تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مهلا يامن تسبون الحكام فهذا حكم الشرع


محمد أبو عثمان
2007-08-15, 09:38
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد:
أحبتي الكرام إن المتأمل لحال الكثير من الناس في هذه الأزمان التي أبتعد الناس فيها عن منهج النبوة في التعامل مع الكثير من القضايا الإسلامية وخاصة منها قضية ولاة الأمور.

والمتأمل لحال الكثيرين يجدهم قد أخلوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وخالفوا أوامر الشريعة إما عن جهل أو تجاهل وخاصة من يهتمون بالسياسة والساسة والكتاب في هذا المجال .

ولذا رأيت أنه من الواجب بيان حكم الشارع في الدعاء للسلطان وتحريم سبهم والامتناع عن الدعاء لهم وقد أخذت هذا الكلام من رسالة للشيخ الفاضل احمد عمر بازمول حفظه الله تعالى بعنوان السنة فيما يتعلق بولي الأمة نقلت منها الكلام لما فيه من الفائدة وهي رسالة لكثير من الناس الذين يسبون الحكام على المنابر والتجمعات والمواقع الإلكترونية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فهذا حكم الشرع فهلا كفت أقلامهم ومن كانت له نصيحة لذي سلطان فليجعلها سرا وليتركوا التشهير بهم فإنه منهج الخوارج كلاب النار كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم والآن مع المراد والله الموفق وهو الهادي إلى السبيل

يقول الشيخ حفظه الله تعالى:"
الدعاء لولي الأمر من النصيحة :

النصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين كما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ".
و إن من لوازم النصيحة لولي الأمر حبه و طاعته و الدعاء له قال الإمام ابن رجب : "النصيحة لأئمة المسلمين حب صلاحهم و رشدهم و عدلهم و حب اجتماع الأمة عليهم و كراهة افتراق الأمة عليهم و التدين بطاعتهم في طاعة الله عز و جل و البغض لمن رأى الخروج عليهم و حب إعزازهم في طاعة الله عز و جل "
و قال الشيخ ابن باز :" من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر و من النصح الدعاء له بالتوفيق و الهداية و صلاح النية و العمل و صلاح البطانة "
و قد كان السلف يحرصون و يحثون على الدعاء لولي الأمر بالصلاح و الخير فقد كان الفضيل بن عياض يقول :" لو كانت لي دعوة [مستجابة] ما جعلتها إلا في السلطان .
قيل للفضيل : فسر لنا هذا ؟
فقال الفضيل : إذا جعلتها في نفسي لم تَعْدُني ـ أي تتجاوزني ـ و إذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد و البلاد " .
و قال الإمام البربهاري :" أمرنا أن ندعو لهم بالصلاح و لم نؤمر أن ندعو عليهم و إن ظلموا و جاروا لأن ظلمهم و جورهم على أنفسهم و صلاحهم لأنفسهم و للمسلمين"
علامة أهل السنة الدعاء لولي الأمر و من علامات المبتدعة الدعاء على ولي الأمر :
و من علامات أهل السنة الدعاء لولي الأمر بالخير و الصلاح و التوفيق و من علامات أهل البدع الدعاء على ولي الأمر قال الإمام البربهاري : "إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى .و إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله "

الامتناع عن الدعاء لولي الأمر :

و بعض الناس يمتنع عن الدعاء لولي الأمر و لاشك أن هذا خطأ قال العلامة ابن باز رحمه الله فيمن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر : "هذا من جهله و عدم بصيرته الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات و من أفضل الطاعات و من النصيحة لله و لعباده .
و النبي  لما قيل له إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ ! قال : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ ". يدعو للناس و السلطان أولى من يدعى له لأن صلاحه صلاح للأمة فالدعاء له من أهم الدعاء "

تحريم سب ولي الأمر :

الشرع الحنيف نهى عن سب ولاة الأمر لما في سبهم من الإفضاء إلى عدم طاعتهم في المعروف و إلى إيغار صدور العامة عليهم مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم و قتالهم و تلك الطامة الكبرى و المصيبة العظمى .
و الوقيعة في أعراض الأمراء و الاشتغال بسبهم و ذكر معائبهم خطيئة كبيرة و جريمة شنيعة نهى عنها الشرع المطهر و ذم فاعلها و هي نواة الخروج على ولاة الأمر الذي هو أصل فساد الدين و الدنيا معاً و قد علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد فكل نص في تحريم الخروج و ذم أهله دليل على تحريم السب و ذم فاعله
و أخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أنس بن مالك  أنه قال : " كان الأكابر من أصحاب رسول الله  ينهوننا عن سبِّ الأمراء" .

النصيحة لولي الأمر :

النصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين كما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ".
و أخرج الترمذي في السنن عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ".
و معنى الحديث أن هذه الثلاثة : وهي إخلاص العمل لله و مناصحة ولي الأمر و لزوم الجماعة ، من فعلها فليس في قلبه غل و غش و حقد .
قال أبونعيم الأصبهاني :" من نصح الولاة و الأمراء اهتدى و من غشهم غوى و اعتدى "

صور النصيحة لولي الأمر :

النصيحة لولي الأمر لها أربع صور :
الأولى:نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً.
و الثانية:نصيحة ولي الأمر أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً .
والثالثة:نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً ثم يخرج من عنده وينشرها بين الناس .
و الرابعة: الإنكار على السلطان في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب والدروس ونحوها .
هذه أربع صور سنأتي إن شاء الله تعالى على صورة صورة :

الصورة الأولى : النصيحة لولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً .

النصيحة لولي الأمر سراً أصل من أصول المنهج السلفي الذي خالفه أهل الأهواء والبدع كالخوارج :
إذ الأصل في النصح لولي الأمر الإسرار بالنصيحة وعدم العلن بها ويدل عليه ما أخرجه أحمد في المسند عن عِيَاض قال قال رَسُولُ اللَّهِ  :" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ ".
فقوله(من أراد أن ينصح لسلطان بأمر )) فيه العموم في الناصح والعموم في المنصوح به
و قوله:(( فلا يبد له علانية )) فيه النهي عن النصيحة علانية والنهي يقتضي التحريم وعليه الواجب الإسرار .
قوله : (( ولكن ليأخذ بيده فيخلو به )) فيه بيان الطريقة الشرعية لنصيحة الولاة وهي الإسرار دون العلانية (( فيخلو به )) أي منفرداً كقول أسامة – - : " أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه " .
و ذلك فيما أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ".
ففي هذا الأثر أن النصيحة علانية أمر منكر تنتج عنه الفتنة و أن الإسرار هو الأصل الذي تتم فيه النصيحة دون فتنة أو تهييج للرعية على الراعي لقوله  : " والله لقد كلمته فيما بيني وبينه " وقوله  " دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أوّل من فتحه ... " .
قال النووي : " يعني المجاهرة بالإنكار على الأُمراء في الملأ كما جرى لقتلة عثمان-  - وفيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ، و وعظهم سراً و تبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه وهذا كله إذا أمكن ذلك ، فإن لم يمكن الوعظ سراً والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق "
قوله : " وهذا كله إذا أمكن ذلك " أي أمكن الناصح السرية في النصيحة للسلطان فهو الواجب عليه لا غيره .
و قوله : " فإن لم يمكن الوعظ سراً والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق " أي أنه لا ينكر علناً إلا عند الضرورة الشديدة ولذلك أنكر عياض –رضي الله عنه- على هشام –  - إنكاره عليه علانية بدون ضرورة فما كان من هشام –  - إلا التسليم والله أعلم .
و قال الشيخ ابن باز معلقاً على أثر أسامة  :" لما فتحوا الشر في زمن عثمان  و أنكروا على عثمان  جهرة تمت الفتنة و القتال و الفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي و معاوية و قتل عثمان و على بأسباب ذلك و قتل جم كثير من الصحابة و غيرهم بأسباب الإنكار العلني و ذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم و حتى قتلوه نسأل الله العافية "

و أخرج أحمد في المسند عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ وَإِلَّا فَدَعْهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ ".
فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى  منعه من الكلام في السلطان و أمره بنصيحته سراً دون العلانية .
قال ابن النحاس رحمه الله : " يختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد "

و قال الشوكاني :" ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه و لايظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده و يخلو به و يبذل له النصيحة و لا يذل سلطان الله "

و قال أئمة الدعوة :" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي و المخالفات التي لا توجب الكفر و الخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق و اتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس و مجامع الناس "

و قال العلامة السعدي رحمه الله :" على من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام "
و قال الشيخ ابن باز :" الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم و بين السلطان و الكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير .
و إنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنى و ينكر الخمر و ينكر الربا من دون ذكر من فعله و يكفي إنكار المعاصي و التحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم "

الصورة الثانية : نصيحة السلطان أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً .

و هذه الصورة محرمة لا تجوز للأمور التالية :
1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم  الذي فيه الأمر بالإسرار .
2- مخالفتها لآثار السلف ومنهجهم كأسامة بن زيد و عبدالله بن أبي أوفى و غيرهما .
3- لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " أخرجه الترمذي .
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عثيمين ـ رحمه الله - :" إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته ، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه ـ يريد الإسرار بالنصيحة ـ لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يَغْشَوْنَهم "

و قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :" إذا صدر المنكر من أمير أو غيره ينصح برفق خُفْية ما يستشرف ـ أي ما يطلع ـ عليه أحد فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية فإن لم يفعل ؛ فيمكن الإنكار ظاهراً إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق واستلحق عليه ولا وافق فيرفع الأمر إلينا خُفْية"

و الصورة الثالثة: نصيحة السلطان فيما بينه وبين الناصح سراً ثم ينشرها بين الناس:
وهذه الصورة محرمة لما يلي :
1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم –- إذ الغرض والمقصود عدم إطلاع الناس عليها لما يترتب عليها من مفاسد .
2- مخالفتها لهدي السلف مع ولي الأمر .
3- لما فيها من الرياء وعلامة ضعف الإخلاص .
4- لما فيه من الفتنة والبلبلة والتفرقة للجماعة .
5- لما فيها من إهانة السلطان قال رسول الله :( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله).
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عثيمين ـ رحمه الله- : " إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً أو التشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه " ـ يريد الإسرار بالنصح ونحوه ـ .
قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله- : "أحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ـ أي : سراً بلطف ولين ـ أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم : إني نصحتهم وقلت وقلت ؛ فإن هذا عنوان الرياء وعلامة ضعف الإخلاص وفيه أضرار أخرى معروفة "

يتبع .......................

لتحميل الرسالة في المرفقات

محمد أبو عثمان
2007-08-15, 09:40
الصورة الرابعة : نصيحة ولي الأمر في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب ونحوها :

و هذه الصورة محرمة لما يلي :
لأنها غيبة و بهتان على ولي الأمر قال تعالى وَ لاََ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا و أخرج مسلم في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" فنهى الله عز و جل و رسوله  عن الغيبة و لا شك أن الكلام في و لي الأمر من الغيبة في غيبته إن كان حقاً فإن كان كذباً فهو بهتان .
و لأن هذه الصورة تدخل في القالة بين الناس مما يترتب عليها من الفتنة والبلبلة كما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ : الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ " .
و لأنها تخالف حديث عياض بن غَنْم  في وجوب النصيحة سراً .
و لأنها تخالف هدي السلف الصالح في كيفية النصيحة لولي الأمر
و لأنها من باب إهانة السلطان و هي محرمة
و لأنها تؤدي إلى سفك الدماء و إلى القتل كما أخرج ابن سعد في الطبقات عن عبدا لله بن عكيم الجهني أنه قال : لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان !!
فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟ فيقول إِني أًعد ذكر مساويه عوناً على دمِهِ ! ".فتأملوا هذا الأثر جيداً حيث اعتبر أن ذكر مساوي الحاكم مما يعين على سفك الدماء

قال أئمة الدعوة :" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي و المخالفات التي لا توجب الكفر و الخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق و اتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس و مجامع الناس واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد و هذا غلط فاحش و جهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين و الدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه و عرف طريقة السلف الصالح و أئمة الدين "


و قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله- : " بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ،ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد في الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة إنما يزيد البلاء بلاءاً ويوجب بغض الولاة وكراهيتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها "
و قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة و ذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الانقلابات و عدم السمع و الطاعة في المعروف و يفضي إلى الخروج الذي يضر و لا ينفع "
و قال الشيخ ابن عثيمين :" الله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان و أن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس و إلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر و الفتنة و الفوضى و كذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء و بالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها فإذا حاول أحد يقلل من هيبة العلماء و هيبة ولاة الأمر ضاع الشرع و الأمن لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم و إن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم و حصل الشر و الفساد .
فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان و أن يضبط الإنسان نفسه و أن يعرف العواقب .
و ليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام فليست العبرة بالثورة و لا بالانفعال بل العبرة بالحكمة .
و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لا لنغير الأوضاع فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها "

شبهة من يتكلم في ولي الأمر غيبة و ردها :

بعض الناس يتكلم في ولي الأمر غيبة و إذا قلت له هذا لا يجوز يستدل بما أخرجه الترمذي في السنن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ ". و يقول هذه كلمة حق و لاشك أن هذا خطأ شنيع لأمور :
أولاً : الحديث إنما قال عند أي أمام ولي الأمر و حضوره لا من خلفه
ثانياً : أن هذا الحديث لا يدل على أن المراد أن تنكر علناً أو تنكر غيبة بل يجب أن يفهم هذا الحديث مع حديث عياض الذي أفاد وجوب الإسرار فنقول تنصحه على الانفراد لا علناً و لا غيبة .
ثالثاً : أنه قال عند سلطان جائر و نحن بحمد الله ـ في المملكة العربية السعودية ـ في ظل سلطان عادل عامل بالكتاب و السنة على منهج السلف الصالح داع للتوحيد و محارب للبدع و الخرافات .
قال الشيخ ابن عثيمين :" أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن ـ أعني : المملكة العربية السعودية ـ وهذا بلا شك من نعمة الله علينا فلنكن محافظين على ما نحن عليه اليوم بل ولنكن مستزيدين من شريعة الله عز وجل أكثر مما نحن عليه اليوم لأنني لا أدعي الكمال وأننا في القمة بالنسبة لتطبيق شريعة الله لا شك أَننا نخل بكثير منها ولكننا خير والحمد لله من ما نعلمه من البلاد الأخرى ...إننا في هذه البلاد نعيش نعمة بعد فقر وأَمناً بعد خوف وعلماً بعد جهل وعزاً بعد ذل بفضل التمسك بهذا الدين مما أوغر صدور الحاقدين وأقلق مضاجعهم يتمنون زوال ما نحن فيه ويجدون من بيننا وللأسف من يستعملونه لهدم الكيان الشامخ بنشر أباطيلهم وتحسين شرهم للناس{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ}(الحشر: من الآية2)
ولقد عجبت لما ذُكر من أن أحد الجهلة هداه الله ورده إلى صوابه يصور النشرات التي ترد من خارج البلاد التي لا تخلو من الكيد والكذب ويطلب توزيعها من بعض الشباب ويشحذ هممهم بأن يحتسبوا الأجر على الله . سبحان الله هل انقلبت المفاهيم ؟ هل يطلب رضى الله في معصيته ؟ هل التقرب إلى الله يحصل بنشر الفتن وزرع الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم ؟ معاذ الله أَن يكون كذلك اهـ

و في الختام : أورد كلمة مهمة للشيخ صالح آل الشيخ حول خطأ يقع فيه كثير من الشباب عند ما تطرأ أي مشكلة جهلاً منهم بمنهج السلف الصالح : لا تطبق أيها المسلم أحاديث الفتن على الواقع الذي تعيش فيه فإنه يحلو للناس عند ظهور الفتن مراجعة أحاديث النبي  في الفتن و يكثر في مجالسهم قال النبي  كذا ؛ هذا وقتها هذه هي الفتنة ! و نحو ذلك .
و السلف علمونا أن أحاديث الفتن لا تنزل على واقع حاضر و إنما يظهر صدق النبي  بما أخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها و انقضائها مع الحذر من الفتن جميعاً .
و هذا التطبيق لأحاديث الفتن على الواقع و بث ذلك في المسلمين ليس من منهج أهل السنة و الجماعة و إنما أهل السنة و الجماعة يذكرون الفتن و أحاديث الفتن محذرين منها مباعدين للمسلمين عن غشيانها أو عن القرب منها لأجل أن لا يحصل بالمسلمين فتنة و لأجل أن يعتقدوا صحة ما أخبر به النبي  اهـ


انتهى كلامه حفظه الله فهلا توقفت يامن تسب الحكام وتشهرون بهم فأنت بين حالين
إما أن تكون من أهل الحق الذين تمسكوا بشرع الله في هذه القضية من السلف رحمهم الله
أو تكون من الخوارج الذي ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم وسماهم بكلاب النار

خادم السنة
2007-08-15, 16:18
كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم و قتالهم و تلك الطامة الكبرى و المصيبة العظمى .

[

ولا أدل على هذا الكلام من الذي حصل في فلسطين حيث انتهى المطاف إلى الخروج على ولي الأمر وحدوث مقتلة عظيمة
راح ضحيتها ما يزيد على 550 بريئا وحسبنا الله ونعم الوكيل على من ضيع دماء السلمين .

وجزاك الله أخي الغالي محمد على هذا المجهود المبارك إن شاء الله

العلمي إيمان
2007-08-15, 17:49
في ميزان حسناتك وصح لسانك

مشكوووووور

منير الجزائري
2007-08-15, 22:07
جزاك الله خيرا وفقك الله اخي في الله محمد

محمد أبو عثمان
2007-08-15, 23:51
جزاكم الله خيرا

محمد أبو عثمان
2007-08-17, 14:44
للرفع والتذكير

boudjemline
2007-08-17, 19:53
بدون أن أكثر الكلام اعتقد انه من الواجب توضيح حقيقة الحكام للناس لتعرفها وابدا لا يعتبر ذلك سبا او قذفا بل تبيان للحقيقة ومعرفة ما يدور حولهم وما يخطط لهم ولدينهم من مكائد وكل من يفعل ذلك بنية صادقة فله أجر عظيم عن الله تبارك وتعالى
واليكم حقيقة ما يسمى بالرئيس الفلسطيني وزمرته هداهم الله :
رغم أن كل ما يجري على الساحة الفلسطينية وما يتم التخطيط له صار في غاية الوضوح والأنكشاف، الا أن الشعب الفلسطيني لا زال مستسلما للواقع المر المفروض عليه ، يرى الجزار يحد مديته أستعدادا لذبحه ولا يحرك ساكنا، يرى حكامه وقد تصهينوا أكثر من الصهاينة انفسهم ،وأستجرأوا عليه غير آبهين بجراحه ، ولا همّ لهم الا ما يؤمرون به من قبل أسيادهم الصهاينة والغرب ، وكم من الدولارات ستحول الى حساباتهم البنكية.يرى الشعب الفلسطيني وجوها جديدة ومجهولة ومريبة تتداور عليه ، وتأخذه من حطام الى حطام ومن مأساة الى مأساة ،والرمز فيهم أكثرهم ذبحا وتدميرا لهذا الشعب.وكلهم يمضون في حالهم بعد ذلك أو يختفون وكأن شيئا لم يحدث و يسجلون في التاريخ عنترة.

من منا لم يذهل أمام الأرقام التي ذكرها الدكتور محمود الزهار بخصوص أرصدة شخصية لقادة السلطة الفلسطينية ، والتي بلغت أكثر من 32 مليار دولار في حسابات داخلية وخارجية، وطبعا ما خفي كان اعظم ، في حين بلغت كل ميزانية السلطة 1.3 مليار دولار .

اكثر من 32 مليار دولار في حسابات قادة الشعب الفلسطيني، في حين يموت الفلسطيني من الجوع، وأحيانا لا يجد ثمن الدواء ليعالج به نفسه أو طفله ، شعب بأكمله يعمل ويكد بلا رواتب واللصوص تكنز بلا حسيب أو رقيب.أذن نصدق الآن الدول والمؤسسات الخيرية التي أوقفت منح مالية للمعتازين الفلسطينيين ، ليقينها أنها ستذهب لحسابات المتنفذين في السلطة الفلسطينية ، حتى الصهاينة شكوا فيما بين أنفسهم أكثر من مرة من هذا المصير، عندما كانت تطلب السلطة منهم أعادة عوائد الجمارك الفلسطينية التي كان يستخلصها الصهاينة.الا تكفي مليارات الدولارات التي أهدرها ياسر عرفات ، ووضعها بأسماء أناس لا ينتمون حتى للشعب الفلسطيني، وأختفت وأختفوا معها .أين ذهب مستشار عرفات المالي محمد رشيد أو خالد سلام ؟حتى أسمه الحقيقي غير معروف ، أين ذهبت أموال الشعب الفلسطيني المسجلة بأسمه ؟ وهل يستطيع أحد ملاحقته غير سلام فياض ؟! ..

وماذا عن حسابات سهى الطويل الغامضة والتي هي أموال الشعب الفلسطيني ؟ وماذا عن حسابات عرفات المسجلة بأسماء صهاينة في البنوك الأسرائيلية ؟.أي حق للشعب الفلسطيني لم يهدر على أيدي هؤلاء ؟؟ومع ذلك ظل الشعب الفلسطيني في صمته الرهيب .. حتى الذين وضعوا المخططات التي لا زالت تطبق على الشعب الفلسطيني لم يتوقعوا هذا الصمت ، كالأستخبارات الصهيونية والغربية ،فقد توقعوا ان تصطدم مخططاتهم برفض أو حتى ثورات ، فعندما فكروا بالتخلص من عرفات وأنهاء مرحلته ، بعد أن رفض الأخير أن يتنازل عن بقية سمعة كان يتمتع بها عند البعض ، توقعوا أن تحدث ثورة ما على الأقل ممن كانوا يؤمنون به ، الا أن شيئا مثل هذا لم يحدث ، والأسوأ من ذلك أن احدا من الجناة الذين كشف عن دورهم بطريقة أو بأخرى في الأغتيال ، لم يحاكموا، مع أن دورهم كان مفضوحا بشكل واضح ، كمحمد دحلان صاحب الرسالة الشهيرة الى شاؤول موفاز التي تعهد فيها بتذويب عرفات على طريقته ، أيضا محمد رشيد (خالد سلام) الذي وراء اختفائه أكثر من مغزى ، ومحمود عباس الذي الذي أرسل من يهدد عرفات بالقتل وتواطئ في التكتيم على علاجه حتى استفحل كل شيء ..

لم يحاكموا هؤلاء بل صاروا حكاما يحاكمون من يطالب بمحاكمتهم ،بل قتلوا البعض كموسى عرفات ، وانتهى الأمر عند الشعب الفلسطيني بأن موسى عرفات قتل فقط بسبب فساده.ثم تأتي مرحلة محمود عباس والتي أعد لها جيدا , بطلها شخصية لم تأبه بالشعب الفلسطيني يوما ، بل طعنه كلما استطاع اليه سبيلا ، وكان التوقع ان يرفضه الشعب الفلسطيني ،لأسباب عديدة حتى أن رئيس الموساد السابق شبتاي شافيت ،نصح شارون عام 2004 ان يقلع عن التفكير بمحمود عباس كبطل للمرحلة الحالية ، بسبب أنتمائه للطائفة البهائية ، وقال لشارون :"أن قبول الفلسطينيين بمحمود عباس تماما كقبولنا بسامري في سدة الحكم في (اسرائيل)" . وحتما لم يقل هذا الصهيوني كلامه عبثا ،وهو الذي عاش في ايران ، وتعلم لغتها ، ودرس تاريخها ، وطبعا يعلم منبت محمود عباس أكثر .الا أنه أخطأ في التشبيه ، فلا رابط بين البهائية والأسلام كالروابط التي بين السامرية واليهودية ، ومع ذلك صار محمود عباس ،رئيسا ، وحتما لن يقبل اصغر صهيوني ان يحكم من قبل سامري .

ثم يأتي دور سلام فياض والذي لا يستبعد ان يكون الرئيس القادم بعد محمود عباس ، خاصة وأن أوراق الأخير بدأت تحترق ، شخصية مريبة هي الأخرى يعرفها الغرب والصهاينة أكثر مما يعرفها الشعب الفلسطيني،يسمى بطفل بوش ، وله علاقات واسعة مع العديد من السياسيين الصهاينة، ويعتبر أكثر شخصية فلسطينية حازت على ثقة شارون ، حتى أن يوسي بيلين قال مرة : "من المستحيل أن أصدق أن سلام فياض سيخدعنا يوما ما " .وقد بلغت الثقة به ان يدعى لألقاء خطاب في مؤتر هرتزيليا الصهيوني في 24 كانون الثاني2007 ،والذي لا يدعى له الا المخلصين الفاعلين للكيان الصهيوني ، وهو الذي لم تنقطع جلسات أنسه مع الصهاينة في فندق الحي الأمريكي في القدس الشرقية ،أو فندق الملك داود في القدس الغربية ،غير آبه بالدم الفلسطيني الذي لم يتوقف شلاله على أيديهم .ناهيك عن علاقته الحميمة والمريبة مع المحامي الصهيوني فون وايزقلاص ؛ محامي شارون ومدير مكتبه السابق، حتى أن الأخير عندما دعى فياض لعرس أبنته عام 2005 وضعه في الصف الأول وبجانب شارون .

بالطبع لا يعلم الشعب الفلسطيني من هو هذا المحامي فون وايزقلاص ؟أنه المحامي الذي وقف في وجه لجنة كاهان التي كانت تحقق في دور شارون في مذبحة صبرا وشاتيلا ،وأخرج شارون من ورطته ولاحق حتى الوسائل الأعلامية التي كانت تشير لدور شارون في المذبحة ، وهو المدافع عن العديد من جرائم الصهاينة التي أرتكبوها في حق الشعب الفلسطيني ، وهو المدافع عن العمليات القذرة التي أرتكبتها أجهزة الموساد والشين بيت ،وهو أيضا محامي محمد رشيد (خالد سلام)أحد ناهبي أموال الشعب الفلسطيني ،ولهذا المحامي دور غامض في تحويلات تصل الى أكثر من ثلاثمائة مليون دولار من حسابات عرفات الى بنوك أسرائيلية ،وبأسماء صهاينة ، كما كان محاميا عن كازينو أريحا ، وهو الذي كان يعيد فتحه كلما تعرض للأغلاق.

هذا هو صديق رئيس وزراء السلطة الفلسطينية المبجل والنزيه سلام فياض!.رئيس وزراء مفروض على الشعب الفلسطيني من قبل أعدائه ؛ رئيس وزراء حكومة طوارئ لا تمت للشرعية بصلة ،أشبه ما تكون بسكير نجس يدخل المسجد أثناء تأدية الصلاة ويطلب من المصلين قطع صلاتهم والصلاة خلفه نحو قبلة أخرى. فحكومة شرعية لا تزال موجودة ،وتؤدي عملها على أكمل وجه ،وبنزاهة لم يعهدها الشعب الفلسطيني منذ أمد طويل ،ولم تكن كحكومة فياض الصغيرة ،والتي بدأت تتحدث عن أمور كبيرة .. تتحدث عن ألغاء الكفاح المسلح ،وعن ترتيبات الحل النهائي للقضية الفلسطينية ،أو بالأحرى دفنها ،وها هي شرعت بسحب السلاح من أيدي الشعب الفلسطيني،وبدأ المال بالظهور من أجل هذه المهمة ،والذي طالما أنكروه عندما كان الأمر يتعلق بسد رمق جوع الشعب الفلسطيني، في نفس الوقت لا زال قادة السلطة يكدسون الأسلحة في مخازنهم ،ولم تتوقف مطالبتهم بالسلاح من أمريكيا وحتى الكيان الصهيوني ، فقد طلب محمود عباس أكثر من مرة السلاح من أولمرت.. فلمن هذا السلاح؟ أنه حتما لهذا الشعب الفلسطيني الأعزل ، والذي سحب قادته منه حتى سلاحه الشخصي ليسيطروا عليه كيفما شاءوا ، ومن لا يعجبه ما يتم الأعداد له فحتما مصير جامعة النجاح ،وأسوأ من ذلك سيكون مصيره.

وكم من المحزن أن يلتزم الشعب الفلسطيني الصمت أزاء ما يجري ، فمنهم من لا زال يصدق الشعارات والخطب من قادته ،بالرغم أنها لا زالت تعاقب الشعب الفلسطيني كله بسبب أنتخابه حركة حماس، ولعمري أن هذا يكفي أن ينفي عن هكذا سلطة صفة التمثيل للشعب الفلسطيني ،والتي أثبتت أنها لا تمثل سوى اللصوص وقطاع الطرق والعملاء ومن سار في طريقهم.في مؤتمر كامب ديفد (2) بلغ بأحد المفاوضين عن الجانب الفلسطيني ،وهو خالد سلام أن يوافق على أسقاط حق العودة ،مقابل أربعين مليار دولار ،وتذكر أن خالد سلام أو محمد رشيد كردي عراقي يحمل الجنسية الآمريكية ،وهناك من يقول بأنه من يهود العراق، ولا أدري في ماذا يعنيه حق العودة سوى تحويل هذا المبلغ الى حسابات عرفات الشخصية ،والتي مفاتيحها في يده .وعندما أنسحب الصهاينة من مدينة غزة ، كانت ثمة مفاوضات تجري في رام الله بين وزراء من السلطة ورجال أعمال صهاينة ومندوب عن ملياردير سعودي ،هل تعلمون على ماذا كانت تجري هذه المفاوضات ؟ لقد كانت من أجل بناء كازينو وفندق فخم في أحدى المستوطنات التي تم أخلاءها في غزة !.فأي أمان لهؤلاء اللصوص .. أنهم على أستعداد لبيع الشعب الفلسطيني كله .. على أستعداد أن يراهنوا عليه في صالات القمار بكل ما يملك من ارض ومقدسات ... لقد هان عليهم كل شيء بعد ان باعوا أنفسهم لأعداء الشعب الفلسطيني الذي يدعون الأنتماء اليه.وها هو عباس وفياض يريدون من الشعب الفلسطيني ان يكونوا كالهنود الحمر ،بل أسوأ من ذلك ،فالهنود الحمر اعترضوا في النهاية على تعميد المبشرين لهم قبل أعدامهم ،بعد ان علموا من أحد المبشرين أن أكثر النصارى سيكونون في الجنة ،وقالوا النار ارحم،فلا تعميد.لكن عباس وفياض لن يقبلا بأي اعتراض ،وكل الأعدادات التي تجري من أجل هذا الغرض.مرحلة خطيرة جدا تلك التي يعيشها الشعب الفلسطيني .. ظهر فيها الخونة عيانا وبلا خجل وبتحد واضح ..سيسجل التاريخ أن كل من آزرهم؛خائن . وكل من أرتضاهم ؛خائن .وكل من صمت عليهم ؛خائن

محمد أبو عثمان
2007-08-17, 21:18
بدون أن أكثر الكلام اعتقد انه من الواجب توضيح حقيقة الحكام للناس لتعرفها وابدا لا يعتبر ذلك سبا او قذفا بل تبيان للحقيقة ومعرفة ما يدور حولهم وما يخطط لهم ولدينهم من مكائد وكل من يفعل ذلك بنية صادقة فله أجر عظيم عن الله تبارك وتعالى



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون أن أكثر الكلام انا أيضا يا بوجملين الواجب حكم شرعي وهنا أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف على هذا الوجوب الذي ذكرته
أنا أنتظر الإجابة بالدليل من الكتاب والسنة على ماذهبت إليه وبدون ذكر لمثالب الحكام سواءا في فلسطين أو في الجزائر أو في مصر أو في غيرها لا أريد تقريرا صحفيا أريد دليلا شرعيا على هذا الوجوب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

boudjemline
2007-08-17, 23:03
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
وهل توضيح الحقيقة للناس وتبيان المكائد التي تحاك للامة ولدينها يحتاج ال دليل ولا ازيد

أختكم
2007-08-18, 00:11
الدليل الذي طلبه الأخ أبو عثمان هو عن قولك " من الواجب توضيح حقيقة الحكام للناس" ...




وهل توضيح الحقيقة للناس وتبيان المكائد التي تحاك للامة ولدينها يحتاج ال دليل ولا ازيد

محمد أبو عثمان
2007-08-18, 12:52
تحريم سب ولي الأمر :

الشرع الحنيف نهى عن سب ولاة الأمر

1- لما في سبهم من الإفضاء إلى عدم طاعتهم في المعروف
2- و إلى إيغار صدور العامة عليهم مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير
3- كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم و قتالهم و تلك الطامة الكبرى و المصيبة العظمى .
و الوقيعة في أعراض الأمراء و الاشتغال بسبهم و ذكر معائبهم خطيئة كبيرة و جريمة شنيعة نهى عنها الشرع المطهر و ذم فاعلها و هي نواة الخروج على ولاة الأمر الذي هو أصل فساد الدين و الدنيا معاً و قد علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد فكل نص في تحريم الخروج و ذم أهله دليل على تحريم السب و ذم فاعله
و أخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : " كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سبِّ الأمراء" .


--------

يا بوجملين سب الحكام وذكر مثالبهم حرام حرمة شرعية أثبتها الكتاب والسنة وإتفاق الصحابة كما نقله بن عبد البر آنفا وأظن أنك لم تقرأ الموضوع وبالتالي قلت ما قلت فقلت أن الواجب ذكر معائب الحكام ليتبين حالهم للناس وهذا منك خطا جسيم فأنت قلت بالوجوب في مقابل التحريم أين أنك خالفت صريح النصوص وإتفاق السلف على هذه القضية ولذا وجب عليك هنا ذكر الدليل على ما ذهبت إليه وهنا أنا أطالبك بالدليل ولازلت أنتظر ودعك من الإجابات السياسية فأنا قلت لك :

هل يجوز سب الحكام وذكر مثالب على المنابر ومواقع الإنترنت وغيرها وتهييج العامة عليهم ؟

أجب عن سؤالي مع ذكر الدليل الشرعي بارك الله فيك .
في إنتظار الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

boudjemline
2007-08-18, 15:18
السلام عليكم
سبحان الله للمرة الثانية تقولني ما لم اقل يا أخي إقرا الردود جيدا قبل أن ترد يا أخي محمد
لم أقل ابدا انه يجوز سب الحكام بل الذي قلته هو "من الواجب توضيح حقيقة الحكام للناس لتعرفها" حرفيا فاين هو قولي بوجوب سب الحكام
يجب ان تعرف أن تبيان الحقيقة للناس لا يعني سب الحكام لذاتهم بل توضيح مواقفهم وافعالهم التي تشكل خيانة مثل الرئيس الفلسطيني هذا أولا .
02/ لست انت من يحدد لي كيف تكون طبيعة ردي كما انك من العامة ولا يمكنك استنباط الاحكام الشرعية من الكتاب والسنة فذلك علم له رجاله وهم العلماء الافاضل وكفى حفظ حديث او اثنين ومن ثم القيام باثارة الدنيا ...
03/اين هي مواضيعكم عن محنة فلسطين ومعاناة المجاهدين الابطال من حركة المقاومة الاسلامية حماس ومن بقية الفصائل الاخرى أم ان النقاش هنا ينصب على ما يجوز وما لا يجوز والمسح على الخفين و....
04/ الامة تحيط بها المكائد والمصائب من كل جهة فساهمو على الاقل بتبيان الحقيقة بدل ان تفتوا بكتمانها " ومن يكتم الشهادة فانه اثم قلبه "
05/ فيما يخص السؤال : هل يجوز سب الحكام وذكر مثالب على المنابر ومواقع الإنترنت وغيرها وتهييج العامة عليهم ؟ وجهه الى اهل الاختصاص من العلماء الاجلاء وتاكد بانك لن تجد اجابة عامة مثلما تقدمها انت بل ستجد تفصيلا دقيقا .
06/ أنا أسالك :هل يجوز ستر الخونة والصمت عليهم وتركهم وشانهم رغم قيامهم بجرائم خيانة عظمى في حق شعوبهم مثل محمود عباس وإخفاء الحقيقة عن الناس ومحاولة اشغالهم بامور فرعية وجزئية بسيطة؟
والله اكبر ولله الحمد

حسام الدين محمد
2007-08-18, 17:20
السلام عليكم أما بعد فقد أعجبني حواركم ونتمنى أن يتواصل لنعرف ما يعلمه الإخوة في مجال الدين والسياسة وأقترح على المشرف أن يجعل استفتاء عام على الموضوع لإثارته قصد تعميم الفائدة . تقبلوا تحياتي

محمد أبو عثمان
2007-08-18, 17:22
1- يا بوجملين هذا نص كلامك :" بدون أن أكثر الكلام اعتقد انه من الواجب توضيح حقيقة الحكام للناس لتعرفها وابدا لا يعتبر ذلك سبا او قذفا بل تبيان للحقيقة ومعرفة ما يدور حولهم وما يخطط لهم ولدينهم من مكائد وكل من يفعل ذلك بنية صادقة فله أجر عظيم عن الله تبارك وتعالى "

والكلام على الحكام لا يخلوا من أمرين لا ثالث لهما :

1- إما أن يكون كلامك عنهم عن أمور لم تصدر عنهم فهذا يعتبر منك بهتا لهم وهو حرام في دين الإسلام يعلمه الصغار في الكتاب فضلا عن الكبير المتعلم .

2- وإما أن يكون ذكرك لهم عن أمور صدرت منهم وهذا هو الذي جاءت الشريعة بتحريمه وشددت عن الوقوع فيه وهو مذهب الخوارج كلاب النار كما جاءت بذلك الآثار الشرعية .

وهنا لك الاختيار إما أن يكون كلامك عن الحكام عن أمر لم يفعلوه فهو من القسم الأول وهو محرم على ماذكرت لك أو على أمور فعلوها وبهذا فذكرك له وإشاعته بين الناس هو مذهب الخوارج .

فأختر إحدى الأمرين وبين موقفك ؟؟؟


2- قلت يا بوجملين :" لست أنت من يحدد لي كيف تكون طبيعة ردي كما انك من العامة ولا يمكنك استنباط الاحكام الشرعية من الكتاب والسنة فذلك علم له رجاله وهم العلماء الافاضل وكفى حفظ حديث أو اثنين ومن ثم القيام باثارة الدنيا ..."

وهنا أقول لك لست أنا من قلت بل سلفي في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم و أعلام الصحابة رضوان الله عليهم كما ذكره بن عبد البر رحمه الله وتعالى ومذهبي في ذلك مذهب السلف من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم إلى اليوم وهذا بيان ذلك :

1-في صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)

2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية)

3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)

4- وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال سمعت حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر. فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت: يا رسول الله: صفهم لنا؟ قال: نعم. قوم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا. قلت: يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).

5- وفي رواية أبي سلام عنده ـ يعني مسلماً ـ قلت: يارسول الله: إنا كنا في شرٍ فجاء الله بخير، فنحن فيه. فهل من وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع) صحيح مسلم


تأمل يا بوجملين رزقك الله الفقه في الدين وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ماذا تفعل أقال بين حقيقته للناس كما أفتيتنا ولم تعطنا الدليل , لا بل إسمع إلى كلام من هو خير مني ومنك معلم العامة صلى الله عليه وسلم تسمع وتطيع للأمير ؟؟

6- وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان)

7- وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا).


8- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قال: قلنا يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة. لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة)

9- وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان)

10- وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً (كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا. قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم)

11- وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص الطويل مرفوعاً (ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)

فهذه إحدى عشرة حديثا من الصحيح فقط عن أحدى عشر صحابيا وهم كالتالي:
1 ـ حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
2 ـ حديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
3 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4 ـ حديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
5 ـ حديث عن عرفجة الكلابي رضي الله عنه.
6ـ حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
7 ـ حديث عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها.
8 ـ حديث عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
9 ـ حديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
10 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً.
11 ـ حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

هذه الأحاديث من صحيح مسلم أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل بشهادة الفطاحل من العلماء وقد تلقته الأمة بالقبول(مستفادة من كتاب الشيخ النجمي حفظه الله تعالى) أحاديث تبين أحكام معاملة الأمراء وفيها من الفقه في هذا الجانب الخير الكثير فتمسك بها وعض عليها بالنواجد.

ويبن ما في هذه الأحاديث معاملة السلف للحكام وأنقل لك كلام بعضهم ليتبين لك الأمر أكثر والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد

1- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قيل له : " ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقــال ): أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه ) " . هذا سياق مسلم .

فتأمل يا بوجملين وهذا كلام العلماء ليتضح لك اكثر

قال القاضي عياض رحمه الله كما في " فتح الباري " للإمام ابن حجر رحمه الله ( 13/57 ) : ( (مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به، وينصحه سراً فذلك أجدر بالقبول ) اهـ .

وقال الإمام القرطبي في "المفهم شرح صـحيح مسـلم" ( 6 / 619 ) نقلاً من "فقه السياسة الشرعية في ضوء القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة" للشيخ خالد العنبري وفقه الله ( ص18 ): ( يعني أنه كان يتجنب كلامه بحضرة الناس ، ويكلمه إذا خلا به ، وهكذا يجب أن يعاتب الكبراء والرؤساء، يعظمون في الملأ ، إبقاءً لحرمتهم ، وينصحون في الخلاء أداء لما يجب من نصحهم .. وقوله : "لقد كلمته فيما بيني وبينه .." يعني أنه كلمه مشافهةً ، كلام لطيف ، لأنه أتقى ما يكون عن المجاهرة بالإنكار والقيام على الأئمة ، لعظيم ما يطرأ بسبب ذلك من الفتن والمفاسد " اهـ .

وقال العلامة الألباني رحمه الله في تعليقه على "مختصر صحيح مسلم" ( ص335 ) : ( يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ ، لأن في الإنكار جهاراً ما يُخشى عاقبته كما اتفق في الإنكار على عثمان جهاراً إذ نشأ عنه قتله ) اهــــ .

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في "السيل الجرار" ( 4/556 ) : ( ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد ، بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله ، وقد قدمنا في أول كتاب "السير" هذا أنه لا يجوز الخروج على الأئمة وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ، ولم يظهر منهم الكفر البواح .. الخ ) .

وقال الإمام عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في "حقوق الراعي والرعية" ( ص27 – 29 ) : (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة ، وذكر ذلك على المنابر ، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع. ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل ، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم.
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تنكر على عثمان ؟ قال : أنكر عليه عند الناس ؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه ، ولا أفتح باب شرٍ على الناس.
ولما فتحوا الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين عليٍ ومعاوية ، وَقُتِلَ عثمان وعلي بأسباب ذلك ، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً ، حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه نسأل الله العافية ) اهـ .

تأمل يا بوجملين رعاك الله فهذا هو فهم العلماء للنصوص الشرعية أرجوا أن تقتنع به ودعك مني أنا فأنا مجرد ناقل كما قلت لي فهلا تمسكت به وعضضت عليه بالنواجذ
يتبع ................................

محمد أبو عثمان
2007-08-18, 17:31
2- روى الترمذي في جامعه وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم (2224) عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .

يقول الشيخ أحمد عمر بازمول في رسالته السنة فيما يتعلق بولي الأمة : " وجوب احترام و توقير الإمام و تحريم انتقاصه و إهانته:

و بين أن ولي الأمر يجب إجلاله و إكرامه و يحرم انتقاصه و إهانته كما أخرج الإمام أحمد في المسند و الترمذي في السنن عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ :"كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ : أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ : أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ فإني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا أَهَانَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

فتأمل يا بوجملين كيف أن أبا بكرة رضي الله عنه اعتبر الكلام في ولي الأمر و القدح فيه من إهانته و قد علق الإمام الذهبي رحمه الله على هذه القصة بقوله : أبو بلال هذا خارجي و من جهله عدَّ ثياب الرجال الرقاق لباس الفساق "

3- وما رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه" صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة الحديث رقم (1098).

ولقد بوب بن أبي عصام رحمه الله في كتاب السنة لهذا الحديث وغيره بقوله : باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زجر عن سب السلطان.

4- عن أنس –رضي الله عنه - قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تسبوا أمراءكم ولا تغـشـوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب )) حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني .

5-أخرج الإمام أحمد في "المسند" عن سعيد بن جهمان قال : ( أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة ، فسلمت عليه . قال لي: من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان . قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال : بلى الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم . قال فتناول يدي ، فغمزها بيده غمزةً شديدة ، ثم قال : ويحك يا ابن جهمان ، عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته ، فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك ، وإلا فدعه ؛ فإنك لست بأعلم منه ) وقد أخرج جزء منه ابن أبي عاصم في "السنة" وحسنه الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة " (2/424).

تأمل يا بوجملين كلام إمام أهل السنة الجماعة رحمه الله تعالى كيف كان وإن كان السلطان ظالما تأمله يا بوجملين فإنه نفيس وعض عليه بالنواجذ

ومن الأثار عن السلف في ذلك ما يلي :

عبد الله بن عكيم:

قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(86): أخبرنا عبد الله بن ادريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد قال : سمعت عبد الله بن عكيم يقول : لا أُعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان، فيقال له : يأبا معبد ، أوَ أعَنْتَ على دمه ؟ فيقول : "إني أعدُّ ذِكْر مساويه عوناًَ على دمه " أهـ.
وهذا سند حسن ، رجاله كلهم ثقات ، ومحمد بن أبي أيوب صدوق ، وابن عكيم :ثقة مخضرم ، أدرك حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

تأمل يا بوجملين كيف كان يرى الكلام عنه إعانة على قتله

الحسن البصري –رحمه الله تعالى-:

يقول الحسن البصري - رحمه الله تعالي – في الأمراء : (( هم يلون من أمورنا خمساً : الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود, والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم – والله – لغبطة وأن فرقتهم لكفر ))

كلام الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي:

وقال الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي (( ت سنة 371 هـ )) رحمه الله في (( اعتقاد أهل السنة )): ( و يرون [ أي أهل السنة و الجماعة] الصلاةَ ؛ الجمعة وغيرها ، خلف كل إِمام مسلم ، براًّ كان أو فاجرا ... ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إِلى العدل ).

كـــــــلام أبو جعفر الطحاوي:

يقول الإِمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله (( ت سنة 321 هـ )) في (( عقيدته المشهورة )) ما نصه( ولا نرى الخروج على أئمتنا و ولاة أمورنا وإِن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزوجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ) .

كلام الإمام أبو عثمان الصابوني:

وقال الإِمام شيخ الإِسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله (( ت سنة 449 هـ )) في (( عقيدة السلف وأصحاب الحديث )) : ( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين و غيرهما من الصلوات ، خلف كل إِمام ، برا كان أو فاجراً ، ويرون جهاد الكفرة معهم ، وإِن كانوا جَوَرة فجرة ، ويرون الدعاء لهم بالإِصلاح والتوفيق والصلاح ، وبسط العدل في الرعية(.


كلام الإمام البربهاري :

قال البربهاري في " شرح السنة " (ص 113) :"إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان ؛ فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنه صاحب سنة -إن شاء الله -"اهـ.

كلام الحافظ بن عبد البر:
قال الحافظ بن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب التمهيد (21/287) :( إن لم يتمكن نصح السلطان ، فالصبر والدعاء ، فإنهم كانوا – يعني الصحابة – ينهون عن سب الأمراء : أخبرنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الحميد قال حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا يحيى بن يمان قال : حدثنا سفيان عن قيس بن وهب عن أنس بن مالك قال : كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سب الأمراء ) اهـ .


هذا بعض من معاملة السلف للحكام وفيما يلي أنقل لك كلام المتأخرين من العلماء وأرجوا أن لا أكون أطلت فالمقام يقتضي ذلك وفيما يلي سأنقل لك كلام المتأخرين من العلماء في هذه القضية

يتبع .....

محمد أبو عثمان
2007-08-18, 17:42
الإمام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ:

يقول الإمام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع – : ((.... ولم يد هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام – من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية – قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام – معهم – معروفة مشهورة، لا ينزعون يد من طاعة فيما أمر الله به رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين.
وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد أشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم، والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر بن الزبير – وقد عاذ بالحرم الشريف -، واستباح الحرمة وقتل بن الزبير – مع أن بن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك ( ) ولم يعهد أحد من الخلفاء ألي مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد -، ومع ذلك لما توقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته.
وكان بن عمر – ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله  - لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان.
وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة.
واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر – كما هو معروف في كتب أصور الدين والعقائد -.
وكذلك بنوا العباس استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف ن لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، وقتلوا خلقاً كثيراً وجمعاً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا أبن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان، حتى نقل أن السفاح قبل في يوم واحد نحو الثمانين من بني أمية، ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها، ودعا بالمطاعم والمشارب.
ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي، ومالك، والزهري، والليث بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من لهم مشاركة في العلم وإطلاع.
والطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، وحمد بن إدريس، واحمد بن نوح، وأسحق بن راهوية، وإخوانهم... وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات، ودعوا إلي ذلك، وامتحنوا فيه وقتل من قتل، كأحمد بن نصر، ومع ذلك، فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأي الخروج عليهم.. )) اهـ ( )

يقول الشيخ عبد السلام برجس رحمه الله تعالى في كتاب معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة بعد نقل هذا الكلام المتين كما قال رحمه الله :" فتأمل هذا الكلام البديع وانظر فيه بعين الإنصاف، تجده من مشكاة السلف الصالح، على وفق الكتاب والسنة والقواعد العامة بعيداً عن الإفراط والتفريط." اهـ

كلام الشيخ عبد الرحمن بن ناصـــر السعدي:

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله-في كلمة مستوعبة - : ( وأما النصيحة لأئمـــة المسلمين ، وهم ولاتهم ؛ من السلطان الأعظم ، إِلى الأمير ، إِلى القاضي ، إِلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة ، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم ، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إِمامتهم ، والاعترافِ بولايتهم ، ووجوبِ طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث الرعية على طاعتهم ، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله ، وبذل ما يستطيع الإِنسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إِليه في رعايتهم ، كلُّ أحد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق ، فإن صلاحَهم صلاحٌ لرعيتهم .
واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإِشاعة مثالبهم ، فإِن في ذلك شراًّ وضررا وفسادا كبيرا، فمن نصيحتهم الحذرُ والتحذيرُ من ذلك.
وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن يُنبِّههم سراً لا علنا ،بلطف وعبارة تليقُ بالمقام ويحصل بها المقصود ، فإِن هذا مطلوب في حق كل أحد ، وبالأخص ولاةُ الأمور ، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علامة الصدق والإخلاص ...).

تأمل يا بوجملين هذا كلام العلماء ومن رأى منهم ملا يحل ينبهم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود فإن هذا مطلوب في حق كل أحد خاصة ولاة الأمور تأمل يا بوجملين معي فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علامة الصدق والإخلاص

كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

قال العلامة الألباني رحمه الله في تعليقه على "مختصر صحيح مسلم" ( ص335( في تعليقه على حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه في مناصحة عثمان بن عفان رضي الله عنه: (يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ ، لأن في الإنكار جهاراً ما يُخشى عاقبته كما اتفق في الإنكار على عثمان جهاراً إذ نشأ عنه قتله(.

كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:

يقول رحمه الله في شرح كتاب رياض الصالحين أثناء شرحه لهذا الحديث الرابع : عن أبي الوليد عُبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسرِ ، والمنشط والمكره، وعلى أثره علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهلهُ إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله تعالى فيه برهان ، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لؤمة لائم" متفق عليه.
" المنشط والمكره بفتح ميمهما: أي في السهلِ والصعبِ." والأثرةُ": الاختصاص بالمشترك، وقد سبق بيانها. " بواحا" بفتح الباء الموحدة بعدها واوٌ ثم ألفٌ ثم حاءٌ مهملةٌ: أي ظاهراً لا يحتملُ تاويلاً.
يقول: " ومن الأمور التي يهملها كثير من الناس انهم لا يحترمون أعراض وُلاة الأمور ، تجد فاكهة مجالسهم - نسأل اله العافية وأن يتوب علينا وعليهم - أن يتكلموا في أعراض وُلاة الأمور، ولو كان هذا الكلام مجدياً وتصلح به الحال لقنا لا بأس وهذا طيب، لكن هذا لا يجدي، ولا تصلح به الحال، وإنما يوغر الصدور على وُلاة الأمور ، سواء كانوا من العلماء أو من الأمراء.
تجد الآن بعض الناس إذا جلس في المجلس لا يجد أُنسه إلا إذا تعرض لعالم من العلماء، أو وزير من الوزراء، أو أمير من الأمراء، أو من فوقه ليتكلم في عرضه، وهذا غير صحيح، ولو كان هذا الكلام يجدي لكنا أول من يشجع عليه، ولقلنا لا بأس ، المنكر يجب أن يزال ، والخطأ يجب أن يصحح، لكنه لا يجدي، إنما يوغر الصدور ويكره وُلاة الأمور إلى الناس، ويكره العلماء إلى الناس، ولا يحصل فيه فائدة.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كلمة جامعة مانعة- جزاه الله عن أمته خيراً-:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" .والعجب أن بعض الناس لو أردت أن تتكلم في شخص عادي من الناس قالوا: لا تغتبه، هذا حرام، ولا يرضى أن يتكلم أحد في عرض أحد عنده، لكن لو تكلمت في واحد من وُلاة الأمور فإنه يرى أن هذا لا بأس به!!
وهذه مسألة مرض به كثير من الناس، وأنا أعتبرها مرضاً- نسأل الله أن يعافينا وإياكم من هذا الذي ابتُلي به كثير من الناس.
ولو أن الناس كفوا ألسنتهم ونصحوا لولاة أمورهم ، ولا أقول: اسكت على الخطأ، لكن اكتب لوُلاة الأمور، اكتب كتاباً إن وصل فهذا هو المطلوب، وإذا انتفعوا به فهذا أحسن، وإذا لم ينتفعوا به فالإثم عليهم، إذا كان خطأ صحيحاً، وإذا لم يصل إليهم فالإثم على من منعه عنهم " اهـ.

كــلام الشــيخ عــبد الله بــن باز:
وجاء في مجموع فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 211) : "
س10 : هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟
ابن باز : لـيس مـن مـنهج السـلف التشهير بعيوب الولاة ، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع ، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان ، والكتابة إليه ، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير .
أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل : فينكر الزنا ، وينكر الخمر ، وينكر الربا من دون ذكر من فعله ، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة . ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم .ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال : إنكم ترون أني لا أكلمه ، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه .ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم ، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك ، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني ، وذكر العيوب علنا ، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه ، وقد روى عياض ابن غنم الأشعري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه "نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر ، إنه سميع مجيب . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وآله وصحبه" اهـ

- كلام الشيخ الفوزان :

سئل صاحب الفضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط، أم يدخل في ذلك الشبهة فيهم، وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم ؟
فأجاب - حفظه الله - بقوله : " ذكرنا هذا لكم، قلنا : الخروج على الأئمة يكون بالسيف، وهذا أشد الخروج، ويكون بالكلام : بسبهم، وشتمهم، والكلام فيهم في المجالس، وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر، وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام خروج " اهـ نقلاً عن " الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية " ( ص 107 )

وقال حفظه الله تعالى في شرح مسائل الجاهلية للشيخ محمد بن عبد الوهاب(51-52) دار العاصمة طبعة سنة 1421هـ:" وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لهم، وأمر بالنصيحة لهم سراً، بينهم وبين الناصح. وأما الكلام فيهم وسبهم واغتيابهم؛ فهذا من الغش لهم؛ لأنه يؤلب الناس عليهم ويفرح أهل الشر، وهذا من الخيانة لولاة الأمور. أما الدعاء لهم وعدم ذكر معائبهم في المجالس، فهو من النصيحة لهم، ومن كان يريد أن ينصح الإمام فإنه يوصل النصيحة إليه في نفسه، إما مشافهة، وإما كتابة، وإما بأن يوصى له من يتصل به ويبلغه عن هذا الشيء؛ وإذا لم يتمكن فهو معذور.
أما أنه يجلس في المجالس أو على المنابر أو أمام أشرطة ويسب ولاة الأمور ويعيبهم، فهذا ليس من النصيحة، وإنما هو من الخيانة لولاة الأمور، والنصيحة لهم تشمل الدعاء لهم بالصلاح، وتشمل ستر عيوبهم وعدم إفشائها على الناس، وكذلك من النصيحة لهم: القيام بالأعمال التي يكلونها إلى الموظفين، ويعهدون بها إلى الولاة في القيام بها، هذا من النصيحة لولاة الأمور".إهـ
وقد سئل حفظه الله تعالى: وقد سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - :ما رأي فضيلتكم في بعض الشباب الذين يتكلمون في مجالسهم عن ولاة الأمور في هذه البلاد بالسب والطعن فيهم ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا كلام معروف أنه باطل وهؤلاء إما أنهم يقصدون الشر وإما أنهم تأثروا بغيرهم من أصحاب الدعوات المضللة الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها .
نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية .
أما أننا نتخذ من العثرات والزلات سبيلاً لتنقص ولاة الأمور أو الكلام فيهم أو تبغيضهم إلى الرعية فهذه ليست طريقة السلف أهل السنة والجماعة .
أهل السنة والجماعة يحرصون على طاعة ولاة أمور المسلمين وعلى تحبيبهم للناس وعلى جمع الكلمة هذا هو المطلوب . والكلام في ولاة الأمور من الغيبة والنميمة وهما من أشد المحرمات بعد الشرك لا سيما إذا كانت الغيبة للعلماء ولولاة الأمور فهي أشد لما يترتب عليها من المفاسد من تفريق الكلمة وسوء الظن بولاة الأمور وبعث اليأس في نفوس الناس والقنوط( ) .

كلام الشيخ صالح بن غانم السدلان:

وقد قال فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان - حفظه الله تعالى - كما في " مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري " ( ص 88 ) جواباً عن سؤال على من قصر الخروج على الخروج بالسيف ،وظن أن التهييج بالكلام ليس خروجاً ؟

فقال - حفظه الله تعالى - : " هذا السؤال مهم، فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية ،معتقداً أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط ،والحقيقة أن الخروج لايقتصر على الخروج بقوة السلاح، أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط ،بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح، لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يُرَبِّيه إلا الكلمة، فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس ،ونظن منهم الصلاح - إن شاء الله تعالى - : عليهم أن يتريثوا ،ونقول لهم : رويداً ،فإن صَلَفكم وشدتكم تربي شيئاً في القلوب، تربي القلوب الطرية التي لاتعرف إلا الاندفاع ،كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبواباً،ليتكلموا وليقولوا ما في نفوسهم - إن حقاً ،وإن باطلاً -.

ولا شك أن الخروج بالكلمة ،واستغلال الأقلام بأي أسلوب كان ،أو استغلال الشريط ،أو المحاضرات ،والندوات، في تحميس الناس على غير وجه شرعي؛ أعتقد أن هذا أساس الخروج بالسلاح ، وأُحَذِّر من ذلك أشد التحذير ،وأقول لهؤلاء :عليكم بالنظر إلى النتائج ،وإلى من سبقكم في هذا المجال ، لينظروا إلى الفتن التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية ،ما سببها، وما الخطوة التي أوصلتهم إلى ما هم فيه ؟!! فإذا عرفتا ذلك ؛ ندرك أن الخروج بالكلمة ،واستغلال وسائل الإعلام والاتصال للتنفير والتحميس والتشديد ؛ يربي الفتنة في القلوب " اهـ .

كلام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
قال حفظه الله تعالى في فتاوى في العقيدة والمنهج :" السؤال : هل يكون الخروج على ولاة الأمر بالكلام أو لابدّ من الخروج عليهم بالسيف؟
الجواب : بداية الخروج بالكلام ؛الكلام في تهييج الناس وتثو يرهم وشحنهم وإلقاء البغضاء بين الناس ؛هذه فتنة قد تكون أشدّ من السيف ,ما يكون السيف إلاّ تعبيرا عمّا في النفوس ,ولهذا عبد الله بن إباض - رئيس الإباضية من القعدة - يعدّ من الخوارج , يعني يحرك الناس بالكلام ,وفرقة سموها : ( القعدية ) وهم من الخوارج يعني يحركون الناس بالكلام .

هو بيّن قال : " رحمة لهم " حتى لو كان رحمة ,الرحمة لا يمنع من أن تعطي الظالم حقّه , هو كان يريد أن يخرجوا من الإسلام ,ما كان يريد يقتلون , ما يريد أن يكون هذا مصيره أدركته الرحمة ,لكن قال فيهم كلمة الحقّ التي يستحقّونها ؛يعني ما بكى بكاء التماسيح سياسة وإلاّ مثل بكاء الروافض ,بكى بكاء رجل صادق مخلص رحمهم فعلا ,لكن هذه الرحمة وهذه العاطفة لا تمنعه من أن يقول الحقّ ".

هذا كلام العلماء يا بوجملين الذين قد إنحنت ظهورهم وشابت لحاهم في ميدان العلما تعلما وتعليما و على رٍأسهم النبي صلى الله عليه وسلم مرورا بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعين و انتهاءا بعلماء العصر الحاضر فتمسك به يا بوجملين وتأمله وأفهمه فهوليس بكلامي أنا كما قلت لي
يتبع ..................

محمد أبو عثمان
2007-08-18, 18:23
قلت يا بوجملين :" 03/اين هي مواضيعكم عن محنة فلسطين ومعاناة المجاهدين الابطال من حركة المقاومة الاسلامية حماس ومن بقية الفصائل الاخرى أم ان النقاش هنا ينصب على ما يجوز وما لا يجوز والمسح على الخفين و.... "
فأقول لك إن من الفخر أن يكون المرء عالما بما يقيم به عباداته وسلفنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأتركك مع حديث واحد للعبرة والتذكر لعلك تنتبه عن سلمان قال : قال لنا المشركون : إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة ! فقال : أجل ، إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه ، أو يستقبل القبلة .. الحديث . رواه مسلم

ولعمري إن كان الاشتغال بتعلم المسح على الخفين وهو من العلم الشرعي الواجب على المرء تعلمه مما أصبح في نظر البعض من الأمور الغير مرغوبة فأقول شناعة هذا القول كافية في الرد على قائله والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به .

وهنا قد ألح علي سؤال أطرحه لزيادة البيان والتوضيح هو من الذي يتكلم في النوازل وأمور السياسة ؟

أترك الإجابة للشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله في كتابه الماتع مدارك النظر في السياسة الشرعية يقول حفظه الله تعالى :" هذه مجرد تنبيهات سريعة، وإلا فحديثي هنا منصبٌّ على شروط مَن يتصدَّى للفتيا في النوازل السياسية، وأخصُّ من هذه الشروط شرطاً واحداً؛ لأنَّه الأهم، ولأن جل العاملين في هذا الميدان لا يراعونه، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يَسوغ لهم الإفتاء ويَسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرضُ الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم رسول الله : » إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها « ".
قلت: أي بلوغ درجة الاجتهاد كما قال الماوردي: " العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام" ، وقال الشاطبي: " بل إذا عرضت النوازل روجع بها أصولها فوُجدَت فيها، ولا يجدها مَن ليس بمجتهد، وإنما يجدها المجتهدون الموصوفون في علم أصول الفقه "
.
فتدبر هذا العلم! وتدبر هذه الدقة التي لو حرص الإسلاميون على تحقيقها لصانوا هذا الدين من عبث حدثاء الأسنان.

ويشبهه قول محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في شروط الإمام: " أن يكون ممن يصلح أن يكون قاضياً من قضاة المسلمين، مجتهداً يمكنه الاستغناء عن استفتاء غيره في الحوادث "..." ومن أراد الزيادة فليرجع للكتاب المذكور

وقال الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله تعالى:" قال الله تعالى:{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} وقال ابن القيم: " العالِم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يَسوغ لهم الإفتاء ويَسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرضُ الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم رسول الله : (( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها )) ".
• وبيانَ أنه لا يفتي في دقائق الجهاد إلا هو، وأنه يَحرُم استفتاء طلبة العلم فيها ـ فضلاً عن غيرهم ـ مهما زعموا أنهم فقهاء الواقع:

قال ابن تيمية: " وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق ـ أي دقائق أحكام الجهاد ـ من وظيفة خواص أهل العلم .. ".
•وبيانَ أنه لو أفتى فيها مَن ليس في رتبة العالم المجتهد أفسد البلاد وأرهق العباد؛ لأن العالِم يشمّ الفتنة قبل وقوعها، وأما غيره فلا يعرفها إلا إذا وقع فيها، وقد لا يعرفها:

قال الحسن البصري: " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كلُّ عالم، و إذا أدبرت عرفها كلُّ جاهل " اهـ

تأمل يا بوجملين من هو الذي يتكلم في النوازل لست أنا ولا أنت بل العلماء بالشريعة فهلا أمسكت عن الكلام في قضايا الأمة وتركته لأهله فهو خير لك :" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "

فالله الله يا بوجملين في نفسك وكفانا ما حصل في بلاد الإسلام بسبب ذكر الحكام والتشهير بهم وذكر عيوبهم فقد جر علينا الويلات وما حدث في الجزائر الحبيبة بسبب ذلك ليس عنك ببعيد والله المستعان.

وأخيرا وخير ما أختم به كلامي حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ف عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " متفق عليه

يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله-في كلمة مستوعبة - : ( وأما النصيحة لأئمـــة المسلمين ، وهم ولاتهم ؛ من السلطان الأعظم ، إِلى الأمير ، إِلى القاضي ، إِلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة ، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم ، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إِمامتهم ، والاعترافِ بولايتهم ، ووجوبِ طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث الرعية على طاعتهم ، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله ، وبذل ما يستطيع الإِنسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إِليه في رعايتهم ، كلُّ أحد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق ، فإن صلاحَهم صلاحٌ لرعيتهم .

واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإِشاعة مثالبهم ، فإِن في ذلك شراًّ وضررا وفسادا كبيرا، فمن نصيحتهم الحذرُ والتحذيرُ من ذلك. وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن يُنبِّههم سراً لا علنا ،بلطف وعبارة تليقُ بالمقام ويحصل بها المقصود ، فإِن هذا مطلوب في حق كل أحد ، وبالأخص ولاةُ الأمور ، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علامة الصدق والإخلاص ...).

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

boudjemline
2007-08-18, 23:46
والله لا اريد الدخول في نقاشات ومهاترات شخصية ولكن يا اخي لا تقولني ما لم اقل للمرة الثالثة أنا اكدت على وجوب تبيان الحقيقة للناس سواء كانت جيدة او سيئة الامر سيان وذلك حتى يدركوا الاخطار التي تحوم بهم وبدينهم والامر يتعلق هنا بمواقف وافعال مسيئة جدا بل وفي بعض الاحيان كارثية على الامة والسكوت عنها كالسكوت عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرص والعياذ بالله .
01/ انا لم اقلل من مسالة المسح على الخفين حبيبي افهمني جيدا انا فقط نبهت الى ان هناك امور اخطر واكبر في الوقت الراهن مع يقيني ان علم الاولويات ابعد ما يكون على اصحاب الفكر (السلفي ) وضعتها بين قوسين لانها تسمية خاطئة فكلنا سلفيون ونتبع السلف ولا احد يزايد على ذلك .
02/ هذا الفكر الذي تمثله هو عبارة عن تخذير للشعوب ومحاولة الهائهم وإغراقهم في جزئيات وترك الامور الاساسية والمصيرية وهو فكر بالمناسبة سبق دخول التتار الى بغداد .
03/يا أخي تاكدت اليوم تماما أننا امام فكر متخلف يريد الحجر على الاخر واذكرك اخي انك اسات استعمال الكثير من الايات والاحاديث ووض

boudjemline
2007-08-18, 23:57
اكمل :ووضعتها في غير موضعها وارجع واذكرك انك مجرد شخص من العامة ولست اهلا للفتوى فالزم حدود ذلك
أين الاجابة عن سؤالي لما لم تجب عنه
لا ادري لما يحاول الاخوة اصحاب (الفكر السلفي ) كما يسمون انفسهم الحجر على الناس وخنق ارائهم وافكارهم لمجرد انهم يعتقدون انها خاطئة وكانهم ممثلو الله في الارض سبحان الله ينكرون حتى اختلاف اهل العلم فيما بينهم
04/ بقي فقط ان اقول لك اني لا اريد بارادتي ان ادخل معك في نقاش بيزنطي وحوار طرشان كرهنا منه وجربناه الف مرة مع امثالك من اصحاب هذا الفكر لاني لو فعلت ذلك اكون قد وقعت في فخ اهدار الوقت والجهد في امور ليست من اولويات المرحلة الراهنة رغم اهميتها وبالتالي لن ارد عليك بعد هذا
والله اكبر ولله الحمد

محمد أبو عثمان
2007-08-19, 08:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا أتوقف ويظهر أن بوجملين لا يملك سوى الإتهمات ورمي المخالف بالتعصب مع تجاهل لكلام العلماء وهنا أترك الحكم لمن يطالع الموضوع ليعرف الحق بدليله من الكتاب والسنة ومنهج السلف الذي إدعى بوحملين النسبة إليهما
والدعاوى مالم تقيموا عليها ***** بينـــــــــات أبنائها أدعيــــــــاء

فلو كنت يا بوجملين منتسبا لمنهج الصالح كما ذكرت لما خالفتهم ولم تذكر حتى دليلا واحدا يؤيد ماذهبت إليه بل دليلك كان مجرد رمي المخالف بما سطرته يداك.

وهنا أنا أسأل بوجملين ولعله لن يجيب عن أسئلتي كما هي عادته ماهي الفائدة المرجوة من ذكر مثاب الحكام والتشهير بهم ما الذي تريده بأن تبين حقيقة الحكام للناس ما هي الغاية وأكرر ما هي الغاية والفائدة المرجوة ؟
ثم هؤلاء الحكام الذين تتكلم عنهم هل هم مسلمون في نظر بوجملين أم غير ذلك ؟
ثم ما هو الدليل الذي خالفت به من ذكرتهم لك من العلماء وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هذا آخر ما سأكتب في الموضوع إن لم أجد من بوجملين الإجابة الصريحة بعيدا عن مهاتراته الساسية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خادم السنة
2007-08-19, 10:02
جزاك الله خيرا يا أبا عثمان
هل من إجابة يا "بوجملين"؟؟؟
مع الدليل الشرعي وسنتبنى رأيك لو فعلت

أبوعبدالله
2007-08-19, 10:54
جزاك الله خيرا أخي محمد على على ماجمعته لنا من كلام مدعما بالأدلة وفتاوى العلماء الموثوقين.

كما أطالب الأخ بوجملين أن ينقل و يعطينا أدلة على دعواه ، ليس مجرد دعاوى فارغة بارك الله فيك
نرجوا منك أدلتك أو إلزم الصمت أنفع لك أخي بوجملين كي تسلم يوم القيامة (( ماايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))

boudjemline
2007-08-19, 14:47
شكرا لأدعياء الفكر السلفي (*** (عبارة محذوفة) ليس هذا أسلوبا للرد يا أخي الفاضل - المشرفة - **** )على ردودهم التي يعتقدون انها على منهج السلف
هو فكر حقا يمثل افيونا للناس وتخديرا لهم على قضاياهم الاساسية ربي يهدينا ويهديكم ان شاء الله
والله اكبر ولله الحمد

ferhat39
2007-08-19, 22:06
قال الحكمـــــــــــــــــــــــــــــــاء

السب سلاح العاجـــــــــــــــــــــــــــــــــز

هذا الأسلوب لجأ إليه بوجملين بعد ان انسدت في وجهه كل المنافذ

يا بوجملين إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا

نعم ونعم الأعصار آيات واحاديث وكلام العلماء من عهد
الصحابة رضوان الله عليهم إلى علماء عصرنا كلهم بخلاف ماتقوله وتدعو الناس إليه .

فلم تردعك الآيات ولا الأحاديث ولا.....وركبت رأسك واتبعت هواك

ولو اتبعنا كلامك و ألزمناك بما فيه لضربنا بعضه ببعض لما فيه من

تناقض عجيب ومخالفة لما عليه اهل السنة والجماعة ...


إنا ندعوك يا بوجملين إلى ان تقيم الدلة والبراهين على كلامك

اما هذا الهراء العقلي فلله الحمد والمنة فقد أغنانا الله عنه
بالنصوص الشرعية المعصومة من الزلل.



وطالما عجبت من ترديدك بأن الكلام في الحكام وذكر مثالبهم ونشرها بين الناس

انه واجب ؟؟؟؟

هلا بينت لنا هذا الوجوب بالادلة الشرعية ؟؟

هذا الواجب عيني أم كفائي ؟؟

ما هو الأجر المترتب على هذا الواجب ؟؟اذكر آية أو حديث ؟؟

من قال بهذا الوجوب من العلماء الذين تتبعهم أو من غيرهم ؟؟

الآثاروالفوائد المجنية عند القيام بهذا الواجب في الدنيا قبل الآخرة ؟؟


و...........

أسئلة كثيرة جدا حول كل ما كتبته

ولكن نكتفي بما دكرنا علنا نجد ردا شافيا


وأذكرك ونفسي بقوله تعالى
{{{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }}الأعراف3

والسلام عليكم

خادم السنة
2007-08-20, 17:11
بوركت أخي فرحات على هذا التعقيب
أين الإجابة يا بوجملين؟
يبدو أنك خسرت هذه الجولة، أو فأتنا بدليل واحد فقط يدعم كلامك


الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإسلام واتباع القرآن و السنة ((بفهم سلف الأمة))

أختكم
2007-08-20, 18:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صراحة و من تتبعي للموضوع أرى أن أغلبكم و الأخ بوجملين تسيرون في طريقين متوازيين .. و لا أظن هذه الدعوات للأخ ستجدي نفعا ذلك أن الأخ المشرف حفظه الله طرح الموضوع شرعيا .. و الأخ بوجملين لازال متمسكا بأفكاره السياسية .. و استعمال مصطلح الوجوب بالنسبة له ليس نفس الإستعمال الذي تستعمله أخي فرحات و أخي خادم السنة ... أظن أن الأخ المشرف كفى ووفى و لعل أخانا بوجملين يعيد قراءة ما كُتب سلفا عندما ينسى السياسة قليلا .. فهذا سيكون أفضل لفهمه ...

وأظن ياأخي بوجملين أنك تجاوزت على المشرف و السلفيين و هذا ليس أسلوبا للنقاش و لم يقل المشرف أبدا أن هناك شيئا من كلامه بل نقل ما يفيد من أقوال الشيوخ قديما و حديثا في هذا الموضوع...ولولا أني أردت ترك الأمر للمشرف أبوعثمان لفضله و عِلمِه عليَّ لحذفت كثيرا من عباراتك و ما فعلت ذلك احتراما له أولا و لأنه أجابك بما يكفي ثانيا

و إن كنت أخي بوجملين جزائريا عاصرت المحنة أُذَكِّرُك بما حدث في بلدنا أمَّنه الله
عندما سُبَّ الحكام علنا ..و كنت صغيرة و كان يعجبني ذلك ! لأنني ظننته الحق (ولعل بعضه أو أغلبه حق) و حتى و إن كان حقا فهل رأيت النتيجة ...

آراء العلماء تُلخص في أمر و أتمنى أن لا أخطئ و هو أن الصبر على أذى الحاكم (ما لم يكفر) أهون من السقوط في الفتنة فبِربك ياأخي و لست أدري ماسنك لأعلم درجة وعيِك بالموضوع إن ما حدث في الجزائر لهو أقوى دليل على كثرة مفاسد الخروج على الحكام و سبِّهم!

وإن كنت قلت أنك لا تدعو لسبهم فأقول لك أخي أن نقدهم علنا سيؤدي حتما إلى السب و السب إلى الخروج عاجلا أم آجلاً

كلنا يعلم أخطاء حكامنا و لكن انتقادهم علنا يسبب التفرقة بين العامة! و من ثمَّ الفتنة و هذه هي الكارثة



هدانا الله وإياك

حسام الدين محمد
2007-08-20, 23:33
الي السيد بوجملين نرجو منك التدخل لأن خصومك يحذفون الموضوعات التى تدعم فكرتك ويتركون الموضوعات المؤيدة لأفكارهم

نرجو من المشرف الديموقراطي أن يكتب ردي الذي حذفه عمدا

أختكم
2007-08-20, 23:58
أخي حسام لماذا تبالغ لسنا هنا خصوما أناهي من حذفت المشاركات الأخيرة وليس الأخ أبو عثمان فلا تتهمه زورا!! ولعلك تعرف لماذا

نحن هنا لنتعلم مع بعض و ليس لنتناهش فقليلا من التعقل رجاءً إن كانت ذاكرتك جيدة فحتى مشاركة المشرف أبو عثمان حذفتها طبعا تعليقا !

ياأخي هذا الأسلوب في النقاش لا يفيد في شيء !



الي السيد بوجملين نرجو منك التدخل لأن خصومك يحذفون الموضوعات التى تدعم فكرتك ويتركون الموضوعات المؤيدة لأفكارهم

محمد أبو عثمان
2007-08-21, 11:57
جزى الله الأخت المشرفة خيرا على التوضيح وبارك الله فيك

محمد أبو عثمان
2007-08-21, 12:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا بوجملين ويا حسام الدين ماذا تريدان من وراء التكلم على عيوب الحكام وإظهارها للناس ما هي الفائدة المرجوة وماهي الغاية التي تريدون الوصول إليها أجيبوني بالله عليكم أجيبوني بصراحة لا أقل و لا أكثر ؟


يقول الشيخ بن عثيمن رحمه الله تعالى :" ومن الأمور التي يهملها كثير من الناس انهم لا يحترمون أعراض وُلاة الأمور ، تجد فاكهة مجالسهم - نسأل اله العافية وأن يتوب علينا وعليهم - أن يتكلموا في أعراض وُلاة الأمور، ولو كان هذا الكلام مجدياً وتصلح به الحال لقنا لا بأس وهذا طيب، لكن هذا لا يجدي، ولا تصلح به الحال، وإنما يوغر الصدور على وُلاة الأمور ، سواء كانوا من العلماء أو من الأمراء.
تجد الآن بعض الناس إذا جلس في المجلس لا يجد أُنسه إلا إذا تعرض لعالم من العلماء، أو وزير من الوزراء، أو أمير من الأمراء، أو من فوقه ليتكلم في عرضه، وهذا غير صحيح، ولو كان هذا الكلام يجدي لكنا أول من يشجع عليه، ولقلنا لا بأس ، المنكر يجب أن يزال ، والخطأ يجب أن يصحح، لكنه لا يجدي، إنما يوغر الصدور ويكره وُلاة الأمور إلى الناس، ويكره العلماء إلى الناس، ولا يحصل فيه فائدة "

تأملوا كلام هذا العالم الذي أفنى حياته في طلب العلم وتعليمه وكان له الفضل في القضاء على الفتنة التي مرت بها بلدنا الحبيبة هو وصاحباه الشيخ بن باز والشيخ الألباني رحمهم الله جميعا حينما اعلونها صريحة لا يجوز ذكر مثالب الحكام ولا التشهير بهم ولا الخروج عليهم ولكن أهل العواطف الغير منضبطة بالشرع خالفوهم كحالكما معنا هنا وقالوا يجب أن نبين حقيقة الحكام للناس ونفعل ونفعل وماذا حدث 10 سنوات من الفتنة راح ضحيتها أكثر من 100.000 نفس مسلمة بريئة كل هذا بسبب هذا الكلام الذي ترددانه يا بوجملين ويا حسام الدين فالله الله في أنفسكم وفي المسلمين .

وأعيدها هنا أنا أنتظر منكما الإجابة يا بوجلمين ويا حسام الدين إجابة صريحة على أسئلتي : ماذا تريدان من وراء التكلم في عيوب الحكام وإظهارها للناس ما هي الفائدة المرجوة وماهي الغاية التي تريدون الوصول إليها أجيبوني بالله عليكم أجيبوني بصراحة لا أقل و لا أكثر ؟

madridano
2007-08-21, 15:47
http://img76.imageshack.us/img76/3230/wh75775738fs2hf9.gif

حسام الدين محمد
2007-08-21, 19:51
أنا لم أتهمه زورا هذه أولا فليس بيني وبين الرجل أي عدواة سابقة، وأنت تعلمين ما ورد في رده عليّ . ولا داع لذكر ما قال

محمد أبو عثمان
2007-08-21, 19:53
لم تجب عن سؤالي يا حسام الدين ؟

أختكم
2007-08-21, 21:51
ياأخي حسام حفظك الله و رعاك أنت لا تفهم ما نقصده في كلامنا لا أنا و لا أخي المشرف ..لو تريثت قليلا رجاء ... أعد قراءة آخر كلامي قلت لك لاتتهمه زورا بحذف مشاركاتك لأنني أنا من حذفتها وأعرف أنه لامكان للعداوة هنا!

أرجو لو نتقدم في النقاش و لْيُحسِن كلٌّ منا الظنَّ بالآخر ...أتمنى فعلا أن أرى تسامحا و ليونة أكثر في التعامل فنحن على أبواب الشهر الفضيل

أنا لم أتهمه زورا هذه أولا فليس بيني وبين الرجل أي عدواة سابقة، وأنت تعلمين ما ورد في رده عليّ . ولا داع لذكر ما قال

أبومارية علي
2007-08-21, 22:36
نسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا

BEST ALGERIA
2007-08-21, 23:14
.... السلام عليكم

يا خويا أبو عثمان يعطيك الصحة على الموضوع ولكن هل الحكام الذين هم في وقتنا

الحالي لهم نفس مقاييس الحكام في أزمنة العدل حيث كان الحاكم يتجول في المدينة

ويذهب ويطمئن على أحوال الناس بل لا يتعرف عليه الناس من كثرة تواضعه أما

الآن الحاكم لكي يخرج من قصره يجب أن يكون معه جيش من الحراس الشخصيين

والشرطة التي تأمن الطريق والبروتوكولات والمخابرات يتحركو أتسمي هؤلاء

بالحكام حسب رأيي هؤلاء ليسوا حكاما ولا أعتبرهم حكاما لذا فأنني سأظل وأظل

أدعي على الحكام بأن يسقط الله عليهم أكبر المصائب والأمراض التي لا علاج لها يا

أخي هذا ليس حاكما كل يوم في بلاد من البلدان يتجول أما الرعية فهناك من قضى

عليه المرض أو مشاكله الإجتماعية يا أخي أخرج إلى الشوارع تجول تعرف ماذا

يحدث في بلادنا كارثة نعم كارثة حقيقية وأتوقع أنه لن يطول الوقت حتى تقوم عندنا

حرب أهلية يا إخواني راني رايحين للهلاك وهذا ليس تهويل بل حقيقة أي حاكم هذا

الذي يشجع على إنشاء بيوت الدعارة والفسق والملاهي الليلية يا أخي بل هناك تدعيم

لمن يفتح محل لبيع الكحول أو غيرها بل ولديه سجل تجاري ويعمل في النهار يا أخي

في وقتنا الحالي أصبح من المستحيل أن تمشي في الشارع مع أبيك أو أمك يا أخي

لأنك ستلتقي بأحد الشباب يغازل إحداهن أو أحدهم مخمور يتفوه بكلام بذيء إلى

غير ذلك من المظاهر التي أصبحت عادية لمذا أصبحت عادية أخي هذا كله راجع

إلى الحاكم وليس في الجزائر فقط بل في كل البلدان العربية أنت في رأيك السعودية

الدولة الإسلامية دولة تطبيق أحكام الشرع .... أنظر ما يحدث في مدينة الرياض

الملاهي الموجودة هناك أكثر من المتواجدة ربما حتى في لاس فيغاس الأمريكية يا

أخي ربما أنت لا تعلم حقيقة واقعنا ... حيث أصبح الحاكم يتدخل في شؤون الأئمة

فمثلا الآن إذهب يوم الجمعة واسمع الدرس أو الخطبتين أتعرف ماذا يحدث الإمام

يتلقى موضوع درسه أو خطبته من الشؤون الدينية وإذا خرج عن موضوعه وذهب

إلى توعية الشباب وإظهار الحرام من الحلال فيتم توقيفه وربما تلفيق تهمة له بانتمائه

إلى الجماعات الإرهابية ... وتأتي وتقول لي لاتسب الحاكم لو هناك شيء أكثر من

السب لقمت به .... وهذه وجهة نظري الشخصية

... مع تحياتي ... BEST ALGERIA

نائل
2007-08-22, 02:13
بسم الله الرحمن الرحيم

( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل،125

حيث أن عنوان الموضوع هو عدم جواز سب الحكام، و لكن أثناء قرائتي لتدخلات الأخ محمد أبو عثمان رأيت بعض الأحكام الفاصلة في كيفية النصيحة لولي الأمر، مع أنها فيها اختلاف بين العلماء...



الصورة الأولى : النصيحة لولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً .

النصيحة لولي الأمر سراً أصل من أصول المنهج السلفي الذي خالفه أهل الأهواء والبدع كالخوارج :

إذ الأصل في النصح لولي الأمر الإسرار بالنصيحة وعدم العلن

الصورة الثانية : نصيحة السلطان أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً .
و هذه الصورة محرمة لا تجوز للأمور التالية :

و الصورة الثالثة: نصيحة السلطان فيما بينه وبين الناصح سراً ثم ينشرها بين الناس:
وهذه الصورة محرمة لما يلي :




الصورة الرابعة : نصيحة ولي الأمر في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب ونحوها :
و هذه الصورة محرمة لما يلي :


و أورد في هذه العجالة للفائدة وسائل تقييد السلطة في الفقه الإسلامي على أساس مبدأ الحسبة (للشيخ حامد بن عبدالله العلي):

و نذكر هنا وسيلة واحدة من بين الأربع المذكورة : حرية الكلمة والتعبير عن الرأي

ومن صورها العصرية حرية الصحافة ، وكالحصانة التي يعطيها المجلس النيابي لأشخاص ينتخبهم الشعب ، ولهم الحق في النقد العلني والمحاسبة والانتقاد لكبح جماح السلطة .

وأصل ذلك في الفقه الإسلامي ضمان بذل النصيحة وبقاؤها حقاً عاماً للرعية لا يجوز مصادرته من قبل السلطة ما دام في دائرة الكلمة الحرة ، كما صح في الحديث عن تميم الداري رضي الله عنه مرفوعاً : ( الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .

ولهذا وجدنا في الأحاديث أعلى درجات الحض على العمل بهذا المبدأ ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أفضل المسلمين عملاً من ينتقد السلطة إذا جارت كما روى النسائي عن طارق بن شهاب البجلي أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز .. أي الجهاد أفضل ؟ قال : (كلمة حق عند سلطان جائر ) ، وعن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) رواه الحاكم والضياء في المختارة .

ومعلوم أن الجهاد أفضل متطوع به ، وفي هذا الحديث أن أفضله هو كلمة الحق الناقدة لجور الحاكم .

وليس في هذا ما يقتضي إسراراً لكلمة النقد ، بل هو إلى الحض على إعلانها أقرب ، لأن ما جعلت أفضل الجهاد إلا من أجل أن في الإعلان التعرض لبطش الظالم وفي ذلك أعظم البذل للجهد وارتكاب المشقة في سبيل الله تعالى ، وإما الإسرار فليس فيه في الغالب بذل النفس لأنه ليس مظنة القتل غالباً ، ولأن في ذلك تخويف الحاكم الجائر من تشجيع المجاهر بالإنكار لغيره على الإنكار أيضاً مما يؤدي إلى ارتداعه عن الظلم ، فهي في الحقيقة وسيلة مؤثرة لكبح جماح السلطة وتقييدها .

أمثلة من النقد العلني للحاكم :

ومن الأمثلة التي ذكرت في التاريخ لقيام العلماء بهذا الواجب المهم ما يلي :

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : (خرجت مخاصراً مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير من الصلت قد بنى منيراً من طين فإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر ، وأنا أجره نحو الصلاة ، فلما رأيت ذلك منه قلت : أين الابتداء بالصلاة ؟ فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم ، قلت : كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ، ثلاث مرات ثم انصرف )رواه مسلم ، وروى أيضاً عنه قال : ( إن أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة ، فقال : قد ترك ما هنالك ، فقال أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. الحديث ) وفي هذين الحديثين أن أبا سعيد أنكر على الوالي وكذلك أنكر ذلك الرجل علناً ، قال النووي ) :أو أنه خاف وخاطر بنفسه وذلك جائز بل متسحب ، ويحتمل أن أبا سعيد هَمَّ بالإنكار فبادره الرجل فعضده أبو سعيد ) وقال : ( وأما قوله فقد قضى ما عليه ففيه تصريح بالإنكار أيضاً من أبي سعيد ) (شرح مسلم 2/22) .

وقال الإمام عبدالرحمن بن أبي بكر الحنبلي في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص201 :(والمقصود أنه كان من عادة السلف الإنكار على الأمراء والسلاطين والصدع بالحق وقلة المبالاة بسطوتهم إيثاراً لإقامة حق الله سبحانه على بقائهم واختيارهم لإعزاز الشرع على حفظ مُهَجهم واستسلاماً للشهادة إن حصلت لهم ) وقال : ( يجوز للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يعرض نفسه للضرب والقتل إذا كان لأمره ونهيه تأثير في رفع المنكر أو كسر جاه الفاسق أو تقوية قلوب أهل الدين ) .

ومما ذكر في التاريخ أيضاً في هذا الباب ما ذكره ابن عبدالهادي في العقود الدرية في مناقب ابن تيمية من جملة أشياء تدل على استعماله هذا المبدأ في الحسبة على الدولة ، من ذلك موقفه مع السلطان محمد بن الناصر قلاوون في أول مجلس له بعد رجوع الحكم إليه في محضر أعيان العلماء والكبراء والشيوخ والقضاة والأمراء ، وعرض على السلطان طلب من النصارى بدفع مال زيادة على ما كانوا يدفعون ليؤذن لهم بالعودة إلى ما كانوا يلبسون مثل المسلمين ، فسكت الحاضرون ، فجثا الشيخ على ركبتيه وقال للسلطان : ( لا تفعل وإني أعيذك أن يكون أول مراسيمك – في أول مجلس لك بعد أن عاد الله إليك الملك ونصرك على عدوك – أن تنصر فيه الكفار وتعزهم من أجل الدنيا الفانية )(1/281) .

ومن ذلك ما ذكره الذهبي في ترجمة أبي بكر النابلسي : ( قال أبو ذر الحافظ : سجنه بنو عبيد ، وصلبوه على السنة ، سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ، ويقول : كان يقول وهو يسلخ : (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) قال أبو الفرج بن الجوزي : أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي ، وكان ينزل الأكواخ فقال له : بلغنا أنك قلت : إذا كان مع الرجل عشرة أسهم ، وجب أن يرمي في الروم سهماً ، وفينا تسعة ، قال : ما قلت هذا ، بل قلت : إذا كان معه عشرة أسهم ، وحب أن يرميكم بتسعة ، و،ن يرمي العاشر فيكم ، أيضاً ، فإنكم غيرتم الملة ، وقتلتم الصالحين ، وادعيتم الإلهية ، فشهره ثم ضربه ، ثم أمـر يهودياً فسلخه وقيل. سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه ، فكان يذكر الله ، ويصبر حتى بلغ الصدر ، فرحمه السلاخ فوكزه بالسكين في موضع قلبه فقضى عليه ) (سير أعلام النبلاء 16/148).

ومن ذلك أيضاً ما رواه ابن الجوزي في المنتظم عن الإمام أحمد بن بديل الكوفي وكان قاضياً قال : ( بعث إلي المعتز رسولاً بعد رسول فلبست عمتي ولبست نعلا طاقاً ، فأتيت بابه فقال الحاجب : يا شيخ ، نعليك ! فلم ألتفت إليه ودخلت الباب الثاني فقال الحاجب نعليك ! فلم ألتفت إليه فدخلت الباب الثالث ، فقال الحاجب : يا شيخ نعليك ! فلم ألتفت إليه ثم قلت : أبا لوادي المقدس أنا فأخلع نعلي ؟ فدخلت بنعلي ، فرفع المجلس وجلست على مصلاه ، فقال أتعبناك أبا جعفر ؟ فقلت : أتعبتني وذعرتني ، فقال : ما أردنا إلا الخير ، أردنا أن نسمع العلم ، قلت : ألا جئتني ؟ فإن العلم يؤتى ولا يأتي ، قال نعتب أبا جعفر ، فقـلت : خلبتني بحسن أدبك أكتب ما شئت ، فأخذ الكتاب والدواة والقرطاس ، فقلت : أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد ؟ قال : فيم أكتب ؟ قلت : في رق بحبر ، فأخذ الكتاب يريد أن يكتب ، فأمليت عليه حديثين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة ، والثاني : ما من أمير يأمر عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً ) (12/140) .

وبالجملة فالأمثلة كثيرة ، وهى وإن كان بعضها لم تجتمع فيه شروط الصحة من جهة الإسناد ، غير أنه مما لم يعلــم كذبه فتجوز روايته تحت أصل صحيح ، ومعلوم أن قيام العلماء بواجب الإنكار العلني على السلطة مع أمن وقوع مفسدة أكبر مستفيض استفاضة تغني عن التفتيش عن إسناد كل خبر على حدة ، والنماذج من تاريخنا كثيرة جداً ، ولهذا قال الإمام عبدالرحمن بن أبي بكر الحنبلي في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 201 : ( والمقصود أنه كان من عادة السلف الإنكار على الأمراء والسلاطين والصدع بالحق وقلة المبالاة بسطوتهم إيثاراً لإعزاز الشرع على حفظ مهجهم واستسلاماً للشهادة إن حصلت لهم ) .


وأما ما يقرره بعض الباحثين من أن نقد الحاكم الجائر لا يجوز أن يكون إلا سراً في جميع الأحوال ، فليس عليه دليل يقتضي الحصـر ، حتى لو سلم صحة حديث عياض بن غنم الذي يدل على بذل النصيحة للسلطان سراً – مع أنه متكلم في إسناده – فإن سبيل الجمع بينه وبين الأحاديث التي تعارضه أن يحمل ما ورد في شأن الإسرار على ما كان من النصيحة في مخالفات الحاكم القاصرة عليه ، وما ورد في الإعلان على المنكر المتعدي كالظلم وإشاعة الفساد ونحو ذلك ، ولم يزل العلماء يوفقون بين النصوص التي يظن بينها تعارض على هذا النحو ، كما قيل في التوفيق بين أحاديث استقبال القبلة واستدبارها في قضاء الحاجة ، ونقض الوضوء بلمس الذكر ، وصلاة المأمومين إذا صلى الإمام جالساً ، وأحاديث نفي العدوى مع الأمر بالفرار من المجذوم ، وما ورد في المخابرة في باب المزارعة ، ونحوها كثير ، وأما إلغاء النصوص التي عضدها عمل الفقهاء وعادة العلماء وتعطيل دلالاتها ، والتمسك بنص واحد دون سواه رضوخاً لضغط الواقع ، ثم تأويل الشرع ليوافقه ، فليس من صنيع أهل الفقه والتحقيق .

لتحميل الكتاب من هنا (http://hamed.books.googlepages.com/alhesbah.doc)

نائل
2007-08-22, 02:19
**التفريق بين إنكار المنكر و بين الخروج على الحاكم ، إذ ليس كل من أنكر منكراً على حاكم ذي سلطة ( شرعية أو غير شرعية ) خارجاً عليه بمجرد الإنكار فضلاً عن أن يكون خارجي المنهج و الفكر و المذهب ، كما يصوره البعض ، لأن الأمَّة مازالت تنكر على حكامها و ولاة أمورها سرّاً و جهراً ، بحسب الإمكان ، و ما يقتضيه الحال ، و لم نقف في تاريخنا المديد على من اتُّهم بالخروج ، أو نسب إلى الخروج أصلاً ، فضلاً عن أن ينسب إلى الخوارج ( كطائفة ) لمجرد إنكار المنكر – علانيةً - على الحاكم ، و دعوته إلى العدل و الإنصاف و ردِّ المظالم و إحقاق الحق .
و يشهد لهذا تبويب الإمام مسلم في صحيحه بما يؤكد على التفريق بين الإنكار الواجب و الخروج المحرم بقوله : بَابُ وُجُوبِ الإِنْكَارِ عَلَى الأُمَرَاءِ فِيمَا يُخَالِفُ الشَّرْعَ ، وَ تَرْكِ قِتَالِهِمْ .اهـ .
و ما رواه ابن ماجة في سننه بإسنادٍ صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) ، و في رواية : ( كلمة حقًّ ) .
و ما صح في سننه أيضاً من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، أنه قال : عرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلٌ عند الجمرة الأولى ، فقال : يا رسول الله أيُّ الجهاد أفضل ؟ فسكت عنه . فلما رمى الجمرة الثانية سأله ، فسكت عنه . فلما رمى جمرة العقبة وضَعَ رِجْلَه في الغَرْز ليَركب ، قال : ( أين السائل ؟ ) قال : أنا يا رسول الله . قال : ( كلمة حق عند ذي سلطان جائر ) .
قلتُ : لو كان إنكار المنكر على السلطان الجائر منكَراً ، لما كان القيام به أفضل الجهاد في سبيل الله ! و لما جعل من قُتِل دون ذلك في مقام سيِّد الشهداء ، كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلَّم إذ قال : ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، و رجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله ) رواه الحاكم في مستدركه عن جابر بإسناد صحَّحه ، و أقرَّه الذهبي .


**أن تقييد الإنكار بالإشهار أو الإسرار أمر تحكمه مقاصد الشريعة ، و يجب ضبطه بضوابطها ، و ينظر إليه من خلال المصالح المترتبة على القيام به ، و المفاسد المترتبة على تركه ، و هذا يختلف بحسب الأمور المنكرة ، و حال المنكِر ، و المنكَر عليه ، و أسلوب الإنكار ، لذلك رأينا أئمة السلف ينكرون المنكر على الحاكم علانية تارةً ، و خفيةً تاراتٍ أُخَر ، فيما بينهم و بين الحاكم ، دون أن يتحجَّر أحدهم واسعاً ، أو يحمل الناس على رأيه مكرَهين .

رابط البحث (http://saaid.net/Doat/Najeeb/14.htm)

حسام الدين محمد
2007-08-22, 09:40
نشكر الأخ Best Algeria على رده هذا وهو يعكس تصورا حقيقيا للواقع المرير الذي يعيشه الإنسان البسيط . والذي يكاد أن يموت من الفقر ، بل و ترى في عينيه مظاهر السخط والغضب حتى على أقرب الناس اليه ، فكيف تريده أن يدعو للحكام الذين يعيشون في البذخ والترف والرفاهية . فإن كان ولأبد أن ندعو لهم فإننا ندعو لأمثال هارون الرشيد الذي خاطب السحابة بقوله أمطري حيث شئت فخراجك يأتني ، أو ندعو للمعتصم الذي لبى صرخة تلك المرأة المسلمة الأسيرة عند الروم والتى قالت ** وا معتصماه** ، أو ندعو لصلاح الدين الأيوبي الذي كان يبكي على القدس المحتلة من طرف النصارى وبقي كذلك حتى حررها من براثن الكفر، أو ندعو للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني والذي رفض بيع فلسطين وقال قولته المشهورة . و أما حكامنا فقد ذكر الأخ بعض أعمالهم وهى نزر قليل مما فعلوا . والله المستعان

محمد أبو عثمان
2007-08-22, 13:20
الحمد لله وحده رب الكون والعباد وقاهر الأحزاب والصلاة و السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأخيار الأطهار أما بعد : " اللهم رب جبرائيل وميكائيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما أختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "

يقول نائل في ما نقله عن حامد العلي :" وأصل ذلك في الفقه الإسلامي ضمان بذل النصيحة وبقاؤها حقاً عاماً للرعية لا يجوز مصادرته من قبل السلطة ما دام في دائرة الكلمة الحرة ، كما صح في الحديث عن تميم الداري رضي الله عنه مرفوعاً : ( الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .

أولا هذا الحديث ليس فيه دلالة على ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم إذ معنى النصيحة كما ذكره الحافظ بن حجر في الفتح:" وقال المازري : النصيحة مشتقة من نصحت العسل إذا صفيته ، يقال : نصح الشيء إذا خلص ، ونصح له القول إذا أخلصه له . أو مشتقة من النصح وهي الخياطة بالمنصحة وهي الإبرة ، والمعنى أنه يلم شعث أخيه بالنصح كما تلم المنصحة ، ومنه التوبة النصوح ، كأن الذنب يمزق الدين والتوبة تخيطه . قال الخطابي : النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له ، وهي من وجيز الكلام ، بل ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة" اهـ

هذ هو معنى النصيحة وهي إرداة الخير للمنصوح كما ذكره الخطابي في معالم السنن وإخلاص النصيحة له ومن تأمل هذا وجده أن ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم ليس من النصيحة في شيء وليس من إرادة الخير للمنصوح في شيء بل ما يفسده التشهير بهم وذكر مثالبهم أكثر مما يصلح والمتأمل لتاريخ الأمة الإسلامية يجد آثار التشهير بالحكام واضحة بينة جرت على الأمة الويلات والنكبات .

يقول الحافظ بن حجر رحمه في فتح الباري :" والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على ما حملوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلتهم عند الهفوة ، وجمع الكلمة عليهم ، ورد القلوب النافرة إليهم ، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن " اهـ

فتأمل كلام الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى وجمع الكلمة عليهم ورد القلوب النافرة إليهم وهذا لا يتأتى مع التشهير بهم وذكر مثالبهم فتنبه.

يقول النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :" وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه ، وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم . قال الخطابي رحمه الله: ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصدقات إليهم ، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة ، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ، وأن يدعو لهم بالصلاح "

فتأملوا كلام النووي رحمه الله تعالى :" وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم " فأين أنتم من التنبيه بلطف ورفق وأين تأليف قلوب الناس لطاعتهم لا يوجد بل هو متعارض مع ذكرتم من التشهير بهم وذكر مثالبهم فهو ليس من النصيحة التي أمر بها النبي صلى الله عليهم وسلم لولاة أمور المسلمين يا عباد الله فتأملوا كلام العلماء في شرح الحديث الذي أستدل به حامد العلي

ويقول الحافظ بن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم :" وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم ، وحب اجتماع الأمة عليهم ، وكراهة افتراق الأمة عليهم ، والتدين بطاعتهم في طاعة الله -عز وجل -، والبغض لمن رأى الخروج عليهم ، وحب إعزازهم في طاعة الله - عز وجل – " اهـ

فتأمل هذا الكلام من شراح الحديث فقد أجمعت كلمتهم على أن النصيحة إنما هي إرادة الخير للمنصوح ومن النصيحة للحكام حب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم بل والدعاء لهم كما ذكره النووي في شرح مسلم وهو داخل في النصيحة لهم ورحم الله الإمامين أحمد والفضيل بن عياض إذا قالا :" لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها في الإمام إذ بصلاحهم صلاح الأمة " فتأمله فإنه نفيس ومخالف لما قرر حامد العلي ونقله عنه نائل.

محمد أبو عثمان
2007-08-22, 13:23
أما بخصوص الأحاديث التي ذكرها نائل نقلا عن حامد العلي فليس متعارضة مع ما سبق وذكرته من أحاديث والتي منها حديث أسامة بن زيد ومناصحته لعثمان وغيره من الأحاديث الآمرة بطاعة الولاة والكف عن ذكر مثالبهم بل ما كان منها عاما فهو باق على عمومه وما كان منها خاصا يبقى على خصوصه وهنا بيان ذلك:"

ومما يستدلون به عموم أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل حديث من رأى منكم منكرا فليغيير ه
وحديث أعظم الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر
وحديث أبي سعيد الخدري والتي رواه البخاري في صحيحه فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقُلْتُ لَهُ غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ فَقَالَ أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ فَقُلْتُ مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لَا أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ وأخيرا حديث مسلم عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ فَقَالَ قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ (( لو كان أميرا))

فأقول هذه الإستدلالات والتي يظنونها أدلة وإنما هي شبه كخيوط العنكبوت باطلة ولا تصح والإنكار على ولاة الأمر أمام الناس في غيبة ولي الأمر وذكر مثالبه بدعة خارجية قديمة لا أصل لها وبيان ذلك من وجوه :

الوجه الأول / أنه لا تعارض بين خاص وعام كما يقول أهل الأصول فقد جاءت أحاديث تبين أنه لا يجوز لرجل مسلم لافي مجلس خاص ولا عام ذكر مثالب ولي الأمر لتهييج الناس وإثارتهم عليه مما يؤدي إلى وقوع الدماء بين المسلمين كما روى الترمذي في جامعه وحسنه الألباني عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ فهذا في المجلس الخاص وفي العام من باب أولى وأحرى وما رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه فهذه الأحاديث تخصص عموم جواز ذكر الفاسق بفسقه للتحذير عنه كما روى البخاري في صحيحه عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ وكقول بعضهم رحمه الله تعالى لاغيبة لفاسق

الوجه الثاني / أن حديث أبي سعيد الخدري وعمارة بن رؤيبة خاص بمن أنكر على ولي الأمر بحضرته لا أن يتخذ طريقة ومنهجا في التأليب عليه على المنابر وفي المجامع والمحاضرات والكلمات والمجالس الخاصة فإن ذلك لم يفعله السلف رحمهم الله فالعمل به بدعة فلو أن رجلا صالحا حضر عند ولي أمر فقدمت لولي الأمر قارورة خمر فقد ذلك الرجل الصالح بلطف هذا لايحل لك ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه لعمل بالمنقول عن السلف ودخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر فإن عند للظرفية أي في مجلسه ليس على المنبر أو المجالس المغلقة الخاصة في غيبته أما إذا ذهب إلى الرعية في المجامع والمساجد والمجالس الخاصة يؤلبهم على ولي الأمر بقوله رأيته يشرب الخمر فهو بدعة تجر إلى السيف وكما قال بعضهم الأهواء رديئة كلها تدعو إلى السيف فالخروج باللسان طريق إلى الخروج بالسنان وإذا حرمت الشريعة مقصد كقتال المسلمين بعضهم بعضا وإراقة الدماء المعصومة حرمت جميع الوسائل المؤدية إليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض 0فحرم ذلك وكل ما يؤدي إليه كذكر مثالب السلطان في غيبته كما تقدم 0 ومن عرف أن دين السلف هو الحق عرف الفرق بين ما ينكر عليه في مجلسه وغيبته ومن تمرد على طريقتهم رحمهم الله قال برأيه لا فرق والله المستعان

الوجه الثالث / فإن قيل لماذا قلت أن ذلك بدعة وضلالة وهذا العمل وهو التأليب على ولاة الأمر داخل في وسائل الدعوة وهي اجتهادية قلت بل وسائل الدعوة التي كان النبي والصحابة قادرون على فعلها وقام الداعي لفعلها وانعدم المانع ولم يفعلهوها ففعلها من بعدهم بدعة كما قرر شيخ الإسلام بن تيمية كالتمثيليات الإسلامية زعموا والأناشيد المطربة بلحون الفساق وجعلهما وسيلة في الدعوة إلى الله وذكر مثالب السلطان تلويحا وتصريحا للتأليب عليه فإنه لوكان في ذلك خير لسبقونا إليه فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف أما ماوجد في عصرهم مانع فتركوه لعدم قدرتهم عليه وكان يحقق مصلحة شرعية منصوص عليه كتبليغ الأذان بالمكرفونات والشريط الإسلامي فليس ببدعة كما تقدم .

الوجه الرابع / ماأشار إليه الشاطبي وابن القيم أن النص العام إذا عمل السلف ببعض أفراده فالأفراد الأخرى المعطلة عن العمل العمل بها بدعة وضلالة وعليه فنصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ولو كانت عامة فلابد من النظر إلى عمل السلف بأفراد ذلك العام ومالم يعملوا به يبقى العمل به بدعة كقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين أزكى من صلاة الرجل فهذا عام يشمل كل صلاة ولكن هناك أفرادا من العم هذا لم يعم لبه السلف كأداء السنن والرواتب جماعة فهذا العمل به بدعة وكذلك نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله جاءت عامه ولكن لم يعمل السلف بذلك الفرد من العموم وهو ذكر مثالب ولي الأمر والإثارة عليه في المجالس العامة والخاصة في غيبة فدل على أنه بدعة فالشريعة جاءت بالمتما ثلات فلم تفرق بين متمتثلين كما قال شيخ الإسلام بن تيمية :قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين اِبْن الْقَيِّم رَحِمه اللَّه :. وَهَذَا مَوْضِع يَغْلَط فِيهِ كَثِير مِنْ قَاصِرِي الْعِلْم , يَحْتَجُّونَ بِعُمُومِ نَصٍّ عَلَى حُكْمٍ , وَيَغْفُلُونَ عَنْ عَمَل صَاحِب الشَّرِيعَة وَعَمَل أَصْحَابه الَّذِي يُبَيِّن مُرَاده , وَمَنْ تَدَبَّرَ هَذَا عَلِمَ بِهِ مُرَاد النُّصُوص , وَفَهِمَ مَعَانِيهَا . وَكَانَ يَدُور بَيْنِي وَبَيْن الْمَكِّيِّينَ كَلَامٌ فِي الِاعْتِمَار مِنْ مَكَّة فِي رَمَضَان وَغَيْره . فَأَقُول لَهُمْ : كَثْرَة الطَّوَاف أَفْضَل مِنْهَا , فَيَذْكُرُونَ قَوْله : " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة " , فَقُلْت لَهُمْ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ : مُحَال أَنْ يَكُون مُرَاد صَاحِب الشَّرْع الْعُمْرَة الَّتِي يُخْرَج إِلَيْهَا مِنْ مَكَّة إِلَى أَدْنَى الْحِلّ , وَأَنَّهَا تَعْدِل حَجَّة , ثُمَّ لَا يَفْعَلهَا هُوَ مُدَّة مَقَامه بِمَكَّة أَصْلًا , لَا قَبْل الْفَتْح وَلَا بَعْده , وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابه , مَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا أَحْرَص الْأُمَّة عَلَى الْخَيْر , وَأَعْلَمهُمْ بِمُرَادِ الرَّسُول , وَأَقْدِرهُمْ عَلَى الْعَمَل بِهِ . ثُمَّ مَعَ ذَلِكَ يَرْغَبُونَ عَنْ هَذَا الْعَمَل الْيَسِير وَالْأَجْر الْعَظِيم ؟ يَقْدِر أَنْ يَحُجَّ أَحَدهمْ فِي رَمَضَان ثَلَاثِينَ حَجَّة أَوْ أَكْثَر , ثُمَّ لَا يَأْتِي مِنْهَا بِحَجَّةٍ وَاحِدَةٍ , وَتَخْتَصُّونَ أَنْتُمْ عَنْهُمْ بِهَذَا الْفَضْل وَالثَّوَاب , حَتَّى يَحْصُل لِأَحَدِكُمْ سِتُّونَ حَجَّة أَوْ أَكْثَر ؟ هَذَا مَا لَا يَظُنُّهُ مَنْ لَهُ مَسْكَة عَقْلٍ . وَإِنَّمَا خَرَجَ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعُمْرَة الْمُعْتَادَة الَّتِي فَعَلَهَا هُوَ وَأَصْحَابه , وَهِيَ الَّتِي أَنْشَئُوا السَّفَر لَهَا مِنْ أَوْطَانِهِمْ , وَبِهَا أَمَرَ أُمّ مَعْقِل , وَقَالَ لَهَا : " عُمْرَة فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة " وَلَمْ يَقُلْ لِأَهْلِ مَكَّة : اُخْرُجُوا إِلَى أَدْنَى الْحِلّ فَأَكْثِرُوا مِنْ الِاعْتِمَار , فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة . وَلَا فَهِمَ هَذَا أَحَد مِنْهُمْ . وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق" اهـ

فتأمل هذا الكلام يا رعاك ففيه رد على ما تعلق به نائل ناقلا عن حامد العلي من شبه يضنها أدلة وهي في الواقع أوهى من خيوط العنكبوت

يتبع .........

محمد أبو عثمان
2007-08-22, 13:28
وهنا سأورد الأدلة عن السلف التي تخالف ما ذكر نائل ناقلا عن حامد العلي وأرجوا من أخي الحبيب Best Algeria أن يتأملها جيدا ويقف عندها خير له من رأيه الشخصي والآن مع المقصود والله المستعان :

1- الدليل الأول : أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوى قال : كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق – فقال أبو بلال : أنظروا إلي أميرنا يلبس ثياب الفساق. فقال أبو بكرة : اسكت، سمعت رسول الله ( يقول : (( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله )).

2- الدليل الثاني : قال ابن بشران في (( أمالية )) أخبرنا دعلج بن أحمد : ثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي : ثنا سريج بن يونس : ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد ابن أبي قيس : ثنا أبو المصبح الجهني الحمصي، قال : جلست إلي نفر من أصحاب رسول الله ( وفيهم شداد أبن أوس، قال : فقالوا : إن رسول الله ( قال : (( إن الرجل ليعمل بكذا وكذا من الخير ،وإنه لمنافق )) قالوا : وكيف يكون منافقاً وهو مؤمن ؟ قال : (( يلعن أئمته ويطعن عليهم )).

3- الدليل الثالث : أخرج البزار في (( مسنده )) ، ومن طريقة الطبراني في (( المعجم الكبير )) حدثنا محمد بن المثني : حدثنا إبراهيم بن سليمان الدباس : حدثنا مجاعة بن الزبير العتكي، عن عمرو البكالي، قال : سمعت رسول الله ( يقول : (( إذا كان عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد، فقد حرم الله سبهم وحل لكم الصلاة خلفهم )).

4- الدليل الرابع : قال ابن أبي عاصم – رحمه الله - : حدثنا هدية بن عبد الوهاب : ثنا الفضل بن موسي : حدثنا حسين بن واقد، عن قيس ابن وهب، عن أنس بن مالك، قال : نهانا كبراؤنا عن أصحاب رسول الله ، قال : (( لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا ،فإن الأمر قريب )).

5- الدليل الخامس : قال ابن أبي شيبة – رحمه الله تعالي – حدثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال : ذكرت الأمراء عند ابن عباس، فانبرك فيهم رجل فتطاول حتى ما رأي في البيت أطول منه.
فسمعت ابن عباس يقول (( لا تجعل نفسك فتنة للقوم الظالمين ))، فتقاصر حتى ما أري في البيت أقصر منه. ا هـ

6- الدليل السادس : أخرج البيهقي في (( شعب الإيمان )) ،وابن عبد البر في (( التمهيد )) عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه قال : (( إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه )).

7- الدليل السابع : أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) ، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال : (( إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة )) قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟ قال : (( اصبروا ،فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت ))

8- الدليل الثامن : جاء في (( التاريخ الكبير )) للبخاري، عن عون السهمي، قال : أتيت أبا أمامة فقال : (( لا تسبوا الحجاج فإنه عليك أمير ،وليس على بأمير )) قوله : ليس على بأمير ))، لأن أبا أمامة في الشام ،والحجاج والِ في العراق.

9- الدليل التاسع : جاء في (( التاريخ الكبير )) للبخاري – أيضا -، عن أبي جمرة الضبعي قال: لما بلغني تحريق البيت خرجت غلي مكة، واختلفت إلي ابن عباس، حتى عرفني واستأنس بي، فسببت الحجاج عند ابن العباس فقال : (( لا تكن عوناً للشيطان ))

10- الدليل العاشر : أخرج ابن سعيد في (( الطبقات )) : أخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد، قال : سمعت عبد الله بن عكيم يقول : (( لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان )). فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ ! فيقول : (( أني أعد ذكر مساوية عوناً على دمه ))

11- الدليل الحادي عشر : أخرج هناد في (الزاهيد )) : حدثنا عبدة، عن الزبرقان، قال : كنت عند أبي وائل – شقيق بن سلمة -، فجعلت أسب الحجاج، وأذكر مساويه. قال : (( لا تسبه، وما يدريك لعله يقول : اللهم اغفر لي فغفر له )).

12- الدليل الثاني عشر : أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟ قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟ قال : (( نعم ))

13- الدليل الثالث عشر : أخرج ابن عبد البر في (( التمهيد )) ، وأبو عمرو الداني في (( الفتن )) عن أبي إسحاق السبيعي، أنه قال : (( ما سب قوم أميرهم، إلا حرموا خيره )).

14- الدليل الرابع عشر : أخرج أبو عمر الداني في (( السنن الواردة في الفتن )) ، عن معاذ بن جبل، قال : (( الأمير من أمر الله – عز وجل -، فمن طعن في الأمير فإنما يطعن في أمر الله – عز وجل ))

15- الدليل الخامس عشر : أخرج ابن زنجويه في (( كتاب الأموال )) بسند حسن، عن أبي مجلز، قال : سب الإمام الحالقة لا أقول : حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين )).

16- الدليل السادس عشر : أخرج ابن زنجوية – أيضا – بسنده، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : (( إياكم والطعن على الأئمة فإن الطعن عليهم هي الحالقة، حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إن الطعانين هم الخائبون وشرار الأشرار ))

17- الدليل السابع عشر : ذكر ابن الجوزي في (( مناقب معروف الكرخي وأخباره )) بسنده من طريق ابن حكمان، أن معروفاً قال : (( من لعن إمامه حرم عدله ))
وفي (( المنتظم في تاريخ الملوك والأمم )) لابن الجوزي، أن خالد بن عبد الله القسري خطب يوم أن كان والياً على مكة، فقال : (( إني والله ما أوتي بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم )).

يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في رسالته الماتعة معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة بعد أن ذكر هذه الآثار عن السلف :" ففي هذه الآثار وما جاء في معناها – دليل جلي، وحجة قوية على المنع الشديد والنهي الأكيد عن سب الأمراء، وذكر معايبهم.
فليقف المسلم حيث وقف القوم فهم خير الناس بشهادة سيد الناس ( عن علم وقفوا وببصر نافد كفوا فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر.
فمن خالف هذا المنهج السلفي، واتبع هواه، فلا ريب أن قلبه مليء بالغل إذ أن السباب والشتائم ينافي النصح للولاة، وقد ثبت عن النبي ( أنه قال : (( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين )) ومن ظن أن الوقوع في ولاة الأمر بسبهم وانتقاصهم من شرع الله – تعالي – أو من إنكار المنكر ونحو ذلك، فقد ضل وقال على الله وعلى شرعه غير الحق، بل هو مخالف لمقتضي الكتاب والسنة، وما نطقت به آثار سلف الأمة.
فالواجب على من وقف على هذه النصوص الجليلة أن يزجر كل من سمعه يقع في ولاة الأمر حسبه لله – تعالي -، ونصحاً للعامة.
وهذا هو فعل أهل العلم والدين، يكفون ألسنتهم عن الولاة ويأمرون الناس بالكف عن الوقوع فيهم، لأن العلم الذي حملوه دلهم على ذلك وأرشدهم إليه
وقد ذكر العلامة ابن جماعة أن من حقوق ولاة الأمر : (( رد القلوب النافرة عنه إليه، وجمع محبة الناس عليه، لما في ذلك من مصالح الأمة ،وانتظام أمور الملة. والذب عنه بالقول والفعل وبالمال والنفس والأهل في الظاهر والباطن، والسر والعلانية )) ا هـ. "

يتبع ...............

محمد أبو عثمان
2007-08-22, 13:31
حقيقة تاريخ غفل عنا الأخ نائل وهي من بدأ بالطعن على أئمة المسلمين ؟
ذكر الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في كتابه الآنف الذكر :" من بدأ بالطعن على أئمة المسلمين ؟
الطعن في الأمراء - تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – بدعة سبئية، ابتدأها عبد الله بن سبأ، لتفريق الأمة وإشعال الفتن بين أبنائها ،وكان نتاج بدعته هذه : قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان – رضي الله عنه -.
قال ابن عساكر في (( تاريخ دمشق )) : عبد الله بن سبأ الذي ينسب إليه السبيئة – وهم الغلاة من الرافضة -، وأصله من أهل اليمن، كان يهودياً ،وأظهر الإسلام ،وطاف بلاد المسلمين، ليلفتهم عن طاعة الأئمة ويدخل بينهم الشر، وقد دخل دمشق لذلك في زمن عثمان بن عفان. ا هت.
قلت : طاف بن سبأ البلاد لذلك، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام، فأخرجه أهلها منها، فأتي مصر، وزعم أن محمداً ( يرجع وهو أحق بالرجوع من عيسي – عليه السلام -، فقبل ذلك منه، ثم زعم أن على بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – وصي رسول الله ( ثم قال بعد ذلك : (( من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله ( ووثب على وصي رسول الله (، ثم تناول أمر الأمة ))، ثم بعد ذلك قال : (( إن عثمان ابن عفان قد جمع أموالاً أخذها بغير حقها، وهذا وصي رسول الله ( - يشير إلي على بن أبي طالب – فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر واستميلوا الناس، وادعوا إلي هذا الأمر )).
فبث دعاةً، وكاتب من كان استفسد في الأمصار، وكاتبوه ودعوا في السر إلي ما عليه رأيهم وأظهروا الأمر بالمعروف وجعلوا يكتبون إلي الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم ويكاتبون إخوانهم بمثل ذلك، فكتب أهل كل مصر فيهم غلي أهل مصر آخر ما يصنعون، فيقرؤه أولئك في أمصارهم، وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا الأرض إذاعة.

وهم يريدون غير ما يظهرون ويسرون غير ما يبدون، فيقول أهل كل مصر : إنا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء، إلا أهل المدينة فإنهم جاءهم ذلك عن جميع أهل الأمصار، فقالوا : إنا لفي عافية مما الناس فيه فأتوا عثمان فقالوا : يا أمير المؤمنين، أيأتيك عن الناس الذي يأتينا ؟
قال : لا والله ما جاءني إلا السلامة.
قالوا : فإنا قد أتانا ن وأخبروه بالذي أسقطوا إليهم.
قال : فأنتم شركائي، وشهود المؤمنين، فأشيروا علي.
قالوا : نشير عليك أن تبعث رجالاً ممن تثق بهم من الناس إلي الأمصار، حتى يرجعوا إليك بأخبارهم .
فدعا محمد بن مسلمة، فأرسله إلي الكوفة ،وأرسل أسامة ابن زيد إلي البصرة، وأرسل عمار بن ياسر إلي مصر وأرسل عبد الله ابن عمر إلي الشام، وفرق رجالاً سواهم، فرجعوا جميعاً قبل عمار.
وقالوا : أيها الناس، والله ما أنكرنا شيئاً، ولا أنكره أعلام المسلمين ولا عوامهم.
وقالوا جميعاً - : الأمر أمر المسلمين إلا أن أمرائهم يقسطون بينهم ويقومون عليهم.
واستبطأ الناس عماراً حتى ظنوا أنه قد اغتيل واشتهروه.
فلم يفاجئهم إلا كتاب من عبد الله بن سعد بن أبي سرح يخبرهم أن عماراً قد استماله قوم بمصر وقد انقطعوا إليه فيهم عبد الله بن السوداء، وخالد بن ملجم وسودان بن حمران، وكنانة بن بشر، يريدونه على أن يقول بقولهم يزعمون أن محمداً راجع ويدعونه إلي خلع عثمان ويخبرونه أن رأي أهل المدينة على مثل رأيهم، فإن رأي أمير المؤمنين أن يأذن لي في قتله وقتلهم قبل أن يتابعهم.
فكتب إليه عثمان لعمري إنك لجريء يا ابن أم عبد الله والله لا أقتله، ولا أنكاه، ولا إياهم، حتى يكون الله – عز وجل – ينتقم منهم ومنه بمن أحب، فدعهم، ما لم يخلعوا يداً من طاعة، ويخوضوا ويلعبوا.
وكتب عثمان ابن عمار : إني أنشدك الله أن تخلع يداً من طاعة أو تفارقها فتبوء بالنار.
ولعمري إني على يقين من الله تعالي لأستكملن أجلي ولأستوفين رزقي غير منقوص شيئا ً من ذلك فيغفر الله لك.
فثار أهل مصر فهموا بقتله وقتل أولئك، فنهاهم عنه عبد الله ابن سعد وأقر عماراً حتى أراد القفل، فحمله وجهزه بأمر عثمان فلما قدم على عثمان، قال : يا أبا اليقظان قذفت ابن أبي لهب أن قذفك وغضبت على أن أوطأك فعنفك وغضبت على أني أخذت لك بحقك وله بحقه، اللهم إني قد وهبت ما بين أمتي وبيني من مظلمة، اللهم إني مقترب إليك بإقامة حدودك في كل أحد ولا أبالي، أخرج عني يا عمار، فخرج، فكان إذا لقي العوام نضح عن نفسه، وانتقل من ذلك وإذا لقي من يأمنه أقر بذلك، وأظهر الندم، فلامه الناس، وهجروه، وكرهوه." اهـ

وأمر آخر في بيان عقوبة المثبط عن ولي الأمر والمثير عليه ذكر الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في رسالته المذكورة آنفا :"

التثبيط عن ولي الأمر له صور عديدة بعضها أشد من بعض ،وكذلك إثارة الرعية عليه.
فإذا دعا رجل إلي التثبيط – أو الإثارة -، فإن لولي الأمر إيقاع العقوبة المتلائمة مع جرمه، من ضرب، أو حبس، أو نفي ... أو غير ذلك، لأن التثبيط والإثارة من أعظم مقدمات الخروج والخروج من أشنع الجرائم وأبشعها، فكان ما يفضي إليه كذلك.

قال الشوكاني – رحمه الله في شرح قول صاحب (( الأزهار )) : (( ويؤدب من يثبط عنه، فالواجب دفعه عن هذا التثبيط، فإن كف، وإلا كان مستحقاً لتغليظ العقوبة، والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره، لأنه مرتكب لمحرم عظيم، وساع في إثارة فتنة تراق بسببها الدماء، وتهتك عندها الحرم ،وفي هذا التثبيط نزع ليده من طاعة الإمام.
وقد ثبت في الصحيح عنه ( ،أنه قال : (( من نزع يداً من طاعة الإمام، فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وهو مفارق للجماعة، فإنه يموت موتة جاهلية )) ا هـ.

وقال ابن فرحون في (( تبصرة الحكام )) :" من تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ،ويسجن شهراً. ومن خالف أمير اً، وقد كرر دعوته، لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام. ا هـ

وقد ذكر ابن الأزرق بعض المخالفات التي من الرعية ف يحق السلطان، فقال: (( المخالفة الثانية : الطعن عليه، وذلك لأمرين :

أحدهما : أنه خلاف ما يجب له من الجلة والتعظيم، فقد قيل : من إجلال الله إجلال السلطان، عادلاً كان أو جائراً.
ومن كلام الصاحب بن عباد : تهيب السلطان فرض أكيد، وحتم على من ألقى السمع وهو شهيد.

الثاني : أن الاشتغال به سبب تسليط السلطان، وجزاء على المخالفة بذلك، ففي بعض الكتب أن الله – تعالي – يقول :
(( إنني أنا الله، ملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه نعمة ،ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا بسبب الملوك ،ولكن توبو إلي أعطفهم عليكم ))

والمخالفة الثالثة : الافتيات عليه في التعرض لكل ما هو منوط به، ومن أعظمه فساداً تغيير المنكر بالقدر الذي لا يليق إلا بالسلطان، لما في السمح به والتجاوز به إلي التغيير عليه.
وقد سبق أن من السياسة تعجيل الأخذ على يد من يتشوق لذلك، وتظهر منه مبادئ الاستظهار به، وإن كان لا ينجح له سعي ولا يتم له غرض ...)) ا هـ

وبهذا يعلم أن إثارة الرعية على الولاة وتأليب العامة عليهم داء عضال، تجب المبادرة إلي كيه وورم خبيث يتعين استئصاله لئلا يستفحل فيخرج خبثه، فتسحتكم البلية، وتعظم الرزية، ولا ينفع الندم عندئذ.

فإن المثير والمثبط كفارة السد إن تركت أغرقت العباد والبلاد وأشعت في الأرض الفساد.
فيتعين على الناس عموماً : التكاتف لدفع المثير الساعي إلي الفتنة ،وعزله كما تعزل الجرباء، ونفيه من المجتمع كل حسب جهده وطاقته.
وهذا من أفضل الأعمال وأجل القرب إلي الله تعالي، إذ به يندفع شر عظيم وتطفأ فتنة عمياء.
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن." اهــ

وأخيرا أسأل الأخ نائل أسئلة: ولعله لا يجيب عنها كما لم يجب عنها من قبل :
1-ما هي الفائدة المرجوة من ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم ؟
2-من تقصد بقولك" إذ ليس كل من أنكر منكراً على حاكم ذي سلطة ( شرعية أو غير شرعية) " ممكن تعطينا مثال على السلطة الشرعية وغير الشرعية ؟
3-من هو الذي ينصح السلطان ويرد خطأه هل هم الرعية أم العلماء ؟
4-هل إثارة العامة ضد الحكام موافق لمقاصد الشريعة التي ذكرتها ؟ وهل من النصيحة أن تشهر بالمنصوح ومثال من الواقع لو كانت لك أخطاء أترضى أن أشهر بك وأفضحك على الملأ هذا فيك أنت فما بالك بالحاكم؟

أرجوا أن تجيب عن أسئلتي بصراحة سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

نائل
2007-08-22, 16:46
بسم الله الرحمن الرحيم

( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )


وأخيرا أسأل الأخ نائل أسئلة: ولعله لا يجيب عنها كما لم يجب عنها من قبل : 1
-ما هي الفائدة المرجوة من ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم ؟
2-من تقصد بقولك" إذ ليس كل من أنكر منكراً على حاكم ذي سلطة ( شرعية أو غير شرعية) " ممكن تعطينا مثال على السلطة الشرعية وغير الشرعية ؟
3-من هو الذي ينصح السلطان ويرد خطأه هل هم الرعية أم العلماء ؟
4-هل إثارة العامة ضد الحكام موافق لمقاصد الشريعة التي ذكرتها ؟ وهل من النصيحة أن تشهر بالمنصوح ومثال من الواقع لو كانت لك أخطاء أترضى أن أشهر بك وأفضحك على الملأ هذا فيك أنت فما بالك بالحاكم؟
أرجوا أن تجيب عن أسئلتي بصراحة سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

أولاً: لعل الأخ محمد اختلط عليه مناقشيه، و قال أنني لم أجب عن أسئلته من قبل ، و هذه مشاركتي الثانية ، و لم يطرح لي سؤال من قبل...و لعلّه يقصد موضوع الأناشيد التي حذفها الأخ الفاضل ...

ثانياً: لكي يكون العدل في الحوار ، و لكي لا يكون الأخ الكريم محمد أبو عثمان الحكم و الخصم (يترك مايراه مناسبا و يحذف ما يخالفه) أقترح على المشرفين الفاضلين علي و أختكم ، الإشراف على الحوار، و يتدخلا حال خروج المتحاورين آداب الحوار ...(و الله يشهد أننا نبتغي الحقّ و لو اقتنعنا برأيه لاتبعناه)

ثالثاً: يا أخي ذكرت لك حرية الرأي المتمثلة في الصحافة و مجلس النواب (ومن صورها العصرية حرية الصحافة ، وكالحصانة التي يعطيها المجلس النيابي لأشخاص ينتخبهم الشعب ، ولهم الحق في النقد العلني والمحاسبة والانتقاد لكبح جماح السلطة . )

و لم تتطرق إليهما كوسائل لنقد أو نصيحة الحاكم ؟؟؟ فهل ما تكتبه الصحافة من نقد للمسؤولين يدخل في المحرّمات التي ذكرتها؟؟؟

رابعاً: جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي قوله : ( إن من أعظم الجهاد ) وفي رواية أفضل الجهاد ( كلمة عدل ) أي كلمة حق كما في رواية والمراد بالكلمة ما أفاد أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر من لفظ أو ما في معناه ككتابة ونحوها ( عند سلطان جائر ) أي صاحب جور وظلم . قال الخطابي : وإنما صار ذلك أفضل الجهاد , لأن من جاهد العدو كان مترددا بين الرجاء والخوف لا يدري هل يغلب أو يغلب . وصاحب السلطان مقهور في يده فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض للتلف , وأهدف نفسه للهلاك ,
فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف . وقال المظهر : وإنما كان أفضل لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير , فإذا نهاه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير بخلاف قتل كافر انتهى .

فلعني جاوبتك أخي أبو عثمان على أنه هناك فرق شاسع بأن تفضح شخصا ما، أو أن تنكر ما يفعله الحاكم ( لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير)، و من وسائلها الصحافة الآن، أو البرلمانيون،

جاء في شرح سنن ابن ماجه للسندي قوله ( أفضل الجهاد إلخ ) قيل لأن من جاهد العدو فهو متردد بين رجاء وخوف وبين أن يكون الغلبة له أو للعدو وهاهنا الغالب الهلاك والتلف وغضب السلطان فصار أفضل وأيضا الغالب أن الناس يتفقون على تخطئته وتوبيخه وقل من يساعده على ذلك بخلاف القتال من الكفرة...

نحن هنا متفقين أن السب لا يقدم و لا يؤخر في شيء ، و ليس من صفات المسلم أبداً ، سواء في حق شخص ...و من باب أولى في حق الحاكم...

بل نتحدّث عن نصيحة (إنكار و نقد) الحاكم و كيفيتها ...

لن أسترسل أكثر إلا إذا كان الحكم حيادياً بيننا..

بارك الله فيك

محمد أبو عثمان
2007-08-22, 16:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قولك :" و لم تتطرق إليهما كوسائل لنقد أو نصيحة الحاكم ؟؟؟ فهل ما تكتبه الصحافة من نقد للمسؤولين يدخل في المحرّمات التي ذكرتها؟؟؟ "
هذا يدل على انك لم تقرأ ماكتبته وقد نقلت كلام الشيخ صالح بن غانم السدلان في بيان هذه المور وهل هي من الوسائل في نصح السلطان

ولن أجيب على إتهامك لي ولكن أسالك الآن :
-ما هي الفائدة المرجوة من ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم ؟
بعد أن عرفتنا يا بلال على أخطاء الحكام ماذا تريد منا أن نفعل ما هي النتيجة التي تريد الوصول إليها كيف نتعامل مع هؤلاء الحكام ؟
-من تقصد بقولك" إذ ليس كل من أنكر منكراً على حاكم ذي سلطة ( شرعية أو غير شرعية) " ممكن تعطينا مثال على السلطة الشرعية وغير الشرعية أعطني أمثلة من الواقع تبين لي مثال عن سلطة شرعية ومثال عن سلطة غير شرعية
-من هو الذي ينصح السلطان ويرد خطأه هل هم الرعية أم العلماء ؟

وأرجوا أت تفيدني بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال العلماء المعتبرين

حسام الدين محمد
2007-08-22, 17:29
السلام عليكم نشكرك على ما أورد ته من قول ولكن عندي سؤال واحد لك وهو : اذا كان لايجوز سب الحكام فهل يجوز سب أي مسلم أو تشبيهه بالحيوان؟ . نرجو أن تجيب ولا تهرب من السؤال .

ferhat39
2007-08-22, 18:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا جماعة هذا الموضوع من أخطر المواضيع التي تناقش

والكل يعلم أن إساءة الفهم في هذا الموضوع يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه

وواقع الجزائر المؤلم خير شاهذ عن ذلك

لذلك نرجوا ممن يتكلم في هذا الموضوع

ان يتكلم بعلم او يسكت عن حلم

أما ان يعارض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال السلف

بآرائه العقلية وترهاته السياسية فالأفضل له أن يلزم الصمت

قال تعالى [B]{{{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء[

لقد طرح الأخ محمد ابو عثمان الموضوع مدعما بالأدلة النقلية والعقلية

ولم نر من المخالف مثل ذلك بل حديث بالعاطفة فقط...

كما اريد ان ألفت النظر للأخوة المخالفين لما ذكره الأخ محمد إلى عدة امور منها

1-نحن لا ننكر ان لحكامنا طامات ورزايا , ولكن من الخطأ ان نعالج الخطأ بالخطأ

فهل التشهير بالحكام وذكر مثالبهم ومساوئهم التي

يعرفها الصغير والكبير هو من النصح في شيء ؟؟ لا والله .

إن كان ذلك نصيحة فاذكروا من قال به .

2- هناك فهم خاطئ لحديث { كلمة حق عند سلطان جائر} ولم يقل في سلطان جائر .

فانتم الآن تعملون بالمفهوم الثاني الخاطئ وهو الكلام في السلطان في غيبته
فهل هذا الفعل نصيحة .؟؟؟؟؟؟

ولكن الحديث { عند } التي تفيد ان النصيحة في حضور السلطان .

3- هل قمتم بنصيحة السلطان في حضرته ؟؟ هل أرسلتم له الرسائل الخاصة ؟؟

ام هو فقط التشهير به على المنابر وفي المنتديات باقلام مشبوهة....

4- لو كان لكم أصدقاء وقاموا بذكر مساوئكم عند الناس هل تعتبرون ذلك نصيحة ام فضيحة ؟؟

5- يبدو انكم تريدون حاكم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فكونوا انتم مثل من كان يحكمهم عمر ؟؟

6- بالنسبة للاخ نائل اشكره على المداخلة الهادئة . ولكن عجبت من قوله " حرية الرأي "؟؟؟؟؟

هل هذه الحرية يا اخي على اساس الدين ام على حسابه ؟؟ وهل هي مقيدة بقيود ام هي بلا حدود ؟؟

7- اما استدلالاك بالصحافة على حرية الرأي فسبحان الله , ما دخل الصحفيين

في مثل هذه القضايا الشرعية المصيرية ؟؟ وماوزن أرائهم في مقابل النصوص الشرعية ؟؟
................
......................



وهناك أسئلة كثيرة سبقت لم تتم الإجابة عنها نعيدها هنا

مالفائدة المرجوة من ذكر مثالب الحكام والتشهير بهم ؟؟

وتذكروا قوله تعالى {{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}} والفتن انواع كثيرة منها هذه التي نناقشها....

واول السيل قطرة كما يقولون , والخروج على الحكام يبدا بالقول أي الخروج القولي

لياتي بعده الخروج الفعلي ثم ما هي النتيجة



ثم ما هي النتيجة...خروج نهب قتل ...سفك دماء ...اغتصاب ..خراب بيوت....

ولاأدل على ذلك مما قد حصل في بلادنا في التسعينات حين خرجت علينا تلك الفئة الضالة باسم

الدين زورا وبهتانا فقتلوا وسفكوا ونشروا الرعب والخوف و...و....مما لا يخفى عليكم؟؟

هل تريدون ان يرجع إلينا ذلك العصر ؟؟؟


وأرجو من الإخوة الأعضاء إن وجدو في كلامي غلظة او قسوة

فهي من أجل الدين وليست نقدا لهم

واكرراعتذاري ثانية

والسلام عليكم

حسام الدين محمد
2007-08-22, 19:55
بعد السلام نرجو من الأخ فرحات أن لايقدح كثيرا وأن يقف عند حدود الشرع فليس مثلك هو الذي يحكم على جماعة من المسلمين بأنها ضالة اتق الله يا رجل، الحكام تمجدهم وأمثال عبد القادر حشاني تعتبره ضالا . هذا كلامك مع الأسف سيقرأه كل الناس مسلمين وغيرهم . نرجو أن لا تزكي نفسك ولا جماعتك المسماة بالسلفية العلمية فلستم بأفضل من أى جماعة تنتسب الى الإسلام، هذا كلامك

***ولاأدل على ذلك مما قد حصل في بلادنا في التسعينات حين خرجت علينا تلك الفئة الضالة باسم

الدين زورا وبهتانا فقتلوا وسفكوا ونشروا الرعب والخوف و...و....مما لا يخفى عليكم؟؟

هل تريدون ان يرجع إلينا ذلك العصر ؟؟؟وأنا أقول لك يكفي أن تعيش في أمن واستقرار والحرام من أمامك وخلفك وعن يمينك وشمالك ..وأقول لك أجب انت عن سؤالي: اذا كان لايجوز سب الحكام فهل يجوز سب أي مسلم أو تشبيهه بالحيوان؟ . نرجو أن تجيب ولا تهرب من السؤال .

حسام الدين محمد
2007-08-22, 22:27
اعتقد أن الأخ خاف من الإجابة عن السؤال لأنه عرف أن فيه تعريضا لأشياء كثيرة لم يشاء أن تذكر هنا لأنها لا تخدم موضوعه فلجأ الى الهروب .

ferhat39
2007-08-22, 23:05
يا اخي حسام الهروب هو الخروج عن الموضوع الأصلي

إلى الذي انت عنه تسأل .

وإن كان هذا هروبا فما بالكم لا تجيبون عن أسئلتنا ؟؟

وعلى كلامك لي وقفات بسيطة :
1- قلت لي "فليس مثلك هو الذي يحكم على جماعة من المسلمين بأنها ضالة اتق الله يا رجل..." فلست انا الذي حكم عليها بالضلال ولكنهم علماء أجلاء لهم من الشهرة ما لايخفى على أحد.
2- قلت لي " الحكام تمجدهم ..." أرجو ان تثبت ذلك من كلامي ؟ وارجع إلى المشاركة الأخيرة لي واقرا ما قلته هناك ؟؟
واظن انه قد التبس الامر عليك وعلى الأخ باست الجيريا والأخ نائل حيث تظنون ان الدعاء لولاة الأمر بالصلاح والهداية و....هو تمجيد لهم ؟؟
والبارحة شاركت بموضوع في المنتدى الأسلامي تحت عنوان "الدعاء لولاة الأمر ليس مدحا لهم " فليراجع .
...انا الان ادعو لبوش ان يهديه الله , هل هذا يعني اني أمجد بوش ...؟؟؟

4- اما تهديدك لي بأن الكلام سيقراه كل الناس .... فأسقط كلامك هذا على ثلبكم للحكام في ما تكتبونه هنا ....

والسلام عليكم

حسام الدين محمد
2007-08-22, 23:50
-هذا مقطع من كلامك:
قلت لي "فليس مثلك هو الذي يحكم على جماعة من المسلمين بأنها ضالة اتق الله يا رجل..." فلست انا الذي حكم عليها بالضلال ولكنهم علماء أجلاء لهم من الشهرة ما لايخفى على أحد.
هل ترى أن الجماعة الإسلامية - التى تعرض لها - هم على ضلال بما فيها من دكاترة وأساتذة وشيوخ أمثال عبد القادر حشاني والأستاذ محمدي السعيد وغيرهم ،هؤلاء كانوا على ضلال عجبا والله . وأي علماء هم الذين ذكرتهم نرجو أن تشغل عقلك قليلا وأن تحذر من نقل الفتاوى -- لصق نسخ- أنت معلم كما أعتقد ، ولا أتمنى أن يتوافق حكمك هذا مع جماعة الفرنكفون وأنت تعرفهم جيدا في الجزائر وقد قالوا الكثير عن الجماعة التى تضللها . ترى هل نسيت قصة ذلك الصحابي وقد قتل مشركا قال لا اله إلأ الله وتعرف ماذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم. وإني والله أعرف ما قالته جماعتك على الشيخ القرضاوي والبوطي والجفري وجماعة الدعوة والتبليغ والإخوان المسلمون - حماس- أعلم أنني لست من تلك الجماعات ولكنني كرهت منك تضليل أي مسلم وفي ذات الوقت تزكي الحكام أليس هذا من المفارقات العجيبة.. لا تغضب بالله عليك فلا أريد إلأ وضع النقاط على الحروف أتصور أن . الإنسان المسلم السلفي هو من يسلم الناس من لسانه أولا قبل يده . ولا يعيد ما قيل من ألأقوال التى تمس الأعراض جميل أنك .إنتهيت عن سب الحكام فإنته من سب عامة المسلمين مهما فعلوا وأخطاوا فلهم رب إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم.

أختكم
2007-08-23, 00:07
و الله يا إخوان لست أدري ما أفعله معكم ! لأن نصائحي سواء على الخاص أو علنا لا أجد لها آذانا صاغية!
لكن لي ملاحظات عامة على الحوار الدائر !
أولا النقاش و كما قلت سلفا يدور في خطين متوازيين فأصل الموضوع شرعي
و بعض الإجابات تتكلم عن الواقع و السياسة و بهذا فالوصول إلى نقطة تقاطع لا أراه ممكنا أبدا !
لذلك فإن الجواب على نحو كلام الأخ نائل في مخالفته للموضوع هو المراد ذلك أنه يستدل بأدلة شرعية و الأخ أبو عثمان يجيب عليه بتفصيل الأدلة فهكذا قد نصل إلى نتيجة !
كلامي الآتي سيكون موجها للأعضاء المشاركين !
فأدعو
الجميع للنقاش بهدوء و لِيدع كلٌّ الإتهامات الشخصية جانبا لأن هذا يشوش على النقاش هذا رجائي لكم

أختكم
2007-08-23, 00:32
-هل ترى أن الجماعة الإسلامية - التى تعرض لها - هم على ضلال بما فيها من دكاترة وأساتذة وشيوخ أمثال عبد القادر حشاني والأستاذ محمدي السعيد وغيرهم ،هؤلاء كانوا على ضلال عجبا والله . وأي علماء هم الذين ذكرتهم نرجو أن تشغل عقلك قليلا وأن تحذر من نقل الفتاوى -- لصق نسخ- أنت معلم كما أعتقد ، ولا أتمنى أن يتوافق حكمك هذا مع جماعة الفرنكفون وأنت تعرفهم جيدا في الجزائر وقد قالوا الكثير عن الجماعة التى تضللها

اعتقد أن الأخ خاف من الإجابة عن السؤال لأنه عرف أن فيه تعريضا لأشياء كثيرة لم يشاء أن تذكر هنا لأنها لا تخدم موضوعه فلجأ الى الهروب
لما العجلة سبحان الله !!?????


اذا كان لايجوز سب الحكام فهل يجوز سب أي مسلم أو تشبيهه بالحيوان؟ . نرجو أن تجيب ولا تهرب من السؤال ??????!!!!!!


أخي حسام مع كل احترامي صراحة لم أفهمك أنا متابعة للنقاش و لم أر أحدا ممن يخالفك ذكر عبد القادر حشاني و لاتكلم عن فرق ضالة .. صراحة أسلوبك الهجومي ليس مبررا فيجب أن تناقش الموضوع في صلبه و لاداعي لإخلاط الأوراق بهذه الطريقة و بالكلام عن السلفية العلمية والإخوان و جماعة التبليغ و لست أدري من أيضا
! من في هذا الموضوع كله زكى الحكام ولو كان أحد يظن أنهم على جادة الصواب ما وُجد الموضوع أصلا .. بالله عليك أن تراجع نفسك فمشاركاتك تكاد تكون استفزازية ...تأكد أني لا أقول هذا لأنني أخالفك لكن لأنني مشرفة و فى و حق علي أن أحذر مما أراه سيئا ثم لم أفهم لما سؤالك عن من يسب المسلم ويصفه بالحيوان أنت تعرف الإجابة و لاأرى أحدا استعمل هذا الأسلوب معك ...لاحظ أنك تجاوزت كثيرا في إجوبتك فتريث رجاء ...لست أبدا ضد أن تبين وجهة نظرك لكن الطريقة هي مشكلتك مع كل احترامي لك !

أختكم
2007-08-23, 01:06
ثانياً: لكي يكون العدل في الحوار ، و لكي لا يكون الأخ الكريم محمد أبو عثمان الحكم و الخصم (يترك مايراه مناسبا و يحذف ما يخالفه) أقترح على المشرفين الفاضلين علي و أختكم ، الإشراف على الحوار، و يتدخلا حال خروج المتحاورين آداب الحوار ...(و الله يشهد أننا نبتغي الحقّ و لو اقتنعنا برأيه لاتبعناه)
........

لن أسترسل أكثر إلا إذا كان الحكم حيادياً بيننا..



أخي الكريم نائل أولا أشكر لك أدبك في الحوار و أؤكد لك أنني متابعة للموضوع أما قضية أن الأخ أبو عثمان هو الحكم و الخصم فلك حق نسبيا لكن أنبهك فقط بأن لاتظلمه فالحذف الذي وقع و أوحى به الأخ حسام كان من طرفي وليس من طرفه و قد بينت ذلك ثم إنه حتى مشاركة المشرف حذفتها مع مشاركتين للأخ حسام فلا تظنن أنني أريد ظلمالأحد ذلك فقط لأنني رأيت عدم فائدة بقائها و إن بقي في الأنفس شيء فأنا أستطيع استعادتها و طبعا لا أرى فائدة ذلك !

محمد أبو عثمان
2007-08-23, 12:02
1- يقول أخي نائل :" نحن هنا متفقين أن السب لا يقدم و لا يؤخر في شيء ، و ليس من صفات المسلم أبداً ، سواء في حق شخص ...و من باب أولى في حق الحاكم... "

وهنا الحمد لله أننا اتفقنا على أن السب لا يجوز في حق المسلم ومن باب أولى في حق الحاكم كما ذكرت وهذا من نعمة الله علينا أن من علينا بالاتفاق فله الحمد والمنة وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز سب الحاكم .

2- بقي أمر واحد وهو النصيحة حيث قلت : " بل نتحدّث عن نصيحة (إنكار و نقد) الحاكم و كيفيتها ... لن أسترسل أكثر إلا إذا كان الحكم حيادياً بيننا.. بارك الله فيك "
وهنا ينبغي تعريف النصيحة الواردة في الأحاديث التي فيها نصح ولاة الأمور وبعد التعريف يتضح لنا النصيحة من غيرها فما هي النصيحة ؟

لغة:يقول صاحب لسان العرب : ( نصح ) نَصَحَ الشيءُ خَلَصَ والناصحُ الخالص من العسل وغيره وكل شيءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه.
فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ **** من ماءِ أَلْهابٍ بهنَّ التَّأْلَبُ
والنصح ضد الغش تقول نصحت له أي أخلصت جاء في لسان العرب :
والنُّصْح نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً وهو باللام أَفصح قال الله تعالى :" وأَنْصَحُ لكم " ويقال نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ والاسم النصيحة والنصيحُ الناصح وقوم نُصَحاء وقال النابغة الذبياني
نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا**** رَسُولي ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي " اهـ
ويقول صاحب تاج العروس :" ويقال : نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصْوحاً أَي أَخلَصْتُ وصَدَقْت والاسمُ النَّصِيحَة . قال شيخنا : الأَكثر من أَئمّة الاشتقاق على أَنّ النُّصْح تَصفية العَسلِ وخِياطة الثّوبِ ثم استُعمِل في ضدِّ الغِشّ وفي الإِخلاصِ والصدق كالتُّوبةِ النَّصُوحِ .
وقيل : النُّصْحُ والنَّصِيحةُ والمُنَاصَحةُ : إِرادةُ الخَيْرِ للغَيرِ وإِرْشَادُه له وهي كلمةٌ جامعةٌ لإِرادةِ الخَيْر . وفي النهاية : النَّصِيحَة كلمةٌ يُعبَّر بها عن جُملةٍ هي إِرادة الخيرِ للمَنصوح له وليس يُمْكن أَن يُعبَّر عن هذا المعنَى بكلمةٍ واحدة تَجمَع مَعناه غيرها . وقال الخَطّابيّ : النَّصِيحَةُ كلمةٌ جامعةٌ معنَاهَا حِيازةُ الحَظّ للمَنصوح له . قال : ويقال هو من وَجِيزِ الأَسماءِ ومختَصَر الكلامِ وأَنّه ليس في كلام العرب كلمةٌ مفردة تُسْتَوفَي بها العِبَارَة عن معنَى هذه الكَلمة كما قالوا في الفَلاَح . وفي شَرْح الفصيح للَّبْليّ : النّصيحة : الإِرشادُ إِلى ما فيه صَلاحُ النصوحِ له ولا يكون إِلاّ قَولاً فإِن استُعْمِل في غَير القَول كان مجازاً . والنُّصْح : بَذْلُ الاجتهادِ في المَشُورةِ وهو النَّصِيحَة أَيضاً عن صاحِب الجَامع . هذا زبدةُ كلامهم في النّصيحة" اهـ
وبهذا يتبن أن النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح وعدم الغش في نصيحته.

معنى النصيحة شرعا : وهنا يحسن بنا أن نذكر كلام العلماء في بيان معنى النصيحة لولي الأمر الواردة في عدة من الأحاديث عن مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم

1-يقول الحافظ بن حجر في الفتح:" والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على ما حملوا القيام به ، وتنبيههم عند الغفلة ، وسد خلتهم عند الهفوة ، وجمع الكلمة عليهم ، ورد القلوب النافرة إليهم ، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن " اهـ

2-يقول النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :" وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه ، وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم . قال الخطابي رحمه الله: ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصدقات إليهم ، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة ، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ، وأن يدعو لهم بالصلاح "اهـ

3-ويقول الحافظ بن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم :" وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم ، وحب اجتماع الأمة عليهم ، وكراهة افتراق الأمة عليهم ، والتدين بطاعتهم في طاعة الله -عز وجل -، والبغض لمن رأى الخروج عليهم ، وحب إعزازهم في طاعة الله - عز وجل – " اهـ

4-ويقول المباركفوري في تحفة الحوذي نقلا عن :" ونصيحة الأئمة أن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم انتهى "

5-يقول السوطي في حاشيته على سنن النسائي :" ونصيحة الأئمة أن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا "

6-الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله-في كلمة مستوعبة - : ( وأما النصيحة لأئمـــة المسلمين ، وهم ولاتهم ؛ من السلطان الأعظم ، إِلى الأمير ، إِلى القاضي ، إِلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة ، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم ، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إِمامتهم ، والاعترافِ بولايتهم ، ووجوبِ طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث الرعية على طاعتهم ، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله ، وبذل ما يستطيع الإِنسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إِليه في رعايتهم ، كلُّ أحد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق ، فإن صلاحَهم صلاحٌ لرعيتهم .
واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإِشاعة مثالبهم ، فإِن في ذلك شراًّ وضررا وفسادا كبيرا، فمن نصيحتهم الحذرُ والتحذيرُ من ذلك. وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن يُنبِّههم سراً لا علنا ،بلطف وعبارة تليقُ بالمقام ويحصل بها المقصود ، فإِن هذا مطلوب في حق كل أحد ، وبالأخص ولاةُ الأمور ، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ، وذلك علامة الصدق والإخلاص(اهـ

7-يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين بعد أن أئمة المسلمين المراد بهم نوعان أئمة في الدين وأئمة في السلطة قال رحمه الله تعالى : " النوع الثاني من أئمة المسلمين أئمة السلطة وهم الأمراء والأمراء في الغالب أكثر خطأ من العلماء لأنه لسلطته قد تأخذه العزة بالإثم فيريد أن يفرض سلطته على الصواب والخطأ فالغالب من أئمة المسلمين في السلطة وهم الأمراء أن الخطأ فيهم أكثر من العلماء إلا ما شاء الله .والنصيحة لهم هي أن تكف عن مساوئهم وأن لا تنشرها بين الناس وأن نبذل لهم النصيحة ما استطعنا بالمباشرة إذا كنا نستطيع أن نباشرهم أو بالكتابة إذا كنا لا نستطيع أو بالاتصال بمن يتصل بهم إذا كنا لا نستطيع الكتابة لأنه أحيانا ما يستطيع الإنسان لهم الكتابة ولو كتب لم تصل إلى المسئول فيتصل بأحد يتصل بالمسئول وينبهه فهذا من النصح أما نشر مساوئهم فليس به عدوان شخصي عليهم فقط بل هو عدوان شخصي عليهم وعلى الأمة جميعا لأن الأمة إذا امتلأت صدورها من الحقد على ولاة أمورها عصت الولاة ونابذتهم وحينئذ تحصل الفوضى ويسود الخوف ويزول الأمن فإذا بقيت هيبة ولاة الأمور في الصدور صار لهم هيبة وحميت أوامرهم ونظمهم التي لا تخالف الشريعة فالمهم أن أئمة المسلمين تشمل النوعين أئمة الدين وهم العلماء وأئمة السلطان وهم الأمراء وإن شئت فقل أئمة البيان وأئمة السلطان أئمة البيان وهم العلماء الذين يبينون للناس وأئمة السلطان وهم الأمراء الذين ينفذون شريعة الله بقوة السلطان إذن أئمة المسلمين سواء العلم والبيان أو أئمة القوة والسلطان يجب علينا أن نناصحهم وأن نحرص على بذل النصيحة لهم في الدفاع عنهم وستر معايبهم وعلى أن نكون معهم إذا أخطأوا في بيان ذلك الخطأ لهم بيننا وبينهم لأنه ربما نعتقد أن هذا العالم مخطئ أو أن هذا الأمير مخطئ وإذا ناقشناه تبين لنا أنه غير مخطئ كما يقع هذا كثيرا كذلك أيضا ربما تنقل لنا هذه الأشياء عن العالم أو عن الأمير على غير وجهها إما لسوء القصد من الناقل لأن بعض الناس والعياذ بالله يحب تشهير السوء بالعلماء وبالأمراء فيكون سيئ القصد ينقل عليهم ما لم يقولوا وينسب إليهم ما لا يفعلون فلابد إذا سمعنا عن عالم أو عن أمير ما نرى أنه أخطأ لابد في تمام النصيحة من الاتصال به ومناقشته وبيان الأمر وتبينه حتى نكون على بصيرة أما آخر الحديث فيقول وعامتهم يعني النصح لعامة المسلمين وقدم الأئمة على العامة لأن الأئمة إذا صلحوا صلحت العامة فإذا صلح الأمراء صلحت العامة وإذا صلح العلماء صلحت العامة لذلك بدأ بهم وليعلم أن أئمة المسلمين لا يراد بهم الأئمة الذين لهم الإمامة العظمى ولكن يراد به ما هو أعم فكل من له إمرة ولو في مدرسة فإنه يعتبر من أئمة المسلمين إذا نوصح وصلح صلح من تحت يده " اهـ

فهذا بعض من كلام العلماء من المتقدمين ومن المتأخرين نقلته ليتبن لنا معنى النصح للسلطان ومفهومه عند أهل السنة والجماعة

وفي ما يلي سأذكر أمثلة عن معاملة السلف للحكام في باب النصيحة ليتضح به الأمر أكثر :

1- الدليل الأول : قال الإمام أحمد – رحمه الله - : (( حدثنا أبو المغرة : ثنا صفوان : حدثني شريح بن عبيد الحضرمي – وغيره -، قال : جلد عياض بن غنم صاحب ( دارا ) حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي، فأتاه هشام بن حكيم، فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض : ألم تسمع النبي  يقول : (( إن من أشد الناس عذاباً أشدهم عذاباً في الدنيا للناس )).
فقال عياض ابن غنم : يا هشام بن حكيم ! قد سمعنا ما سمعت، ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله  يقول : (( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له )) وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله – تبارك وتعالي - )) ا هـ.
يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في رسالة معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة وهذه الآثار والفوائد مستفادة منها : " وبناء على هذا الحديث العظيم جاءت أقوال السلف وأفعالهم على وفقه، كما سترى النقل عن بعضهم في هذا المسطور .
قال الشوكاني في (( السيل الجرار )) (4/556 ) :" (( ينبغي لمن ظهر له غلط في بعض المسائل أن تناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد, بل كما ورد في الحديث : أنه يأخذ بيده ويخلوا به، ويبذل له النصيحة، ولا يذل سلطان الله.
وقد قدمنا : أنه لا يجوز الخروج على الأئمة وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ولم يظهر منهم الكفر البواح والأحاديث الواردة في هذا المعني متواترة.
ولكن على المأموم أن يطيع الإمام في طاعة الله ،ويعصيه في معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) انتهى.

2- الدليل الثاني : أخرج البخاري في (( صحيحه )) ، كتاب الإيمان وكتاب الزكاة ،ومسلم في (( صحيحه )) ، كتاب الإيمان وكتاب الزكاة عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -، قال : أعطي رسول الله  رهطاً – وأنا جالس فيهم -، قال : فترك رسول الله  منهم رجلاً لم يعطه، وهو أعجبهم إلي، فقمت إلي رسول الله  فساررته، فقلت : يا رسول الله !ما لك عن فلان ؟ والله إني لأراه مؤمناً، قال : (( أو مسلماً ... )) وفيه قال  : (( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه وخشية أن يكب في النار على وجهه )).
قال النووي – رحمه الله - : (( فيه التأدب مع الكبار، وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه، ولا يجاهرون فقد يكون في المجاهرة به مفسدة )) ا هـ

3- الدليل الثالث : أخرج الترمذي في (( سننه )) - أبواب الفتن -، قال : حدثنا بندار : حدثنا أبو داود : حدثنا حميد بن مهران، عن سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوى، قال : كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق -، فقال أبو بلال: انظر إلي أميرنا يلبس ثياب الفساق ! فقال أبو بكرة : اسكت، سمعت رسول الله  يقول : (( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله )).
يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه تعالى في رسالته المذكورة آنفا:" قال الشيخ صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالي – في كتابه (( مقاصد الإسلام )) ( ص 393 ) – عندما قرر أن النصيحة تكون للولاة سراً لا علانية وساق بعض الأدلة على ذلك، ومنها هذا الحديث -، قال : (( فإذا كان الكلام في الملك بغيبة، أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد اله فاعلها بإهانته، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه – يريد الإسرار بالنصح ونحوه – لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يغشونهم ويخالطونهم، وينتفعون بنصيحتهم دون غيرهم ...
إلي أن قال : (( فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علناً ،وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك، ليس من باب النصيحة في شيء، فلا تغتر بمن يفعل ذلك، وإن كان عن حسن نية، فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدي بهم، والله يتولى هداك ))

4- الدليل الرابع : قال الإمام أحمد في المسند ( 4/382 ): (( ثنا أبو النضر : ثنا الحشرج بن نباتة العبسي – كوفي - : حدثنا سعيد بن جمهان قال أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه. قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان. قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة. قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله  أنهم كلاب النار.
قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال : ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك باسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه )).

5- الدليل الخامس : أخرج البخاري، ومسلم في (( صحيحيهما )) ، عن أسامة بن زيد ن أنه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه ؟ فقال : ( أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه )) هذا سياق مسلم.
يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله :" قال الحافظ في الفتح ( 13/52 ) قال المهلب : قوله : (( قد كلمته سراً دون أن أفتح باباً ))، أي باب الإنكار على الأئمة علانية، خشية أن تفترق الكلمة ... وقال عياض : مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك، بل يتلطف به وينصحه سراً، فذلك أجدر بالقول. ا هـ.
وقال الشيخ الألباني في تعليقه على (( مختصر صحيح مسلم )) ( 335 ) يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ، لأن في الإنكار جهاراً ما يخشى عاقبته، كما أتفق في الإنكار على عثمان جهاراً، إذ نشأ عنه قتله )) ا هـ .

6- الدليل السادس : أخرج هناد بن السري في (( الزهد )) ( 2/206) عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ن أنه قال : (( أيتها الرعية ! إن عليكم حقاً، النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير ... ))
7-الدليل السابع : أخرج ابن أبي شيبة في (( المصنف )) ( 15/75)، وسعيد بن منصور في (( سننه )) ( 4/ 1657 ) وابن أبي الدنيا في (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) ( ص 113 ) والبيهقي في (( الشعب )) ( 13 / 273 ) عن سعيد بن حبير قال : قلت لابن عباس آمر إمامي بالمعروف ؟ فقال : ابن عباس : (( إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك )) .

8- الدليل الثامن : أخرج ابن أبي شيبة في (( المصنف )) ( 15/74- 75 ) ، وسعيد بن منصور في (( سننه )) ( 4/1660 ) عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال : قال عبد الله : (( إذا أتيت الأمير المؤمر، فلا تأته على رؤوس الناس ))، هذا لفظ سعيد. وعبد الله هنا هو بن مسعود رضي الله عنه

وبهذه الآثار عن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم والعلماء قديما وحديثا يتبين معنى النصيحة وكيفيتها وهذا ما ذكر الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى عندما تكلم عن صور النصيحة لولي الأمر وأنها لا تخلوا من أربعة صور :

1-الأولى: نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً.
2-و الثانية:نصيحة ولي الأمر أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً .
3-والثالثة:نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً ثم يخرج من عنده وينشرها بين الناس .
4-و الرابعة: الإنكار على السلطان في غيبته من خلال المجالس والمواعظ والخطب والدروس ونحوها .
وذكر أن ثلاث منها محرمة وواحدة هي الصحيحة والواجبة في حق ولاة الأمور وهو المتوافقة مع مذهب السلف في معاملة الحكام , فالأولى جائزة وهي نصيحة ولي الأمر فيما بينه وبين الناصح سراً وهي التي تدل عليها الأدلة الشرعية وفعل السلف
وبقي ثلاثة صور وهي محرمة لمخالفتها لمعنى النصيحة اللغوي والشرعي وبهذا أرجوا أن أكون أنا وأخي نائل متفقين على معنى النصيحة وكيفيتها كذلك وهو مذهب أهل السنة والجماعة قديما وحديثا .

وفي الأخير أنا أعتذر إن كان صدر مني نوع من القسوة فهي ثورة لله ولو علمت منها أن فيها شيء للنفس لانسحبت كما أرجوا من أخي نائل وأخي بوجملين أن يتقبلوا اعتذاري عن تلك الحدة وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أختكم
2007-08-23, 12:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لاستيفاء الموضوع حقه من النقاش سواءً من الناحية الشرعية -و هذا ما كان يهم بالدرجة الأولى - أو من النواحي الأخرى فإنني أرى
أن النفع المرجوَّ من الموضوع يوجد فيما سبق من المشاركات و أرى أن توجه النقاش حاد عن مساره فالموضوع مغلق و من أراد تعديل مشاركته فيمكنه أن يرسل لي رسالة على الخاص تقبلوا احترام أختكم و جزاكم الله خيرا جميعا !