المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مآسي أهلنا في الأرض المحتلة تحت جبروت الصهاينة المعتدين


barbaruse
2009-04-26, 15:28
من مآسي أهلنا في الأرض المحتلة تحت جبروت الصهاينة المعتدين
• اعتقلت بعد زواجها بثلاثة أشهر...
كَبَّلوا يديها وقدميها بالسلاسل، وقَيَّدوا حركتها، كما لو أنها قـاتلة، واصطحبها سجان وسجانة صهيونيان بمشقة إلى العملية القيصرية، وما هي إلا لحظات بعد الاعتقال حتى دوت صرخات المولود (براء) في أرجاء مستشفى «مئير» العسكري في مدينة كفر سابا شمال مدينة تل أبيب.
المولود الفلسطيني (براء) خرج إلى الدنيا في ظلمات السجون الصهيونية، التي حرمته غطرسة السجان من ابتسامة والده لاستقبال أول مولود له، أو أن تحضنه جدته فرحة بمجيئه، ولكن قدره أن يبكي مراراً على حاله؛ لأنه وُلد أسيراً كما هو حال أبيه وأمه الآن.
• من جباليا إلى طولكرم:
إنها الأسيرة سمر إبراهيم صبيح التي وضعت مولودها البكر «براء» في المستشفى يوم 30 نيسان 2006م، داخل الأراضي المحتلة منذ عام ثمانية وأربعين، بلا رفقة من أحد، ودون السماح لزوجها أو أي من أقاربها بحضور الولادة، حتى يجففوا دموع أم أسيرة ويشهدوا ولادة أسير جديد.
بعيداً جداً هناك في مخيم جباليا بقطاع غزة كانت والدة سمر تبكي ابنتها التي حُرمت من رؤيتها ومشاركتها ولادتها الأولى. تقول والدتها فتحية صبيح (50 عاماً) وكلها شوق إلى رؤية ابنتها: «هذا الطفل هو طفل فلسطين، وأنا مسرورة جداً بحفيدي الثالث عشر، ولكني في الوقت نفسه حزينة جداً على ابنتي التي تقيم في المستشفى وحدها؛ لأني كنت أتمنى أن أكون بجانبها، حتى أخفف عنها لوعة الأسر وأشاركها دموعها وصرخاتها».
في مخيم جباليا شمال قطاع غزة كانت نشأتها ودراستها، وفي طولكرم بالضفة الغربية تم زواجها من قريبها (رسمي جبر صبيح) واعتقالها من قِبَل الجيش الصهيوني. هذه هي حال الأسيرة سمر. وتحدثُنا والدة الأسيرة أم إياد عن نشأتها قائلة: «سمر فتاة فلسطينية لاجئة تربت وعاشت في بيت متواضع، قضت طفولتها بين أزقة مخيم جباليا كحال اللاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات، درست في مدارس اللاجئين في كل من المرحـــــلة الابتدائية والإعــدادية، ومن ثم انتقلت للمرحلة الثانوية، ثم التحقـت بقسم التمريض بالجامعـــــة الإسلامية بغزة، لكن سبب تحولها من هذا القسم هو رفض خطيبها لدراستها التمريض، مما جعلها تقوم بالتحـــويل إلى الدراسات الإسلامية بالجامعة نفسها».
وتابعت والدتها: «قامت سمر بالعديد من المحاولات كي تسـافـر إلى خطيبها في طولكرم ولكنها باءت بالفشل، نتـيجة القـيـود التي وضــعتها قـوات الاحـتـلال، مـدعـية أن عمر سـمر القــــانوني لا يسـمـــح بأن تأخـذ تصـريحاً للدخـول للضفة الغربية، وخاصة أن الأعمار المحددة هي فوق 35 عاماً».
• عروسان بلا فرحة:
وأردفت أم إياد تقول: «بعد مشقة ومعاناة وصلت سمر إلى طولكرم في شهر يونيو من السنة الماضية، وتزوجت بعد وصولها بشهر واحد». وما إن مضت ثلاثة أشهر من عالم الزوجية، حتى حوصر بيت هذه الأسرة الصغيرة المكونة من اثنين: سمر وزوجها، وجرى اعتقال الزوجين، بدعوى أن سـمر تنتـمي لكتـائب القـسام، ومدعـية أنها المهندسة الأولى في صـنع المتفجرات وتجهيزها وتزويد منفذي عمليات عز الدين القسام بها، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، واعتبرت الوالدة أن هذا الادعاء ما هو إلا ادعاء كاذب؛ لأن ابنتها لم يلاحظ عليها أي علامة من علامات الانتساب لأي من الفصائل الفلسطينية.
وأفادت والدة الأسيرة بأنها لم ترَ ابنتها منذ أن سافرت إلى طولكرم، وأنها حرمت من زيارتها داخل السجن، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت ترفض رفضاً قطعياً زيارتها لها رغم أنها ناشدت جميع الهيئات والمؤسسات الحقوقية للسماح لها بزيارة ابنتها.
• الزوج والزوجة أسيران:
يذكــر أن الأسيرة سمـــر صبيح البالغـــة من العــــمر (22 عاماً)، والتي تنحدر من قطاع غزة، قد تم اعتقالها بتاريخ 29/9/2005، حيث حكم عليها بالسجن لمدة 28 شهراً بتهمة تدريبات عسكرية وانتمائها لحركة «حماس» مع زوجها الأسير رسمي جبر صبيح، المعتقل حالياً في سجن النقب الصحراوي اعتقالاً إدارياً وتم تجديده للمرة الثانية.
يشار إلى أن الأسير رسمي صبيح زوج الأسيرة سمر وابن خالها، البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، كان قد اعتقل مباشرة بعد أن اعتقلت سمر بيوم واحد، ولا زال يقبع حتى الآن في سجن النقب الصحراوي.
وبولادة براء ابن الأسيرين (رسمي وسمر صبيح) يرتفع عدد المواليد الأسرى إلى ثلاثة أطفال يُحتجزون مع أمهاتهن في ظروف اعتقالية وصحية وغذائية سيئة جداً، وهؤلاء الأطفال يُحرَمون من أبسط حقوق الطفولة ويتعرضون لأقسى أنواع القهر والحرمان مثلهم مثل أمهاتهم الأسيرات، كما أن هناك عشرات الأمهات الأسيرات يحرمن من عناق واحتضان أطفالهن أثناء الزيارة.
هذا جزء من الواقع المزري وغير الإنساني لمعاناة الأسيرات والمسجونات في سجون العدو الصهيوني؛ فأين حقوق الإنسان، وأين دعوات منظماتها بالحدب على الإنسان في أي مكان، أم أن ذلك ممنوع على الشعب الفلسطيني المعتقل في سجنه الكبير تحت سمع وبصر العالم بكل منظماته العالمية؟ فإلى الله المشتكى، وهو المستعان.

عماد الفلسطينى
2009-04-28, 12:09
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم