المسيلي28
2009-04-27, 08:40
الموت
الحمد لله رب الكائنات، المنزّه عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهاتُ الست كسائر المبتدعات ومن وصفَ الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر.
والصلاة والسلام على خير الكائنات سيدنا محمد وعلى سائر اخوانه النبيين المؤيّدين بالمعجزات الباهرات فبعصا موسى انفلق البحر وبدعاء نوح نزل المطر ولمحمد شهد الشجر والحجر وانشق القمر.
الله تعالى يقول في القرءآن الكريم: {قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم}.
لقد خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا ولم يجعل الدنيا دار مقر بل جعلها دار ممر للآخرة، فالدنيا دار العمل والآخرة دار الحساب على العمل.
وقد قال سيدنا عليٌّ رضي الله عنه وكرم وجهه: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا اليوم العمل ولا حساب وغدًا الحساب ولا عمل".
فالموت حق قد كتبه الله تعالى على عباده، والذكي العاقل الفطن هو الذي أعد الزاد لما بعد الموت وأكثر من فعل الخيرات وأدى فرائض الله تعالى واجتنب ما حرم الله فلنكن كذلك أيها الأحبة، ولنكثر من ذكر الموت فإنه يرقق القلوب وقد قال عليه الصلاة والسلام: "أكثروا ذكر هاذم اللذات" أي أكثروا ذكر الموت.
وليعلم أن الموت راحة للمؤمن الذي عمل بما يرضي الله تعالى لذلك قال عليه الصلاة والسلام: "الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة".
وأما الكافر فإن هذه الدنيا هي مكان النعيم له فإذا فارقها انقطع عنه النعيم ولا يجد بعد ذلك راحة أبدًا بل هو في عذاب إلى ما لا نهاية لذلك فقد قال ربنا في القرءآن الكريم: {يودُّ أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمَّر} سورة البقرة / 96.
فالموت هو هادم اللذات والكافر نعيمه يناله في الدنيا فقط وعند الله ليس له إلاّ العذاب.
لذلك أيها الأحبة فإن الكفر هو أخطر الذنوب وأشدُّها فعلى المسلم أن يثبت على الإيمان ويتجنب الكفر ما استطاع فإن الكافر مخلد في نار جهنم قال تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرًا خالدين فيها أبدًا لا يجدون وليًا ولا نصيرا} .
نارٌ وأي نار وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "أوقد على النار ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودّت فهي سوداء مظلمة. فجهنم سوداء وليست حمراء، حرّها شديد وقعرها بعيد وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع أصحابه فسمعوا وجبة (أي صوتًا) فقال عليه الصلاة والسلام أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال هو حجر رمي به في جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل الى قعرها.
ففكر أيها الإنسان إن كنت لا تقوى على نار الدنيا فكيف تقوى على نار الآخرة الذي هي أشد من نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا، تلك النار التي وقودها الناس والحجارة، والتي وصف الله تعالى شدّتها بقوله: {تكاد تميّز من الغيظ} وقال عليه الصلاة والسلام: "شكت النار إلى رَبّها فقالت: يا ربي أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين فأشد ما يكون من الحر في الصيف فمن نفس جهنم وأشد ما يكون من البرد في الشتاء فمن نفس زمهرير".
وليعلم أن عذاب الآخرة هو عذاب بالروح والجسد ليس فقط عذاب روحي معنوي كما يدعي بعض الملحدين المكذبين للقرآن.
فقد قال تعالى: {كلّما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب} النساء / 56.
وقال تعالى: {وسقوا ماءً حميمًا فقطع أمعاءهم} سورة محمد / 15.
فهذه الآيات تدل على العذاب الجسدي.
إن عذاب جهنم دائم على الكافرين لا انقطاع له ولا يخفف عنهم كما قال تعالى: {وما هم بخارجين من النار} البقرة / 167.
وقال تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} الزخرف / 74 / 75 / 76.
فهم في ذل وهوان وعذاب لا نهاية له، حتى الموت لا يجدونه في جهنم.
قال تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} .
وقال تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيا} أي لا يرتاح من العذاب ولا يحيا حياة هنية، لا يموت لأن الموت فيها راحة له من العذاب، ولا يحيا حياة مستريح بل هو في نكد وعذاب أليم.
طعامه في جهنم من الزقوم وهو أشد ما خلق الله من الحرارة قال تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم} الدخان / 43 46.
وقال تعالى: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} الصافات 62 66.
كما أن الكافر يأكل من الغسلين قال تعالى {فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون} سورة الحاقة / 35 - 36 - 37.
وقد ورد أنه لو نزل دلو من غسلين إلى الدنيا لأفسد على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن يكون هذا طعامه.
وهذا الطعام الذي هو عذاب للكافر لا ينزل بسهولة بل مع غصة كما وصف الله تعالى في القرءان بقوله {إن لدينا أنكالاً وجحيمًا وطعامًا ذا غصة وعذابًا أليمًا} فيتذكر بما كان يذهب الغصة في الدنيا فيطلب الماء فيسقى من الحميم وهو الماء المغلي إلى أقصى درجات الغليان إذا قرّب من وجهه سقط لحم وجهه فإذا دخل جوفه قطعت أمعاؤه وخرجت من دبره. نعم لأن الكفار ليس لهم ماءً مرويًا بل يسقون من الحميم الذي يصب أيضًا فوق رؤوسهم قال تعالى: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق} سورة الحج / 19 22.
فحريٌّ بالانسان أن يتجنب الكفر بجميع أنواعه لأنه موجب للذل والهوان والعذاب الذي لا نهاية له، بل وحري بنا أن نتجنب المعاصي كلها لأن غمسة واحدة في نار جهنم تنسي الانسان حلاوة الدنيا ولو عاش فيها عمر نوح.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الكفر والمعاصي ويختم لنا بالإيمان.
الحمد لله رب الكائنات، المنزّه عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهاتُ الست كسائر المبتدعات ومن وصفَ الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر.
والصلاة والسلام على خير الكائنات سيدنا محمد وعلى سائر اخوانه النبيين المؤيّدين بالمعجزات الباهرات فبعصا موسى انفلق البحر وبدعاء نوح نزل المطر ولمحمد شهد الشجر والحجر وانشق القمر.
الله تعالى يقول في القرءآن الكريم: {قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم}.
لقد خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا ولم يجعل الدنيا دار مقر بل جعلها دار ممر للآخرة، فالدنيا دار العمل والآخرة دار الحساب على العمل.
وقد قال سيدنا عليٌّ رضي الله عنه وكرم وجهه: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا اليوم العمل ولا حساب وغدًا الحساب ولا عمل".
فالموت حق قد كتبه الله تعالى على عباده، والذكي العاقل الفطن هو الذي أعد الزاد لما بعد الموت وأكثر من فعل الخيرات وأدى فرائض الله تعالى واجتنب ما حرم الله فلنكن كذلك أيها الأحبة، ولنكثر من ذكر الموت فإنه يرقق القلوب وقد قال عليه الصلاة والسلام: "أكثروا ذكر هاذم اللذات" أي أكثروا ذكر الموت.
وليعلم أن الموت راحة للمؤمن الذي عمل بما يرضي الله تعالى لذلك قال عليه الصلاة والسلام: "الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة".
وأما الكافر فإن هذه الدنيا هي مكان النعيم له فإذا فارقها انقطع عنه النعيم ولا يجد بعد ذلك راحة أبدًا بل هو في عذاب إلى ما لا نهاية لذلك فقد قال ربنا في القرءآن الكريم: {يودُّ أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمَّر} سورة البقرة / 96.
فالموت هو هادم اللذات والكافر نعيمه يناله في الدنيا فقط وعند الله ليس له إلاّ العذاب.
لذلك أيها الأحبة فإن الكفر هو أخطر الذنوب وأشدُّها فعلى المسلم أن يثبت على الإيمان ويتجنب الكفر ما استطاع فإن الكافر مخلد في نار جهنم قال تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرًا خالدين فيها أبدًا لا يجدون وليًا ولا نصيرا} .
نارٌ وأي نار وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "أوقد على النار ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودّت فهي سوداء مظلمة. فجهنم سوداء وليست حمراء، حرّها شديد وقعرها بعيد وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع أصحابه فسمعوا وجبة (أي صوتًا) فقال عليه الصلاة والسلام أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال هو حجر رمي به في جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل الى قعرها.
ففكر أيها الإنسان إن كنت لا تقوى على نار الدنيا فكيف تقوى على نار الآخرة الذي هي أشد من نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا، تلك النار التي وقودها الناس والحجارة، والتي وصف الله تعالى شدّتها بقوله: {تكاد تميّز من الغيظ} وقال عليه الصلاة والسلام: "شكت النار إلى رَبّها فقالت: يا ربي أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين فأشد ما يكون من الحر في الصيف فمن نفس جهنم وأشد ما يكون من البرد في الشتاء فمن نفس زمهرير".
وليعلم أن عذاب الآخرة هو عذاب بالروح والجسد ليس فقط عذاب روحي معنوي كما يدعي بعض الملحدين المكذبين للقرآن.
فقد قال تعالى: {كلّما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب} النساء / 56.
وقال تعالى: {وسقوا ماءً حميمًا فقطع أمعاءهم} سورة محمد / 15.
فهذه الآيات تدل على العذاب الجسدي.
إن عذاب جهنم دائم على الكافرين لا انقطاع له ولا يخفف عنهم كما قال تعالى: {وما هم بخارجين من النار} البقرة / 167.
وقال تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} الزخرف / 74 / 75 / 76.
فهم في ذل وهوان وعذاب لا نهاية له، حتى الموت لا يجدونه في جهنم.
قال تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} .
وقال تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيا} أي لا يرتاح من العذاب ولا يحيا حياة هنية، لا يموت لأن الموت فيها راحة له من العذاب، ولا يحيا حياة مستريح بل هو في نكد وعذاب أليم.
طعامه في جهنم من الزقوم وهو أشد ما خلق الله من الحرارة قال تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم} الدخان / 43 46.
وقال تعالى: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون} الصافات 62 66.
كما أن الكافر يأكل من الغسلين قال تعالى {فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون} سورة الحاقة / 35 - 36 - 37.
وقد ورد أنه لو نزل دلو من غسلين إلى الدنيا لأفسد على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن يكون هذا طعامه.
وهذا الطعام الذي هو عذاب للكافر لا ينزل بسهولة بل مع غصة كما وصف الله تعالى في القرءان بقوله {إن لدينا أنكالاً وجحيمًا وطعامًا ذا غصة وعذابًا أليمًا} فيتذكر بما كان يذهب الغصة في الدنيا فيطلب الماء فيسقى من الحميم وهو الماء المغلي إلى أقصى درجات الغليان إذا قرّب من وجهه سقط لحم وجهه فإذا دخل جوفه قطعت أمعاؤه وخرجت من دبره. نعم لأن الكفار ليس لهم ماءً مرويًا بل يسقون من الحميم الذي يصب أيضًا فوق رؤوسهم قال تعالى: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق} سورة الحج / 19 22.
فحريٌّ بالانسان أن يتجنب الكفر بجميع أنواعه لأنه موجب للذل والهوان والعذاب الذي لا نهاية له، بل وحري بنا أن نتجنب المعاصي كلها لأن غمسة واحدة في نار جهنم تنسي الانسان حلاوة الدنيا ولو عاش فيها عمر نوح.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الكفر والمعاصي ويختم لنا بالإيمان.