ن.عيسى
2013-05-02, 15:48
هل حلم بومدين تحقق أم ضاع ?
فهو من قال : " إننا نريد أن نبني دولة لا تزول بزوال الرجال"
رجال ، وزنهم و قدرهم ، لا يضاهيه ، إلا وزن و قدر حرمة دمائهم الزكية ، سقطت فداءا لشرف الأمة و عرض الوطن ، هم ثلة ، من خيرة شباب الخمسينات القرن الماضي ، أقسموا جهد أيمانهم ، أن لن يضعوا الرصاص ، إلى أن ، يطرد أخر محتل تراب هذه البلاد. عاهدوا الله و الأمة ، ففعلوا، لأنهم، كما وصفهم بومدين و هو واحد منهم ، "أحفاد شعب متمرد ، أبا عن جد".
في 05 جويلية 1962، جاء اليوم الموعود ، فولد الشعب من جديد، في كنف الحرية و الكرامة فمن كان يصدق آنذاك ، أن المغتصب الذي - كاد أن يخلد على هذه الأرض - (130 عاما )!! يزحزح في 07 سنوات ونصف فقط ، إنها ثمرة الشجاعة ، للرجال الشرفاء ، الذين لم يكنوا يحاربون من اجل مال أو سلطان ، لا يغريهم متاع الدنيا ، و لا يدفعهم للتضحية، غرور أو رياء صدق من قال: "الناس معادن" ، فمن كانت طينته من النفيس ، نفيس و البخيس بخيس .
تحررت البلاد، ودخلت عهدا جديدا، اسمه الاستقلال، كان الفقر في كل مكان ، مظاهر الجهل و الأمية طغت، نادر من الناس ، من كان يحسن كتابة حرف . في منتصف الستينات ، وصل الرئيس بومدين إلى سادة الحكم ، رجل ثوري ، وطني حتى النخاع ، غيور على شرف شعبه ، غيرة العربي القح على عرضه ... ، كاد يعلنها حربا على بعض الجيران ، من اجل فقط ، كلامات تسيء إلى سمعة شعبنا ، كتبتها صحفهم آنذاك ، فما بال هؤلاء لو حاولوا الاعتداء !!
كان رئيسا، يحترم الفقراء لأنه منهم، و لا يحسد الأغنياء، لأن جمع المتاع لم يكن همه، قيل عنه الكثير، و قالوا فيه الكثير، لكن عفته رفعت قدره، و سجلت اسمه في سجل الشرفاء. الضعفاء من الشعب، و هم السواد الأعظم - في تلك الأيام الغابرة -، أحبوه و احترموه. الانتهازيون، و كانوا مجرد ثلة من القوم، كرهوه و شتموه، لكن، يوم وفاته، ضاقت على الأمة الأرض بما رحبت.
قال هذا الزعيم يوما ، إننا نريد ، أن نبيي دولة لا تزول بزوال الرجال ، لابد و انه يقصد بناء دولة يحكمها دستور قوي عادل في نصوصه، يطبقه على الأرض ،رجال لا مكان للذاتية عندهم ، و بشئ من الاستمرارية و بعامل الزمن ، يولد النظام ، الذي لن يزول حتى و لو ذهب رجاله، لأنه يصبح" إرثا سياسيا "، ينتقل من جيل إلى جيل ،فلا يتغير وضع البلاد 180 درجة . بمجرد ذهاب رئيس، و مجيء رئيس، لكن، يا ترى، هل تحقق هذا الحلم? أم لزلنا إلى الآن أمة تحكمها العواطف، سرعان ما يتزعزع كيانها، أمام أهون العواصف? لكن من جهة أخرى لو كنا فعلا مجرد دولة ، بقائها مرهون ببقاء الشخص الرئيس ، فلماذا لم تنهار السلطة حينما اغتيل بوضياف في لمح البصر!! أو حين استقال الشاذلي ! و كيف استطعت الدولة أن تحافظ على وجودها و هي تقاوم 12 سنة من الإرهاب و الفوضى السياسية. ?
يتبع
فهو من قال : " إننا نريد أن نبني دولة لا تزول بزوال الرجال"
رجال ، وزنهم و قدرهم ، لا يضاهيه ، إلا وزن و قدر حرمة دمائهم الزكية ، سقطت فداءا لشرف الأمة و عرض الوطن ، هم ثلة ، من خيرة شباب الخمسينات القرن الماضي ، أقسموا جهد أيمانهم ، أن لن يضعوا الرصاص ، إلى أن ، يطرد أخر محتل تراب هذه البلاد. عاهدوا الله و الأمة ، ففعلوا، لأنهم، كما وصفهم بومدين و هو واحد منهم ، "أحفاد شعب متمرد ، أبا عن جد".
في 05 جويلية 1962، جاء اليوم الموعود ، فولد الشعب من جديد، في كنف الحرية و الكرامة فمن كان يصدق آنذاك ، أن المغتصب الذي - كاد أن يخلد على هذه الأرض - (130 عاما )!! يزحزح في 07 سنوات ونصف فقط ، إنها ثمرة الشجاعة ، للرجال الشرفاء ، الذين لم يكنوا يحاربون من اجل مال أو سلطان ، لا يغريهم متاع الدنيا ، و لا يدفعهم للتضحية، غرور أو رياء صدق من قال: "الناس معادن" ، فمن كانت طينته من النفيس ، نفيس و البخيس بخيس .
تحررت البلاد، ودخلت عهدا جديدا، اسمه الاستقلال، كان الفقر في كل مكان ، مظاهر الجهل و الأمية طغت، نادر من الناس ، من كان يحسن كتابة حرف . في منتصف الستينات ، وصل الرئيس بومدين إلى سادة الحكم ، رجل ثوري ، وطني حتى النخاع ، غيور على شرف شعبه ، غيرة العربي القح على عرضه ... ، كاد يعلنها حربا على بعض الجيران ، من اجل فقط ، كلامات تسيء إلى سمعة شعبنا ، كتبتها صحفهم آنذاك ، فما بال هؤلاء لو حاولوا الاعتداء !!
كان رئيسا، يحترم الفقراء لأنه منهم، و لا يحسد الأغنياء، لأن جمع المتاع لم يكن همه، قيل عنه الكثير، و قالوا فيه الكثير، لكن عفته رفعت قدره، و سجلت اسمه في سجل الشرفاء. الضعفاء من الشعب، و هم السواد الأعظم - في تلك الأيام الغابرة -، أحبوه و احترموه. الانتهازيون، و كانوا مجرد ثلة من القوم، كرهوه و شتموه، لكن، يوم وفاته، ضاقت على الأمة الأرض بما رحبت.
قال هذا الزعيم يوما ، إننا نريد ، أن نبيي دولة لا تزول بزوال الرجال ، لابد و انه يقصد بناء دولة يحكمها دستور قوي عادل في نصوصه، يطبقه على الأرض ،رجال لا مكان للذاتية عندهم ، و بشئ من الاستمرارية و بعامل الزمن ، يولد النظام ، الذي لن يزول حتى و لو ذهب رجاله، لأنه يصبح" إرثا سياسيا "، ينتقل من جيل إلى جيل ،فلا يتغير وضع البلاد 180 درجة . بمجرد ذهاب رئيس، و مجيء رئيس، لكن، يا ترى، هل تحقق هذا الحلم? أم لزلنا إلى الآن أمة تحكمها العواطف، سرعان ما يتزعزع كيانها، أمام أهون العواصف? لكن من جهة أخرى لو كنا فعلا مجرد دولة ، بقائها مرهون ببقاء الشخص الرئيس ، فلماذا لم تنهار السلطة حينما اغتيل بوضياف في لمح البصر!! أو حين استقال الشاذلي ! و كيف استطعت الدولة أن تحافظ على وجودها و هي تقاوم 12 سنة من الإرهاب و الفوضى السياسية. ?
يتبع