تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نساء صالحات


cheri classe
2013-04-23, 12:58
(http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif)http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif)http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif)
http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif)
السلام عليكم اخوتي اخواتي اعضاءا او زوارا لمنتدى الجلفة الكريم اردت في هذه المرة ان اخصص جزءا لنساء ابت ان تمحو فضلهن ذاكرة التاريخ وكي يكن قدوة لنا كنساء جزائريات ساخصص هذا الفرع من نساء صالحات ليكون فضاء للاقتداء الحسن وللفخر بمكانة المراة في الدين اسال الله ان يوفقنا جميعا نساء ورجال لما يحبه ويرضاه و ابدا على بركة الله بـــ:

http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/32.gif)


السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور

نفيسةُ العِلم … كريمةُ الدّارّين



نَشأَت السّيدة نَفيسة في جَوٍّ يَسُودُه العِلمُ والوَرعُ والتّقوى، وفي وسطٍ يَزخَرُ بالعُلَماء والعُبّادِ والزُّهّادِ،فقَرأتِ القُرءانَ وحفِظَتهُ، ودَرستِ العِلمَ ووَعَتْهُ، وسمِعَت مَسائلَ الحديثِ والفِقه ففَهِمَتها. وكانَت رضيَ الله عنها مُجابةَ الدّعوةِ، أَظمَأت نهَارَها بالصِّيام، وأقَامَت ليلَها بالقِيام ،عَرفَتِ الحَقَّ فوقَفت عِندَه والتَزمَت به، وعَرفَتِ البَاطِلَ فأَنكَرتْهُ واجتَنَبتْه، واجتَهدَت بالعبادةِ حتى أكرَمهَا اللهُ بكرَاماتٍ عدِيدةٍ.
مَن هي؟
هيَ السّيدةُ نَفيسة بنتُ أبي محمدٍ الحسنِ الأنور بنِ زَيد الأبلج بنِ الحسَن السِّبط بنِ الإمام عليٍّ كرّمَ اللهُ وجْهَه. فهيَ مِن دَوحَةِ النُّبوةِ التي طَابَت فَرعًا، وزَكَتْ أَصْلا.
وأما أُمُّها فهي أمُّ وَلَد، وأمّا إخْوتُها فأُمُّهم أمُّ سلَمة بنتُ زَينب بنت الحسن ابنِ الحسَن بنِ الإمام عليٍّ كرّم اللهُ وجْهَه، وليسَ ذلكَ بضَائرِها أو مما يُنقِصُ مِن قَدرِهَا.
ولَو نظَرنا قَديمًا لوَجَدْنَا أنّ نَبيّ اللهِ إبراهيمَ الخَليل عليه السّلام قد تسَرّى بهاجَر فولَدت له نبيَّ الله إسمعيل عليه السلام، فكَانَ مِنْ نَسلِه الرسولُ الأكرم صلى الله عليه وسلم، وأيضًا تَسرّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمارية القِبطِيّة فولَدَت إبراهيم.
كانَت السّيدة نَفِيسة عفيفةَ النّفس، فما عُرف عنها أنها مَدَّت يدَهَا لمخلُوق، وكانت تُنفِقُ على نفسِها وأهلِ بَيتِها مِن مَالها أو مالِ زَوجِها، أو ما يَأتِيها مما تَغزِلُه بِيدِها.
وقَد قيَّضَ الله تبارك وتعالى لها أن تجتمع بفُحولِ العلماء وأئمةِ الفقهاء، وشيوخِ الزهّاد والعبّاد أمثالِ بشرِ بنِ الحارِث المعروف بالحَافي، وإمام أهلِ السُّنة الوَرِع أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك وعبدِ الله بنِ الحكم، وأبي سعيد سَحنُون بنِ سعيد الفَقيه المالكي والرّبيع بنِ سُليمان المرادِي من أصحاب الشافعي، والرّبيع الجِيزِي وغيرهم كثير.
مولدُها:
كان مِن عادةِ الحسَن الأنور والدِ السّيدة نفيسَة الجلُوس في البيت الحرَام، وذلكَ لكَي يُعطِي للنّاس دروسَ العِلم، ويُناقِشَهم في أمور الفِقه، ويتَدارسُون علومَ القرءان.
وفي يومٍ وهو على هذهِ الحال، أقبَلت جَاريةٌ لتَزِفَّ إليه البُشرى وتقول له: أَبشِر يا سيد فَقد وُلِدَت لك الليلة مولودةٌ جميلة، لم نرَ أحسن منها وَجهًا، ولا أَضْوأ منها جَبِينًا، يَتلألأ النُّورُ مِن ثَغرِها، ويشعّ مِن محيّاها.
فلما سمع الحسنُ الأنور هذه البُشرى، فَرِح، وخَرّ ساجدًا لله، شُكرًا على ما وهَبَه منْ نِعمَةٍ، وحَمدًا لاستجابةِ دُعائِه. ثم أَقبلَ على الجارية فأَجْزَلَ لها العطَاء ثم قال لها: مُرِي أهلَ البَيتِ فليُسَمُّوهَا "نفيسة"، فَسوفَ تكونُ إن شاء الله تعالى "نفيسة".
وُلدت السيدةُ نفيسة بمكةَ المكرمة يوم الأربعاء الحادي عشَر مِن شهر رَبيع الأوّل سنةَ خمسٍ وأربعينَ ومائة منَ الهِجرة النّبوية، وقد فرِحَت أُمُّها بمولودَتها، ومما زادَ في سُرور الحسن الأنور أنها قَريبة الشّبَه بأختِه السّيدة نفيسة بنتِ زَيد رضي الله عنها، وهي التي تزوج بها الخليفةُ الوليدُ بنُ عبد الملك.
ولما سمعَ الحاضرونَ مِن صَفوة الأخيار وصَالحي المرِيدين نبَأ ولادة مَولودةٍ للحسَنِ الأنور، قامُوا وهنّأوه بتَحقيقِ أَملِه، واستِجابةِ دُعائِه فشَكَر لهم ثم رفَع يَدَيه إلى السماء، وبَسَط كفّيهِ بالدُّعاءِ والرّجاء قائلا: "اللهُمّ أنبِتْها نَباتًا حَسَنًا، وتَقَبّلْها قَبُولا حسنًا طَيبًا، واجعَلْهَا من عبادِك الصالحين، وأوليائكَ المقرّبين الذينَ تُحِبُّهم، ويحبُّونَكَ.
اللهم اجعَلها مَعدِنَ الفَضلِ، ومَنبَع الخير، ومَصدَر البِرّ، ومَشرِق الهداية والنُّور، اللهُمّ اجعَلها نفيسةَ العِلم، عظيمَة الحِلم، جليلةَ القَدْرِ، قَويةَ الدِّين، كاملةَ اليَقين".
وعند البشرى أيضًا بمولد السيدة نفيسة قدِمَ رسولُ الخليفة العَبّاسي أبو جعفرٍ المنصور، وترَجَّلَ عن فرَسِه، ثم دخَلَ المسجدَ الحرَام، وشَقَّ الصُّفوفَ حتى وصَلَ إلى الحسن الأنور، ثم أَخرَج مِن جعبَتِه كتابًا، ورفَع إليه مع هذا الكتاب هَديّةَ الخِلافةِ وكانت عبارةً عن كِيسٍ كَبير يحتَوي على عشرِين ألفِ دينار. وكانَ الكتابُ يَفُوح منه رائحةُ المِسك والعِطر والطّيب، ففتحَه الشيخ، وقرأه في تؤدة وأنَاة. وكانَ القوم يسمَعُون وهم خائفونَ على كبيرِ أهلِ البيتِ، وعظِيمِ بَني هَاشم أن يمسَّه منَ الخَليفة سُوء، أو ينالَه منه مكروه، ولكنّهم لم يَبرحوا حتى شاهَدوا الحسنَ الأنور يَبكي، فازدادوا قَلقًا وخِيفةً عليه، فسألوه عن فَحوى كتابِ الخليفة، فقال لهم وهو يَبكي، متهَيِّبًا الموقفَ لعَظيم الأمانةِ التي تُلقى على عاتقِه: "لقَد وُلِّيتُ المدينةَ المنورةَ واختَارني الخليفةُ أميرًا علَيها " فتَهلّل وجههُم بالبِشر، واستضَاءَت جِباهُهم بالفَرح والسّرور، وقالوا له: هَنيئًا لمدينةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجُل مِثلِك، يُقِيمُ فيها لِواءَ العَدل، وينشرُ فيها رايةَ الحقِّ، ويَبُثّ في جَنبَاتها وبَينَ ربُوعِها الأمنَ والطُّمأنينة والسلام والإنصَافَ هنيئًا لأهلِها أن يَظفروا بذلكَ كلِّه على يدِ ابن بارٍّ مِن عِتْرَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفّذُ الأحكام ويُقيم الحدود، ويُحيي السُّنَن، ويُجدّدُ مَعالم الدِّين الحنِيف.
فدعْ عنكَ التّرددَ فلَعلّكَ تجِدُ مَظلومًا تُنصِفُه، أو مَلهُوفًا تُغيثه، أو أسيرًا تَفُكّه، أو شَريدًا طَريدًا تحمِيه وتؤويه، فلَمّا سمع الحسنُ الأنور منهم هذا القَول سُرّي عنه وقال لهم: "إذا كانَت تلكَ الإمارَة نِعمَة منَ الله علينا وعلى الناس كانت تلك الوليدةُ بشِيرَها – يقصِد السيدة نفيسة – وإذا كانت الإمارةُ كرامةً لنا فإنّ الوليدة الجديدةَ علامة عليها ".
نشأتها:
نَشأتِ السيدةُ نفيسة نشأةً شَريفةً، فبَعد أن نشأت بمكةَ تحُوطُها العِزةُ والكرامةُ، اصطحبها أبوها وهي في الخامسة من عمرها إلى المدينة، وأخذَ يلقِّنُها أمورَ دِينِها ودُنياها، فحفِظت القرءان، ولقَّنها حديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وسمعَت سيرة الصالحين، وصِفات المتقين، ولم يقتَصر في تربيتِها على الحفظِ والرِّواية، والدراسة ِوالتّلقين، بل حرِصَ أن يجمعَ في تربيتها بينَ القولِ والعمل.
فكانَ يُشْرِكُها معه في نُسكَتِه وعِبادته، ويُقرئها معه أورادَه، وكثيرًا ما كان يَصحَبُها إلى المسجد النبويِّ لتَشهدَ جماعةَ المسلمين، ولتَنظُرَ بعَينِها إلى مَواكِب الأخيار، ووفُودِ الأبرار وهُم يتَردّدون بشوق على مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وقد بارك الله لها في طفُولتِها، فلم تبلُغِ الثّامنةَ مِن عمُرِها حتى فرغَت من حِفظ كتاب الله تعالى، وشيئًا غيرِ قليل منَ السنّة النبوية وكانت لا تفارقُ أباها في حِلِّه وتَرحَالِه، فكانَ لها قدوةً حسنة وأُسوةً صَالحة.
فأَشرق صدرُها بنور الإيمان، وخالطت نفسُها حَلاوةَ الطّاعة. وكثيرًا ما كانت تدعو الله وهي صغيرة قائلةً: اللهم حُلّ بينَ قَلبي وبين كل ما يَشغَلُني عنكَ وحبّبْ إليّ كلَّ ما يقرّبني منك، ويسّر لي الطريق لطاعتك، واجعلني من أهلِ ولايتك، فإنك المرجُوُّ في الشدائد، المقصودُ في النّوائب والملمّات.
ومن بين الذين التقت بهم السيدةُ نفيسة في المدينة الإمام مالك رضي الله عنه الذي كانَ حديثَ الفقهاء والمسلمين بكتابه "الموطأ" وفقهه الذي انتَشر في الأمصار.
وكان الإمام مالكُ بنُ أَنس إمامُ دار الهجرة من أرفع العلماء قَدرًا، وأكثَرِهم ورَعًا، وأصَحِّهم حديثًا، وأقرئهم لكتاب الله رضي الله عنه.
وكانت تجتمع في بيتِ أبيها الحسن بصَفوة العماء وخُلاصة الفقهاء، وفُحُول الشعراء وكبار الأدباء، فكانت تستمِع إليهم وتَروي عنهم، تأخذ من أقوالهِم وتحفَظ من حِكمتهِم ما يُغذّي عقلَها المتفتِّح، ويضيء نفسَها الزّكية. فكانت صاحبةَ عَقل راجح، وهمّةٍ عالية، وعَزيمة صادقة، وفِكرة سليمة، ونشاطٍ متجَدّد.
زواجها:
بلغت نفيسة العلم وكريمة الدّارين سنّ الزّواج، فرغِب فيها شبابُ ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما تهافَت لخِطبَتها الكثير منْ شباب أشرافِ قُريش لمِا عَرفوا مِن خَيرها وبِرّها وإيمانهَا وتَقواها، وكانَ أشدّهم حِرصًا عليها إسحق بن جَعفر الصّادق وهو الذي كان يُلقّب بينَ أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق "المؤتمن" لكَثرة أمانَتِه وقوةِ إيمانِه ودينه.
ولم يكن هذا الشاب بغريب عنها فهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد رأى إسحق الناس يخطبون السيدة نفيسة من أبيها الحسن الأنور، ومنهم العلماء الأفاضل، والعباد الأعلام، وكان أبوها إذا سألَه النّاس عن سببِ رفضه لهم قال: "إني أريد أن أؤدي الأمانة إلى أهلها، وأردَّ القَطرةَ إلى بحرها، وأَغرُسَ الوَردةَ في بُستانها". فإذا سمع الناس منه ذلك أمسكوا عن الكلام، وقالوا: لعلّ في الأمر سِرًا لا نُدركه ولا نَدريه.
لكن إسحق رأى أن يُجرّب حظه، فيطلبَ الزواج بالسيدة نفيسة، فاستخار الله تعالى، وذهب إلى عمه ومعه كِبار أهل البيت. فرحّب بهم الحسن ضيوفًا كرامًا. لكنه امتنعَ عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، فانصرفوا من عنده يعصر الألم قلوبهم لأن إسحق لا يُردّ.
قام إسحق من عند الحسن، وفي نفسِه حُزن كبير، وذهب إلى المسجد النبوي، ووقف في محرابه الميمون، وأخَذ يُصلي، فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف وقال: السلام عليكَ يا رسولَ الله، السّلامُ علَيك يا سيدَ المرسلين وخاتم النبيين وحبيبَ ربِّ العالمين إني أَبُثُّكَ لَوعَتي، وأُنزِلُ بكَ حَاجَتي، وأعرضُ عليك حاجتي، ولطَالما استغاثَ بك الملهُوفُون، واستَنجَد بعَونِكَ المكروبون، فقد خطبت "نفيسة" من عمي "الحسن" فأباها عليّ" ثم سَلَّم وانصرف.
فلما كان الصّباح بعثَ إليه الحسن فأدهشه ذلك فلما لقيه قال له: لقد رأيت الليلةَ جَدي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في أحسنِ صُورة يُسلّم عليّ ويقول لي: "يا حَسن زوّج نفيسةَ ابنَتك مِن إسحق المؤتمن". فتَمّ زِواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائة للهجرة.
وبزواجهما اجتَمع في بيتها نُورَان، نُورُ الحسَنِ والحُسَين سيّدا شباب أهلِ الجنة، فالسّيدة نفيسة جدُّها الإمام الحسن وإسحق المؤتمن جدّه الإمام الحسين رضي الله عنهما.
وكانَ إسحق من أهلِ الفضل والاجتهاد والورع، رَوى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، فقد كان محدثًا ثقة مأمُونًا صادقًا
وجاء في عمدة الطالب: وأما إسحقُ بن جعفرالصادق ويكنى أبا محمد، ويُلقّب "المؤتمن" فقد وُلد بالعريض، وهو وادٍ بالمدينة، وكان أشبَه الناسِ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سفيانُ بنُ عُيَينة شيخ الإمام الشافعي رضي الله عنهما إذا ما روى عنه يقولُ: حدّثني الثِّقةُ الرضا إسحق بنُ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم.
ويروي المقريزي في خططه: وتزوج بنفيسة إسحق بن جعفر أهل الصلاح والخير والفضل والدين.
رحلتها إلى مصر الكنانة:
كان للسيدة نفيسة مَكانة في قلُوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة. وكان أهلُ مصر يلتقُونها في موسم الحج، ويسألُونها زيارتَهُم في بلدهم لكثرةِ ما سمعوا عن فَضلِها وعِلمها، فكانت ترحِّبُ بدعوتهم وتقول لهم: سأزورُ بلادكم إن شاء الله فإن الله قَد أثنى على مصرَ وذكَرَها في كتابه الكريم. وقد أوصَى جَدِّي بأهلها خيرًا فقال: "ستفتحون مصرَ وهي أرض يُسمّى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحِمًا"رواه البخاري ومسلم
وتقلبتِ الأحوال بآل البيت، وعُزِل والدُها الحسن الأنور عن ولاية المدينة، بعد وِشايةِ ابنِ أبي ذِئب، وساءت الأحوالُ، وكثُرتِ الفِتَن، واضطربتِ الأمورُ بين ءال البيتِ في الانتقال إلى مكانٍ ءاخرَ غَير المدينة، رغْمَ أنها عزِيزةٌ عليهم، فعَقَدوا العزمَ على الانتقالِ إلى مصر، وكانت سبقتهُم إليها في زمنٍ سابقٍ السيدة الطاهرَة زينب بنتُ الإمام عليّ شقيقة الحسن والحسين وبنت فاطمة الزهراء عليها السلام وحفيدة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
رحَّب المِصرِيُّون بأهلِ البيت وعلى رأسِهم السيدة نفيسة وزوجها إسحق وابْناها القاسم وأمّ كُلثوم وغيرهم منْ أبناء ءال البيت، وتسَابَقوا في تكريمهم، وتنَافسوا في استضَافَتِهم.
فحظي بهذا الشّرف السيد جمال بنُ الجصّاص فأنزلهم في داره، وأقامَت السيدة نفيسة في مِصر حتى توفيت ودفنَت بها.
وعلى الرّغم أن السيدة نفيسة نشأت في بيت أبيها يحِيط بها مَظاهر التّرف إلا أنها ءاثرت الزهدَ والتقشّف، فكانت قليلةَ الأكل، ويروى أنها كانت تأكل كلِّ ثلاثة أيام مرّة.
قالت زينب بنت أخيها: خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون.
وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرءان وتفسيرَه، وكانت تقرأ القرءانَ وتَبكي.
من كراماتها:
لما استقامت السيدة نفيسة رضي الله عنها بطاعة الله، أكرمها بكرامات كثيرة نذكر بَعضًا منها:
سلّة الطّعام:
قال القناعي رحمه الله: قلت لزينب بنت يحيى أخي السيدة نفيسة: ما كان قوتُ عمّتِك؟ قالت: كانت تأكلُ في كلِ ثلاثة أيامٍ أَكلة، وكانت لها سَلّة مُعلَّقة أمامَ مُصَلاها، وكانت كلما طلبت شيئًا للأكل وجدته في تلك السّلة، وكانت لا تأخذ شيئًا من غير زوجها أو ما يحبوها به ربها، فالحمد لله الذي جعل لنا نصِيبًا مما جعل للسيدة مريم بنت عمران عليه السلام".
جَرَيانُ ماءِ النيل:

قال سعيد بن الحسن: توقف النيلُ بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناسُ إليها وسألُوها الدُّعاء، فأعطَتهُم قِناعَها، فجاءوا بها إلى النهر وطرَحُوه فيه، فما رجعوا حتى فاضَ النِّيل بمائه وزاد زيادة عظيمةً .
قصة الثعبان :
روى عبد الرحمن الأوزاعي رضي الله عنه إمام الشام وفقيهها وعالمها المتوفى سنة 158 هـ فقال: قلت لجوهرة (إحدى إماء الحسين) هل رأيت من سيدتِك الصّغيرة نفيسة كرامَة؟ قالت: نعم. كنتُ في يومٍ شَديدِ القَيظِ، وإذا بتِنّينٍ –ثُعبانٍ كبير- قَد جاءني وكانَ مَعي ماءٌ لسيّدتي نفيسة، فصارَ ذلك التّنين يمرّغ خَدّه على الإبريق كأنّه يتمَسّح به، متبَرِكًا بمائها، ثم ذهَب من حيث أتى .
دعاؤها للشافعي :
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه إذا مرِض يرسِلُ لها رسولا من عندِه، كالربيع الجِيزي أو الربيع المُرادِيّ، فيقرئها سلامَه ويقول لها: إن ابن عمّك الشافعي مَرِيض، ويسألُك الدّعاء فتَدعو له، فلا يرجِعُ إليه رسولُه إلا وقد عُوفي مِن مَرضِه .
فلمّا مَرض الشافعيُّ مرضَه الأخير، أرسلَ لها على عادتِه رسولَه يسألها الدعاءَ له، فقالت لرسولهِ: متّعَه الله بالنظَر إلى وجهِه الكريم (أي ذاته الكريم في الآخرة .
رؤياها لجدِّها صلى الله عليه وسلم :
قال زوجها إسحق المؤتمن يومًا لها: "ارحلي بنا إلى الحِجاز"، فقالت: لا أفعلُ ذلك إني رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: لا تَرحَلي منْ مِصر فإنّ الله تبارك وتعالى متوفِّيكِ فيها .
وفاتها
أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة مائتين وثمان للهجرة وظلَّ المرض يشتَدّ ويقوَى حتى رمضان، فبلغ المرَضُ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرهَا بالفِطر، فقالت: واعجبَاه! إن لي ثلاثينَ سنة وأنا أسأل الله أن يتَوفاني وأنا صائمة .
أفَأُفطِر؟ وكانَ وراءَ سِتارٍ لها قَبرٌ مَحفُور، فأشَارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاءَ الله، فإذا مِتُّ فأدخلوني فيها،ويروى أنها ختمت القرءان في قبرها ألف ختمة. فلمّا فاضَت روحُها الطّاهرة الشريفة دُفِنت في قبرها الذي حفَرتْه بيَدِها، وذلكَ بعدَ موتِ الشّافعي بأربع سنوات .
رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهِرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارين. اللهم أمّدنا بأمدادها واجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا والحمد لله رب العالمين .

cheri classe
2013-04-23, 13:01
http://www.al-wed.com/pic-vb/18.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/18.gif)السيدة مريم عليها السلام http://www.al-wed.com/pic-vb/18.gif (http://www.al-wed.com/pic-vb/18.gif)

الحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلواتالله البـر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميعإخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.
وبعد، السيدة مريمعليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساءالعالمين وهي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة، صبرت على أذى قومها، وكانت تقية عارفة باللهتعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة، واصطفاها من بين جميع النساء، لتكونأمًّا لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.
والسيدة الجليلة مريمعليها السلام هي أفضل نساءالعالمين بنص القرءان الكريم فقد قال الله عز وجل في محكمتنـزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِوَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، فقوله تعالى: اصطفاك؛ أياختارك واجتباك وفضلك.
وبنص الحديث النبوي الشريف فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:" وخير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثمءاسية بنت مزاحم"
ولادة السيدة مريم عليها السلام
أما ولادة السيدة مريمعليها السلام ونشأتها، فقد كانت أمها واسمها حنة وهيامرأة عمران، لا تلد فرأت ذات يوم طيرًا يزق فرخه، فتحركت فيها عاطفة الأمومة، وطلبتمن الله عز وجل أن يرزقها ولدًا صالحًا، ونذرت أن تجعله خادمًا في بيت المقدس، لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكرًا، ولأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيتالمقدس موضع العبادة، ولا يلحقه عيب بذلك.
لكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى، تكون سيدة نساء العالمين، وأمًّا لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام.
ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتهامريم، وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أنيتكفلها دون غيره من الرجال.
فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريمعليها السلام صالحة عفيفة، طاهرة،عارفة بالله عز وجل، وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل وأطرافالنهار.
فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها فيالمحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهةالشتاء في الصيف، كرامة لها من الله عز وجل، يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَارَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَيَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَيَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاءمريمعليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسىالمسيح المشرف المكرم، فنفخه في جيب درعها، وكان مشقوقًا من قدامها فدخلت النفخة فيصدرها، فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته، بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة اللهتعالى فيمريمعليها السلام، كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل.
واستمر حمل مريمعليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء، بعدد منالأشهر، ثم تنحتمريمعليها السلام بحملها إلى مكانبعيد عن الناس، خوفًا من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعضالناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها، ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام، الذيكان يكفلها ويشرف على تربيتها، وتعليمها أحكام دين الإسلام، حتى تضايقتمريمعليها السلام من كلامهم تضايقًا شديدًا، فصبرت علىمصيبتها صبرًا جميلاً، ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد، جاءهاالمخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع، فألجأها هذا الألم إلى ساقنخلة يابسة، فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت:" قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا".
وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر، فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها وناداها من مكان منخفض، من المكان الذي كانت فيه " أَلَّا تَحْزَنِي ".
وكان الحزن قد انتابمريمعليها السلام بسبب أنها ولدت من غيرزوج، وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها، بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهرًا صغيرًا عذبًا فراتًا، وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني،وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل، وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميلعيسى عليه السلام، وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لاتكلم أحدًا؟
وبعد أن ولدت السيدة الجليلة مريمعليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم، انطلقت به إلى قومها، وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها، فلما رأتهم منبعيد، حملت ولدها عيسى عليه السلام، وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان، ثم أتتهم به، وهي تحمله، وكان ذلك بعد أربعين يومًا من ولادتها له، فتلقتهم به وهي تحمله وقلبهاكله ثقة وتوكل على الله عز و جل.
وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدةمريمعليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أنكلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين"كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا "فأنطقه الله تبارك وتعالى، الذي أنطق كل شىء، أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسانفصيح:"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ" أنطقه الله عز وجل ليخفف عنأمهمريمعليها السلام الوطأة.
فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلةمريمعليها السلام مع ابنها عيسىالمسيح صلى الله عليه وسلم، تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة باللهسبحانه وتعالى، والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأةالتقية، التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية، غير معترضة على ربها، حتى نالتهذه المنـزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين، لذلك ذكرها الله تعالى باسمها فيالقرءان الكريم من بين النساء، وأثنى عليها الثناء الحسن.
فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلةمريمعليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن، ليكتسبن المعالي والدرجات العالية.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

cheri classe
2013-04-23, 13:03
فاطمة الزبيرية


الشيخة الصالحة العالمة العابدة الزاهدة فاطمة بنت أحمد بن عبد الدائم الزبيرية ولدت قبيل المائتين، كانت امرأة شيخة تقية من أهل العراق، كانت حنبلية المذهب، كثير من نساء مكة استفدن منها في الزهد والعلم والتقوى، وانتفعن بها انتفاعًا ظاهرًا وصار ممن يتردد إليها منهن يعرف من بين النساء بالدين والتقوى والورع والمواظبة على فرائض الدين والقناعة.
توجهت إلى العلم توجهًا تامًا ، وتعلمت الخط منذ صغرها ، فأتقنته وكتبت كتبًا كثيرة في فنون شتى، وقرأت شيئًا من كتب الحديث وأجازها جمع من العلماء.
حجت ثم زارت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نوت الإقامة في مكة، فصار لها شهرة بالتقوى والصلاح والعلم.
عميت سنتين ثم ذات ليلة أرادت أن تتوضأ لصلاة الليل، تزحلقت على درج فانكسر ضلعان من أضلاعها، ومع ذلك تكلفت وصَلَّت، ثم نامت فرأت الرسول وأبا بكر وعمر مقبلين من جهة الكعبة، وباب بيتها كان مواجهًا للكعبة، فجاء الرسول فبصق على طرف ردائه، وقال لها: امسحي به عينيك، فأخذت الرداء فمسحت به عينيها، فأبصرت في الحال، ثم وضعته على موضع الكسر فتعافى، ثم الرسول أشار لها إلى اثنين، قال لها: هذان في زمانهما عالمان من أهل مكة مثل أبي بكر وعمر في زمانهما، يعني في علو درجتهما في زمانهما، وأشار إلى اثنين من العلماء فقال لها: هذان فاسقان، ذمهما. ثم استيقظت، ولما جاءت خادمتها رأتها مبصرة فقصت عليها قصتها.
أخبرت خادمتها بما رأت في المنام، انتشر خبرها في الأرض، وصار العلماء يراسلونها، وأخبرت العالمين الدينين بما رأت، فطلبا منها أن لا تخبر الناس في حياتهما من شدة تواضعهما، يخافان على أنفسهما الفتنة والرياء، أولياء الله يخافون على أنفسهم أن يقعوا في الفتنة .
ثم هذه الكرامة لهذه الولية معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم هذه أعجب من معجزة عيسى عليه السلام الذي دعا لهم فشفوا، الرسول بالمنام شفى بإذن الله .

cheri classe
2013-04-23, 13:04
رَابِعَةُ العَدَوِيَّةُ، أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ العَتَكِيَّةُ


البِصْرِيَّةُ، الزَّاهِدَةُ، العَابِدَةُ، الخَاشعَةُ، أُمُّ عَمْرٍو رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ، وَلاَؤُهَا لِلْعَتَكِيِّينَ.وقد ورد عن ترجمتها في طبقات الأولياء:رابعة العدوية، أم الخير، بنت إسماعيل البصرية، مولاة آل عتيك، الصالحة المستورة، من أعيان عصرها، فضلها مشهور.اهـ
قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِـحًا الـمـُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: يَا صَالِحُ، مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا، أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ.
زهدها وتعلق قلبها بالآخرة
ورد في وفيات الأعيان: كان أبو سليمان الهاشمي له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم، فبعث إلى علماء البصرة، يستشيرهم في امرأة يتزوجها فأجمعوا على رابعة العدوية فكتب إليها:
أما بعد فإن ملكي من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم وليس يمضي إلا قليل حتى أتمها مائة ألف إن شاء الله، وأنا أخطبك نفسك، وقد بذلت لك من الصداق مائة ألف، وأنا مصير إليك من بعد أمثالها، فأجيبيني، فكتبت إليه: أما بعد فإن الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن، والرغبة فيها تورث الهم والحزن، فإذا أتاك كتابي فهيء زادك وقدم لمعادك، وكن وصي نفسك ولا تجعل وصيتك إلى غيرك، وصم دهرك واجعل الموت فطرك، فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين والسلام.
وقالت امرأة لرابعة: إني أحبك في الله، فقالت لها: أطيعي من أحببتني له.
وعن ابْن أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَتْ عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ العَدَوِيَّةَ، قَالَتْ:كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الفَجْرُ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُوْلُ:
يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِيْنَ، وَإِلَى كَمْ تَقُوْمِيْنَ، يُوْشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لاَ تَقُوْمِيْنَ مِنْهَا إِلاَّ لِيَوْمِ النُّشُورِ.
وقد ورد في صفة الصفوة عن ورعها وخشيتها:
قال عبد الله بن عيسى: دخلت على رابعة العدوية بيتها فرأيت على وجهها النور، وكانت كثيرة البكاء، فقرأ رجل عندها آية من القرآن فيها ذكر النار، فصاحت ثم سقطت.
ودخلت عليها وهي جالسة على قطعة بوري خَلِقٍ، فتكلم رجل عندها بشيء، فجعلت أسمع وقع دموعها على البوري مثل الوكف، ثم اضطربت وصاحت فقمنا وخرجنا. (البَارِيَاءُ والبُورِياءُ بالمد الحصير من القصب وقال الأصمعي البورياء بالفارسية وهو بالعربية بَارِيٌّ وبُورِيٌّوبَارِيَّةٌ بتشديد الياء في الكل)
قال لها رجل: ادعى، فالتصقت بالحائط وقالت: من أنا يرحمك الله، أطع ربك وادعه فإنه يجيب المضطرين.
قال سجف بن منظور: دخلت على رابعة وهى ساجدة فلما أحست بمكانى رفعت رأسها فإذا موضع سجودها كهيئة الماء المستنقع من دموعها، فسلمت، فأقبلت علي، فقالت يا بنى: ألك حاجة؟ فقلت: جئت لأسلم عليك، قال: فبكت، وقالت: سِترك اللهم سِترك، ودعت بدعوات ثم قامت إلى الصلاة وانصرفت.
من أقوالها
سئلت رابعة العدوية: متى يكون العبد راضيًا؟ فقالت: إذا سرته المصيبة كما سرَّته النعمة.
وعن جعفر بن سليمان قال: سمعت رابعة تقول لسفيان: إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم فاعمل.
من وصاياها: اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
وقالت لأبيها: يا أبه، لست أجعلك في حل من حرام تطعمنيه، فقال لها: أرأيت إن لم أجد إلا حرامًا، قالت: نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن نصبر في الآخرة على النار.
قالت عبدة بنت أبي شوال: فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت، فلما حضرتها الوفاة دعتني فقالت: يا عبدة لا تؤذني بموتي أحدًا، وكفنيني في جبتي هذه جبة من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون.
قالت عبدة: فكفناها في تلك الجبة وخمار صوف كانت تلبسه.
قالت عبدة: رأيتها بعد ذلك بسنة أو نحوها في منامي، عليها حلة إستبرق خضراء وخمار من سندس أخضر، لم أر شيئا قط أحسن منه، فقلت: يا رابعة ما فعلت الجبة التي كفناك فيها والخمار الصوف؟ قالت: إنه والله نزع عني وأبدلت به هذا الذي ترينه علي، وطويت أكفاني، وختم عليها ورفعت في عليين، ليكمل لي بها ثوابها يوم القيامة.
قالت: فقلت لها لهذا كنت تعملين أيام الدنيا. قالت: قلت فمريني بأمر أتقرب به إلى الله عز وجل قالت: عليك بكثرة ذكره أوشك أن تغتبطي بذلك في قبرك.
وفاتها
توفيت بالقدس الشريف وقبرها شرقيه بالطور. عَاشَتْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وتُوُفِّيَتْ: سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

cheri classe
2013-04-23, 13:05
حليمة السعدية رضي اللهعنها





حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب:عبد الله بن الحارث من قبيلة بني سعد بن بكر، منبادية الحديبية بالقرب من مكة.
زوجهــــا الحارث بن عبد العزى بن رفاعة، كانت مرضعة، وكانت المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حيًا ليزيد منإكرامهن.
إسلامها
جزم بإسلامها وصحبتها كثير من الأئمة منهم، الحافظ أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه، فذكرها في أسماء الصحابيات اللائي روين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: باب الحاء: حليمة بنت أبي ذؤيب.
وكذلك ذكرها أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ذكر النساء اللائي روين عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرج أسماءهن على الحروف فقال في حرف الحاء المهملة بعد ذكرها ونسبها وهي أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته وفصلته.
وذكرها ابن مندة وأبو نعيم في كتابيهما في الصحابة. وكذلك ابن عبد البر وقال هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه ورأت له برهانًا وعلمًا جليلا.اهـ
وذكرها الحافظ ابن الجوزي في الصحابيات في كتبه التلقيح والحدائق والوفاء وقال في الوفاء: قدمت عليه _ يعني حليمة _ بعد الإسلام فأسلمت وزوجها وبايعاه.اهـ
وقال في الحدائق: قدمت حليمة ابنة الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم بعدما تزوج خديجة فشكت إليه جذب البلاد، فكلم خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرًا، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث.اهـ
وقال القاضي أبو الفضل عياض في الشفاء: لما وردت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقضى حاجتها، فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك.
وروى ابن سعد عن عمر بن سعد مرسلا قال: جاءت ظئر النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، وقضى حاجتها، ثم جاءت أبا بكر ففعل ذلك، ثم جاءت عمر ففعل ذلك.اهـ
وقال الحافظ أبو محمد المنذري: حليمة السعدية أمه عليه أفضل الصلاة والسلام أسلمت وجاءت إليه وروت عنه عليه الصلاة والسلام.اهـ
وذكرها الحافظ ابن حجر في “الإصابة” وغيرهم.
وأخرج أبو داود من طريق عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره قال: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقسم لحمًا بالجعرانة، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، فجلست عليه فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته.اهـ
وروى أبوداود عن عمرو بن الحارث، أن عمر بن السائب حدَّثه، أنه بلغه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا يومًا فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شِقَّ ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه.اهـ
وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة، فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة.اهـ
إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة
وإخوته عليه الصلاة والسلام - يعني من الرضاعة – من حليمة: عبد الله بن الحارث، وَأُنَيْسَةُ بنت الحارث، و حُذَافَةُ بنت الحارث وهي الشيماء.اهـ
روايتها قصة إرضاعه صلى الله عليه وسلم:
روى عنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة.اهـ
قالت حليمة رضي الله عنها:
خرجت في نسوة من بني سعد نلتمس الرضعاء بمكة فخرجت على أتانٍ (الأنثى من الحمير) لي قمراء ( بياض فيه كدرة ) في سنة شهباء (سنة الجدب والقحط) لم تبقِ شيئًا، ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى، ومعنا شارف لنا (المسنّة من النوق) والله ما تَبضّ (أي ماترشح ) علينا بقطرة من لبن، ومعي صبي لي، لا ننام ليلتنا من بكائه، وما في ثدييّ لبن يغنيه، ولا في شارفنا من لبن يغذيه، إلا أنّا نرجو الخضب والفرج، فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة الرضاعة من والد المولود، وكان صلى الله عليه وسلم يتيمًا. فقلنا: ما عسى أن تصنع بنا أمه؟
فكنا نأبى حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا وأخذت رضيعًا غيري.
فكرهت أن أرجع ولم ءاخذ شيئًا، فقلت لزوجي: والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.
قالت: والله ما هو إلا أن وضعته في حجري، فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي، وشرب أخوه (تعني ابنها) حتى روي، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا بها حافل (أي ممتلئة الضرع من اللبن) فحلبنا من اللبن ما شئنا وشرب حتى روي، وشربت حتى رويت، وبتنا ليلتنا تلك شباعًا رواءً وقد نام صبياننا.
قالت: قال أبوه (تعني زوجها): "والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نَسَمَةً مباركةً قد نام صبياننا".
وكان يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة.
فبينما هو يلعب يومًا من الأيام هو وأخوه خلف البيت، إذا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه: "أدركا أخي القرشي فقد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه".
قالت: "خرجت وخرج أبوه يشتد نحوه، فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه، فاعتنقته واعتنقه أبوه وقال: "ما لك يا بني" قال: " أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا بطني، والله ما أدري ما صنعا".اهـ
والذي حصل هو أن الملكان جبريل وميكائيل أتيا النبي عليه الصلاة والسلام بشكل رجلين، فأضجعاهُ وشَقَّا بَطنَهُ الكريمَ كما ورد، وغسَّلاه بماء زمزم والثلج والبردِ، وَخَاطَاهُ بِإذن ذي الإكرام والجلالِ، وخَتَمَا على ظَهرِهِ بِخَاتَمِ النّبوةِ في الحالِ.
وقد ذُكِرَ أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين.
وفاتها
توفيت حليمة السعدية رضي الله عنها بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع.

cheri classe
2013-04-23, 13:06
أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ




أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ، بَرَكَةُ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاضِنَتُهُ، وَرِثَهَا مِنْ أَبِيْهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا عِنْدَمَا تَزَوَّجَ بِخَدِيْجَةَ.
كَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
اسْمُهَا: بَرَكَةٌ، وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ الخَزْرَجِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَيْمَنَ، وَلأَيْمَنَ هِجْرَةٌ وَجِهَادٌ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ لَيَالِيَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُوْلُ لأُمِّ أَيْمَنَ: (يَا أُمَّه).
وَيَقُوْلُ: (هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي).
حَدَّثَ عُثْمَانُ بنُ القَاسِمِ فقَالَ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالمُنْصَرَفِ دُوْنَ الرَّوْحَاءِ، فَعَطِشَتْ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَجَهِدَتْ، فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السِّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ (حبل) أَبْيَضَ، فَشَرِبَتْ، وَكَانَتْ تَقُوْلُ: مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ، وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الهَوَاجِرِ(شدة الحر)، فَمَا عَطِشْتُ.
وعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلْطِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ).
قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا زَيْدٌ.
وورد في سنن ابن ماجه عَن أنس، قَالَ: قال أبو بكر، بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يزورها. قال، فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله.
قالت: إني لأعلم أن ما عند اللَّه خير لرسوله. ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء.(أي وحي التشريع) قال: فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
[ش (لم يعد) من عدا. أي لم يتجاوز. والمراد أنهم كانوا على غاية الخشوع. (فهيجهما على البكاء) أي صارت لهما سببا للبكاء].
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَتْ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.
رضي الله عنها وأرضاها.

cheri classe
2013-04-23, 13:08
الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل




أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصارية، وقيل: أم ورقة بنت نوفل، وهي مشهورة بكنيتها واختلفوا في نسبها.
كانت الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل من المؤمنات التقيات، وقد كان النبي يزورها مع أصحابه ويقول لهم " قوموا بنا نزورالشهيدة " وذلك قبل أن تنال الشهادة.
فقد ورد في سنن أبي داود عن الْوَلِيد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِى جَدَّتِى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلاَّدٍ الأَنْصَارِىُّ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا غَزَا بَدْرًا، قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ يَارَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ، أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً.
قَالَ« قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ». قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةَ.
قَالَ وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَتَّخِذَ فِى دَارِهَا مُؤَذِّنًا، فَأَذِنَ لَهَا.
قَالَ: وَكَانَتْ دَبَّرَتْ غُلاَمًا لَهَا وَجَارِيَةً، فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ، فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ، وَذَهَبَا، فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِى النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا فِى بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا.
وورد أنه لما قيل لعمر رضي الله عنه: إنها قتلت، قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقول: " انطلقوا بنا نزور الشهيدة ".
وقد ورد في الاصابة :
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنًا يؤذن لها، وكان لها غلام وجارية، فدبرتهما فقاما إليها فغمياها فقتلاها.
فلما أصبح عمر قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدار فلم ير شيئًا، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال: صدق الله ورسوله، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، فقال: عليَّ بهما، فأتى بهما فسألهما، فأقرا أنهما قتلاها، فأمر بهما فصلبا.اهـ
رحم الله الصحابية أم ورقة مَن بشرها النبي بالشهادة في حياتها، وجمعنا معها في جنات النعيم .

cheri classe
2013-04-23, 13:09
أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية

الـمُصلّية للقِبلتين... المحافظة على البيعتين




تشرّف الأنصار بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مدينتهم.. المدينةالمنورة، وكان هؤلاء الأبرار الأخيار يتسابقون فياستضافة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام من المهاجرين.
وقد مدح نبينا العظيم هؤلاء الأنصار وبيوتهم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ".

نسبها
فقد أقبل الأنصار على الدخول في دين الله أفواجًا، وكان للنساء نصيب من هذا الإقبال المجيد، ومن هؤلاء النسوة أم المنذر سَلْمَى بِنْت قَيْسبن عمرو بن عبيد بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنْم بن عَدِيّ بن النَّجّار الأنصارية، كَانَتْ إِحْدَى خَالاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِى عَدِىِّ بْنِ النَّجَّارِ قَالَتْ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَبَايَعْتُهُ فِى نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا: أَنْ لا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِىَ، وَلا نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا، وَلاَ نَأْتِىَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلاَ نَعْصِيَهُ فِى مَعْرُوفٍ، قَالَ: "وَلاَ تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ". قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقُلْتُ لامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ: ارْجِعِى فَاسْأَلِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا، قَالَتْ: فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: "تَأْخُذُ مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ"، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات.اهـ
الخالة الكريمة
تروي كتب الأنساب بكثير من الفخر نسب القرشيين خصوصًا بني عبد مناف، فقد كان ابنه هَاشِمرجل تجارة كثير المال، لما نزل في إحدى رحلاته بالمدينة،تَزَوَّجَ سَلْمَى بِنْتَ عَمْرِو بْنِ لَبِيدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِى النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ شَيْبَةَ الْحَمْدِ، ثُمَّ تُوُفِّىَ هَاشِمٌ في غزة في فلسطين وَهُوَ مَعَهَا فَلَمَّا أَيْفَعَ وَتَرَعْرَعَ، خَرَجَ إِلَيْهِ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، فَأَخَذَهُ مِنْ أُمِّهِ وَقَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُرْدِفُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقِيلَ: عَبْدٌ مَلَكَهُ الْمُطَّلِبُ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الاِسْمُ فَقِيلَ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وكانتسلمى هذه ذات حسب ونسب وشرف.
وأخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من بني النجار يعوده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خال قل لا إله إلا الله". فقال: خال أنا أو عم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا، بل خال". فقال: "قل لا إله إلا الله". قال: هو خير لي؟ قال: "نعم". قال الحافظ الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ولذلك كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول عن بني النجار الخزرجيين إنهم أخواله، لأن سلمى بنت عمرو أمُّ جده عبدِ المطلب كانت منهم، وهذا من كرمأخلاقه وبرّه وصلة رحمه عليه الصلاة والسلام.
المصلية المبايعة
عندما ترجم الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني للصحابية الكريمة أم المنذر في "حلية الأولياء" وصفها بقوله: المصلية للقبلتين، المحافظة على البيعتين سلمى بنتقيس النجارية.
وروى البخاري عن عُرْوَة أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ بِقَوْلِ اللَّهِ تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ) إِلَى قَوْلِهِ (غَفُورٌ رَحِيمٌ) قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ بَايَعْتُكِ، كَلَامًا وَلَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ(قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ).
ومن فضائل أم المنذر روايتها للحديث النبوي.
طعامها شفاء
هذه الصحابية الكريمة حظيت بنفحات خاصة من الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكان يخصها بالزيارة، ويأكل عندها، ويشير إلى أنّ طعامها ذو بركةونفع.
فقد ورد في الإصابة عن أمِّ المنذِرِ بنت قيس الأنصارية قالت: (دخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم ومعهُ عليٌّ، وهو ناقِهٌ، ولنا دوالٍ مُعلَّقةٌ. قالت: فجعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يأكُلُ، ومعهُ عليٌّ يأكُلُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم لعليٍّ: مَهْ مَهْ يا عليُّ فإنَّكَ ناقِهٌ، فجلَسَ عليٌّ والنَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يأكلُ، قالت: فَجَعَلتْ لهُم سلقًا وشـعيرًا، فقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيـهِ وسَلَّم: يا عليُّ من هذا فأَصبْ فإنَّهُ أوفقُ لكَ).رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه أبو داود وابن ماجه، وسكت عنه أبو داود، ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره.
الدَّوال هي جمعُ دالِية، وهي العِذْقُ من البُسْر يُعَلّقُ، فإذا أرْطبَ أُكلَ، (مه مه) أي أكفف وهو اسم فعل (فإنك ناقه) الناقه هو الذي أفاق من المرض ويبرأ منه وهو قريب عهد به لم يتراجع إليه كمال صحته. قال في القاموس: نقه كفرح ومنع نقهًا ونقوهًا صح وفيه ضعف وأفاق فهو ناقه. (فجعلت لهم سلقًا وشعيرًا) وفي رواية أبي داود: وصنعت شعيرًا وسلقًا فجئت به. والمعنى طبخت لهم سلقًا وشعيرًا، والسلق بكسر السين المهملة نوع من البقل معروف فيه تحليل لسدد الكبد (فأصب) من الإصابة أي أدرك من هذا أو كل منه.
وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد فى مطعمهم واقتصارهم على الدون من ذلك، ألا ترى حرصهم على السلق والشعير، وهذا يدل على أنهم لم تكن همتهم اتباع شهواتهم، وإنما كانت همتهم من القوت ما يدفعون به سَوْرَةَ الْـجُوعِ بما يمكن، فمن كان حريصًا أن يكون فى الآخرة مع صالح سلفه فليسلك سبيلهم وليجر على طريقتهم وليقتد بهديهم، والله أعلم.اهـ

هذه قبسات من سيرة أم المنذر العطرة رضي الله عنها وأرضاها، فما أحوج النساء المؤمنات هذه الأيام أن يقتدين بها وبكرمهاوعدم حيائها من التفقه في أمر دينها كغيرها من نساء الأنصار.

cheri classe
2013-04-23, 13:09
أم سعد جميلةُ بنتُ سعد بن الربيع
ابنة الخطيب النقيب الشهيد

إنها أم سعد جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الخزرجي وأمها عَمْرَة بنت حزم بن زيد النجارية، كما جاء في "الطبقات" و"أسد الغابة".
وذكر ابن حجر العسقلاني في "الإصابة" في ترجمتها قوله: "جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الليثي استُشهد بأحُد،.. لها صحبة، روت عن أبيها.
وروى عنها ثابت بن عُبيد الأنصاري: أن أباها وعمها قُتلا يوم أحد، فدُفنا في قبر واحد، قاله أبو عمر. قال: وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت، قاله ابن سعد، وزاد: ولدت له خارجة ويحيى وإسماعيل وسليمان. وكانت تكنّى أم سعد."اهـ
وجاء في كتاب "الإصابة" وكتاب"الطبقات" أن جميلة بنت سعد بن الربيع اشتهرت بكنيتها أم سعد بنت سعد رضي الله عنها .ولما استشهد أبوها كانت أمها عمرة حاملاً بها، ووضعتها بعد عدة أشهر من استشهاد سعد رضي الله عنه.
نشأتها
نشأت أم سعد –جميلة- في حجر أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واقتبست من أخلاقه الكريمة، ومن خصاله الحسان، ومن فصاحته، ما رفعها مكانًا عليًّا. وكانت جميلة بنت سعد تقول عن نفسها: أنا ابنة الخطيب النقيب الشهيد سعد بن الربيع.
نصّ قرءاني
في شأن هذه الصحابية وأختها وأمها عمرة أنزل الله عز وجل قراءنًا ودستورًا للناس يُتلى ويُعمل به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وينص هذا الدستور القرءاني على إبطال عادة جاهلية مقيتة، كانت تهضم حقوق المرأة، ولا تعترف بمكانتها، فجاء نصّ القرءان الكريم، على لسان النبي العظيم صلى الله عليه وسلم فوضع المرأة المؤمنة في المكانة التي تستحقها، وأعطاها حقوقها المهدورة، جاءت الشريعة المحمدية فأبطلت هذا الظلم، واختصت النساء زوجات وأمهات وبنات وأخوات من الوارثات بنصيب من تركة الرجل الميت، وهذا ما سمي بالفرائض أي المواريث.
فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: (جاءتْ امرأةُ سعدِ بنِ الرَّبيعِ بابنَتَيها من سعدٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ هاتانِ ابنَتَا سعدِ بنِ الرَّبيعِ قُتلَ أبوهما معكَ يومَ أُحدٍ شهيدًا وإنَّ عمَّهُما أخذَ مالهما فلم يدعْ لهُما مالاً ولا تُنكحانِ إلاَّ ولهُما مالٌ، قال: يَقضي اللهُ في ذلكَ، فنَزَلتْ آيةُ الـمِيراثِ فبعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم إلى عمِّهما فقال: أعطِ ابنَتَي سعدٍ الثُّلثينِ وأعطِ أمَّهما الثُّمنَ وما بقي فهو لكَ). أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث البنات، وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.اهـ
زواج مبارك
منّ الله على أم سعد –جميلة- بالخير العميم حين يسّر لها الزواج من الإمام الكبير، وشيخ المقرئين وأعلم الصحابة بالمواريث وهو من كتبة الوحي، وأحد الأذكياء النجباء من صحابة النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه. وقد تأثرت جميلة بنت سعد بن الربيع به، واقتبست من علمه وفقهه شيئًا كثيرًا، وهذا جعلها في الصف الأول أي في مقدمة العالمات الفقيهات من نساء الأنصار رضي الله عنهن.
وكانت ثمرات هذا الزواج الميمون، أن ولدت جميلة لزيد عددًا من الأبناء النجباء الذين رصعوا تاريخنا الإسلامي المجيد بعلمهم الغزير المعطاء.
قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": ومن أشهر أولادها: خارجة بن زيد بن ثابت المدني التابعي... كان إمامًا جليلاً، بارعًا في العلوم، واتفقوا على توثيقه، وفضله، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة.
مناقبها
حفظت القرءان وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سمعت أم سعد القرءان الكريم، فشغفت بألفاظه ومعانيه فراحت تنهل من ءاياته حتى أتقنت حفظه، وعرفت أسباب النزول، وصارت مقصدًا ومرجعًا في هذا المضمار، ومما يشير إلى فهمها العميق بمعاني الآيات ما رواه داود بن الحصين قال: كنت أقرأ على أم سعد بن الربيع مع ابن ابنها موسى بن سعد، فقرأت عليها "والذين عاقدت أيمانكم"... فقالت: لا... ولكن [وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا [سورة النساء/33
ولأم سعد مرويات هامة عن أحداث السيرة النبوية في المرحلة المكية .ذكر ذلك الأصبهاني في "دلائل النبوة".
وفاتها
عاشت أم سعد مع زوجها زيد بن ثابت رضي الله عنهما، حياة عبادة وجد واجتهاد إلى أن توفاهما الله عز وجل .
بالنسبة لوفاة أم سعد فلا توجد وثائق أكيدة تشير إلى تاريخ وفاتها، ولكن أخبارها تدل على أنها عاشت زمنًا بعد وفاة زوجها رضي الله عنها.
وبعد... فهذه سيرة عطرة لصحابية جليلة أكرمها الله تعالى، فحفظت القرءان، وأضحت زوجة لصحابي كريم، وأمًا عظيمة ربت أبناءها بما يرضي الله تبارك وتعالى، ويكفيها فخرًا أنها أنجبت وربت أحد أعلام فقهاء المدينة خارجة بن زيد... رضي الله عن أم سعد وأسكنها فسيح جنانه.

cheri classe
2013-04-23, 13:10
النوّار بنتُ مالك النجارية الأنصارية

أمّ الفرضي وجامع القرءان



كلما استرجعناحادثة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة تحضر في الذاكرة هؤلاء القوم الذين فتحواقلوبهم قبل بيوتهم لاستقبال النبي الحبيب صلى الله عليهوسلم،فتسابقوافيما بينهم على البذل والعطاء وحُسن الكرم والضيافة، وتنافسوا في ميادينالفضائل ابتغاء رضا الله، والفوز بسعادة الدارين، مصدقين بما جاء في نبيهمصلى الله عليه وسلم فكان في عزّ ومنعة بينهم مع قومه وأهلبلده.
صحابية اليوم واحدة ممن اجتمعت فيها العديد من صفات البرّ والصلاح والزهد والعبادة وامتازت بكرم وسخاء،ومشت في درب السعداء وهي من هؤلاء القوم الذين نصروا نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وفضائل هذه الصحابية الجليلة كثيرة، تكرر ذكرها في كتب السيرة والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة.. فهي من الأنصار الذين نصروادين الله وما استكانوا ولا خافوا ولا وهنوا.
ونساء الأنصار أخلصن لله الواحد القهار، ففاحت عطور فضائلهن وعبقت في ديارالإسلام.
من هي النــوّار؟
أورد ابن سعد في الطبقات: النوار بنت مالك بن صِرْمَةبن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار، وأمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عدي، تزوجها ثابت بن الضحاك، فولدت له زيدًا ويزيد ابني ثابت، ثم خلف عليها عمارة بن حزم فولدت له مالكًا.
كانت النوّار رضي الله عنها إلى جانب حبها ووعيها لحفظ القرءان شغوفة بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث، وكذلك روت عن أمهات المؤمنين، وروت عنها أم سعد بن زرارة.
أمّ جامع القرءان
كانت النوّار من النساء الصالحات اللواتي وهبهنّ الله حافظة جيدة، ولسانًا فصيحًا كانت تُقبل على ءايات الوحي فتحفظها عن ظهر قلب ثمتلقنها لولدها ثابت،الذي أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة عند قدومالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى المدينة، وقد منّ الله على ولدالنوّار هذا، فأصبح بعد حين شيخ القُرّاء والفَرَضيين وأحد كتبة الوحي وجامعًا لسورالقرءان ومفتي المدينة رضي الله عنه.
بلال يؤذن عندها
قالت النوار: كان بيتي أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله مسجده، فكان يؤذن بعد على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره .
لقد شرفها الله بهذا الفضل العظيم، فكان بيتها أول منارة للإسلام في المدينة يُذكر فيهاالله بالنّداء للصلاة، فهنيئًا للنوار هذا الشرف العظيمالذي حباها الله به.
بعد وفاة زوج النوّار في يوم بُعاث ( هو موضع بالقرب من المدينة المنورة جرت به حروبومناوشات بين أبناء قبيلتيّ الأوس والخزرج) تزوجت هذه السيدة الفاضلة من عمارة بن حزم بن زيد من بني النجار، فهو أيضًا أنصاريرضي الله عنه، كان من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة.
شهد بدرا وأُحُدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،كانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
قصعة النوّار
ورد في الطبقات الكبرى أن زيد بن ثابت قال: فأول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها إناء قصعة مثرودة فيها خبز وسمن ولبن، فقلت: أرسلَت بهذه القصعة أمي فقال: بارك الله فيك، ودعا أصحابه فأكلوا، فلم أرمَّ الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعَراق (عظم عليه لحم)، وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك.
بهذا تكون أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري قصعة النوّار أم زيد بنثابت وفضل السّبق فيهذا نالته النوّار رضي الله عنها وأرضاها.
فكانت مكرّمة هي وولدها عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند الخلفاء الراشدين من بعده.
وفاة النوّار
رحلت النوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فأدّت ما عليها لأجل نُصرة دين الله في نفسها وولدها، توفيت النوّار رضي الله عنها وصلى عليها ابنها زيد رضي الله عنه.
جزاها الله كل خير عن ولدها وعن أمة الإسلام، كانت حريصة على تربية ابنها وتنشئته على الهدي النبوي، ورأت ثمرةغرسها الصالح في ولدها، فهو زينة من رجالات الأمة المحمدية وماتت وهي ترجو سعادةالآخرة ولقاء نبيها الأعظم صلى الله عليه وسلم.
رضي الله عنها وأرضاها وأسكنها في أعلى عليين بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحينوحسن أولئك رفيقًا.

cheri classe
2013-04-23, 13:11
رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية رضي الله عنها

صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ




الطبيبة رُفيدة من كريمات النساء، من الصحابيات الفاضلات،بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر،وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروةواسعة، حيث كانت تنفق على عملها هذا منحُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله.
سماها ابن سعد كعيبة فقال كعيبة بنت سعد الأسلمية بايعت بعد الهجرة وهي التي كانت تكون لها خيمة بالمسجد تداوي الجرحى وكان سعد بن معاذ عندها تداوي جرحه حتى مات وقد شهدت كعيبة هدم يوم خيبر.

استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى اشتهر عنها، وعُرفتبين الناس قاطبة.
رُفيدة في خيمة الخير
ظهرت خيمة رفيدة بَدْءًا من يوم أُحُد، عندما كانت تستضيف الجرحى، تضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم.
وكانت رضي الله عنها تخرج في الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجِمال، ثم تُقيمها بإزاءمعسكر المسلمين، تشاركها العمل الصحابيات رضوان الله عليهن؛ لذا تعتبر خيمة رفيدةالأسلمية على الرغم من بدائيتها أول مستشفىميداني.
مستشفى رُفيدة كما تواتر أنه أقيم لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلمكمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح، ودبرت فريقًا من الممرضات حيث قسمتهن إلىمجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهارًا.
ولم يكن عمل رفيدة مقتصرًا على الغزوات فقط، بل عَمِلت أيضًا في وقت السِّلم تُعاون وتُواسي كل محتاج؛ وكانت أول سيدة تعمل في نظام أشبهما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا.

أما كونها أول ممرضة في الإسلام فليس في ذلك خلاف، فقد ذاع صيتها بين معاصريها في فن الجراحة، لهذا السبب اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلاج سعدبن معاذ رضي الله عنه.
كانت تُداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كان به جرح أو مرض من المسلمين.
طبيبة سعد بن معاذ
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم أطلقه أبوأسامة الجشمي حليف «بني مخزوم»‏، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم رفيدة أن تقيمخيمة في المسجد ليعوده من قريب.
وقد ورد في الإصابة أن ابن إسحاق ذكر رفيدة الأنصارية أو الأسلمية في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب.
وفي سير أعلام النبلاء ورد أنه: لَمَّا أُصِيْبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ، فَثَقُلَ، حَوَّلُوْهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، تُدَاوِي الجَرْحَى. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُوْلُ: (كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ؟).
فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيْهَا، وَثَقُلَ، فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، إِلَى مَنَازِلِهِم.
وقال البخاري في الأدب المفرد: عن محمود بن لبيد قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا أصبح قال كيف أصبحت فيخبره.
تكريم رُفيدة
وتقديرًا من النبي صلى الله عليه وسلم، كان يُعطي رفيدة حصة مقاتل، فقد ذكر أبو عمر عن الواقدي أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل.

cheri classe
2013-04-23, 13:12
السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها



نسبها الشريف
البَضْعَةُ النَّبَوِيَّةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا، بِنْتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي القَاسِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيَّةُ، الهَاشِمِيَّةُ، وَأُمُّ الحَسَنَيْنِ، وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.
رَوَتْ عَنْ: أَبِيْهَا وَرَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا الحُسَيْنُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُم. وَرِوَايَتُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهَا وَيُكْرِمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيْهَا.
مَنَاقِبُهَا غَزِيْرَةٌ فقد كَانَتْ صَابِرَةً، طاهرة، دَيِّنَةً، خَيِّرَةً، صَيِّنَةً، قَانِعَةً، شَاكِرَةً للهِ.
مَوْلِدُهَا
ولدت السيدة فاطمة رضى الله عنها وأرضاها قبل بعثة المصطفى وقيل بعد البعثة، والسيدة فاطمة هى الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهى بعد زينب ورقية وأم كلثوم .
وهي أي السيدة فاطمة وعلي والحسن والحسين وأزواج النبي عليه السلام داخلون في قول الله تعالى: " لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ".
منـزلتها عند رسول الله
روى الترمذي والحاكم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أحب أهلي إلي فاطمة".
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلاَماً وَحَدِيْثاً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَبَّلَهَا، وَرَحَّبَ بِهَا، وَكَذَلِكَ كَانَتْ هِيَ تَصْنَعُ بِهِ".
وروى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما رأيت أحداً، كان أشبه كلاماً، وحديثاً برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وأخذ بيدها، فأجلسها في مجلسه. وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قامت إليه مستقبلة، وقبلت يده".
وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول قال لها: "يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ".
وفي صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي".
وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا".
زواجها من علي كرم الله وجهه
وقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية من الهجرة، وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:" أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلمًا وأكثرهم علمًا وأحلمهم حلمًا" رواه أحمد والطبراني، وفي رواية عند الطبراني:" لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين" ودعا لهما: " جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما"وفي بعض الروايات زيادة أنه دعا لها قائلا: "اللهم إني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم".
وَصَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
وَقَدِ انْقْطَعَ نَسَبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ فَاطِمَةَ، ففي رواية عند أحمد والحاكم:"فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسبـبي وصهري".
ولدت له الحسن والحسين ومحسن وَكَانَ لَهَا مِنَ البَنَاتِ: أُمُّ كُلْثُوْمٍ زَوْجَةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَزَيْنَبُ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
حياتها المتواضعة مع سيدنا علي
عَنْ سيِّدنا عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ السيدةَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا (ففي الماضي كانوا يطحنونَ ويعجِنُونَ في البيوتِ ليسَ كاليوم) فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ علي: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: "مَكَانَكَ" فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ:" أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ؟ ( أي جاريةٍ لأنَّ لفظَ الخادِمِ يُطلقُ على الذَّكرِ والأُنثى ) أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وكَبِّرَا أربعًا وَثَلاثِينَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. رواه البخاري ومسلمٌ والبيهقي.
تعرفونَ لماذا قال لهما هذا ؟ لأنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى.
وقد قال بعضُ المفسرين: "يحصُلُ لها بسببِ هذه الأذكارِ قوةٌ فتقدِرُ على الخدمةِ أكثرَ مما يَقدِرُ الخادمُ".
واللهُ قادرٌ على كلِّ شَىء لا يُعجزُهُ شَىءٌ أبدا، أليسَ وردَ في الحديثِ الشريفِ أنه تحصُلُ مجاعةٌ أيامَ الدجال، وأنَّ الأتقياءَ يشبَعُونَ بالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ ‏وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ‏؟ بلى. رواه ابن ماجه.
أحبابنا
السيدة فاطمة عليها السلام وإن كانت أصغر بنات الرسول سنًا لكن كانت أتقى وأخشع وأخشى لله تعالى، كانت روحها أقوى تعلقًا بطاعة الله تعالى من أخواتها الثلاثة زينب ورقية وأم كلثوم.
فاطمة كانت أشد عبادة لله تعالى. كان قلبها أتقى لله وأخشع لله.
الله تبارك وتعالى جعل في ذريتها من البركة ما لم يجعل في ذرية أحد من نساء هذه الأمة. الله تعالى كثَّر ذريتها. أولاد الحسن والحسين الله تعالى كثَّرهم وبارك فيهم. كان فيهم أولياء ووليات لا يحصيهم إلا الله. هذه السيدة نفيسة التي بمصر يتبركون بزيارتها هي من ذرية ابنها الحسن.
من مناقبها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا كانَ يَومُ القِيامةِ نَادَى مُنادٍ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُم عن فَاطِمةَ بِنتِ محمدٍ حتى تمُرَّ "رواه الحاكم .
المرادُ غيرُ محَارِمِها أمّا محَارِمُها فيَنظُرونَ، الرِّجالُ فَقط يَغُضُّونَ أمّا النّساءُ يَنْظُرنَ. وذلكَ لإظهارِ شَرفِها رضيَ اللهُ عَنها، فهيَ أفضَلُ امرَأةٍ مِن هذِه الأُمّةِ وهيَ صِدّيقَةٌ.اهـ
قال المُناويّ: قولُه نادَى مُنادٍ أي مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، قولُه مِن وَراءِ الحُجُبِ أي مِن غَيرِ أنْ يَراهُ النّاسُ، قولُه يا أهلَ الجَمْعِ أي يا أَهلَ الموقِف، قوله غُضُّوا أبصَارَكُم أي نَكِّسُوهَا، قوله حتى تَمُرّ أي تَذهَب وتَجُوزَ إلى الجنّة.
وفاتها
عاشت بعد أخواتها الثلاث حيث أن زينب ورقية وأم كلثوم مِتْنَ في حياة رسول الله، أما فاطمة فقد توفيت بعد وفاة رسول الله بستة أشهر، حيث ماتت سنة إحدى عشرة.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.
صَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ.
رضي الله عنها وأسكنها فسيح جناته.
وقد قيل في مدح السيدة فاطمة عليها السلام
يا ابنةَ المختارِ يا كوكبَ الأنوارِ فاطمةُ الزّهراء جُودي لي بالأنظارِ
إمامُنا عليُّ خليفةٌ ووليُّ وسرُّهُ قويُّ سُمِّيَ بالكَرَّارِ
مِن نَسلِكِ السِّبْطانِ وسيِّدا الشُبَّانِ هما هما نَجْمانِ في حُلْكَةِ الأَسحارِ
تقيّةٌ ونقيّهْ، رَضِيّةٌ وهَنِيّهْ وبتُقاكِ غَنِيّه يا دُرّةَ الأقمارِ

cheri classe
2013-04-23, 13:13
أسماء بنت يزيد بن السّكن الأنصارية الصابرة..
خطيبة النساء




صاحبة هذه السيرة العطرة من النساء الطاهرات، اللواتي ضربن مثالاً رائعًا في الإيمان والصبر والعلم، فقد اشتهرت بالفصاحة وقوّة البيان والحُجة، كماأتيَت نصيبًا وافرًا من الشجاعة، إنهاالصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها رسولالنساء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أي كانت تُرسل من قبل النساء إلىالنبي صلى الله عليه وسلم )
البداية المشرفة
هذه الصحابية الأنصارية من الأوس من بني عبد ال أشهل.
أسلمت أسماء على يد مصعب الخير أو مصعب بن عمير، الذي انطلق من خير دور الأنصار- دار عبد الأشهل- قوم سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه.
وفضائل هذه الصحابية كثيرة، فهي من ذوات العقل الراجح والدين، والشجاعة والإقدام، والصبر والإيمان، زد على ذلك أنها إحدى راويات الحديث النبويالشريف فكان لها ذكر وأثر طيب مبارك.
نسبها
ويعرفنا الحافظ ابن حجر العسقلاني بهذه الصحابية الكريمة في كتابه"الإصابة" فيقول: هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيسالأنصارية الاسدية ثم الأشهلية، كانت تكنى أم سلمة، ويقال أم عامر، منالمبايعات، ومن النساء اللواتي عشن فجر الدعوة المحمدية فيالمدينة المنورة، وفزن بشرف الصحبة المباركة، كما فزن بمرضاة الله سبحانهومرضاة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومن الجدير بالذكر أن نسب أسماء بنت يزيد رضي الله عنها يلتقي مع نسب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه فيجدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، فهي بنت عم معاذ بن جبل.
ومن المهم ذكره هنا أن زوج أسماء بنت يزيد هو أبو سعيد الأنصاري واسمه سعيد بن عمارة، وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود الأشهلية.
خطيبة النساء
وأسماء هذه هي رسول النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي كانت ترسل من قبل النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت من ذوات العقل والدين،وكان يقال لها خطيبة النساء.
فهي حازت على شهادة الفصاحة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. فقد عُرفت بحسن المنطق وقوة البيان. وقد زادتسماتها تلك بأن نهلت من القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف ما استطاعتإلى ذلك سبيلاً، حتى لُقبت بخطيبة النساء.
البيعة المباركة
ولأم عامر أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أولية مباركة وسابقة خيّرة في تاريخ نساء الأنصار. فقد ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضيالله عنه قال: أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشةبنت رافع، وأم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن.
وكانت أسماء رضوان الله عليها تفخر بهذه الأولية وهذا السبق إلى المبايعة، فتقول: "أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
وكانت بيعتها تفيض بالإخلاص، وتتسم بالصدق، ورحم الله أبا نعيم الاصبهاني صاحب "حلية الأولياء" إذ وصفها بقوله: أسماء بنت يزيد بن السكن، النابذةلما يورث الغرور والفتن.
كما ذكر أبو نعيم أيضًا في "الحلية" قصة تشير إلى تخلي أسماء عن حليتها الذهبية عند البيعة. فسعادتها لم تكن في الحلي والذهب، ولكن بالتقىوالإيمان الحقيقي.
الراوية للحديث
كانت أسماء رضي الله عنها راوية للحديث النبوي، فقد لازمت البيت النبوي طويلاً، وكانت محبة للعلم والسؤال، إذ كانت تمتلك الجرأة في الاستفسار،لذلك كانت من أكثر النساء رواية للحديث، فقد روت فيما يذكر 81 حديثًا.
وروى عن أسماء ثلة من أجلاء التابعين، كما روى أصحاب السنن الأربعة: أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، وخرّج لها البخاري في الأدب المفرد.ومن مروياتها ما أخرجه ابن ماجه بسنده أن النبي صلى الله عليهوسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بطعام.
وأسماء هذه هي أول من نزل فيها عدة المطلقات. فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فنزلقول الله تعالى:(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ) سورة البقرة ءاية 228.

وورد في حلية الاولياء عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت يَزِيدَ؛ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَاركُمْ؟) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ (خِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُا، ذُكِر اللهُ عَزَّ وَجَلَّ).
(إذا رؤا) أي أنهم من الخشية والخوف من الله، أو من كثرة ذكر الله، بحيث إن الناس يذكرون الله عند حضورهم.]
فالأخيار هم الذين إذا تكلموا كان كلامهم لعز الإسلام ونجاة النفوس وصلاحها لا لعز النفوس وطلب الدنيا، وكانوا لعلمهم مستعملين ولرأيهم متهمين ولسبيل أسلافهم متبعين وبكتاب الله وسنة نبيه متمسكين، الخشوع لباسهم والورع زينتهم والخشية حليتهم، كلامهم الذكر وصمتهم الفكر نصيحتهم للناس مبذولة، وشرورهم عنهم مخزونة وعيوب الناس عندهم مدفونة ورثوا جلاسهم الزهد في الدنيا لإعراضهم وإدبارهم عنها ورغبوهم في الآخرة لإقبالهم وحرصهم عليها.
الكريمة المِضيافة وتبركها بآثار النبي المصطفى
الكرم صفة طيبة من صفات الانصار، فقد طرح الله بركة في طعامهم، فقد أخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده عن أسماء قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليهوسلم صلى في مسجدنا المغرب، فجئت منزلي فجئته بعَرق (عظم عليه لحم) وأرغفة، فقلت: بأبي أنت وأمي تعشَّ.
فقال لأصحابه: "كلوا بسم الله". فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا معه، ومن كان حاضرًا من أهل الدار، والذي نفسيبيده، لرأيت العَرق لم يتعرقه وعامة الخبز – أي بقي منه ببركة النبي عليهالصلاة والسلام- وإن القوم أربعون رجلاً، ثم شرب من ماء عندي في شجب(قربة) ثم انصرف فأخذت ذلك الشجب، فذهبت فطويته يسقى فيه المريض، ويشربمنه في الحين رجاء البركة.
ومما يشفي النفس هنا ما أورده القاضي عياض رحمه الله في كتابه الطيب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" حيث ذكر التبرك بآثار النبي وإعظامه وإكبارهفقال: ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه، وإكرام مشاهده وأمكنته فيمكة والمدينة ومعاهده وما لمسه صلى الله عليه وسلم أو عُرف به.
والأسباب:كل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من فراشه ولباسه .
ومشاهده:مواضعه صلى الله عليه وسلم التي حضرها أو نزل بها .
وأثر عن كثير من الصحابة والتابعين الاخيار احتفاظهم بأشياء من رسول الله للتبرك بها.
حبها لرسول الله
قلب أسماء مثل سائر قلوب الأنصار، مملوء بمحبة الله سبحانه ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فإنه لما بلغها استشهاد أبيها وأخيهاوعمها وابن عمها يوم أحد خرجت تنظر إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوقادم من أحد... وعندما رأته سالمًا قالت: كل مصيبة بعدك جلل [هينة]..
وفاتها
روى ابن حجر في "الإصابة" والهيثمي في "مجمع الزوائد" حيث قال: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك، وعاشت بعد ذلك دهرًا. وورد في "سيرأعلام النبلاء" أن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها سكنت دمشق.
وأما بعض المؤرخين فقد ذكرها في وفيات سنة تسع وستين للهجرة في خلافة عبد الملك بن مروان .
رحم الله أسماء بنت يزيد خطيبة النساء ورسولهنّ ( أي مبعوثتهن ) إلى المصطفى وأسكنها فسيح جناته .

cheri classe
2013-04-23, 13:14
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةُ رضي الله عنها





مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ الهِلاَلِيَّةُ ابْنِ بُجَيْرِ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْتُ أُمِّ الفَضْلِ زَوْجَةِ العَبَّاسِ، وَخَالَةُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وهي خَالةُ عبدِ الله بنِ عَبَّاسٍ. وهيَ ءاخِرُ نِسائه تَزويجًا ومَوتًا.وقيلَ إنّها ماتَت قبلَ عَائشةَ رضي الله عنها، وردَ ذلكَ في حديثٍ صَحيح عن عائشةَ.
أمُّها هندٌ بنتُ عوفِ بنِ زُهَير .
قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ: مَيْمُوْنَةَ.
كانت تحتَ مَسعودِ بنِ عمرو بنِ عبدِ نَائلٍ الثّقفِي في الجاهِليّة وفَارقَها، ثم خَلَفَ عليها أبو رُهْم بنُ عبد العُزّى بنِ أبي القيس فتُوُفّي عنها.
رواياتها للحديث
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَآخَرُوْنَ.
رُوِيَ لَهَا: سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ)، وَانْفَرَدَ لَهَا البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةٍ، وَجَمِيْعُ مَا رَوَتْ: ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثًا.
زواجها من رسول الله
تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَقْتِ فَرَاغِهِ مِنْ عُمْرَةِ القَضَاءِ، سَنَةَ سَبْعٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ، وَبَنَى بِهَا بِسَرِفٍ - وهو المَكَانَ المَعْرُوْفَ بِأَبِي عُرْوَةَ - وَكَانَتْ مِنْ سَادَاتِ النِّسَاءِ.
وروى ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخُرُوْجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ القَضِيَّةِ، بَعَثَ أَوْسَ بنَ خَوْلِيٍّ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى العَبَّاسِ؛ فَزَوَّجَهُ بِمَيْمُوْنَةَ، فَأَضَلاَّ بَعِيْرَيْهِمَا؛ فَأَقَامَا أَيَّامًا بِبَطْنِ رَابِغٍ، حَتَّى أَدْرَكَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدَيْدٍ، وَقَدْ ضَمَّا بَعِيْرَيْهِمَا، فَسَارَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ.
فَأَرْسَلَ إِلَى العَبَّاسِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَجَعَلَتْ مَيْمُوْنَةُ أَمْرَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَجُوْزٍ كَبِيْرَةٍ، فَسَأَلْتُهَا: أَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟
قَالَتْ: لاَ، وَاللهِ لَقَدْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنَّهُمَا لَحَلاَلاَنِ.
وعَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: خَطَبَهَا وَهُوَ حَلاَلٌ، وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلاَلٌ.


ويُقال إنّها وهَبت نفسَها للنبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلكَ أنّ خُطبَة النّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتَهت إليها وهيَ على بَعِِيرِها فقَالت: البَعيرُ وما علَيه لله ورسوله رضي الله عنها، فأنزل اللهُ عزّ وجل: "وامرأةً مؤمِنةً إن وهَبتْ نَفْسَها للنبيّ". والمعنى أحْلَلنَا لكَ مَن وقَعَ لها أن تهَبَ لكَ نَفسَها ولا تَطلُبَ مَهرًا مِنَ النّساء المؤمناتِ إن اتفَقَ ذلكَ.
ويُقال التي وهبت نفسَها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينبُ بنت جحش رضي الله عنها، ويُقال أمّ شَرِيك غُزِّيّة بنتُ جابر بنِ وهب، ويقال غيرُها، ذكره ابن إسحاق.
وقد ورد أن عَائِشَةَ قَالَت: أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا للهِ، وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ!
وفاتها
وعَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَفَنَّا مَيْمُوْنَةَ بِسَرِفٍ، فِي الظُلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلْتُ فِي قَبْرِهَا، أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ.
وَعَنْ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَتْ مَيْمُوْنَةُ بِسَرِفٍ، فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلاَ تُزَلْزِلُوْهَا، وَلاَ تُزَعْزِعُوْهَا.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، فَحُمِلَتْ عَلَى الأَعْنَاقِ بِأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى سَرِفٍ، وَقَالَ: ارْفُقُوا بِهَا، فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ.
تُوُفّيت في سَنةِ إحْدَى وسِتّين في خِلافَةِ يَزيد بنِ مُعاوية، كَذا ذكَره ابنُ سعْد، وكانَ عُمُرُها نحوُ ثمانينَ سَنةً أو إحْدَى وثمانِينَ.

cheri classe
2013-04-23, 13:15
أُمُّ حَبِيْبَةَ

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ رَمْلَةُ الأُمَوِيَّةُ



نسبها ومولدها

السَّيِّدَةُ المُحَجَّبَةُ أمُّ المُؤْمِنِيْنَ أمُّ حَبيبةَ، رَمْلَةُ رضيَ الله عنها بنتُ أبي سُفيان صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميّة بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ.وأُمُّها صفيّةُ بنتُ أبي العاصِ بنِ أُميّة.
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عامًا. اسمها رملة، وقيل: هند.
وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلاَ فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقًا مِنْهَا، وَلاَ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَاوَهِيَ نَائِيَةُ الدَّارِ أَبْعَدُ مِنْهَا وهي التي أَصْدَقَها النّجَاشيُّ عنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..

روايتها للحديث

رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. مُسْنَدُهَا: خَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثًا.
وَاتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: أَخَوَاهَا الخَلِيْفَةُ مُعَاوِيَةُ، وَعَنْبَسَةُ، وَابْنُ أَخِيْهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ وَآخَرُوْنَ.

إسلامها وزواجها من رسول الله

أسلمت قديمًا بمكة وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش .....( فارتد وكفر )بالحبشة ومات بها وأبت هي ... وثبتت على إسلامها فتزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحبشة.
وَورد أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ وَلَدَتْ حَبِيْبَةَ بِمَكَّةَ، قَبْلَ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ.
عُقِدَ عَلَيْهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَبَشَةِ سَنَةَ سِتٍّ وقيل سنةَ سَبعٍ، وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ صَاحِبُ الحَبَشَةِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَجَهَّزَهَا بِأَشْيَاءَ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيْبَةَ، فَأَصْدَقَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ. وكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا المَدِيْنَةَ بِضْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً.

وفي طبقات ابن سعد: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي
عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد ....ارتد، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت.
فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، فدخلت علي، فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلي أن أزوجكه، فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك: وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخواتيم فضة، سرورًا بما بشرتها.
فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال:
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما بعد
فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وقد أصدقتها أربع مائة دينار.
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد فقال:
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد
فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله رسول الله.
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا، فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.

بعض مروياتها

روى البخاري عن عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".
قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.
وفي رواية عند البخاري عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للَّه كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيْضَةٍ إِلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".

وفاتها:

تُوفّيت أُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنها في سَنةِ أربعٍ وأربعينَ في خِلافةِ أخِيها مُعاوِية.
رضي الله عنها وجمعنا معها في جنات النعيم

cheri classe
2013-04-23, 13:17
الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين


صحابية جليلة مشت رحلتها السعيدة بين الأخيار، فهي من أشرف القبائل، هاشمية قرشية، إنها ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنهاشم بنت عم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.

من هي ضُباعة بنت الزبير؟

ذكر ابن حجر العسقلاني في"الإصابة" ترجمتها بقوله:
"ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبيصلى الله عليه وسلم، كانت زوج المقداد بن الأسود، فولدت له عبد الله وكريمة، ولميكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضُباعة وأختها أم حكيم". أمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم.
راوية الحديث
من الجوانب المضيئة في حياة هذه الصحابيةالشجاعة الكريمة النفس واليد، أنها كانت راوية للحديث الشريف.
وروى عنها:عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة بنت أبيبكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين. وروى عنها عدد من أكابر التابعين منهم: ابنتهاكريمة بنت المقداد، وسعيد بن المسيب.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَأَنَا شَاكِيَةٌ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي".
وأخرج الترمذي بسنده عن ابن عباس: أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط قال: "نعم".قالت: كيف أقول قال:"قولي: لبيك اللهم لبيك لبيك محلي من الأرض حيث تحبسني ".
ياحبذا ضُباعة
لوالد ضُباعة الزبير لمسات خاصة مع النبي صلى الله عليهوسلم أثناء طفولته في مكة. فالزبير بن عبد المطلب هو أكبر أعمام النبي عليه الصلاةوالسلام، وكان يُكنى أبا طاهر. وكان الزبير هذا يحب ابن أخيه الصغير محمدًا صلى اللهعليه وسلم ويعطف عليه، وكان يلاعبه وهو طفل.
وتدل أخبار ضُباعة أن أباها كانيحبها، ويتوسّم فيها أمارات الخير، وكان ينشد لها الأناشيد القصار التي تشير إلىالمكارم، ونشر الفضائل، فقد ورد أنه كان يلاعبها ويقول:
يا حبذا ضُباعةمكرمة مطاعة
لا تسرق البضاعة لا تعرفُ الخلاعة

هكذا رُبيت ضُباعة،وبهذه الأخلاق تحلّت، فنشأت على حب الفضيلة، أسلمت ضُباعة مع الأولين، ثم هاجرت معالرعيل الأول، وأضحت لغيرها قدوة من الصالحات. وتدل كتب السيرة والتراجم أنأخاها عبد الله وأختها أم حكيم ابنيّ الزبير بن عبد المطلب، من الذين أسلموا فيالسابقين رضي الله عنهما.
الطيبون للطيبات
روى ابن سعد في "الطبقات" وابن حجر في "الإصابة" قصة زواج ضُباعة بنت الزبير، فقد تولى رسول الله صلى الله عليه وسلمتزويج ضُباعة من أحد الأخيار، وهو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنهوهو من السبعة الذينأظهروا الإسلام مبكرًا.
وكان هذاالزواج خيرًا ويُمنًا على كليهما، وذلك في رزق ساقه الله إليه، وجعل فيه البركة، حيث رزقهما الله بعبد الله وكريمة اللذين كانا لهما شأن في تاريخ الإسلام.
مكانتها و فضلها
كان لضُباعة بنت الزبير رضي الله عنها مكانة جليلة ونفيسة عندابن عمها النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان يكرمها، وكانت هي تطبخ الطعام وتبعثبه إليه فيأكل منه إكرامًا لها.
ورد في عيون الأثر ذِكْر الواقدي عن كريمة بنت المقداد قالت سمعت أمي ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب تقول قدم وفد بهراء من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلا فأقبلوا يقودون رواحلهم، حتى انتهوا إلى باب المقداد ونحن في منازلنا ببنى حديلة فخرج إليهم المقداد، وأنزلهم وجاءهم بجفنة من حيس (هو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن) كنا قد هيأناها قبل أن يحلوا لنجلس عليها فحملها أبو معبد المقداد وكان كريما على الطعام، فأكلوا منها حتى نهلوا، وردت إلينا القصعة، وفيها أكل فجمعنا تلك الأكل في قصعة صغيرة ثم بعثنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سدرة مولاتي، فوجدته في بيت أم سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضباعة أرسلت بهذا؟ قالت سدرة: نعم يا رسول الله. قال ضعى، ثم قال: ما فعل ضيف أبى معبد؟ قلت عندنا. فأصاب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلا، هو ومن معه في البيت حتى نهلوا وأكلت معهم سدرة، ثم قال اذهبي بما بقى إلى ضيفكم. قالت سدرة: فرجعت بما بقى في القصعة إلى مولاتي، قالت: فأكل منها الضيف ما أقاموا نرددها عليهم وما تغيض حتى جعل الضيف يقولون: يا أبا معبد إنك لتنهلنا من أحب الطعام إلينا وما كنا نقدر على مثل هذا إلا في الحين وقد ذكر لنا أن بلادكم قليلة الطعام إنما هو العلق (جمع علقة وهى ما يتبلغ به من العيش) أو نحوه ونحن عندك في الشبع، فأخبرهم أبو معبد بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أكل منها أكلا وردها.
فهذه بركة أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل القوم يقولون نشهد أنه رسول الله وازدادوا يقينًا، وذلك الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الفرائض وأقاموا أيامًا،ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعوه وأمر لهم بجوائزهم ثم انصرفوا إلى أهليهم.
وفاتها
امتدت حياة ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها إِلَى بَعْدِ عَامِ أَرْبَعِيْنَ من الهجرة، ومع نهاية الخلافة الراشدة، وافاها الأجلوهيصابرة مؤمنة. رضي الله عن ضباعة بنت الزبير ونضّر قبرها وأحسن نزلها مع الأبراروالصالحين في أعلى عليين، إنه سميع عليم.

cheri classe
2013-04-23, 13:17
أُمُّ عُمَارَةَ نُسيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ



واحدة من الصحابيات الجليلات اللواتي اتخذن قدوة حسنة وأسوة صالحة، وممن يُضرب بهن المثل في التضحية والإيثار.
والحديث عن هذه الصحابية مؤثر، وشيق وجميل، يسر النفوس والعقول. فلوذكرنا الزوجات الوفيات كانت هي في المقدمة، وإن تحدثنا عن السبق إلىالإيمان كانت من الأوائل.وإذا تحدثت عن أهل العبادة والطاعة لله عز وجل وجدتها عابدة قانتة.
وإذا سألت عن العلم والحديث النبوي وجدتها راوية متقنة لحديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فأية امرأة هذه التي حازت كل خصال الشرف؟
لا شك أنكم بشوق لمعرفة هذه الصحابية الفاضلة... فقد وصفهاالإمام أبو نُعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" فقال:" أم عمارة المبايعةبالعقبة، كانت ذات جد واجتهاد، وصوم ونسك واعتماد".
وترجم لها الذهبي في"سير أعلام النبلاء" بقوله: أُمُّ عُمَارَةَ، نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ ابْنِ عَوْفِ بنِ مَبْذُوْلٍ،..الفَاضِلَةُ، الأَنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ، النَّجَّارِيَّةُ، المَازِنِيَّةُ، المَدَنِيَّةُ.
إذًا فهذه الصحابية من الأنصار الذين وصفهم الله في القرءان بقوله ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة)وهي من بني النجار الكرام أخوال النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل في ديارهم في المدينة المنورة عند هجرته الشريفة.

أهل بيتها

نشأت أم عمارة نسيبة بنت كعب في أسرة عُرفت بالمكارم وممن أسهمت في خدمةالإسلام والمسلمين. كَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ اللهِ بنُ كَعْبٍ المَازِنِيُّ مِنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَكَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ البَكَّائِيْنَ السبعة الذين جاءوا إلىالنبي في غزوة تبوك، وطلبوا منه رواحل ليركبوا عليها ويذهبوا معه في سبيلالله، فلم يجدوا عنده ما يحملهم عليه، فرجعوا وأعينهم تفيض من الدمعحزنًا، فسموا البكائين، وفيهم نزل قوله تعالى: ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ ِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ).سورة التوبة ءاية 92. أي أن الله رفع الإثم عنهم لعدم وجود القدرةلخروجهم.
شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: لَيْلَةَ العَقَبَةِ، وَأُحُدًا، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ اليَمَامَةِ.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَتْ أُحُدًا مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بنِ عَمْرٍو، وَمَعَ وَلَدَيْهَا،وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا.
وَكَانَ ضَمْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ المَازِنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُدًا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (لَمُقَامُ نُسيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ).
أما زوجها زيد بن عاصم بن عمرو المازني النجاري فهو من السابقينإلى الإسلام، وولداها حبيب وعبد الله ابنا زيد صحبا النبي صلى الله عليهوسلم. ثم تزوجت غزيّة بن عمرو بن عطية المازني النجاري، فولدت له تميمًاوخولة، فأكرمهم الله بالهداية والإخلاص لله ورسوله.

الصابرة أم الشهيد

وهذه الصحابية احتلت مكانًا عليًا في مقام الصبر، فقد قُتل ابنها حبيب فاحتسبته صابرة عند الله سبحانه وتعالى.
فقد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الذي ادعىالنبوة في قومه بني حنيفة في اليمامة. فكان يسأله مسيلمة أتشهد أن محمدًارسول الله؟ قال حبيب: نعم، وإذا سأله: تشهد أني رسول الله؟ قال: أنا لاأسمع، ففعل ذلك مرارًا، فقطّعه مسيلمة عضوًا عضوًا، ومات شهيدًا رضي اللهعنه، ورثاه مالك بن عمرو الثقفي بأبيات منها:
مضى صاحبي قبلي وخُلّفتُ بعده فكيف بأعضائي البقيةِ أصنعُ
وقال له الكذابُتشهد أنني رسولٌ فأوما أنني لستُ أسمعُ
فقال أتشهدأنها لمحمدٍ فنادى بدعوى الحقّ لا يتتعتع
فضرّب أمَّ الرأسفيه بسيفه غويٌّ – لحاه الله- بالفتكِ مولَعُ
ومعنى لحاه الله أي (قبحه الله)
وأما ابنها الآخر عبد الله بن زيد، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليهوسلم، فقد شهد أحدًا وقُتل يوم الحرّة، وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب بسيفه.

بيعة العقبة

تحدث أمعمارة عن صفة بيعتها فتقول: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى اللهعليه وسلم ليلة العقبة، والعباس – عمّ النبي- ءاخذ بيد رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي السلمية نادىزوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك فقال:" قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء". ذكره ابن حجر في الإصابة.

رفقاء الجنة

وفي أُحد جُرحت أم عمارة رضي الله عنها بضعة عشر جرحًا، كان أكبرها جرحًاعميقًا في عاتقها أصابها به ابنُ قَمِئَةَ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى جرحها، وأمر ابنَها عبدَ الله أن يعصبه، وقال: بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مُقَامُ أُمّك خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَمُقَامُ رَبِيبِك - يَعْنِي زَوْجَ أُمّهِ - خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ . وَمُقَامُك لَخَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ رَحِمَكُمْ اللّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ، وسمعته أم عمارة فقَالَتْ: اُدْعُ اللّهَ أَنْ نُرَافِقَك فِي الْجَنّةِ. فقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللّهُمّ اجْعَلْهُمْ رُفَقَائِي فِي الْجَنّةِ. فقَالَتْ أم عمارة رضي الله عنها: مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنْ الدّنْيَا.
كما روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، فمن مروياتها ماأخرجه لها أبو نعيم في "الحلية" والترمذي: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيهَا فقَدَّمتْ إِليهِ طَعامًا فَقَالَ: كُلِي، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمةٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّائمَ تُصَلِّي عَلَيهِ الملائِكَةُ إِذَا أُكِلَ عِندَهُ حتَّى يَفرُغُوا، ورُبَّمَا قَالَ حتَّى يَشبَعُوا".

بطلة اليمامة

استأذنت أم عمارة رضي الله عنها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخروج مع من خرج لقتال مسيلمة الكذاب، فأذن لها بعد أن أوصى خالدبن الوليد رضي الله عنه بها، وكان عمرها ءانذاك قد زاد عن الستين، ولكن لمتضعف عزيمتها، وقد جُرحت حينئذ أحد عشر جرحًا، وقُطعت يدها، ولكنها لمتكترث لما أصابها، وعندما قتل ابنُها عبدُ اللهمسيلمةَ الكذاب... سجدت لله شكرًا أن خلّصهم من مسيلمة وكفره وكذبه، وعلىانتهاء هذه الفتنة العظيمة.
ظلت أم عمارة رضي الله عنها تحظى بالمكانة اللائقة في حياة الخلفاءالراشدين، فكان أبو بكر رضي الله عنه يأتيها ويسأل عنها، وكذلك سيدنا عمررضي الله عنه عرف مكانتها وتشير الدلائل إلى أن وفاة أم عمارةرضي اللهعنها كانت في مطلع خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثةعشرة للهجرة، بعد أن عاشت حياةً معطاءة حافلة بالتضحيات لتكون كلمة اللههي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
نسأل الله أن يجمعنا بها في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

cheri classe
2013-04-23, 13:19
أم النجباء أمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيْط المهاجرة بدينها إلى الله ورسوله




صاحبة ترجمتنا هذه صحابية جليلة سجلت لها كتب السيرة والتاريخنفحة من نفحات البركة والإيمان حين أكرمها الله بالإسلام، إنها أم كلثوم بنت عُقبةبن أبي مُعَيط الأموية القرشية، وأمها هي أم أمير المؤمنين الخليفةالراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الصحابية الجليلة أروى بنت كُريز بن ربيعة العبشمية رضي الله عنهاوأرضاها.
بداية عطرة
أسلمت أم كلثوم، وعاينت بنفسها صرخات المتألمين وءاهاتالمعذبين تحت سياط وضربات الكفار كفار قريش، فما اهتز إيمانها، ولا تزعزع بخوف أووجل.
وقد صلّت أم كلثوم نحو القبلتين، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلمبمكة قبل هجرته إلى المدينة.
وأم كلثوم هي أخت أحد العشرة المبشرين بالجنةلأمه، وصهر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان عليه سحائب الرضوان، فقد تزوجتأروى بنت كُريز من عفان بن أبي العاص، فولدت له عثمان وءامنة، ثم تزوجها من بعدهعقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدًا وأم كلثوم وأم حكيم وهندًا كماجاء في "الإصابة".
وأروى هذه صحابية كريمة، علمت بإسلام ابنها عثمان في بدءالدعوة، فلم تُنكر عليه ذلك، بل كانت سباقة إلى نصرة النبي العظيم صلى الله عليهوسلم والدين الحنيف، فقد وقفت وقفة مباركة جريئة حفظتها كتب التاريخ، فقد روى ابنالأثير رحمه الله أن عقبة بن أبي معيط قد شكا عثمان بن عفان إلى أمه أروى فقال لها:إن ابنك قد صار ينصر محمدًا فلم تُنكر ذلك من ابنها، ووقفت في موقف مشرف وقالتلعقبة: ومَن أولى به منّا؟ أموالنا وأنفسنا دون محمد صلى الله عليهوسلم.
وكان عقبة بن أبي معيط هذا من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليهوسلم وللمسلمين كثير الأذى، وقع في الأسر في أيدي المسلمين لما كانت غزوة بدر فقتل، وأما أخواها الشقيقان وهما الوليد وعمارة ابنا عقبة فقد أسلما يوم فتحمكة.
هجرتها
لما كانت الهجرة النبوية إلى المدينة، حُبست أم كلثوم في مكةالمكرمة ومُنعت من اللحاق بركب المهاجرين، فكتمت إيمانها، وحملت في قلبها الأمل بأنالله عز وجل يعينها على الفرار بدينها من شرك كفار قريش وأذاهم إلى مدينة النوروالإسلام، فصبرت على ذلك زمنًا وهي تتحمل الشدائد في سبيل الله عز وجل، إلى أن شاءالله لها بالهجرة فكان لها بذلك شأن عظيم يدل على إكرام الله تبارك وتعالى لهاولأمثالها من المؤمنات الصابرات.
قال ابن عبد البر في"الاستيعاب": "إنه لم يتهيأ لأم كلثوم هجرة إلى سنة سبع من الهجرة، وقيل: هي أول منهاجر من النساء، وكانت هجرتها زمن صلح الحديبية".
وتروي أم كلثوم بنت عقبةفي قصة هجرتها فتقول: "كنت أخرج إلى بادية لنا فيها أهلي، فأقيم فيها الثلاثوالأربع ثم أرجع إليهم فلا يُنكرون ذهابي للبادية، حتى أجمعت المسير، فخرجت يومًامن مكة كأني أريد البادية، فلما رجع من تبعني، إذ رجل من خزاعة، قال: أين تريدين؟قلت: ما مسألتك؟ ومن أنت؟ قال: رجل من خزاعة.
فلما ذكر خزاعة اطمأنت إليه لدخولخزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقده. فقلت: إني امرأة من قريش، وإنيأريد اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علم لي بالطريق، قال: أنا صاحبكحتى أوردك المدينة.
ثم جاءني ببعير فركبته حتى قدمنا المدينة، وكان خير صاحب، فجزاهالله خيرًا، فدخلتُ على أم المؤمنين أم سلمة وعرفتها بنفسي فالتزمتني، وقالت: هاجرتإلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، وأنا أخاف أنيردني، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فأخبرته بذلك، فرحبوسهل.
فقلت: يا رسول الله، إني فررت إليك بديني، فامنعني ولا تردني إليهميفتنوني ويعذبوني، ولا صبر لي على العذاب.
فنـزل قول الله تعالى}: يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكمالمؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ الله أعلم بإيمانهنّ فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهنّإلى الكفار لا هنّ حلٌّ لهم ولا هم يحلون لهنّ{ سورة الممتحنة ءاية 10
وروى البيهقي في "دلائلالنبوة" وابن عبد البر في "الاستيعاب" أن أم كلثوم رضي الله عنها لما هاجرت لحقهاأخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة بن أبي معيط ليرداها، فمنعها الله عز وجل منهمابالإسلام، ولم يدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما.
ويروى أن الوليد وعمارة دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلموقالا: يا محمد أعد لنا أختنا أم كلثوم، ردها إلينا، هناك شروط متفق عليها بينناوبينكم، وأنت من نعلم لا تنقض عهدًا ولا تخلف وعدًا.
فلما نزل قول الله فيسورة الممتحنة استثنى النساء، وكان هذا الامتحان لأم كلثوم، فكانت الممتحنةالأولى.
فقد خرجت حبًا بالله وبرسوله وطلبًا للإسلام لا حُبًا لزوج ولالمال.
أم كلثوم أم النجباء
كانت أم كلثوم من أوفر النساء عقلاً، وأقواهنّ إيمانًا، فاحتلتمكانة لائقة بين نساء الصحابة المهاجرين والأنصار، وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يُكرمها لصدق إيمانها، وقد أخرجها معه في بعض غزواته تداوي الجرحى، وضرب لهابسهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بأمرها، فقد ورد أنه خطبها الزبير بنالعوام، وزيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم. فاستشارت في هذا أخاها لأمها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأشار عليها أن تأتيالنبي صلى الله عليه وسلم، فأتته فاشار صلى الله عليه وسلم عليها بزيد، وقال: تزوجيزيد بن حارثة فإنه خير لك". فتزوجته فولدت له زيدًا ورقية.
وروى النووي رحمهالله في "تهذيب الأسماء واللغات" وابن حجر في "تهذيب التهذيب" أن الزبير بن العوامتزوجها لما استُشهد زيد بن حارثة في موقعة مؤتة، فولدت له زينب، وكان الزبير رضيالله عنه شديدًا على النساء، ثم بعد ذلك طلقها، ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوفرضي الله عنه، فولدت له إبراهيم وحميدًا، فلما توفي عنها تزوجها عمرو بن العاص رضيالله عنه فماتت عنده.
وكان أولاد أم كلثوم رضي الله عنها من نجباء العلماءالذين تركوا ءاثارًا كريمة في دنيا العلم والعلماء في تاريخ الإسلام.
فابنهاحُميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري التابعي المشهور، كان فقيهًا نبيلاً عالمًا، لهروايات كثيرة، سمع من خاله عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو صغير، قال عنه ابنالعماد في "شذرات الذهب": "كان عالمًا فاضلاً مشهورًا توفي سنة 95هـ رحمه اللهتعالى" .
مناقبها
روت أم كلثوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث، أخرجلها منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه، وروى لها الجماعة سوى ابن ماجه، وروىعنها ابناها حميد وإبراهيم ابنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
ومما يعززعلمها ووعيها ومقدرتها على الحفظ والرواية أنها كانت إحدى نساء قريش القلائلاللواتي كنّ يعرفن القراءة والكتابة، وهذه ميزة عظيمة في ذلك الزمان.
ومنمروياتها ما أخرجه الإمام مسلم بسنده عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أمه أم كلثومبنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أخبرته أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو يقول: ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس ويقول خيرًا ويُنميخيرًا.
ومن الجدير ذكره أن وفاة الصحابية الجليلة أم كلثوم كانت في خلافةأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه.
رحم اللهالسيدة الجليلة أم كلثوم هذه الصحابية المؤمنة المهاجرة التي كانت قدوة في التضحيةوالصبر والثبات ومثالاً صادقًا على الإخلاص لله عز وجل ولرسوله الكريم صلى اللهعليه وسلم.

cheri classe
2013-04-23, 13:20
أم حرام بنت ملحان الأنصارية النجارية
أول شهيدة بعد غزوة البحر



صاحبة ترجمتنا هي إحدى السابقات الأنصاريات إلى الإسلام من ءال ملحان من الصحابة الأخيار الذين تذوقوا حلاوة الإيمان، فسرت في نفوسهم محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، فربحوا الدنيا والآخرة. فهؤلاء الفائزون ساهموا –رجالاً ونساءً- في دروب الخير من علم وكرم وإيثار وغير ذلك، وكان همّهم الفوز برضا الله عز وجل ومرضاة رسوله صلى الله عليه وسلم، إنها أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بن خالد الأنصارية النجارية المدنية.
وأم حرام بنت ملحان أخت الغُمَيْصَاءُ ، والغميصاء هي أُمُّ سُلَيْمٍ بنت ملحان، إحدى النساء الفاضلات المبشرات بالجنة اللاتي تركن أثرًا مباركًا وضاءً في عصر النبوة.
وهي كذلك خالة سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأخت البطلين الشهيدين حرام وسُليم ابني ملحان بن خالد، شهدا بدرًا وأحُدًا، وقُتلا شهيدين يوم بئر معونة، وحرام بن ملحان أخوها، هو الذي حمل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر، وأحد الشعراء.
وأم حرام كذلك هي أم الشهيد قيس بن عمرو بن قيس وزوج الشهيد عمرو بن قيس شهد ابنها بدرًا، وشهد مع أبيه أحدًا وقتلا يومها رضي الله عنهما، وحتى تكتمل أغصان هذه الشجرة المباركة، فقد تزوجها أحد الأبطال عُبادة بن الصامت... وما أدراك ما عُبادة... فهو من الموصوفين بالورع والفقه، وهو واحد ممن شهدوا العقبة مع السبعين من الأنصار، وهو أحد النقباء الاثني عشر، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنجبت أم حرام من سيدنا عبادة ابنها محمد بن عبادة بن الصامت وكان عبادة يُحسن إلى أم حرام وإلى ابنها عبد الله بن عمرو بن قيس ربيبه.
عاشت أم حرام مع زوجها عبادة بن الصامت الذي اقتبست منه معالم الخير والفضائل التي كانت موجودة فيه. فقد كان أحد كُتاب الوحي، وأحد معلمي القرءان وجامعيه، فشاركت في نصرة الإسلام ونشره رضي الله عنها وعنه.
اشتهرت الصحابية الجليلة أم حرام بالزهد والتقوى والورع،كانت من علية النساء.
ووصفها أبو نعيم صاحب الحلية بقوله: شهيدة البحر، التواقة إلى مشاهدة الجنان، أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها.
وروى مسلم في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكبًا أو ماشيًا، فيصلي فيه ركعتين. وقباء قرية على ميلين من المدينة المنورة.
وفي هذه البقعة المباركة – قباء- كانت أم حرام تقيم فيها، وتُعتبر من أهلها، وكان لهذه المرأة الفاضلة مكانة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد ورد أنه كان يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها، ويصلي أحيانًا.
وأم حرام راوية للحديث النبوي الشريف. فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث، وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين ، وقيل: إنها روت سبعة أحاديث.
وقد روى أَنَس قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي أُمُّ حَرَامٍ، فَقَالَ: (قُوْمُوا فَلأُصَلِّ بِكُمْ).فَصَلَّى بِنَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ:أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي بَيْتِهَا يَوْماً، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: (عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُوْنَ ظَهْرَ هَذَا البَحْرِ كَالمُلُوْكِ عَلَى الأَسِرَّةِ). قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُم. قَالَ: (أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ).
فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ، فَغَزَا بِهَا فِي البَحْرِ، فَحَمَلَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا قُرِّبَتْ لَهَا بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَصَرَعَتْهَا، فَدُقَّتْ عُنُقُهَا، فَمَاتَتْ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا –
يُقَالُ هَذِهِ غَزْوَةُ قُبْرُسَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.وَحَدِيْثُهَا لَهُ طُرُقٌ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وقيل إَنَّ قَبْرَهَا تَزُوْرُهُ الفِرَنْجُ.
وقال هشام بن الغاز: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس، وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة رحمها الله. وقال هشام أيضًا: رأيتُ قبرها، ووقفت عليه بالساحل بقاقيس سنة إحدى وتسعين.
وذكر مرتضى الزبيدي رحمه الله في تاج العروس: ولها مقام عظيم بظاهر الجزيرة، اجتزتُ بها في البحر عند توجهي إلى بيت المقدس. وأخبرتُ أنّ على مقامها أوقافًا هائلة وخدمًا، وينقلون عنها كرامات. وذكر أن الناس يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة، وهم يعظمونه، ويستسقون به.
وهكذا تحققت آمال أم حرام بالشهادة، وسجّلت في سجل الأوائل.
وبعد، فهذه لمحات شذية عبقة من حياة هذه الصحابية الجليلة التي عاشت حميدة، وماتت شهيدة، وتحققت بشارتها بالجنة .
رحم الله أم حرام بنت ملحان، ورضي عنها وأرضاها وجعلها مع الأولين في الفردوس الأعلى.

cheri classe
2013-04-23, 13:21
الرميصاء أم سُليم

هي واحدة من نساء الأنصار ممن طارت شهرتهن وحلقت في الآفاق، وسمت أعمالها الجليلة.
ولا خلاف بين أهل العلم أن أم سلَيم هذه هي أم أنس بنمالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح عن أنس أنه قال:" قدِم النبي صلىالله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين " وأن أمه أتت به النبي صلى الله عليهوسلم لما قدم وقالت له: هذا أنس يخدمك، فقبله صلى الله عليه وسلم وكنّاه أبا حمزة، ودعا له بكثرة المال والولد والبركة في الرزق، وكانت أم سليم وأختهاأم حرام خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع، وهي منقبة شريفةلهاتين الصحابيتين الكريمتين رضي الله عنهما.
نسبها:
هي أمسليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الأنصارية الخزرجية.
وأم سلَيميقال لها الغميصاء أو الرميصاء، واسمها "سهلة"، وقيل" رُمَيلةُ"، لكنها اشتهرتبأم سليم رضي الله عنها.
دخل الإيمان قلبها الصافي من أول يوم سمعت به، وسجلتأعمالاً طيبة تشهد لها بالفضل والسبق والإحسان .
دخلت أم سليم في دينالإسلام قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم بايعته حين جاء إلىالمدينة وكان إسلامها في غياب زوجها مالك بن النضر، والد ابنها أنس ، فلما عاد وعلمبإسلامها غضب غضبًا شديدًا وقال لها أصبوتِ ؟ فقالت: ما صبوت ولكني ءامنت بهذاالرجل.
ولم تتوقف في إيمانها عند هذا الحد، بل جعلت تعلّم ابنها أنسًا - وكانصغيرًا - وتلقنه الشهادة، وتقول له " قل: أشهد أن لا إله إلا الله، قل: أشهد أنمحمدًا رسول الله " فاستجاب أنس لأمه ونطق بالشهادتين، فغضب زوجها مالك، وقال لها " لا تفسدي عليّ ولدي. "
ولكن أم سليم أجابته بحكمة وهدوء والإيمان يملأ قلبها " إني لا أفسده .. بل أرشده"، وانطلق مالك بن النضر غاضبًا يريد الشام فلقيه عدوله يتربص به فقتله.
وانصرفت أم سليم إلى تعليمابنها وتربيته، تعلمه حبَّ النبيّ الكريم، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلممهاجرًا من مكة إلى المدينة، جاءت أم سليم بولدها إلى النبي صلى الله عليه وسلموقالت له: " يا رسول الله هذا أنس أتيتك به يخدمك، فدعا له النبي صلىالله عليه وسلموقال: " اللهم أكثر ماله وولده."
وكان أنس يومذاك غلامًا كاتبًا ذكيًا،ولم يبلغ الحُلـُم بعد، وقد نال البركة في بيت النبوّة، وغدا بعد ذلك واحدًا منسادات الصحابة رضوان الله عليهم، ونشأ أنس وهو يقول" جزى الله أمي عني خيرًا، لقدأحسنت ولايتي." ولمـَّا شبَّ أنس، تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، وكانمشركا، فأبت حتى أسلم وأعلن إسلامه، فكان مهرها الإسلام .
في هذه القصة المباركة يقول ثابت بن أسلم البناني التابعي الجليل رحمه الله: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم على الله من مهر أم سليم: الإسلام.
وقال بعض المؤرخين: عنها شهدتحنينًا وأحدًا، وكانت من أفاضل النساء كما شهدت خيبر ومعها عشرون امرأة ، منهن أم سَـلـَمَة زوج النبي الكريم.
بشارتها
لأم سليم رضي الله عنها فضائل كثيرة، فلا يوجد بابمن أبواب الخير إلا ولها فيه نصيب، أضف إلى ذلك روايتها للحديث الشريف، فقد روتعن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثًا، أربعة منها فيالصحيحين.
وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله صلى اللهعليه وسلم تدل على فضلها ورفيع شأنها إذ قال صلى الله عليه وسلم: دخلتُ الجنةفسمعتُ خـَشْفـَة ( صوت مشي) فقلت: " من هذه "؟ قالوا: الغميصاء بنتُ ملحان أمأنس بن مالك .
كرمها و شمائلها
كانت أم سُليم تتفقد النبي وتبعث إليه بالهديةوالطعام، قال أنس: كانت لها شاة فجمعت من سمنها في عُكة (آنية السمن) وأرسلتها مع ربيبة إلىرسول الله، فقال: أفرغوا لها عُكتها، وجاءت فعلقتها على وتد، فأتت أم سُليموكانت غائبة فرأت العُكة ممتلئة سمنًا، فلما أخبرت النبي بذلك قال:" أتعجبين إنكان الله أطعمك كما أطعمت نبيه، كلي وأطعمي "
تبركها بآثار النبي
ومما يضاف إلى المكارم السابقة أن رسول الله صلىالله عليه وسلم ربما بات عندها - وليست هي في البيت - وكانت تتبرك به صلى الله عليهوسلم ، فقد روى مسلم وأحمد والبيهقي أن النبي قال - أي نام وقت الظهيرة - في بيت أمسليم على نِطع - أي بساط من جلد - فعرق، فاستيقظ وأم سليم تمسح العرق فقال: ماتصنعين؟ فالت ءاخذ هذا للبركة التي تخرج منك، وكانت تخلط بها طيبها، فهو أطيب الطيب.
ورواية مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَىَ فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَىَ فِرَاشِهَا، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَىَ فِرَاشِكِ. قَالَ: فَجَاءتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَىَ قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَىَ الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نومه فَقَالَ: "مَا تصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.َ قالَ: "أَصَبْتِ".
وقد أُثر عنها أنها احتفظت بفم قِرْبة شربمنها رسول الله وصانته عندها، وثبت أن النبي صلى اللهعليه وسلم أعطاها شيئًا من شعره، وكان يخصها بالزيارة والسلام والدعاء والصلاة فيبيتها.
تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء وهذه المواقف عدة للصابرين وزاد يتزود بها السالك في درب الخير.
وفاة أم سليم الأنصارية:
توفيت في حدود الأربعين في خلافة معاوية، فرضي الله عن أم سليم وأرضاها.

cheri classe
2013-04-23, 13:22
أُمُّ الدَّرْدَاءِ الكُبْرَى

خيرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ، أُمُّ الدَّرْدَاءِ الكُبْرَى ، لَهَا صُحْبَةٌ . وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسم أبي حدرد عبد.
كانت أم الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك.
وقال عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء إحداهما رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهي خيرة بنت أبي حدرد والثانية تزوجها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي هجيمة الوصابية.

قصة إسلامها

ورد أنَّ أَبا الدَّرْدَاءِ كَانَ مِنْ آخِرِ الأَنْصَارِ إِسْلاَمًا، وَكَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا، فَدَخَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، بَيْتَهُ، فَكَسَرَا صَنَمَهُ. فَرَجَعَ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ الصَّنَمَ، وَيَقُوْلُ: وَيْحَكَ! هَلاَّ امْتَنَعْتَ، أَلاَ دَفَعْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟
فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لَو كَانَ يَنْفَعُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ، وَنَفَعَهَا. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَعِدِّي لِي مَاءً فِي المُغْتَسَلِ. فَاغْتَسَلَ، وَلَبِسَ حُلَّتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأسلم وأسلمت.

رواياتها

كانت حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها.
وروى عنها جماعة من التابعين منهم:
ميمون بن مهران وصفوان بن عبد الله وزيد بن أسلم وأم الدرداء الصغرى.
وأورد الطبراني وغيره لأم الدرداء حديثًا مرفوعًا من طريق ميمون بن مهران قال: قلت لأم الدرداء: أسمعتِ من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قالت: نعم دخلت عليه وهو جالس في المجلس فسمعته يقول: أول ما يُوضَعُ في الميزان الخُلُق الحسن.
وعن أم الدرداء قالت:
خرجت من الحمام فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أين يا أم الدرداء؟". فقلت: من الحمام فقال: "والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل".
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.اهـ
(تضع ثيابها) أي الساترة لها (إلا وهي هاتكة كل ستر) بكسر أوله، أي حجاب الحياء (بينها وبين الرحمن) لأنها مأمورة بالتستر والتحفظ . فإذا كشفت ما لا يجوز كشفه في الحمام من غير ضرورة فقد هتكت الستر الذي أمرها الله تعالى به.
قال الطيـبي: وذلك لأن الله تعالى أنزل لباسًا ليواري به سوآتهن، وهو لباس التقوى، فإذا لم يتقين الله تعالى وكشفن سوآتهن هتكن السِّتر بينهن وبين الله تعالى انتهى.

حالها مع زوجها

وَروي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَجَاءهُ سَلْمَانُ يَزُوْرُهُ، فَإِذَا أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةٌ. فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لاَ حَاجَةَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، يَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا. فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُفْطِرَنَّ. فَأَكَلَ مَعَهُ، ثُمَّ بَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ، أَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنْ يَقُوْمَ، فَمَنَعَهُ سَلْمَانُ، وَقَالَ: إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَائْتِ أَهْلَكَ، وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
فَلَمَّا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ، قَالَ: قُمِ الآنَ إِنْ شِئْتَ. فَقَامَا، فَتَوَضَّأَا، ثُمَّ رَكَعَا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ، فَدَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيُخْبِرَ رَسُوْلَ اللهِ بِالَّذِي أَمَرَهُ سَلْمَانُ. فَقَالَ لَهُ: (يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، مِثْلَ مَا قَالَ لَكَ سَلْمَانُ). أخرجها الدارقطني وغيره.
ففي هذه الرواية أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أشار إليهما بأنه علِم بطريقِ الوحيِ ما دارَ بينَهما.

وفاتها

توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين وذلك بالشام في خلافة عثمان.

cheri classe
2013-04-23, 13:28
أم الدرداء الصغرى





الدِّمَشْقِيَّةُ، السَّيِّدَةُ، العَالِمَةُ، الفَقِيْهَةُ، هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الوَصَّابِيَّةُ، وَقِيْلَ: جُهَيْمَةُ، الأَوْصَابِيَّةُ، الحِمْيَرِيَّةُ، وَهِيَ أُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى.
إنها زوجة صحابي جليل، عرف عنه الحكمة وحب الذكر والطاعة، وقد أخذت عنه حب الذكر والشغف به، حتى أصبح لقلبها بمثابة الماء للأرض والري للظمآن، فلا تجد حياة فؤادها إلا حينما تذكر بلسانها أو تسمع بأذنها وذلك كله مع حضور القلب ويقظة النفس.
رَوَتْ عِلْما جَمًّا عَنْ: زَوْجِهَا أَبِي الدَّرْدَاءِ.وَعَنْ: سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَرَضَتِ القُرْآنَ وَهِيَ صَغِيْرَةٌ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَطَالَ عُمُرُهَا، وَاشَتَهَرَتْ بِالعِلْمِ وَالعَمَلِ وَالزُّهْدِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ، ومَكْحُوْلٌ، وغيرهم.
إيثارها لزواج الآخرة
عن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدرداء لأم الدرداء: إذا غضبتِ أرضيتُكِ وإذا غضبتُ فارضيني، فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع ما نفترق.
وعَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ المَوْتِ:
إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا، فَأَنْكَحُوْكَ، وَأَنَا أَخْطِبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ.قَالَ: فَلاَ تَنْكِحِيْنَ بَعْدِي.فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ.
وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ عَنْ لُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ، قال: فمات أبو الدرداء، وَكَانَ لَهَا جَمَالٌ وَحُسْنٌ، فخطبها معاوية فقالت: لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة.
وروي من طريق ءاخر: خطب معاوية أم الدرداء، فقالت: سمعت أبا الدرداء، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: المرأة للآخر من أزواجها،وإني سألت أبا الدرداء أن يسأل الله أن يجعلني زوجته في الجنة، فقال: ذلك إن لم تحدثي بعدي زوجا.اهــ
الفقيهة العابدة
قد كانت أم الدرداء إحدى عابدات الشام التي كان لها السبق في العبادةوالصلاح حتى قصدها الناس يتعلمون منها رقة القلب وخشوع الجوارح عندذكر الله وقراءة القرآن.
وكان الرجال يقرؤون عليها ويتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها مع المتفقهة يشتغل عليها وهو خليفة، رضي الله عنها.
وفي صحيح البخاري،عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ (الصغرى التابعية): وَكَانَتْ فَقِيهَةً اهـ ووصله البخاري في التاريخ الصغير من طريق مكحول باللفظ المذكور.اهـ
وَعَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرَ اللهَ عِنْدَهَا.قال: فاتكأتْ ذات يوم، فقيل لها: لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء، فجلست فقالت: أزعمتم أنكم قد أمللتموني وقد طلبت العبادة بكل شئ فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر.اهـ
وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ: كُنَّ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ القِيَامِ، تَعَلَّقْنَ بِالحِبَالِ.
من أقوالها:
قَالَ عُثْمَانُ بنُ حَيَّانَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُوْلُ:
إِنَّ أَحدهُمْ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ لاَ يُمْطِرُ عَلَيْهِ ذَهَبًا وَلاَ دَرَاهِمَ، وَإِنَّمَا يَرْزُقُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا، فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ غَنِيًّا، فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيْرًا، فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ.
وعن عثمان بن حيان قال:
أكلنا مع أم الدرداء طعاما فأغفلنا الحمد لله، فقالت: يا بني لا تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله، أكلا وحمدا، خير من أكل وصمت. اهـ
وقالت: تعلموا الحكمة صغارا تعملوا بها كبارًا.
وقالت: أفضل العلم المعرفة.
من رواياتها
روى مسلم في الصحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ:
أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَىَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قوله: (بَعَثَ إِلَىَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ) جمع نجد بفتح النون والجيم وهو متاع البيت الذي يزينه من فرش ونمارق وستور.اهـ
وفي الحديث: الزجر عن اللعن بغير حق وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة. وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فمعناه: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار.ولا شهداء: فيه ثلاثة أقوال:أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات. اهـ
-وروى الترمذي في جامعه عن مرزُوقٍ أبي بَكْرٍ التّيْميّ عن أُمّ الدّرْداءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ رَدّ عن عِرْضِ أَخِيهِ رَدّ الله عَنْ وَجْهِهِ النّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
- وروى أبو داود في سننه عن يُونُسَ بنِ مَيْسَرَةَ عن أُمّ الدّرْدَاءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ:
"مَنْ قالَ إِذَا أصْبَحَ وإِذَا أَمْسَى: حَسْبِيَ الله لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكّلتُ وَهُوَ رَبّ الْعَرشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرّاتٍ، كَفَاهُ الله مَا أَهَمّهُ. اهـ
وفاتها:
عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ.
قال ابن حبان في"الثقات": كانت تقيم ستة أشهر ببيت المقدس، وستة أشهر بدمشق، وماتت بعد سنة إحدى وثمانين.اهـ

cheri classe
2013-04-23, 13:29
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ رضي الله عنها




نسبها
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ المُصْطَلِقِيَّةُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: بَنُو المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ابْنُ عَمِّهَا مُسَافِعُ بنُ صَفْوَانَ بنِ أَبِي الشُّفَرِ، فقُتِل يوم المُرَيْسِيْع. وقيلَ كانت تحتَ مالكِ بنِ صَفوان.
سُبِيَتْ يَوْمَ غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ، فِي السَّنَةِ الخَامِسَةِ، وَكَانَ اسْمُهَا: بَرَّةَ، فَغُيِّرَ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ.
زواجها من رسول الله
تزوّجَها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَ أن أعتَقَها، وذلكَ بعدَ غَزوة المُرَيْسِيع.
وعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، وَاسْتَنْكَحَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوْكٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ.اهـ
وَقَدْ قَدِمَ أَبُوْهَا الحَارِثُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. قال ابن إسحاق: أقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لنداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها. فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخذتم ابنتي وهذا فداؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا " فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله. وأسلم الحارث وابنان له وناس من قومه.
بركة جويرية
وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين، فأَرْسَلُوا ما في أيْدِيهِمْ مِنَ السّبْيِ فأَعْتَقُوهُمْ، وَقالُوا: أصْهَارُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها.
قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: فمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ في سَبَبها مِائَةُ أهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ".
صفاتها وأهم ملامحها
كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية، تقية، نقية، ورعة، فقيهة، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاَّحَةً، لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ...، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ.
رواياتها للحديث
حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَآخَرُوْنَ.
جَاءَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا عِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثٌ، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ حَدِيْثَانِ.
وعَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: (أَصُمْتِ أَمْسِ؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (فَأَفْطِرِي). رَوَاهُالبخاري.
واستدل جمهور العلماء بهذا الحديث على كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا أن يصله بما قبله أو بعده.
العابدة الذاكرة
راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة .
فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات الذاكرات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّىَ الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ.فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَىَ الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟".قَالَتْ: نَعَمْ.قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ". رواه مسلم وغيره.
قوله: (وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا)، أي: موضع صلاتها. قوله: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، هو بكسر الميم. قيل: معناه مثلها في العدد. وقيل مثلها في أنها لا تنفذ. وقيل في الثواب، والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثرت به الشيء. قال العلماء: واستعمله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تحصر بعد ولا غيره، والمراد المبالغة به في الكثرة لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش، ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي: ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله تعالى.
وفاتها
تُوُفِّيت وهي ابنةُ خمسٍ وسِتّينَ سنةً، وذلكَ في شَهر رَبيعٍ الأوّل سنةَ سَبعٍ وخمسينَ في خِلافَةِ مُعَاويةَ، وقيلَ سَنةَ سِتّينَ، وصَلّى علَيها مَروانُ بنُ الحكَم وَالي المدِينة.
رضي الله عنها وجمعنا معها تحت لواء سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.

cheri classe
2013-04-23, 13:30
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ نسبها



صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ سَعْيَةَ بن عامر بن عبيد بن كعب، من بني النضير، وهو من سبط لاوي بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
وأُمُّها بَرَّةُ بِنتُسِمْوَالٍ من بني قريظة.
تَزَوَّجَهَا قَبْلَ إِسْلاَمِهَا: سلامُ بنُ مَشكَم القُرَظيّ، ثُمَّ فارقها فتزوجها: كِنَانَةُ بنُ الرَّبيع بنِ أَبِي الحُقَيْقِ النضيري، فَقُتِلَ كِنَانَةُ يَوْم خَيْبَرَ عَنْهَا، وَسُبِيَتْ، وَصَارَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ.
زواجها من رسول الله
وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ مِنْ دِحْيَةَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ، (أي: أعطاه بدلها سبعة أنفس تطييبًا لقلبه، لا أنَّه جرى عقد بيع). ثُمَّ دَفَعَهَا إِلى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا لَهُ وَتُهَيِّئُهَا، وَتَعْتَدَّ فِي بَيْتِهَا. اهـ
وإطلاق العدة عليها مجاز عن الاستبراء، فلمَّا انقضى الاستبراء، جهَّزتها أمُّ سليم وهيَّأتها أي: زيَّنتها وجمَّلتها على عادة العروس. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أعتقها تبرُّعًا بلا عوض ولا شرط، ثمَّ تزوَّجها برضاها.
وقد روى مسلم في الصحيح عن أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذي يُعْتِقُ جَارِيَتَهُ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا: "لَهُ أَجْرَانِ".
قال بعض العلماء: وجد رسول الله بخدها لطمة، فقال: ما هذه؟ فأخبرته أنه لما تزوجها بعض بني عمها، وزفت إليه وأدخلت إليه، ومضى على ذلك ليالي، رأت في منامها كأن القمر أقبل من يثرب فسقط في حجرها، فقصت المنام على ابن عمها فلطمها، وقال: تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته.
وفي بعض الروايات: فذكرت ذلك لأمها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألها عنه فأخبرته.
من سيدات النساء
كانت صَفِيَّةُ من سيدات النساء عبادةً وورعًا وزهادةً وبرًا وصدقة، وَكَانَتْ ذَاتَ حِلْمٍ، وَوَقَارٍ، شَرِيْفَةً، عَاقِلَةً، ذَاتَ حَسَبٍ، وَجَمَالٍ، وَدِيْنٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
قَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: حَدَّثَتْنِي سُمَيَّةُ -أَوْ شُمَيْسَةُ- عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَبَرَكَ بِصَفِيَّةَ جَمَلُهَا؛ فَبَكَتْ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَخْبَرُوْهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوْعَهَا بِيَدِهِ، وَهِيَ تَبْكِي.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ، قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي.
كرمها:
وأخرج ابن سعد بسند صحيح من مرسل سعيد بنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: قَدِمَتْ صَفِيَّةُ، وَفِي أُذُنَيْهَا خِرَصَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَوَهَبَتْ لِفَاطِمَةَ مِنْهُ، وَلِنِسَاءٍ مَعَهَا.
(والخُرْص والخِرْص: القُرْط بحَبّة واحدةٍ، وقيل: هي الحلْقة من الذهب والفضة، والجمعُ خِرَصةٌ، والخُرْصة لغة فيها).
رواياتها للحديث:
وَرَدَ لَهَا مِنَ الحَدِيْثِ عَشْرَةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا وَاحِدٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أي رواه البخاري ومسلم.
حَدَّثَ عَنْهَا: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، وَكِنَانَةُ مَوْلاَهَا، وَآخَرُوْنَ.
بعض مروياتها عن النبي:
روى البخاري ومسلم عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزُورُهُ (ليلا) فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا.
وعند مسلم بلفظ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَىَ الدَّم، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا.
الحديث فيه فوائد منها:
- بيان كمال شفقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمَّته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا، فخاف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلقي الشَّيطان في قلوبهما فيهلكا، فإنَّ ظنَّ السُّوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم.
وفيه: أنَّ من ظنَّ شيئًا من نحو هذا بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر. فقد روى الحاكم أن الشافعي كان في مجلس ابن عيينة، فسأله عن هذا الحديث، فقال الشافعي: إنما قال لهما ذلك لأنه خاف عليهما الكفر إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما نصيحة لهما قبل أن يقذف الشيطان في نفوسهما شيئا يهلكان به.اهـ
وفيه: الاستعداد للتَّحفُّظ من مكايد الشَّيطان، فإنَّه يجري من الإنسان مجرى الدَّم، فيتأهَّب الإنسان للاحتراز من وساوسه وشرِّه، واللهُ أعلم
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (عَلَى رِسْلِكُمَا) هو بكسر الرَّاء وفتحها لغتان، والكسر أفصح وأشهر، أي: على هينتكما في المشي، فما هنا شيء تكرهانه.
قوله: (فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللهِ) فيه: جواز التَّسبيح تعظيمًا للشَّيء، وتعجُّبًا منه.
قوله: (مبلغ الدم) أي كمبلغ الدم، ووجه التشبيه بين الشيطان والدم شدة الاتصال وعدم المفارقة.
- وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت:" ما رأيت أحدًا أحسن خلقًا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وفاتها
تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، وقيل: توفيت سنة اثنتين وخمسين، وَقَبْرُهَا بِالبَقِيْعِ.
رضي الله عنها وجمعنا معها في جنات النعيم ءامين.

cheri classe
2013-04-23, 13:31
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ


أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ عبدِ مَناف الهِلاَلِيَّةُ.
وهي أُمُّ المَسَاكِيْن؛ لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم.
وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بنت الحارث لأُمِّهَا.
استشهد زَوْجُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَلَكِنْ لَمْ تَمْكُثْ عِنْدَهُ إِلاَّ شَهْرَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، وَتُوُفِّيَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَقِيْلَ: كَانَتْ أَوَّلاً عِنْدَ الطُّفَيْلِ بنِ الحَارِثِ بنِ المطَّلِب، فطلّقَها، فتزوّج بها أخوه عُبيدةُ بنُ الحارثِ وقُتِل يومَ بَدرٍ شَهيدًا . فتزوجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثلاث فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع.
وصلَّى علَيها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم ودُفِنَت بالبقيعِ، وكان سِنُّها يومَ تُوفّيت نحوَ ثلاثينَ سنةً .كذا ذكره ابنُ سَعد.
رضي الله عنها وأرضاها وأكرم مثواها وحشرنا معها تحت لواء حبيبه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.

cheri classe
2013-04-23, 13:32
زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ



زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بنِ رِئابٍ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مِنَ المُهَاجِرَات الأُوَلِ.
أُمُّهَا: أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ.
كانت تحتَ زَيد بنِ حَارِثةَ بنِ شَراحِيل .
وكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ دِيْنًا، وَوَرَعًا، وَجُوْدًا، وَمَعْرُوْفًا. كثيرة الخير والصدقة، وكان اسمها أولاً بره، سماها النبي صلَّى الله عليه وسلم زينب، وكانت تكنى بأمِّ الحكم.
قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: (إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ). قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا الأَوَّاهَةُ؟ قَالَ: (الخَاشِعَةُ، المُتَضَرِّعَةُ)؛ثم تلا الآية {إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَحَلِيْمٌ أَوَّاهٌ مُنِيْبٌ} [هُوْدُ: 75]
وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَلِزَيْنَبَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَ لَهَا البخاري ومسلم عَلَى حَدِيْثَيْنِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ، وَأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ أُمُّ حَبِيْبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ.
تَزوّجَها النّبي صلَّى الله عليه وسلم في ذِي القَعدةِ سنةَ خمسٍ من الهجرة وهي يومئذٍ بنتُ خمسٍ وثلاثين سنةً، وتُوُفّيت فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وهيَ ابنةُ ثلاثٍ وخمسينَ سنةً، ودُفِنَت بالبقيع وصلّى علَيها عُمرُ بنُ الخطّاب رضي الله عنه، وهي أوّلُ أزواجِه مَوتًا أي بَعدَه صلَّى الله عليه وسلَّم.
كَانَتْ صَالِحَةً، صَوَّامَةً، قَوَّامَةً، بَارَّةً. رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وأرضاها وأكرم مثواها وحشرنا معها تحت لواء حبيبه محمد صلَّى الله عليه وسلم.

cheri classe
2013-04-23, 13:33
حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ نسبها


حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ العَدَوِيَّةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، بِنْتُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وأُمُّها زَينبُ بِنتُ مَظعُون بنِ حَبيبِ بنِ وَهبٍ.
وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ: أَنَّ حَفْصَةَ وُلِدَتْ إِذْ قُرَيْشٌ تَبْنِي البَيْتَ.
وَرُوِيَ: أَنَّ مَوْلِدَهَا كَانَ قَبْلَ المَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ.
زواجها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كانَت تحتَ خُنَيسِ بنِ حُذافَة بنِ قَيسِ بنِ عَدِيّ،أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وهاجرت حفصة معه إلى المدينة، فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولَمَّا تَأَيَّمَتْ، عَرَضَهَا أَبُوْهَا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: بَدَا لِي أَلاَّ أَتَزَوَّجَ اليَوْمَ. ثم شَكَا حَالَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ؛ وَيَتَزَوَّجُ عُثْمَانُ مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ).
ثُمَّ خَطَبَهَا رسول الله، فَزَوَّجَهُ عُمَرُ.
تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنْ خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، أَحَدِ المُهَاجِرِيْنَ، في شَعبانَ على رأسِ ثَلاثينَ شَهرًا منَ الهِجرَةِ قَبلَ أُحُد، في سنةِ ثلاثٍ وقيلَ سنةِ اثنتَينِ. وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ عُثْمَانَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أُخْتِهَا.
وعَنْ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ (أي تطليقة)؛ فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالاَهَا؛ قُدَامَةُ، وَعُثْمَانُابنا مظعون، فَبَكَتْ، ثم جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإَنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ).
وعندما ماتَ الرَّسُولُ الكريمُ وخَلَفَهُ أبو بَكْرٍ الصديق، كانَتحَفْصَةُ هيَ التي اخْتِيرَت مِنْ أمَّهَاتِ المؤمنينَ جَميعًا لِتَحْفَظَ أَوَّلَ مُصْحَفٍ خَطيٍّ للقرءانِ الكريمِ.
رواياتها للحديث
رَوَتْ عَنْ رسول الله: عِدَّةَ أَحَادِيْثَ.
رَوَى عَنْهَا: أَخُوْهَا؛ ابْنُ عُمَرَ، وَهِيَ أَسَنُّ مِنْهُ بِسِتِّ سِنِيْنَ؛ وَحَارِثَةُ بنُ وَهْبٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَمُسْنَدُهَا فِي كِتَابِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ: سِتُّوْنَ حَدِيْثًا.
اتَّفَقَ لَهَا الشَّيْخَانِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِسِتَّةِ أَحَادِيْثَ.
بعض مروياتها
- روى أبو داود والبيهقي، عن حفصة رضي اللّه عنها:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يجعلُ يمينَه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعلُ يَسَارَه لما سوى ذلك.
-وروى أبو داود عن حفصة أُمّ المؤمنين رضي اللّه عنها:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أرادَ أن يرقدَ وضعَ يدَه اليمنى تحتَ خدّه ثم يقول: اللَّهُمَّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ" .
-وروى البخاري، عَنْ أمِّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي اللّه عنهما قالت:
قال عمر رضي اللّه عنه: اللَّهمّ ارزقني شهادة في سبيلك، واجعلْ موتي في بلدِ رسولِك صلى اللّه عليه وسلم، فقلتُ: أنَّى يكونُ هذا؟ قال: يأتيني اللّه به إذا شاء.
وفاتها
تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ، عَامَ الجَمَاعَةِ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ في شعبانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ، في عهد معاوية بن أبي سفيان، وهي ابنةُ سِتّين سنةً، وَصَلَّى عَلَيْهَا وَالِي المَدِيْنَةِ مَرْوَانُ. ودُفِنت بالبقيع.مع أمهات المؤمنين.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فِيْمَنْ حَمَلَ سَرِيْرَ حَفْصَةَ؛ وَحَمَلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَارِ المُغِيْرَةِ إِلَى قَبْرِهَا.
رضي الله عنها وأرضاها وحشرنا الله معها تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ءامين.

cheri classe
2013-04-23, 13:35
أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها نسبها


السَّيِّدَةُ، المُحَجَّبَةُ، الطَّاهِرَةُ، هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ سُهَيلِ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْم، بِنْتُ عَمِّ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ سَيْفِ اللهِ. وأُمُّها عاتِكَةُ بنتُ عامِرِ ابنِ ربيعةَ، وكانت قُرشيّةً مخزُوميّةً.
مِنْ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ حَيْث هاجَرَت معَ زَوجِها أَولاً إِلى الحَبَشَة.
لَهَا أَوْلاَدٌ صَحَابِيُّوْنَ: عُمَرُ، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ.
وَكَانَتْ تُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ.
وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَأَشْرَفِهِنَّ نَسَبًا، وَكَانَتْ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ.
عَرَفَتِ الكَرم والجود منذُ صِغَرها حيثُ تَرَبَّت على ذلك فقد كانَ أبوها يعرف بزادِ الراكبِ لجودهِ وكَرمهِ فهو أَحَدُ الأَجْوَادِ، قِيْلَ: اسْمُهُ حُذَيْفَةُ.
دَخَلَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.
كَانَتْ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَخِيْهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ؛ أَبِي سَلَمَةَ عبدِ الله بنِ عبدِ الأسَدِ بنِ هلالٍ المَخْزُوْمِيِّ البَدْرِيِّ، الرَّجُلِ الصَّالِحِ. فتُوُفّيَ عنها.
وأمُّه بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواياتها للحديث
لَهَا جُمْلَةُ أَحَادِيْثَ، رَوَى عَنْهَا: سَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَيَبْلُغُ مُسْنَدُهَا: ثَلاَثَ مائَةٍ وَثَمَانِيَةً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثًا.
اتَّفَقَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ لَهَا عَلَى ثَلاَثَةَ عَشَرَ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَلاَثَةٍ، وَمُسْلِمٌ بِثَلاَثَةَ عَشَرَ.
زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي إِلَى أَبِي قَطَنٍ فِي المُحَرَّمِ سنَةَ أَرْبَعٍ، فَغَابَ تِسْعًا وَعِشْرِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعَ فِي صَفَرٍ، وَجُرْحُهُ الَّذِي أَصَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ مُنْتَقِضٌ؛ فَمَاتَ مِنْهُ، لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، وَحَلَّتْ أُمِّي فِي شَوَّالٍ، وَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى ابْن سَعْدٍ:
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لأَبِي سَلَمَةَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوْتُ زَوْجُهَا، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، ثُمَّ لَمْ تَزَوَّجْ، إِلاَّ جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا فِي الجَنَّةِ، فَتَعَالَ أُعَاهِدْكَ أَلاَّ تَزَوَّجَ بَعْدِي، ولاَ أَتَزَوَّجُ بَعْدَكِ. قَالَ: أَتُطِيْعِيْنَنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: إِذَا مِتُّ تَزَوَّجِي، اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلاً خَيْرًا مِنِّي، لاَ يُحْزِنُهَا وَلاَ يُؤْذِيْهَا. فَلَمَّا مَاتَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟
وعن ابْن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ، فَرَدَّتْهُ.
فَمَا لَبِثْتُ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَى البَابِ فَذَكَرَ الخِطْبَةَ فَخَطَبَ.
وَعَنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، قَالَ:
دَخَلَتْ أَيِّمُ العَرَبِ عَلَى سَيِّدِ المُسْلِمِيْنَ أَوَّلَ العِشَاءِ عَرُوْسًا، وَقَامَتْ آخِرَ اللَّيْلِ تَطْحَنُ -يَعْنِي: أُمَّ سَلَمَةَ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِيْنَةٍ، دَخَلَتِ المَدِيْنَةَ مُهَاجِرَةً؛ فَشَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ بَدْرًا؛ وَوَلَدَتْ لَهُ: عُمَرَ، وَسَلمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَدُرَّةَ. (والظَّعينة: المرأَة في الهودج والمقصود أول مسافرة)
وعَنِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقُوْلُ؟ قَالَ: (قُوْلِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى صَالِحَةً). فَقُلْتُهَا، فَأَعْقَبَنِي اللهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى أَبو إِسْحَاقَ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ قَالَ لامْرَأَتِهِ: إِنْ سَرَّكِ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ، فَلاَ تَزَوَّجِي بَعْدِي، فَإِنَّ المَرْأَةَ فِي الجَنَّةِ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الدُّنْيَا؛ فَلِذَلِكَ حُرِّمَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْكَحْنَ بَعْدَهُ؛ لأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الجَنَّةِ.
وفاتها
عُمِّرَتْ حَتَّى بَلَغَهَا مَقْتَلُ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ، فَوَجَمَتْ لِذَلِكَ، وَغُشِيَ عَلَيْهَا، وَحَزِنَتْ عَلَيْهِ كَثِيْرًا، لَمْ تَلْبَثْ بَعْدَهُ إِلاَّ يَسِيْرًا. توفيت وَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، وَبَعْضُهُم أَرَّخَ مَوْتَهَا في ذِي القَعدةِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَالظَّاهِرُ وَفَاتُهَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وكان لها يومَ ماتَت أربعٌ وثمانونَ سَنةً صَلّى عليها أبو هريرة ودُفِنت بالبقيع.
رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وأرضاها.

cheri classe
2013-04-23, 13:38
أم المؤمنين سودة رضي الله عنها

اسمها ونسبها:
السَيِّدَةُ، الجَلِيْلَةُ، النَبِيْلَةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بنِ قَيْسٍ العَامِرِيَّةُ القُرَشِيَّةُ، وأُمّها الشَّمُوسُ بنتُ قَيس بنِ زَيد بنِ عَمرو، مِن بني النّجّار.
كانَت أَوَّلاً تحت ابن عم لها يقال له السَّكْرَان بن عَمْرٍو، أَخو سُهَيْل بن عَمْرٍو العَامِرِي، فَأَسْلَمَ وتُوفّي عَنْها.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَسْلَمَتْ سَوْدَةُ وَزَوْجُهَا، فَهَاجرَا إِلَى الحَبَشَةِ.
وَعَنْ بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ: أَنَّ السَّكْرَانَ قَدِمَ مِنَ الحَبَشَةِ بِسَوْدَةَ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا، فَخَطَبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: أَمْرِي إِلَيْكَ. قَالَ: (مُرِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ). فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بنَ عَمْرٍو العَامِرِيَّ، فَزَوَّجَهَا، وَهُوَ مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ.
وقد أخرج ابن سعد أن خولة بنت حكيم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة: أفلا أخطب عليك، قال: بلى فإنكن معشر النساء أرفق بذلك.
فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة. فبنى بسودة بمكة، وَانْفَرَدَتْ بِهِ نَحْوًا مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ أَوْ أَكْثَرَ، حَتَّى بنى بِعَائِشَةَ.
فسودة هِيَ أَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَ وفاةِ خَديجة، ولسودة ستة أبناء، على صداق وقدره أربعمائة درهم، تَزَوَّجَها رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهَاجَرَ بِهَا، وقيلَ تَزوّجها في شَوال قَبل مُهاجَرِه إلى المدينةِ.
صفاتها:
تعد سودة رضي الله عنها من فواضل نساء عصرهاكانت سَيِّدَةً جَلِيْلَةً، نَبِيْلَةً، ذات أخلاق حميدة، عرفت بالصلاح والتقوى، كانت امرأة صالحة تحب الصدقة كثيرًا، وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها.
فضلها ورواياتها للحديث:
روت عن النبي أحاديث كثيرة. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وغيره.
وفي صحيح البخاري: أن سودة كانت إحدى أسباب نزول آية الحجاب،أي الآية التي نزلت في أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب من الرجال. ومنها قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ.
وروى الشيخان عن عائشة أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة. ووقع في رواية مسلم: لما أن كبرت سودة وهبت. وفي رواية أبي داود: قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله يومي لعائشة، فقبل ذلك منها، ففيها وأشباهها نزلت: (فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ).
ومن طريق معمر قال: بلغني أنها كلمت رسول الله فقالت: ما بي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك.
وفي صحيح مسلم: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيها حِدَّةٌ.
(المسلاخ بكسر الميم وبالخاء المعجمة وهو: الجلد ومعناه: أن أكون أنا هي، وزمعة بفتح الميم وإسكانها).
وقولها: (مِنِ امْرَأَةٍ فِيها حِدَّةٌ) وصفتها بقوَّة النَّفس، وجودة القريحة، وهي الحدَّة بكسر الحاء.
قَالَ: فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لِعَائِشَةَ.
(وهذا فيه: جواز هبتها نوبتها لضرَّتها لأنَّه حقَّها، لكن يشترط رضا الزَّوج بذلك، وللواهبة الرُّجوع متى شاءت، فترجع في المستقبل دون الماضي)
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا، وَيَوْمَ سَوْدَةَ.
(معناه: أنَّه كان يكون عند عائشة في يومها، ويكون عندها أيضًا في يوم سودة لا أنَّه يوالي لها اليومين)
وفي صحيح البخاري: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ(زحمتهم)، وَكَانَتْ امْرَأَةً بَطِيئَةً- أي بطيئة الحركة - فَأَذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ.
يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لسودة، في الحج، بعد خروجها من عرفات، أن تبدأ سيرها من مزدلفة إلى منى ليلا قبل زحمة الناس، وهكذا فعلت، فَصَلّتِ الْفَجْرَ بِمِنًى وَرَمَتْ جمرة العقبة قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ النّاسُ. وهذا الحكم عام للضّعَفَة من النساء والصبيان لئلا يتأذوا بالزحام، وأما غيرهم فيستحب لهم المكث حتى يصلوا الصبح بمزدلفة.
وفاتها:
رَوَى عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ: أَنَّ سَوْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تُوُفِّيَتْ في آخر زمانعُمَر بن الخطاب رضي الله عنه. ويقال: إنها تُوفّيَت فِي شَوَّال سنةَ أَربعٍ وخمسِين بالمدينة المنورة.

cheri classe
2013-04-23, 13:39
أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ


أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثُمَّ المَدَنِيَّةُ.
قال أبو نعيم: ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة وكان عمر أبيها لما ولدت نيفًا وعشرين سنة وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانًا.
وَالِدَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَآخِرُ المُهَاجِرَاتِ وَفَاةً.
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. وَعُمِّرَتْ دَهْرًا. وَتُعْرَفُ: بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ.
وَأُمُّهَا: هِيَ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ العُزَّى العَامِرِيَّةُ.
كَانَتْ أَسَنَّ مِنْ عَائِشَةَ بِبِضْع عَشْرَةَ سَنَةً .
حملت بعبد الله بمكة وهاجرت وهي حامل به إلى المدينة المنورة.
وَقِيْلَ: لَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ. شَهِدَتِ اليَرْمُوْكَ مَعَ زَوْجِهَا الزُّبَيْرِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنَاهَا؛ عَبْدُ اللهِ، وَعُرْوَةُ، وَحَفِيْدُهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِدَّةٌ.
سبب تسميتها بذات النطاقين
عن هِشَام بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِر، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ:
صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ؛ فَلَمْ أَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا أَرْبِطُهُمَا.فَقُلْتُ لأَبِي: مَا أَجِدُ إِلاَّ نِطَاقِي. قَالَ: شُقِّيْهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِي بِهِمَا.
قَالَ: فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ.
[(سفرة) طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به. (السقاء) وعاء من الجلد يوضع فيه الماء. (نطاقي) ما تشد به المرأة وسطها. (باثنين) بشقين].
قال ابْنُ إِسْحَاقَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَى أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ، فَخَرَجتُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوْكِ؟ قُلْتُ: لاَ أَدْرِي -وَاللهِ- أَيْنَ هُوَ؟
فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ، وَلَطَمَ خَدِّي لَطْمَةً خَرَّ مِنْهَا قُرْطِي، ثُمَّ انْصرفُوا.
فَمَضَتْ ثَلاَثٌ، لاَ نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الجِنِّ يَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ، يَقُوْلُ:
جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيْقَيْنِ قَالاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعَبْدِ
زواجها من الزبير وحياتها فى المدينة
وَرَوَى عُرْوَةُ، عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرُ فَرَسِهِ؛ فَكُنْتُ أَسُوْسُهُ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَدُقُّ لِنَاضِحِهِ النَّوَى، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. [والفرسخ ثلاثة أميال. والميل ستة آلاف ذراع]
قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدُ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
جودها وكرمها
وروى هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ؛ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ، فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ سَعْدٍ: فَرَضَ عُمَرُ لِلْمُهَاجِرَاتِ: أَلْفًا أَلْفًا، مِنْهُنَّ: أُمُّ عَبْدٍ، وَأَسْمَاءُ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ، فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسيَّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ هي عَنْ أَبِيْهَا.
وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بَعْدَ مَا أُصِيْبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ:
اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ، فَأُحَنِّطَهُ، وَأُكَفِّنَهُ.
فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدُ، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا، وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا.
آخر المهاجرات وفاة
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَتْ بَعْدَ ابْنِهَا بِلَيَالٍ، ماتت ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها شيء، وَكَانَ قَتْلُهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ.
كَانَتْ خَاتِمَةُ المُهَاجِرِيْنَ وَالمُهَاجِرَاتِ، أي كانت آخِرُ مَنْ مَاتَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
توفيت أسماءُ ذاتُ النطاقين رضيَ الله عنها وأرضاها، تاركةً دروسًا وعبرًا ومواعظاً، فقد كانت بنتًا صالحة، وزوجةً مؤمنةً وفية، وأماً صالحة، وكانت صحابية وابنة صحابي وأم صحابي وأخت صحابية .

cheri classe
2013-04-23, 13:40
أم رومان بنت عامر رضي الله عنها

زوجةُ الصِّدّيق ... وأمُّ الصِّدّيقة

ترجمتها
تسابق عدد كبير من الفضلاء في رواية ترجمة حياة هذه الصحابية الجليلة. فقد جاء في "سير أعلام النبلاء" و "أسد الغابة": هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": يقال: أم رومان بفتح الراء وضمها.
وذكر ابن إسحاق أن اسمها زينب، وجاء في "الإصابة" أن اسمها دعد، ولكن الذي اشتهرت به كنيتها أم رومان.
نشأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب، وتزوجت رجلا هو عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي، فولدت له الطُّفيل بن عبد الله وكان زوجها عبد الله بن الحارث يرغب في الإقامة بمكة أم القرى فانتقل إليها وأقام مع أسرته فيها، وعلى ما جرت عليه عادة الحلف في الجاهلية، رأى عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة خير حلف، فحالفه، وبقي هناك حتى توفي، وخلّف وراءه زوجة وطفلها دون معيل لهما، يعانيان ءالام الغربة والوحدة، ولكن أم رومان لم تبق وحيدة لفترة طويلة... فقد تزوجها الصِّدّيق رضي الله عنه، وعاشت في كنفه حيث وجدت فيه كل الخصال الحميدة والمعاني الكريمة، وولدتْ له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم.
ولم تُخطئ أم رومان بقبولها الزواج من أبي بكر رضي الله عنه، فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم، وكان كما وصفه ابن الدِّغنّة لقريش لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده: "أتُخرجون رجلا يُكسب المعدوم، ويصلُ الرحم، ويحمل الكَلَّ، ويُقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر؟".
وتظهر صفات الصِّدّيق هذه بزواجه من أم رومان إذ رحم حالها، وأحسن عشرتها، وأكرم ابنها الطفيل ورباه كأنه ولده.
ومن المفيد هنا أن نذكر أن أبا بكر تزوج في الجاهلية قتيلة بنت عبد العزى القرشية العامرية فولدت له عبد الله وأسماء. وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم تزوج أسماء بنت عميس رضي الله عنها فولدت له محمدًا .
قالت الصِّديقة بنت الصِّدّيق حبيبة حبيب الله المبرأة الطاهرة: "لم أعقل أبويّ إلا وهما يدينان الدين".
وتلقت أم رومان تعاليم الشريعة، وكانت مسرورة بزيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم لزوجها الصديق، وأخذت تبذل ما في وسعها لإكرامه. وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يوصي أم رومان بعائشة ويقول: " يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها".
وكانت أم رومان تتألم لما يلحق بالمسلمين من العذاب على أيدي المشركين، وكانت تسمع النبي صلى الله عليه وسلّم يحثهم على الصبر، فكان يسعدها أن ترى زوجها الصديق ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب، فيعتقهم من خالص ماله، فتشد أزره وتعاونه في عمله الطيب المبارك ولو بالكلمة الطيبة.
الهجرة المباركة
قال ابن سعد في طبقاته: كانت أم رومان امرأة صالحة، ولها فضل السبق في مضمار الهجرة. وبعد أن أكرم الله المؤمنين في غزوة بدر، تزوج النبي صلى الله عليه وسلّم عائشة في شوال من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. وكانت أم رومان قد هيأت عائشة لتكون في بيت النبوة، فأحسنت تربيتها وزوّدتها بالقرءان والأدب.
وفاتها
ذكر ابن سعد في "طبقاته" وفاة الصحابية الجليلة أم رومان وأثنى عليها فقال: "وكانت أم رومان امرأة صالحة، وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة".
وكان لوفاتها رضوان الله عليها أثر كبير في نفس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وكذلك في نفس ابنتها وزوجها. ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة، فقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى قبرها واستغفر لها.
ويروى أن النبي العظيم صلى الله عليه وسلّم لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور، ثلاث نسوة ورجلين، منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة، وأربعة في المدينة، منها قبر أم رومان في البقيع حيث دعا لها هناك وقال: "اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك". ومن رصيد أم رومان من البشائر أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلّم حديثًا واحدًا انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله.
وبعد فهذه قبسات من سيرة هذه الصحابية المؤمنة والأم الرؤوف العطوف والزوجة الصالحة.. إنها زوجة الصِّدّيق وأم الصِّديقة رضي الله عنهم أجمعين.

cheri classe
2013-04-23, 13:40
مـعاذة بنت عبد الله العدوية


مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ السِّيدَةُ، العَالِمَةُ، البَصْرِيَّةُ، العَابِدَةُ، المتفقهة الزاهدة صاحبة الهمة العالية والمحبةالراقية والشوقِ المتزايد من عابدات البصرة، زَوْجَةُ السَّيِّدِ القُدْوَةِ التابعي الجليل صِلَة بنِ أَشْيَمَ.
نشأت قريبة من الصحابة الكرام تنهل من معين علمهم الذيأخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحمها الله تلميذة لعائشة رضي اللهعنها فبوركت بصحبتها لأُم المؤمنين.
كانت معاذة العدوية إذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام حتى تمسي وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام حتى تصبح وإذا جاء البرد لبست الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم.
قالت امرأة كانت تخدم معاذة قالت: كانت تحيي الليل صلاة فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وهي تقول: يا نفس، النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور. قالت: فهي كذلك حتى تصبح.
كانت معاذة العدوية تصلي في كل يوم وليلة ستمائة ركعة وتقرأ جزءها من الليل تقوم به. وكانت تقول عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ، وَقَدْ عَلِمَتْ طُوْلَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ القُبُوْرِ.
وفي سنة 62 للهجرة اسْتُشْهِدَ زَوْجُهَا صِلَةُ وَابْنُهَا فِي بَعْضِ الحُرُوْبِ، ولما وصلها الخبر صبرت واسترجعت واجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ:
مَرْحَباً بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِلْهَنَاءِ، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَارْجِعْنَ.
وَكَانَتْ تَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ البَقَاءَ إِلاَّ لأَتَقَرَّبَ إِلَى رَبِّي بِالوَسَائِلِ، لَعَلَّهُ يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الصهباء وَابْنِهِ فِي الجَنَّةِ.
قالت: صحبت الدنيا سبعين سنة ..ما رأيت فيها قرة عين قط
مر عشرون عاماً على وفاة زوجها وفي كليوم يمر كانت معاذة تستعد للموت وتأمل أن يجمعها الله بزوجها وابنها في مستقر رحمتهوقد روي أنه لما احتضرت معاذة العدوية بكت ثم ضحكت. فقيل لها: مم بكيت ثم ضحكت فمم البكاء ومم الضحك؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك، وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار، وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر، والله ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا.
فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة.
أَرَخَّ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَفَاتَهَا: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ.
رحم الله أم الصهباء معاذة العدوية وأسكنها فسيح جناته.

cheri classe
2013-04-23, 13:41
الرُبَيِّعُ بنت مُعّوذ الأنصارية



من بني عدي بن النجار، إحدى السابقات إلى الإسلام من نساء الأنصار الفاضلات.جدّتها لأبيها عفراء بنت عبيد الأنصارية، وهي أمّ سبعة رجال كلهم شهدوا بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثة منهم استشهدوا في تلك الغزوة، وأختها فُرَيْعة بنت معوّذ، صحابية جليلة، ويروي ابن عبد البرّ صاحب كتاب "الاستيعاب" أنها كانت مُجابة الدعوة.أسلمت الرُبَيّعُ في المدينة المنورة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وكانت صغيرة السن.
ولما نزل عليه الصلاة والسلام في بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بالمدينة، خرجت جوار بني النّجار مستبشرات بقدومه صلى الله عليه وسلم فرحات وهنّ ينشدن:
نحنُ جوارٍٍ من بني النجارِ ... يا حبّذا محمدٌ من جارِ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله يعلم إني لأحبكنّ).
وكان النبي عطوفًا يُكرم الأنصار وأبناءهم ، ويعطيهم كل رعاية واهتمام. ونتكلم اليوم عن الرُبَيّع رضي الله عنها، وهي من الصحابيات اللواتي حظين بصحبته ورعايته صلى الله عليه وسلم.
فقد زارها النبيّ العظيم صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسها بعد غزوة بدر إكرامًا لها، وتعليمًا للنّسوة لما فيه خيرهنّ في الدنيا والآخرة.
الرُبَيّعُ بنت مُعَوّذ من أسرة فاضلة طيبة الأعراق، عُرفت بالمكارم من أول يوم عرفت فيه الإسلام. فأبوها مُعّوذ بن عفراء مِمّنْ شَهِد العقبة وبدرًا.
وذكر بعض المؤرخين أن مُعَوّذًا شهد بدرًا مع أخويه وقتل أبا جهل ثم قاتل حتى قُتل رضي الله عنه. وقد سبق الفضل لمعوّذ قبل بدر، إذ كان أحد السبعين ليلة العقبة مع أخويه معاذ وعوف.
وبنو عفراء تركوا حسرة وألمًا في قلوب المشركين يوم بدر. تابعت الصحابية الجليلة الرُبَيِّعُ بنت معوّذ رحلتها التي بدأها والدها في بدر، فساهمت بشكل فعّال في سقي المرضى ومداواة الجرحى.
بيعة الرضوان
في ساعة مباركة في السنة السادسة من الهجرة انضمتْ الرُبَيِّعُ إلى المجموعة المباركة التي بايعت النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بالحديبية. وكانوا فيما رواه جابر بن عبد الله ألفًا وأربعمائة من المهاجرين والأنصار، بنفوسهم الراضية، وقلوبهم المطمئنة حتى نالوا رضى الله سبحانه.
رواية الحديث
أحبت الرُبَيِّعُ بنت مُعَوّذ العلم، فكانت كثيرة التردد على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تأخذ عنها العلم، ولهذا حفظت وروت عن النبي واحدًا وعشرين حديثًا. وروى عنها عدد من أجلاء التابعين وعلمائهم من الرجال والنساء منهم: عائشة بنت أنس بن مالك، وسليمان بن يسار، وأبو عبيدة بن عمّار بن ياسر وءاخرون.فمنْ مَروياتها ما رُوِي في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن خالد بن ذكوان عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأنصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإفطَارِ.
والرُبَيِّعُ رضي الله عنها هي الصحابية التي روت صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج ابن ماجه بسنده عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا. كما وصفت الرُبَيِّع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفًا جميلا رائعًا، فقد روى أبو عبيدة بن عمّار بن ياسر قال: قُلتُ للربيّع بنت معوّذ بن عفراء: صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا بنيّ لو رأيتَهُ لرأيتَ الشمس طالعة.
هدية نبوية
كانت الرُبَيِّعُ رضي الله عنها تُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يتوفر عندها من الطعام ممّا يُعجب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل عندها ويقبل هديتها ويكرمها. فقد رُوِي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رُطبٍ، وءاخر من عنب، فناولها النبي صلى الله عليه وسلم حُليًا أو ذهبًا، وقال: تحلّي بهذا.
وفاتها
أمّا عن وفاتها فقد جاء في بعض المصادر أنها توفيت سنة 37 هـ فيما أشارت مصادر أخرى أنها توفيت سنة 45 هـ. بعد أن تركت سيرة عطرة لصحابية صادقة صابرة تركت ءاثارًا وضيئة من العلم والخير رضي الله عنها وعن أبيها وسائر الصحابة الأبرار.

cheri classe
2013-04-23, 13:43
كبشة بنت رافع الأنصارية الصادقة الصابرة


صاحبة هذه السيرة العطرة، واحدة من المسلمات اللاتي حظين بصحبةالنبي صلى الله عليه وسلم، ورافقن الرسالة النبوية الشريفة، منذ أشرقتأنوارها في المدينة المنورة، ففي ثنايا بيتها فاحت روائح الطيب في "طيبة" الطيبة فانتشر فيها الإسلام، فكانت خيرًا وبركة على أرجاء المعمورة.نعم.....ففي هذا الجو الإيماني العظيم، وفي ظل التقوى نشأت هذه الصحابية الجليلة، ونهلت من معين الإسلام الصافي النقي، فأعطت الكثير الكثير، فكانت أماًلشهيدين عظيمين، وبطلين مباركين من أبطال الإسلام .فهي أم حارس رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، وحامل راية الأنصار أيضاً، وواحد من مجلس شورى النبي صلى الله عليه وسلم يومذاك.
وابنها هذا هو الصديق الثانيبعد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وخليفة رسول الله على المدينة في غزوةبواط... إنها أم الأبطال... أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع بن معاوية بنعبيد الأنصارية الخدرية، واحدة من النساء الفاضلات اللاتي قدمن الخير فيجميع المجالات، وهي واحدة ممن شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلمبالصدق، ودعا لها بالخير والأجر العظيم.كانت كبشة قد تزوجت معاذ بن النعمان الأشهلي فولدت له سعد بن معاذ وعمروًا وإياسًا وأوسًا وعقرب وأم حزام بني معاذ بن النعمان.
في سجل الأوائل
أسلمت كبشة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لها كبير الأثر في تاريخ الإسلام. فها هي المدينة تستضيف شابًا وسيمًا من مكة هو مصعب بنعمير رضي الله عنه، سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليعلّمأهلها القرءان، ويفقههم في أمور الدين. وهكذا بدأ الإسلام ينتشر في دورالأنصار حتى وصلت الدعوة إلى دار بني عبد الأشهل ، فأسلم سيد الأوس أسيد بنالحضير، وسعد بن معاذ الذي وقف أمام قومه بني عبد الأشهل، وقال لهم: يابني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا، قال: فإنكلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام – أي أمنع نفسي من ذلك- حتى تؤمنوا باللهورسوله فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلمًا أومسلمة.
وسارعت أم سعد إلى إعلان إسلامها ، وسعدت بنعمة الإيمان سعادة عظيمة، بلازدادت سعادتها عندما أضحت دارها وقرًا ومكانًا لسفير رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ومنها انبعثت نسمات الإيمان تعطر أرجاء المدينة والدنيا كلها.وذكر ابن الجوزي رحمه الله في "صفة الصفوة"، أنّ أول دار أسلمت من دور الأنصار دار بني عبد الأشهل، فأكرم بها من دار.وذكر ابن حجر رحمه الله في "الإصابة" فقال: أول من بايع النبي صلى اللهعليه وسلم أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيدبن السّكن، وليلى بنت الخطيم.
وكم كان سرور أم سعد عظيمًا حينما ترامى إلى سمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم يذكر دارها ودور الأنصار بخير، فقال: " خير دور الأنصار بنو النّجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث الخزرج،ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير".
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أنّ أختي كبشة قد أسلمتا وبايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما: الفريعة أو الفارعة بنت رافع، وسعاد بنترافع وهي أم أسعد بن زرارة أحد النقباء الأخيار، وهو ابن خالة سعد بن معاذرضي الله عنهم جميعًا.

أم الشهيدين
سجّل التاريخ لأم سعد صفات وفضائل كريمة، ومواقف إيمانية تشير إلى مكانة النبي العظيم في نفسها، وتقديم الابناء شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وأما في غزوة أحد فقد خرجت أم سعد رضي الله عنها مع من خرج من النساءينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وردت الأخبار إلىالمدينة باستشهاد عدد من المسلمين، وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بنمعاذ رضي الله عنه.ولكن هذه الصحابية الجليلة كانت ترجو سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأقبلت بسرعة نحو أرض المعركة، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم سالمًا،حمدت الله، وقالت:"أما إذا رأيتك سالمًا فقد أشوتِ [أي هانت] المصيبة.
فعزَّاها النبي صلى الله عليه وسلم بابنهاعمرو.
شهادة صدق
في إحدى الساعات الحرجة التي زاغت فيها الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وعلى وجه التحديد في غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، حظيت أم سعد بشهادةالصدق مختومة بختم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان ابنها سعد يرتديدرعًا قصيرة قد ظهرت منها ذراعه، فمرّ من أمام حصن بني حارثة، وكان فيهالنساء والأطفال، ومن بينهم عائشة أم المؤمنين، وأمه كبشة رضي الله عنهما،فقالت له أمه تستعجله: الْْحَقْ برسول الله يا بني فقد – والله- تأخرت. وقد أرادت رضي الله عنها أن لا تفوته لحظة دون أن يحظى بمعية رسول اللهصلى الله عليه وسلم. فقالت السيدة عائشة: والله يا أم سعد لوددتُ أن درعسعد أطول على يده مما هي، فقالت أم سعد: يقضي الله ما هو قاض.فقضى الله أمرًا كان مفعولاً، وأصيب سعد بسهم قطع منه الأكحل، وهو عِرق في الذراع يُسمى عرق الحياة، رماه به حبان بن العرقة.
قا ل الرسول صلى الله عليه وسلم في شأن سعد: "اهتزَّ عرش الرحمن عزّ وجلّل موت سعد بن معاذ".
والمعنى: انتعش العرش وحاملوه فرحًا بقدوم روحه رضي الله عنه ، وفي هذا دليل علوّ مقامه ورفيع مكانته، لأن العرب تنسب الشيءالعظيم لأعظم الأشياء ، فتقول: أظلمت الأرض لموت فلان، واهتزت له الجبال. واحتسبت أم سعد ابنها الثاني شهيدًا ، لعلمها بمكانة الشهيدوللبشرى التي بشرها بها النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
بشارتها بالجنة
قال الله تعالى : (الذين صبروا وعلى ربّهم يتوكلون)
هذه الصحابية الفاضلة ضربت أروع ءايات الصبر والتوكل في تاريخ النساء،وكانت تحث على مرضاة ربها، ومرضاة نبيه، وتؤثر محبة رسول الله على كل غالونفيس من مال وولد، لقد صبرت عندما استشهد ولدها عمرو وأخوه سعد – رضيالله عنهما- .وفي السنة إشارات كثيرة ودلائل واضحة تبشر بالجنة لمن صبرابتغاء مرضاة الله. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: "من احتسب ثلاثة من صُلبه دخل الجنة"، فقامت امرأةفقالت: أو اثنان؟ فقال: "أو اثنان" فقالت: يا ليتني قلت واحدة.
وبعد فهذه نفحات ندية من سيرة صحابية جليلة، فقد صبرت ابتغاء مرضاة الله عزَّ وجلَّ فرضي الله عنها وأرضاها لأنها ضربت الأمثلة في الصبر والوفاء.

magic.bouguerra
2013-04-23, 19:42
ماشاء الله على الموضوع الرائع

cheri classe
2013-04-25, 14:15
ماشاء الله على الموضوع الرائع
الموضوع رائع لكن لا احد يهتم وانت الوحيد الذي قمت بالرد

كنز الجزائر
2013-04-30, 19:49
يا رب اجلنا منهن

كنز الجزائر
2013-04-30, 19:50
و ادخلنا معهن الجنة

cheri classe
2013-05-01, 12:44
http://www.amiraa.com/bsh/uploads/images/amiraa1d09c51c98.gif (http://www.brooonzyah.net/vb/)

عبد الكريم السبكي
2013-05-01, 12:54
قال المتنبي
ولو كان النساء كمن ذكرنــــا &&& لفظلت النساء على الرجال
وما التانيث لاسم الشمس عيب &&& وما التذكير فخر للهــــلال

cheri classe
2013-05-01, 13:14
الله اكبررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

cheri classe
2013-05-02, 11:31
السلام عليكم اخوتي الكرام يؤسفني ان موضوعا كهذا يستحق التثبيت لم يقراه الا شخص واحد او اثنين اين انتن يانساء المنتدى الا يهمكن ان تكن صالحات ام ان جميعكن صالحات وما عدتن بحاجة الى الاقتداء بالسيدات اللواتي قدمتهن في الموضوع

كنز الجزائر
2013-05-02, 13:26
و الله لو كان هذا يدخل الجنة لدخلت به يا سخي مشششششششششششششكووور اخي

cheri classe
2013-05-02, 13:29
http://sedty.com/up_ar/files/m3zzjmmhnyzjyndjelzm.gif (http://www.brooonzyah.net/vb/)

كنز الجزائر
2013-05-02, 13:32
ييياااااااااااااااااااسسسسسسسسسلالالالالالالالالال الالالالالام

cheri classe
2013-05-04, 15:06
http://www.alfrasha.com/up/7042361712125347820.gif (http://www.alfrasha.com/up/7042361712125347820.gif)

cheri classe
2013-05-14, 10:20
http://gif.vip600.com/smiles/30/0011.gif (http://gif.vip600.com/smiles/30/0011.gif)
http://islamroses.com/zeenah_images/4.gif (http://islamroses.com/zeenah_images/4.gif)http://sedty.com/up_ar/files/m3zzjmmhnyzjyndjelzm.gif (http://www.brooonzyah.net/vb/)

younes-alger
2013-05-14, 12:48
بارك الله فيك

cheri classe
2013-05-14, 13:39
http://islamroses.com/zeenah_images/4.gif (http://islamroses.com/zeenah_images/4.gif)http://sedty.com/up_ar/files/m3zzjmmhnyzjyndjelzm.gif (http://www.brooonzyah.net/vb/)

cheri classe
2013-06-03, 13:20
http://sedty.com/up_ar/files/m3zzjmmhnyzjyndjelzm.gif (http://www.brooonzyah.net/vb/)

Broken Angel
2013-06-03, 14:10
بارك الله فيك على الطرح المميز
http://www10.0zz0.com/2013/06/03/09/721826398.gif (http://www.0zz0.com)

cheri classe
2013-06-03, 15:39
شكراااااااااااااااا على المرور العطر

houssine 27
2013-06-08, 21:37
بارك الله فيك
♣♣♣


♠♠♠


http://idata.over-blog.com/0/49/59/58/images-10/merci-beaucoup.gif

ْفاطمــــ الزهراء ــــة
2013-06-13, 09:04
http://im38.gulfup.com/VClYA.jpg (http://www.gulfup.com/?qkeHRL)

cheri classe
2013-06-16, 11:18
http://idata.over-blog.com/0/49/59/58/images-10/merci-beaucoup.gif

ouahed
2013-06-30, 18:02
السلام عليكم ......
بارك الله فيك و جزاك خيرا........

cheri classe
2013-07-06, 10:45
444444444444444444444444

ouahed
2013-07-09, 14:20
شـــــــــكــــــــــراااا

cheri classe
2013-07-13, 13:13
http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/post_thanks.gif

waxmax
2013-07-14, 16:04
بارك الله فيكم

bola100
2013-07-18, 12:39
الف شكر يا غالى

modest girl
2013-09-04, 14:18
شكرا جزيلا
ربي اجعلنا منهم

cheri classe
2013-09-05, 15:24
أميـــــــــــــــــن شكرا على المرور

Sofiane-dz
2013-11-15, 16:47
بارك الله فيك

*الامبراطورة*
2014-02-22, 20:39
بارك الله فيك وجزاك خيرا