لا تمانع في تطبيق الحدود بقوة السيف الحقيقي، وبين ذاك وذلك يبقى المواطن في هذه الدول بما فيها الجزائر مجبرا لا مخيرا على القبعة أو السيف، وكأن الأمر قدر محتوم لا مفر منه."
إنَّ حَلَّ اللّجوءِ إلى العَسَْكَرِ رَغْمَ أَنّهُ يُعْطي البِلادَ إلى دكتاتوريين بحكم أنَّ البلاد التي يحكمها عقيد أو جنرال لا بد لها أن ترزح تحت حكم الطغاة كما شاهدنا على مر العصور إلاّ أنه كحل راهن يعد أحسن من حكم الإخوان أو الإسلاميين على اختلاف مشاربهم ،لأن دكتاتورية الجيش يمكن الصمود لها و مقاومتها و القضاء عليها ما إن تبدأ -و هو أمر لا بد منه لأن تركهم يجعلهم آلهة-أما الدكتاتورية التي تستند إلى الدين فكأنها أصبحت وصية على عقول الناس تحكم فيهم وكأني بإلاه العهد القديم يأمر يشوع بن نون -يوشع بن نون-إقتل هؤلاء استحيي هؤلاء ،هؤلاء كفار ،هؤلاء مؤمنون ،هؤلاء سامريون ...اتخذ ابن زنى ، لكن الأهم هو الوعي السياسي و الفكري للشعب لأنه هو الحل و دونه يأتي الطغاة من العلمانيين و الإسلاميين و الجيش و المؤمنين و الملحدين لأن الشعب الذي لا يحكمه الطغاة هو الشعب الواعي و الشعوب العربية و الإسلامية -أرض الرمال ما عدى دولة أو دولتين كتركيا و ماليزيا- هي شعوب جاهلة متخلفة تعيش في عصور الظلام كما كانت أوروبا ترزح تحت حكم البابا و الإقطاعيين و الجبابرة.
إن هذه الدعوة إلى تسليم الحكم للعسكر هي دعوة لتسليم البلدان للقذافي، و من يريد أن يحكمه القذافي ؟
إن العسكر شر،لأنهم بكل بساطة إذا كانوا يحكمون و هم القوة فلابد أن يتجبروا و يتسلطوا و لهذا فإن تسليمهم الحكم يجب أن يكون مؤقتا ريثما تقوم حملة توعية الأغلبية الجاهلة بمهية السياسة و الحياة المجتمعية و الحقوق و حرية الإعتقاد و حرية التعبير و حرية النقد و ما هي الحقوق و ما هي الواجبات و كيف نتعامل مع الحق و الواجب .
ما هي العلمانية، ما هي الديمقراطية عندها فقط يمكن أن يقوم الحكم المدني.
ثورة فرنسا كانت قوتها أنها واجهت البعبعين -السماوي و الأرضي-تحت شعار "اخنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" و أقسم أن الحل كما أنه لم يكن عند القوم إلا هذا فإنه لن يكون عندنا إلا "اخنقوا آخر دكتاتور بأمعاء آخر إمام"
شتان ما بين الجزائر من جهة و تونس و مصر من جهة أخرى ،لأن الذين كانوا يحاربون التطرف في الجزائر هم قلة قليلة جدا فرنكوفونية في الغالب منعزلة عن مجتمعها لا يمكنها مناقشة مواضيع أساسية جوهرية باللغة العربية ،فالإسلاميون كانوا يمثلون الإسلام و الله و محمد و القرآن و الخير و كانت الغالبية الساحقة معهم أما في تونس و مصر فهناك نسبة معتبرة من المستنيرين و المتفتحين رغم كون البلدين من العالم الثالث و من أرض الرمال ترزحان تحت التخلف الإسلامي إلا أن الجزائر مقارنة بهما صحراء قاحلة قحل الصحراء الكبرى و صحراء التكلامكان إنها أرض بور و قفار لا تنبت فيها أزهار النور إلا نادرا -أركون ..- فلا تجد إلا ملتح قد طالت لحيته و قصر ثيابه يحدثك عن قتل المرتد و عن أن الشيعة فرقة ضالة أسسها اليهود و عبد الله بن سبأ و هي تعرف أن السنة على حق و تؤمن بذلك لكنها كافرة !!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا مجال للمقارنة بين مصر و تونس من جهة و الجزائر من جهة أخرى نحن متخلفون جدا و لا يوجد عندنا خطاب تنويريٌّ.
أما دوامة الحرب التي غرقنا فيها فهي من بنات أفكارنا و إني أرى الآن تلك المرأة في ردها عن مظاهرة نسوية مطالبة بحقوق المرأة و هي تقول أنها لو رجع إليها الأمر لفجرت فيهم قنبلة
كان هذا قبل بداية الحرب و قبل قيام الجماعات الإسلامية بتفجير قنابلهم فعلا في الشعب الجزائري و ربما قضت تلك المعتوهة عاشقة تحقيرها الذاتي في إحدى تلك العمليات أو أنها لا تزال حية ،هذا يعني أن فكر القتل و التفجير
كان في عقول الجزائريين و هو نتاج الفكر الإسلامي الوهابي السلفي الإرهابي الذي يُدرِّسونَه للجزائريين .
إن الإرهابيين الذين كانوا ينشرون الرعب كانوا جزائريين و إرهابهم من أفكارهم التي اعتنقوها ،لاحظ مثلا أن الجزائريين لا يعارضون حكم قتل المرتد-لأنهم يعرفون أنه حقا موجود في الإسلام- و إنما يقولون أنه لا يمكن تطبيقه في الجزائر لأن شعبها ليس مرتدا و هذا لعمري هو قمة التعصب و الإرهاب و الحديث هنا طبعا عن من يحسبون على التيار العلماني و الديمقراطي و الذي لا يوجد منه إلا الإسم يعني لا كم و لا كيف .
نعم نحن لم نتفق على توصيف و فهم تلك الحرب و ما جرى فيها لأننا هذه هي عقليتنا لا نحب التفكير و لا أن نستنتج من ما يحدث لنا أو لغيرنا و كل ما تسمعه هو
" خلينا "
" شحال تحب تتفلسف نتا "
فإذا كانت هذه هي عقلية العرب و ساكنة أرض الرمال فما بالك بالعرق الأكثر تعصبا و رفضا للفكر و التنوير الفرع الجزائري ؟
-كلامي هذا قد يغضب بعض الجزائريين الذين قد يرمونني بمهاجمة الجزائر و هذا هو خير دليل على ما أقول .
-إن التشابه بين السيناريو في مصر و تونس و ما حدث عندنا في الجزائر هو تشابه في طبيعة المجتمعات التي حرمت الفكر على نفسها حرمت الفكر و العلم و التفكير المنطقي و حرية الفكر و الدفاع عن الحقوق و حقوق المختلف و حق الإبداع و جعلت الخرافة تتغلغل في أعطاف عقلها و تتخلل ثناياه ،فلا فكر حداثي و لا علمانية حقة يعرفها الشعب و يؤمن بها و لا تطلع لما حدث مع الشعوب الأخرى و لا لما كتبه المفكرون و الفلاسفة -مع تحريم الفلسفة و المنطق !-كل ما يعرفونه هو الإسلام و أن كل شيء موجود في القرآن فلما تعلم التوجهات الفكرية و الإقتصادية و الإجتماعية فلدينا النظام السياسي الإسلامي -لست أدري أين هي أحكامه و قوانينه ؟!-و لدينا الشريعة الإسلامية و النظام الإقتصادي الإسلامي -نظام المكس و الربى و الأنفال-هذا ما يؤمن به سكان هذه الدول المثقفون منهم أما العوام الهوام فكل ما يعرفونه هو أنهم مع شرع الله رغم أنهم لا يعرفون شرع الله ما هو -يطبقون على أنفسهم قانونا لا يعرفونه !-و لا أحكامه فكيف نريد أن ينجح المشروع الديمقراطي أو العلماني أو اللبرالي أو الفكر التنويري في مثل هذه الأجواء و مع شعوب تجد في شرب بول الإبل مباشرة دواءا و تعد الإسبال خُلُقاً سيئا يستحق العذاب في جهنم ،هكذا شعوب قد اختلت عندها المعايير الأخلاقية و الفكرية
كما أنها لا رصيد لها و هنا يأتي دور الإسلاميين هنا يأتي علي بن حاج و الخميني و عباسي مدني و الغنوشي و مرسي و حازم أبو صلاح ليوهموا الجموع الهائمة في الصحارى و القفار أنهم هم القادرون على قيادة البلدان و هم وحق أبولو و عشتار يقودون بلدانهم إلى الخراب كما هي أفغانستان و إن المشروع الإسلامي هو هو نفسه أفغانستان ،ماذا تنتظرون ممن يحرمون العلم ؟
لما أطلقوا النار على ملالة ؟الفتاة المسكينة التي أعتبرها أشجع من مليون رجل و امرأة في أرض الرمال .
-إن الديمقراطيين لا يمكنهم أن يطرحوا أنفسهم في مثل هذه الدول بكل بساطة لأن هذه الدول -العالم العربي و الآمازيغي-لا تؤمن بالديمقراطية لأنها شعوب عاشقة للقيد و للدكتاتورية .
كيف لشعوب تؤمن بقتل المرتد أن تتبنى الديمقراطية ؟
لقد قال علي بن حاج أنهم سيقتلون من لا ينتخب عليهم كما قال أن الديمقراطية كفر -مع أنهم ترشحوا للإنتخابات!-كما قال مرسي أنه من حق المواطن أن يرت عن الإسلام و من حق النظام-الثيوقراطي-أن يقتل !
فأنّى للديمقراطية أن تنشئ في هذه الأوساط العفنة ؟
رغم أن شكري بلعيد قد دافع عن بعض الإسلاميين في سجون بن علي لأنه ديمقراطي إلا أن الإسلامي قد قاموا بإغتياله لأنهم إسلاميون.
واحدٌ يؤمن بحق الآخر و الآخر يؤمن بحقه في قتل الآخر .
-إن اللجوء للعسكر بعد فشل الديمقراطية و القيم في محاولة لفت انتباه شعوب الرمال يعد أحسن من ترك الهمج الرعاع ينشرون أفكارهم الفيروسية أو ميماتهم المسرطنة في المجتمعات حتى تدمرها،فهو وقاية من الخطر الأفغاني الصومالي المالي السلفي الوهابي الإرهابي الإجرامي الإقصائي الغدار الخائن .
أما في ما يخص العودة إلى العسكر بدل الأخونة فهي شر أقل من شر الأخونة لكن هذه المرة بوجه جديد حتى يعلم الجيش المصري أو التونسي أن الشعب سيخرج في كل مرة حاولوا فيها التسلط عليه و أن أم الجندي و أخته و أخوه و عمه و أبوه و خالته و عمه كلهم فهل سيقتلهم ؟
لكن لكل هذا يجب أن يكون الشعب واع ؟ و أن لا يطول حكم العسكر
إن المخاطر في التيار الإسلامي هي حقيقة لا مجال للخطأ فيها كما هو موجود في الكتب التي تفضح الإسلاميين و تكشف على توجهاتهم و تعاطيهم مع الأمور و أهدافهم و كما أثبت الواقع من تجارب مريرة من إيران إلى أفغانستان و إلى مجازر الحكم الديني لكن هناك خطر آخر مهم جدا و هو الفكر الإسلامي في المجتمع فهو الداء و هو الذي يخلق لنا هذه الشرور.
إن إعلان الفشل هو حقيقة لا مفر منها فنحن أصلا قبل الفشل في السياسة و أمور البلاد في كل الدول الرملية فإننا دول فاشلة على كل الأصعدة -الإقتصاد الإجتماع الفكر الديبلوماسية الأمن المستوى الفكري مرتبتنا بين الأمم ......- فلما نندهش من انهزامنا في حل مشاكلنا السياسية ؟
-إن المشكلة ليست في إعلان الفشل بل هي في الفشل نفسه و بحد ذاته فما هي الأسباب التي قادتنا إلى هذا الفشل ؟
أما اللجوء إلى العنصر الأقوى -العسكر-فإن الإنسان يحاول أن يجد الحل و إن كان لابد من أن يكون الحل فيه مضرة فيختار الحل الذي ينجر عنه أقل الأضرار و خاصة الذي يتمكن معالجة أضراره في ما بعد أما فيما يخص الخيار بين القبعة و السيف فإنه يوجد حل ثالث
دولة العدل و القانون و المنطق و الحرية أقصى درجة ممكنة من الحريات للأفراد في ما لا يضر بالمجتمع -و هي أمور نتوصل إليها بالفكر
"الحديث في مصر عن ضرورة تدخل المؤسسة العسكرية ''لإنقاذ البلاد من أخونة الدولة''، وهو القول الذي يذهب إليه ائتلاف العسكريين المتقاعدين وحركة الأغلبية الصامتة، بالإضافة إلى 17 حركة نسائية قرروا أمس الخروج في مظاهرة تحت شعار ''الجيش في قلوبنا''. وكان التونسيون السباقين لمثل هذه الدعوة بالشعارات التي رفعها المتظاهرون الذين رددوا عبارات ''الجيش يحمي الثورة'' خلال تشييع شكري بلعيد، منددين بسيطرة حركة ''النهضة'' على دواليب السلطة، مثل هذا الحديث يذكرنا بحديث عرفته الجزائر مطلع التسعينات، حيث راجت الدعوة ''لإنقاذ الجمهورية'' من الأصولية والتطرف، فما كان إلا أن غرقت الجزائر في دوامة حرب لم نتفق إلى الآن على توصيفها، أكانت حربا ضد الإرهاب أم حربا أهلية.
ويبدو أن تشابه السيناريو في مصر وتونس مع ما حدث في الجزائر يفرض نفسه لمحاولة فهم المنحى الذي تأخذه الأحداث، خاصة بعد فشل الجبهة الديمقراطية في كلتا الدولتين في طرح نفسها كبديل جدير قادر على حشد الجماهير للدفاع عن برنامجها، ما جعل استدعاء القوة الوحيدة القادرة على إحداث الفرق: المؤسسة العسكرية الحل الأقصر والأضمن لمواجهة تيار الإسلام السياسي بمختلف مشاربه، والحال أن دعوة الجيش للتدخل في الشأن السياسي أشبه بمن يحشد قوته لإخراج خطر ما ثم ما إن ينجح في ذلك يفتح له الباب واسعا لإدخاله من جديد، مع الفرق أنه يدخل هذه المرة مكرّما مرحبا به على أنه المنقذ.
وعلى الرغم من جدية مخاطر هيمنة تيار الإسلام السياسي: الإخواني المعتدل والسلفي المتطرف وما بينهما من تيارات الإسلام السياسي المتحالف عند الضرورة، وسعي هذه التيارات لصياغة قواعد جديدة للدولة وفقا لمفاهيمها دون البحث عن توافق حقيقي يضمن للفرد حق المواطنة، سواء أكان ملحدا يجاهر بإلحاده، متصوفا، سلفيا أو أيا كان اعتقاده الديني، إلا أن اللجوء إلى المؤسسة العسكرية للفصل في صراع سياسي ديمقراطي يبدو كمن يعلن فشله في إحداث التغيير بنفسه فيستعين بالأقوى لتحقيق ذلك، والأخطر من ذلك أن مثل هذا الخيار السياسي يفرض على المواطن الاختيار بين قبعة العسكر أو سيف التهديد الذي يرفعه تيار الإسلام السياسي بدءا بالإخوان الذين يصرون على رمز السيف في شعارهم الرسمي، إلى التيارات الأكثر تطرفا والتي لا تمانع في تطبيق الحدود بقوة السيف الحقيقي، وبين ذاك وذلك يبقى المواطن في هذه الدول بما فيها الجزائر مجبرا لا مخيرا على القبعة أو السيف، وكأن الأمر قدر محتوم لا مفر منه."
إنَّ حَلَّ اللّجوءِ إلى العَسَْكَرِ رَغْمَ أَنّهُ يُعْطي البِلادَ إلى دكتاتوريين بحكم أنَّ البلاد التي يحكمها عقيد أو جنرال لا بد لها أن ترزح تحت حكم الطغاة كما شاهدنا على مر العصور إلاّ أنه كحل راهن يعد أحسن من حكم الإخوان أو الإسلاميين على اختلاف مشاربهم ،لأن دكتاتورية الجيش يمكن الصمود لها و مقاومتها و القضاء عليها ما إن تبدأ -و هو أمر لا بد منه لأن تركهم يجعلهم آلهة-أما الدكتاتورية التي تستند إلى الدين فكأنها أصبحت وصية على عقول الناس تحكم فيهم وكأني بإلاه العهد القديم يأمر يشوع بن نون -يوشع بن نون-إقتل هؤلاء استحيي هؤلاء ،هؤلاء كفار ،هؤلاء مؤمنون ،هؤلاء سامريون ...اتخذ ابن زنى ، لكن الأهم هو الوعي السياسي و الفكري للشعب لأنه هو الحل و دونه يأتي الطغاة من العلمانيين و الإسلاميين و الجيش و المؤمنين و الملحدين لأن الشعب الذي لا يحكمه الطغاة هو الشعب الواعي و الشعوب العربية و الإسلامية -أرض الرمال ما عدى دولة أو دولتين كتركيا و ماليزيا- هي شعوب جاهلة متخلفة تعيش في عصور الظلام كما كانت أوروبا ترزح تحت حكم البابا و الإقطاعيين و الجبابرة.
إن هذه الدعوة إلى تسليم الحكم للعسكر هي دعوة لتسليم البلدان للقذافي، و من يريد أن يحكمه القذافي ؟
إن العسكر شر،لأنهم بكل بساطة إذا كانوا يحكمون و هم القوة فلابد أن يتجبروا و يتسلطوا و لهذا فإن تسليمهم الحكم يجب أن يكون مؤقتا ريثما تقوم حملة توعية الأغلبية الجاهلة بمهية السياسة و الحياة المجتمعية و الحقوق و حرية الإعتقاد و حرية التعبير و حرية النقد و ما هي الحقوق و ما هي الواجبات و كيف نتعامل مع الحق و الواجب .
ما هي العلمانية، ما هي الديمقراطية عندها فقط يمكن أن يقوم الحكم المدني.
ثورة فرنسا كانت قوتها أنها واجهت البعبعين -السماوي و الأرضي-تحت شعار "اخنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" و أقسم أن الحل كما أنه لم يكن عند القوم إلا هذا فإنه لن يكون عندنا إلا "اخنقوا آخر دكتاتور بأمعاء آخر إمام"
شتان ما بين الجزائر من جهة و تونس و مصر من جهة أخرى ،لأن الذين كانوا يحاربون التطرف في الجزائر هم قلة قليلة جدا فرنكوفونية في الغالب منعزلة عن مجتمعها لا يمكنها مناقشة مواضيع أساسية جوهرية باللغة العربية ،فالإسلاميون كانوا يمثلون الإسلام و الله و محمد و القرآن و الخير و كانت الغالبية الساحقة معهم أما في تونس و مصر فهناك نسبة معتبرة من المستنيرين و المتفتحين رغم كون البلدين من العالم الثالث و من أرض الرمال ترزحان تحت التخلف الإسلامي إلا أن الجزائر مقارنة بهما صحراء قاحلة قحل الصحراء الكبرى و صحراء التكلامكان إنها أرض بور و قفار لا تنبت فيها أزهار النور إلا نادرا -أركون ..- فلا تجد إلا ملتح قد طالت لحيته و قصر ثيابه يحدثك عن قتل المرتد و عن أن الشيعة فرقة ضالة أسسها اليهود و عبد الله بن سبأ و هي تعرف أن السنة على حق و تؤمن بذلك لكنها كافرة !!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا مجال للمقارنة بين مصر و تونس من جهة و الجزائر من جهة أخرى نحن متخلفون جدا و لا يوجد عندنا خطاب تنويريٌّ.
أما دوامة الحرب التي غرقنا فيها فهي من بنات أفكارنا و إني أرى الآن تلك المرأة في ردها عن مظاهرة نسوية مطالبة بحقوق المرأة و هي تقول أنها لو رجع إليها الأمر لفجرت فيهم قنبلة
كان هذا قبل بداية الحرب و قبل قيام الجماعات الإسلامية بتفجير قنابلهم فعلا في الشعب الجزائري و ربما قضت تلك المعتوهة عاشقة تحقيرها الذاتي في إحدى تلك العمليات أو أنها لا تزال حية ،هذا يعني أن فكر القتل و التفجير
كان في عقول الجزائريين و هو نتاج الفكر الإسلامي الوهابي السلفي الإرهابي الذي يُدرِّسونَه للجزائريين .
إن الإرهابيين الذين كانوا ينشرون الرعب كانوا جزائريين و إرهابهم من أفكارهم التي اعتنقوها ،لاحظ مثلا أن الجزائريين لا يعارضون حكم قتل المرتد-لأنهم يعرفون أنه حقا موجود في الإسلام- و إنما يقولون أنه لا يمكن تطبيقه في الجزائر لأن شعبها ليس مرتدا و هذا لعمري هو قمة التعصب و الإرهاب و الحديث هنا طبعا عن من يحسبون على التيار العلماني و الديمقراطي و الذي لا يوجد منه إلا الإسم يعني لا كم و لا كيف .
نعم نحن لم نتفق على توصيف و فهم تلك الحرب و ما جرى فيها لأننا هذه هي عقليتنا لا نحب التفكير و لا أن نستنتج من ما يحدث لنا أو لغيرنا و كل ما تسمعه هو
" خلينا "
" شحال تحب تتفلسف نتا "
فإذا كانت هذه هي عقلية العرب و ساكنة أرض الرمال فما بالك بالعرق الأكثر تعصبا و رفضا للفكر و التنوير الفرع الجزائري ؟
-كلامي هذا قد يغضب بعض الجزائريين الذين قد يرمونني بمهاجمة الجزائر و هذا هو خير دليل على ما أقول .
-إن التشابه بين السيناريو في مصر و تونس و ما حدث عندنا في الجزائر هو تشابه في طبيعة المجتمعات التي حرمت الفكر على نفسها حرمت الفكر و العلم و التفكير المنطقي و حرية الفكر و الدفاع عن الحقوق و حقوق المختلف و حق الإبداع و جعلت الخرافة تتغلغل في أعطاف عقلها و تتخلل ثناياه ،فلا فكر حداثي و لا علمانية حقة يعرفها الشعب و يؤمن بها و لا تطلع لما حدث مع الشعوب الأخرى و لا لما كتبه المفكرون و الفلاسفة -مع تحريم الفلسفة و المنطق !-كل ما يعرفونه هو الإسلام و أن كل شيء موجود في القرآن فلما تعلم التوجهات الفكرية و الإقتصادية و الإجتماعية فلدينا النظام السياسي الإسلامي -لست أدري أين هي أحكامه و قوانينه ؟!-و لدينا الشريعة الإسلامية و النظام الإقتصادي الإسلامي -نظام المكس و الربى و الأنفال-هذا ما يؤمن به سكان هذه الدول المثقفون منهم أما العوام الهوام فكل ما يعرفونه هو أنهم مع شرع الله رغم أنهم لا يعرفون شرع الله ما هو -يطبقون على أنفسهم قانونا لا يعرفونه !-و لا أحكامه فكيف نريد أن ينجح المشروع الديمقراطي أو العلماني أو اللبرالي أو الفكر التنويري في مثل هذه الأجواء و مع شعوب تجد في شرب بول الإبل مباشرة دواءا و تعد الإسبال خُلُقاً سيئا يستحق العذاب في جهنم ،هكذا شعوب قد اختلت عندها المعايير الأخلاقية و الفكرية
كما أنها لا رصيد لها و هنا يأتي دور الإسلاميين هنا يأتي علي بن حاج و الخميني و عباسي مدني و الغنوشي و مرسي و حازم أبو صلاح ليوهموا الجموع الهائمة في الصحارى و القفار أنهم هم القادرون على قيادة البلدان و هم وحق أبولو و عشتار يقودون بلدانهم إلى الخراب كما هي أفغانستان و إن المشروع الإسلامي هو هو نفسه أفغانستان ،ماذا تنتظرون ممن يحرمون العلم ؟
لما أطلقوا النار على ملالة ؟الفتاة المسكينة التي أعتبرها أشجع من مليون رجل و امرأة في أرض الرمال .
-إن الديمقراطيين لا يمكنهم أن يطرحوا أنفسهم في مثل هذه الدول بكل بساطة لأن هذه الدول -العالم العربي و الآمازيغي-لا تؤمن بالديمقراطية لأنها شعوب عاشقة للقيد و للدكتاتورية .
كيف لشعوب تؤمن بقتل المرتد أن تتبنى الديمقراطية ؟
لقد قال علي بن حاج أنهم سيقتلون من لا ينتخب عليهم كما قال أن الديمقراطية كفر -مع أنهم ترشحوا للإنتخابات!-كما قال مرسي أنه من حق المواطن أن يرت عن الإسلام و من حق النظام-الثيوقراطي-أن يقتل !
فأنّى للديمقراطية أن تنشئ في هذه الأوساط العفنة ؟
رغم أن شكري بلعيد قد دافع عن بعض الإسلاميين في سجون بن علي لأنه ديمقراطي إلا أن الإسلامي قد قاموا بإغتياله لأنهم إسلاميون.
واحدٌ يؤمن بحق الآخر و الآخر يؤمن بحقه في قتل الآخر .
-إن اللجوء للعسكر بعد فشل الديمقراطية و القيم في محاولة لفت انتباه شعوب الرمال يعد أحسن من ترك الهمج الرعاع ينشرون أفكارهم الفيروسية أو ميماتهم المسرطنة في المجتمعات حتى تدمرها،فهو وقاية من الخطر الأفغاني الصومالي المالي السلفي الوهابي الإرهابي الإجرامي الإقصائي الغدار الخائن .
أما في ما يخص العودة إلى العسكر بدل الأخونة فهي شر أقل من شر الأخونة لكن هذه المرة بوجه جديد حتى يعلم الجيش المصري أو التونسي أن الشعب سيخرج في كل مرة حاولوا فيها التسلط عليه و أن أم الجندي و أخته و أخوه و عمه و أبوه و خالته و عمه كلهم فهل سيقتلهم ؟
لكن لكل هذا يجب أن يكون الشعب واع ؟ و أن لا يطول حكم العسكر
إن المخاطر في التيار الإسلامي هي حقيقة لا مجال للخطأ فيها كما هو موجود في الكتب التي تفضح الإسلاميين و تكشف على توجهاتهم و تعاطيهم مع الأمور و أهدافهم و كما أثبت الواقع من تجارب مريرة من إيران إلى أفغانستان و إلى مجازر الحكم الديني لكن هناك خطر آخر مهم جدا و هو الفكر الإسلامي في المجتمع فهو الداء و هو الذي يخلق لنا هذه الشرور.
إن إعلان الفشل هو حقيقة لا مفر منها فنحن أصلا قبل الفشل في السياسة و أمور البلاد في كل الدول الرملية فإننا دول فاشلة على كل الأصعدة -الإقتصاد الإجتماع الفكر الديبلوماسية الأمن المستوى الفكري مرتبتنا بين الأمم ......- فلما نندهش من انهزامنا في حل مشاكلنا السياسية ؟
-إن المشكلة ليست في إعلان الفشل بل هي في الفشل نفسه و بحد ذاته فما هي الأسباب التي قادتنا إلى هذا الفشل ؟
أما اللجوء إلى العنصر الأقوى -العسكر-فإن الإنسان يحاول أن يجد الحل و إن كان لابد من أن يكون الحل فيه مضرة فيختار الحل الذي ينجر عنه أقل الأضرار و خاصة الذي يتمكن معالجة أضراره في ما بعد أما فيما يخص الخيار بين القبعة و السيف فإنه يوجد حل ثالث
دولة العدل و القانون و المنطق و الحرية أقصى درجة ممكنة من الحريات للأفراد في ما لا يضر بالمجتمع -و هي أمور نتوصل إليها بالفكر