عبد الكريم السبكي
2013-05-01, 12:47
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا
اما بعد:
فهذه قواعد اهل العلم التي استفدتها من مطالعتي وبحثي لكتب اهل العلم ولا اريد ان احرم اخواني في الله طلبة العلم هذه الفوائد التي بعد ما اطلعت عليها تحتاج الى رحلة واعز من الكبريت الاحمر كما يقال وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم"احب الاعمال الى الله انفعهم للناس "
وطريقتي في هذه المشاركة أن اذكر ثلاث قواعد بدون اطالة قصد الاستيعاب فتكون تذكرة للمنتهي وتبصرة للمبتدي
والله اساله المزيد من فضله وان يرزقنا الاخلاص والسداد
القاعدة الاولى
قال الامام الذهبي في ميزان الأعتدال للذهبي (3/ 413)
قال ابن حبان : مولد ابن لهيعة سنة ست وتسعين ، ومات سنة أربع وسبعين ومائة . وكان صالحا ، لكنه يدلس عن الضعفاء ، ثم احترقت كتبه ، وكان أصحابنا يقولون : سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة : عبدالله بن وهب ، وابن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وعبد الله بن مسلمة القعنبى - فسماعهم صحيح
1ــ ابن لهيعة اختلط بسب احتراق كتبه فإذا روى عنه العبادلة الاربعة فرواية العبادله عنه صحيحة وهم اربعة عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي
وذكر الامام الالباني في السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 (6/ 342)
و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ،
فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت ، و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "سير أعلام النبلاء " ( 8 / 15 ) من رواية جعفر الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد ابن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .فقلت : لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة " . قلت : و لا يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه ، و قال : هو آخر من سمع من ابن لهيعة " . قلت : و ذلك لأنه كان يعتمد على كتاب ابن وهب ، و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة . و الله أعلم . و يؤيد هذه
الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال : " سمعت قتيبة
يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه ، أو كتب ابن وهب إلا
ما كان من حديث الأعرج "
القاعدة الثانية
ووصفه بالتدليس ابن حبان قال الحافظ في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للعسقلاني (ص: 54)
عبد الله بن لهيعة الحضرمي قاضي مصر اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته وقال بن حبان كان صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاء
2ــ ابن لهيعة مدلس من الرتبة الخامسة والمرتبة الخامسة ــ من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة كماذكر الحافظ ــ
القاعدة الثالثة
ـاذا روى عنه العبادلة بالعنعنة فهل تمشى روايته ؟
الجواب:قال الشيخ ابو الحسن الماربي فياتحاف النبيل باسئلة واجوبة الفاظ الجرح والتعديل (1/ 177)
وأمّا عنعنة ابن لهيعة فأمر آخر، فلو روى عنه العبادلة مع أنّه قد عنعن، نحن أيضاً لا نقبل حديثه؛ لأنّه قد وُصف بالتدليس، فإذا روى عنه العبادلة، أو أحدهم، أو من كان في معناهم، ففي هذه الحالة بقيت العلّة الأخرى، وهي علّة التدليس؛ لأنَّ الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ذكره في الطبقة الخامسة من «طبقات المدلسين» التي أهلها مدلسون وجُرِّحُوا بأمر آخر.
وقد سألت شيخنا - محدث العصر - الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قبوله رواية العبادلة عن ابن لهيعة وإن عنعن؟ فأجاب بقوله: لأني وجدت الحافظ ابن حجر نفسه - مع إدخاله إياه في الطبقة الخامسة - وجدته يحتج به في مثل هذه الحالة، وإن عنعن، فالله تعالى أعلم بالصواب في ذلك
اما بعد:
فهذه قواعد اهل العلم التي استفدتها من مطالعتي وبحثي لكتب اهل العلم ولا اريد ان احرم اخواني في الله طلبة العلم هذه الفوائد التي بعد ما اطلعت عليها تحتاج الى رحلة واعز من الكبريت الاحمر كما يقال وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم"احب الاعمال الى الله انفعهم للناس "
وطريقتي في هذه المشاركة أن اذكر ثلاث قواعد بدون اطالة قصد الاستيعاب فتكون تذكرة للمنتهي وتبصرة للمبتدي
والله اساله المزيد من فضله وان يرزقنا الاخلاص والسداد
القاعدة الاولى
قال الامام الذهبي في ميزان الأعتدال للذهبي (3/ 413)
قال ابن حبان : مولد ابن لهيعة سنة ست وتسعين ، ومات سنة أربع وسبعين ومائة . وكان صالحا ، لكنه يدلس عن الضعفاء ، ثم احترقت كتبه ، وكان أصحابنا يقولون : سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة : عبدالله بن وهب ، وابن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وعبد الله بن مسلمة القعنبى - فسماعهم صحيح
1ــ ابن لهيعة اختلط بسب احتراق كتبه فإذا روى عنه العبادلة الاربعة فرواية العبادله عنه صحيحة وهم اربعة عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي
وذكر الامام الالباني في السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 (6/ 342)
و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ،
فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت ، و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "سير أعلام النبلاء " ( 8 / 15 ) من رواية جعفر الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد ابن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .فقلت : لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة " . قلت : و لا يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه ، و قال : هو آخر من سمع من ابن لهيعة " . قلت : و ذلك لأنه كان يعتمد على كتاب ابن وهب ، و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة . و الله أعلم . و يؤيد هذه
الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال : " سمعت قتيبة
يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه ، أو كتب ابن وهب إلا
ما كان من حديث الأعرج "
القاعدة الثانية
ووصفه بالتدليس ابن حبان قال الحافظ في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للعسقلاني (ص: 54)
عبد الله بن لهيعة الحضرمي قاضي مصر اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته وقال بن حبان كان صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاء
2ــ ابن لهيعة مدلس من الرتبة الخامسة والمرتبة الخامسة ــ من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة كماذكر الحافظ ــ
القاعدة الثالثة
ـاذا روى عنه العبادلة بالعنعنة فهل تمشى روايته ؟
الجواب:قال الشيخ ابو الحسن الماربي فياتحاف النبيل باسئلة واجوبة الفاظ الجرح والتعديل (1/ 177)
وأمّا عنعنة ابن لهيعة فأمر آخر، فلو روى عنه العبادلة مع أنّه قد عنعن، نحن أيضاً لا نقبل حديثه؛ لأنّه قد وُصف بالتدليس، فإذا روى عنه العبادلة، أو أحدهم، أو من كان في معناهم، ففي هذه الحالة بقيت العلّة الأخرى، وهي علّة التدليس؛ لأنَّ الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ذكره في الطبقة الخامسة من «طبقات المدلسين» التي أهلها مدلسون وجُرِّحُوا بأمر آخر.
وقد سألت شيخنا - محدث العصر - الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قبوله رواية العبادلة عن ابن لهيعة وإن عنعن؟ فأجاب بقوله: لأني وجدت الحافظ ابن حجر نفسه - مع إدخاله إياه في الطبقة الخامسة - وجدته يحتج به في مثل هذه الحالة، وإن عنعن، فالله تعالى أعلم بالصواب في ذلك