مشاهدة النسخة كاملة : طلب
ahmed khazzar
2013-05-07, 21:10
توقعي هذا العام في مادة الفلسفة الحقيقة ...................والدال والمدلول ركزو عليهم
ahmed khazzar
2013-05-07, 21:25
اين انتم ياناس الخير
ahmed khazzar
2013-05-07, 21:28
مقالة الدال والمدلول
kadiro 20
2013-05-07, 21:39
مقالة جدليـــــــــــة : الدال والمدلول.
هل العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية ؟
طرح الإشكالية : منذ تكوين أول جماعة إنسانية احتاجت إلى التواصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و ثم نفسية ثم فكرية وفي هذه المرحلة وضع لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى بالدّال و المدلول و العلاقة بينهما تسمى الدلالة ، إذ تعرف الدلالة بأنها العلاقة الموجودة بين الدّال و المدلول ومن خلال هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى أن العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية.وموقف أخر اعتبرها اعتباطية اصطلاحية ويمثل الموقف الأول أفلاطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ارنست كاسير و دي سوسير .هل فعلا أن العلاقة بين الرمز و العلامة ضرورية طبيعية ؟ أم أنها اعتباطية اصطلاحية ؟
محاولة حل الإشكالية :
عرض منطق الأطروحة : العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية و يمثل هذه الأطروحة المدرسة اللسانية القديمة لـ أفلاطون أن هناك تلازم بين الدال و المدلول .
الحجة: عندما بدا الإنسان التواصل قلد كل مايو جد في الطبيعة من أصوات و رموز و إشارات و مايو جد في الطبيعة كما يؤكد أفلاطون فيه تكون العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة تطابق و تلازم و بما أن اللغة عند الإنسان نشأة نتيجة تقليد لما في الطبيعة كانت العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية طبيعية .
وفي كل لغات العالم نلاحظ استمدادها من الطبيعة مثل حفيف الأوراق زئير الأسد هديل الحمام خرير المياه ...الخ فكلها مشتقة من أصوات الطبيعة التي تحمل دلالة واحدة
النقد : لو كانت العلاقة ضرورية طبيعة لوجدنا اللغة الإنسانية واحدة و ضيقة لكن الملاحظ أنها واسعة و متنوعة فاللفظ الواحد له عدّة معاني و عليه يستحيل أن تكون العلاقة بين الدّال و المدلول ضرورية طبيعية .
عرض نقيض الأطروحة: العلاقة بين الدّال و المدلول اعتباطية اصطلاحية ويمثل هده الأطروحة المدرسة اللسانية المعاصرة لـ دي سوسير و ارنست كاسير حيث اعتبرت أن العلاقة بين الدّال و المدلول اصطلاحية تواضعية بالتالي تستطيع أي جماعة أن تحدّد معنى للفظ بطريقة اعتباطية .
الحجة : يقدم دي سوسير حجة يعتبر فيها " أن العلاقة اعتباطية نلاحظ أن لفظ أخت لا علاقة له إطلاقا كلفظ أو كنية صوتية أو كفونيمات و مورفيمات بالمعنى الذي يحمله فإذا قسمنا الفظ إلى (أ...خـ...ت) لا نجد أن هناك علاقة بين ما تحدثه فونيمات أ - خ – ت وبين المعنى الذي نستخدمه أثناء التلفظ بالأحرف المتلاصقة مما يعني أننا تواضعنا أن هذا المعنى الذي نريد إيصاله للغير ينطق بهذه الأحرف و يقول ارنست كاسير "أن الأسماء الموجودة في الكلام لم توضع للدلالة عن الأشياء المادية إنما وضعة للدلالة عكس المعاني والألفاظ المجردة التي لا وجود لها في الواقع المادي و بما أنها كذلك فالمعنى و الفكر إبداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني"
النقد: تاريخ اللغة يبين لنا أن بدايتها استمدت من الطبيعة مثل : إحصاء مشتق من كلمة حصى نفس الشيء في اللغة اللاتينية calcule=calcaire مما يعني أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية لزومية.
التركيب : التوفيق) لكل لغة قواعد تلتزم بها و يصبح كلامنا خاطئ إذا خالفنا هذه القواعد لهذا نقول أن الدلالة بدأت باللغة الطبيعية الضرورية مثلما قدمه أفلاطون الا أن اللغة بمجرد ما إرتبطة بالفكر بدأت العلاقة بين الدال و المدلول تصبح اعتباطية اصطلاحية و ما أكدته المدرسة الرمزية المعاصرة هنالك علاقة بين الرسم و الطبيعة رغم انه في بدايته بدأ كفن يقد فيه الإنسان الطبيعة ثم أصبح الرسم رمزي تجريدي.
حل الإشكالية : تقدم لنا المدرسة الرمزية خير دليل يبين طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول ويحسم الموقف إن كانت ضرورية أو اعتباطية كما في الرسم بدا بالتقليد لما يوجد في الطبيعة لايخرج عن تفاصيلها و ألوانها وذلك يعبر عما حدث في اللغة في العلاقة بين الدال والمدلول بدأت ضرورية طبيعية و اليوم نجد مدارس كثيرة للرسم كالراديكالية الرومانسية التجريدية والرمزية...الخ نفس الشيء في الدلالة عندا ارتبطت اللغة بالفكر أصبحت فيها دلالة اعتباطية اصطلاحية كلفظ (بيت) بدا للدلالة على شيء مادي موجود ثم استخدم لمعاني أخرى "البيت شعري ".
kadiro 20
2013-05-07, 21:42
هل من طلب ثاني
ahmed khazzar
2013-05-07, 21:46
شكرا لك وربي يحفضك
ahmed khazzar
2013-05-07, 21:48
شكر لك وربي يحفضك
abdelka22
2013-05-07, 21:52
نص السؤال :
إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما : العلاقة بين اللفظ و معناه علاقة طبيعية .
و يقـــــول ثانيـــــــــــــــهما : العلاقة بين اللفظ و معناه علاقة إصطلاحية .
مع العلم أن كليهما صحيح ضمن سياقه ،و يدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر ، فما عساك أن تصنع؟
مقدمة :
إن الإنسان في بنائه لعلاقاته مع غيره في إطار العلاقات الاجتماعية في حاجة إلى وسيلة للتعبير عن ذلك و لا يتم له ذلك إلا بواسطة اللغة التي تعبر عن حاجياته و أفكاره ، و من هنا تبرز اللغة كأداة فعّالة للقيام بهذه العملية عن طريق إستعمال إشارات و رموز للدلالة على معنى من المعاني ، وبالتالي تصبح كل لفظة تدل على معنى يتم تصوره في الذهن و هذا شيء بديهي ، لكن ما هو بحاجة إلى الدراسة و التحليل هو تلك العلاقة التي تقوم بين هذين العنصرين ، أي بين اللفظة و المعنى أو ما يطلق عليه علماء النفس اللغوي بالدال و المدلول ، هذه المسألة طرحت جدل بين الفلاسفة و علماء النفس حول نوع العلاقة الموجودة بينهما ، حيث نجد هناك من اعتبر أن هذه العلاقة تتحكم فيها الضرورة و بالتالي فهي طبيعية ، والبعض الآخر تجاوز ذلك إلى الإصطلاح .
ومن هنا نتساءل : ما هي طبيعة العلاقة بين الكلمات و معانيها ؟ و هل هي قائمة على الصلة الطبيعية بين صيغة الكلمة و معناها أم أنها نتيجة العرف و الإتفاق و الإصطلاح ؟.
موقف 1 :
يذهب الكثير من العلماء و المفكرين إلى إعتبار العلاقة بين الدال و المدلول علاقة تتحكم فيها الضرورة ، و أنها علاقة تطابق بين الشيء و ما يدل عليه في العالم الخارجي ، و أساس ذلك محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة و هذا ما أكد عليه أفلاطون (427-347ق.م) قديما في محاورة كراتيل (كراطليوس) عندما إعتبر ان العلاقة بين الكلمات و معانيها هي علاقة مادية تحاكي فيه الكلمات أصوات طبيعية ، حيث يكفي سماع الكلمات لمعرفة دلالتها ، كخرير المياه ، نقيق الضفادع ، زقزقت العصافير....إلخ. و في هذا النسق نــــورد نـــــص لأفلاطون يتناول مــــحاورة بين هيرموجين و كراطليوس من جهة و سقراط من جهة أخرى :
هيرموجين: إن كراطليوس الحاضر هنا يزعم يا سقراط أن هناك بالنسبة لكل شيء إسما منسوبا إليه بصورة طبيعية ، و أن هذا الاسم ليس إلا إسما أضفاه عليه بعض الناس بواسطة إتفاق (...) ، ولكن الطبيعة هي التي أضفت على الأسماء معنا خاص (...)أما أنا يا سقراط (...) فلا أستطيع أن أقتنع بأن صواب الاسم شيء آخر غير التواضع و الاتفاق ، يبدو لي أنه مهما كان الاسم الذي يرمز لشيء فإنه هو الاسم الصحيح ، و إنه إذا ما وضعنا مكانه بعد ذلك أسم آخر فقد أعرضنا عن الاول ، و إن الثاني أقل صحة من الأول (..) و ذلك أنه ليس هناك أي شيء يأخذ إسمه من الطبيعة ، بل يأخذه من استعمال عادة أولئك الذين يستعملونه و الذين خلقوا عادة
إستعماله.
سقراط : يتعين إذا تسمية الأشياء ، كما أنه من الطبيعي أن نسمي بالوسيلة الملائمة و ليس كما يحلو لنا ، و ذلك إذا ما أردنا أن نكون على إتفاق مع الخلاصة السابقة ، و بهذه الكيفية ننجح في التسمية و إلا فلا (...) ليس في ملك كل إنسان يا هيرموجين أن ينشئ أسماء (...)
إن كراطليوس على حق في القول إن أسماء الأشياء تشتق من طبيعتها ، و أنه ليس كل إنسان صانعا للأسماء بل هو ذلك الذي تبقى عيناه مركزتين على الاسم الطبيعي لكل الأشياء ، فهو القادر على تجسيد الصورة في الحروف و المقاطع (....). إن الاسم إذا على ما يبدو محاكاة صوتية للشيء المحاكى (..)
ومن هذه المحاورة نجد أن أفلاطون يؤكد و يقرر على لسان سقراط أنه لا دخل للإنسان في تحديد معاني الكلمات و الألفاظ مادامت الأشياء الخارجية هي التي توحي له ذلك ، بحيث يكفي سماع الصوت لتحديد اللفظة و دلالتها فكلمة* الطّرق * مثلا ما هي إلا إنعكاس للصوت الصادر عن إصطدام شيئين ببعضهما البعض ، و هذا إن دل إنما يدل على أنه هناك من أحدث هذا الصوت لغرض معين .
هذا الموقف الذي جسده أفلاطون نجده مجسد في الفكر العربي الاسلامي بلسان إبن فارس (4 ق ه ) من خلال موقفه المدافع عن النظرة التوفيقية ، مستشهدا على ذلك بظاهر معنى الآيـة القرآنـية : ** وعلم آدم الاسماء كلها **
وهذا دليل على أن اللغة ليست من صنع البشر و لا قدرة لهم على إنشائها ، وإنما هي وحي من عند الله منحها للإنسان حتى تسهل عيه معرفة الأشياء و تميزها عن بعضها البعض ، وهذا إن دل إنما يدل على أن الانسان مقيد في كل ما يقوم به ، و لا فعل له مادام كل شيء مقدر عليه من عند الله ، وأن الأشياء لديها صفات تميزها عن غيرها متضمنة لها في ذاتها ، وليس الإنسان هو الذي يحددها و يمنحها إياها نتيجة إتفاقه مع غيره من أفراد المجتمع .
ومن جهة أخرى نجد علماء اللغة في العصر الحديث يؤكدون على الترابط الوثيق بين الدال و المدلول في العلامة اللسانية ، الشيء الذي يؤكد بأن هذا الترابط ما هو إلا نتيجة من نتائج العلاقة الطبيعية بينهما لا العلاقة الإصطلاحية ، و هذا ما أكد عليه إميل بنيفيست في كتابه * مسائل في الألسنية العامة * بقوله : *** أحد مكونات العلامة هي الصورة الصوتية و يشكل الدال ، أما المكون الأخر فهو المفهوم و يشكل المدلول ، إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطية ، بل هي على العكس من ذلك علاقة ضرورية المفهوم (المدلول) ثوار مماثل في وعيي بالضرورة للمجموعة الصوتية (دال) ثوار و كيف يكون الأمر خلاف ذلك ؟
فكلاهما نقشا في ذهني و كل منهما يستحضر الآخر في كل الظروف ، ثمة بينهما إتحاد وثيق إلى درجة أن المفهوم *ثور* هو بمثابة روح الصورة الصوتية * ثوار * إن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية ، أي لا يحتوي على مفاهيم غير مسماة (..) ***.
وهذا يعني أن العلامة اللسانية شيء واحد يتحد فيه الدال بالمدلول ، و بدونها تفقد خاصيتها ، ومن جهة ثانية نجد أن عقل الإنسان لا يقبل أصوات لاتقبل تمثلا يمكننا من معرفتها ، و لو حدث العكس لأصبحت غريبة و مجهولة ، ثم أننا نجد للمماثلة تأثير في تكوين الألفاظ ، لأن تقليد النداء و أصوات الطبيعة لا يكفي لتوليد الأصوات كلها ، فالفكر يوسع معاني الأصوات بإطلاقها على أصوات الأشياء المشابهة ، و مهما تكن الأشياء بعيدة و متباينة فإن الفكر يكشف عن التشابه بينهما .
و في هذا الشأن يذكر تشارلز داروين أن أحد الأطفال رأى بطة على سطح غدير فأطلق عليها كلمة : كواك باللغة الإنجليزية quack ، ثم وسع معنى هذه الكلمة فأطلقها على الغدير كله ، ثم أطلقها بالتداعي على غير ذلك من مجاري المياه ، و أنواع الطير التي لا عهد له بها من قبل ، و أطلقها أيضا على نسر نابليون الذي يوجد على قطعة نقود فرنسية ، و هذا يدل على أن إدراك التشابه يسوق بالفكر إلى تعميم اللفظ و نقله من شيء لآخر و المماثلة كثيرة في الطبيعة ، فقد تكون بين الأشياء المحسوسة ، أو تكون بين الصور المجردة ، أو تكون بينهما معا كتجريدنا لكلمة الأبيض من مختلف الأشياء المادية التي تشترك في نفس اللون .
وهذا دليل قاطع على أن الإنسان لا دخل له في تحديد مسميات الأشياء ، وحتى عملية التصور لهذه المسميات تستعصي عليه إذا ما إنعدمت هذه الأشياء ، و ما هذا إلا تأكيد و دليل قاطع على العلاقة الضرورية الموجودة بين اللفظة و معناها .
نـــقــد 1 :
لكن القول بأن العلاقة بين الكلمات و معانيها تتحكم فيها الضرورة تصور مخالف لخاصية من خصائص اللغة ، و التي هي عبارة عن نسق من الرموز و الإشارات التي أبدعها الإنسان و تواضع عليها ليستخدمها في التعبير و التواصل ، و بالتالي بإمكانها أن تطلعنا على مفاهيم و تصورات ليس لها وجود محسوس بالضرورة في الواقع كالحركة ، العدل ، الحرية ...إلخ . فلو كانت الكلمات تحاكي الأشياء : فبماذا نفسر تعدد الألفاظ و المسميات للشيء الواحد * الأسد : الشبل ، الضراغم ...إلخ والضرب في الرياضيات عن ما هو في المنطق...؟
موقف 2:
و في مقابل ذلك نجد هناك من يذهب في إتجاه نقيض للإتجاه التوفيقي بين الدال و المدلول ، حيث إعتبر أن العلاقة بينهما إعتباطية إصطلاحية لا مادية طبيعية ، هذا ما أكد عليه أرسطو قديما من خلال إعتبار اللغة ظاهرة إجتماعية ، وأن أصواتها رمز إصطلاحية لا علاقة طبيعية أو مباشرة لها بالمعاني ، و هذا تأكيد على أن اللغة ذات صبغة إجتماعية فرضتها الحاجة الماسة للإنسان إلى وسيلة يعبر بها عن جميع حاجياته التي يحققها لغيره ، فميز كل حاجياته الضرورية بلفظة تميزها عن غيرها .
هذا الموقف الذي أكد عليه ارسطو نجده مجسد في الفكر العربي على لسان إبن جني الذي كان يؤمن بأن للغة إصطلاحية ، فيقول : *** إن أكثر أهل النظر يؤكدون على أن أصل اللغة إنما هو تواضع و اصطلاح لا وحي و توقيف *** . و هو يؤوّل الآية الكريمة : ** و علم آدم الأسماء كلها **
بأن الله سبحانه و تعالى منح آدم القدرة على الكلام و التسمية و ترك له الوضع و الإصطلاح بالنسبة للتفاصيل ، وبهذا تصبح كلمة *علم * تأخذ بمعنى * أقدر* و عليه فإن الإنسان حسب إبن جني يمتلك القدرة على إنشاء الكلمات كلا حسب المعنى الذي يحدده هو ، و أنه لا مجال للقول أن العلاقة بين اللفظ و معناه ضرورية ، و لا دخل للوحي في ذلك ما دام الفرد له القدرة على الإنشاء و التحديد و التمييز ، وهذا ما كان ليكون لولا القدرات العقلية التي يمتاز بها عن سائر الكائنات ، ومن جهة أخرى إذا كانت هذه العلاقة ضرورية فإنها تخضع لنظام ثابت و لا يمكن أن يحمل الشيء أكثر من معنى واحد .
هذه المـسألة أكـد عليـها علماء اللغة في الـعصر الحديث خاصـة بعد ظهور علم اللـسانيات مع دي سوسير بحيث يعتبر أول من تفطن إلى أن اللغة نظام له قواعده الخاصة ، وبالتالي فهو نسق مستقل يتخذه أفراد اللسان الواحد للتواصل فيما بينهما ، وهذا الأخير يقوم أيضا على أساس إتفاق إصطلاحي يمثل كيانا مستقلا من العلاقات الداخلية يتوقف بعضها على بعض و هذا النظام يسمح لنا بإكتشاف عناصر تربطها علاقات التبادل أو التقابل ، وبهذا تصبح اللغة حسب دي سوسير واقع إصطلاحي مكتسب و مؤسسة إجتماعية قائمة بين مجموعة من الأفراد ، وبالتالي فلا مجال للقول بوجود علاقة طبيعية بين الدال و المدلول .
ومن جهة أخرى يؤكد دي سوسير على أن الرمز شيء إعتباطي و هذا من ناحيتين ، فالدال شيء إعتباطي لأنه ليست هناك علاقة طبيعية بينه و بين ما يدل عليه ( و هو غير المدلول في هذه الحالة ) بل هناك علاقة يقبلها الناس بحكم التقليد أو العرف ، إذا ليس هناك من خاصية تشترك فيها كل الأشجار مثلا ، حيث يقتضي المنطق أو الضرورة أن ندعوها أشجارا ، لكن هذا ما ندعوها به لأننا إتفقنا على ذلك ، كما أن اللغة تتصف بالإعتباطية على مستوى المدلول أيضا ، لأن كل لغة قومية تقسم بطرق مختلفة كلا حسب ما يمكن أن يعبر عنه بكلمات كما يتضح لكل من يمارس الترجمة من لغة إلى أخرى ، فهذه تضم مفاهيم لا تضمها تلك و المثال الذي يحب اللغويون أن يعطوه للتمثيل على هذه الإعتباطية هو مثال إصطلاحات الألوان ، وهي إصطلاحات تختلف بشدة من لغة إلى أخرى حتى لو شكلت الألوان ذاتها سلسلة متصلة و كانت ظاهرة عامة لأنها تتحدد بشكل طبيعي بواسطة ذبذبات موجاتها ، و النتيجة البالغة الأهمية و التي يستخرجها دي سوسير من هذه الإعتباطية المزدوجة هي أن اللغة ليست نظام من الأمور الجاهزة الثابتة بل من الأشكال غير المستمرة ، إنها نظام من العلاقات بين الوحدات التي تشكلها ، هذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الأخرى من الإختلافات التي تميزها عن عن سواها من الوحدات التي لها علاقة معينة ، و هذه الوحدات لا مكن أن يقال إن لها وجودا بذاتها بل تعتمد في هويتها على أندادها ، فالمحل الذي تحتله وحدة ما سواء كانت صوتية أو معنية في النظام اللغوي هو الذي يحدد قيمتها ، و هذه القيم تتغير لأنه ليس هناك ما يمسك بها و يثبتها ، و النظام اعتباطي بالنسبة للطبيعة و ما هو إعتباطي قد يتغير ، و في هذا المجال يؤكد دي سوسير على هذه العلاقة من خلال مقولة مشهورة مفادها : *** اللغة للكل و ليست جوهرا ***.و لهذا فليس من الضروري القول بأنه هناك علاقة ضرورية بين الدال و المدلول ما دام وجودها مرتبط بوجود الإنسان الذي هو بمثابة الشرط الضروري لوجود معاني الأشياء ، لهذا فمن يقارن بين الألفاظ و معانيها لا يجد أي وجه للشبه بينهما ، و لعل أوضح دليل على ذلك هو إختلاف اللغات ذاتها ، و قدرة الإنسان على إختراع لغات جديدة ، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن اللغة نظام أو نسق من الإشارات و الرموز ذات خاصية إجتماعية ، لذلك يستطيع الإنسان أن يخترع لغة جديدة متى أراد و لا شرط في ذلك سوى اتفاقه مع غيره ، و في هذا المجال يقول الفيلسوف الفرنسي هنري دولاكروا : *** اللغة هي جملة من الاصلاحات تتبناها هيئة إجتماعية ما تنظم بواسطتها عمل التخاطب بين أفرادها ***.
و يقول في موضع آخر : *** إن الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية *الكلمة* دلالتها و في هذه الدلالة يلتقي الأفراد ***. لهذا فاللغة مكتسبة و عمل إجتماعي نتيجة اتفاق أفراد المجتمع حول معان تطلق على الأشياء بهدف تسهيل عمل التخاطب بينهم ، و ما إختلاف اللغات و حتى اللهجات داخل البلد الواحد إلا دليل على ذلك دون الخضوع إلى عوامل خارجية تمكنهم من تحديد مختلف المصطلحات حول الشيء الواحد ، بدليل أن الشيء الواحد يحمل عدة مصطلحات ، فكلمة * أخت * مثلا هي تتابع للأصوات التالية : أ.خ.ت. و هذا هو الدال أما المدلول فهو معنى الأخت ، لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية مثلا التعبير عن هذا المعنى بهذه الأصوات بل تم اقتراحه من طرف جماعة معينة من أفراد المجتمع للتعبير به عن شخص معين ، و قد نجده في مجتمع آخر لديه مدلول آخر ، هذا ما يسمى بالتواضعية الإعتباطية أو التحكمية .
إضافة فإننا نجد آرنست كاتسير ( 1874-1995 فيلسوف ألماني معاصر ) يقول : *** إن الاسماء الواردة في الكلام الانساني لم توضع لتشير إلى أشياء مادية بل على كائنات مستقلة بذاتها ***. أي أنها وضعت لتدل على معان مجردة و أفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي ، بل إن الكلمة أو الرمز أو الإشارة لا تحيل في حد داتها إلى أي معنى أو مضمون إلا إذا اصطلح عليه المجتمع ، ومن ثمة وضعها الإنسان ليستخدمها في التعبير و التواصل عن طريق ما اصطلح عليه المجتمع .
نــقـــد 2 :
صحيح أن للمجتمع دور في تحديد معاني الألفاظ ، لكن صفة الإعتباطية و الإصطلاحية لا تعني أن للفرد الحرية في وضع العلامات و استعمالها حسب هواه ، كما أن الدراسات التي قام بها علماء اللغة المختصين في دراسة اللهجات اللغوية بينت مدى تعّقد الظواهر التي يفظيها مصطلحا الإنشقاق اللغوي و الإفتراض اللهجي على وجه الإجمال ، فاللغة التي درست بدقة أظهرت أن الانقسامات اللهجية الجغرافية هي في حالة تقلب مستمر و بعيدة عن الوضوح ، فالقواعد التي تتحكم في لغة الجماعة تعسفية بداتها لأن المرء إذا تابع الخلافات في التفاصيل على كل المستويات بما فيها ، فإن اللهجة عندئذ تصبح لهجة الفرد لا الجماعة إضافة إلى ذلك نجد أن الكثير من الأفراد يملكون في مقدرتهم اللغوية أكثر من لهجة إجتماعية مختلفة ، الشيء الذي يؤدي إلى إنحراف صيغ الكلمات عن تطورها الصوتي النظامي المتوقع بسبب التعارض الجنسي ، هذا ما يؤدي إلى صعوبة تحليل المعاني نتيجة عدم إستعمالها بشكل صحيح .
التركيب :
و مما تم ذكره سابقا يمكننا القول بأن اللغة في نشأتها كانت خاضعة لتأثير أصوات الطبيعة ، هذا راجع إلى المرحلة التي يكون فيها الفرد ، لهذا أخذت العلاقة بين الدال و المدلول الصفة الطبيعة نتيجة فكرة الضرورة ، و هذه الحالة لا تكون إلا عندما يكون الفرد في معزل عن غيره من أفراد المجتمع ، لكنها تغيرت فيما بعد نتيجة الطابع الإجتماعي الذي أصبح يغلب على حياة الفرد ، بحيث أصبح أفراد المجتمع هم الذين يصطلحون على الأشياء معان تدل عليها و تميزها عن غيرها حتى تسهل عليهم عملية الإتصال و التفاهم و إبداء الرأي ، هذا الموقف تم الإقرار به مند القديم على لسان آبيقور (341-270 ق م ) متخذا منه موقفا وسطا بين الإتجاه التوفيقي المقر بالعلاقة الطبيعية ، والإتجاه المعارض المؤكد للإتباطية و الإصطلاحية بين اللفظة و معناها و هذا من خلال إعتقاده بأن صيغ الكلمات قد نشأت بشكل طبيعي ، ولكنها تغيرت عن طريق العرف و بشكل أكثر أهمية في تاريخ علم اللغة .
الإستنتاج :
ومن هذا كله نصل إلى أن التعارض الموجود في طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول لا يعني أنه لا وجود لصلة بينهما ، ففي بعض الأحيان يستعين الفرد بأصوات الطبيعة لتمييز الأشياء و تبليغ الرغبة للغيـر إلا أن الصـلة الإصطلاحـية تبقى هي السمـّـة المـميزة لهذه العلاقة لأنها غير مرتبطة بفتـرة زمنية معينة .
:) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :) :)
بطريقة مفصلة
kadiro 20
2013-05-07, 21:53
مقالة حول الشعور( جدلية) :
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟.
طرح المشكلة : إن التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم أن الشعور هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟ أو بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟
– محاولة حل المشكلة :
- عرض الأطروحة :الأولى : يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، إلى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال ، فالشعور والنفس مترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ، ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس إلا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني أن الشعور هو أساس الحياة النفسية ، وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
الحجة : ويعتمد أنصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، أما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عن الإنسان السّوي انه يشعر ببعض الأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر .وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
النقد : ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي ، ورغم ذلك فأثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم إن التسليم بأن الشعور هو أساس الحياة النفسية وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل جزء من السلوك الإنساني مبهما ومجهول الأسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ، الذي هو أساس العلوم .
عرض نقيض الأطروحة : بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من أنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيع – في جميع الأحوال – أن يعي ويدرك أسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
الحجة : وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهر السلوكية كالأحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الأقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من خلال آثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الأمراض والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع إلى الخبرات والأحداث ( كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
- النقد : لا شك أن مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور ، الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.
التركيب : وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .
kadiro 20
2013-05-07, 21:56
أي مقلة تحتاجوا أنا هنا
صبرينة 2023
2013-05-08, 11:54
ايه راهم يقولو متوقعين خاصة الدال والمدلول
hna twa93olna alakhlaaaaaaaa9 bnissba kbira
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir