أمير معزوزي
2007-08-15, 10:29
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و صلى الله و سلم على من لا نبي بعده و آله الطيببن و أصحابه الغر الميامين و من سلك سبيلهم إلى يوم الدين ، و بعد :
هذه كلمة مختصر أزفها لإخواني المسمين ، سأعرج فيها خطر الإختلاف و التفرق الذي أصبح داء في وسط الأمة الإسلامية ، و أحث الأخيار الطيبين أن ينظرو في الأسباب الموصلة لذلك ، و بذل الغالي و النفيس لقطع دابر هذه الفتنة قبل ان يزيد ضررها ، و بدوري بعد النظر و التمعن أرى سبب الفرقة و الإختلاف ، أبرزها ثلاث أسباب : الابتداع ، و اتباع الهوى ، و التعصب و التحزب .
الابتداع
الابتاع هو : ما خالف الكتاب و السنة أو إجماع سلف الامة ، من الاعتقادات و العبادات ، و كل من دان بشيئ لم يشرعه الله ، فذاك بدعة ، و إن كان متأولا فيه .
و إن مما لا شك فيه أن للبدعة أثرا كبيرا في إلقاء العداوة ، و البغضاء و الشحناء ، بين أهل الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( و البدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ) .
و زد عليها أنها تورث العداوة و البغضاء بين الناس ، فهي تورث أهلها الخزي في الدنيا و العذاب في الآخرة ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : عند قوله تعالى : (( يوم تبيض وجوه و تسود )) آل عمران : 106
قال : ( تبيض وجوه أهل السنة و الجماعة ، و تسود وجوه أهل البدع ) .
و في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . من حديث عاشة رضي الله عنها .
و قال ابن مسعود : ( الاقتصاد في السنة خير من الإجتهاد في البدعة ).
و ألآثار عن السلف في هذا المعنى كثيرة ، طلبا للإختصار و إلا أوردنا .
و من هنا سلمك الله يتبين لنا أن البدع سبب كل بلاء ، وعلة كل فتنة .
أتباع الهوى
و هو في اللغة : محبة الإنسان للشيئ و غلبته على قلبه .
و في الاصطلاح : ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع .
و اتباع الهوى من أهم أسباب نشاة كثير من الفرق الضالة ، و الطوائف المنحرفة ، لأن أصحابها قدموا أهواءهم على الشرع أولا ، ثم حاولوا جاهدين أن يستدلوا بالشريعة على أهوائهم ، و حرفوا النصوص و الأدلة لتةافق ما هم عليه و باطل ، فلم يأخذوا الادلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها ، بل اعتمدوا على لآرائهم و عقولهم في تقرير ما هم عليه ، ثم جعلوا الشريعة مصدرا ثانويا ، نظروا فيها بناء على ما قرروه و أصلوه و لأجل ذلك كان السلف يطلقون على أهل البدع ، لفظة : ( أهل الأهواء ).
و إن جميع البدع و المعاصي التي تنتشر في المجتماعات إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على الكتاب و السنة ، و جاء التحذير منها ن قال تعالى : (( و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين )) القصص : 50 و قال تعالى : (( و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) ص : 26 .
حقا إن الهوى أصل كل شر ، و احداث في الدين على غير منهج قويم و لا طريق مستقيم .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( و اتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الهوى في الشهوات ) .
التعصب و التحزب
و هو التجمع لشخص أو طائفة معية ، و يجعل الولاء و البراء لها ، لا لأجل الدين ، و هما شيمتان من شيم الضعف و خلتان من خلل الجهل ، يبتلى بهما الإنسان فتعميان بصره ، و تغشيان قلبه .
قال تعالى : (( و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون )) البقرة : 170
و ختاما أسأل الله العلي القهار أن يجنبنا أسباب الخلاف و التفرق في الدين إلا إذا كان للحق .
و صلى الله على نبينا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم تسليما إلى يوم الدين .
أخوكم ابو عبد الله علاءالدين معزوزي
الحمد لله وحده ، و صلى الله و سلم على من لا نبي بعده و آله الطيببن و أصحابه الغر الميامين و من سلك سبيلهم إلى يوم الدين ، و بعد :
هذه كلمة مختصر أزفها لإخواني المسمين ، سأعرج فيها خطر الإختلاف و التفرق الذي أصبح داء في وسط الأمة الإسلامية ، و أحث الأخيار الطيبين أن ينظرو في الأسباب الموصلة لذلك ، و بذل الغالي و النفيس لقطع دابر هذه الفتنة قبل ان يزيد ضررها ، و بدوري بعد النظر و التمعن أرى سبب الفرقة و الإختلاف ، أبرزها ثلاث أسباب : الابتداع ، و اتباع الهوى ، و التعصب و التحزب .
الابتداع
الابتاع هو : ما خالف الكتاب و السنة أو إجماع سلف الامة ، من الاعتقادات و العبادات ، و كل من دان بشيئ لم يشرعه الله ، فذاك بدعة ، و إن كان متأولا فيه .
و إن مما لا شك فيه أن للبدعة أثرا كبيرا في إلقاء العداوة ، و البغضاء و الشحناء ، بين أهل الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( و البدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ) .
و زد عليها أنها تورث العداوة و البغضاء بين الناس ، فهي تورث أهلها الخزي في الدنيا و العذاب في الآخرة ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : عند قوله تعالى : (( يوم تبيض وجوه و تسود )) آل عمران : 106
قال : ( تبيض وجوه أهل السنة و الجماعة ، و تسود وجوه أهل البدع ) .
و في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . من حديث عاشة رضي الله عنها .
و قال ابن مسعود : ( الاقتصاد في السنة خير من الإجتهاد في البدعة ).
و ألآثار عن السلف في هذا المعنى كثيرة ، طلبا للإختصار و إلا أوردنا .
و من هنا سلمك الله يتبين لنا أن البدع سبب كل بلاء ، وعلة كل فتنة .
أتباع الهوى
و هو في اللغة : محبة الإنسان للشيئ و غلبته على قلبه .
و في الاصطلاح : ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع .
و اتباع الهوى من أهم أسباب نشاة كثير من الفرق الضالة ، و الطوائف المنحرفة ، لأن أصحابها قدموا أهواءهم على الشرع أولا ، ثم حاولوا جاهدين أن يستدلوا بالشريعة على أهوائهم ، و حرفوا النصوص و الأدلة لتةافق ما هم عليه و باطل ، فلم يأخذوا الادلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها ، بل اعتمدوا على لآرائهم و عقولهم في تقرير ما هم عليه ، ثم جعلوا الشريعة مصدرا ثانويا ، نظروا فيها بناء على ما قرروه و أصلوه و لأجل ذلك كان السلف يطلقون على أهل البدع ، لفظة : ( أهل الأهواء ).
و إن جميع البدع و المعاصي التي تنتشر في المجتماعات إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على الكتاب و السنة ، و جاء التحذير منها ن قال تعالى : (( و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين )) القصص : 50 و قال تعالى : (( و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) ص : 26 .
حقا إن الهوى أصل كل شر ، و احداث في الدين على غير منهج قويم و لا طريق مستقيم .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( و اتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الهوى في الشهوات ) .
التعصب و التحزب
و هو التجمع لشخص أو طائفة معية ، و يجعل الولاء و البراء لها ، لا لأجل الدين ، و هما شيمتان من شيم الضعف و خلتان من خلل الجهل ، يبتلى بهما الإنسان فتعميان بصره ، و تغشيان قلبه .
قال تعالى : (( و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون )) البقرة : 170
و ختاما أسأل الله العلي القهار أن يجنبنا أسباب الخلاف و التفرق في الدين إلا إذا كان للحق .
و صلى الله على نبينا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم تسليما إلى يوم الدين .
أخوكم ابو عبد الله علاءالدين معزوزي