تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة حول العلوم التجريبية و العلوم البيولوجية


ibrasar
2009-04-26, 23:41
هل الطبيعة تخضع لمبدأ الحتمية خضوعا تاما؟
المقدمة:
يهدف العلم إلى فهم الظواهر الطبيعية و الوقوف على قوانينها ، معتمدا في ذلك على منهج التجريب الذي يقوم على خطوات ثلاثة أساسية هي : الملاحظة، و الفرضية، و التجربة ، و يعرف هذا المنهج عند المتخصصين بالمنهج الإستقرائي، حيث يقوم الباحث بالتجريب على مجموعة من العينات ثم يعمم النتائج على كل الظواهر المتشابهة، و المبدأ الذي يقوم عليه هذا التعميم هو مبدأ الحتمية ، حيث ينص على أنه إذا ما توفرت نفس الشروط أدت إلى نفس النتائج ، لكن مع تقدم الأبحاث في مجال الفيزياء في القرن 20 م شكك بعض الباحثين في مطلقية هذا المبدأ ، و عليه يمكن طرح الإشكال التالي:
طرح الإشكال:
هل يمكن الإعتقاد بأن حوادث الطبيعة تجري حسب نظام كلي دائم؟ و هل يمكن القول بأن مبدأ الحتمية مبدأ مطلق؟
التحليل:
عرض منطق الأطروحة: ( أنصار الحتمية)
ذهب بعض العلماء إلى الإعتقاد بان مبدأ الحتمية مبدأ مطلق ، يمكن تطبيقه على جميع ظواهر الكون، مما لا يدع معه مجالا للصدفة و التلقائية و الإحتمال، و بناءا على ذلك تكون الطبيعة بعيدة عن التناقض و الإضطراب. و قد عبر عن هذا الموقف " لابلاس" حيث قال:" يجب علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة، و سببا في حالته التي تأتي بعد ذلك مباشرة، و لو استطاع عقل ما أن يعلم في لحظة معينة جميع القوى التي تحرك الطبيعة لأصبح المستقبل و الماضي ماثلين أمام عينيه كالحاضر تماما." و قد دافع عن هذه الأطروحة أيضا العالم " كلود برنار" حيث رأى بأن مبدأ الحتمية لا يطبق في الدراسات الفيزيائية فقط و إنما حتى في الدراسات البيولوجية، قال:" إن مبدأ التقيد الطبيعي هو مبدأ عام تخضع له العلوم الطبيعية كلها لأنه ضروري لعلوم الأحياء كما هو ضروري لعلم الفيزياء و الكيمياء فلولاه لما أمكن تأسيس العلم." و رأى العالم " جوبلو" بأن العالم متسق تجري حوادثه على نظام ثابث و أن هذا العالم كلي و عام لا يشذ عنه حادث أو ظاهرة.
النقد:
إن العقل البشري يحاول دائما القضاء على الصدفة و الجهل الذي يشعر بهما إزاء حدوث الظواهر لذلك لا يمكنه التخلي عن مبدأ الحتمية ، و لكنه لا يزال عاجزا عن التنبؤ بكل ظواهر الطبيعة خصوصا ما تعلق بالعالم الأصغر( عالم الذرة).
عرض نقيض الأطروحة: ( أنصار اللاحتمية)
أنكر علماء القرن العشرين مطلقية مبدأ الحتمية ، و رأو بأن هذا المبدأ و إن أمكن تطبيقه على ظواهر الكون الكبرى فإنه يستحيل تطبيقه على العالم الأصغر أو عالم اللامتناهيات في الصغر، إذ تبين من خلال الحقائق العلمية الجديدة أن عالم الماكروفيزياء تفلت من قبضة الحتمية و تدخل في مجال آخر هو مجال اللاحتمية ، و هكذا فإن معطيات العلم في القرن العشرين زعزعت الإعتقاد في الحتمية المطلقة مما أدى بالعالم " ديراك" إلى القول:" لا سبيل إلى الدفاع عن مبدأ الحتمية". كما ذهب " إيدنجتون" إلى القول:" إن الإيمان بوجود علاقات دقيقة صارمة في الطبيعة الذي اعتمد عليه العلم عصورا طويلة ليس إلا نتيجة للطابع السادج الفج الذي تتصف به معرفتنا للكون."و يقول " هانزبرغ" :" إن الإلكترون لا يمكن تحديد موقعه و سرعته في آن واحد فكلما سلط عليه الضوء لتحديد موقعه كلما انحرف عنه."
النقد:
و لكن رغم هذه الحقائق لا يمكن إنكار مبدأ الحتمية ،لأن كل ظاهرة مهما كبرت أو صغرت فهي تخضع لشروط محددة ، فالظواهر لا تحدث كيفما اتفق و دون أن تسيطر عليها قوانين محددة.
التركيب:
إن مبدأ الحتمية مبدا نسبي و يبقى قاعدة اساسية للعلم ، يقول " دي فرجي" : " إن أزمة الفيزياء الحديثة لم تنشأ بسبب عدم حمية الظواهر بل بسبب ما تنطوي عليه وسائلنا التجريبية من ضروب النقص.."
حل المشكلة:
و هكذا يمكن القول بأن العلم لا غنى له عن التسليم بمدأ الحتمية فكل الظواهر مقيدة بقوانين محددة قال كلود برنارد:" إن عدم التسليم بمبدأ الحتمية لا يعدو أن يكون إنكارا للعلم".
:mh31:

سهام1992
2011-01-26, 19:45
شكرااااااااااااا

سهام1992
2011-01-26, 19:47
شكرااااااااااااااااااااا

العلم حياتي
2011-02-25, 13:54
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا

علال92
2011-02-25, 14:40
مشكككككووووووووووووووووورررررررررر