تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!


المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 12:09
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين...



فهذا جواب جمعته في الرد على شبهة تتداول بخصوص كلام الإمام مالك في حديث الصورة اسأل الله أن ينفع به


الشبهة: قالوا قلتم هو ممن يمر نصوص الصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ، وليس عندكم مما تتمسكون به في هذا الباب إلا كلامه في الاستواء وقد ورد في كتبه المالكية ما يدل على أنه متأول منزه!! ، حيث أنكر التحديث بحديث الصورة فما جوابكم؟



والجواب على هذه الشبهة من وجوه:





الوجه الأول أن يقال:


للإمام مالك كتاب عظيم تعرفه الأمة ، وهو موطأه الشهير ، شحنه بجملة من أحاديث الصفات منها حديث النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا..))

ومنها حديث الضحك وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد))

ومنها حديث الجارية وسؤاله لها" أين الله؟ فقالت “في السماء”

قال أبو عمر ابن عبد البر الحافظ المالكي في شرحه لرواية إمامه هذه: ((معاني هذا الحديث واضحة يستغنى عن الكلام فيها وأما قوله: "أين الله فقالت في السماء" فعلى هذا أهل الحق لقول الله عز وجل: {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ولقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} ولقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ومثل هذا في القرآن كثير قد أتينا عليه في باب ابن شهاب في حديث النزول وفيه رد على المعتزلة وبيان لتأويل قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله عز وجل في الكف عنهم)). انتهى المراد من كلام الحافظ وهو مجرد استطراد.

ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت...))إلخ الحديث

وقد اعترف الباجي المالكي–وفيه أشعرية- على أنه يقتضي أن له تعالى يميناً، فقال في شرحه على الموطأ: ((وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه “يقتضي” أن الباري تعالى موصوف بأن له يمينا قال الله تبارك وتعالى "والسماوات مطويات بيمينه"..))إلخ

ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها...الحديث

وغير ذلك من أحاديث الموطأ ، وكذلك روى غيرها خارج الموطأ مثل ما روى الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي} رواه البخاري وغيره عنه

وروى البخاري أيضاً في صحيحه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك}قال البخاري: رواه سعيد عن مالك.

وروى ابن القاسم -كما سيأتي لاحقاً موضعه- أن شيخه مالك روى عن ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب ، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء إلخ" وسيأتي بتمامه إن شاء الله.


إذا علم هذا ، فيقال في بيان هذا الوجه:


هذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه ، وأملاه على طلبته ، وقرأه من صبوته إلى مشيخته ، روى فيه الأحاديث التي يزعم هؤلاء أن ظاهرها التشبيه وما يعترف المخالف بأنها مقتضية لإثبات الصفات ، ولم يتأول شيئاً من ذلك ، ولا أعقبها بنفي أو تحريف لظاهرها ، وقد ظل يرويها ويحدث بها مرة بعد مرة على مدى أربعين عاماً والزائرون والوفود لا يحصون كثرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- رد الكثيري على السقاف ص103- ، وقد أقرأ موطئه عمره كله ليله ونهاره ، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون ، وأملاه على تلاميذه وقرأه على الناس من كل بلد ، فما تأول شيئا من هذا ولا ورد عنه قط إنكاراً أو تحريفاً لظاهرها ولو كان حقاً ما يدعون من أن منهجه التأويل –بشقيه المجمل أو المفصل-!! لما جاز أن يترك هذه الأحاديث على ظاهرها طوال هذه السنين ولصح عنه ولو رواية واحدة صريحة –على التنزل الشديد-في تأويل ظواهر هذه النصوص التي مر ذكرها، فعلم بالضرورة ما تواتر عنه أن منهجه هو إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت.



الوجه الثاني وهو في بيان أن هذا التواتر لا يصح أن يعارض برواية آحاد:



قال ابن العربي –وهو مالكي أشعري- في الجزء الخامس من عارضته في الكلام على نهيه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ما نصه:



((ولا يفوتكم ما وصيتكم به مراراً من أن مذهب مالك المعول عليه ما في موطئه ، أقرأه عمره كله ، فما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض ما أقرأه ليله ونهاره عمره كله ، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون))



وقال في الجزء الأول من الأحكام في الكلام على قوله تعالى: ((والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)) ما نصه:

((وتركب على هذا ما إذا زنى بامرأة ، هل يثبت زناه حرمة في فروعها وأصولها ؟ عن مالك في ذلك روايتان!!

ودع من روى ، وما روي ،أقام مالك عمره كله يقرأ عليه الموطأ ويقرأه لم يختلف قوله فيه : إن الحرام لا يحرم الحلال ، ولا شك في ذلك ، وقد بيناها في مسائل الخلاف ، والله أعلم))

وقال في الجزء الثاني من أحكامه في الكلام على قوله تعالى: ((وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)) ما نصه:

((وقد روي عن مالك أن الزنا يحرم المصاهرة ، وهذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه ، وأملاه على طلبته ، وقرأه من صبوته إلى مشيخته لم يغير فيه ذلك ، ولا قال فيه قولا آخر .واكتبوا عني هكذا .

وابن القاسم الذي يحرم المصاهرة بالزنا قرئ ضد ذلك عليه في الموطأ ، فلا يترك الظاهر للباطن ، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد ، وآحاد ، وقد قررنا ذلك في مسائل الخلاف .))

وقال في الكلام على قوله تعالى : "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" ما نصه: ((وقال آخرون : وقت المغرب يكون من الغروب إلى مغيب الشفق ؛ لأنه غسق كله ، وهو المشهور من مذهب مالك وقوله في موطئه الذي قرأه طول عمره ، وأملاه حياته ))

وقال في الكلام على قوله تعالى: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم )) ما نصه:

((اختلف قول مالك في هذه الأشياء ؛ فروي عنه أنه لا يؤكل إلا ما كان بذكاة صحيحة .

والذي في الموطأ عنه أنه إن كان ذبحها ونفسها يجري وهي تطرف فليأكلها ، وهذا هو الصحيح من قوله الذي كتبه بيده ، وقرأه على الناس من كل بلد عمره ، فهو أولى من الروايات الغابرة)) انتهى المراد.


فالحاصل أن الراوية التي يستدلون بها إن صحت سنداً -وقد تكلم بعض أهل العلم في سند هذا الأثر لكن نحن هنا نتكلم على القول بصحته-

فلا تعدوا كونها رواية آحاد فلو سلمنا أن دلالتها كما زعموا لكان المنهج العلمي الصحيح تقديم ما تواتر عنه على ما جاء من رواية الآحاد ، التي إن صحت فلها -كما سيأتي- تفسير صحيح متوافق مع ما تواتر عنه كما جاء هذا عن بعض أئمة المالكية أنفسهم!!.

فنقول في خلاصة هذا الوجه ما قاله ابن العربي: "ما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض منهجه في موطأه الذي أقرأه ليله ونهاره وعمره كله ، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون ، فدع من روى ، وما روى ، ولا تترك الظاهر للباطن ، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد"!!!.

ويضاف لهذا ما نورده في:

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 12:10
الوجه الثالث: وهو أن هذا هو ما رواه عنه تلاميذه وفهمه عنه الأئمة الكبار ممن جاء من بعدهم من أهل تلك العصور ، بل حتى خصوم السنة اعترفوا بهذا ! :


جاء بسند صحيح لا غبار عليه عن الإمام مالك: رواه جماعة(1) عن الهيثم بن خارجه(ثقة) عن الوليد بن مسلم(ثقة) أنه قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية قالوا: أمرها كما جاءت بلا كيف.

هذا هو منهجه المشهور المعروف المتواتر: الإمرار المتضمن للإيمان والإقرار بلا تأويل ولا تكييف في ما صح عنده من نصوص الصفات جميعاً لا بعضاً دون بعض كما هي طريقة الكلابية والأشعرية.

وقال الإمام الترمذي في سننه : ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }))

تأمل نقل هذا الإمام الهمام لمنهج الإمام مالك في آيات وأحاديث الصفات في سننه الذي هو من دواوين الإسلام.

وقد كرر هذا فقال في موضع آخر: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم))



وقال إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله، الذي كان يعرف بمالك الصغير ابن أبي زيد المالكي في كتابه الجامع ص137-149 ما نصه:

((فمما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ؛ أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه وتعالى ، موصوف بأن له علما وقدرة وإرادة ومشيئة ، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه ، له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، أحاط علما بجميع ما برأ قبل كونه ،وفطر الأشياء بإرادته وقوله ( إنما أمرنا إذا أراد شيئا أن نقول له كن فيكون) وأن كلامه صفة من صفاته ، ليس بمخلوق فيبيد ، ولا صفة لمخلوق فينفد ، وأن الله عز وجل كلم موسى بذاته ، وأسمعه كلامه لاكلاما قام في غيره .


وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط

وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه

وأن يديه غير نعمتيه في ذلك ، وفي قوله سبحانه ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)

وأنه يجيء يوم القيامة "بعد أن لم يكن جائيا" ( والملك صفا صفا ) لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها ، فيغفر لمن يشاء من المذنبين ، ويعذب منهم من يشاء

وأن الله تبارك وتعالى يرضى عن الطائعين ، ويحب التوابين ويسخط على من كفر به ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه

وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه...وأنه سبحانه يكلم العبد يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ...إلى أن قال: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة السنة في الفقه والحديث على ما بيناه

وكله قول مالك فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه))



تأمل الجملة الأخيرة ترى أن هذا نقل وفهم مالك الصغير لمذهب إمامه مالك الكبير؟ أفنصدقهم أم نصدق ابن أبي زيد ومعه صنيع مالك عمره كله والروايات الكثيرة عنه؟ وهل خفيت عن ابن أبي زيد هذه الرواية التي يتعلق بها الخصم!؟ كيف وقد رواها في نفس كتابه هذا؟؟؟



وجاء عن الإمام إثباته للعلو:

فقد صح عن تلميذه ابن نافع الصائغ الذي لازم مالك أربعين سنة وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة وقد صار مفتي المدينة بعده ، وقد تُكلم في حفظه للحديث ، لكنه من أعلم الناس بالإمام مالك ، وهو الذي سمع منه سحنون وكبار أتباع أصحاب مالك والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية وهو الذي ذكره وروايته في المدونة ، قيل لمالك من لهذا الأمر بعدك؟ قال لابن نافع.


أقول: قد صح عن ابن نافع تلميذه هذا أنه قال: قال مالك : ((الله في السماء وعلمه في كل مكان))(2)

وهذا الأثر صريح في إثباته للعلو وتفريقه بين الذات والعلم فخص الذات بالسماء وأما العلم فهو شاملاً كل مكان لا يخفى عليه خافيه ، وهكذا يقول مثل كلام الإمام مالك هذا من يثبت العلو-على خلاف متأخري الأشعرية وأضرابهم الذين لا يمكن أن ينطقوا بهذا- كما قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار:

((وأما قوله في هذا الحديث للجارية أين الله فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه ! ( الرحمن على العرش استوى ) [ طه 5 ] “وأن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان” وهو ظاهر القران في قوله عز وجل (( ءامنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور )) [ الملك 16 ] وبقوله عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) [ فاطر 10 ] وقوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ) [ المعارج 4 ] ... ولم يزل المسلمون إذا دهمهم أمر يقلقهم فزعوا إلى ربهم فرفعوا أيديهم وأوجههم نحو السماء يدعونه ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه والله المستعان ومن قال بما نطق به القران فلا عيب عليه عند ذوي الألباب ))


وقد احتج بقول مالك هذا تلميذه ابن الصائغ نفسه لما سأل عن قول الجهمية في القرآن: فقد روى عبد الله في السنة 1/174 وعنه النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق": عن سريج بن النعمان أنه قال:

"سألت عبدالله بن نافع وقلت له إن قبلنا من يقول القرآن مخلوق؟

فاستعظم ذلك ولم يزل متوجعا حزينا يسترجع ، قال عبدالله بن نافع: ((قال مالك من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة وقال مالك الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان وقال مالك القرآن كلام الله عز و جل)) وهكذا قال عبد الله بن نافع في هذا كله"

تأمل احتجاج التلميذ بكلام شيخه مالك على مخالفة الجهمية لأهل السنة.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في " القاعدة المراكشية " أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال : الله في السماء ، وعلمه في كل مكان ، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في " كتاب التفسير " الذي جمعه من كلام مالك ، ونقله أبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمر بن عبد البر ، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل الإمام أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله وأبو داود والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال : وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه انتهى .

وقد مر عن العلامة ابن أبي زيد قوله نقلاً عن مالك ومذهبه ((وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه))

وقد قال تلميذ ابن أبي زيد: العلامة الفقيه أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرحه لرسالة شيخه الإمام أبي محمد بن أبي زيد المالكي:

((أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك وهو قوله تعالى ثم استوى على العرش وقال "الرحمن على العرش استوى" وقال "يخافون ربهم من فوقهم" وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى...
إلى أن قال: وقد تأتي لفظة في ، في لغة العرب بمعنى فوق كقوله "فأمشوا في مناكبها" و "في جذوع النخل" و "أأمنتم من في السماء"،
قال أهل التأويل يريد فوقها "وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء" يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته .. ))العلو للذهبي2/1366 باختصار وفي بيان التلبيس لابن تيميه بتمامه1/175-179

وقد احتج بهذا الأثر على إثبات العلو الإمام الداني المالكي في الرسالة الوافية ص56 وغيره.

ومما جاء عن الإمام مالك إثباته لصفة اليدين والوجه ، فقد قال تلميذه ابن القاسم كما في النوادر والزيادات14/553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:

"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، ولا يشبه كذلك بشيء ، وليقل : له يدان كما وصف نفسه ، وله وجه كما وصف نفسه ، تقف عند ما في الكتاب ، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له))انتهى المراد وستأتي بقيته حيث سنحتاجها لاحقاً.

وقد جعل ابن رشد الجد كلام ابن القاسم هذا رواية عن مالك كما في البيان والتحصيل16/401.

ومما جاء عن الإمام مالك إثباته للحجب الحقيقية: ففي البيان والتحصيل 18/478-479 من كتاب "بع ولا نقص عليك" في رؤية الله عز وجل يوم القيامة وهو كذلك في الجامع لابن أبي زيد ص156 بشيء من الإختصار:

((قال ابن القاسم: قال أبو السمح لمالك: يا أبا عبد الله أنرى الله يوم القيامة ؟ قال نعم ، نجد الله تعالى يقول: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" ويقول لقوم: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"

قال: وحدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب ، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء ، وحجب من نور ما يستطيع بصرها شيء ، وإن منها لحجاباً من ماء لا يسمع صوت ذلك الماء أحد لا يربط الله عز وجل على قلبه إلا خلع" انتهى

فتأمل بعد ذكره لآية إثبات الرؤية للمؤمنين وآية إثبات الحجب عن الكافرين رواية الإمام مالك لهذا الحديث الذي فيه إثبات حجب حقيقية(ظلمة ونور وماء) بين الله وخلقه مما يخالف عقيدة الجهمية (نفاة المباينة الحقيقة) وعلى هذا مشى أتباعه السلفيين كما قال ابن زمنين المالكي في كتابه أصول السنة ص106: ((باب الإيمان بالحجب: ومن قول أهل السنة : أن الله عز وجل [ بائن ] من خلقه ، محتجب عنهم بالحجب ، فتعالى الله عما يقول الظالمون ، ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .))إلخ وقد نقله ابن تيميه في الحموية.

وفي جامع الإمام الفقيه عبد الله بن عبد الحكم المصري(تلميذ من تلامذة مالك) ص163-ورواه بلفظ آخر ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص113- جاء ما نصه:

((وقد سئل مالك عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا فقال:"ترسل[أي تروى] هذه الأحاديث كما جاءت")) وهذه هي الرواية الصحيحة عنه بخلاف رواية تأويل النزول الواهية!

وفيما مضى كفاية إن شاء الله ، وقد اعترف بتواتر هذا عنه المخالف أيضاً فهذا الكوثري في حاشيته على الانتقاء لابن عبد البر ص35 يقول: ((المتواتر عنه عدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل كما كان عليه عمل أهل المدينة على ما في شرح السنة للالكائي وغيره)) و عدم الخوض يتضمن الإمرار والإقرار بما جاءت به النصوص لا ما يريد الكوثري من نفي الإثبات! كيف ورواية ما ظاهره الكفر-كما زعموا- وإرساله كما جاء من غير تعقيب بما ينفي الباطل نقص في حقه وحاشاه!

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 12:17
الوجه الرابع:


أما ما يخص كلامه في آية الاستواء فلو لم يأتي عنه إلا هو لكفى!! فهو قول قد تلقته الأمة بالقبول ولم ينكره منكر بل صار أصلا كبيرا من أصول أهل السنة والجماعة، وهو قول ينبغي طرده في بقية الصفات فلا يظن بالإمام مالك التناقض!

وقد ذكر صاحب "الأثر المشهور عن الإمام مالك" ص100 وبعدها بعض كلام للعلماء و أهل الكلام في التنويه بكلام الإمام مالك أو جعله قاعدة ، ومما ذكره:

قال الإمام أبو سعيد الدارمي عقِب روايته لهذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية ص66-67: "وصدق مالك، لا يُعقل منه كيف، ولا يُجهل منه الاستواء، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية" .

وقال الإمام والحافظ الكبير أبو عمر الطلمنكي المالكي: "وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتمَّ أهل العلم بقوله واستجادوه واستحسنوه" شرح حديث النزول ص391.

قال الذهبي بعد أن ذكره: ((وهو قول أهل السنة قاطبة ، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها ، وأن استواءه معلوم ، كما أخبر في كتابه ، وأنه كما يليق به ، لا نتعمق ولا نتحذلق ، لا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً ، بل نسكت ونقف ، كما وقف السلف ، ونعلم أنه لو كان له تأويل ، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون ، ولما وسعهم إقراره وإمراره ، والسكوت عنه ، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله ، لا مثل له في صفاته ، ولا في استوائه ، ولا في نزوله ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً))مختصر العلو ص141-142.

وقال ابن تيميه: "وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره " المجموع13/309.

وقال أيضاً: "فإنَّه قد رُوي من غير وجه أنَّ سائلاً سأل مالكاً عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، ثم أمر به فأُخرج، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد رُوي هذا الجواب عن أمِّ سلمة - رضي الله عنها - موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يُعتمد عليه، وهكذا سائر الأئمة قولهم يُوافق قول مالك في أنّا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دلَّ عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء، ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة، ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك"شرح حديث النزول ص132-133 .

وقال العلاّمة ابن القيم رحمه الله: "وهذا الجواب من مالك رضي الله عنه شافٍ، عامّ في جميع مسائل الصفات، فمن سأل عن قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأرَى} كيف يسمع ويرى؟، أجيب بهذا الجواب بعينه، فقيل له: السمع والبصر معلوم، والكيف غير معقول، وكذلك من سأل عن العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والنزول، والغضب، والرضى، والرحمة، والضحك، وغير ذلك، فمعانيها كلها مفهومة، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعقُّل الكيفية فرع العلم بكيفية الذات وكنهها، فإذا كان ذلك غير معقول للبشر، فكيف يعقل لهم كيفية الصفات؟!.والعصمة النافعة في هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل تثبِتُ له الأسماء والصفات، وتنفِي عنه مشابهة المخلوقات.فيكون إثباتُك منزَّهاً عن التشبيه، ونفيُك منزَّهاً عن التعطيل، فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطِّل، ومن شبّهه باستواء المخلوق على المخلوق فهو ممثِّل، ومن قال: استواء ليس كمثله شيءٌ فهو الموحِّد المنزِّه.وهكذا الكلام في السمع والبصر والحياة والإرادة والقدرة واليد والوجه والرضى والغضب والنزول والضحك، وسائر ما وصف الله به نفسه" مدارج السالكين 2/86.

وقال ملا علي القاري: "ونِعم ما قال الإمام مالك - رحمه الله - حيث سُئل عن ذلك الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وهذه طريقة السلف وهي أسلم، والله أعلم"شرح الفقه الأكبر ص38 .

وقال أبو المعالي الجويني في الرسالة النظامية ص33 ط الأزهرية: (ومما استُحسن من كلام مالك أنَّه سُئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} : كيف استوى؟، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فلتُجرَ آية الاستواء والمجيء وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا)) وقال البيهقي بعد روايته لأثر مالك في الاعتقاد ص119: ((وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول))

ومما يضاف لما ذكره صاحب "الأثر المشهور" ما صنعه الإمام الحافظ قوام السنة التيمي الأصبهاني في الحجة 2/275-179 حيث جعل هذا الكلام قاعدة لغيرها من الصفات-وفي كلامه نقض صريح للتفويض- فقال في كلام ذهبي جميل:

((...قال أهل السنة : الاستواء هو العلو : قال الله تعالى ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا ، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هو معلوم كونه ، مجهول كيفيته ، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه ، معلوم كيفيته لأنه صفة له ، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها . واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم ، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى ، كما قال : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) . وكذلك القول فيما يضارع هذه الصفات كقوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) وقوله : ( بل يداه مبسوطتان ) وقوله : ( ويبقى وجه ربك ) وقول النبي " حتى يضع الجبار فيها قدمه" وقوله : "إن أحدكم يأتي بصدقته فيضعها في كف الرحمن" وقوله:"يضع السماوات على أصبع ، والأرضين ، على أصبع" وأمثال هذه الأحاديث ، فإذا تدبره متدبر ، ولم يتعصب بأن له صحة ذلك وأن الإيمان واجب ، وأن البحث عن كيفية ذلك باطل . وهذا لأن اليد في كلام العرب تأتي بمعنى القوة يقال لفلان يد في هذا الأمر أي : قوة وهذا المعنى لا يجوز في قوله : ( لما خلقت بيدي ) وقوله ( بل يداه مبسوطتان ) لأنه لا يقال : لله قوتان . ..إلى أن قال..... فإذا لم تحتمل الأوجه التي ذكرنا لم يبق إلا اليد المعلوم كونها ، والمجهولة كيفيتها ، ونحن نعلم يد المخلوق وكيفيتها لأنا نشاهدها ونعاينها فنعرفها ، ونعلم أحوالها ، ولا نعلم كيفية يد الله تعالى ، لأنها لا تشبه يد المخلوق ، وعلم كيفيتها علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى ، بل نعلم كونها معلومة لقوله تعالى ، وذكره لها فقط ، ولا نعلم كيفية ذلك وتأويلها ، وهكذا قوله : ( ويبقى وجه ربك ) للوجه في كلام العرب معان منها الجاه والقدر . يقال : لفلان عند الناس وجه حسن ، أي : جاه وقدر . وهذا المعنى لا يجوز في هذا الموضع لأنه لا يجوز أن يقال : لله تعالى جاه وقدر عند غيره ، فلا يقال : ويبقى جاه ربك ، وقدر ربك ..إلى أن قال.. فإذا لم يجز حمل الوجه على الأوجه التي ذكرناها بقي أن يقال : هو الوجه الذي تعرفه العرب ، وكونه معلوماً بقوله تعالى ، وكيفيته مجهولة . وكذلك قوله : "حتى يضع الجبار فيها قدمه" ، وقوله : "حتى يضعه في كف الرحمن" وللقدم معان ، وللكف معان ، وليس يحتمل الحديث شيئاً من ذلك إلا ما هو المعروف في كلام العرب فهو معلوم بالحديث مجهول الكيفية ، وكذلك القول في الأصبع ، والأصبع في كلام العرب تقع على النعمة والأثر الحسن . . . وهذا المعنى لا يجوز في هذا الحديث فكون الأصبع معلوماً بقوله صلى الله عليه وسلم ، وكيفيته مجهوله ، وكذلك القول في جميع الصفات يجب الإيمان به ، ويترك الخوض في تأويله ، وإدراك كيفيته .)) وقد ذكر كلام مالك في موضع سابق ومنه اقتبس بعض ألفاظه. وأيضاً قد احتج الإمام البغوي في "شرح السنة" بكلام مالك مع غيره من الآثار في إثبات صفات الله عز وجل.

هذا بعض كلام من استحسن كلام مالك أو جعله قاعدة لغيرها من الصفات أما من احتج به على إثبات العلو فكثير كالسجزي والعمراني والداني وابن عبد البر وعبد الغني المقدسي والموفق وغيرهم من أئمة السنة وكذا من أورده وحرفه من أهل الكلام كالغزالي والشهرستاني والأيجي وغيرهم ولا نطيل بنقل كلامهم ، وكل هؤلاء قبلوه على اختلاف مشاربهم وأقاويلهم ، قال البرزلي في فتاواه 6/202 وهو في الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي أيضاً ص54 : ((واختلف في تأويل قول مالك المذكور فصرفه ابن عبد البرّ إلى مذهبه ، وظاهر حكاية غيره أنه وقف عن الكلام فيها كمذهب الواقفية ، ومنهم من نحا به مذهب المتكلمين))إلخ وابن عبد البر لم يصرفه لمذهبه بل هو نفسه مذهب مالك وأهل السنة وظاهر الأثر وأيضاً قوله " الله في السماء وعلمه في كل مكان" يدل على ذلك.

ويضاف لهذا ما نذكره في:

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 12:18
الوجه الخامس أن يقال:

لو كان منهج الإمام التأويل بقسميه لذمه أئمة أهل الحديث ولأخرجوه من جملتهم فـ"الإمام مالك كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)،ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد ، النتيجة القطعية:أنه على مذهبهم ومشربه" من كلام الشيخ عبد الرحمن السديس في ملتقى أهل الحديث.

وقد يقال في المقابل أن جل المعتزلة يدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه وغيرهم من الأئمة في قسم المشبهة والمجسمة كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب الزينة وغيره ولو كان الإمام جهمي له كلام في التحريف لعدوه من أئمتهم أو على الأقل لحاجوا به أهل السنة في المغرب وغيره حين كانت الصراعات العنيفة تدور بين المعتزلة والسنة آنذاك.



الوجه السادس وفيه يبدأ الكلام على بطلان تفسيرهم للأثر فيقال:

الناس في هذا النص على قولين: قول من يرى أن هذا الأثر لا يدل على أن منهجه التأويل وسيأتي تفسيرهم للأثر.

والقول الآخر وهو قول بعض الكلابية ومن تأثر بهم أو من غلط من غيرهم : وهو أن هذا الأثر يدل على أن الإمام لا يرى بقاء نصوص الصفات الخبرية على ظاهرها ، فهو من المأولة! وقد مضى الرد على هذا القول من وجوه كصنيعه في الموطأ و ما روي عنه في الإثبات ومن نقل الأئمة عنه إلخ ما ذكرنا وفي هذا الوجه نزيدها بطلاناً من خلال نفس هذا الأثر فنقول:

قد جاء إثبات الصفات الخبرية من تلميذ الإمام مالك في نفس سياق هذا الأثر فكيف يكون يدل على أنه من المتأولة؟؟؟ هذا والله عجيب!؟

والنص كاملاً هو كما في النوادر والزيادات14/553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:

"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، ولا يشبه كذلك بشيء ، وليقل : له يدان كما وصف نفسه ، وله وجه كما وصف نفسه ، تقف عند ما في الكتاب ، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له ، ولا يروي أحد مثل هذه الأحاديث مثل "إن الله خلق آدم على صورته" ونحو ذلك من الأحاديث وأعظم مالك أن يتحدث أحد بمثل هذه الأحاديث)).


فهذا تلميذه يبين لنا أن كلام مالك هذا لا يعني عدم إثبات ما صح من الصفات كالوجه واليدين بالطريقة التي يعرفها أهل السنة قاطبة-رد الكثيري على السقاف ص105-، فكيف يزعم زاعم أن هذا النص يدل على تأويل الصفات؟؟

لا شك أن هذا لا جواب لهم عليه إلا بتكلف!

الوجه السابع:

ومما يشكل عليهم أيضاً ما جاء في العتبية-كما في البيان والتحصيل18/504وجامع ابن أبي زيد ص157- قال: ((سألت مالكا عن الحديث الذي جاء في جنازة سعد بن معاذ في العرش فقال لا تتحدثن به وما يدعو الإنسان إلى أن يحدث به وهو يرى ما فيه من التغرير)) ، فهذا مالك أيضاً ينكر التحديث بحديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ ، فهل يقولون فيه ما قالوه بحديث الصورة؟

فإن التزموا بأنه فعل ذلك لمجرد أن ظاهره باطل!! وهو يعتقد التأويل -بأحد قسميه- ويلتزم صرف ظاهر النص عند العوام أو غيرهم لئلا يفتنوا !! لكان هذا قول ظاهر البطلان ، فلو كان الأمر حقاً على ما يقولون لكان النهي عن التحديث بحديث الضحك وحديث النزول وحديث الجارية ومسح اليمين إلخ أولى وأحرى بمراحل من النهي عن التحديث بحديث اهتزاز العرش لمعاذ رضي الله عنه!!!

بل يلزم نهي الناس عن قراءة القرآن لما فيه من آيات الصفات التي هي أقرب لما ينكرونه من حديث معاذ!!

وقد وصل الحال بابن الحاج في المدخل في فهمه للأثر -المشار إليه في أصل الموضوع- حتى أنه قال: ((فكيف يقرأ ذلك على رءوس العوام والنساء حضور يسمعن فالغالب والحالة هذه أنهم يدخلون وهم مؤمنون فيخرجون وهم مفتتنون!! ... [و]إن كان ولا بد من ذكر الأحاديث التي توقع في القلب معنى من التشبيه!!! فلا بد من شيخ عارف عالم بالسنة ومعاني ما احتوى عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون مع ذلك جهير الصوت يسمعه القريب والبعيد فيحل مشكلها ويبين معناها))!!!

فأين يا ترى كلام مالك رحمه الله في تأويل الأحاديث التي موطأه التي كان يقرأها كل عمره!!؟؟؟ ولم لم ينهى عن روايتها إلا مقرونة بنفي ظواهرها!؟

يقول ابن حجر في الفتح-عن الشاملة- رداً على ابن رشد الجد: ((والذي يظهر أن مالكا ما نهى عنه لهذا إذ لو خشي من هذا لما اسند في الموطأ حديث "ينزل الله إلى سماء الدنيا" !! لأنه "أصرح" في الحركة من اهتزاز العرش ...ويحتمل الفرق بأن حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به بخلاف حديث النزول فإنه ثابت فرواه ووكل أمره إلى فهم أولي العلم الذين يسمعون في القران استوى على العرش ونحو ذلك)) تأمل إحالته لما ورد في القرآن في لفتة مهمة لما أشرنا له سابقاً.

والحاصل أن توهم التشبيه-كما زعموا- متحقق في الأحاديث التي رواها مالك بل هو أصرح فيها من هذا الحديث ، ومع هذا رواها مالك ولم يتكلم بإبطال ظاهرها المزعوم هذا بشيء!! بل تكلم بتأكيد ظاهرها الباطل عندهم فقال: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وغير ذلك، فظهر لكل منصف أن سبب الإنكار ليس هو مجرد توهم التشبيه ولكن سبب إنكاره هو ما نبينه في الوجه الأخير من هذا الرد وهو:


آخر تعديل بواسطة فيصل... ، 10 11 2008 الساعة 03:20 م.


الوجه الثامن:

وهو أن مالكاً رحمه الله إنما نهى عن التحديث بها لأنها لم تثبت عنده-رد الكثيري ص104- وهو قول:

1- ابن القاسم تلميذه حيث قال: ((وكان مالك يعظم أن يحدث أحد بهذه الأحاديث التي فيها "أن الله خلق آدم على صورته" وضعفها))أصول السنة ص75 والبيان والتحصيل16/400

2- أبو بكر الأبهري المالكي في شرح جامع ابن عبد الحكم ص162 حيث قال: ((إنما كره أن نتحدث بهذه الأشياء من قبيل أنها ليست صحيحة الإسناد عنده ، ولا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحدث عنه ما ليس بصحيح الرواية عنه))وذكر وجهاَ آخر باطل.

3- الذهبي في السير حيث قال ما نصه: ((أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك))

4- الحافظ ابن حجر قال فيما ذكرناه آنفا في حديث اهتزاز العرش : ((حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به))

ولنهيه عن التحديث تفسير آخر: وهو أنه إنما نهى أن يتحدث بهذه النصوص لمن يفتنه ذلك ولا يحتمله عقله فهو:

# ليس نهياً عاماً عن التحديث بها.

# ولا فعل ذلك لأنه يرى ظاهرها باطلاً ينبغي تأويله.

بل نهى عن التحديث بها لمن يفتنه الحديث فيكذب بحق أو يصدق بباطل ، فيعتقد اعتقاداً فاسداً أو يرد اعتقاداً صحيحاً وهو قول:

1- شيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص158 ما نصه:

((كان في السلف من يترك روايته-يعني حديث الصورة- فإن مالكاً روي عنه أنه لما بلغه أن محمد بن عجلان حدث به كره ذلك ، وقال: إنما هو صاحب أمراء..[و]إنما كره مالك ذلك لأن العلم الذي قد يكون فتنة للمستمع لا ينبغي للعالم أن يحدثه به لأنه مضرة بل فتنة وأن يكون بلغه لمن لا يفتتن به ، لوجوب تبليغ العلم ولئلا يكتم ما أنزل الله من البينات والهدى...[وذكر آثاراً في هذا منها].. قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم..ولذلك كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشية فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث لم يحدثوه ، وهذا الأدب مما لا يتنازع فيه العلماء...وقد سأل رجل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)) فلم يجبه وقال: "ما يمنعك أني لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت؟ وكفرك بها تكذيبك بها"...وسأل بعضهم زر بن حبيش عن حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح فلم يحدثه ....

وقول مالك في ابن عجلان هو صاحب أمراء كأنه –والله أعلم- يريد بذلك أن جلساء الملوك لا يضعون العلم مواضعه وإنما يقولون ما عنده[م] مطلقاً لطلب التقرب إلى الملوك أو لغير ذلك ، من غير تمييز بين ما ينتفع به الملوك وما لا ينتفعون به)) انتهى المراد والذي وقفت عليه لمالك أنه قال في أبي الزناد أنه "لم يزل عاملا لهؤلاء حتي مات وكان صاحب عمال يتبعهم" والله أعلم.

وقال ابن تيميه في التسعينية3/935-936: ((بل يكره-يعني مالك- أن يتحدث بذلك لمن يفتنه ذلك ولا يحمله عقله كما قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم ..كره التحدث بذلك حديثاَ يفتن المستمع الذي لا يحمل عقله ذلك ... أما أن يقال إن الأئمة أعرضوا عن هذه الأحاديث مطلقا فهذا بهتان عظيم))

2- قال ابن عبد البر في التمهيد 7/150: ((وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف "هاهنا")) وقوله هاهنا فيه دلالة خصوص قوله ذاك بدليل أن ابن عبد البر قال في جامع بيان العلم وفضله 2/195 ما نصه: ((وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمّروها كما جاءت، نحو حديث التنزل وحديث: "إن الله خلق آدم على صورته"، وأنه يدخل قدمه في جهنم، وما كان مثل هذه الأحاديث)) تأمل نقله عن إمامه-ومعه كبار أئمة المثبتة- في حديث الصورة الإمرار كما جاء ، كما في حديث الرؤية والنزول ونحوه.

3- وفي كلام القاضي عياض-وفيه تأثر بالكلابية- كلام لعله يقرب من هذا القول حيث قال: وكره مالك أن يحدث بها عوام الناس الذين لا يعرفون وجهه ولا تبلغه عقولهم فينكروه أو يضعوه في غير موضعه.


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المسيلي28
2009-04-27, 13:53
على زعمك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما معطل إذ أول الساق في قوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق) قال عن شدة
وعلى زعمك الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال في حق بن عباس : "اللهم علمه الحكمة وتأوبل الكتاب" دعاء على ابن عباس لا له
وعلى زعمك ابن المبارك معطل إذ أول قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى) قال استوى استولى في كتابه غريب القرآن
وعلى زعمك مالك معطل إذ أول حديث النزول بقوله نزول رحمة كما في شرح الزرقاني على الموطأ والفتح لابن حجر
وعلى زعمك البخاري معطل إذ أول قوله تعالى : (كا شئ هالك إلا وجهه) قال إلا ملكه في صحيحه
وأول البخاري الضحك بالرحمة نقل عنه ذلك الخطابي
وعلى زعمك أحمد بن حنبل معطل إذ أول قوله تعالى : (وجاء ربك) قال جاءت قدرته
وعلى زعمك مجاهد معطل إذ أول قوله تعالى : (فأينما تولوا فثم وجه الله) قال قبلة الله
الأدلة كثيرة من أقوال علماء السلف والخلف
ومن يحصي نجوم السماء
السلف والخلف على صرف الظاهر عن الآيات والأحاديث المتشابهة لم يقل أحد منهم خذوها على الظاهر
مذهب أغلب السلف هو التفويض والتأويل الإجمالي وإن كان بعضهم أول كما ذكرت
ومذهب أغلب الخلف هو التأويل التفصيلي
أما المشبهة المجسمة مذهبهم هو الأخذ بالظاهر فأثبتوا لله يدا وعينا ويمينا وساقا بمعنى الجارحة والعياذ بالله وهذا تكذيب لقوله تعالى :(ليس كمثله شئ)

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 18:23
يا أخي الكريم إن الله مستو على عرشه إستواء يليق بعظمته و الله جل و عل في السماء
كما قال في كتابه الكريم(ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)) وكما شهد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقر الجارية التي سألها أين الله قالت في السماء قال أعتقها فإنها مؤمنة وكما أشار إلي ذلك صلى الله عليه وسلم في أعظم مجمع من أمته يوم عرفة حين خطب الناس خطبته الشهيرة فقال ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد وجعل يرفع أصبعه إلي السماء وينكثها إلي الناس فهذا دليل من القرآن ومن السنة على أن الله في السماء .........
وقد أنعقد إجماع السلف على ذلك كما ذكر ذلك الأوزاعي وغيره وعلى هذا فيكون الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة كل هذه الأدلة قد تطابقت على أن الله تعالى في السماء وأنه جلا وعلا عالٍ بذاته كما أنه عالٍ بصفاته ولكن يجب أن يعلم أن كونه في السماء لا يعني أن السماء تظله وأنها محيطة به فإن الله تعالى أعظم من أن يظله شيء من خلقه وهو سبحانه وتعالى غني عما سواه وكل شي مفتقر إليه سبحانه وتعالى وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فلا يمكن أن تظله السماء...

أم عن تأويل صفة الإستواء فهذ رد من الشيخ بن عثيمين على ذلك
أما قوله تعالى (ثم استوى على العرش) فإن الاستواء بمعنى العلو كما في قوله تعالى (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم) أي تعلو عليها وكما في قوله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) أي علوت فالاستواء في اللغة العربية بمعنى العلو ولا يرد بمعنى الاستيلاء والملك أبداً ولو كان هذا صحيحاً لبينه الله عز وجل في القرآن ولو في موضع واحد والاستواء على العرش ذكر في القرآن في سبعة مواضع ما فيها موضع واحد عبر عنه بالاستيلاء أبداً ولو كان بمعنى الاستيلاء لعبر عنه في بعض المواضع حتى يحمل الباقي عليه وإن لم يكن بينت السنة وليست في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حرف واحد يدل على أن الاستواء أي أن استواء الله على عرشه بمعنى استوائه عليه وليس في كلام السلف الصالح والأئمة على استواء الله على العرش بمعنى استيلائه عليه والمعروف عنهم أنه بمعنى العلو والاستقرار والارتفاع والصعود هكذا نقل عن السلف وعلى هذا فيكون المعنى الصحيح على قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وما أشبهها من الآيات أي الرحمن على العرش علا علو خاصاً يليق بجلاله تبارك وتعالى ولا يستلزم ذلك أن يكون الله تعالى محتاجاً إلي العرش بل أنه لا يقتضي ذلك أبداً فإنه قد علم أن الله تعالى غنياً عما سواه وأن كل ما سواه محتاج إليه فنرجو من الأخ السامع للجواب الأول أن يرد إليه هذا الجواب حتى يتبين له الحق بأن يجرد نفسه قبل كل شي من التقليد حتى يكون قلبه سليماً على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

المسيلي28
2009-04-27, 19:43
ألم تعلم بأن عبد الله بن عباس أول قوله تعالى : (ءأمنتم من في السماء) قال ءأمنتم عذاب من في السماء أي الملائكة
هل تترك قول السلف الصالح قول ا بن عباس الذي دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب"
أما حديث الجارية أما علمت أنه روي بعدة روايات مختلفة روي بلفظ "أين الله" و بلفظ "من ربك" وبلفظ "أتشهدين أن لا إله إلا الله" و في رواية كانت خرساء فهذا حديث مضطرب أنظر إن شئت في كتب مصطلح الحديث لا يسندل به في العقيدة لا يؤخذ به.
ألم تعلم أن الرواية التي فيها "أين الله" في صحيح مسلم ذكرها الإمام مسلم في باب الصلاة ولم يذكرها في باب الإيمان والعقيدة.
والعلماء منهم النووي قال أين سؤال عن المكانة لا عن المكان وهذا موافق للغة العرب يقال : أين فلان من فلان حتى أنت تستعمل كلمة أين بالعامية على معنى المكانة والدرجة كقولك : أين وصلت في دراستك الجواب مثلا الباكلوريا.
عليك بالسلف الصالح وقد ذكرت لك بعض أقوالهم في التأويل.
أما بالنسبة لتأويل الاستواء أنت تترك قول تبن المبارك الذي كان من السلف الصالح الذي كانمن المجتهدين وتأخذ بقول العثيمين.
سبحان الله
قال صلى الله عليه وسلم : "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
نقل القاضي عياض الإجماع على صرف الظاهر عن الآيات و الأحاديث المتشابهة هذه المسالة لم يختلف فيها إثنان من أهل السنة والجماعة.

المسيلي28
2009-04-27, 19:58
ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "كان الله ولم يكن شئ غيره" كان الله في الأزل ولا سماء ولا عرش ولا كرسي ولا جنة ولا نار ولا مكان ولا زمان.
إذا كان في السماء كما تزعم فقبل خلق العرش والسماء أين كان الله.
الله لا يحتاج إلى خلقه الله تعالى غني عن العالمين لا يحتاج إلى عرش ولا إلى سماء ولا إلى أرض ولا إلى محل يحل فيه.
هذا اعتقاد السلف الصالح ومن تبعهم إلا المشبهة المجسمة الذين زعموا أنه إذا قيل الله لا داخل العالم ولا خارج العالم هذا نفي لوجوده لأنه بزعمهم رفع للنقيضين.
هؤلاء وقعوا في التشبيه لأنهم قاسوا الخالق على المخلوق.
قال أهل السنة هذا ليس نفيا لوجود الله لأن الله منزه عن المكان لا يوصف بكونه داخل العالم ولا خارجه كما إذا قلت الحجر ليس بعالم ولا جاهل هذا ليس نفيا للحجر لأن الحجر لا يوصف بالعلم وكذلك لا يوصف بالجهل.
الحق أن الله تعالى موجود بلا مكان قبل خلق المكان وهو الآن بعد خلق المكان موجود بلا مكان.

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 20:22
سبحان الله يا أخي حتى كلام الله الواضح تؤويلونه.

حتى فرعون الطاغية علم أن الله في السماء.

"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى "

المسيلي28
2009-04-27, 20:41
العجب أنت تستدل بكلام فرعون لعنة الله عليه.
الذي ذكرته شاف كاف.

المسيلي28
2009-04-27, 20:45
متى صار فرعون من علماء المسلمين ليؤخذ بكلامه واعتقاده الفاسد.
عليك بالأقوال التي ذكرتها لك أعوال السلف الصالح.

المفتخر بإسلامه
2009-04-27, 21:08
أخي العزيز أني أنصحك عرض عقيدتك على الكتاب و السنة.
فالله في السماء كما قال هو في كتابه و كما قال نبيه فلا داعي للتشكيك في ذلك.......

وحتى فرعون وهو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان : ( يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى .. الآية ) . وهو في حقيقة أمره وفي نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقّا كما قال عزّ وجلّ : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .

وصعود الأشياء إليه ، مثل قوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر/10 ومثل قوله : ( تعرج الملائكة والروح إليه ) المعارج/4.

المسيلي28
2009-04-27, 22:48
إذا حصرت الله في السماء واستدلت بقوله تعالى : (ؤأمنتم من في السماء) وقوله تعالى : (يصعد إليه الكلم الطيب)
ماذا تفعل بقوله تعالى : (فأينما تولوا فثم وجه الله) وبقوله تعالى : (وهومعكم أينما كنتم) وبقوله تعالى : (فأينما تولوا فثم وجه الله) وبقوله تعالى : (هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) وبقوله تعالى : (إني ذاهب إلى ربي) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "وهو أقرب إلى أحدكم إلى عنق راحلة أحدكم" وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن ربه بينه وبين قبلته" هل تأخذها على الظاهر حتى يكون محيطا بنا وفي كل جهة حيث نولي وبيننا وبين قبلتنا وأقرب إلى عنق راحلتنا أم ماذا تفعل.
الآيات تتعاضد ولا تتضارب.
ارجع إلى الصواب
لقد ذكرت لك من أقوال علماء السلف ما هو شاف بل من كلام الصحابة فهل تترك كلام هؤلاء.

ليتيم الشافعي
2009-04-28, 18:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخى الكريم المفتخر بإسلامه...... وأخى الكريم المسيلى 28 هداك الله إلى سبيل الرشاد وإياي

كنا قد ناقشنا مسألة العلو ..منذ أمد ليس بالطويل .مع بعض الإخوة حفظهم الله ومن الرغم من وقوع الحجة

الدامغة عليهم إلا أنهم مازالوا فى سكرتهم يعمهون...إما جهلا منهم وإما عنادا وتكبرا.. والله الهادى إلى سواء السبيل

أخى الكريم هذا سؤال بسيط جدا أرجوا الإجابة عليه .....نعم أو لا؟؟


من المعلوم أن من الأماكن : المزابل والمراحيض وبيوت الدعارة والخمارات ..والكلاب والخنازير والكفرة ووو.....كلهم اماكن ...فهل تقول يا اخي وعياذا بالله ان الله في تلك الأماكن ؟؟




الجواب : نعم ....أم .........لا ؟؟

بسيط جدا..

اما انا فأقول لا .....ولا في كل مكان

انتظر ردك ....شكرا..

المسيلي28
2009-04-28, 22:04
الحمد لله أن جعلني مسلما على مذهب أهل السنة والجماعة.
لا أدري إذا كان السؤال موجها لي إن كان كذلك فالرد على ما يأتي إن شاء الله تعالى :
اعتقاد أهل السنة هو اعتقاد أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان كان قبل المكان بلا مكان وهو الأن على ما عليه كان بلا مكان بعد خلق المكان وهذا مأخوذا من القرآن والسنة المطهرة , قال تعالى : (ليس كمثله شئ) وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره : "كان الله ولم يكن شئ غيره" كان الله ولا عرش ولا سماء ولا كرسي وأرض ولا خلق هذا هو الصواب. أما اعتقاد أن الله في مكان خارج العالم أو فوق العرش أو في السماء فهذا اعتقاد المشبهة. وأما اعتقاد أن الله حال في كل مكان فهذا اعتقاد الجهلة المتصوفة الحلوليين.
ذكر أبو منصور البغدادي أن سيدنا عليا رضي الله عنه قال : إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته.
قال الطحاوي عن الله : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات.
يا جماعة هل تعرفو ما هي الجهات الست؟ الفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف هذه هي الجهات الست.
قال البيهقي في الأسماء والصفات : استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقوله صلى الله عليه وسلم :"اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ" قال البيهقي : إذا لم يكن فوقه شئ ولا دونه شئ لم يكن في مكان.
ولا أحد من علماء السلف نسب إلى الله المكان والجهة والجلوس والاستقرار على العرش إلا المشبهة الكرامية ومن تبعهم.
والله المستعان

المسيلي28
2009-04-28, 22:20
الذي يقتقد أن الله حال في كل مكان لا شك أنه حلولي وأنه كافر بالله.
توجد فرقة تعتقد أن الله خارج العالم وهؤلاء يقولون إّذا قلنا الله لا داخل العالم ولا خارجه هذا فيه نفي لوجود الله لأنه رفع للنقيضين. هؤلاء مشبهة لأنهم نسبوا إلى الله المكان وإن لم يتلفظوا به. هؤلاء جعلوا الله خارج العالم جعلوا لله شريكا وهو خارج العالم لأنه يعلم أن الله أزلي لا ابتداء لوجوده فإذا قالوا الله خارج العالم معناه خارج العالم أزلي مع الله وهذا ضلال مبين.
الحجر ليس بعالم ولا جاهل لأن الحجر لا يوصف بالعلم والجهل كذلن الله لا داخل العالم ولا خارجه لأنه لا يوصف بالكون في مكان.
والله المستعان

المفتخر بإسلامه
2009-04-29, 12:12
أخي الحبيب المسيلي28 .
نحن آهل السنة نعتقد أن الله مستوٍ على عرشه إستواء يليق بعظمته و مكانته جلّ جلاله....فلا العرش يحمله و لا الكرسي يسنده بل العرش و حملته و الكرسي و عظمته كل مقبوض بقبضته محمول بعظيم قدرته.
لكنه جل و عل يسمع و يرى دبيب النملة تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء...فإن الله هو السميع البصير لكن لا تشبه و لا تكيف و كل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك...فإن كان الله يسمع و يبصر و يضحك و له أصابع لكن هذا لا يعني أنه مثلنا جل جلاه و كما قلت لك"لا تشبه و لا تكيف و كل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك"
أخي الغالي بخصوص ماقلت أنها توجد فرقة تعتقد الله خارج العالم.
فهذا نقل لكلام الألباني-رحمه الله-بخصوص الموضوع
قال العلامة الألباني في مختصر العلو - (ج 1 / ص 69-70) :
( إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي )
والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السماء والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران

المسيلي28
2009-04-29, 19:31
ما هذا التعبير ؟أتدري ما تكتب؟
هذه العبارة لا معنى لها "المكان العدمي"
العدم هو اللا وجود ولا يقال له شئ لأن الشئ هو الثابت الوجود أما العدم هو اللاوجود.
أما المكان هو الفراغ الذي يشغله الجرم.
أنت في مكان لأنك جسم والجسم موجود في مكان يشغل مكانا ويملء فراغا كذلك العرش والكرسي والجنة والنار والبشر والحجر والنور والظلام.
أول المخلوقات الماء الله تعالى أبرزه من العدم إلى الوجود بوجود الماء وجد المكان والزمان لأن الماء له حجم.

أما هذا التعبير "المكان العدمي" لا وجود له في كتب العقيدة لا في كتب علماء السلف ولا في كتب علماء الخلف.
عليك بالنظر في كتب علماء اللغة مثل المصباح للفيومي والقاموس للفيروزأبادي ومختار الصحاح و لسان العرب
أنظر تعريف المكان و تعريف العدم إن شاء الله يتضح لك الأمر.

محمد مقاوسي
2009-04-30, 07:57
عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]

محمد مقاوسي
2009-04-30, 07:59
عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120،

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:08
أقوال أئمة السلف وعلماء الأمة في علو الله بذاته

وقد جمعت هذه الأقوال من بحث للشيخ التويجري رحمه الله تعالى.

قال الإمام الحافـظ أبو القاسم اللالكائي- واسمه هبة الله بن الحسن الطبري الشافعي , مصنف كتاب "شرح اعتقاد أهل السنة " وهو مجلد ضخم- :سياق ما روى في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وأن الله على عرشه فى السماء
وقال عز وجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
وقال وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه
فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه
وروى ذلك من الصحابة
عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة
ومن التابعين
ربيعة بن أبي عبد الرحمن وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان
وبه قال من الفقهاء
مالك بن أنس وسفيان الثوري وأحمد ابن حنبل

وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" , ونقل ابن القيم بعضه في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .

وقال الحافظ الحجة أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجزي في كتاب "الإنابة" الذي ألفه في السنة : أئمتنا كسفيان الثوري , ومالك , وحماد بن سلمة , وحماد بن زيد , وسفيان بن عيينة , والفضيل , وابن المبارك , وأحمد , وإسحاق , متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش بذاته , وأن علمه بكل مكان . انتهى .




1-قول كعب الأحبار

روى أبو صفوان الأموي بإسناده إلى كعب الأحبار قال : قال الله - عز وجل - في التوراة : أنا الله فوق عبادي , وعرشي فوق جميع خلقي , وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي , ولا يخفى علي شيء في السماء ولا في الأرض . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : رواته ثقات . وقال : ابن القيم رواه أبو الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح عن كعب .

وروى أبو الشيخ في كتاب "العظمة" بإسناده إلى كعب الأحبار قال : إن الله - عز وجل - خلق سبع سماوات , ومن الأرض مثلهن , ثم جعل بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض , وجعل كثفها مثل ذلك , ثم رفع العرش فاستوى عليه . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : الإسناد نظيف .

2-قول مسروق بن الأجدع

روى علي بن الأقمر عن مسروق قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق , حبيبة حبيب الله , المبرأة من فوق سبع سماوات . ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : إسناده صحيح . وصححه أيضا ابن القيم .


3-قول قتادة بن دعامة

روى عثمان بن سعيد الدارمي عنه أنه قال : قالت بنو إسرائيل : يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض , فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال : إذا رضيت عنكم استعملت عليكـم خياركم , وإذا غضبت عليكم استعملت عليكـم شراركـم .

وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وقال الذهبي : هذا ثابت عن قتادة أحد الحفاظ , وروى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قول الله تعالى : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : يعبد في السماء , ويعبد في الأرض . وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد بدون إسناد" , ورواه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " , ثم قال : وفي معنى هذه الآية قول الله - عز وجل - : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ .



4-قول الضحاك بن مزاحم

روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" , وأبو داود في كتاب " المسائل " بإسناد حسن عن الضحاك في قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ قال : هو على العرش وعلمه معهم . وقد رواه ابن جرير في تفسيره , ولفظه قال : هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا . ورواه الآجري في كتاب "الشريعة" , والبيهيقي في كتاب "الأسماء والصفات" , والقاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " , وقال بعد إيراده : قال أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - هذه السنة .

وذكره ابن عبد البر في التمهيد فقال : ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآية . قال : هو على عرشه , وعلمه معهم أين ما كانوا , قال : وبلغني عن سفيان الثوري مثله . وقد ذكره الذهبي في كتاب "العلو" , قال : وفي لفظ "هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا " , أخرجه أبو أحمد العسال , وأبو عبد الله بن بطة , وأبو عمر بن عبد البر بإسناد جيد .


5-قول مقاتل بن حيان
ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره عن مقاتل أنه قال في قوله الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : هو على العرش , وهو معهم بعلمه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن ابن أبي حاتم .

وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " بإسناده إلى مقاتل بن حيان قال : بلغنا - والله أعلم - في قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ قبل كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالْآخِرُ بعد كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالظَّاهِرُ فوق كل شيء , سورة الحديد الآية 3 وَالْبَاطِنُ أقرب من كل شيء . وإنما يعني بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه سورة الحديد الآية 3 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ , ثم ذكر كلامه على الآية التي بعدها إلى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ يعني قدرته وسلطانه وعلمه معكم أين ما كنتم سورة الحديد الآية 4 وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وبالإسناد عن مقاتل بن حيان قال : قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ يقول : علمه وذلك قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فيعلم نجواهم , ويسمع كلامهم , ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء ، هو فوق عرشه , وعلمه معهم . وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" بعض ما رواه البيهقي عن مقاتل بن حيان , ثم قال مقاتل : هذا ثقة إمام معاصر للأوزاعي ما هو بابن سليمان , ذاك مبتدع ليس بثقة .


6-قول مالك بن دينار

روى أبو نعيم في "الحلية" عنه أنه كان يقول : خذوا ، فيقرأ ثم يقول : اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه . قال الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : إسناده صحيح .
[align=center]


7-قول الإمام أبي عمرو الأوزاعي

قد تقدم ما رواه البيهقي عنه أنه قال : كنا والتابعون متوافرون , نقول : إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه , ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا . وقال الذهبي في كتاب "العلو" : روى أبو إسحاق الثعلبي قال : سئل الأوزاعي عن قوله تعالى : سورة الأعراف الآية 54 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قال : هو على عرشه كما وصف نفسه .


8-قول الإمام أبي حنيفةروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناده إلى نعيم بن حماد , قال : سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر ؛ إذ جاءته امرأة من ترمقا , كانت تجالس جهما , فدخلت الكوفة , فأظنني أقل ما رأيته عليها عشرة آلاف من الناس , تدعو إلى رأيها , فقيل لها : إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول , يقال له : أبو حنيفة , فأتته فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك , أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها , ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها , ثم خرج إليها وقد وضع كتابا : الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض . فقال له رجل : أرأيت قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ ؟ قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه .

قال البيهقي : لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله - عز وجل - , ومن الكون في الأرض , وفيما ذكر من تأويل الآية , وتبع مطلق السمع في قوله : إن الله - عز وجل - في السماء . وقد رواه الذهبي في كتاب "العلو" عن طريق البيهقي .

وقال أبو مطيع البلخي في كتاب "الفقه الأكبر" المشهور : سألت أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض . قال : قد كفر ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وعرشه فوق سبع سماواته . فقلت : إنه يقول : على العرش استوى , ولكن لا يدري العرش في السماء أو في الأرض , فقال : إذا أنكر أنه في السماء كفر ؛ لأنه تعالى في أعلى عليين , وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل . انتهى .

وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" , والحافظ الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .

]9-قول سفيان الثوري
روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عن معدان الذي قال فيه ابن المبارك : إن كان بخراسان أحد من الأبدال فمعدان . قال : سألت سفيان الثوري عن قول الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قال : علمه .

وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" , ورواه أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" إلا أنه قال في الإسناد عن خالد بن معدان : وهذا وهم ؛ لأن خالد بن معدان من الطبقة الثالثة , وسفيان الثوري من الطبقة السابعة , فلا يصح أن يقال : إن خالد بن معدان روى عن سفيان الثوري الذي هو أنزل منه بأربع طبقات , ولعل هذا الوهم وقع من بعض النساخ , والله أعلم . ورواه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " بمثله .


[10-قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة

روى أبو داود في كتاب "المسائل " وأبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" من طريق أبي داود , ومن طريق الفضل بن زياد , كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل قال : حدثني سريج بن النعمان قال : حدثنا عبد الله بن نافع قال : قال مالك بن أنس : الله - عز وجل - في السماء , علمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان .

وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عن أبيه , وزاد بعد قوله وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء , وتلا هذه الآية : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال : في السماء , وعلمه في كل مكان , حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في كتاب "التفسير" الذي جمعه من كلام مالك , ونقله أبو عمرو الطلمنكي , وأبو عمر بن عبد البر , وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد . ونقله أيضا عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم , مثل أحمد بن حنبل , وابنه عبد الله , والأثرم , والخلال , والآجري , وابن بطة , وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة- إلى أن قال- وكلام أئمة المالكية , وقد مائهم في الإثبات كثير مشهور , حتى علماءهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه . انتهى .


11-قول أصبغ صاحب مالك
ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : إن الله مستو على عرشه , وبكل مكان علمه وإحاطته . قال ابن القيم : وأصبغ من أجل أصحاب مالك وأفقههم .

12-قول عبد الله بن المبارك
روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" , والبيهقي في كتاب " الأسماء والصفات " عن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى , بائن من خلقه , ولا نقول كما قالت الجهمية : إنه هاهنا- وأشار إلى الأرض- , وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" فقال : روى عبد الله بن أحمد وغيره بأسانيد صحاح عن ابن المبارك فذكره بنحوه , ثم قال : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره .

وذكره شيخ الإسلام أيضا في موضع آخر من الفتاوى , ثم قال : هذا مشهور عن ابن المبارك , ثابت عنه من غير وجه , وهو أيضا صحيح ثابت عن أحمد بن حنبل , وإسحاق بن راهويه وغير واحد من الأئمة . انتهى . ونقله الذهبي في كتاب "العلو" وقال بعده : فقيل : هذا لأحمد بن حنبل . فقال : هكذا هو عندنا .

ورواه الذهبي بإسناده إلى علي بن الحسن قال : سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ قال : على السماء السابعة , على عرشه , ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه هاهنا في الأرض .

وذكر القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " ما رواه الأثرم عن محمد بن إبراهيم القيسي , قال : قلت لأحمد بن حنبل : يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : في السماء السابعة , على عرشه . فقال أحمد : هكذا هو عندنا . وقال البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" : وقال ابن المبارك : لا نقول كما قالت الجهمية : إنه في الأرض هاهنا , بل على العرش استوى . وقيل له : كيف نعرف ربنا؟ قال : فوق سماواته على عرشه .


13-قول أبي عصمة نوح بن أبي مريم

قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" حدثني أحمد بن سعيد الدارمي , صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). سمعت أبا عصمة وسأله رجل عن الله في السماء هو؟ فحدث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل الأمة أين الله؟ قالت : في السماء . قال : فمن أنا؟ قالت : رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة , قال : سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنة ؛ أن عرفت أن الله في السماء .

14-قول علي بن عاصم محدث واسط , وشيخ الإمام أحمد

ذكر ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية " عن يحيى بن علي بن عاصم قال :

كنت عند أبي فاستأذن عليه المريسي , فقلت له : يا أبت مثل هذا يدخل عليك؟ فقال : وما له؟ قلت : إنه يقول : إن القرآن مخلوق . ويزعم أن الله معه في الأرض- وكلاما ذكرته- , فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله : إن القرآن مخلوق . وقوله : إن الله معه في الأرض . وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية " .


[b]15-قول سعيد بن عامر الضبعي عالم البصرة قال البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" : وقال سعيد بن عامر : الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى , فقد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله - تبارك وتعالى - على العرش ، وقالوا هم : ليس على العرش شيء .

وقال الذهبي في كتاب "العلو" : قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أبي قال : حدثت عن سعيد بن عامر الضبعي أنه ذكر الجهمية فقال : هم شر قولا من اليهود والنصارى . قد أجمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله - عز وجل - على العرش , وقالوا هم : ليس على العرش شيء . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن كتاب "السنة" لابن أبي حاتم .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:09
16-قول يزيد بن هارون


قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" : حدثني عباس العنبري , حدثنا شاذ بن يحيى , سمعت يزيد بن هارون , وقيل له : من الجهمية ؟ قال : من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما في قلوب العامة فهو جهمي .

وقد ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" , قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : والذي يقر في قلوب العامة هو ما فطر الله تعالى عليه الخليقة من توجهها إلى ربها تعالى عند النوازل والشدائد , والدعاء والرغبات إليه تعالى , نحو العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة من غير موقف وقفهم عليه , ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها , وما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة , حتى يجهمه وينقله إلى التعطيل من يقيض له . انتهى . وقد نقله عنه ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


17-قول عبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري ومسلم

ذكر الذهبي في كتـاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي , وقد تقدم عن يزيد بن هارون مثله .


18-قول عبد الله بن أبي جعفر الرازي


قال الذهبي في كتاب "العلو" : قال محمد بن يحيى الذهلي : أخبرني صالح بن الضريس قال : جعل عبد الله يضرب رأس قرابة له يرى رأي جهم , فرأيته يضرب بالنعل على رأسه ويقول : لا حتى تقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى بائن من خلقه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" نقلا عن كتاب "الرد على الجهمية " لابن أبي حاتم .


19-قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي

قال الذهبي في كتاب "العلو" : روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب , كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي قال : القول في السنة التي أنا عليها , ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه , يقرب من خلقه كيف شاء , وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد .

وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" من رواية عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي شعيب وأبي ثور عن الشافعي - رحمه الله تعالى - . وذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" عن الشافعي أنه قال : خلافة أبي بكر الصديق حق قضاه الله في السماء ، وجمع عليه قلوب عباده . انتهى .


20-قول عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى : ومن أصحاب الشافعي عبد العزيز بن يحيى الكناني المكي له كتاب "الرد على الجهمية " , وقرر فيه مسألة العلو , وأن الله تعالى فوق عرشه , والأئمة في الحديث والفقه والسنة والتصوف المائلون إلى الشافعي ما من أحد منهم إلا له كلام فيما يتعلق بهذا الباب , ما هو معروف يطول ذكره . انتهى .


21-قول هشام بن عبيد الله الرازي عالم الري

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" : روى ابن أبي حاتم أن هشام بن عبيد الله الرازي صاحب محمد بن الحسن - قاضي الري - حبس رجلا في التهجم , فتاب فجيء به إلى هشام ؛ ليطلقه فقال : الحمد لله على التوبة , فامتحنه هشام فقال : أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ فقال : أشهد أن الله على عرشه , ولا أدري ما بائن من خلقه . فقال : ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب . وقد ذكره الذهبي في كتاب "لعلو" بنحوه .


22-قول محمد بن مصعب العابد

روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عنه أنه قال : من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة , فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات , ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة .


23-قول سنيد بن داود المصيصي الحافظ

قال الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : قال أبو حاتم الرازي : حدثنا أبو عمران الطرسوسي قال : قلت لسنيد بن داود : هو عز وجل على عرشه , بائن من خلقه؟ قال : نعم .


24-قول عبد الله بن الزبير الحميدي شيخ البخاري

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : نقول : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي .


25-قول نعيم بن حماد الخزاعي الحافظ

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في قول الله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : معناه إنه لا يخفى عليه خافية , بعلمه . ألا ترى إلى قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآية . أراد أنه لا تخفى عليه خافية .


26- قول بشر بن الوليد وأبي يوسف

قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : روى ابن أبي حاتم قال : جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له : تنهاني عن كلام بشر المريسي , وعلي الأحول , وفلان يتكلمون . فقال : وما يقولون؟ قال : يقولون : إن الله في كل مكان . فبعث أبو يوسف وقال : علي بهم . فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول , والشيخ الآخر , فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال : لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك ، وأمر به إلى الحبس , فضرب علي الأحول وطيف به .

وقد استتاب أبو يوسـف بشر المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه , وهي
قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره , وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا . وقد ذكر الطحاوي في اعتقاد أبي حنيفة وصاحبيه ما يوافق هذا , وأنهم من أبر الناس من التعطيل والتجهم . انتهى باختصار .


27- قول بشر الحافي الزاهد

قال الذهبي في كتاب "العلو" : له عقيدة رواها ابن بطة في كتاب "الإبانة" وغيره , فمما فيها : والإيمان بأن الله على عرشه استوى كما شاء , وأنه عالم بكل مكان .


28- قول أحمد بن نصر الخزاعي

قال الذهبي في كتاب "العلو" : قال إبراهيم الحربي فيما صح عنه : قال أحمد بن نصر , وسئل عن علم الله فقال : علم الله معنا , وهو على عرشه .


29- قول قتيبة بن سعيد

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه قال : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه . وقد نقل إجماع أهل السنة والجماعة على ذلك , فليراجع .


30-قول علي ابن المديني


قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله - عز وجل - فوق السماوات على عرشه استوى , فسئل عن قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ فقال : اقرأ ما قبله : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ


31- قول خالد بن سليمان أبي معاذ البلخي
قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" : روى ابن أبي حاتم عنه بإسناده أنه قال : إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه .



32-قول الإمام أحمد بن محمد بن حنبل

قد تقدم في أول حكاية الإجماع على خلاف ما زعمه المردود عليه ما جاء في العقيدة

التي رواها أبو العباس الإصطخري عن الإمام أحمد في إثبات علو الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة , وأنه بائن من خلقه , وأنه مع الخلق بعلمه , لا يخلو من علمه مكان . فليراجع كلامه فإنه مهم جدا .

وتقدم أيضا عن عبد الله بن المبارك أنه قيل له : بماذا نعرف ربنا؟ قال : بأنه فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , ولا نقول كما تقول الجهمية : إنه هاهنا في الأرض . قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره . وقال الذهبي : قيل : هذا لأحمد بن حنبل . فقال : هكذا هو عندنا .

وروى القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " عن يوسف بن موسى القطان قال : قيل لأبي عبد الله : والله تعالى فوق السماء السابعة على عرشه , بائن من خلقه , وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال : نعم على عرشه , ولا يخلو شيء من علمه . وذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن أبي طالب أحمد بن حميد قال : سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال : الله معنا , وتلا : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ فقال : قد تجهم هذا ؛ يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها . هلا قرأت عليه : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ فعلمه معهم , وقال في سورة (ق) : سورة ق الآية 16 وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ , فعلمه معهم . قلت : ما زعمه القائل بأن معية الله لخلقه معية ذاتية مطابق لقول الرجل الذي قال فيه الإمام أحمد : أنه قد تجهم .

وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله : إن رجلا قال : أقول كما قال الله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره . فقال أبو عبد الله : هذا كلام الجهمية . بل علمه معهم , فأول الآية يدل على أنه علمه . رواه ابن بطة في كتاب (الإبانة) عن عمر بن محمد بن رجاء عن محمد بن رجاء عن محمد بن داود عن المروذي .

قلت : ليتأمل المبتلى بمخالفة أهل السنة والجماعة كلام الإمام أحمد حق التأمل ؛ حتى يعرف من كان يقول بالمعية الذاتية من أهل البدع والضلال , وأنهم شر أهل البدع .

وقال حنبل بن إسحاق في كتاب (السنة) : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : ما معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ و سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ؟ قال : علمه . عالم الغيب والشهادة , محيط بكل شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم ربنا على العرش بلا حد ولا صفة وسع كرسيه السماوات والأرض . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في (شرح حديث النزول) .

وقال الشريك أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى في عقيدة له ذكرها القاضي أبو الحسين "في طبقات الحنابلة " : سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل عن قوله - عز وجل - : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا فقال : علمه .

وذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية " أنهم قالوا : إن الله تحت الأرض السابعة كما هو على العرش , فهو على العرش , وفي السماوات , وفي الأرض , ولا يخلو منه مكان , ولا يكون في مكان دون مكان , وتلوا آية من القرآن : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ فقلنا : قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء , أجسامكـم وأجوافكم , وأجواف الخنازير والوحوش , والأماكن القذرة ليس فيها من عظمة الرب شيء . وقد أخبرنا أنه في السماء , ثم ذكر أحمد الأدلة من القرآن على أن الله تعالى في السماء , وقال بعد ذلك : وإنما معنى قول الله - جل ثناؤه - : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يقول : هو إله من في السماوات , وإله من في الأرض , وهو على العرش , وقد أحاط علمه بما دون العرش , ولا يخلو من علم الله مكان , ولا يكون علم الله في مكان دون مكان , فذلك قوله : سورة الطلاق الآية 12 لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

وقال الإمام أحمد أيضا : "بيان ما تأولت الجهمية من قول الله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ قالوا : إن الله معنا وفينا . فقلنا : الله - جل ثناؤه - يقول : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ , ثم قال : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ يعني الله بعلمه , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ يعني الله بعلمه , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ يعني بعلمه فيهم , سورة المجادلة الآية 7 أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

يفتح الخبر بعلمه , ويختم الخبر بعلمه .

وقال الإمام أحمد أيضا : بيان ما ذكر الله في القرآن سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ وهذا على وجوه , قال الله - جل ثناؤه - لموسى : سورة طه الآية 46 إِنَّنِي مَعَكُمَا , يقول : في الدفع عنكما . وقال : سورة التوبة الآية 40 ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا يقول : في الدفع عنا . وقال : سورة البقرة الآية 249 كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ , يقول : في النصر لهم على عدوهم . وقال : سورة محمد الآية 35 فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ , في النصر لكم على عدوكم . وقال : سورة النساء الآية 108 وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ , يقول : بعلمه فيهم . وقال : سورة الشعراء الآية 61 فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ سورة الشعراء الآية 62 قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ , يقول : في العون على فرعون . ثم ذكر الإمام أحمد بعد هذا التفصيل أن الحجة ظهرت على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه . انتهى .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:12
33- قول اسحاق بن راهويه
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة .


34-قول المزني صاحب الشافعي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : الحمد لله الواحد الصمد , ليس له صاحبة ولا ولد , عال على عرشه , دان بعلمه


من خلقه , وقال أيضا : عال على عرشه , بائن عن خلقه .

وروى الذهبي بإسناده إلى محمد بن إسماعيل الترمذي قال : سمعت المزني يقول : لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على العرش بصفاته . قلت : مثل أي شيء؟ قال : سميع بصير عليم قدير .


35-قول محمد بن يحيى الذهلي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحاكم أنه قال : قرأت بخطابي عمرو المستملي , سئل محمد بن يحيي عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم : ليعلم العبد أن الله معه حيث كان . فقال . يريد إن الله علمه محيط بكل مكان , والله على العرش .


36- قول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

قال : في كتاب التوحيد من صحيحه باب قول الله - عز وجل - : سورة هود الآية 7 وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ , سورة التوبة الآية 129 وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ قال أبو العالية : استوى إلى السماء : ارتفع , فسواهن : خلقهن . وقال مجاهد : استوى : علا على العرش , ثم ساق حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . وقال أيضا : باب قول الله تعالى : سورة المعارج الآية 4 تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ وقوله - جل ذكره - : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقد ذكر في هذا الباب عدة أحاديث في إثبات صفة الفوقية لله تعالى , وعلوه على خلقه .


37- قول أبي زرعة الرازي


قد ذكرت فيما تقدم ما رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا , وعراقا , ومصرا , وشاما , فكان من مذهبهم أن الله - تبارك وتعالى - على عرشه بائن من خلقه , كما وصف نفسه في كتابه , وعلى لسان رسوله بلا كيف , أحاط بكل شيء علما , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وذكر الذهبي في كتاب (العلو) ما رواه أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى محمد بن
إبراهيم الأصفهاني , سمعت أبا زرعة الرازي , وسئل عن تفسير : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فغضب وقال : تفسيره كما تقرأ . هو على عرشه , وعلمه في كل مكان , من قال غير هذا فعليه لعنة الله . وقد ذكره شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتاوى الحموية الكبرى" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية) .


38- قول أبي حاتم الرازي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحافظ أبي القاسم الطبري قال : وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول : مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين من بعدهم , والتمسك بمذاهب أهل الأثر , مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد - رحمهم الله تعالى - , ولزوم الكتاب والسنة , ونعتقد أن الله - عز وجل - على عرشه , بائن من خلقه , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وقد ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" قوله : ونعتقد إلى آخره .


39- قول يحيى بن معاذ الرازي الواعظ

روى أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى يحيى بن معاذ أنه قال : إن الله على العرش , بائن من الخلق , وقد أحاط بكل شيء علما , وأحصى كل شيء عددا , لا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضليل , وهالك مرتاب , يمزج الله بخلقه , ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان . انتهى .

وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" , والذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية) .


40- قول الإمام محمد بن أسلم الطوسي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عن الحاكم أنه قال في ترجمته : حدثنا يحيى العنبري , حدثنا أحمد بن سلمة , حدثنا محمد بن أسلم قال : قال لي عبد الله بن طاهر : بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء . فقلت : ولم ؟ وهل أرجو الخير إلا ممن هو في السماء .


41- قول عبد الوهاب الوراق

قال الذهبي في كتاب "العلو" حدث عبد الوهاب بن عبد الحكيم الوراق بقول ابن
عباس رضي الله عنهما : ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور , وهو فوق ذلك , ثم قال عبد الوهاب : من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , إن الله - عز وجل - فوق العرش , وعلمه محيط بالدنيا والآخرة , وقد نقل ابن القيم كلام عبد الوهاب في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) وقال : صح ذلك عنه , حكاه عنه محمد بن عـثمان في رسالته في الفوقية , وقال : ثقة حافظ روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي . انتهى . ومحمد بن عثمان الذي ذكره ابن القيم هو الحافظ الذهبي .


42-قول حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق


قد ذكرت فيما تقدم أنه حكى إجماع أهل السنة من سائر أهل الأمصار , أن الماء فوق السماء السابعة , والعرش على الماء , والله على العرش .


43- قول عثمان بن سعيد الدارمي حافظ أهل المشرق

قال في كتابه "النقض على بشر المريسي " : قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه , فوق سماواته , لا ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض , ولم يشكوا أنه ينزل يوم القيامة ؛ ليفصل بين عباده , ويحاسبهم ويثيبهم , وتشقق السماوات يومئذ لنزوله , وتنزل الملائكة تنزيلا , ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية , كما قال الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم , فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا , علموا يقينا أن ما يأتي الناس من العقوبات ؛ إنما هو أمره وعذابه . فقوله : سورة النحل الآية 26 فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ , إنما هو أمره وعذابه .

وقال أيضا في كتاب "النقض " : علمه بهم محيط , وبصره فيهم نافذ , وهو بكماله فوق عرشه , ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض يعلم ما في الأرض .

قال أيضا في كتاب (النقض ) : وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله سبحانه في السماء , وعرفوه بذلك إلا المريسي وأصحابه . وقال في صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الأيمان والنذور (3282),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). قول النبي صلى الله عليه وسلم للأمة : أين الله ؟ تكذيب لمن يقول : هو في كل مكان إلى أن قال : والله فوق سماواته , بائن من خلقه , فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده . انتهى المقصود من كلامه .

وقد نقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وأثنى على كتاب الدارمي في الرد على الجهمية , وعلى كتابه في "النقض " على " بشر المريسي " وقال : إنهما من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها , قال : وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه , قال : وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية , ويعظمهما جدا , وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما . انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .


44- قول عبد الله بن مسلم بن قتيبة

قال في كتابه "تأويل مختلف الحديث" : نحن نقول في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا إنه معهم بالعلم بما هم عليه , كما تقول للرجل : وجهته إلى بلد شاسع , ووكلته بأمر من أمورك , احذر التقصير والإغفال لشيء مما تقدمت فيه إليك فإني معك . تريد أنه لا يخفى علي تقصيرك , أو جدك للإشراف عليك والبحث عن أمورك .

وإذا جاز هذا في المخلوق الذي لا يعلم الغيب فهو في الخالق الذي يعلم الغيب أجوز . وكيف يسوغ لأحد أن يقول : إنه بكل مكان على الحلول مع قوله : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله تعالى : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ؟ وكيف يصعد إليه شيء هو معه , أو يرفع إليه عمل وهو عنده؟ قال : ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم , وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه ؛ لعلموا أن الله تعالى هو العلي , وهو الأعلى , وهو بالمكان الرفيع , وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه , والأيدي ترفع بالدعاء إليه . قال : والأمم كلها عربيها وعجميها تقول : إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها , ولم تنقل عن ذلك بالتعليم .

قال : وأما قوله : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ فليس في ذلك ما يدل على الحلول بهما , وإنما أراد أنه إله السماء وإله من فيها , وإله الأرض وإله من فيها . وكذلك قوله عز وجل :

سورة النحل الآية 128 إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ , لا يريد أنه معهما بالحلول , ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة . انتهى المقصود من كلامه ملخصا .


45- قول أبي عيسى الترمذي

ذكر في تفسير سورة الحديد من جامعه حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا في بعد ما بين السماء والأرض , وما بين كل سمائين , وأن العرش فوق السماوات وبينه , وبين السماء بعد ما بين كل سمائين , ثم ذكر بعد ما بين الأرضين السبع , ثم قال : سنن الترمذي تفسير القرآن (3298),مسند أحمد بن حنبل (2/370). والذي نفس محمد بيده لو أنكـم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ، ثم قرأ : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . قال الترمذي : حديث غريـب . وقال الذهبي : هو خبر منكر . انتهى .

قلت : وهو من رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه , وقد قال الترمذي بعد إيراده : يروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا : لم يسمع الحسن من أبي هريرة . قال : وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا : إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه , وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان , وهو على العرش , كما وصف في كتابه . انتهى .


46- قول محمد بن عثمان بن أبي شيبة

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه ألف كتابا في "العرش" فقال : ذكروا أن الجهمية يقولون : ليس بين الله وبين خلقه حجاب , وأنكروا العرش , وأن يكون الله فوقه , وقالوا : إنه في كل مكان . ففسرت العلماء : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ يعني علمه . ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه , فهو فوق العرش , بائن من خلقه .

وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في القاعدة المراكشية : "ذكر أبو عمرو الطلمنكي الإمام في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه . قال : وكذلك ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه . ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة .


47- قول زكريا الساجي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن أبي عبد الله بن بطة العكبري قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال : قال أبى : القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذي لقيناهم : إن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء .



48- قول محمد بن جرير الطبري

قال في تفسير قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ يقول : وهو مشاهد لكـم أيها الناس أين ما كنتم , يعلمكـم ويعلم أعمالكـم ومتقلبكم ومثواكـم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . وقال في تفسير قوله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ يسمع سرهم ونجواهم , لا يخفى عليه شيء من أسرارهم , سورة المجادلة الآية 7 وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا يقول : في أي موضع ومكان كانوا . وعنى بقوله : سورة المجادلة الآية 7 هُوَ رَابِعُهُمْ بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه , وهو على عرشه .

ثم روى بإسناده إلى الضحاك في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 هُوَ مَعَهُمْ قال : هو فوق العرش , وعلمه معهم أين ما كانوا . وقال في تفسير قوله تعالى : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ يقول تعالى ذكره : والله الذي له الألوهية في السماء معبود , وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود , لا شيء سواه تصلح عبادته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ثم روى بإسناده عن قتادة في قوله : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : يعبد في السماء ويعبد في الأرض .


49- قول حماد البوشنجي الحافظ


روى شيخ الإسلام الهروي بإسناده إلى حماد بن هناد البوشنجي قال : هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار , وما دلت عليه مذاهبهم فيه , وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها : إن الله فوق السماء السابعة على عرشه , بائن من خلقه , وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان . انتهى . ونقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:14
50- قول إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتابه "معرفة علوم الحديث " : سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه , يستتاب , فإن تاب وإلا ضربت عنقه , وألقي على بعض المزابل ؛ حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته , وكان ماله فيئا , لا يرثه أحد من المسلمين ؛ إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم .

وذكر ابن القيم في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" ما رواه الشيخ الأنصاري بإسناده إلى ابن خزيمة أنه قال : نحن نؤمن بخبر الله سبحانه , أن خالقنا مستو على عرشه . وقال في كتاب "التوحيد" باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعال لما يشاء على عرشه وكان فوقه فوق كل شيء عاليا , ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة , ثم قال : "باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق السماء من الإيمان " وذكر فيه حديث الجارية .


51- قول الإمام الطحاوي

قال في عقيدته المشهورة "ذكر بيان السنة والجماعة , على مذهب فقهاء الملة : أبي حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن " نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له , ولا شيء مثله , إلى أن قال : والعرش والكرسي حق , وهو مستغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه . انتهى المقصود من كلامه .


52- قول الحسن بن علي بن خلف البربهاري

ذكر القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة " أن البربهاري قال في "شرح كتاب السنة" : ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن , وما بين رسول الله عليه الصلاة والسلام لأصحابه , وهو جل ثناؤه واحد , سورة الشورى الآية 11 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وهو على عرشه استوى , وعلمه بكل مكان , لا يخلو من علمه مكان . انتهى المقصود من كلامه .


53- قول أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في "كتاب السنة" : له باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه , بائن من خلقه ، ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك .


54- قول أبي الحسن الأشعري

قال في كتابه "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " : جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله , وما جاء من عند الله , وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئا , إلى أن قال : وإن الله سبحانه على عرشه كما قال تعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ثم قال بعد إيراد أقوال أصحاب الحديث والسنة : وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب .

وقال في كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" : إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء؟ قيل له : نقول : إن الله - عز وجل - مستو على عرشه , كما قال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى واستدل بآيات من القرآن على علو الرب فوق السماوات , ومنها قول الله - عز وجل - : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ثم قال : فالسماوات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السماوات قال : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؛ لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات , وكل ما علا فهو سماء , فالعرش أعلى السماوات , وليس إذا قال : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ يعني جميع السماوات , وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات , إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم - إذا دعوا - نحو السماء ؛ لأن الله - عز وجل - مستو على العرش الذي هو فوق السماوات , فلولا أن الله - عز وجل - على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش . انتهى .


55- قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري

قد ذكرت كلامه في ذلك مع أقوال الذين نقلوا الإجماع على أن الله تعالى فوق العرش , وعلمه محيـط بكل شيء من خلقه . وقد ذكر أن هذا قول المسلمين .

وقال في كتاب "الشريعة" : قال جل ذكره : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح دعاءه يقول : مسند أحمد بن حنبل (4/54). سبحان ربي الأعلى الوهاب . وكان جماعة من الصحابة إذا قرءوا : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قالوا : سبحان ربنا الأعلى , منهم علي بن أبي طالب , وابن عباس , وابن مسعود , وابن عمر رضي الله عنهم .

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : (سبحان ربي الأعلى ثلاثا) , وهذا كله يقوي ما قلنا : إن الله - عز وجل - العلي الأعلى , عرشه فوق السماوات العلا , وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية . نعوذ بالله من سوء مذهبهم .

وقال أيضا : وما يحتج به الحلولية مما يلبسون به على من لا علم معه قول الله - عز وجل - : سورة الحديد الآية 3 هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وقد فسر أهل العلم هذه الآية : هو الأول قبل كل شيء من حياة وموت , والآخر بعد كل شيء بعد الخلق , وهو الظاهر فوق كل شيء , يعني ما في السماوات , وهو الباطن دون كل شيء , يعلم ما تحـت الأرضين , دل على هذا آخر الآية : سورة الحديد الآية 3 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ كذا فسره مقاتل بن حيان , ومقاتل بن سليمان , وبينت ذلك السنة , ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713),سنن الترمذي الدعوات (3481),سنن أبو داود الأدب (5051),سنن ابن ماجه الدعاء (3831),مسند أحمد بن حنبل (2/404). اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنـت الآخر فليس بعدك شيء , وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء . قال : ومما يلبسون به على من لا علم معه قوله تعالى : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ وبقوله عز وجل : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وهذا كله إنما يطلبون به الفتنة , كما قال الله - عز وجل - : سورة آل عمران الآية 7 فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ , وعند أهل العلم من أهل الحق : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ هو كما قال أهل الحق : يعلم سركـم .

مما جاءت به السنن أن الله - عز وجل - على عرشه , وعلمه محيـط بجميع خلقه , يعلم ما تسرون وما تعلنون , يعلم الجهر من القول , ويعلم ما تكتمون . وقوله عز وجل : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ فمعناه : أنه جل ذكره إله من في السماوات , وإله من في الأرض , هو الإله يعبد في السماوات , وهو الإله يعبد في الأرض , هكـذا فسره العلماء . ثم روى بإسناده عن قتادة في قول الله - عز وجل - : سورة الزخرف الآية 84 وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ قال : هو إله يعبد في السماء , وإله يعبد في الأرض , انتهى .


56- قول الحافظ أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "العظمة" : ذكر عرش الرب - تبارك وتعالى - وكرسيه , وعظمة خلقهما , وعلو الرب - جل جلاله - فوق عرشه . ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك .


57- قول أبي الحسن ابن مهدي تلميذ الأشعري

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه قال في كتاب "مشكل الآيات" له : اعلم أن الله في السماء فوق كل شيء , مستو على عرشه , بمعنى أنه عال عليه , ومعنى الاستواء الاعتلاء , كما تقول العرب : استويت على ظهر الدابة , واستويت على السطح , بمعنى علوته . يدل على أنه في السماء عال على عرشه قوله : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وقوله : سورة آل عمران الآية 55 يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وقوله : سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقوله : سورة السجدة الآية 5 ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ قال : فإن قيل : ما تقولون في قوله : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؟ قيل : معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش , كما قال : سورة التوبة الآية 2 فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ بمعنى على الأرض . وقيل : سورة طه الآية 71 وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ فكذلك سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ . انتهى المقصود من كلامه ملخصا .


58- قول ابن بطة العكبري


قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين : أن الله على عرشه فوق سماواته , بائن من خلقه , وذكرت أيضا كلامه على معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ وقوله : سورة الأنعام الآية 3 وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ وقوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ الآيات سبق تخريجها . ، وفيه الرد على من قال : إن الله معنا وفينا . فليراجع كلامه .


59- قول أبي محمد بن أبي زيد القيرواني شيخ المالكية

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الأمة على أن الله تعالى فوق سماواته , على عرشه دون أرضه , وأنه في كل مكان بعلمه , ثم ذكر أن هذا قول السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث .

وقال في مقدمة رسالته المشهورة "باب ما تنطق به الألسنة , وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات" من ذلك الإيمان بالقلب , والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره , ولا شبيه له , ولا نظير له , ولا ولد له , ولا والد له , ولا صاحبة له , ولا شريك له , وأنه فوق عرشه المجيد بذاته , وهو بكل مكان بعلمه . انتهى المقصود من كلامه .

-ويالها من صفعة في وجوه الأشعرية -

وقد نقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" , وأقره قال : وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه . ونقل عنه أيضا أنه قال في "مختصر المدونة" : وأنه تعالى : فوق عرشه بذاته , فوق سبع سماواته دون أرضه . انتهى .

وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" قول ابن أبي زيد : إن الله تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , وهو في كل مكان بعلمه . وقال أيضا : صرح ابن أبي زيد في "المختصر" بأن الله في سمائه دون أرضه . قال شيخ الإسلام أبو العباس : هذا لفظه . قال : والذي قاله ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة أهل السنة من جميع الطوائف . انتهى .


60- قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني - الاشعري-

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على خلاف من قال : إن الله في كل مكان , وعلى تخطئة قائل ذلك , وذكرت أيضا قوله في إثبات استواء الله على عرشه , وما استدل به من الآيات . فليراجع كلامه .


61- قول الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه في سمائه دون أرضه , وأنه بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم .


62- قول معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" عنه أنه قال : أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة , وموعظة من الحكمة . وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر , وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين . قال فيها : وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل , والاستواء معقول , والكيف فيه مجهول , وإنه عز وجل مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق منه بائنون بلا حلول , ولا ممازجة , ولا اختلاط , ولا ملاصقة ؛ لأنه الفرد البائن من الخلق , الواحد الغني عن الخلق . انتهى . وقد نقله الذهبي في كتاب (العلو) , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


63- قول أبي القاسم عبد الله بن خلف المقري الأندلسي


نقل ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه ذكا حديث النزول ثم قال : في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش , فوق سبع سماوات , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن , وذكر قول مالك بن أنس : الله - عز وجل - في السماء , وعلمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان , إلى أن قال : ومن الحجة أيضا في أن الله - سبحانه وتعالى - على العرش فوق السماوات السبع أن الموجودين أجمعين إذا كربهم أمر ؛ رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم , صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). وقوله صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها أن يعتقها : أين الله؟ فأشارت إلى السماء . ثم قال لها : من أنا؟ قالت : أنت رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة . فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها برفع رأسها إلى السماء . ودل على ما قدمناه أنه على العرش , والعرش فوق السماوات السبع . انتهى .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:15
64- قول أبي عبد الله محمد بن أبي نعيس المالكي المشهور بابن أبي زمنين


نقل ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة "باب الإيمان بالعرش" : ومن قول أهل السنة : إن الله - عز وجل - خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء , كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى إلى أن قال : ومن قول أهل السنة : إن الله بائن من خلقه متحجب عنهم بالحجب , تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

وذكر حديث النزول ثم قال : وهذا الحديث يبين أن الله تعالى على عرشه في السماء دون الأرض . انتهى , وقد ذكرت بعض كلامه مع أقوال الذين نقلوا إجماع أهل السنة على أن الله تعالى مستو على عرشه , بائن من خلقه .

وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى جملة من أول كلامه , وذكر عنه أنه قال : فسبحان من بعد فلا يرى , وقرب بعلمه وقدرته .


65- قول القاضي عبد الوهاب المالكي


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته . نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه , ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى .


66- قول الإمام أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في عقيدته : وإنه سبحانه مستو على عرشه , وفوق جميع خلقه , كما أخبر في كتابه وعلى ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل , ولا تحريف ولا تأويل .

67- قول الحافظ أبي القاسم اللالكائي

قد ذكر كلامه في أول الفصل ، وإنما قدمته من أجل ما ذكر فيه عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة رضي الله عنهم , ومن التابعين : ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان , ومن الأئمة : مالك والثوري وأحمد . فكل هؤلاء يقولون : إن الله على عرشه , وعلمه بكل مكان . وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .


68- قول يحيى بن عمار السجستاني الواعظ

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" , والذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في رسالته : لا نقول كما قالت الجهمية : أنه تعالى مداخل للأمكنة , وممازج بكل شيء , ولا نعلم أين هو . بل نقول : هو بذاته على العرش , وعلمه محيط بكل شيء , وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء , وذلك معنى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وقد ذكر ابن القيم بعض هذا الكلام في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" .


69- قول القادر بالله أمير المؤمنين

قال الذهبي في كتاب "العلو" : له معتقد مشهور قرئ ببغداد بمشهد من علمائها وأئمتها , وأنه قول أهل السنة والجماعة , وفيه أشياء حسنة , من ذلك : وأنه خلق العرش لا لحاجة , واستوى عليه كيف شاء .


70- قول أبي عمرو الطلمنكي

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه , وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه . وأن معنى قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ونحو ذلك في القرآن , أن ذلك علمه , وأن الله فوق السماوات بذاته , مستو على عرشه كيف شاء , وأن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز .

وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" عن أبي عمرو الطلمنكي أنه ذكر في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" عن أهل السنة والجماعة , أنهم متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه .

قال شيخ الإسلام : وكذلك ذكر محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه . ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة , وكذلك ذكره يحيى بن عمار
السجستاني الإمام في رسالته المشهورة التي كتبها إلى ملك بلاده , وكذلك ذكر أبو نصر السجزي الحافـظ في كتاب (الإبانة) له , وكذلك ذكر شيخ الإسلام الأنـصاري وأبو العباس الطرقي , والشيخ عبد القادر الجيلي , ومن لا يحصي عدده إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه . انتهى . وقد تقدم ذكر آخره بعد كلام السجزي في أول الفصل .


71- قول أبي عثمان الصابوني

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل عن أصحاب الحديث أنهم يعتقدون ويشهدون أن الله فوق سبع سماواته , على عرشه كما نطق به كتابه . وأن علماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه , وعرشه فوق سماواته .

72- قول أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث , من أئمة أصحاب الشافعي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال : في كتابه في أصول الدين : ومن صفاته تبارك وتعالى : فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته , كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن إلى أن قال : وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه , وعرشه فوق سبع سماواته , ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك : ونعرف ربنا بأنه فوق سبع سماواته على عرشه , بائن من خلقه . وساق قول ابن خزيمة من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر , ثم ذكر حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537),سنن النسائي السهو (1218),سنن أبو داود الصلاة (930),مسند أحمد بن حنبل (5/447),سنن الدارمي الصلاة (1502). أين الله؟ فأشارت إلى السماء , فقال لها : من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء - تعني إنك رسول الله الذي في السماء- فقال : أعتقها فإنها مؤمنة فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها , لما أقرت بأن ربها في السماء , وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية . انتهى .


73- قول الإمام أبي بكر محمد بن محمود ابن سورة التميمي فقيه نيسابور


ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" ما رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي عنه أنه قال : لا أصلي خلف من لا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه , بائن من خلقه .


74- قول أبي نصر السجزي

قد ذكرت كلامه في أول الفصل , وما نقله عن الثوري ومالك والحمادين , وسفيان بن عيينة والفضيل , وابن المبارك وأحمد وإسحاق أنهم متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش , وعلمه بكل مكان , وإنما قدمت كلامه في أول الفصل ؛ من أجل ما نقله عن هؤلاء الأئمة من الاتفاق على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش , وعلمه بكل مكان . وفي هذا الاتفاق رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .


75- قول إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" "باب في بيان استواء الله على عرشه" : قال الله تعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وذكر آيات , ثم قال : قال أهل السنة : الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه , ومن الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم , ويدعونه ويرفعون إليه رءوسهم وأبصارهم - ثم قال : "فصل في بيان أن العرش فوق السماوات , وأن الله - سبحانه وتعالى - فوق العرش" - إلى أن قال : قال علماء السنة : إن الله - عز وجل - على عرشه , بائن من خلقه .

وقالت المعتزلة : هو بذاته في كل مكان , إلى أن قال : وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ قال : هو على عرشه , وعلمه في كل مكان , إلى أن قال : وزعم هؤلاء- يعني المعتزلة - أنه لا تجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرءوس والأصابع إلى فوق , فإن ذلك يوجب التحديد . وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى , ونطق بذلك القرآن , فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات , وعند المسلمين أن لله - عز وجل - علو الغلبة , والعلو من سائر وجوه العلو ؛ لأن العلو صفة مدح , فنثبت أن لله تعالى علو الذات , وعلو الصفات , وعلو القهر والغلبة .

وفي منعهم الإشارة إلى الله - سبحانه وتعالى - من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل ؛ لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - سبحانه وتعالى - من جهة الفوق في الدعاء والسؤال , واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حجة . ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . انتهى المقصود من كلامه .


76- قول أبي عمر ابن عبد البر -المالكي

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين على القول بأن الله تعالى على العرش , وعلمه في كل مكان , وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله . وذكرت له أيضا كلاما حسنا على حديث النزول , فليراجع كل ما تقدم عنه .


77- قول أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

قال في كتابه المسمى "بالاعتقاد" باب القول في الاستواء : قال الله تبارك وتعالى : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ثم ذكر آيات في ذكر استواء الرب على العرش , وآيات في ذكر علو الله على خلقه , وقد ذكرت الآيات أيضا والكلام عليها في كتابه المسمى "بالأسماء والصفات " , ونقلت من كلامه ما يتعلق بالرد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية , فليراجع ذلك مع الكلام على قول الله تعالى : سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ الآية .


78- قول أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" له : وإن الله تعالى مستو على عرشه , بائن من خلقه , كما قال في كتابه .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:16
79- قول أبي جعفر الهمداني

قال شارح العقيدة الطحاوية : ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين , وهو يتكلم في نفس صفة العلو ويقول : كان الله ولا عرش , وهو الآن على ما كان .

فقال الشيخ أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا , فإنه ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة , يطلب العلو ولا يلتفت يمنة ولا يسرة , فكيف ندفع هذه الضرورة عن

أنفسنا؟ قال : فلطم أبو المعالي على رأسه ونزل , وأظنه قال : وبكى وقال : حيرني الهمداني .

وقد ذكر هذه القصة ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" بنحو ما ذكرها شارح العقيدة الطحاوية . وذكرها الذهبي في كتاب "العلو" فقال : قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني : أنبأنا عبد القادر الحافظ بحراد , أنبأنا الحافظ أبو العلا , أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال : سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فقال : كان الله ولا عرش , وجعل يتخبط في الكلام , فقلت : قد علمنا ما أشرت إليه , فهل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال : ما تريد بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت : ما قال عارف قط : يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه , قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة , يقصد الفوق , فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت .

وبكيت وبكى الخلق , فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح : يا للحيرة , وخرق ما كان عليه وانخلع , وصارت قيامة في المسجد ، ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة ، والدهشة الدهشة ، فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون : سمعناه يقول : حيرني الهمداني . قال شارح العقيدة الطحاوية في الكلام على هذه القصة أراد الشيخ أن هذا أمر فطر الله عليه عباده من أن يتلقوه من المرسلين , يجدون في قلوبهم طلبا ضروريا يتوجه إلى الله ويطلبه في العلو . انتهى .


80- قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي

ذكر الذهبي في كتاب العلو عنه أنه قال في كتاب "الصفات " له "باب استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة , بائنا من خلقه من الكتاب والسنة" "ثم ساق آيات وأحاديث - إلى أن قال - وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه , وهو ينظر كيف تعملون , وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .


81- قول الحسين بن مسعود البغوي

قال في الكلام على قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ بالعلم . وقال في الكلام على قول الله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ أي : من سرار ثلاثة سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ بالعلم يعلم نجواهم .

82- قول أبي الحسن الكرجي وهو من كبار الفقهاء الشافعية

ذكر الذهبي كتاب "العلو" عنه أنه قال في عقيدته الشهيرة :


عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت ** بأرباب دين الله أسنى المراتب
عقـــــائدهم أن الإله بذاتـــــــــــه **على عرشه مع علمه بالغوائب


وقد ذكرت فيما تقدم قول الذهبي : إنه مكتوب على هذه القصيدة بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح : هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث .

83- قول العلامة أبي بكر محمد بن وهب المالكي في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد .

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال : أما قوله : (إنه فوق عرشه المجيد بذاته) فمعنى فوق وعلى عند العرب واحد . وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك , وهو قوله تعالى : سورة يونس الآية 3 ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وقال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقال : سورة النحل الآية 50 يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى- إلى أن قال- وقد تأتي لفظة "في" في لغة العرب بمعنى فوق , كقوله : سورة الملك الآية 15 فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا , و سورة طه الآية 71 فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، و سورة الملك الآية 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ قال أهل التأويل : يريد فوقها , وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين , كما فهموه عن الصحابة , مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله في السماء , يعني فوقها وعليها , فلذلك قال الشيخ أبو محمد : إنه فوق عرشه , ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته ؛ لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف , وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته . انتهى المقصود من كلامه . وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية " .


84- قول الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" والذهبي في
كتاب "العلو" , وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "الغنية" : أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار , فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد - إلى أن قال : وهو بجهة العلو مستو على العرش , محتو على الملك , محيط علمه بالأشياء سورة فاطر الآية 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ سورة السجدة الآية 5 يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ , ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان , بل يقال : إنه في السماء على العرش كما قال : سورة طه الآية 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل , وأنه استواء الذات على العرش , وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل , بلا كيف . قال ابن القيم : هذا نص كلامه في "الغنية" , وذكر ابن القيم أيضا عنه أنه قال في كتابه "تحفة المتقين وسبيل العارفين" : والله تعالى بذاته على العرش , وعلمه محيط بكل مكان .


85- قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه صرح بالفوقية بالذات فقال : وهو فوق عرشه بوجود ذاته . قال ابن القيم : هذا لفظه وهو إمام في السنة , ثم ذكر ابن القيم عنه أنه قال : إنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه .

قال : وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى , ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى : سورة الأعلى الآية 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو ؛ لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل , فثبت بذلك أن لله علو الذات , وعلو الصفات , وعلو القهر والغلبة .

وجماهير المسلمين وسائر الملل ، قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - جل ثناؤه - من جهة الفوق في الدعاء والسؤال . فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق حجة , ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . انتهى .

وقد تقدم في كلام إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي مثل ما ذكره الزنجاني من الإجماع على الإشارة إلى الله تعالى من جهة الفوق , وأنه لم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق , وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية , ولو كان الأمر على ما زعمه من قال على الله بغير علم , لكان يجوز أن يشار إلى الله تعالى من سائر الجهات , وهذا خلاف إجماع المسلمين .


86- قول الشيخ الموفق أبي محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي

قد ذكرت فيما تقدم أنه نقل إجماع السلف على أن الله تعالى فوق العرش , وذكرت أيضا كلامه في كتابه "إثبات صفة العلو" , وما ذكر فيه من إجماع جميع العلماء من الصحابة , والأئمة من الفقهاء على إثبات صفة العلو لله تعالى , وأن الأخبار قد تواترت في ذلك على وجه حصل به اليقين , فليراجع كلامه في ذلك , وليراجع أيضا كما ذكره مما جعله مغروزا في طبائع الخلق عند نزول الكرب , من لحظ السماء بالأعين , ورفع الأيدي للدعاء نحوها , وانتظار مجيء الفرج من الله تعالى , وأنه لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته , أو مفتون بتقليده على ضلالته .


87- قول أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي-المالكي- مؤلف التفسير الكبير

المسمى "بالجامع لأحكام القرآن "

قال في كتابه المسمى "بالأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" : وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى , كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة . ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها "بالإيماء إلى مسألة الاستواء" , وحكايته عن القاضي عبد الوهاب أنه استواء الذات على العرش , وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري , كبير الطائفة , وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصا , وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه , وقول الخطابى وغيره من الفقهاء والمحدثين .

قال القرطبى وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين ، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولا : وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار ، وقال : جميع الفضلاء بالإخبار أن الله على عرشه , كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه , بلا كيف بائن من جميع خلقه , هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات . انتهى , وقد نقله ابن القيم في كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية" وأقره .

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:17
88 - قول شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية

قال في بعض فتاويه : والرب سبحانه فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , ليس في مخلوقاته شيء من ذاته , ولا في ذاته شيء من مخلوقاته . انتهى . وهو في صفحة 406 من الجزء الأول من مجموع الفتاوى المطبوع في القاهرة في سنة 1326 هـ .

وقال في أول "الفتوى الحموية الكبرى" : فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها , ثم عامة كلام الصحابة والتابعين , ثم كلام سائر الأئمة , مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله - سبحانه وتعالى - هو العلي الأعلى , وهو فوق كل شيء , وأنه فوق العرش , وأنه فوق السماء , ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن , ثم قال : وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بكلفة - وذكر عدة أحاديث في ذلك .

وقال بعد ذكرها : إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علما يقينا من أبلغ العلوم الضرورية , أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش , وأنه فوق السماء , كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم , في الجاهلية والإسلام , إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته , ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفا , ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ولا عن أحد من سلف الأمة - لا من الصحابة , ولا من التابعين لهم بإحسان , ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف - حرف واحد يخالف ذلك , لا نصا ولا ظاهرا . انتهى .

وفي كتب شيخ الإسلام وفتاويه من كلامه , وما نقله عن أكابر العلماء في إثبات علو الرب على خلقه , وأنه سبحانه مستو على عرشه , بائن من خلقه , وتقرير ذلك بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع شيء كثير جدا , وقد ذكرت جملة منه فيما تقدم .

وأما كلامه في المعية وقوله : إنها معية العلم , فهو كثير أيضا , وقد نقل أقوال بعض الذين حكوا الإجماع على ذلك في مواضع كثيرة من كتبه وفتاويه , وقد ذكرت بعض نقوله عنهم فيما تقدم , فلتراجع ؛ ففيها أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .

وقد ذكر في" الفتوى الحموية الكبرى" عن سلف الأمة وأئمتها , أئمة أهل العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة أنهم أثبتوا أن الله فوق سماواته على عرشه , بائن من خلقه , وهم بائنون منه . وهو أيضا مع العباد عموما بعلمه , ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية . وهو أيضا قريب مجيب .
ففي آية النجوى دلالة على أنه عالم بهم , انتهى . وذكر في "شرح حديث النزول " قول الله تعالى في سورة الحديد : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وقوله تعالى في سورة المجادلة : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثم قال : وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا : هو معهم بعلمه .

وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله , وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم , ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ قال : هو على العرش , وعلمه معهم . قال : وروي عن سفيان الثوري أنه قال : علمه معهم , وروي أيضا عن الضحاك بن مزاحم في قوله : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 أَيْنَ مَا كَانُوا قال : هو على العرش وعلمه معهم . ورواه بإسناد آخر عن مقاتل بن حيان , وهو ثقة في التفسير ليس بمجروح كما جرح مقاتل بن سليمان .

وذكر أيضا ما رواه عبد الله بن أحمد عن الضحاك في قوله تعالى : سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا قال : هو على العرش , وعلمه معهم , وروي أيضا عن سفيان الثوري في قوله : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قال : علمه . وذكر أيضا ما رواه حنبل بن إسحاق في كتاب "السنة" قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ما معنى قوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ و سورة المجادلة الآية 7 مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ إلى قوله : سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا قال : علمه , عالم الغيب والشهادة , محيط بكل شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم الغيب . ربنا على العرش بلا حد ولا صفة , وسع كرسيه السماوات والأرض .

قلت : قوله : بلا حد ولا صفة معناه : أنه لا يحد استواء الرب على العرش , ولا توصف كيفيته , كما قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك بن أنس : الاستواء معلوم والكيف غير معقول ، قال شيخ الإسلام : وأيضا فإنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم , فكان السياق يدل على أنه أراد أنه عالم بهم , ثم ذكر أن لفظ المعية في اللغة - وإن اقتضى المجامعة والمصاحبة والمقارنة - فهو إذا كان مع العباد لم يناف ذلك علوه على عرشه , ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه , فمع الخلق كلهم بالعلم والقدرة والسلطان , ويخص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد . انتهى .


89- قول الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

قد صنف الذهبي - رحمه الله تعالى - في إثبات علو الله على عرشه كتابه المسمى "بالعلو للعلي الغفار" , وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه , ومع الخلق بعلمه , وقال في أثناء الكتاب : ويدل على أن البارئ - تبارك وتعالى - عال على الأشياء فوق عرشه المجيد , وغير حال في الأمكنة , قول الله تعالى : سورة البقرة الآية 255 وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ , ثم ساق آيات وأحاديث كثيرة في إثبات العلو , فلتراجع , وليراجع الكتاب كله , فإنه كثير الفوائد عظيم المنفعة .


90- قول العلامة شمس الدين بن القيم

قد صنف ابن القيم - رحمه الله تعالى - في إثبات علو الله على خلقه كتابه المسمى "باجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " , وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة والتابعين , ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه , وهو مع الخلق بعلمه , فليراجع الكتاب كله ؛ فإنه كثير الفوائد , عظيم المنفعة .

ولابن القيم أيضا فصول في كتابه المسمى "بالكافية الشافية" , وفي كتابه المسمى "بالصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" قرر فيها علو الرب - تبارك وتعالى - فوق جميع المخلوقات , ورد فيها على أهل التشبيه والتعطيل , فلراجع أيضا .


91- قول الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير

قال في تفسير سورة الحديد : وقوله تعالى : سورة الحديد الآية 4 وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أي : رقيب عليكم , شهيد على أعمالكم , حيث كنتم وأين كنتم من بر أو بحر , في ليل أو نهار , في البيوت أو في القفار , الجميع في علمه على السواء , وتحت بصره وسمعه , فيسمع كلامكم ويرى مكانكم , ويعلم سركم ونجواكم , وقال في تفسير سورة المجادلة : ثم قال تعالى مخبرا عن إحاطة علمه بخلقه , واطلاعه عليهم , وسماعه كلامهم , ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا فقال تعالى : سورة المجادلة الآية 7 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ أي : من سر ثلاثة , سورة المجادلة الآية 7 إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا أي : مطلع عليهم , يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم , ورسله - أيضا مع ذلك - تكتب ما يتناجون به مع علم الله به , وسمعه له .

ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى , ولا شك في إرادة ذلك , ولكن سمعه أيضا مع علمه بهم , وبصره نافذ فيهم , فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه , لا يغيب عنه من أمورهم شيء , ثم قال تعالى : سورة المجادلة الآية 7 ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قال الإمام أحمد : افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم . انتهى .

فهذا ما تيسر إيراده من أقوال أكابر العلماء في إثبات العلو لله تعالى , وأنه فوق جميع المخلوقات مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , وأن معيته لخلقه معية العلم والإحاطة , والاطلاع , والسماع , والرؤية , وأن له معية خاصة مع أنبيائه وأوليائه , وهي معية النصر والتأييد والكفاية , ولم يأت في القرآن ولا في السنة , ولا في أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان , ما يدل على أن معية الله لخلقه معية ذاتية , وإنما جاء ذلك عن بعض أهل البدع , وهم الذين يقولون : إن الله بذاته فوق العالم , وهو بذاته في كل مكان . وهذا قول باطل مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع , وقد تقدم بيان ذلك في أول الكتاب فليراجع .

وكلام أكابر العلماء المتأخرين في المائة الثامنة من الهجرة فما بعدها في إثبات العلو , والرد على من قال بخلاف ما عليه أهل السنة والجماعة كثير جدا , وفيما ذكرته عن المتقدمين كفاية إن شاء الله تعالى .



* والحمد لله رب العالمين*

المسيلي28
2009-04-30, 08:34
قال تعالى : ( الرحمن على العرش استوى) هذه آية من كتاب الله من أنكرها كفر.
أهل السنة لم ينفوا الاستواء الوارد في الآية الذي نفوه المعنى الظاهر أي الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار الذي هو صفة المخلوق الإنسان يجلس والكلب يجلس حتى الخنزير.
الله تعالى لا يوصف بالجلوس.
كلام واضح وإن كان تكرار لما ذكرته من قبل.

سبحان الله الذي يقفل قلوب من شاء من عباده عن فهم الحق.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:49
قال تعالى : ( الرحمن على العرش استوى) هذه آية من كتاب الله من أنكرها كفر.
أهل السنة لم ينفوا الاستواء الوارد في الآية الذي نفوه المعنى الظاهر أي الاستواء بمعنى الجلوس والاستقرار الذي هو صفة المخلوق الإنسان يجلس والكلب يجلس حتى الخنزير.
الله تعالى لا يوصف بالجلوس.
كلام واضح وإن كان تكرار لما ذكرته من قبل.

سبحان الله الذي يقفل قلوب من شاء من عباده عن فهم الحق.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

وهل جلوسك وجلوس الخنزير والكلب له نفص الصفة يابن أمه

عجيب لمن يقيس الخالق بالمخلوق ......

محمد مقاوسي
2009-04-30, 08:50
هل هو فى السماء أم لا ؟؟؟ قبل الرد يجب عليك قراءة 91 دليلا حتى لاتتكلم عن جهل ...