سفيان الحسن1
2013-05-13, 13:33
قاعة انتظار في مشفى
شيخ كبير يستند إلى عصا قد أعياه المرض ولم يعد يفصله عن الاستسلام الأخير
إلى شبر أمل بعلاج يخفف عنه عناء الرحيل الدائم،عجوز تفترش كرسي مهترء تتنفس
الآهات بصوت عالي امرأة تحمل بيدها طفل قد جف ماء وجهه وغدا أشبه بصحراء جافة
ينتظر لقمة علاج تسد رمق أوجاعه الشرهة، شاب يدوس الأرض بنصف رجل قد كسرت
يستجدي الممرض أن يسعفه قبل أن تفترسه الآلام المفزعة فلا يرد عليه الممرض بغير كلمة
اصبر كلمة أشبه بورم سرطاني تفتك بروح الشخص وجسده وهو لم يزل به رمق أخير من أمل،
خليط من الأجساد والدماء تعكر صفو المشفى وصياح شبه صامت يدج الأركان ولا حراك
سكون دامس يعم المكان طبيب يدخل من فتحة الباب ويشرق كأنه شمس بعد ليلة بهماء
تتوسل العيون من الطبيب نظرة رأفة ،يرمق الطبيب الأجساد ثم يدخل مكتبه المحصن
فيخرج الممرض تعلوه غمامة سواد وكثير من الغضب الشرس يصيح على الشيخ الكبير
ما بك فيقدم الشيخ نشرة إخبارية من قناة اليتيمة يبكي بحرقة ألمه فيطفأ الممرض التلفاز
ويطلب منه الانتظار، يعطيه رقم فلكي لا ينتهي إلى بنهاية عمره يتقدم من العجوز فيطعمها من
نظراته الشرسة ثم يمطرها بوابل مطره ما بك فتخبره عن تفاصيل مرضها وعن ضعفها فيغلق الخط
قد يكون مراسلكم خارج مجال التغطية،يغادر الممرض ارض العجوز ليطلب من الشاب صاحب الرجل
أن ينتظر في مكان مخصص لأصحاب الكسور فالأشعة معطلة وعليه انتظار فحص الطبيب المتخصص
العجوز تطلب رقمها يهديه رقم م**** العجوز لا تعرف قواعد اللعبة مثلها مثل الشيخ صاحب العصا،
تنهمر جموع الشعب المتعب والمصاب من لفح الزمن وحوادثه على المشفى يدخل شاب دامي
أشبه بكتلة حمراء مخيفة يحاول اقتحام مكتب الطبيب فيعرقله الممرض ولا يحصل على ضربة
جزاء يطرد الشاب الأحمر ويغادر مكانه، يطلب منه الممرض الصبر على المكاره وانتظار دوره، قطرات
الدم تتهاطل يطلب مرافقي الأحمر من الممرض أن يسعفه قبل أن يجف ماء جسده ويتصحر
فيؤكد لهم انه يطبق قانون صارم لا يحتمل الانتهاك يجلس الشاب الدامي وهو يتأوه
بعده تدخل شابة قد تزينت بكل ما هو فاقع وساطع تأكلها النظرات الشرهة فيتدخل الممرض
آنسة سوسو كيف حالك لا ترد عليه إلا بنصف ابتسامة ماكرة فيطلب منها الجلوس في مكان
غير مكتظ قليل النسمة ترمق العيون الفتاة والممرض ودورة الأشياء المختفية خلف الشفاه
ماذا يحاول أن يفعل يقول الشاب الأحمر، العجوز لم تزل تتألم بصوت لذيذ كأنها تنشد نشيد الوداع
الشيخ الكبير تزيد مسافة الانحناءة عنده ويشارف على الانهيار فتساعده العصا بشيء قليل
من القوة الدسمة ،الشاب الأحمر يكاد ينفجر من شدة الغضب الممزوج باللام الهادر يصبره مرافقوه
المرأة أم الطفل تشاهد المنظر فتكشر مخالب الأمومة لكنها تنتظر فرصة سانحة للهجوم المضاد
يتعالى صياح الجموع الغاضبة فيلقي الزعيم خطاب مباشر عليكم بالبصر الأرقام وزعت بعدل والطبيب
سيفتح باب مغارته عليكم بقليل من الصبر صياح مدوي أنا لم احصل على رقم يطلب منهم الزعيم
أن يتوجهوا لمكتب الدفع للان الأرقام انتهت عاصفة أجساد في سباق نحو مكتب الدفع
معركة شرسة تندلع في قسم أخر تترك مساحة للممرض الزعيم للسؤال عن أخبار سوسو،
يسرق غفلة العيون ليدخل سوسو مكتب الطبيب بعد لحظات ينتفض الشاب الدامي ويدخل المكتب
تتبعه أم الطفل المتصحر مفاجأة الطبيب يحتسي القهوة ويشغل التلفاز والآنسة سوسو
مع الممرض جلوس في صخب القهوة والضحك، تلتهم الأيدي جسد الممرض ويعلوا الصياح
الآنسة سوسو تفر من الم المشهد الشهي، الطبيب يرفع الراية البيضاء ويقدم وثيقة الاستسلام،
يدخل المشفى في ألفية جديدة من العمل يخبو صوت الألم ويتقدم الممرض وغمامة خوف حالكة
تعلوه ،رقم عشرين يصيح الممرض المهزوم آنسة سوسو وقد تغطت بطبقة سميكة من الانكسار
الممرض لا ينظر في وجه سوسو وكأنها من كوكب أخر غير كوكبه المتداعي ينصرف الشيخ الكبير
وهو منشتي بصدى المعركة التي أعادة له حقه، العجوز تسير بخطى نحو بوابة الخروج من قصة
كانت شاهدة على بدايتها ونهايتها ومثلها الشاب الأحمر الدامي والمكسور ،تعود المياه لمجراها
وينتهي فصل العذاب اليوم لتعود القصة لتكرار مع مرضى في دوامة انتظار وطبيب غائب حاضر
وممرض شرس بثوب ذئب يفترس تعب المرضى وتصحيح مسار الثورة عبر ثورة لأجل رد الاعتبار
لكل مكسور ومقهور في زمن المرض
شيخ كبير يستند إلى عصا قد أعياه المرض ولم يعد يفصله عن الاستسلام الأخير
إلى شبر أمل بعلاج يخفف عنه عناء الرحيل الدائم،عجوز تفترش كرسي مهترء تتنفس
الآهات بصوت عالي امرأة تحمل بيدها طفل قد جف ماء وجهه وغدا أشبه بصحراء جافة
ينتظر لقمة علاج تسد رمق أوجاعه الشرهة، شاب يدوس الأرض بنصف رجل قد كسرت
يستجدي الممرض أن يسعفه قبل أن تفترسه الآلام المفزعة فلا يرد عليه الممرض بغير كلمة
اصبر كلمة أشبه بورم سرطاني تفتك بروح الشخص وجسده وهو لم يزل به رمق أخير من أمل،
خليط من الأجساد والدماء تعكر صفو المشفى وصياح شبه صامت يدج الأركان ولا حراك
سكون دامس يعم المكان طبيب يدخل من فتحة الباب ويشرق كأنه شمس بعد ليلة بهماء
تتوسل العيون من الطبيب نظرة رأفة ،يرمق الطبيب الأجساد ثم يدخل مكتبه المحصن
فيخرج الممرض تعلوه غمامة سواد وكثير من الغضب الشرس يصيح على الشيخ الكبير
ما بك فيقدم الشيخ نشرة إخبارية من قناة اليتيمة يبكي بحرقة ألمه فيطفأ الممرض التلفاز
ويطلب منه الانتظار، يعطيه رقم فلكي لا ينتهي إلى بنهاية عمره يتقدم من العجوز فيطعمها من
نظراته الشرسة ثم يمطرها بوابل مطره ما بك فتخبره عن تفاصيل مرضها وعن ضعفها فيغلق الخط
قد يكون مراسلكم خارج مجال التغطية،يغادر الممرض ارض العجوز ليطلب من الشاب صاحب الرجل
أن ينتظر في مكان مخصص لأصحاب الكسور فالأشعة معطلة وعليه انتظار فحص الطبيب المتخصص
العجوز تطلب رقمها يهديه رقم م**** العجوز لا تعرف قواعد اللعبة مثلها مثل الشيخ صاحب العصا،
تنهمر جموع الشعب المتعب والمصاب من لفح الزمن وحوادثه على المشفى يدخل شاب دامي
أشبه بكتلة حمراء مخيفة يحاول اقتحام مكتب الطبيب فيعرقله الممرض ولا يحصل على ضربة
جزاء يطرد الشاب الأحمر ويغادر مكانه، يطلب منه الممرض الصبر على المكاره وانتظار دوره، قطرات
الدم تتهاطل يطلب مرافقي الأحمر من الممرض أن يسعفه قبل أن يجف ماء جسده ويتصحر
فيؤكد لهم انه يطبق قانون صارم لا يحتمل الانتهاك يجلس الشاب الدامي وهو يتأوه
بعده تدخل شابة قد تزينت بكل ما هو فاقع وساطع تأكلها النظرات الشرهة فيتدخل الممرض
آنسة سوسو كيف حالك لا ترد عليه إلا بنصف ابتسامة ماكرة فيطلب منها الجلوس في مكان
غير مكتظ قليل النسمة ترمق العيون الفتاة والممرض ودورة الأشياء المختفية خلف الشفاه
ماذا يحاول أن يفعل يقول الشاب الأحمر، العجوز لم تزل تتألم بصوت لذيذ كأنها تنشد نشيد الوداع
الشيخ الكبير تزيد مسافة الانحناءة عنده ويشارف على الانهيار فتساعده العصا بشيء قليل
من القوة الدسمة ،الشاب الأحمر يكاد ينفجر من شدة الغضب الممزوج باللام الهادر يصبره مرافقوه
المرأة أم الطفل تشاهد المنظر فتكشر مخالب الأمومة لكنها تنتظر فرصة سانحة للهجوم المضاد
يتعالى صياح الجموع الغاضبة فيلقي الزعيم خطاب مباشر عليكم بالبصر الأرقام وزعت بعدل والطبيب
سيفتح باب مغارته عليكم بقليل من الصبر صياح مدوي أنا لم احصل على رقم يطلب منهم الزعيم
أن يتوجهوا لمكتب الدفع للان الأرقام انتهت عاصفة أجساد في سباق نحو مكتب الدفع
معركة شرسة تندلع في قسم أخر تترك مساحة للممرض الزعيم للسؤال عن أخبار سوسو،
يسرق غفلة العيون ليدخل سوسو مكتب الطبيب بعد لحظات ينتفض الشاب الدامي ويدخل المكتب
تتبعه أم الطفل المتصحر مفاجأة الطبيب يحتسي القهوة ويشغل التلفاز والآنسة سوسو
مع الممرض جلوس في صخب القهوة والضحك، تلتهم الأيدي جسد الممرض ويعلوا الصياح
الآنسة سوسو تفر من الم المشهد الشهي، الطبيب يرفع الراية البيضاء ويقدم وثيقة الاستسلام،
يدخل المشفى في ألفية جديدة من العمل يخبو صوت الألم ويتقدم الممرض وغمامة خوف حالكة
تعلوه ،رقم عشرين يصيح الممرض المهزوم آنسة سوسو وقد تغطت بطبقة سميكة من الانكسار
الممرض لا ينظر في وجه سوسو وكأنها من كوكب أخر غير كوكبه المتداعي ينصرف الشيخ الكبير
وهو منشتي بصدى المعركة التي أعادة له حقه، العجوز تسير بخطى نحو بوابة الخروج من قصة
كانت شاهدة على بدايتها ونهايتها ومثلها الشاب الأحمر الدامي والمكسور ،تعود المياه لمجراها
وينتهي فصل العذاب اليوم لتعود القصة لتكرار مع مرضى في دوامة انتظار وطبيب غائب حاضر
وممرض شرس بثوب ذئب يفترس تعب المرضى وتصحيح مسار الثورة عبر ثورة لأجل رد الاعتبار
لكل مكسور ومقهور في زمن المرض