abdodido
2013-04-19, 11:10
سوق العمل: المضحكات المبكيات
في جزائر اليوم المخاوف صارت أكثر من الآمال، والشكوك حلّت محل الثقة، والفشل هزم النجاح و التآمر قضى على التحالفات، والجنون طغى على العقل، وغباء الساسة الذّين استمروا في المكابرة في الخطأ، و الخطايا زحزح الحكمة، والتوتر أخذ مكان الإستقرار و الفساد ينخر إقتصاد البلاد.
إنّ هذه الأحداث المؤسفة، و الإخفـاقات المتتالية في جميع الميادين- بكل أسف- تقتل التفـاؤل بغدٍ مشرق، وتبعث على الخوف من القادم.
إنّ المتابعة اليومية لأوضاع جزائرنا تصيب بالهم والغم والحزن. إلاّ الخرجة الأخيرة التّي وقّعها السيد وزير العمل والضمان الإجتمـــــاعي الطيب لوح، ببشــــرى للجزائريّيــــن مفـــادها أنّ نسبة البطـــالة في الجـــزائر ما هي إلاّ 9.3 بالمئة.
كجزائري سررت كثيراً بهذا الرقم الإستثنائي والإنجاز المعجزة. غير أنّه سرعان ما تلاشت فرحتي مع صور الإحتجاجات هنا وهناك في الجزائر العميقة المطــالِبة بالحق في العمل والعيش الكريم. عندها تأكد لي أنّ هذا ( الرقم اللوحي 9.3 بالمئة) ؟! يجانب الحقيقة جملة وتفصيلاً.
فمن المرجح أنّ هذا الرقم يمثّل الذّين هم في انتظـــار الحصول على عمل من (فاميليت) السيد الوزير الهادئ.
إنّ هذه الّنّسبة لا يمكن قبولـها لعدم احتكامها لقواعد الإحصاء.
فبكل بساطة لو كانت صحيحة، فما تفسير ظـاهرة إحتجـــــاجـــات واعتصــــامات الشباب المعطّل عن العمل. أقول مُعطّل عن العمل عَطالة أو بطالة قسرية.
بربكم أليس تنظيم مسـابقـات توظيف مفتوحة لمناصب عمل لا تتجــاوز في أحسن الأحـــوال أصــــابع اليد الواحدة مقابل المئات من المشاركين. هو تعطيل فعلي لهم ؟!
إنّ الحديث عن (الحيطيست) أو الظاهرة رقم واحد في الجزائر هو الحديث عن ظاهرة لا يمكن حلّهـا دون تشخيـصٍ لأرقامها بدقـة. فبداية الحل تكون من أرقام موضوعية، لا من أرقام (الشبيك لبيك) و علم الجان، ولا من ذلك الإحصاء ذو الخلفية الُمُسَيّسة و المُؤدلَجة.
إنّ الحل العلـــمي والعمــلي لهذه الظــاهرة لا يتأتى إلاّ بحــلول مدروسة استراتيجيــاً. وليس بسياسة الترقيـع المتـــــأصلة عبر مختلف صيغ و آليــــات التشغيــــل الهشة المعتمــــدة من خلال تشغيل الشباب، الشبكة الإجتماعية، الإدماج المهني بكل أصنافه، ولا حتّى مشاريع دعم تشغيل الشبــــاب التّي أعفيت مؤخراً من فائدة 01 بالمئة مقابل تحمّل الدولة لهذه الأعباء كفيلة بمعالجة وإيجاد حل جذري للظاهرة.
إنّ حضور الإرادة السياسية لحل ظـاهرة البطالة القسرية التّي يعانيها الجزائريون يستدعي الإعتمــاد على فتح الإستثمــار العمـــومي والخـاص ،الوطني و الأجنبي على القطـــاع الصنــــاعي الإنتــــاجي باعتباره القطاع الحيوي الوحيد القادر على استيعاب عدد هائل من المعطّلين عن العمل.
وأخيراً كلمتي إلى الدول التّي ستعرض عليها (خبرة) الجزائر للإستفادة منها في مجال توفير فرص العمل أقول:ماديروش على ( سي الطيب ) ؟!
كتبه: لغريب ابراهيم
في جزائر اليوم المخاوف صارت أكثر من الآمال، والشكوك حلّت محل الثقة، والفشل هزم النجاح و التآمر قضى على التحالفات، والجنون طغى على العقل، وغباء الساسة الذّين استمروا في المكابرة في الخطأ، و الخطايا زحزح الحكمة، والتوتر أخذ مكان الإستقرار و الفساد ينخر إقتصاد البلاد.
إنّ هذه الأحداث المؤسفة، و الإخفـاقات المتتالية في جميع الميادين- بكل أسف- تقتل التفـاؤل بغدٍ مشرق، وتبعث على الخوف من القادم.
إنّ المتابعة اليومية لأوضاع جزائرنا تصيب بالهم والغم والحزن. إلاّ الخرجة الأخيرة التّي وقّعها السيد وزير العمل والضمان الإجتمـــــاعي الطيب لوح، ببشــــرى للجزائريّيــــن مفـــادها أنّ نسبة البطـــالة في الجـــزائر ما هي إلاّ 9.3 بالمئة.
كجزائري سررت كثيراً بهذا الرقم الإستثنائي والإنجاز المعجزة. غير أنّه سرعان ما تلاشت فرحتي مع صور الإحتجاجات هنا وهناك في الجزائر العميقة المطــالِبة بالحق في العمل والعيش الكريم. عندها تأكد لي أنّ هذا ( الرقم اللوحي 9.3 بالمئة) ؟! يجانب الحقيقة جملة وتفصيلاً.
فمن المرجح أنّ هذا الرقم يمثّل الذّين هم في انتظـــار الحصول على عمل من (فاميليت) السيد الوزير الهادئ.
إنّ هذه الّنّسبة لا يمكن قبولـها لعدم احتكامها لقواعد الإحصاء.
فبكل بساطة لو كانت صحيحة، فما تفسير ظـاهرة إحتجـــــاجـــات واعتصــــامات الشباب المعطّل عن العمل. أقول مُعطّل عن العمل عَطالة أو بطالة قسرية.
بربكم أليس تنظيم مسـابقـات توظيف مفتوحة لمناصب عمل لا تتجــاوز في أحسن الأحـــوال أصــــابع اليد الواحدة مقابل المئات من المشاركين. هو تعطيل فعلي لهم ؟!
إنّ الحديث عن (الحيطيست) أو الظاهرة رقم واحد في الجزائر هو الحديث عن ظاهرة لا يمكن حلّهـا دون تشخيـصٍ لأرقامها بدقـة. فبداية الحل تكون من أرقام موضوعية، لا من أرقام (الشبيك لبيك) و علم الجان، ولا من ذلك الإحصاء ذو الخلفية الُمُسَيّسة و المُؤدلَجة.
إنّ الحل العلـــمي والعمــلي لهذه الظــاهرة لا يتأتى إلاّ بحــلول مدروسة استراتيجيــاً. وليس بسياسة الترقيـع المتـــــأصلة عبر مختلف صيغ و آليــــات التشغيــــل الهشة المعتمــــدة من خلال تشغيل الشباب، الشبكة الإجتماعية، الإدماج المهني بكل أصنافه، ولا حتّى مشاريع دعم تشغيل الشبــــاب التّي أعفيت مؤخراً من فائدة 01 بالمئة مقابل تحمّل الدولة لهذه الأعباء كفيلة بمعالجة وإيجاد حل جذري للظاهرة.
إنّ حضور الإرادة السياسية لحل ظـاهرة البطالة القسرية التّي يعانيها الجزائريون يستدعي الإعتمــاد على فتح الإستثمــار العمـــومي والخـاص ،الوطني و الأجنبي على القطـــاع الصنــــاعي الإنتــــاجي باعتباره القطاع الحيوي الوحيد القادر على استيعاب عدد هائل من المعطّلين عن العمل.
وأخيراً كلمتي إلى الدول التّي ستعرض عليها (خبرة) الجزائر للإستفادة منها في مجال توفير فرص العمل أقول:ماديروش على ( سي الطيب ) ؟!
كتبه: لغريب ابراهيم