تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث وفوائد


مومني محمد
2007-08-15, 13:37
حديث وفوائد.

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

فهذا حديث نبوي نطق به أفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونذكر ما يُستبط منه من فوائد.


عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال: { إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة }.
رواه البخاري ومسلم.

ففي هذا الحديث فوائد منها:
1- أن الله كتب الحسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. وقد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها أي: تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً لقوله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ [النساء:100]. وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة، قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً.

2- أن من هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث { لأنه تركها من جرائي } أي: من أجلي.

3- هذا الحديث يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.

4- أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء، وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور.

5- أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة.

6- بيان فضل الله العظيم على هذه الأمة لأنه لولا ذلك كاد لا يدخل أحد الجنة، لأن عمل العباد للسيئات أكثر من عملهم الحسنات؛ ويؤيد ما دل عليه الحديث من الإثابة على الهم بالحسنة وعدم المؤاخذة على الهم بالسيئة قوله تعالى ‏{‏لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت‏}‏ إذ ذكر في السوء الافتعال الذي يدل على المعالجة والتكلف فيه بخلاف الحسنة.

7- فيه ما يترتب للعبد على هجران لذته وترك شهوته من أجل ربه رغبة في ثوابه ورهبة من عقابه.

8- استدل بالحديث على أن الحفظة لا تكتب المباح للتقييد بالحسنات والسيئات، وأجاب بعض الشراح بأن بعض الأئمة عد المباح من الحسن، وتعقب بأن الكلام فيما يترتب على فعله حسنة وليس المباح ولو سمي حسنا كذلك، نعم قد يكتب حسنة بالنية وليس البحث فيه.

9- أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل العدل في السيئة والفضل في الحسنة فضاعف الحسنة ولم يضاعف السيئة بل أضاف فيها إلى العدل الفضل فأدارها بين العقوبة والعفو بقوله‏:‏ ‏"‏ كتبت له واحدة أو يمحوها ‏"‏ وبقوله‏:‏ ‏"‏ فجزاؤه بمثلها أو أغفر ‏"‏.

10- أن من سعى إلى المعصية ما أمكن ثم حال بينه وبينها القدر فقد ذكر جماعة من أهل العلم أنه يعاقب عليها حينئذٍ عقاب من فعلها، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟! قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .
وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب ولا يساكنه ، بل ربما كرهه صاحبه ونفر منه ، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه ، بدليل قوله سبحانه : {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } ( البقرة 284) فإن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة ، فظنوا دخول الخواطر فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه : {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }(البقرة286) قال سبحانه كما في الصحيح ( قد فعلت ) ، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .

11- عقوبة السيئة قد تعظم لأسباب عدة منها : شرف الزمان ، فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم ، قال سبحانه :{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }( التوبة 36) ، فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع أشهر السنة ، واختص منها الأشهر الحرم ، فجعل الذنب فيها أعظم .
ومنها شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه : {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }(الحج 25) يقول عمر رضي الله عنه : " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة ، أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة " .
وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله ، قال تعالى : {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }(الأحزاب 30) .

12- لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك ، وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق ، مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه ، حيث جعل السيئة حسنة إذا لم يعملها العبد ، وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها ، وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه نواها ، فإن عملها كتبها عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، فمن حُرِم هذه السعة ، وفاته هذا الفضل ، وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد ، وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك المحروم ، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه " .

13- المعصية تشمل الصغائر والكبائر.

14- مضاعفة الحسنات زيادة على العشر إنما تكون بحسب حسن الإسلام ، وبحسب كمال الإخلاص ، وبحسب فضل العمل وإيقاعه في محله الملائم .

15- اطلاع الملائكة على ما يهم به الإنسان : وهذا يحصل لهم إما بإلهام ، أو بكشف عن القلب.

16- فضل الصيام : يمتاز الصيام عن غيره من العبادات بأنه لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل علم ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) ذلك لأنه أفضل انواع الصبر ، قال الله تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .

17- على المسلم أن ينوي فعل الخير دائما وأبدا ، لعله يكتب له أجره وثوابه ، ويروض نفسه على فعله إذا تهيأت له الأسباب.

18- الإخلاص في فعل الطاعة وترك المعصية هو الأساس في ترتب الثواب، وكلما عظم الإخلاص كلما تضاعف الأجر الثواب.

هذا ما تيسر والله تعالى أعلم.

مومني محمد
2007-08-17, 11:54
--------------------------------------------------------------------------------


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَادِيَةِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي فَقَالَ لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا ".
رواه البخاري ومسلم.

من فوائد الحديث:
1- تشبيه المؤمن بالنخلة.
2- أن بركة المؤمن كبركة النخلة.
3- أن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز باباً يدخل منه، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه‏.‏
4- امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يفهموه‏.‏
5- استحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة.
6- فيه دليل على بركة النخلة وما يثمره.
7- وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام، وتصوير المعاني لترسخ في الذهن، ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة‏.‏
8- وفيه إشارة إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيره من جميع وجوهه، فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجمادات ولا يعادله‏.‏
9- فيه توقير الكبير، وتقديم الصغير أباه في القول، وأنه لا يبادره بما فهمه وإن ظن أنه الصواب‏.‏
10- وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه، لأن العلم مواهب، والله يؤتي فضله من يشاء‏.‏
11- وفيه الإشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر – رضي الله عنه - لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها‏.‏
12- بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومؤانسته لأصحابه.
13- فضل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأنه كان يحضر مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع صغر سنه.
14- على الأباء أن يصطحبوا أبنائهم معهم لحضور مجالس العلم.
15- فضل الحياء وعظم منزلته في دين الإسلام.
16- أن كلام الأصغر في حضره من هم أكبر منه إن كان بعلم وأدب لا ينافي الحياء وتوقير الكبار.
17- فرح الوالد بابنه إذا علم نجابته وفطنته وتحديثه بذلك.
18- حث الأبناء على العلم وتشجيع مواهبهم، وإعطائهم الحق في إبداء آرائهم.


والله تعالى أعلم.

مومني محمد
2007-08-18, 18:06
3

عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا]
رواه البخاري ومسلم.

من فوائد الحديث:
1- حُسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وملاطفته لهن.
2- انقطاع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وخاصة في العشر الأواخر للتفرغ للعبادة.
3- جواز زيارة الزوجة لزوجها في مُعتكفه وأن ذلك لا يُفسد الاعتكاف، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة.
4- جواز ذكر اسم المرأة أمام الرجال وأن ذلك لا ينافي المرؤة خلافاً لما يعتقده بعض الجفاة.
5- جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره والقيام معه والحديث مع غيره.
6- بيان شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم‏.‏
7- التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار، قال ابن دقيق العيد‏:‏ وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدي به فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، ومن ثم قال بعض العلماء‏:‏ ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم إذا كان خافيا نفيا للتهمة‏.‏
8- إضافة بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليهن.
9- فيه جواز خروج المرأة ليلاً.
10- فيه قول ‏"‏ سبحان الله ‏"‏ عند التعجب، قد وقعت في الحديث لتعظيم الأمر وتهويله وللحياء من ذكره كما في حديث أم سليم.

والله تعالى أعلم.

مومني محمد
2007-08-22, 18:26
الحديث الرابع.

--------------------------------------------------------------------------------

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ النساء التي تسُّره إذا نظر، وتُطيعه إذا أمر، ولا تُخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره".
رواه أحمد والنسائي والحاكم، وهو في صحيح الجامع برقم [3298].

هذا الحديث فيه فوائد عظيمة منها:
1- أن تكون الزوجة مطيعة للّه ولزوجها، قال تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" (النساء/4) والقوامة هي قوامة رعاية، والمرأة الصالحة تطيع زوجها. أخرج أبو نعيم في الحلية: «قالت امرأة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم أصلحك الله عافاك الله»، وفي الحديث ((إذا صلّت المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أيّ أبواب الجنة شئت).
2- عظم حق الزوج على زوجته، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، حديث حسن.
3- أن على الزوجة أن تتزين لزوجها لقوله "التي تسره إذا نظر".
4- وفي المقابل يجب على الزوج أن يتزين لامرأته كما تتزين له، قال ابن عباس رضي الله عنها: " إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي ".
5- على الزوجة أن ترعى بيتها وتحفظ نفسها وماله، فالأصل في المرأة أنها أم وربة بيت، بدليل حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق عليه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
6- أن على الرجل أن يختار ذات الدين الصينة العفيفة الطاهرة أخرج البيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب أنه قال: «النساء ثلاث، امرأة عفيفة مسلمة هينة لينة ودود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليل ما تجدها، وامرأة كانت وعاء لم تزد على أن تلد الولد، وثالثة غل تمل».
7- أن تكون الزوجة حسنة التبعل لزوجها حريصة على مرضاته، أخرج البيهقي في الشعب وابن الأثير وأبو حاتم الرازي وابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم «عن أسماء بنت يزيد الأشهلية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى».
8- شمول هذا الدين العظيم الذي يتحدث عن جميع مناحي الحياة.
9- المبادرة عند طلب الزوج زوجته للفراش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح)) [البخاري] .
10- ألا تدخل الزوجة أحداً في بيت زوجها إلا بإذنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)) [متفق عليه].

والله تعالى أعلم.

مومني محمد
2007-08-25, 17:24
الحديث الخامس.
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ.
رواه البخاري ومسلم.
من فوائد الحديث:
1- فضل العلم في دين الإسلام، فهو من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أفضل وأجلَ العبادات.
2- ضرب الأمثال للسامعين لتقريبه لهم.
3- أن العلم الممدوح في القرآن والسنة إنما هو علم الشريعة، كما قال تعالى " يرفع الله الذين آمنوا منكم وأوتوا العلم درجات " وفي الحديث " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
4- أن الماء النازل من السماء إن كان ماء رحمةٍ فإنه يُسمى غيثاً، وإن كان عذاباً سُمي مطراً، كما قال تعالى " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته "، وقال " وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين".
5- هذا الدين مبناه على الهدى والعلم لا على الأهواء، فالعبادات لا تُشرع إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
6- أن العلم إرث الأنبياء، فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهماًَ ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء.
7- أن على من تعلم شيئاً من علوم الشريعة فعليه أن يبلغه لغيره.
8- أن هناك من لا ينتفع بالعلم الذي حصله، فهو وبالٌ عليه، نسأل الله السلامة والعافية.
9- فضل الماء، فكثير ما يقع التشبيه به في الكتاب والسنة.

مومني محمد
2007-08-28, 19:41
الحديث السادس.

--------------------------------------------------------------------------------

الحديث السادس.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ ‏"‏ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ ‏.‏ فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَىَّ يَقُولُ الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ ‏.‏ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا قَالَ ‏"‏ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ‏"‏ ‏.‏

رواه مسلم.

من فوائد الحديث:
1- حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على التعلم والتلقي من النبي صلى الله عليه وسلم.
2- عدم الاستنكاف عن العمل، فالمسلم مطالب بأن يعف نفسه عن السؤال ولو أن يحتطب خيرٌ من أن يسأل الناس فيمنعوه أو يُعطوه.
3- من أدرك موعظة أو درساً وقد مضى عليه وقت فعليه الاستماع، فلعل الكلمة التي تفيده لم تأتِ بعد.
4- جواز التناوب في الأعمال الشاقة والمساعدة بين العمال في ذلك.
5- أن وقوف الواعظ في موعظته أبلغ في استماع الناس إليه.
6- فضل الوضوء فهو شطر الإيمان، وسببٌ من أسباب دخول الجنة، ولذا كان بلال بن رباح رضي الله عنه حريصاً على صلاة ركعتين كلما أحدث وضوءاً.
7- على المسلم أن يحرص على سنة الوضوء بصلاة ركعتين مستشعراً بذلك هذا الفضل العظيم الذي جاء في الحديث.
8- أن يبلغ المسلم أخاه ما فاته مما جاء في الموعظة.
9- الحرص على تبليغ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم للناس.
10- فضل الذكر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسباغ الوضوء.
11- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرٌ أو دعاء أثناء غسل أعضاء الوضوء، إلا ما جاء في بداية الوضوء من البداية بالتسمية، وفيه حديث يصححه العلماء.
12- أن أبواب الجنة ثمانية، وقد جاءت تسمية بعض الأبواب في السنة.
13- الإسلام دينٌ عظيم شامل، فكما يهتم بأمور الباطن وطهارة القلب، فهو يولي الأمور الظاهرة اعتناء كبيراً.
14- أن هذه الموعظة ليست خطبة جمعة، فلو كانت كذلك لما تحدث عمر وعقبة رضي الله عنهما.
15- تخول النبي صلى الله عليه وسلم أصحابة بالموعظة وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم وتزكية قلوبهم.
16- اغتباط الصحابة رضي الله عنه بما يسمعونه من مبشرات من النبي صلى الله عليه وسلم.
17- على المسلم أن يحرص في صلاته على إتقانها، فلا يحدث نفسه بأمور الدنيا، لأنه يناجي ربه عز وجل، فلا ينبغي له الانصراف إلى غيره.

والله تعالى أعلم.

aiche
2007-08-28, 22:18
بارك الله فيك أخي الكريم، ولي ملاحظة أرجو أن تأخذها يعين الاعتبار وهو أن تكتفي بحديث واحد فقط حتّى
لا يصاب القارئ أو المتصفح للمنتدى بالملل، وحتى يتمكّن من استيعاب ما يقرأ،ويبقى له متسع من الوقت للاطلاع
على المشاركات الأخرى

مومني محمد
2007-08-29, 17:13
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

مومني محمد
2007-09-01, 17:17
الحديث السابع.


عن عمر بن أبي سلمة قال : ((كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) . فما زالت تلك طعمتي بعد)) وفي رواية أبي داود : (( ادن بني فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )) وفي رواية الترمذي : (( ادن يا بني : وسم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك)).

رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
من فوائد الحديث:
1- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بسلوك ربيبه عمر بن أبي سلمة أثناء الأكل ، والحرص على معالجة خطئه ، حتى لا يصير ذلك عادة سلوكية يصعب مع مرور الأيام تركها ، وهذا يدل على أن العملية التعليمية لا تقتصر على تزويد الطالب بالمعارف والعلوم بل تقتضي كذلك حل المشكلات ومعالجة الأخطاء السلوكية.
2- طريقة معالجة النبيِّ صلى الله عليه وسلم لخطأ عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه بأسلوب الأب المشفق والمعلّم الرحيم ، حيث ناداه بعبارة فيها تحننّ وتلطّف وعطف ، فقال له : " ياغلام " وفي رواية أبي داود " ادن بنيّ" وفي رواية الترمذي : " ادن يا بنيّ" ، ولاشك أن هذا النداء يشيع في النفس الطمأنينة ، ويثير فيها حب الاستجابة وحب التطلع إلى ما يقوله المربّي.
3- فيه دعوة للمعلمين إلى ضرورة الاعتناء بمخاطبة تلامذتهم بما لا يدعوهم إلى النفور والقلق والخوف أو التذمّر ، فليس من اللائق مناداة التلميذ –إذا ما أخطأ- بأسماء الحيوان ، أو بألفاظ نابية تجعله محلّ هزء بين أصحابه ، وربما أدّى ذلك إلى ردّ فعل سلبي تحوّل مع مرور الزمن إلى كره المدرسة أصلا ، فإقرار مبدأ الرفق و الملاطفة في التعامل مع الأطفال مسلك نبوي مرعي قال صلى الله عليه وسلم : "((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا)) رواه مسلم.
4- أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم بادر الطفل بالحلّ مباشرة قائلا له : " سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك " ليفهمه بطريق غير مباشرة أنّ ما كان يفعله خطأ يجب تركه ، وفي هذا تنبيه للمعلمين إلى ضرورة مراعاة نفوس التلاميذ ، فلا يُعيٍّرونهم بأخطائهم ، أو يتوسعون في ذكرها أمام التلاميذ ، بل يجعلون همّهم إصلاح الخطأ بأيسر طريق وأنجح سبيل ، وإذا رأى الأستاذ أن هذا الخطأ قد يتكرر عند التلاميذ ، فلا بأس من استعمال أسلوب التعريض ليعمّ التعرّف على المشكلة وأسبابها وسبل علاجها.
5- أن تعليمه صلى الله عليه وسلم الطفل آداب الأكل والاهتمام به يدلّ من باب أولى على ضرورة الاعتناء ببعض الأحكام الشرعية الأخرى التي يحتاج إليها الصبي كالوضوء وأحكام الصلاة.
6- أن تعليم النبيّ صلى الله عليه وسلم الصغير البداءة ببسم الله في الأكل فيه ربط للصبي بالله تعالى ، وأن يعتقد الفضل من الله تعالى لا شريك له ، لذلك يستحق أن يطاع ويشكر ، وفي ذلك تنبيه للمعلمين على ضرورة الاعتناء بالأصل العقدي والبداءة به ، ليشبّ الأطفال وقد تعلقت نفوسهم بالله تعالى.
7- أن هذا المسلك التعليمي دلّ على فعاليته ونجاحه وأثره الطيّب على الأطفال ، بدليل أن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال بعدها : " فمازالت تلك طعمتي بعد"".
8- في الحديث الأمر بالتسمية قبل الأكل، وذهب كثير من أهل العلم إلى وجوب التسمية.
9- وجوب الأكل باليمين، وقد دعى النبي صلى الله عليه وسلم على من أكل بشماله فقال له: " لا استطعت ".
10- إذا كان هناك أنواع وأصناف من الطعام فلا بأس أن يتناول من هنا ومن هنا إذا لم يكن شيئا يليه.
11- إذا نسي الشخص أن يذكر اسم الله بعد أن شرع في الأكل فليقل (بسم الله أوله وآخره) كما جاء في حديث آخر.
12- مدى تواضع أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم فهو يأكل مع الأطفال ويجالسهم، وما يفعله بعض الناس من عزل طعام الصغار عن الكبار مخالف لهذا الهدي.

والله تعالى أعلم.