مشاهدة النسخة كاملة : الشمائل المحمدية
مومني محمد
2007-08-16, 11:45
وصف الرسول صلى الله علية وسلم
قال تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار) (القصص: من الآية68)
فلقد خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء ، واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة ، واصطفى من الخمسة إبراهيم ومحمداً عليهما الصلاة والسلام واصطفى محمداً على جميع خلقه .
زكاه ربه عز وجل . ومن زكَّاه ربه فلا يجوز لأحد من أهل الأرض قاطبةً أن يظن أنه يأتى في يوم من الأيام ليزكيه ، بل إن أي أحد وقف ليزكى رسول الله وليصف رسول الله وليتكلم عن قدر رسول الله فإنما يرفع من قدر نفسه ، ومن قدر السامعين لحديثه عن الحبيب المصطفى
زكَّاه ربه في كل شيء :
زكَّاه في عقله : فقال جل وعلا : ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) (النجم:2)
زكَّاه في بصره : فقال جل وعلا : ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) (النجم:17)
زكَّاه في صدره : فقال جل وعلا : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك َ) (الشرح:1)
زكَّاه في ذكره : فقال جل وعلا : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (الشرح:4)
زكَّاه في طهره : فقال جل وعلا : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) (الشرح:2)
زكَّاه في صدقه : فقال جل وعلا : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (النجم:3)
زكَّاه في علمه : فقال جل وعلا : ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (النجم:5)
زكَّاه في حلمه : فقال جل وعلا : ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة: من الآية128)
وزكَّاه في كله فقال جل وعلا : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم:4)
صلي الله عليه وآله صحبه وسلم ……
ومما زادني فخراً وتيها وكدت بأخمصى أطأ الثـُّرياَ
دخولي تحت قولك ياعبادى وأن أرسلت أحمد لي نبياً
من أنا ؟! ومن أنت ؟! لنتشرف أن يكون حبيبنا ونبينا ورسولنا هو محمد بن عبد الله المصطفى .
أيها الأحبة ..
إن كل مسلم صادق يحلو له ذكر الحبيب محمد .. ويحلو له أن يتصوره وأن يتخيله وأن يعيش بقلبه من خلال كتب الأثر .. مع وصف الحبيب . وكيف كانت حياته ؟ وكيف كان طعامه ؟ وكيف كان شرابه ؟ وكيف نومه ؟ وكيف كان ذكره ؟ وكيف كانت مشيته ؟ وما صفة وجهه ؟ وما صفة شعره ؟ وما صفة لحيته ؟ وما صفة صدره ؟ وما صفة قدمه ؟ كيف كان النبي ؟ ولم لا ؟! وقد أمرنا الله جل وعلا أن نقتفى أثره وأن نسير على دربه .. وأن نقلده في كل شيء
قال جل وعلا : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الأحزاب: من الآية21)
أنت مأمور أيها الموحد أن تسير على دربه ، وأن تقتفي أثره ، وأن تتبع سنته فهو حبيبك .. وهو قدوتك الطيبة .. وهو أسوتك الحسنة .
ولن تصل إلى الله جل وعلا إلا من طريقه .. ومن الباب الذي يوصلك منه الحبيب المصطفى .
أيها الأحبة : إن رسول الله بشر قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ) ولكنه لم يكن بشراً عادياً ، فمبلغ العلم أنه بشر ولكنه خير خلق الله كلهم ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ)
وهذا هو الفارق أنه يوحي إليه من ربه جل وعلا .. وهذه هي التي رفعت قدره .. وأعلت شأنه .. ورفعت مكانته عند الله جل وعلا وعند الخلق . ولن تنال شفاعته يوم القيامة إلا إذا اتبعت سنته وسرت على طريقته واقتفيت أثره .
قال سبحانه : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
فقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضى الله عنه أنه قال :
(( جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلاً ، قال فاضربوا له مثلاً ، قال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً وجعل فيها مأدُبةً وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أوِّلوها له يفقهها ، قال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : فالدار الجنة والداعي محمد فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ومحمد فرَّق بين الناس )) 1
فمن آمن بالحبيب وصار على دربه واتبع سنته نال شفاعة الحبيب يوم القيامة ونال رفقته وصحبته في الجنة ، ومن خالف هدى الحبيب لم ينل شفاعته وحُرِمَ من هذه الرِّفعة وتلك الصُّحبة .
أسأل الله جل وعلا أن يمتعنا وإياكم بصحبته بحبنا له إنه ولى ذلك والقادر عليه .
فتعالوا بنا أيها الأحبة نَصفُ المصطفى كما نقل ذلك لنا صحابته رضوان الله عليهم ، فكما نُقلت إلينا سنته ، نُقِل إلينا أيضا وصفه وصفته .
أيها الأحبة : نبدأ بوجه النبي :
عن البراء رضى الله قال : ((كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير )) 2
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
(( كان رسول الله أزهر اللون )) 3 . أي: أبيض مستنير مائل إلى الحُمرة .
وعن البراء بن عازب رضى الله عنه سئل :
(( أكان وجه رسول الله مثل السيف ؟ قال لا ، بل مثل القمر )) 1
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :
(( رأيت رسول الله وما على الأرض رجل رآه غيري . قيل له : كيف رأيته ؟ قال : أبيض مليحاً مُقصَّداً )) 2
وكان على بن أبى طالب يصف النبي وفيه :
(( فكان في وجهه تدوير ))3
وعن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال : فلمَّا سلمت على رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور وكان رسول الله إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه 4
ومن مجموع هذه الآثار الصحيحة نجد أن النبي كان أحسن الناس وجها كالقمر ليلة البدر .. أبيضاً مليحاً ، في وجهه تدوير ، أزهر اللون أي أبيض مستنير مائل إلى الحمرة إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر .. الله أكبر .. هذا وجه الحبيب ..
اللهم صلى عليه واجمعنا به في الجنة .
وأخرج الدارمى والبيهقى عن جابر بن سمرة والحديث حسن بشواهده أنه قال :
رأيت النبي في ليلة أضحياه ( أي في ليلة مقمرة ) فجعلت أنظر إليه ، وأنظر إلى القمر ، أنظر إلى النبي ، وأنظر إلى القمر ثم قال : فو الله لقد كان النبي في عيني أحسن من القمر
وأخرج الدارمى والبيهقى والطبرانى وأبو نعيم والحديث أيضا حسن بالشواهد من حديث الربيع بنت معوذ رضى الله عنها : قيل لها صفى لنا رسول الله يا ربُيِّع . قالت : لو رأيت النبي لقلت أن الشمس طالعة .. الله أكبر … صلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه
أما شعر النبي : عن قتادة رحمه الله قال : (( سألت أنساً رضى الله عنه عن شعر رسول الله ؟ فقال : شعر بين شعرين ، لا رجِلٌ ولا جَعدُ قططٌ كان بين أذنيه وعاتقه [1]
شعر رجل : إذا لم يكن شديد الجعودة ، ولا شديد السبوطة .
وفى رواية كان رَجِلاً وليس بالسَّبِطِ ولا الجعد ، بين أذنيه وعاتقه )) .
وفى أخرى : كان يضرب شعره منكبيه .
وفى رواية أبى داود : كان شعر رسول الله إلى شحمة أذنيه .
وفى رواية : إلى أنصاف أذنيه .
وعن عائشة رضى الله عنها قالت :
(( كنت اغتسل أنا ورسول الله من إناء ، وكان له شعر فوق الجُمَّة ودون الوفرة )) 2.
والوفرة : الشعر الواصل إلى شحمة الأذن .
والجُمَّة : الشعر الواصل بين المنكبين .
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال :
(( كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم ، وكان المشركون يفْرُقون ، وكان رسول الله يعجبُه موافقةُ أهل الكتاب فيما لم يُؤْمَرْ به ، فسدل رسول الله ناصيته ثم فرق بعد ))3
وسدل الشعر : إرساله و (يفرقون) مفرق الرأس : وسطه ، وفرق الشعر أي جعله فرقتين والناصية هي مقدم الرأس .
أحبتي في الله : نرى من مجموع هذه الآثار أن شعر النبي ليس بالسَّبِط أي الناعم شديد النعومة ولا الجعد أي الخشن ، وكان شعره يضرب منكبيه وكان يسدله ثم فَرَقَه وكان في شعره عشرين شعرة بيضاء كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : (( مات رسول الله في الثلاثة والستين ولم يكن في شعره إلا عشرين شعرة بيضاء ))
وكان يقول (( شيَّبَتنى هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمَّ يتساءلون ، وإذا الشمس كورت )) 4
وعن ربيعة بن أبى عبد الرحمن قال :
(( سمعت أنس بن مالك يصف النبي قال كان ربعة من القوم ، وليس بالطويل ولا بالقصير ، أزهر اللون ( مستنير ، وهو أحسن الألوان ، الزهرة : البياض النير ) ليس بأبيض أمهق ولا آدم ( أي ليس الأبيض الكريه البياض ولا شديد السمرة) ليس بجعد قطط ولا سبط رجلٍ أنزل عليه وهو ابن أربعين ، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه ، وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته إلا عشرون شعرة بيضاء ، قال ربيعة : فرأيت شعراً من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل أحمر الطيب )) 1
وعن جرير بن عثمان رحمه الله قال : إنه سأل عبد الله بن بُسْرٍ قال : أرأيت رسول الله كان شيخاً ؟ قال : كان في عَنْفَقَتِه شعراتً بيض )) 2
والعنفق هي ما تحت الشفه السفلي .
أما عين النبي فكان أدعج العينين أي شديد سواد العينين إذا رأيته من بعيد تظن أنه مكتحل .
عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال : (( كان رسول الله ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس العقبين ، ضخم القدمين )) 3
قيل لسماك : ما ضليع الفم ، قال عظيم الفم ، قيل : وما أشكل العينين ؟ قال طويل شق العين . قيل ما منهوس العقب ؟ قال قليل لحم العقب .
وعن جابر بن سمرة قال : (( كان في ساقي رسول الله حُمْوشةُ ، وكان لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت إذا نظرتُ إليه فلت : أكحل العينين ، وليس بأكحل 4
وكان يكتحل بالإثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة أطراف عند النوم .
وعن على رضى الله عنه قال في وصف النبي :
(( لم يكن بالطويل الممغَّط ( وهو الرجل البائن الطول) ولا بالقصير المتردد ، وكان ربعة من القوم ( رجل ربعة : معتدل القامة ، بين الطويل والقصير ) ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط ، كان جعداً رجلاً ( أي أن شعره لم يكن شديد الجعودة ولا سائل ليس فيه شيء من الجعودة ) لم يكن بالمطهَّم ولا بالمكلثم ، وكان في وجهه تدوير ، أبيض مشرب بحمرة ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ( الذي شعر أجفانه كثير مستطيل) جليل المشاش ( عظيم رؤوس العظام : كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك ) والمكند ( الكاهل) ، أجرد ، ذو مشربة ، شئن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشى من صبب ، إذا التفت التفت معاً ، بين كتفيه خاتم النبوة – وهو خاتم النبيين – أجود الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بَدَيْههً هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبه . يقول ناعته ( أي من وصفه قال ) لم أر قبله ولا بعده مثله ))1
وكان النبي أقنى الأنف أي طويل الأنف مع دقة الأرنبة يعنى أسفل الأنف .
أما فم المصطفى قد تقدم حديث جابر بن سمرة أنه كان ضليع الفم أى واسع الفم ، قالوا : والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم وقيل واسع الفم من البلاغة فإذا كان الرجل ضليع الفم يكون بليغاً مفهوماً .
وكان سهل الخدين ليس فيهما تجاعيد أو غيره .
وكان مفلج الأسنان فلم تكن أسنانه متلاصقة ، وهذا أطيب للفم وأجمل ، وكان إذا رؤى وهو يتكلم ظن الناظر إليه كأن نور يخرج من بين ثناياه
والحديث رواه الترمذى من حديث ابن عباس وهو حديث حسن .
وكان كث اللحية كانت لحيته تملأ صدره .
ففي سنن الترمذى من حديث البراء بن عازب قال :
(( كان رسول الله مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين كث اللحية ، تعلوه حمره ، جُمته إلى شحمة أذنه ، لقد رأيته في حُلَّةِ حمراءَ ، ما رأيت أحسن منه )) 2
وكان رحب القدمين والكفين كما تقدم من حديث جابر بن سمرة وعن أنس وأبى هريرة قال :
(( كان رسول الله ضخم القدمين ، حسن الوجه ، لم أر بعده مثله ))
وفى رواية عن أنس : (( ضخم اليدين ، لم أر قبله أو بعده مثله ))3
وفى أخرى : كان ضخم الرأس والقدمين ، لم أر بعده ولا قبله مثله ، وكان سيط الكفين وكان كف النبي ألين من الحرير .
عن أنس رضى الله عنه وفى صحيح البخاري قال :
ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله 4
وكان ضخم الكراديس كما في حديث علىّ المتقدم ، والكراديس كل عظمتين التقتا فى مفصل : فهو كردوس والجمع كراديس ، نحو الركبتين والمنكبين والوركين .
وكان : سواء البطن والصدر دون ارتفاع أو انخفاض بينهما ، أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر ذا مشربة وهى الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب .
وكان بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة ، وكبيضة الحمامة .
عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال :
(( كان رسول الله قد شَمطَ مقَّدم رأسه ولحيته ، وكان إذا ادّهن لم يتبين فإذا شعث رأسُه تَبَيَّنَ ، وكان كثير شعر اللحية ، فقال رجل : وجهُه مثلُ السيف ؟ قال : لا ، بل مثل الشمس والقمر ، وكان مستديراً . قال : ورأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمام ، يشبه جسده 1
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما تطوى له الأرض ويجدَّون في لحاقه وهو غير مكترث .
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
(( ما رأيت أحسن من رسول الله كأن الشمس تجرى في وجهه ، قال : وما رأيت أحداً أسرع فى مشيه من رسول الله ، لكأنما الأرض تطوى له ، كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا ، وإنه لغير مُكْتَرِث )) 2
وكان إذا التفت التفت جميعاً ومعناه أنه كان لا ينظر من طرف عينه وهذه من علامات التواضع ، فكان خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء
أما كلامه فتدبر ما تقول أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها : قالت : (( أن النبي كان يحدث لو عَدَّهُ العادّ لأحصاه )) 3
وفى سنن الترمذى قالت رضى الله عنها :
(( ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام يُبِّينُهُ ، فصل ، يحفَظُهُ من جلس إليه ))4
وعنها رضى الله عنها قالت ( كان كلام رسول الله كلام فصل يفهمه كل من سمعه)) 5
اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما عرقه فتدبر ما يقوله أنس رضى الله عنه :
يقول أنس : كان يدخل بيت أم سليم ، فينام على فراشها وليست فيه . قال : فجاء ذات يوم فنام على فراشها ، فأتيت ، فقيل لها : هذا النبي نائم في بيتك على فراشك ؟
قال : فجاءت وقد عرق ، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش . ففتحت عتيدتها ، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي ، فقال : ما تصنعين يا أم سليم ؟ فقالت : يا رسول الله ، نرجو بركته لصبياننا ، قال أصبت .
وفى رواية قالت (( هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب ))
وفى رواية قالت : (( أجعل عرقك في طيبي ، فضحك رسول الله )) 1 وأخرج الإمام أحمد والبيهقى عن على بن أبى طالب قال :
كان العرق في وجهه كحبات اللؤلؤ))
فكان عندما ينزل عليه الوحي في الليلة الباردة يتناثر على وجهه العرق كحبات اللؤلؤ .
أما شجاعته :
فتدبر ما يقوله فارس الفرسان وقائد القواد على بن أبى طالب يقول : كنا إذا حمى الوطيس واشتدت المعركة اتقينا برسول الله فكان إذا دخل أرض المعركة وميادين النزال كان الصحابة رضوان الله عليهم يتقون به شدة الضربات وأنتم تعلمون ماذا فعل النبي يوم حنين ، وماذا فعل يوم أحد . وماذا فعل النبي يوم بدر . اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فقد كان أشجع الناس
يقول أنس بن مالك رضى الله عنه :
(( كان رسول الله أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناسٌ من قبل ، فتلقاهم رسول الله راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت .
وفى رواية : وقد إستبرأ الخبر – وهو على فرس لأبى طلحة عُرْىٍ ، في عنقه السيف ، وهو يقول : لن تراعوا ، قال : وجدناه بحراً- أو أنه لبحر قال : وكان فرساً تُبَطَّأُ )) 2
أما خلقه فقد وصفه ربه بقوله :
( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها :
(( ما خير رسول الله بين أمرين قط ، إلا أخذ أيسرهما ، ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه ، وما انتقم رسول الله لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم ))1
وعن أنس رضى الله عنه قال :
(( كان النبي إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده ، حتى يكون الرجلُ ينزع يده ، ولا يصرف وجهه عن وجهه ، حتى يكون الرجلُ هو يصرفه ، ولم يُرَ مُقدِّما ركبته بين يدي جليس له ))2
وعنه رضى الله عنه قال :
(( كانت الأمَةُ من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت )) 3
وعن الأسود بن يزيد النخعى رحمه الله قال :
سألت عائشة رضى الله عنها : ما كان رسول الله يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة أهلة ‘ فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة )) 4
واسمع إلى أنس بن مالك خادم النبي يقول :
خدمت النبي عشر سنين ، والله ما قال لي أفٍّ قط ،ولا قال لشيء لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا ))5
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أيضاً قال :
كان رسول الله أحسن الناس خُلُقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير – وهو فطيم – كان إذا جاءنا (( قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير ))
، لنغير كان يلعب به فمات ، فدخل النبي ذات يوم ، فرآه حزينا ، فقال : ما شأنه ؟ قالوا : مات نَغْرُه ، فقال :
(( يا أبا عمير ، ما فعل النُّغير ؟ 1
هكذا كان …. وهكذا كان خلقه
أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن أحبوا الحبيب واقتفوا أثر الحبيب وساروا على دربه واتبعوا سنته ..
مومني محمد
2007-08-16, 11:52
وصف الحجره النبويه الشريفه
--------------------------------------------------------------------------------
وصف الحجرة النبويه الشريف..!
الكثير من الوصف الذي ورد عنها في كتب المؤرخين القدماء فقد ظلت في نظر
الكثير من الناس سرا من الأسرار التي يستحيل معرفتها، ما أن تسمع رواية أو وصفا حتى تكتشف أن هناك المزيد والمزيد وأنك مهما حاولت واجتهدت فلن تنال من المعرفة عنها سوى أقل القليل.
في هذا الموضوع نلامس مشاعر فياضة لأناس سمح لهم بدخول الحجرة النبوية.. المكان الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجرة السيدة عائشة التي أسلم فيها الروح.
الكاتب الصحفي عمر المضواحي المهتم بالكتابة عن الحرمين الشريفين والأماكن المغروسة في وجدان المسلمين: غمست وجهي محدقا من بين فتحات الحجرة.. كنت خائفاًً حتى الموت، لكن شيئا ما دفعني للنظر، علني أرى ما نبأني عنه شيوخ التقيت بهم في مكة المكرمة.
شاهدت قناديل معلقة بسقف الحجرة النبوية، رأيت مثلها في جوف الكعبة المشرفة، هدايا قديمة مصاغة من الذهب والفضة، تعكس مراحل ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي، واختلست نظرات لحجرة السيدة فاطمة الزهراء، ومتعت عيني في بقعة ضمت الشطر الأكبر من حياة الرسول الكريم• أنوار تتجلى في ذات المكان، وهديل حمائم جاورت، كما جاورت غار ثور يوم هجرة الرسول وصاحبه أبي بكر الصديق.
صناع كسوة الحجرة النبوية
يضيف: كنت أقوم بعمل تحقيق صحفي منذ عدة سنوات عن الكسوة الخضراء وهي كسوة الحجرة النبوية، فأتيح لي أن التقي من نالوا شرف المشاركة في نسج هذه الكسوة التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، حيث أورد المؤرخ السعودي حسين سلامة في كتابه (تاريخ الكعبة المعظمة) أن العباسيين كانوا يعملون كسوة الكعبة المشرفة بمدينة (تنيس) المصرية، وكانت لها شهرة عظيمة في المنسوجات الثمينة.
ويذكر البتنوني أنه لما استولت الدولة العلية على مصر اختصت بكسوة الحجرة الشريفة، وكسوة البيت الداخلية، واختصت مصر بكسوة الكعبة الخارجية
واستمرت الكسوة تصنع في عدد من الدول الإسلامية كمصر وتركيا والهند حتى صدر أمر مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بإنشاء مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة، وبات المصنع يقوم بعمل الكسوتين لأول مرة في التاريخ في أرض الحرمين الشريفين.
وتوجد الحجرة النبوية في الجزء الجنوبي الشرقي من مسجد الرسول، وهي محاطة بمقصورة، عبارة عن حجرة خاصة مفصولة عن الغرف المجاورة فوق الطبقة الأرضية، من النحاس الأصفر، ويبلغ طول المقصورة 16 مترا وعرضها 15 مترا، ويوجد بداخلها بناء ذو خمسة أضلاع يبلغ ارتفاعه نحو 6 أمتار بناه نور الدين زنكي ونزل بأساسه إلى منابع المياه، ثم سكب عليه الرصاص حتى لا يستطيع أحد حفره أو خرقه، وداخل البناء قبر الرسول، وقبرا أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب.
وفي شمال المقصورة النبوية يوجدمقصورة أخرى نحاسية ويصل بين المقصورتين بابان، ويحيط بالحجرة النبوية أربعة أعمدة أقيمت عليها القبة الخضراء التي تميز المسجد، أما الروضة الشريفة فهي بين المنبر وقبر الرسول ويبلغ طولها 22 مترا، وعرضها 15 مترا.
في المسجد النبوي تشتم طيب روائح الصحابة، تكاد تسمع أحاديثهم ومسامراتهم، ترى حركاتهم وأثر خطواتهم العارية على صفحات هذه الأرض المباركة، لكن ما يحزنك حتى البكاء، أن يترك هذا التراث بدون تدوين وأن تموت أنفس قليلة بقيت تعرف وحدها كل هذه التفاصيل.
يتبع
مومني محمد
2007-08-16, 11:53
الدموع والخشوع
ويؤكد أن هذه التفاصيل والأسرار ما هو مدون منها قليل، ومهمل، وضائع في الكتب القديمة ويفتقر إلى التوثيق بالصور بجانب المعلومات، ولا أليق ولا أكمل من أن نوثق هذه المواقع ونعرفها، بطريقة أو بأخرى لنحافظ على روح المكان في جسده الجديد العملاق.
لماذا ظل مكتوما خبر هذه الكسوة قبل الآن، ولماذا نمر عليها لماما في حين، وبتجاهل في أحايين أخرى؟..
يقول المضواحي: لا زلت أذكر حديث الشيخين في مكة، وأنا أرى نسج عملهم. كنت في مكة، فذهبت صوب مصنع كسوة الكعبة، وهناك عرفت أن للمصنع شرفا آخر، فهو ينتج أيضا كسوة أخرى للحجرة النبوية.
التقيت في ذلك الوقت قبل عدة سنوات برجال شاركوا في الصنع والتركيب، كان أصغرهم كان في الستينات من عمره،
سجلت معهم أحاديث اختلطت بالدموع والخشوع، خانهم التعبير مرات وخنقتهم العبرات في أخرى، وهم يتحدثون عن تجربتهم الفريدة، كانت أطرافهم ترتعش من مجرد الذكرى كأنها حدثت بالأمس، وليس قبل ربع قرن من الزمان.
كان الشيخ محمد على مدني، رئيس قسم النسيج الآلي بالمصنع في ذلك الوقت، كريما معي، وعرفت منه أنه كان أحد الذين شاركوا في نسج كسوة الحجرة النبوية وتركيبها. قلت له حدثني عن كسوة الحجرة النبوية، صفهما لي: جال ببصره بعيدا، كأنه يستحضر تلك الذكريات الغالية، ثم أجابني: شعرت يومها بحالة ذهول كامل تملكتني. إنها بقعة عظيمة، غاية في العظمة، لا أعرف محيطها بالتحديد لكن بدا لي أن محيط الحجرة النبوية 48 مترا.
هيبة المكان غلبت على أن ألحظ فيها شيئا ملفتا للنظر أو للانتباه، كنت مبهورا ولم أر سوى قناديل معلقة بسقف الحجرة، وهي هدايا قديمة كانت تهدى للمسجد النبوي من قديم الزمان، وقيل لي إنه كانت هناك آثار نبوية وضعت في مكان آخر لا أعرف أين، وما أعرفه أن هناك بعض الأشياء التاريخية محفوظة في حجرة السيدة فاطمة الزهراء، وهو ذات المكان الذي كانت تسكن فيه.
أضاف: كسوة الحجرة نسيج من حرير خالص، أخضر اللون، مبطن بقماش قطني متين، ومتوجة بحزام مشابه لحزام كسوة الكعبة المشرفة، غير أن لونه أحمر قان، خط عليه بتطريز ظاهر آيات قرآنية كريمة من سورة الفتح تشغل ربع مساحته، بخيوط من القطن وأسلاك من الذهب والفضة وهو بارتفاع 95سم2.
وهناك قطع أخرى من ذات اللون الأحمر وبنفس النسج لكنها أصغر قليلا مكتوب عليها إشارات تدل على مواقع القبور الثلاثة، وهي من ذات العينة والطراز للكسوة الداخلية لجوف الكعبة، وباختلاف بسيط يتمثل في اختلاف الآيات القرآنية المنسوجة يدويا بطريقة "الجاكار" المعمول مثلها آليا على ظاهر كسوة الكعبة.
كسوة الحجرة النبوية لا تتبدل كل عام مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهي محفوظة في بناء الحجرة وبعيدة عن الأيادي وعوامل المناخ• ويتم تغييرها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
ترتفع السترة بمقدار ستة أمتار، ويتم تركيبها عادة في السادس من شهر ذي الحجة، كلما صدر الأمر الملكي بذلك، وعند كبير الأغوات مفاتيح الحجرة، وهم من يقوم بخدمتها وتنظيفها والعناية بها كل ليلة اثنين وجمعة حتى الآن.
ويضيف عمر المضواحي متحدثا : كنت أرغب في المزيد، ووجدته عند الشيخ محمد جميل خياط مدير الإنتاج بالمصنع، وهو رجل بدا لي حينها في الستينات من عمره. قال له الشيخ جميل: تم الإبقاء على الصنع اليدوي في المصنع لعمل الكسوتين، الداخلية لجوف الكعبة المشرفة، والأخرى للحجرة النبوية، للحفاظ على هذا التراث الفني الراقي.
ثم التقيت بالشيخ أحمد ساحرتي رئيس قسم التطريز بالمصنع، بدا لي في ذلك الوقت البعيد أيضا كبر سنه، وضعف نظره، بادرني: كيف أستطيع أن أحدثك عن مشاعري لحظة دخولي الى الحجرة النبوية.. لا يمكنني ذلك، اعذرني.. هذا حديث فوق قدرتي على الكلام، ولم أظن في يوم من الأيام أن أسئل عن هذه التجربة.. وأؤكد لك أنني لن أستطيع خوضها ثانية.
اقترب مني أكثر وأضاف: أنظر إلى عدسات نظارتي ــ وأشار إلى غلظتها ــ ودقق النظر في شيبتي وثقل السنين التي أحملها، عمري لا أحصيه، لكنني سمعتهم يقولون إنني من مواليد 1333هـ، ومع كل هذه السنين لم أعرف لي هواية غير حب العطور والروائح الجميلة، وصرفت ردحا من أيامي التي عشتها طولا وعرضا لأشبع هذا النهم الذي لايزال يرافقني للآن، سافرت كثيرا وتعرفت على الكثير لكنني أستطيع أن أقول بثقة أن لي تركيبات عطرية خاصة، لا تكون عند غيري ولا يقدر عليها أحد سواي.
عندما فتحت الأبواب ودخلوا الحجرة
يواصل الساحرتي متحدثا للمضواحي: أقول ذلك لأنني عرفت عجزي وقلة معرفتي في تلك الليلة المباركة، عندما فتحت لنا الأبواب، ودخلنا الحجرة النبوية، لقد أستنشقت عطرا وروائح ما عرفتها من قبل، ولم أعرفها من بعد. لم أعرف سر تركيبتها أبدا، كان عطرا فوق العطر، وشذا فوق الشذا، وشيئا آخر لا قبل لنا به نحن أهل الصنعة والمعرفة.
يحكي عمر المضواحي قائلا: عندما سألته أن يصف لي الحجرة النبوية، سرت في جسده رعدة خفيفة أصابته، وقال بصوت خافت: أعتقد أن ارتفاع الحجرة أحد عشر مترا، وأسفل القبة الخضراء، قبة أخرى مكتوب عليها: قبر النبي وقبر أبو بكر الصديق وقبر عمر بن الخطاب، ورأيت أيضا أن هناك قبرا آخر لكنه خاو، وبجانب القبور الأربعة، حجرة السيدة فاطمة الزهراء، وهو البيت الذي كانت تسكنه.
من رهبتنا لم نكن نعرف كيف نرفع المقاسات الخاصة بالقبة، كانت أصابعنا ترتجف، وأنفاسنا تتسارع. وبقينا 14 ليلة كاملة نعمل فيها من بعد صلاة العشاء إلى وقت أذان الفجر الأول، لننجز مهمتنا
ظللنا نرفع المقاسات، ونحل أربطة السترة القديمة، نكنس وننظف ما علق بالمكان الطاهر من غبار وريش حمام، هذا الموقف يعود إلى عام 1971 ميلادية، وكانت الكسوة التي قمنا بتغييرها قديمة، كان عمرها 75عاما حسب التاريخ المنسوج عليها، ولم تستبدل طوال هذا الوقت
الشيخ الساحرتي في تفاصيل تلك الزيارة: كنت أول من دخل مع السيد حبيب من أعيان المدينة المنورة، وأسعد شيرة مدير الأوقاف في المدينة وقتها وحبيب مغربي من إدارة المصنع، وعبد الكريم فلمبان وناصر قاري، وعبد الرحيم بخاري وآخرين، كنا 13رجلا، لا أذكر معظمهم، فقد ذهبوا إلى رحمة الله.
كان يرافقنا كبير الأغوات وعدد من خدام الحجرة النبوية.. الهمس حديثنا، هذا إذا لم تكن الإشارة تغني عن الكلام. كنت ومازلت أعاني من ضعف شديد في الإبصار، وهذه النظارة لم تفارق عيني منذ تلك الأيام، لكنني كنت في الحجرة شخصا آخر.. كنت أشعر بذلك، وألمس الفرق.
أشياء غريبة حدثت لي
ويقسم الشيخ الساحرتي قائلا: "كنت أدخل الخيط في ثقب الإبرة من غير نظارة، رغم الضوء الخافت الذي كنا نعمل فيه. كيف تفسر ذلك، وكيف تفسر أنني لم أشعر بحساسية في صدري كنت أعاني منها ومازلت، فأنا أسعل بشدة مع أدنى غبار، لكنني يومها لم أتأثر بغبار الحجرة، ولا بالأتربة المتطايرة، كأن التراب لم يعد ترابا، وكأن الغبار أصبح دواءً لعلتي، كنت أشعر طوال تلك الليالي أنني شاب، وأن فتوة الصبا قد ردت اليّ .
لقد حدث معي شيء غريب آخر لم أفهم سره حتى اليوم، فبعد تجديد كسوة الحجرة يومها، كان علينا أن نخرج الستارة القديمة، حمل من حمل الستارة، وبقي حزامها المطرز بطول 36مترا، قلت لهم لفوه ثم أتركوه، تقدمت إليه، وحملته على ضعفي فوق كتفي هذا، خرجت به من الحجرة النبوية، لم أشعر بثقله أبدا، لكنهم بعد ذلك جاءوا برجال خمسة ليحملوه فلم يستطيعوا، وانخرط الشيخ في بكاء صامت، وأكمل بتأوه: سأل بعضهم عن الذي حمله وجاء به إلى هنا، قلت مجيبا: أنا، لم يصدقوا..
يقول الناقد والباحث في تاريخ المدينة المنورة محمد الدبيسي: كثير من المؤرخين شغفوا بتاريخ المدينة المنورة والكتابة عنه، لقد أحصيت أكثر من 500 كتاب إضافة إلى الأبحاث العلمية التي نشرت في دوريات، فمثلا أول كتاب عن تاريخ المدينة كان لابن زبالة في القرن الثاني الهجري، بعد ذلك كتب مؤرخون آخرون مثل المراغي والسخاوي والسمهودي، الأخير له كتاب باسم (وفاء الوفاء في إخبار دار المصطفى) في القرن العاشر الهجري "عام 1325هـ" والذي يحتوي على مجلدين، ويعتبر مرجعا في هذا الباب، لكن أجمل وصف وقفت عليه بخصوص الحجرة النبوية وجدته في كتاب (مرآة الحرمين) للدكتور إبراهيم رفعت باشا الذي جاء من مصر وزار الحرمين ووصف الحجرة بأورع ما يمكن.
ويقول الدبيسي إن الحجرة تقع شرق المسجد النبوي الشريف، وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها روضة من رياض الجنة، وهي حجرة السيدة عائشة بنت الصديق التي قبضت فيها روحه فدفن بها، وكان قبره جنوب الحجرة، وكانت عائشة بعد وفاته تقيم في الجزء الشمالي منها، وكما يُذكر تاريخيا بأنه عليه السلام قد دفن ورأسه الشريف إلى الغرب ورجلاه إلى الشرق ووجهه الكريم إلى القبلة.
وعندما توفى الصديق دفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع، ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولما توفي عمر بن الخطاب أذنت له عائشة بعد أن استأذنها قبل وفاته بأن يدفن إلى جوار صاحبيه داخل هذه الحجرة.
وعن القبر الخالي في الحجرة النبوية يشير محمد الدبيسي إلى إن بعض العلماء يذكرون أن هذا القبر سيدفن فيه النبي عيسى عليه السلام. أما قصة تسمية الكوكب الدري الموجود في الحجر النبوية، فقد كان يوجد في الجدار القبلي من الحجرة تجاه الرأس الشريفة مسمار فضة، ويذكر رفعت إبراهيم باشا أنه ابدل بقطعة من الألماس كانت بحجم بيضة الحمام، وتحته قطعة أخرى أكبر منها، والقطعتان مشدودتان بالذهب والفضة، ومن ثم أطلق عليهما اسم "الكوكب الدري".
ويطلق على الحجرة في بعض الكتب – والكلام للدبيسي – المقصورة الشريفة، ولها ستة أبواب، الباب الجنوبي ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة مكتوب عليها تاريخ صنعه 1026 هـ، والباب الشمالي ويسمى باب التهجد، والباب الشرقي ويسمى باب فاطمة، والباب الغربي ويسمى باب النبي وبعض الناس يسمونه باب الوفود، وعلى يمين المثلث داخل المقصورة باب آخر، ثم باب سادس على يسار المثلث في داخل المقصورة أيضا.
ويضيف أن الملك عبد العزيز آل سعود أعطى عناية كبيرة بالحجرة البنوية والقبة الخضراء، ووجه بالمحافظة على البناء العثماني لها، مع الترميم إذا احتاج الأمر لذلك، وكذلك بطلاء القبة كلما بهت لونها.
ويقول إن عمر بن عبد العزيز بنى حول الحجرة سور من خمسة أضلاع خوفا من أن تشبه الكعبة فيصلى عليها. ويوضح أن كتاب مرآة الحرمين ذكر أن الخيزران أم هارون الرشيد هي أول من كسا الحجرة الشريفة بالدائر المخمس، ثم كساها ابن أبي الهجاء بالديباج الأبيض والحرير الأحمر وكتب عليه سورة يس، ثم كساها الخليفة الناصر بالديباج الأسود ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود المرقوع بالحرير الأبيض وعليها طراز منسوج بالذهب والفضة.
ويشير إلى أن تكاليف كسوة الحجرة النبوية عندما أصبحت تأتي من مصر، أوقفت على بيت مال المسلمين في مصر في عهد السلطان الصالح اسماعيل الناصر، وكانت تجدد كل خمس سنوات.
ويقول إن كتاب "مرآة الحرمين" يؤكد أن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي والحجرة الشريفة في عهده عام 1325هـ تقدر بسبعة ملايين من الجنيهات و620 قنديلا معلقة، ونجف من البلور، وأربع شجرات على أعمدة بلور مفرعات بأغصان مائلة عليها تنانير صافية وضعت بالروضة الشريفة.
وحول الحجرة الشريفة 106 من القناديل كلها بالذهب المرصع بالألماس والياقوت وحول الحجرة كذلك معاليق من الجواهر الثمينة ومن اللؤلؤ الفاخر.
وأهدى السلطان عبد المجيد الحجرة النبوية سنة 1274 هـ شمعدانين مصنوعين من الذهب الخالص المرصع بالألماس الفاخر، وتم وضعهما بمقصورة الحجرة الشريفة أحدهما باتجاه الرأس الشريف والآخر بمحاذاة رجليه الكريمتين، كما جاء في كتاب مرآة الحرمين.
ويؤكد الدبيسي أن الكتب التاريخية تشير إلى تعرض الحجرة النبوية للسلب والنهب عبر العصور المختلفة قبل الدولة السعودية، وأن بعض الأشياء التي تعرض في بعض المتاحف التركية، أخذت في عهد الدولة العثمانية من مقتنيات الحجرة، التي يقال إنها كانت تضم الذهب والفضة.
ويشير إلى أن ابراهيم رفعت باشا ذكر في كتابه أن الملك العادل نور الدين الشهيد أمر عام 557 هـ ببناء خندق صب فيه الرصاص حول الحجرة النبوية، عندما علم أن هناك من يحاول الوصول إلى جسد الرسول.
ويقول إن الحجرة مرت بمراحل في بنائها، فقد كانت إبان العهد الأول مبنية باللبن وجريد النخل على مساحة صغيرة ثم أبدل الجريد بالجدار في عهد عمر بن الخطاب ثم أعاد عمر بن عبد العزيز بناءها بأحجار سوداء.
الحجرة تجدد بناؤها أكثر من مرة
وقد ذكر الأديب المصري الراحل محمد حسين هيكل في كتابه ( في منزل الوحي) عام 1947م عن رحلة الحج التي قصد بها الأراضي المقدسة، إن الحجرة النبوية ظلت كما هي حتى زمن بني أمية، حين أمر الوليد بن عبد الملك واليه علي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز أن يضم حجرات أزواج النبي رضي الله عنهن.
وبنى عمر بن عبد العزيز الحجرة سنة ثمان وثمانين وقيل سنة إحدى وتسعين للهجرة، وبالتالي فقد ظلت ثمانية وسبعين أو ثمانين سنة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم في مثل بساطتها حين وفاته.
ويقول محمد حسين هيكل إن الحجرة قد تجدد بناؤها بعد ذلك أكثر من مرة، فقد شب حريق في القرن السابع الهجري وامتد إلي الحجرة ولكنها لم تحرق، كما امتد إلي المسجد كله، وتعرضت لحريق آخر علي اثر الصاعقة التي نزلت في أواخر القرن التاسع الهجري.
وقد بنيت أول قبة في المسجد النبوي فوق الحجرة النبوية في القرن السابع الهجري، بأمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 678 هـ وهي التي عرفت مؤخراً بالقبة الخضراء، وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة الشريفة، مكسوة بألواح الرصاص، منعاً لتسرب مياه الأمطار.
وفي عام 881 هـ وبعد الانتهاء من بعض الترميمات في المسجد قرر السلطان قايتباي إبدال السقف الخشبي للحجرة بقبة لطيفة، فرفعوا السقف الخشبي، ثم عقدوا قبواً على نحو ثلث الحجرة مما يلي المشرق والأرجل الشريفة، ليتأتى لهم تربيع محل القبة المتخذة على بقية الحجرة من الغرب، ثم عقدوا القبة على جهة الرؤوس الشريفة بأحجار منحوتة من الحجر الأسود والأبيض، ونصبوا بأعلاها هلالاً من نحاس، وبيضوها من الخارج بالجص، فجاءت جميلة بديعة.
وقد سلمت هذه القبة من الحريق الذي شب بالمسجد سنة 886 هـ، بينما احترقت القبة التي فوقها، فأعاد السلطان قايتباي عام 892 هـ بناءها بالآجر، وأسس لها دعائم عظيمة بأرض المسجد، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها، فرممت وأصبحت في غاية الإحكام.
ثم عمل قبة على المحراب العثماني، وغطى السقف بين القبة الخضراء والحائط الجنوبي بقبة كبيرة حولها ثلاث قباب، كما أقام قبتين أمام باب السلام من الداخل، وقد كسيت هذه القباب بالرخام الأبيض والأسود، وزخرفت بزخارف بديعة.
وفي سنة 1119 هـ أضاف السلطان محمود الأول رواقاً في جهة القبلة، وسقّف ما يليه بعدد من القباب. وفي عام 1228هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني قبة الحجرة النبوية ، ثم دهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، وكانت قبل ذلك تعرف بالبيضاء والزرقاء، وكان بعضهم يطلق عليها: الفيحاء.
مومني محمد
2007-08-17, 12:08
1
خيل النبيّ مُحَمّد صلى الله عليه وسلم ما عددها واسمائها؟
------------------------------------------------------------------------------
خيل النبيّ مُحَمّد صلى الله عليه وسلم r
اختلف الرواة في عدد خيله، r كما اختلفوا في أسمائها وألوانها، ولكن المشهور منها والمتفق عليه، ستة خيول هي:
1. السَّكْب:
ومعناها في اللغة، الخفيف السريع الجري.
2. المُرْتَجز:
ويقال غيث مرتجز: ذو رعد، سمي بذلك لجهارة صهيله وحسنه.
3. لِزَاَزُ:
اللزز: الشدة. سُمي بذلك لشدته واجتماع خَلْقِهِ.
4. اللُحَيْف:
سمي بذلك لطول ذنبه، كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها.
5. سَبْحَةَ:
من قولهم فرس سابح إذا كان حَسَنُ مدّ اليدين في الجري.
6. الِظَّرَبُ:
الظّرب: ما نتأ من الحجارة وحُدّ طرفه، وقيل هو الجبل الصغير، وسمي الفرس الظَّرَب تشبيها له بالجبل لقوته.
وحكي عن ابن خالويه قال: كان للنبي، r من الخيل: سَبْحَة، واللْحيف، ولِزَاز، والظَّرِب، والسَّكْب، وذو اللَّمَّة، والسَّرْحَان، والمُرْتَجِل، والأدْهَم، والمُرْتَجز، وذكر في موضع آخر مُلاوح والوَرْد، واليَعْسُوب. وذكر غيره: ذو العُقَّال والسَّكْب، واللْحيف، ولِزَاز والظَّرب، وسَبْحة، والبَحْر، والشَّحَاء.
وعلى هذا فيكون المتفق عليه هو الخيول الستة الواردة أعلاه، بينما المختلف عليه:
1. ذو العُقَّال: والعُقَّال داء يُصيب أرجل الدواب، سمي به لدفع عين السوء عنه.
2. الشّحاءُ: الفرس الواسع الخطو.
3. ذو اللِّمة: اللِّمة شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذن، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين.
4. السِرحان: هو الذئب.
5. المُرْتَجِل: الذي يقتدح النار بزنده ويحفيها بين رجليه.
6. الأدهم: الدُّهْمة السواد. والأدهم: الأسود، والعرب تقول ملوك الخيل دهمها.
7. الوَرْد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة وقيل فرسين وردين: الكميت والأشقر.
8. اليعسوب: هو قائد النحل وذَكَرُها، ويقال للسّيد يعسوب قومه.
9. البحر: كثير العدو تشبيها له بالبحر.
ويروى عن أسامة بن زيد، عن زيد بن طلحة التيمي قال: قدم خمسة عشر رجلاً من الرّهاويين[1]، وهم حي من مَذْحج، على رسول الله، r فنزلوا دار رملة بنت الحارث[2]، فأتاهم رسول الله r فتحدث عندهم طويلاً، فأهدوا لرسول الله r هدايا، منها فرس يقال له المرْوَاح[3]، فأمر فَشُوِّرِ[4] بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز أهل الوفد.
حديثه r عن الخيل
ورد في الحديث النبوي الشريف الكثير مما يحض على تكريم الخيول والعناية بها، وتشجيع اتخاذها وتملكها؛ فمن ذلك أن النبي، r قال: ]خير مال المرء مُهْرةٌ مأمورة أو سكة مأبورة[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 15284) (سكة مأبورة: أي نخل ينبتُ على صفين ملقح).
وروي عن عتبة بن عبد السلمى، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله، r يقول: ]لا تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ[ (سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180) (نواصيها: مقدمة رؤوسها، معارفها: شعر عنقها).
وروي أن رسول الله r ]رُئِيَ يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتبت الليلة في الخيل[ (موطأ مالك، باب الجهاد، الحديث الرقم 890).
وروي عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله r ]مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلاَّ يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ[ (رواه النسائي، الحديث الرقم 3523).
وفي الصحيح عن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: ]رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصْبَعِهِ وَهُوَ يَقُولُ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 3479).
[1] هم بنو رهاء من قبيلة مُذحَج.
[2] رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن زيد، امرأة من الأنصار، من بني النّجار.
[3] المرواح مشتق من الريح وهو من أبنية المبالغة كالمِطْعام والمِقْدام، وقد يكون اشتقاقه من الراحة، يستريح به أو يستريح إليه.
[4] فَشُوِّرِ بين يديه أي عرض عليه، وأقبل به وأدبر به، والمكان الذي تُعرض فيه الدواب يقال له المشوّار
مومني محمد
2007-08-17, 12:25
سيوف الرسول (صلى الله عليه وسلم) التسعة
--------------------------------------------------------------------------------
سيوف الرسول (صلى الله عليه وسلم) التسعة
*******************
نبينا محمد ابن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام
رمز الشجاعه والبطولة والصدق والاخلاص لله سبحانه وتعالى
محمد رسول الله اشجع العرب
فليس من المستغرب ان يملك عليه الصلاة والسلام تسعة سيوف
تعجبت يوم شفت صور السيوف وحبيت اعرضها لكم
ولضمان عدم ضياع الصور بعون الله حملناها أيضا ً
مع برنامج المرفقات
: : السيف البَتَّار : :
غنِمه رسول الله محمـد صلى الله عليه واله وسلم من بنو قينقاع (يهود يثرب)
السيف يدعى أيضاً سيف الأنبياء وكتب عليه بالعربي داوود وسليمان وموسى وهارون ويسع وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد (عليهم الصلاة والسلام).
هذا السيف غنِمه داوود عليه السلام وهو أقل من عشرين سنة.
أيضاً به رسم للنبي داوود حين قطع رأس جالوت الذي كان صاحب السيف الأصلّي.
أيضاً بالسيف رسم عُرّف على انه رسم للأنباط وهم عرب البادية سكان البتّراء قديماً.
طول نصل السيف 101سم.
هذا السيف محتفظ به بمتحف توبكابي في مدينة اسطنبول (القسطنطينية) بتركيـا.
بعض المعلومات تشير أن هذا السيف هو الذي سوف يستخدمه رسول الله عيسى بن مريـم
حين يعود إلى الأرض لقتل عدو الله الأعور الدجّال عدو الإسلام والمسلمين
: : السيف المأثُوُر : ]
أيضاً يعرف بمأثور الفجر ورثه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم عن أبيه ببكة قبل أن يبعث بالنّبوة.
هاجر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه من مكة إلى يثرب
وبقي معه ثم أعطاه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
طول نصل السيف 99سم. المِقبض من الذهب بشكل طرفان ملتويان ملبس بالزُمُّرد
والفيروز (لون أزرق مخضّر).بالقرب من ناحية الممسك كتب بالخط الكوفّي عبدالله بن عبدالمطلـب. اليوم السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا.
: : السيف الحتف : :
غنِمه رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم من بنو قينقاع (يهود يثرب).
صنع هذا السيف بيديـه الشريفتين نبي الله داوود الذي أَلاَنَ له الله الحديد وصنع الدروع وعدة حرب وأسلحة حربية اخرى.
صنعه نبي الله داوود مشابهاً للبتّار ولكنه أكبر منه. كان هذا السيف
قد توال في أيدي قبيلة اللاويّ اليهودية التي كانت احتفظت بأسلحة وعدة أجداد بني اسرائيل
حتى غنِمـه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
طول نصل السيف 112سم وعرضه 8سم.
اليوم السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا.
: : السيف ذُو الفَقَار : :
غنِمه رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في غزّوة بـدر. http://http://zqrt.com/up/sing/faqar_1.jpg
حسب الدراسات أن السيف قد أعطاه رسول صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه
وقد عاد علي كرم الله وجه من معركة أُحد حاملاً ذو الفقّار وقد خُصَّبت يداه إلى أعلى منكبيه بدماء المشركين.
مصادر كثيرة تذكر أن السيف بقي في أسرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والسيف له أَسَلتين (شفرتين) ربما أنه يظهر هنا بخطين على النصل منقوشين.
اليوم السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا.
: : السيف الرسَّوب : :
هذا أحد سيوف الرسول صلى الله عليه وسلم التسعة
بقي في أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم
طول نصل السيف 140سم بهِ دوائر ذهبية
كتب بها "جعفر الصادق" رضي الله عنه.
السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا.
: : السيف المِخذَم : :
تقرير يشير أن السيف قد أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى علي بن أبي طالب
وتوارثه الأبناء رضي الله عنهم. هناك تقرير اخر يقول أن السيف غنِمه علي كرم الله وجه في غارة بالشّام.
طول نصل السيف 97سم وكتب عليه نقشاً زين الدين العابدين.
السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا
: : السيف القَضيب : :
السيف هذا نحيف النصل كما قيل يشبه الطريق. كان سيف دفاع أو رفيق المسافر ولكنّه لم يستخدم لحرب.
كتب على صفحة النصل بالفضّـة ( لا آله الا الله محمد رسول الله - محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب).
لا يوجد أي مصدر تاريخيّ يذكر أن هذا السيف حورب به ، بقيَّ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أستخدم مؤخراً في عهد الخلافة (الرافضيه)العبيدية الفاطمية.
طول نصل السيف 100سم ومعه غمده المصنوع من صَّبغة البهيمة.
السيف محتفظ به في متحف توبكابي في مدينة اسطنبول بتركيا
: : السيف العَضب : :
العضب يعني الحادّ كان قبل معركة أُحُد قد أهداه الصحابي سعد بن عُبادة الأنصاري رضي الله عنه
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم الى ابو دجانة الأنصاري رضي الله عنه ليعرض قوة وصلابة ومتانة وبراعة ورشاقة وأناقة
الأسـلام والمسلمين أمام أعداء اللــه ورسولــه.
السيف اليوم محتفظ به في مسجد الحسين بن علي رضي الله عنهما بالقاهرة
: : السيف القلعى : :
يقولون علماء أن صفة قلعى تعود إلى الصفيح (أو القصدير)
أو الطليعة البيضاء الذي استخرج كمعدن من عدة مواقع.
هذا السيف أحد الثلاثة سيوف التي غنِمها النبي عليه الصلاة والسلام من بنو القينقاع (يهود يثرب).
كذلك ذُكِرَ أن هذا السيف قد استخرجــه عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم
أثناء بحثه عن زمزم حيث قد دفنت السيوف قبيلة جرهم الحميرية
(ارحام إسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام) حين كانت تقطن جوار زمزم وبقيت ببطن الأرض ردحاً من الدهر وأمر عبدالمطلب بأن يذهب بالذهب والسيوف الى داخل بيت الله الكعبة لتحتفظ به الكعبة.
طول نصل السيف 100سم. كتب على صفحة النصل فوق قبضته
هذا السيفُ المشَرَفي لبيت محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم.
هذا السيف يمتاز عن غيره من سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن له قبضة بها إنحاء مميز بالتصميم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمدا ًأشجع ولد آدم عليه السلام وإمام المجاهدين فى كل وقت وزمان
علال عبد الرحمان
2007-08-18, 08:08
مشكوووووووورر اخي مومني محمد موضوع رائع
علال عبد الرحمان
2007-08-18, 08:10
شكرا اخي الكريم
مومني محمد
2007-08-18, 18:24
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
مومني محمد
2007-08-18, 18:26
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
زهرة القدس
2007-08-19, 11:13
بارك الله فيك
شكرا للموضوع
مومني محمد
2007-08-19, 19:20
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه
--------------------------------------------------------------------------------
الطعام نعمة إلهية كبرى، لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية، لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم عليها، قال تعالى: {فلينظر الإِنسان إلى طعامه * أنَّا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فِيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وَأبا * متاعا لكم ولأنعامكم } عبس:24-23
ولما كان لنعمتي الطعام والشراب أثر في حياة الإنسان، جاء الهدي النبوي بآداب يتحلى بها المسلم في أكله وشربه ، ويتضح لنا هذا الهدي النبوي بقاعدة عظيمة أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) أخرجه أحمد و الترمذي
فقد وضح لنا هذا الحديث أن العبرة ليست بتنوع الطعام وكثرته، ولا بتعدد طرق إعداده وتحضيره، بل الأمر على خلاف ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن شر وعاء يحرص الإنسان على ملئه هو بطنه، ومن هنا أحببنا أن نوضح لك أخي القارئ بعض الهدي النبوي الشريف في آداب الطعام والشراب
فكان من هديه صلى الله عليه وسلم غسل اليدين قبل الطعام وبعده، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه).. رواه أبو داود، ومعنى (الغمر): دسم ووسخ، وزهومة اللحم
أما عن صفة جلوسه صلى الله عليه وسلم على مائدة الطعام فقدكان يجثو على ركبتيه عند الأكل، وصفة أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان يَنصِبُ رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، فعن أنس رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً مقعياً يأكل تمراً" رواه مسلم
وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا آكل متكئاً).. رواه البخاري، ومعنى (المتكئ): هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته وكان لا يأكل صلى الله عليه وسلم منبحطاً، ومعنى (منبطحاً): أي مستلقياً على بطنه ووجهه، فقد جاء النهي عن ذلك ،كما روى ذلك ابن ماجه
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن أنه يسمي الله تعالى في أول طعامه ويحمده في آخره، فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره) رواه أبو داود، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل طعاما قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين) رواه ابن ماجه
ثم إن من هديه صلى الله عليه وسلم الأكل باليمين ومما يليه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله) رواه مسلم، وثبت عن عمر بن أبي سلمة قال: أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (سَمََّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك) متفق عليه
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في تناوله طعامه، أنه يأكل بأصابعه الثلاثة، وكان يلعقها إذا فرغ من طعامه، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع فإن فرغ لعقها) رواه مسلم
أما عن هديه صلى الله عليه وسلم في شرابه فقد كان يشرب باليمين، كما ورد ذلك في الأكل، وكان يشرب الماء على ثلاث دفعات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً) رواه البخاري و مسلم
وفي رواية أخرى: (كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ)، فهديه صلى الله عليه وسلم في شرب الماء أنه يقسم شرابه إلى ثلاثة أجزاء يتنفس بينها، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه وقاية له من التلوث، وكان ينهى عن التنفس في الإناء، كما ثبت ذلك عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) رواه البخاري
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك، أنه كان قليلاً ما يشرب قائماً، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (لا يشربن أحدكم قائماً) رواه مسلم، وورد عنه أنه شرب قائماً، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب وهو قائم".. رواه البخاري و مسلم، وذكر العلماء في الجمع بين أحاديث النهي والإباحه أن النهي محمول على كراهة التنزيه، وشربه صلى الله عليه وسلم قائماً بيان للجواز
ومن كمال هديه صلى الله عليه وسلم في الطعام أنه كان لايرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً، فما قُرَّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه".. رواه البخاري و مسلم، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لصاحب الطعام فيقول: (أفطر عندك الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة) رواه أبو داود
احرص أخي القارئ، على صحتك البدنية بتطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه، فهديه أكمل الهدي، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين
مومني محمد
2007-08-19, 22:49
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
مومني محمد
2007-08-20, 20:29
وفيك بارك الله وجزاك الله خيرا
hamid-17
2007-08-21, 23:20
اخي الفاضل مومني اشكرك على المشاركة التي اعتبرها بناءة
ملاحظة + نصيحة : ان عدم ذكر المصدر الذي جلبت منه المعلومات يشكك في المعلومة التي انا متأكد
من انك اتيت بها من مصدر موثوق
و ارجوا ان تعدل الموضوع و تضيف المصدر
hamid-17
2007-08-21, 23:37
بعض مما قلت جديد علي
ارجوك اذكر لي المصدر
hamid-17
2007-08-21, 23:38
لا اريد ان اثقل عليك لكن ما باليد حيلة
اريد صور للسيوف ان امكن و اذكر لي المصدر الرائع الذي جلبت منه المعلومات
مومني محمد
2007-08-22, 19:03
من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية .
-------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية
1 - التربية بالقصة:
إن القصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى} وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : { واقصص القصص لعلهم يتفكرون } ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب .
شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه ـ يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: « لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله » [رواه البخاري (3852]
وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذي قتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرها كثير.
2 - التربية بالموعظة:
للموعظة أثرها البالغ في النفوس، لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يغيب عنه هذا الأمر أو يهمله فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» [رواه البخاري ( 68 ]
ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه- عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ » [رواه الترمذي (2676) وابن ماجه] وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخولاً ، وألا تكون بصفة دائمة .
عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا [رواه البخاري ومسلم (2821) ]
3 - الجمع بين الترغيب والترهيب:
النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة، ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات، ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.
عن أنس -رضي الله عنه- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط:«قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً» قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين [رواه البخاري ومسلم () ].
ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به أبو ذر -رضي الله عنه- قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:«ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:«وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:«وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر» وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر [رواه البخاري ومسلم].
وعن هريرة -رضي الله عنه- قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول- فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أبو هريرة؟» فقلت: نعم يارسول الله، قال:
«ما شأنك؟» قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال:«يا أبا هريرة» -وأعطاني نعليه- قال:«اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة»…الحديث. [رواه مسلم ]
والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه، وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه، لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيم الجنة وثوابها، وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله، وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس، وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك .
4 - الإقناع العقلي:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: «ادنه» فدنا منه قريباً قال: فجلس قال : « أتحبه لأمك ؟ » قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: « ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم» قال: «أفتحبه لأختك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم» قال:«أفتحبه لعمتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم» قال: «أفتحبه لخالتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم» قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه» فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء {رواه أحمد}.
إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه، مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟
لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة : «فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء»
5 - استخدام الحوار والنقاش:
وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: »يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟« كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: »ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟« قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال:» لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض« [رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ] ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً : (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم …) .
مومني محمد
2007-08-22, 19:04
6-الإغلاظ والعقوبة:
وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه:
فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ فقال:» أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة« [رواه البخاري (90) ومسلم (466) ].
وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال:»اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه« قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمر وجهه- فقال:» وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها« قال: فضالة الغنم؟ قال:» لك أو لأخيك أو للذئب« [رواه البخاري (90) ومسلم (1722) ].
وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين » باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى مايكره«.
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال:»يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده« فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم . [رواه مسلم (2090) ]
عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه [رواه مسلم (2021)]
إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ، لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ، ومن الأدلة على ذلك:
1- أن الله سبحانه وتعالى وصفه بالرفق واللين أو بما يؤدي إلى ذلك قال تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} فوصفه باللين وقال تعالى : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} ولا أدل على وصفه عليه الصلاة والسلام من وصف الله له فهو العليم به سبحانه .
2- وصف أصحابه له :
فقد وصفه معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- بقوله :فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني [رواه مسلم (537) ].
3- أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالرفق فهو القدوة في ذلك وهو الذي نزل عليه {لم تقولون مالاتفعلون} فهو أقرب الناس الى تطبيقه وامتثاله، وحينما أرسل معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال لهما : »يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا« [رواه البخاري (3038) ومسلم (1733) ] .
4- ثناؤه صلى الله عليه وسلم على الرفق، ومن ذلك في قوله:»ماكان الرفق في شيئ إلا زانه ولانزع من شيئ إلا شانه« وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :»إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله« رواه البخاري (6024) ومسلم (2165) ] وفي رواية:»إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه« [رواه مسلم (2593) ].
وفي حديث جرير -رضي الله عنه- »من يحرم الرفق يحرم الخير« [رواه مسلم (2592) ] ويعطي على الرفق مالايعطي على العنف ) .
5- سيرته العملية في التعامل مع أصحابه فقد كان متمثلاً الرفق في كل شيئ ومن ذلك :
أ) قصة الأعرابي الذي بال في المسجد والقصة مشهورة.
ب) قصة عباد بن شرحبيل - رضي الله عنه - يرويها فيقول: أصابنا عام مخمصة فأتيت المدينة فأتيت حائطا من حيطانها فأخذت سنبلا ففركته وأكلته وجعلته في كسائي، فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال للرجل:» ما أطعمته إذ كان جائعا -أو ساغبا- ولا علمته إذ كان جاهلا« فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فرد إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق [رواه أحمد (16067) وأبو داود (2620) وابن ماجه (2298)].
ج)قصة سلمة بن صخر الأنصاري -رضي الله عنه- قال: كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري، فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان، فرقا من أن أصيب منها في ليلتي فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار وأنا لا أقدر أن أنزع، فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها، فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمري فقالوا: لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، قال: فخرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري فقال:» أنت بذاك؟ « قلت: أنا بذاك، قال:» أنت بذاك؟ « قلت: أنا بذاك، قال:» أنت بذاك؟ « قلت: أنا بذاك، وها أنا ذا فأمض في حكم الله فإني صابر لذلك، قال:» أعتق رقبة« قال: فضربت صفحة عنقي بيدي فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أملك غيرها، قال:» صم شهرين« قلت: يا رسول الله، وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟ قال:» فأطعم ستين مسكينا« قلت: والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا عشاء، قال:» اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك، فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا، ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك« قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة، أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي، فدفعوها إلي [رواه أحمد (23188) وأبو داود (2213) والترمذي () وابن ماجه (2062].
7 - الهجر:
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة، حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك، فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لايكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.
إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم … والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة، فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره
8- استخدام التوجيه غير المباشر:
ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:
أ - كونه صلى الله عليه وسلم يقول مابال أقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه، ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة -رضي الله عنها- فقالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط [رواه البخاري (2735) ومسلم () ]
وحديث أنس -رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال :«ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» [رواه البخاري (1401)].
ب - وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة، ومن ذلك مارواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل» قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً [رواه البخاري (3738-3739].
ج - وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل، عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال:» لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه« [رواه أبو داود (4182)]
د - وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع، عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :« إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: إني لست بمجنون [رواه البخاري (6115) ومسلم (2610)]
9 - استثمار المواقف والفرص:
عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم :«أترون هذه طارحة ولدها في النار» قالوا: لا، قال:«والله لايلقي حبيبه في النار؟» [رواه البخاري ( 5999) ومسلم ( 2754 ).].
فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة، مع عرضها في صورة مجردة جافة.
إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس، فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليم موقعه المناسب، ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة، تستعصي على النسيان.
والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ، كما في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا… ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته. [رواه ابو داوود (4753)]
وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان، فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.
عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال فلما برأت خرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟» قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت، قال:«لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك» [رواه أحمد]
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنها وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا جاء الرجل يعود مريضا قال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة» [رواه أحمد (6564)]
إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة، فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .
وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة، لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذا المعنى عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال:«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [رواه البخاري (554) ومسلم]
دـ وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما في حديث أنس السابق في قصة المرأة .
10 - التشجيع والثناء:
سأله أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يوماً :من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم «لقد ظننت أن لايسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث» [رواه البخاري ( 99 ) ]. فتخيل معي أخي القاريء موقف أبي هريرة، وهو يسمع هذا الثناء، وهذه الشهادة من أستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ صلى الله عليه وسلم .بحرصه على العلم، بل وتفوقه على الكثير من أقرانه. وتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعاً لمزيد من الحرص والاجتهاد والعناية.
وحين سأل أبيَ بن كعب: «أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟» فقال أبي:آية الكرسي. قال له صلى الله عليه وسلم «ليهنك العلم أبا المنذر» [رواه مسلم ( 810 ) وأحمد ( 5/142 )] ".
إن الأمر قد لايعدو كلمة ثناء، أو عبارة تشجيع، تنقل الطالب مواقع ومراتب في سلم الحرص والاجتهاد. والنفس أياً كان شأنها تميل إلى الرغبة في الشعور بالإنجاز. ويدفعها ثناء الناس -المنضبط- خطوات أكثر.
والتشجيع والثناء حث للآخرين، ودعوة غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذي توجه الثناء له.
الشيخ / محمد الدويش
نقلا..
مومني محمد
2007-08-23, 13:28
بارك الله فيك على ملاحظاتك الهامة ونصائحك القيمة
مومني محمد
2007-08-23, 14:20
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
مومني محمد
2007-08-23, 14:21
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
مومني محمد
2007-08-24, 17:44
وَقَفَات مَعَ حُقُوقِ المُصْطَفَى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
--------------------------------------------------------------------------------
وقفات مع حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم شيخنا د:عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف -حفظه الله-
إن الحديث عن نبينا وحبيبنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث تنشرح له صدور أهل الإيمان ، وتتشوق له نفوس الصالحين ، ويدفع العاملين إلى الاستقامة على الصراط المستقيم ، كيف لا وهو -صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم ، وخاتم النبيين ، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قد خصه الله - تعالى - بخصال رفيعة كثيرة انفرد بها عن بقية الأنبياء السابقين - عليهم السلام - فهو أول من يعبر على الصراط يوم القيامة، وأول من يقرع باب الجنة ويدخلها ، وله المقام المحمود ولواء الحمد، وهو أول شافع ومشفع . وفي هذه السطور أستعرض معك - أخي القارئ - شيئاً من الحقوق الواجبة علينا تجاه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -:
1- يمكن - ابتداءً - أن نجعل حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بهذه العبارة الجامعة التي سطرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - قائلاً :" ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله :طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع "(1).
2- وإن من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً ، ونقدمها على محبة النفس والولد والناس أجمعين . قال - تعالى - :{ قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ }[التوبة:24] .
يقول القاضي عياض عن هذه الآية :" فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ، ووجوب فرضها ، وعظم خطرها ، واستحقاقه لها - صلى الله عليه وسلم - إذ قرَّع - سبحانه - من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله ، وأوعدهم بقوله - تعالى -:{ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله "(2) .
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:[ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ](3) .
وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان - وذكر منها - أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ](4) .
ولقد ضرب الصحابة - رضي الله عنهم - أروع الأمثلة في صدق وتمام المحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول للعباس:" أن تُسْلم أحب إليَّ من أن يسلم الخطاب؛ لأن ذلك أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .
وسئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كان - والله - أحب إلينا من أموالنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. وكان عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول : ما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أجلّ في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه.
ولا شك أن لمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - علامات ، منها كثرة ذكره له ، فمن أحب شيئاً أكثر ذكره ، ومنها كثرة شوقه إلى لقائه ، فكل حبيب يحب لقاء حبيبه. ومنها محبته لمن أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم ، وبغض من أبغضهم وسبهم ، فمن أحب شيئاً أحب من يحبه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسن والحسين: اللهم إني أحبهما فأحبهما. ومن علامة حبه للنبي - صلى الله عليه وسلم - شفقته على أمته ، ونصحه لهم ، وسعيه في مصالحهم ، ورفع المضارّ عنهم ، كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم - بالمؤمنين رءوفاً رحيماً (5).
3- ومن أهم وأكثر علامات محبته - صلى الله عليه وسلم: متابعته والاقتداء به ، يقول القاضي عياض - رحمه الله -:" اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقاً في حبه ، وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من تظهر علامة ذلك عليه ، وأولها الاقتداء به ، واستعمال سنته ، واتباع أقواله وأفعاله ، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا قوله تعالى :{ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }[آل عمران:31] »(6) .
كما أن من متابعته - صلى الله عليه وسلم - التمسك بسنته والحذر من الابتداع في دين الله ، كما قال -صلى الله عليه وسلم - :[ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ](7)
يقول ابن رجب في شرح هذا الحديث :" فهذا الحديث يدل على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود، ويدل بمفهومه على أن كل عمل عليه أمره فهو غير مردود، والمراد بأمره ها هنا دينه وشرعه ، فالمعنى إذاً : أن مَن كان عمله خارجاً عن الشرع ليس متقيداً بالشرع فهو مردود " (8) .
4- ومن حقه - صلى الله عليه وسلم - : أن الله أمر بتعزيره وتوقيره فقال :{ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ }[الفتح:9] .
يقول ابن تيمية - رحمه الله :" التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال ، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار "(9) .
ويقول أيضاً :" أما انتهاك عِرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه منافٍ لدين الله بالكلية العرض متى انتُهك سقط الاحترام والتعظيم ، فسقط ما جاء به من الرسالة، فبطَل الدين ، فقيام المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله ، وإذا كان كذلك وجب علينا أن ننتصر له ممن انتهك عرضه " (10) .
وقد قال الله - تعالى - :{ إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ }[الكوثر:3] ، فأخبر - سبحانه - أن شانئه (مبغضه) هو الأبتر، ،والبتر : القطع ، فبيَّن - سبحانه - أنه هو الأبتر بصيغة الحصر والتوكيد .. ومما قال ابن تيمية عن هذه الآية الكريمة الجامعة :" إن الله - سبحانه - بتر شانئ رسوله من كل خير، فيبتر ذكره - وأهله - وماله ، ذلك في الآخرة ، ويبتر حياته فلا ينتفع بها ولا يتزود فيها صالحاً لمعاد ، ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته ، والإيمان برسله ، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصراً ولا عوناً، ويبتره من جميع القُرب والأعمال الصالحة، فلا يذوق لها طعماً، ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره ، فقلبه شارد عنها " .
وقال أبو بكر بن عياش : أهل السنة يموتون ويحيى ذكرهم ،وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيب من قوله :{ ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }[الشرح:4] . وأهل البدعة شَنَأُوا ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم- فكان لهم نصيب قوله :{ إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ }(11،12).
5- ولقد تحققت العقوبات ، ووقعت المثُلات في حق مَن أبغض الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو تنقصَّه بسب أو استهزاء ، أو افتراء . وقد عرف من ذلك حالات عديدة منها:
أ) من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، قال: كان رجل نصراني ، فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فعاد نصرانياً، فكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبتُ له ، فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه.
ب - ومن ذلك ما ذكره ابن تيمية:" عن أعداد من المسلمين العدول في الفقه والخبرة ، عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس ، فإذا تعرَّض أهله لسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والوقيعة في عرضه، فعجلنا، وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، حتى إن كنا لَنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " (13).
ج- ومن العقوبات التي حلت بمن انتقص الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو تعريضاً - في هذا الزمان ما ذكره الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - عن أحد خطباء مصر، وكان فصيحاً متكلماً مقتدراً وأراد هذا الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين، فقال في خطبته: جاءه الأعمى (14) . فما عبس بوجهه وما تولى !، فما كان من الشيخ محمد شاكر - والد الشيخ أحمد شاكر - إلا أن قام بعد الصلاة، يعلن للناس أن صلاتهم باطلة، وعليهم إعادتها ؛ لأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول أحمد شاكر :" ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسمُ بالله لقد رأيته بعيني رأسي - بعد بضع سنين ، وبعد أن كان عالياً منتفخاً، مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء - رأيته مهيناً ذليلاً، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعاً للشفقة، ولا شماتة فيه ؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة " (15) .
6- وفي نهاية هذه المقالة أقول : إن مما حباً للرسول - صلى الله عليه وسلم - والتصاقاً بهديه وسيرته ، أن نسعى إلى محاسبة أنفسنا ومعرفة أخطائنا، فإذا اكتشفنا عيوباً ، فسنجد في هديه - صلى الله عليه وسلم - العلاج الناجع لهذه الأدواء التي حلت بنا ، وإليك أمثلة على ذلك :
فإذا كان أحدنا مقصراً في جانب النوافل والعبادات - مثلاً - فليتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي حتى تتورم قدماه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
وقد يكون أحدنا متصفاً بالجبن والهلع ، ألا فليعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان من أشجع الناس ، وقد قال علي - رضي الله عنه - : إنا كنا إذا حمي البأس اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ولما كان البعض منا مشغوفاً بحب الدنيا والتكالب عليها، ومن ثم فلينظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان من أزهد الناس في الدنيا، حتى قالت عائشة : ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- ثلاثة أياما تباعاً - من خبز حتى مضى لسبيله (16) .
وقد نلمس في أنفسنا وغيرنا جفاءً مع الناس وسوء معاملة، وقد قال أنس : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ، فما قال لي أُفٍّ قط ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ وصدق الله - تعالى - عندما قال - سبحانه في شأنه -:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ولَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }[آل عمران:159] .
وأخيراً فقد يتلبس أحدنا بأَثَرَة وأنانية، فلا يهتم إلا بنفسه وشخصه مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». هذا الحديث الذي يبين ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الموالاة والرحمة والإشفاق لأهل الإيمان ، عن جرير قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار ، قال : فجاءه قوم حفاة عراة، متقلدي السيوف ، عامتهم من مُضر، بل كلهم من مضر، فتمعَّر (تغير) وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالاً فأذّن وأقام ، ثم خطب فقال :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ .. } إلى آخر الآية { إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }[النساء: 1] ، والآية التي في الحشر { يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }[18] تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثويه ، من صاع بُره ، من صاع تمره حتى قال : «ولو بشق تمرة»، قال : فجاء رجل من الأنصار كادت كفه تعجز عنها، بل لقد عجزت ، قال : ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل (يستنير) كأنه مُذْهَبَة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :[ من سن الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيء ](17) أسأل الله أن يرزقنا تمام التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يحشرنا مع زمرته.
محمد أبو عثمان
2007-08-24, 18:19
جزاكم الله خيرا
مومني محمد
2007-08-25, 18:25
النبي – صلى لله عليه وسلم – والشعر
--------------------------------------------------------------------------------
النبي – صلى لله عليه وسلم – والشعر
الشعر هو ديوان العرب بل هو السجل التاريخي لحياتهم وما تحفل به من أحداث.
يقول- النبي - صلى الله عليه وسلم - :" إن من الشعر لحكمة " ويقــــــــول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- :" أفضل صناعات الرجل الأبيات من الشعر يقدمها في حاجاته ، يستعطف بها قلب الكريم ، ويستميل بها قلب اللئيم " ، وتقــول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –: " رووا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم" .
فالإسلام لم ينه عن الشعر ، بل وضح معالمه ووسعه ، وهذبه ، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستمع للشعراء ويستنشد أشعارهم ، ثم يبدي رأيه فيها منتقدًا إياها .
وله في ذلك مواقف كثيرة حفلت بها كتب الأدب ، ومنها :
1- روى يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي ، عن أبيه عن جده ، قال : دخلت على النبي –صلى اله عليه وسلم- ومنشد ينشده قول سويد بن عامر المصطلق :
لا تأمنن وإن أمسيت فــــــــي حرم ،،،،،،،،،، إن المنايـــــــا بجنبي كل إنسان
فاسلك طريقك تمشي غير مختشع ،،،،،،،،،، حتى تلاقي الذي منّى لك الماني
فكل ذي صـــــــاحب يومًا مفارقـه ،،،،،،،،،، وكلّ زاد وإن أبقيتــــــــــه فاني
والخير والشر مقرونـــان في قرن ،،،،،،،،،، بكل ذلك يأتيك الجديـــــــــــدان
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : لو أدرك هذا الإسلام لأسلم .
2- من حديث أبي شيبه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الشريد فقال له – صلى الله عليه وسلم- :" تروي من شعر أمية بن أبي الصلت شيئًا ؟"
- نعم .
- قال:" فانشدني "
يقول الشريد : فأنشدته . وجعل يقول بين كل قافيتين :" هيه" حتى أنشدته مائة قافية . فقال : " هذا رجل آمن لسانه وكفر قلبه ."
3- عن الأصمعي قال : جاء رجل إلى النبي – صلــــ الله عليه وسلم ــى – فقال : أنشدك يا رسول الله قال " نعم " فأنشده :
تركت القيان وعزف القيان ............ وأدمنتُ تصلية وابتهالا
وكرٍّ المشقَّر في حومـــــــة ............ وشنّي على المشركين القتالا
فيارب لا أغبننْ صفقتــــي ............ فقد بعت مالي وأهلي بدالا
فقال النبي ـ صلــــ الله عليه وسلم ــى ـ : " ربح البيع ، ربح البيع "
4- وقال النبي - صلــــ الله عليه وسلم ــى – لحسان بن ثابت : " لقد شكر الله لك قولك حيث تقول :
زعمت سخينة أن ستغلب ربها .............. وليُغلبنّ مُغالب الغلا ب
5- قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن رواحة – رضي الله عنه - : " أخبرني ما الشعر يا عبد الله ؟ "
قال : شيٌْ يختلج في صدري فينطق به لساني .
قال - صلى الله عليه وسلم - : " فأنشدني "
فأنشده شعره الذي يقول فيه :
فثبَّت الله ما أتاك من حسن ............ قفوت عيسى بإذن الله والقدرِ
قال النبي - - : " وإياك ثبت الله ، وإياك ثبت الله "
6- أُنشد النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا البيت
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ****** ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقال : " هذا من كلام النبوة "
7- سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – عائشة – رضي الله عنها –
وهي تنشد شعر زهير بن جناب :
ارفع ضعيفك لا يُحر بك ضعفه ****** يومًا فتدركه عواقب ما جنى
يجزيك أو يثني عليك فإن من ****** أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فقال – صلى الله عليه وسلم - : " صدق يا عائشة ، من لا يشكر الله لا يشكر الناس "
8- قدم النابغة الجعدي على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنشده شعره الذي يقول فيه :
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ****** وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال له – صلى الله عليه وسلم – إلى أين يا ابا ليلى ؟ فقال النابغة : إلى الجنة يا رسول الله بك .
فقال له – صلى الله عليه وسلم - : " على الجنة إن شاء الله ".
فلما أنتهى إلى قوله :
لا خير في حلم إذا لم تكن له ***** بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ***** حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال له النبي - عليه الصلاة والسلام - : " لا يفضض الله فاك "
فعاش مائة وثلاثين عامًا لم تنفضّ له ثنية
هذه بعض المواقف التي انتقد فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الشعر ومدح قائليه ولم يكتف نبينا الكريم بذلك بل جند الشعر للدفاع عن المسلمين ، حيث أدرك – صلى الله عليه وسلم – أهميته ؛ إذ أنه من أشد الأسلحة وأبلغها تأثيرًا في النفوس ، فأوقظ بكلماته النيرة الحماس في نفوس الشعراء كي تجود قرائحهم بما يدعم أركان الإسلام ويرفع راية الدين ، ويندد بالأعداء الكافرين ، ويفضح المنافقين ، ويزيح الستار عن ضغائن الحاقدين .
قال – صلى الله عليه وسلم - : " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم " وقال –صلى الله عليه وسلم لحسان : " شنّ الغطاريف على بني عبد مناف ، فوالله لشعرك أشدُّ عليهم من وقع السهام في غلس الظلام ، وتحفظ ببيتي فيهم "
قال حسان : والذي بعثك بالحق نبيًا لأسلنك منهم سلّ الشعرة من العجين ، ثم أخرج لسانه فضرب به أرنبة أنفه ، وقال : والله يا رسول الله إنه ليخيل لي أني لو وضعته على حجر لفلقه ، أو على شعر لحلقه .
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: " أيد الله حسانًا في هجوه بروح القدس
صلى الله عليه وسلم
منقول
مومني محمد
2007-08-26, 20:05
الهدي النبوي في التعطر
--------------------------------------------------------------------------------
عن سعيد بن المسيِّب سُمع يقول: «إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم» فقال أبو السامع: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: حدثينه عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وهو حديث حسن. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطيب لم يرده» رواه النسائي، وفي رواية البخاري: «كان أنس لا يرد الطيب وزعم أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من عرض عليه طيب، وفي رواية، ريحان، فلا يرده فإنه طيب الريح خفيف المحمل» رواه مسلم. وعن محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية قال: سألت عائشة رضي الله عنها: « أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب؟ قالت نعم، بذكارة الطيب: المسك والعنبر» أخرجه النسائي وضعفه الأرناؤوط(1) وقال الأزهري(*): أنهم كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأساً. قال : والمراد بالمؤنث طيب النساء مثل الخلوق والزعفران، وأما ذكورته فما لا لون له من المسك والعود والبخور والعنبر، والذكورة والذكارة بمعنى واحد وهي جمع ذكر. وعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان ابن عمر يستجمر بالألوّة غير مطراة والكافور يطرحه مع الألوة ويقول: « هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم » رواه مسلم.
والاستجمار التبخر وهو استفعال من المجمرة وهي التي توضع فيها النار، والألوة العود الذي يتبخر به، والمطرّى: المطيب. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب بها» أخرجه أبو داود وإسناده حسن. وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحناء والتعطر والسواك والنكاح من سنن المرسلين» رواه الترمذي وحسنه والإمام أحمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» أخرجه الترمذي والنسائي وهو حديث صحيح. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل عين زانية، وإن المرأة إذا استعطرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية» رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل وفي رواية: «نهى عن التزعفر ( يعني للرجال) رواه البخاري ومسلم. ومعنى كراهية التزعفر للرجل أن يتطيب به. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال : قدمت إلى أهلي من سفر وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد. وقال: اذهب فاغسل هذا عنك. فذهبت فغسلته حتى أنقيته فجئت فسلمت عليه فرَدَّ علي ورحب بي وقال: «إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بالزعفران ولا لجنب» رواه أبو داود وفي سنده لين، لكن لهذا الحديث شواهد يتقوى بها (الأرناؤوط)(1). وخلاصة القول نفهم من الأحاديث الكثيرة التي أوردناها أنّ التطيب [التعطر] سنة النبي صلى الله عليه وسلم طبقها لنفسه ودعا إليها. وهذا مظهر حضاري متميز في الدعوة الإسلامية ـ وإذا كانت مؤسسات العطور الفرنسية اليوم تفخر بتطورها وبتمييزها بين العطور الذكرية والنسائية، فقد ميزها قبل ذلك بقرون نبينا الملهم محمدi وبين ما يصلح منها للذكور وما يصلح منها للنساء. ثم إن الشرع ميز في طريقة التطيب بين النساء والرجال. فالمرأة المسلمة تتعطر في بيتها ولزوجها فقط أو لأخواتها وصواحبها ضمن منزلها ولا تتعطر وتمشي في الطرقات بين الرجال لتثير الشهوات وتجذب إليها الأنظار. وأختم الحديث بما ذكره ابن قيم الجوزية عن فوائد الطيب(2): «الطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى، والقوى تتضاعف وتزيد بالطيب كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة، وحدوث الأمور المحبوبة».
المراجع :
1- جامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابن الأثير الجزري.
2- ابن قيم الجوزية : الطب النبوي.
مومني محمد
2007-08-26, 20:34
بارك الله فيك
مومني محمد
2007-08-28, 20:54
قبسات مشرقة من عدل النبي – صلى الله عليه وسلم -
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظلّ الأجواء القاتمة التي سادت الجزيرة العربية ، وانتشار صور العدوان وألوان الظلم التي مورست ضد الضعفاء والمساكين ، جاءت الشريعة الخاتمة لتخرج الناس من جور الأديان إلى عدالة الإسلام ، وأنزل الله خير كتبه وبعث خير رسله ليقيم العدل ويُرسي دعائم الحق ، لتعود الحقوق إلى أصحابها ، ويشعر الناس بالأمن والأمان ، وبهذا أُمر النبي – صلى الله عليه وسلم – : { وأمرت لأعدل بينكم } ( الشورى : 15 ) .
فكان العدل من الأخلاق النبويّة والشمائل المحمديّة التي اتّصف بها – صلى الله عليه وسلم – ونشأ عليها ، عدلٌ وسع القريب والبعيد ، والصديق والعدوّ ، والمؤمن والكافر ، عدلٌ يزن بالحقّ ويقيم القسط ، بل ويحفظ حقوق البهائم والحيوانات ، إلى درجة أن يطلب من الآخرين أن يقتصّوا منه خشية أن يكون قد لحقهم حيفٌ أو أذى ، وهو أبلغ ما يكون من صور العدل.
وبين يدينا موقفٌ من المواقف التي تشهد بعظمته – صلى الله عليه وسلم - ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم شيئا ، أقبل رجل فأكبّ عليه ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون – وهو عود النخل - كان معه ، فخرج الرجل ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( تعال فاستقد – أي اقتصّ مني - ) ، فقال الرجل : قد عفوت يا رسول الله) رواه النسائي .
ومن داخل بيت النبوّة تبرز صورٌ أخرى للعدالة النبوية ، خصوصاً مع وجود الخلاف الطبيعي والغيرة المعروفة بين الضرائر ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " أهدت بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم - إليه طعاما في قصعة ، فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ( طعام بطعام ، وإناء بإناء) رواه الترمذي ، وأصله في البخاري .
ومن صور عدله – صلى الله عليه وسلم – العدل بين زوجاته حينما قام بتقسيم الأيّام بينهنّ ، وكان يقول : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك يعني القلب ) رواه أبو داوود ، كذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا عقد العزم على السفر والمسير اختار من تذهب معه بالقرعة ، كما تروي ذلك عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهنّ خرج سهمها خرج بها " متفق عليه ، يقول الإمام المناوي معلّقاً : " ( أقرع بين نسائه ) تطييبا لنفوسهن ، وحذرا من الترجيح بلا مرجّح عملاً بالعدل " .
وفي ظلال المنهج العادل للنبي – صلى الله عليه وسلم – عادت الحقوق إلى أصحابها وعلم كل امرئ ما له وما عليه ، وشعر الناس – مسلمهم وكافرهم – بنزاهة القضاء وعدالة الأحكام ، بعد أن وضع – صلى الله عليه وسلم – نظاماً رفيعاً وسنّة ماضية تقيم الحقّ وتقضي بالعدل ، منهجٌ فيه النصرة للمظلوم ، والقهر للظالم الغشوم ، فلا الفقير يخشى من فوات حقّه ، ولا الغني يطمع في الحصول على ما ليس له ، ولا الشافعون يطمعون في درء حدٍّ من حدود الله تعالى ، ويشهد النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك فيقول ( ومن يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل ) متفق عليه واللفظ لمسلم .
ففي قصّة المرأة المخزومية التي سرقت ، استعان أهلها بأسامة بن زيد كي يشفع لهم عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلم يقبل شفاعته ، وقال كلمة خلّدها التاريخ : ( أيها الناس ، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايـم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) متفق عليه .
وفي يوم بدرٍ أغلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فداء عمّه العباس بن عبدالمطلب حتى بلغ مائة أوقية ، ولم يقبل أن يتنازل الأنصار عنه شيئاً ؛ حتى لا يظنّ ظانّ أن القرابة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تنفع صاحبها.
وعندما أراد النعمان بن بشير رضي الله عنه أن يُشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على هبةٍ لأحد أولاده قال له : ( يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟ ) فقال له : نعم ، فقال له : ( أكلهم وهبت له مثل هذا ) ، قال : لا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : ( فلا تُشهدني إذاً ؛ فإني لا أشهد على جور ) رواه مسلم .
وخوفاً من تفويت حقوق البعض – لاسيما في القضاء – يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إنكم تختصمون إليّ ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض – أي : أقدر على إظهار حجّته - ، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها ) متفق عليه .
ويقرّر النبي – صلى الله عليه وسلم – حقوق الضعفاء ، ويحذّر الناس من بخسها فيقول : ( إخوانكم خَوَلكم – أي من يخدمونكم - جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم ، فإن كلّفتموهم فأعينوهم ) رواه البخاري ومسلم ، ويقول أيضا : ( إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه ، أو ليناوله منه ؛ فإنه هو الذي ولي حرّه ودخانه – أي الذي باشر الطباخة متحمّلاً الأذى الحاصل من الحرارة والدخان - ) رواه ابن ماجة .
وأثنى النبي – صلى الله عليه وسلم – على بعض المواقف والكلمات التي كانت تصدر من أهل الجاهليّة - على الرغم من كفرهم - لموافقتها للحق الذي جاء به ، وتحقيقاً لقوله تعالى : { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } ( المائدة : 8 ) ، فمن ذلك ثناؤه – صلى الله عليه وسلّم – على لبيد بن ربيعة بقوله : ( أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) متفق عليه ، وثناؤه على تحالف بعض أهل الجاهلية على نصرة المظلوم بقوله ( قد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً لو دُعيت به في الإسلام لأجبت ) رواه الحميدي بسند صحيح ، وهذا من عدله عليه الصلاة والسلام وإنصافه .
بل حتى الحيوانات كانت تنال حظاً من رعايته – صلى الله عليه وسلم – وعدله ، فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا لرجل من الأنصار ، فإذا جمل ، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حنّ وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح عليه فسكت ، فقال : ( لمن هذا الجمل ) ، فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله ، فقال له : ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؛ فإنه شكى إليّ أنك تجيعه وتدئبه – أي تتعبه ) رواه أبو داوود .
هذا هو سيّد الأنبياء وإمام الأتقياء – صلى الله عليه وسلم - ، وهذه جوانب من سيرته العطرة محفوظةٌ في ذاكرة التاريخ وفي ضمير البشريّة ، شاهدةٌ على قسطه وعدله .
منقول للفائدة
مومني محمد
2007-08-28, 21:00
شجاعه الرسول صلى الله عليه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
الشجاعة من أكرم الخصال التي يتصف بها الرجال، فهي عنوان القوة، وعليها مدار إعزاز الأمة، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فالشجاعة صفة لا يتحلى بها إلا الأقوياء الذين لا يأبهون الخوف، ولا يجعلون الخور والضعف ديدنهم .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فقد فرت منه جيوش الأعداء وقادة الكفر في كثير من المواجهات الحاسمة، بل كان يتصدر صلى الله عليه وسلم المواقف والمصاعب بقلب ثابت وإيمان راسخ، ويؤكد أنس بن مالك رضي الله عنه ذلك بما حصل لأهل المدينة يوماً، حينما فزعوا من صوت عالٍ، فأراد الناس أن يعرفوا سبب الصوت، وبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس، رافعاً سيفه قائلاً لهم: ( لم تراعوا لم تراعوا ) ، أي (لا تخافوا ولا تفزعوا) رواه البخاري و مسلم ، فهذا الموقف يبين شجاعته صلى الله عليه وسلم، حيث خرج قبل الناس لمعرفة الأمر، وليطمئنهم ويهدأ من روعهم.
ويؤيد ما سبق موقفه صلى الله عليه وسلم حين تآمر كفار قريش على قتله، وأعدوا القوة والرجال لذلك، حتى أحاط بمنزله قرابة الخمسين رجلاً، فثبت عندها رسول الله، ولم يُصبهُ الخوف، بل نام ولم يهتم بشأنهم، ثم خرج عليهم في منتصف الليل بشجاعة وقوة، حاثياً التراب على وجوههم، ماضياً في طريقه، مخلفاً علياً مكانه.
ويجلس صلى الله عليه وسلم في الغار مع سيدنا أبي بكر ، والمشركون حول الغار، وهو يقول لأ بي بكر بشجاعة الواثق بحفظ الله: ( لا تحزن إن الله معنا ) .
وصارع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة ركانه المعروف بقوته وشدته في القتال، فصرعه رسول الله وغلبه، فأي شجاعة وقوة كان يمتلكها عليه الصلاة والسلام.
وذات مرة استظل عليه الصلاة والسلام تحت ظل شجرة لينام القائلة، وكان متعباً من أثر إحدى الغزوات، وقد علق سيفه على غصن الشجرة، وبينما هو كذلك إذ أقبل عليه أحد المشركين، آخذاً بسيف رسول الله، قائلاً له: من يمنعك مني؟ فأجاب رسول الله إجابة الأبطال، من غير تخوف: الله! ثم قام وأخذ رسول الله السيف بشجاعة وقوة، وقال للمشرك من يمنعك مني؟ فأجاب قائلاً لرسول الله: كن خير آخذ .
وأما عن شجاعته وإقدامه في الغزوات والحروب، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم، إذا حمي الوطيس واشتد البأس يحتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول علي رضي الله عنه: " كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه " رواه أحمد .
ولما أصاب الصحابة يوم حنين من الأذى والهزيمة ما أصابهم، فر بعضهم من أرض المعركة، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفر، فلقد كان على بغلته و أبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بصوت عالٍ: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) رواه البخاري و مسلم .
وفي يوم أحد، يوم أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيطر المشركون على زمام المعركة، لم يتزحزح النبي صلى الله عليه وسلم من موقفه، بل وقف موقف القائد القوي الشجاع، والصحابة من حوله يتساقطون، وحوصر صلى الله عليه وسلم من قبل المشركين، ولم يكن حوله إلا القلة من الصحابة يدافعون عنه، وبرز منهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حينما دعاه رسول الله فناوله النبال وقال له: ( ارم يا سعد، فداك أبي وأمي ) رواه البخاري .
ثم إن قوة النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته، لم تكن في غير محلها، فهذه عائشة رضي الله عنها تقول: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل) رواه مسلم .
لقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مضرب المثل، ومحط النظر، فهو شجاع في موطن الشجاعة، قوي في موطن القوة، رحيم رفيق في موطن الرفق، فصلوات ربي وسلامه عليه.
وأخيراً نقول، يكفي المؤمن الشجاع شرفا أن الله يحبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) رواه مسلم ، ويكفي الجبان مذمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يتعوذ من هذه الصفة، فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات لا يَدَعْهن ومنها: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الرجال ) رواه البخاري .
جــــــــــــزاكـــــــــم الله خـــــــيــــــــراً
منقول
مومني محمد
2007-08-30, 18:27
زهد النبي صلى الله عليه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
زهد النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير. قال: فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره. وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية في الغرفة، وإذا إهاب معلق، فابتدرت عيناي فقال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب؟)) فقال: يا نبي الله، وما لي لا أبكي! وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أري فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك! قال: ((يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا)) [قلت: بلى] .
وأخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط سلم ولفظه:
قال عمر: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه في مشربة (غرفته) وإنه لمضجع على خصفة (ثوب غليظ جداً)، وإن بعضه لعلي التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفاً، وإن فوق رأسه لإهاباً عطناً، وفي ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه فجلست فقلت: يا رسول الله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟! فقال: ((يا عمر إن أولئك قد عجلت لهم طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع، وإنا قوم أخرت لنا طيباتهم في آخرتنا)).
وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي إمرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قالت: قلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إلى بهذا، فقال: ((ردَيه يا عائشة، فوا لله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة)).
وأخرج ابن ماجه والحاكم عن أنس رضي الله عنه قال: لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف واحتذى المخصوف (أي النعل المخزوز بالإبر)، وقال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعاً، وليس حلساً خشناً، قيل للحسن: ما البشع؟ قال: غليظ الشعير، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسيغه إلا بجرعة من ماء.
وأخرج ابن ماجه وابن أبي الدنيا عن أم أيمن رضي الله عنها أنها غربلت دقيقاً، فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفاً، فقال: ((ما هذا؟)) قالت: طعام نصنعه بأرضنا، فأحببت أن أصنع لك منه رغيفاً، فقال: ((رديه فيه ثم اعجنيه)).
وأخرج الطبراني عن سلمى امرأة أبي رافع رضي الله عنهما قالت: دخل علي الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم فقالوا: اصنعي لنا طعاماً مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أكله، قالت: يا بني إذاً لا تشتهونه اليوم، فقمت فأخذت شعيراً فطحنته ونسفته، وجعلت منه خبزه، وكان أدمه الزيت، ونثرت عليه الفلفل فقربته إليهم وقلت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا.
وأخرج أبو الشيخ ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار، فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي: ((يا ابن عمر، مالك لا تأكل؟)) قلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: ((ولكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاماً، ولو شئت لدعوت ربي عز وجل فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟!)) فوا لله ما برحنا حتى نزلت: ((وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (العنكبوت 60) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا بإتباع الشهوات، فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية، فإن الحياة بيد الله عز وجل، إلا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً ولا أخبأ رزقاً لغد)).
وأخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال: ((شربتين في شربة وأدمين في قدح؟! لا حاجة لي به، أما إني لا أزعم أنه حرام، ولكن أكره أن يسألني الله عز وجل عن فضول الدنيا يوم القيامة، أتواضع لله، فمن أتواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله)).
منقول
مومني محمد
2007-08-30, 18:35
النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بذوي الاحتياجات الخاصة
--------------------------------------------------------------------------------
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة
وإذا نظرنا -سريعًا- إلى تاريخ الغرب مع ذوي الاحتياجات الخاصة، نجد مجتمعات أوروبا القديمة، كروما وإسبرطا قد شهدت إهمالاً واضطهادًا صارخًا لهذه الفئة من البشر، فلقد كانت هذه المجتمعات -حكامًا وشعوبًا- تقضي بإهمال أصحاب الإعاقات، وإعدام الأطفال المعاقين.وفي الوقت الذي تخبط فيه العالم بين نظريات نادت بإعدام المتخلفين عقليًّا وأخرى نادت باستعمالهم في أعمال السخرة في ظل هذا كله نرى رسولنا المربي المعلم صلى الله عليه وسلم كيف كانت رحمته لهذه الفئة من بني البشر، وهذا غيض من فيض رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة
فعن أنس رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة! فَقَالَ: "يَا أُمّ فُلاَنٍ! انظري أَيّ السّكَكِ شِئْتِ، حَتّىَ أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ"، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها[1]. وهذا من حلمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم وصبره على قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة..
وفي هذا دلالة شرعية على وجوب تكفل الحاكم برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، صحيًّا واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، والعمل على قضاء حوائجهم، وسد احتياجاتهم.
وإذا كان الإسلام قد قرر الرعاية الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على قضاء حوائجهم، فقد قرر أيضًا أولوية هذه الفئة في التمتع بكافة هذه الحقوق، فقضاء حوائجهم مقدم على قضاء حوائج الأصحاء، ورعايتهم مقدمة على رعاية الأكفاء،
ففي حادثة مشهورة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبس في وجه رجل أعمى -هو عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه- جاءه يسأله عن أمرٍ من أمور الشرع، وكان يجلس إلى رجالٍ من الوجهاء وعلية القوم، يستميلهم إلى الإسلام، ورغم أن الأعمى لم يرَ عبوسه، ولم يفطن إليه، فإن المولى تبارك وتعالى أبى إلا أن يضع الأمور في نصابها، والأولويات في محلها، فأنزل سبحانه آيات بينات تعاتب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم عتابًا شديدًا:
يقول الله فيها: ]عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى[ [عبس: الآيات 1 - 5
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -بعد ذلك- يقابل هذا الرجل الضرير، فيهش له ويبش، ويبسط له الفراش، ويقول له: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي!"
ففي هذه القصة، نرى علّة المعاتبة؛ لكونه صلى الله عليه وسلم انشغل بدعوة الوجهاء عن قضاء حاجة هذا الكفيف، وكان الأولى أن تُقضى حاجته، وتقدم على حاجات من سواه من الناس
عفوه صلى الله عليه وسلم عن سفهائهم وجهلائهم:
وتجلت رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة، في عفوه عن جاهلهم، وحلمه على سفيههم، ففي معركة أحد [شوال 3هـ - إبريل 624م]، لما توجه الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه صوب أحد، وعزم على المرور بمزرعة لرجل منافق ضرير، أخذ هذا الأخير يسب النبي صلى الله عليه وسلم وينال منه، وأخذ في يده حفنة من تراب وقال -في وقاحة- للنبي صلى الله عليه وسلم: والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك لرميتك بها! حَتى همَّ أصحاب النبي بقتل هذا الأعمى المجرم، فأبي عليهم -نبي الرحمة- وقال: "دعوه ولم ينتهز رسول الله ضعف هذا الضرير، فلم يأمر بقتله أو حتى بأذيته، رغم أن الجيش الإسلامي في طريقه لقتال، والوضع متأزم، والأعصاب متوترة، ومع ذلك لما وقف هذا الضرير المنافق في طريق الجيش، وقال ما قال، وفعل وما فعل، أبى رسول الله إلا العفو عنه، والصفح له، فليس من شيم المقاتلين المسلمين الاعتداء على أصحاب العاهات أو النيل من أصحاب الإعاقات، بل كانت سنته معهم؛ الرفق بهم، والاتعاظ بحالهم، وسؤال الله أن يشفيهم ويعافينا مما ابتلاهم.أبى رسول الله إلا العفو عنه، والصفح له، فليس من شيم المقاتلين المسلمين الاعتداء على أصحاب العاهات أو النيل من أصحاب الإعاقات، بل كانت سنته معهم؛ الرفق بهم، والاتعاظ بحالهم، وسؤال الله أن يشفيهم ويعافينا مما ابتلاهم.
وعن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه [يعني عينيه] أثَبْته عليهما الجنة..."
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لكل أصحاب الإصابات والإعاقات: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ
وشرع الإسلام عيادة المرضى عامة، وأصحاب الإعاقات خاصة؛ وذلك للتخفيف من معاناتهم.. فالشخص المعاق أقرب إلى الانطواء والعزلة والنظرة التشائمية، وأقرب من الأمراض النفسية مقارنة بالصحيح، ومن الخطأ إهمال المعاقين في المناسابات الاجتماعية، كالزيارات والزواج..
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المرضى، فيدعو لهم، ويطيب خاطرهم، ويبث في نفوسهم الثقة، وينشر على قلوبهم الفرح، ويرسم على وجوهه البهجة، وتجده ذات مرة يذهب إلى أحدهم في أطراف المدينة، خصيصًا؛ ليقضي له حاجة بسيطة، أو أن يصلي ركعات في بيت المبتلى تلبية لرغبته.. فهذا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه -وكان رجلاً كفيفًا من الأنصار- يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: وددتُ يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى.
فوعده صلى الله عليه وسلم بزيارة وصلاة في بيته قائًلا -في تواضع جم-: "سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"..
قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنتُ له فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ"، فأشرتُ له إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم[15] .
الدعاء لهم
وتتجلى -أيضًا- رحمة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالفئات الخاصة -من ذوي الاحتياجات- عندما شرع الدعاء لهم، تثبيتًا لهم، وتحميسًا لهم على تحمل البلاء.. ليصنع الإرادة في نفوسهم، ويبني العزم في وجدانهم..
فذات مرة، جاء رجل ضرير البصرِ إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. فقَالَ الضرير: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعافيني..
قَالَ الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم: "إنْ شِئتَ دَعوتُ، وإنْ شِئتَ صبرتَ فهوَ خيرٌ لك".
قَالَ: فادعُهْ. فأمرَهُ أنْ يتوضَّأ فيُحسنَ وُضُوءَهُ ويدعو بهذا الدعاء: "الَّلهُمَّ إنِّي أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحَمَّد نبيِّ الرَّحمةِ إنِّي توجَّهتُ بكَ إِلى رَبِّي في حاجتي هذِهِ لتُقْضَى لي، الَّلهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ"[16] .وأَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امرأة تُصرع، فقالت: إني أُصْرَعُ، وإني أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي!
فقَال النبيَ صلى الله عليه وسلم : "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ".
فقالت: أَصْبِرُ. ثم قالت: إِنِّي أَتَكَشَّفُ! فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ.
تحريم السخرية منهم
كان ذوو الاحتياجات الخاصة، في المجتمعات الأوروبية الجاهلية، مادة للسخرية، والتسلية والفكاهة، فيجد المعاق نفسه بين نارين، نار الإقصاء والإبعاد، ونار السخرية والشماتة، ومن ثَم يتحول المجتمع -في وجدان أصحاب الإعاقات- إلى دار غربة، واضهاد وفرقة..
فجاء الشرع الإسلامي السمح؛ ليحرّم السخرية من الناس عامة، ومن أصحاب البلوى خاصة، ورفع شعار "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك".
وأنزل الله تعالى آيات بينات تؤكد تحريم هذه الخصلة الجاهلية، وأنزل الله تعالى آيات بينات تؤكد تحريم هذه الخصلة الجاهلية، فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]
تحذير
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، من تضليل الكفيف عن طريقه، أو إيذائه، عبسًا وسخرية، فقال:
وفقد كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعرج ولا أعمى ولا مريض، وكان الناس يظنون بهم التقذّر والتقزّز. فأنزل الله تعالى:
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}النور: 61]
وهكذا نزل القرآن، رحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، يواسيهم، ويساندهم نفسيًّا، ويخفف عنهم. وينقذهم من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب المعاقين، جراء عزلتهم أو فصلهم عن الحياة الاجتماعية.
هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت لم تعرف فيه الشعوب ولا الأنظمة حقًّا لهذه الفئة، فقرر -الشرع الإسلامي- الرعاية الكاملة والشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم في سلم أولويات المجتمع الإسلامي، وشرع العفو عن سفيههم وجاهلهم. وتكريم أصحاب البلاء منهم، لا سيما من كانت له موهبة أو حرفة نافعة أو تجربة ناجحة، وحث على عيادتهم وزيارتهم، ورغب في الدعاء لهم، وحرّم السخرية منهم، ورفع العزلة والمقاطعة عنهم، ويسّر عليهم في الأحكام ورفع عنهم الحرج. فالله في شريعة الإسلام ونبي الإسلام!.
منقول
بارك الله فيك و جزاك عنا كل خير
http://smilesgate.com/smiles/49/059.gif (http://smilesgate.com/)
http://smilesgate.com/smiles/49/137.jpg (http://smilesgate.com/)
http://smilesgate.com/smiles/49/083.gif (http://smilesgate.com/)
http://smilesgate.com/smiles/49/169.jpg (http://smilesgate.com/)
http://smilesgate.com/smiles/49/217.jpg (http://smilesgate.com/)
مومني محمد
2007-08-31, 20:27
بارك الله فيك
مومني محمد
2007-08-31, 20:28
بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا
اخواي فراس وفاروق
فريدرامي
2010-07-01, 21:22
http://www.ashefaa.com/picup/uploads/ff28568077.gif
wessam12
2010-07-05, 18:57
بارك الله فيك
لقاء الجنة
2010-12-04, 17:34
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTZNMuIVSBtKf9wvubfM90ImWlvUHMgq R5xzGpOI-izNYWXlTkq4w
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir