المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة المخزنية


arn
2013-04-16, 12:46
:mh92:حدثنا الأشهب بن يقظان قال : بعدما فرغت من كتاب "الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى" ، قررت أن أزور البلد، لأطلع على ما طرأ وجد .. فدخلت سوق المدينة ، وقد بدت لي الوجوه حزينة .. فنظرت في وجوه البشر، عساني أقف على سبب أو أثر .. فما راعني غير وجه مغبر، تارة يتمتم وتارة يزأر .. فتقدمت منه، وسألته: يا صاح ما الخبر؟! إني أرى مظهر الناس منكسر.. نظر إلي نظرة المرتاب، وهمّ أن يسد في وجهي الباب .. فقلت: على رسلك .. أنا عابر سبيل، زادي قليل، وعلمي بما يجري ضئيل .. فهلا أخذت بيدي ، وجُدت عليّ بما يُجدي؟! فجرّني من أسمالي، بعد أن رقّ لحالي .. وسرت أتبعه من درب لدرب، والشك يزداد وطأة على القلب.. حتى وصلنا كوة على شكل ممرّ، فدخل وتبعته في حذر.. فأومأ لي أن استقِرّ.. فعلمت أنه كوخه ومنزله، فلم أمهله ورُحت أسأله: من تكون يا صاح، وما أخبار الحكام والرعية؟! وهل من أخبار نديّة؟ فأجابني: أنا زعفان بن قنطان، واحد من ضحايا هذا الزمان .. وقد كان ما كان .. أنِ انتشرت "السيبة"، فقرر المخزن أن يُرجع للبلد الهيبة .. كذلك زعم، وفيه شرع وهمّ .. فتحالف مع كل قبيلة، ليقضي على كل ذي يد طويلة .. حتى تمَّ له الغرض، وأُكل الأحمر كما الأبيض ... ثم أرسل العيون والمخبرين، و الشيوخ والمقدمين .. يجوبون الأمصار، ويُحصون الأنفاس والديار .. فلا يغيب عنهم أثر، ولا يستعصي عليهم خبر .. في الليل يحرسون، وفي النهار يندسّون .. كأنهم، في خدمة أسيادهم، عفاريت سليمان يتنافسون ... فلم يدر الناس إلا وقد مرت خمسون .. فيها بلغ الخوف مبلغه، والفقر أذقعه، ووجد الجهل مرتعه .. ونطق "البرّاح" أن حيّ على الرقاد .. لا أريكم إلا ما أرى، ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد.. فمن كان لنا وفيا فليهنأ بحاله، ومن كان شقيا فليستعدّ لنواله، ومن كان عنيدا فليقل ما بدا له .. إنا له بالمرصاد، وإنه ليس في قاموسنا أنداد ... إنا قد تمت لنا نعمة الإسلام، بها نصول ونجول ونؤمّ الأنام .. وإنا قد ضممنا لها صولة الإعلام، تُنمّق وترمّم ما كسرته الأيام .. وإنا قد أحطنا أنفسنا بأسوار حصينة، وتركنا للشعب بقية المدينة، بأسوارها الحزينة .. حتى لا يقال أننا نستأثر بكل شيء، ولا يصدر عنا كرم أو فيء.. وجعلنا بيننا وبينهم من كل حزب مسكينا، مهمته أن إذا سمع الأنين، يهدئه بوعد معسول صادر عنا، أوشعار منقول مقتول .. وإذا استعصى الأنين، وتحول إلى طنين .. أخرجنا له من خدامنا الأشداء، ما به يُستأصل كل داء .. ومن سددنا في وجهه الأبواب وفتح بابا شمّعناه ... وإنه قد سُمع في هذه الآونة الأخيرة، عن أناس يجتمعون حول الذكر والقرآن والسيرة .. وإنهم بهذا لنا غائضون، وإنا وأوفياءنا منهم حذرون .. وإنا قد أخذنا على أنفسنا أن نتابعهم في كل مكان، وألا نتركهم يعيشون في أمان .. وإنا قد أعددنا محاكمنا، وجيّشنا عساكرنا .. لمطاردة من يُسمّون أهل العدل والإحسان .. لحتفهم قبل فوات الأوان ، قبل أن يتحقق ما يرونه في المنام...
فلما سمع ابن يقظان ما انتهى إليه حديث زعفان، انتفض مستغربا: أ يُحارب ، في بلدكم العدل والإحسان؟!! ليستمر الذل والهوان؟! ما هذا ببلد الأمن والأمان! فدُلّني على طريق الرجوع .. وعجّل الله بدكِّ الأسوار الحصينة ..! وإنقاذ المدينة، وأسوارها الحزينة ..!

البشير بوكثير
2013-04-20, 23:40
* المقامة المخزنيّة. بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي. حدّثنا هبنّقة الأحمق ،في وليمة أقامها الشّمقمق قال:" بعدما غادرتُ الأغواط ، وحللتُ بالرّباط ، مدينةِ العلم والتّصوّف والرّباط، وجدتُ حاشيةَ البلاط، يفترشون الدّمقس الوثير ، ويلتحفون الحرير ويتزيّنون بالحليّ والأقراط ،ويتوسّطون مائدة عليها سِماط، فسألتُ صديقي"أبا قِراط" عن هؤلاء الأرهاط ، فأخبرني أنّ اليومَ عيدُ العرش الذي تتقطّع دونه النّياط ، ويجتمع فيه كلّ منافقٍ و خلاّط، مُدمنٍ للرّكوع والخنوع لعبدٍ ضرّاط، حاد عن النّهج والسّراط .
بعدها يا ناس، توجّهتُ إلى مكناس، مدينة الذّهب والماس، فوجدتُ بعض الأنجاس، قد حوّلوها قبلةً للدّخلاء من شتّى الأجناس، ولاعجب يا أخي عبّاس ، فالخيانة تسري في العروق ومع الأنفاس، ولنا في مشكاة النبوّة الحكمة والنّبراس : "فإنّ العرق دسّاس" .
وبعد عودتنا إلى الرّباط، قام الشمقمق خطيبا في همّة ونشاط ، وكأنّه بالفسطاط، دون علمٍ من حاشية البلاط:" بئس القوم أنتم يا مُعتلفي الرّوازن، لقد نهب القومُ المخازن ، وزجّوا بالأحرار الأطهار في الزّنازن، وكفروا بأرومة قحطان وهوازن".
ليت شعري ... لقد زرعوا الحشيش والخشخاش،في كلّ المداشر والأحراش، وجعلوا الأشراف مع الأوباش، وقرّبوا من مجلسهم كلّ سارق حشّاش. إيه لو يعود زمن الموسطاش ...!
هم من أوهموا الرّعيّة بأنّهم سلالة ُ الفاتحين، وأصهارُ الغرّ المحجّلين ، والأمناءُ على العرش العلوي الحصين، فخدعوهم بلقب أمير المؤمنين، وفعلوا باسم الدّين ، مالم تفعله الشّياطين...
هم من نهبوا الثّروة ورهنوا الطّين، وباعوا فلسطين، وادّعوا زورا أنّهم سدنتُها في كلّ حين،وجعلوا القرآن عضين، و أعلنوا الحرب على المسلمين الصّحراويين، وهاهي السّاقية الحمراء ووادي الذهب تنزف بالحيف والأنين . بينما فتحوا مَهلكتهم –عفوا مملكتهم- للغزاة الإسبان المعتدين، وتلك قواعدهم وشواهدهم ناطقة بالحجّة واليقين.
لقد خنعوا خنوع المستكين، وتنكّروا لتاريخ أجدادهم الفاتحين ، وطمسوا من ذاكرتهم معارك بدرٍ وحطّين، ولبسوا عباءة الذّلّ و"الطْحين"،وداستهم حوافر الإسبان فجعلتهم مثل الطّحين.

لقد صاحَبوا الإسبان، وباعوا "سبتة " و"مليلية" بأبخس الأثمان، وداسوا على حقوق الإنسان ، في صحراء النّشامى الشّجعان.لقد استأسد الحَمل ، واستنوق الجمل، وبان رأس الثّعبان، ينفث سُّمّه ويتحرّش حتىّ بالجيران.لكن هيهات وشتّان...
وهنا تأوّه هبنّقة ،بعد لوعة وحرقة ، ممّا سمع عن هذه الخِرقة وقال: مارأيت في حياتي منظرا هزّ كياني، وأخرس لساني ، مثل مشهد مريع ، في هذا الرّبيع : رأيتُ القوم ساجدين كأنهم صرعى، بل هم مثل الأغنام ترعى ، رأيتُ طفلا غرّا لم يبلغ عشر سنين ، يقود أشباه آدميين، يقبلون اليد ويتمسّحون بخفيّ –حذاء-حُنين ....
رأيتُ أكابر القوم يلعقون الحذاء، ويتمسّحون بالرّداء، ويُقبّلون اليد الحمراء ، ويقدّسون العقول الخرقاء،ويركعون لبشرٍ هو والصّنم سواء ، فموتهم خير لهم من البقاء ، في زمن الجاهلية الجهلاء.
فكيف لنصف غلام ، تنحني له الرّؤوس والهام ، وتُضرَب له الأنصاب والأزلام، فهل هؤلاء حقّا أولو الحجى والأفهام؟ بل هم أضلّ من الأنعام .
لقد عادوا إلى الجاهليّة ، وتقلّبوا -كما قال جدّي الإبراهيمي- " في أرحام حنظليّة، وأصلاب باهليّة".
هم من أعطوا العهود لليهود، وتنكّروا لشِرعة محمّد وموسى وهود، وهاهي أفعالهم عليهم شهود.
ماللشّعب المغربي العتيد ، يرضى بالذلّ المبيد، ويهنأ بعيشة العبيد ؟
لقد طفتُ جميع البلدان، فما رأيتُ في هذا الزّمان مثل هذا الهوان، الذي أزرى بالإنسان ، فجعله عبدا لعدوّه الإنسان .
من يهن يسهل الهوان عليه * مالجرح بميت إيلام.
بعدها غادرتُ الرّباط، ويمّمتُ شطر الفسطاط وأنا مغتاظ حزين ، ممّا رأيتُ في مملكة أمير المؤمنين، فاستعذتُ بالله تعالى من كلّ شيطان إنسيّ لعين، استعبد شعبه المسكين ، واغتصب أرض المسلمين ، وكتَم أنفاس المعارضين ، بل أذاب أجسادهم في حمض "الأسيد" و بخار "الهيروين"، وسلْ عن "أولفقير" و"ابن بركة" يأتيك الخبر اليقين.
بعدها تنحنح الشّمقمق في المجلس ، وشقَّ جيبه كالثكلى أوكالمفلس وقال: إنّ مغرب الشّعوب المأمول ، لن يحقّقه شعبٌ مشلول، يؤمن بالغولة والغول ، في زمن البرابول .
لكنّ دوام الحال من المحال، وهاهي إرهاصات الصّيحة والزّلزال، تنذر بدكّ عروش الأنذال .

arn
2013-04-24, 17:03
* المقامة المخزنيّة. بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي. حدّثنا هبنّقة الأحمق ،في وليمة أقامها الشّمقمق قال:" بعدما غادرتُ الأغواط ، وحللتُ بالرّباط ، مدينةِ العلم والتّصوّف والرّباط، وجدتُ حاشيةَ البلاط، يفترشون الدّمقس الوثير ، ويلتحفون الحرير ويتزيّنون بالحليّ والأقراط ،ويتوسّطون مائدة عليها سِماط، فسألتُ صديقي"أبا قِراط" عن هؤلاء الأرهاط ، فأخبرني أنّ اليومَ عيدُ العرش الذي تتقطّع دونه النّياط ، ويجتمع فيه كلّ منافقٍ و خلاّط، مُدمنٍ للرّكوع والخنوع لعبدٍ ضرّاط، حاد عن النّهج والسّراط .
بعدها يا ناس، توجّهتُ إلى مكناس، مدينة الذّهب والماس، فوجدتُ بعض الأنجاس، قد حوّلوها قبلةً للدّخلاء من شتّى الأجناس، ولاعجب يا أخي عبّاس ، فالخيانة تسري في العروق ومع الأنفاس، ولنا في مشكاة النبوّة الحكمة والنّبراس : "فإنّ العرق دسّاس" .
وبعد عودتنا إلى الرّباط، قام الشمقمق خطيبا في همّة ونشاط ، وكأنّه بالفسطاط، دون علمٍ من حاشية البلاط:" بئس القوم أنتم يا مُعتلفي الرّوازن، لقد نهب القومُ المخازن ، وزجّوا بالأحرار الأطهار في الزّنازن، وكفروا بأرومة قحطان وهوازن".
ليت شعري ... لقد زرعوا الحشيش والخشخاش،في كلّ المداشر والأحراش، وجعلوا الأشراف مع الأوباش، وقرّبوا من مجلسهم كلّ سارق حشّاش. إيه لو يعود زمن الموسطاش ...!
هم من أوهموا الرّعيّة بأنّهم سلالة ُ الفاتحين، وأصهارُ الغرّ المحجّلين ، والأمناءُ على العرش العلوي الحصين، فخدعوهم بلقب أمير المؤمنين، وفعلوا باسم الدّين ، مالم تفعله الشّياطين...
هم من نهبوا الثّروة ورهنوا الطّين، وباعوا فلسطين، وادّعوا زورا أنّهم سدنتُها في كلّ حين،وجعلوا القرآن عضين، و أعلنوا الحرب على المسلمين الصّحراويين، وهاهي السّاقية الحمراء ووادي الذهب تنزف بالحيف والأنين . بينما فتحوا مَهلكتهم –عفوا مملكتهم- للغزاة الإسبان المعتدين، وتلك قواعدهم وشواهدهم ناطقة بالحجّة واليقين.
لقد خنعوا خنوع المستكين، وتنكّروا لتاريخ أجدادهم الفاتحين ، وطمسوا من ذاكرتهم معارك بدرٍ وحطّين، ولبسوا عباءة الذّلّ و"الطْحين"،وداستهم حوافر الإسبان فجعلتهم مثل الطّحين.

لقد صاحَبوا الإسبان، وباعوا "سبتة " و"مليلية" بأبخس الأثمان، وداسوا على حقوق الإنسان ، في صحراء النّشامى الشّجعان.لقد استأسد الحَمل ، واستنوق الجمل، وبان رأس الثّعبان، ينفث سُّمّه ويتحرّش حتىّ بالجيران.لكن هيهات وشتّان...
وهنا تأوّه هبنّقة ،بعد لوعة وحرقة ، ممّا سمع عن هذه الخِرقة وقال: مارأيت في حياتي منظرا هزّ كياني، وأخرس لساني ، مثل مشهد مريع ، في هذا الرّبيع : رأيتُ القوم ساجدين كأنهم صرعى، بل هم مثل الأغنام ترعى ، رأيتُ طفلا غرّا لم يبلغ عشر سنين ، يقود أشباه آدميين، يقبلون اليد ويتمسّحون بخفيّ –حذاء-حُنين ....
رأيتُ أكابر القوم يلعقون الحذاء، ويتمسّحون بالرّداء، ويُقبّلون اليد الحمراء ، ويقدّسون العقول الخرقاء،ويركعون لبشرٍ هو والصّنم سواء ، فموتهم خير لهم من البقاء ، في زمن الجاهلية الجهلاء.
فكيف لنصف غلام ، تنحني له الرّؤوس والهام ، وتُضرَب له الأنصاب والأزلام، فهل هؤلاء حقّا أولو الحجى والأفهام؟ بل هم أضلّ من الأنعام .
لقد عادوا إلى الجاهليّة ، وتقلّبوا -كما قال جدّي الإبراهيمي- " في أرحام حنظليّة، وأصلاب باهليّة".
هم من أعطوا العهود لليهود، وتنكّروا لشِرعة محمّد وموسى وهود، وهاهي أفعالهم عليهم شهود.
ماللشّعب المغربي العتيد ، يرضى بالذلّ المبيد، ويهنأ بعيشة العبيد ؟
لقد طفتُ جميع البلدان، فما رأيتُ في هذا الزّمان مثل هذا الهوان، الذي أزرى بالإنسان ، فجعله عبدا لعدوّه الإنسان .
من يهن يسهل الهوان عليه * مالجرح بميت إيلام.
بعدها غادرتُ الرّباط، ويمّمتُ شطر الفسطاط وأنا مغتاظ حزين ، ممّا رأيتُ في مملكة أمير المؤمنين، فاستعذتُ بالله تعالى من كلّ شيطان إنسيّ لعين، استعبد شعبه المسكين ، واغتصب أرض المسلمين ، وكتَم أنفاس المعارضين ، بل أذاب أجسادهم في حمض "الأسيد" و بخار "الهيروين"، وسلْ عن "أولفقير" و"ابن بركة" يأتيك الخبر اليقين.
بعدها تنحنح الشّمقمق في المجلس ، وشقَّ جيبه كالثكلى أوكالمفلس وقال: إنّ مغرب الشّعوب المأمول ، لن يحقّقه شعبٌ مشلول، يؤمن بالغولة والغول ، في زمن البرابول .
لكنّ دوام الحال من المحال، وهاهي إرهاصات الصّيحة والزّلزال، تنذر بدكّ عروش الأنذال .


شكرا لك موضوع قمة مزيد من التألق

djamel_herbadji
2013-04-25, 15:56
مشكوووووووووووووووووووووووووووور