أمين المستغانمي
2009-04-23, 10:13
الله يحفظ حكومتنا من العين
اضطر الديوان الوطني للإحصاء للتراجع عن إعلانه ارتفاع نسبة التضخم في الشهر الثلاثة الماضية، وأطلعتنا صحف وطنية بأن مدينة بريان ليست منشغلة حاليا بالأحداث التي تعيشها، بل هي مستعدة لاستقبال ضيوفها (السياح). وجاء في تقرير التنمية البشرية الذي يعده المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن الفقر في الجزائر تراجع، مع أن الاحتجاجات لم تعد تقتصر في بلادنا على المدن الكبرى حيث يكثـر ''المنحرفون ويكثـر السياسيون الذين يصطادون في المياه العكرة ويعملون دائما على التشكيك في حصيلة الحكومة''، بل امتدت إلى القرى والبلديات الصغيرة مثلما يحدث حاليا في ولاية عنابة.
ومنذ أيام قيل إن فوز الرئيس بنسبة عالية في الانتخابات سيعطيه قدرة أكثـر على مباشرة إصلاحاته، وإذا به فاز بنسبة تفوق 90 بالمائة ولم يستطع بعد تشكيل حكومته. لكن المنطق الذي يحكم تراجع ديوان الإحصاء عن نسبة التضخم ويحكم الصحف التي تغطي الشمس بالغربال، يجعلنا نقول إن رئيس الجمهورية في عطلة هذه الأيام و''هو إنسان يحق له أن يركن للراحة'' مثلما قال بلخادم ذات يوم، عندما اختفى بوتفليقة عن الأنظار لفترة طويلة. وها هو وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس، يتفضل بالجواب على مساءلة النواب بخصوص الإجحاف الذي تعرضت له العائلات الجزائرية العائدة من غزة، وكذب جملة وتفصيلا شكاويها، وإن تفهم موقفها لأنها ما زالت مصدومة بما عاشته بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيوتها...
والغريب أن ولد عباس محق عندما قال بأن هذه العائلات تلقت العناية النفسية، لكن من ذوي القلوب الرحيمة، وتحصلت فعلا على محافظ مدرسية لكنها تقطعت في اليوم الموالي، وتحصلت على الإقامة لكن في ديار العجزة... ولو كانت البورصات العالمية التي تحدد سعر البترول موجودة في الجزائر، لما علمنا بأن سعر هذه الطاقة التي تعيش منها الجزائر قد انخفض في المدة الأخيرة، وإن وصلتنا أخبار عن ذلك، فستقول الحكومة أو تكلف من سيبرهن لنا بأنها تحسنت مقارنة بسنوات 85 و .86
هكذا يتهرب مسؤولونا من الحقائق الراهنة ويحاولون إقناع الشعب أو أنفسهم بأن الجزائر بلد لا توجد فيه مشاكل، وأن تلك المشاكل التي نلمسها يوميا وتصل إلى مسامعنا ونراها بأم أعيننا مصطنعة. باختصار، تقول لنا الحكومة بهذه اللغة إن رجالها لم يأتوا إلى الحكم من أجل العمل، بل هم هناك للبقاء في الحكم وليس أكثـر. ولماذا نطلب من هذه الحكومة تغيير نظرتها للواقع وطريقة معالجتها لمشاكلنا، بدل أن نقول ''تبارك الله، على ذكائكم وحنكتكم التي أوصلتكم إلى هذه المناصب، والله يحفظكم من العين''.
اضطر الديوان الوطني للإحصاء للتراجع عن إعلانه ارتفاع نسبة التضخم في الشهر الثلاثة الماضية، وأطلعتنا صحف وطنية بأن مدينة بريان ليست منشغلة حاليا بالأحداث التي تعيشها، بل هي مستعدة لاستقبال ضيوفها (السياح). وجاء في تقرير التنمية البشرية الذي يعده المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن الفقر في الجزائر تراجع، مع أن الاحتجاجات لم تعد تقتصر في بلادنا على المدن الكبرى حيث يكثـر ''المنحرفون ويكثـر السياسيون الذين يصطادون في المياه العكرة ويعملون دائما على التشكيك في حصيلة الحكومة''، بل امتدت إلى القرى والبلديات الصغيرة مثلما يحدث حاليا في ولاية عنابة.
ومنذ أيام قيل إن فوز الرئيس بنسبة عالية في الانتخابات سيعطيه قدرة أكثـر على مباشرة إصلاحاته، وإذا به فاز بنسبة تفوق 90 بالمائة ولم يستطع بعد تشكيل حكومته. لكن المنطق الذي يحكم تراجع ديوان الإحصاء عن نسبة التضخم ويحكم الصحف التي تغطي الشمس بالغربال، يجعلنا نقول إن رئيس الجمهورية في عطلة هذه الأيام و''هو إنسان يحق له أن يركن للراحة'' مثلما قال بلخادم ذات يوم، عندما اختفى بوتفليقة عن الأنظار لفترة طويلة. وها هو وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس، يتفضل بالجواب على مساءلة النواب بخصوص الإجحاف الذي تعرضت له العائلات الجزائرية العائدة من غزة، وكذب جملة وتفصيلا شكاويها، وإن تفهم موقفها لأنها ما زالت مصدومة بما عاشته بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيوتها...
والغريب أن ولد عباس محق عندما قال بأن هذه العائلات تلقت العناية النفسية، لكن من ذوي القلوب الرحيمة، وتحصلت فعلا على محافظ مدرسية لكنها تقطعت في اليوم الموالي، وتحصلت على الإقامة لكن في ديار العجزة... ولو كانت البورصات العالمية التي تحدد سعر البترول موجودة في الجزائر، لما علمنا بأن سعر هذه الطاقة التي تعيش منها الجزائر قد انخفض في المدة الأخيرة، وإن وصلتنا أخبار عن ذلك، فستقول الحكومة أو تكلف من سيبرهن لنا بأنها تحسنت مقارنة بسنوات 85 و .86
هكذا يتهرب مسؤولونا من الحقائق الراهنة ويحاولون إقناع الشعب أو أنفسهم بأن الجزائر بلد لا توجد فيه مشاكل، وأن تلك المشاكل التي نلمسها يوميا وتصل إلى مسامعنا ونراها بأم أعيننا مصطنعة. باختصار، تقول لنا الحكومة بهذه اللغة إن رجالها لم يأتوا إلى الحكم من أجل العمل، بل هم هناك للبقاء في الحكم وليس أكثـر. ولماذا نطلب من هذه الحكومة تغيير نظرتها للواقع وطريقة معالجتها لمشاكلنا، بدل أن نقول ''تبارك الله، على ذكائكم وحنكتكم التي أوصلتكم إلى هذه المناصب، والله يحفظكم من العين''.