تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هديّة ووصية منقولة إلى إخواني في الله ....لا تبخلوا على أنفسكم بها


hmida62
2009-04-27, 11:01
رسالـــة إلى العشـــــاق




الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيه كما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى محركات القلوب ، حتى في توجه الإنسان إلى ربه ، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة من عذاب النار.

، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة ، ويزول الخوف والرجاء ، مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح ، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف في الجنة ، لان الله تعالى يعطي أهلها الأمان ، ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ، اللهم إلا رجاء البقاء والاستمرار في النعيم .


وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخير المتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعاج النفس واضطرابها ، يعجل لهم البشرى بالخلود في الرضوان ،

قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني,فلا أسخط عليكم بعده أبداً " متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه .

والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ، ويبقى الحب في الجنة ، بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هو أعلى نعيم الجنة ، وإذا نظر أهل الجنة إلى الله تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كل ملذات جنات النعيم ، ولهذا قـــــــــــال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميت عن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلاترى إلا وجه الله تعالى ، وصح في الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى ) رواه مسلم .


والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان ، ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنه أمرهم أن يحبوا ما ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذه الغريزة إلى الخير ، كما هو شأن جميع أوامر الله تعالى ، يرشد عباده أن يوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريزة الجنسية ، يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلى الخير ، قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ،

وحرم الله تعالى السفاح لانه وضع الغريزة في الشر والفساد ، لا الخير والرشاد .


وكذلك الحب يأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا أحببنا في الله تعالى ، ونبغض إذا أبغضنا في الله ،

وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار ما يرضي الله تعالى ، فيحمي هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن مخالفة الرحمن ، فلا يعصي الله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيتها وسماع صوتها ويأنس بذلك ، وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ، وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.


وإن كان يحبها حقا ، فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ، وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها ويتزوجها ، ثم يحل له منها ما يحل بين المحبين من إتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواح الملتقية على تقوى الله .


هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحب توظيفا في رضاه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع ( مجامعة الزوجة ) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أليس كان يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .


وكل غرائز الانسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي عواطفه من أن تكون صيدا سهلا لابليس ،

وكم أردى الشيطان من بني الانسان ، في مكيدة الحب والعشق ، فزين لهم أن الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل المحبين ذلك إلى الأنس بالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب وانشغل بهذا البلاء ، انتقل بهما إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ، ثم دنس المحبين بقذارة الفواحش ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه .


والخلاصة أن الفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاة إن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي جعل فيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الانسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقد تقود هذه الغريزة الانسان إلى الخير والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشر والتعاسة ، والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة بأوامر الله تعالى وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم .


فإن فعل ذلك واتقى الله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كان لابد منه في شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهما موعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل تقوى الله بين عينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .


وإن لم يرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم أن هذه محنة ابتلاه الله بها ، لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود .

هذا لمن يريد أن يكون محبا لله معظما لامره ، وهذا لمن يريد أن يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ،

أما من يريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى الوصال بالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ بأنس حديثه ، فما هذا إلا أول تلبيس إبليس ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثم والله ، ليس هذا في مرضاة الله في شيء ، فأفيقوا أيها العشاق من سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان .

كتبه
الشيخ حامد بن عبد الله العلي

*أنسام*الجنة*
2009-04-27, 11:27
وعليكم السلام ورحمة الله

بوركت في موضوعك

إن شاء الله يتعظ كل من يقرأه

antivirus
2009-04-27, 11:48
وعليكم السلام ورحمة الله
ان الحب الحقيقي حب الرسول *ص* و حب الله عز وجل

سليم_الجزائر
2009-04-27, 11:49
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-b3c9700a61.gifسلمت من كل رضي
فاهلا بالحب في الله وحب الاباءالزوجة والاولاد وغير هذا فلا

نسرين0303
2009-04-27, 12:04
بارك الله فيك اخي و جزاك الجنة بما قدمت لنا
سلام

hmida62
2009-04-27, 14:15
وعليكم السلام ورحمة الله

بوركت في موضوعك

إن شاء الله يتعظ كل من يقرأه




السلام عليكم

بارك الله فيك وأحسن إليك

hmida62
2009-04-27, 14:17
وعليكم السلام ورحمة الله
ان الحب الحقيقي حب الرسول *ص* و حب الله عز وجل


السلام عليكم

نكتبها هكذا "صلى الله عليه وسلم "

نعم هو لله ورسوله ولكن موضوعنا ليس هذا فقط ...جزاك الله خيرا

hmida62
2009-04-27, 14:19
http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/jannatalhusain-b3c9700a61.gifسلمت من كل رضي
فاهلا بالحب في الله وحب الاباءالزوجة والاولاد وغير هذا فلا


السلام عليكم

كيف حالك أخي سليم خلاص راني وليت عاقل هههه

بارك الله فيك

hmida62
2009-04-27, 14:21
بارك الله فيك اخي و جزاك الجنة بما قدمت لنا
سلام

السلام عليكم

وفيك بارك الله وجزيت بالمثل الاخت الكريمة وبارك الله فيك على التقييم ولو أنني عابر سبيل ولاحاجة لي للنقاط

صالح القسنطيني
2009-04-27, 14:42
بارك الله فيك كبيرنا، و جزاك خيرا و شكر لك


و العشق هو حب مقرون بشهوة، و هو من أمراض القلوب فى صرف غير ما أحل الله.


---------------------


تحب نغنيلك هذيك الغنية تاع ((رسالة للعشاق))

اني نضحك برك، تزيد تسل السيف تاعك على




ههههههه

hmida62
2009-04-27, 15:39
بارك الله فيك كبيرنا، و جزاك خيرا و شكر لك


و العشق هو حب مقرون بشهوة، و هو من أمراض القلوب فى صرف غير ما أحل الله.


---------------------


تحب نغنيلك هذيك الغنية تاع ((رسالة للعشاق))

اني نضحك برك، تزيد تسل السيف تاعك على




ههههههه


السلام عليكم


الله يحفظك أسأل الله أن يرزقك زوجة صالحة وغنيلها بعد ذلك

mcs saida
2009-04-27, 15:44
جزاك الله كل خير

KHADIDJA17
2009-04-27, 16:42
مشكور اخي
على الموضوع
الاكثر من الرائع

hmida62
2009-04-27, 16:46
جزاك الله خيرا الأخ حميد على الموضوع

لكن ممكن تعريف ولو بسيط للشيخ

حامد بن عبد الله العلي


بارك الله فيك

السلام عليكم

نبذة مختصرة جدا اختي :


حامد بن عبدالله أحمد العلي ، العمر 42 سنة ، متزوج وله خمسة أولاد ، وهو أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت ، وخطيب مسجد ضاحية الصباحية ، طلب العلوم الشرعية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من عام 1401هـ إلى عام 1410هـ ، وحصل على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن ، وتولى منصب الأمين العام للحركة السلفية في الكويت من عام 1418هـ إلى عام 1421هـ ، ثم تفرغ بعدها للكتابة وتدريس العلوم الشرعية في مسجده ، وإلقاء المحاضرات والدروس ، .....

نورالدين17
2009-04-27, 18:23
الحب لا يكون الافي اطار شرعي وماعداه يعتبر سراب يحسبه الظمآن ماء..........................

تاج الكرامة
2009-04-27, 18:53
جزاك الله خيرا على الموضوع الهادف ..........تحيـــــــ أختك لميا ءـــــــات

hmida62
2009-04-28, 07:58
جزاك الله كل خير

السلام عليكم

احسن الله إليك وجزيت بالمثل

hmida62
2009-04-28, 18:48
مشكور اخي
على الموضوع
الاكثر من الرائع



السلام عليكم

احسن الله إليك

hmida62
2009-04-29, 08:35
جزاك الله خيرا على الموضوع الهادف ..........تحيـــــــ أختك لميا ءـــــــات

السلام عليكم

وجزيت بالمثل أختي الكريمة

روح المشاعر
2009-04-29, 09:56
وعليكم السلام ورحمة الله

بوركت في موضوعك

إن شاء الله يطبقه ويعمل به كل واحد من يقرأه


سلمت يمينك

ارق واعذب تحية

حسناء العابدة
2009-04-29, 11:31
اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنافيماتحب اللهم وما زويتا عنا مما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب.جزاك الله كل الخير على الموضوع

عامر عبد الحق
2009-04-29, 11:50
جزاك الله خيراً على التذكير

وردة الجزائر كوثورة
2009-04-29, 16:56
http://sl.glitter-graphics.net/pub/186/186886feka1abxx2.gif
http://www11.0zz0.com/2009/04/08/22/299008705.gifhttp://farm4.static.flickr.com/3235/2458722511_a464e0bf27_o.gif

أحمد أبو عبد الرحمن
2009-04-29, 20:19
بارك الله فيك وشكرا على الموضوع

أم عدنان
2009-04-29, 20:34
لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !! والسعيد من نجا من البلاء بالأمر المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي ، وجزاك الله خيرا .

salma02
2009-04-29, 21:43
السلام عليكم و رحمة الله تعالى
بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع المميز
عندي سؤال اخي
قد تؤدي المعاملة بين الجنسين في اي مكان و خاصة في المنتدى و لو دون التقاء الى بعض المودة
من خلال الردود مثلا ...
فهل يعتبر هذا بداية هذه الاحاسيس؟؟؟
و بالتالي بداية طرق الشهوات؟؟؟
لان الانسان قد يقع في ما ذكرت اخي
و ان كان كذلك فهل يؤثم عليها..؟؟؟
جزاك الله خيرا

ام زينب
2009-05-01, 00:18
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك