المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة البحث عن الحق-قصة إسلام سلمان رضي الله عنه-


محمد أبو عثمان
2007-08-15, 00:18
أحبتي فهذه فوائد جليلة مستفادة من قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه جمعتها لما رأيت فيها من الخير العظيم راجيا من الله أن يجعلني من أهل طاعته ويوفقني لما يحب ويرضى.

الحديث :

عن عبد الله بن عباس قال : حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال : " كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من أهل قرية يقال لها جي (1) و كان أبي دهقان(2) قريته ، و كنت أحب خلق الله إليه ،فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته ، أي ملازم النار كما تحبس الجارية و أجهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها لا يتركها تخبو(3) ساعة ، قال : و كانت لأبي ضيعة (4)عظيمة ، قال : فشغل في بنيان له يوما ، فقال لي : يا بني إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي ، فاذهب فاطلعها و أمرني فيها ببعض ما يريد ، فخرجت أريد ضيعته ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى ، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون و كنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته ، فلما مررت بهم و سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون . قال: فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم و رغبت في أمرهم ، و قلت : هذا و الله خير من الدين الذي نحن عليه ، فو الله ما تركتهم حتى غربت الشمس و تركت ضيعة أبي و لم آتها ، فقلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا : بالشام ، قال : ثم رجعت إلى أبي ، و قد بعث في طلبي و شغلته عن عمله كله ، قال : فلما جئته قال : أي بني أين كنت ؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قال : قلت : يا أبت مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم ، فو الله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس ، قال : أي بني ليس في ذلك الدين خير ،دينك و دين آبائك و أجدادك خير منه ، قال : قلت : كلا و الله إنه خير من ديننا، قال : فخافني ، فجعل في رجلي قيدا(5) ، ثم حبسني بيته . قال : و بعثت إلى النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم ،قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى ، قال : فأخبروني بهم ، فقلت لهم : إذا قضوا حوائجهم و أرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم ، فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم ، فألقيت الحديد من رجلي ، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام ، فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا : الأسقف في الكنيسة . قال : فجئته ، فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين و أحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك و أتعلم منك و أصلي معك ، قال : فادخل ، فدخلت معه ، قال :فكان رجل سوء ، يأمرهم بالصدقة و يرغبهم فيها ، فإذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنزه لنفسه و لم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال(6) من ذهب و ورق ، قال : و أبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ، ثم مات ، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ،فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة و يرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه و لم يعط المساكين منها شيئا ، قالوا : و ما علمك بذلك ؟ قال : قلت : أنا أدلكم على كنزه ، قالوا : فدلنا عليه ، قال : فأريتهم موضعه ، قال : فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا و ورقا ، فلما رأوها قالوا : و الله لا ندفنه أبدا ، فصلبوه ، ثم رجموه بالحجارة . ثم جاؤا برجل آخر فجعلوه بمكانه قال يقول سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ، أزهد في الدنيا و لا أرغب في الآخرة و لا أدأب ليلا و نهارا منه ، قال : فأحببته حبا لم أحبه من قبله و أقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة ، فقلت له : يا فلان إني كنت معك ، وأحببتك حبا لم أحبه من قبلك ، و قد حضرك ما ترى من أمر الله ، فإلى من توصي بي و ما تأمرني ؟ قال : أي بني ! و الله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس و بدلوا و تركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل و هو فلان ،فهو على ما كنت عليه فالحق به . قال : فلما مات و غيب لحقت بصاحب الموصل ، فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك و أخبرني أنك على أمره . قال : فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك و أمرني باللحوق بك ، و قد حضرك من الله عز و جل ما ترى ، فإلى من توصي بي و ما تأمرني ؟ قال : أي بني و الله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين و هو فلان ، فالحق به . فلما مات و غيب ، لحقت بصاحب نصيبين فجئته ، فأخبرته بخبري، و ما أمرني به صاحبي ، قال : فأقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته على أمر صاحبيه ، فأقمت مع خير رجل ، فو الله ما لبث أن نزل به الموت ، فلما حضر ، قلت له : يا فلان ! إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، فإلى من توصي بي و ما تأمرني ؟ قال : أي بني ! و الله ما نعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية ، فإنه بمثل ما نحن عليه ، فإن أحببت فأته ، قال : فإنه على أمرنا . قال : فلما مات و غيب لحقت بصاحب عمورية و أخبرته خبري ، فقال : أقم عندي ، فأقمت مع رجل على هدي أصحابه و أمرهم . قال : و اكتسبت حتى كان لي بقرات و غنيمة ، قال : ثم نزل به أمر الله ، فلما حضر ، قلت له : يا فلان إني كنت مع فلان ، فأوصى بي فلان إلى فلان ، و أوصى بي فلان إلى فلان ، ثم أوصى بي فلان إليك ، فإلى من توصي و ما تأمرني ؟ قال : أي بني ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه و لكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم ، يخرج بأرض العرب ، مهاجرا إلى أرض بين حرتين(7) ، بينهما نخل به علامات لا تخفى ، يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة ، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل . قال : ثم مات و غيب ، فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ، ثم مر بي نفر من كلب تجار ، فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب و أعطيكم بقراتي هذه و غنيمتي هذه ؟ قالوا : نعم ، فأعطيتموها و حملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني ، فباعوني من رجل من اليهود عبدا فكنت عنده و رأيت النخل ، و رجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي و لم يحق لي في نفسي ، فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة ، فابتاعني منه و احتملني إلى المدينة ، فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي ، فأقمت بها .و بعث الله رسوله ، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر ، مع ما أنا فيه من شغل الرق ، ثم هاجر إلى المدينة ، فو الله إني لفي رأس عذق(8) لسيدي أعمل فيه بعض العمل ، و سيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال : فلان ! قاتل الله بني قيلة ، و الله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم ، يزعمون أنه نبي ، قال : فلما سمعتها أخذتني العرواء (9)حتى ظننت أني سأسقط على سيدي ، قال : و نزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ماذا تقول ؟ قال : فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ، ثم قال : مالك و لهذا ؟ ! أقبل على عملك . قال : قلت : لا شيء إنما أردت أن أستثبت عما قال . و قد كان عندي شيء قد جمعته ، فلما أمسيت أخذته ، ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو بقباء ، فدخلت عليه فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح ، و معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة و هذا شيء كان عندي للصدقة ، فرأيتكم أحق به من غيركم ، قال : فقربته إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا ، و أمسك يده فلم يأكل ، قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة ، ثم انصرفت عنه ، فجمعت شيئا ، و تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ثم جئت به فقلت : إني رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية أكرمتك بها ، قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها و أمر أصحابه فأكلوا معه ، قال : فقلت في نفسي : هاتان اثنتان ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو ببقيع الغرقد قال : و قد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان(10) له و هو جالس في أصحابه ، فسلمت عليه ، ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ، قال : فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى الخاتم ، فعرفته ، فانكببت(11) عليه أقبله و أبكي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحول ، فتحولت ، فقصصت عليه حديثي - كما حدثتك يا ابن عباس - قال : فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه . ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر و أحد ، قال : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كاتب يا سلمان ! فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير ، بأربعين أوقية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعينوا أخاكم " فأعانوني بالنخل ، الرجل بثلاثين ودية(12) و الرجل بعشرين و الرجل بخمس عشرة و الرجل بعشر . يعني الرجل بقدر ما عنده - حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب يا سلمان ففقر لها ، فإذا فرغت فأتني أكون أنا أضعها بيدي ، ففقرت لها و أعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته ، فأخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها ، فجعلنا نقرب له الودي ، و يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فو الذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة ، فأديت النخل و بقي على المال ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي ، فقال : ما فعل الفارسي المكاتب ؟ . قال : فدعيت له ، فقال : خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان ! فقلت : و أين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟ قال : خذها ، فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك ، قال : فأخذتها فوزنت لهم منها - والذي نفس سلمان بيده -أربعين أوقية(13) ، فأوفيتهم حقهم و عتقت ، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ثم لم يفتني معه مشهد " .

أخرجه أحمد ( 5 / 441 - 444 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 53 – 57( وحسنه الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/586) وكذا الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.

فوائد :

1- هذا الحديث من دلائل النبوة وفيه معرفة النصارى بمبعث نبينا صلى الله عليه وسلم ومعرفة العلامات الدالة على نبوته وأن النصارى كانوا يعرفونها كما يعرفون أبنائهم.

2- فيه حال الحق وغربة أهله و أن الواجب على الإنسان أن يسعى إلى التمسك بالأمر العتيق من الكتاب والسنة عند غربة الحق كما فعل سلمان رضي الله عنه يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالة للامام محمد بن عبد الوهاب فى وجوب اتباع الدليل و ترك ما خالفه ": "فلتكن قصة إسلام سلمان الفارسي منكم على بال ففيها : أنه لم يكن على دين الرسل إلا الواحد بعد الواحد، حتى إن آخرهم قال عند موته : لا أعلم وجه الأرض أحداً على ما نحن عليه، ولكن قد أظل زمان نبي " الدرر السّنية فى الأجوبة النجدية (1/48) جمع العلّامة عبد الرّحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله.

3- ومن الفوائد في هذه القصة غربة أهل الحق في بعض الأزمان وهذا لا يضرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " فعلى الشباب المسلم عليهم أن لا يغتروا بكثرة أتباع المفتونين ولا بالجماعات التي تدعي أنها كبرى الجماعات فليس من صحة أن يكبر الورم . [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

4- فضل سلمان رضي الله عنه في طلبه للحق وصبره على مفارقة الأهل والوطن في سبيل ذلك . [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

5-سؤال أهل الحق وأهل السنة عن الرجال الذي يقتدى بهم ويتخذون أئمة كما فعل سلمان رضي الله عنه . [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

6-أن الواجب على الشباب عند غربة الدين الرجوع إلى العلماء الربانيين وسؤالهم عما أشكل . [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق]

7-قبول الحق وعدم التردد في ذلك كما فعل سلمان رضي الله عنه وليخشى من يرد الحق بالأهواء ليحذر قول الله جلا وعلا :" وكذلك نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق]

8-على الشباب أن يتفقهوا في الدين وأن يتفقهوا في منهج السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم وأن لا تغرهم الدعوات الباطلة الفاتنة وليسألوا عن عقيدة أهل السنة وما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنه وليتعرفوا وليحذروا طرق أهل الزيغ والفتن والتكفير في زماننا فإنهم فتنوا كثيرا من شبابنا فإن لله وإن إليه راجعون. [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

9-ومن الفوائد أن لا يغتر الإنسان بشبهات أهل الباطل وما يزخرفونه من القول فأن سلمان لم يعبأ يقول والده لما زعم أن دينهم يعني المجوسية هو خير من دين النصارى وذلك أن النصارى قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمسك منهم بما جاء به عيسى صلى الله عليه وسلم فهو الحق وأما بعد مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم فالواجب على اليهود والنصارى أن يتركوا دينهم إلى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

10-فيها أن على الإنسان أن يسعى لطلب الحق الذي غيب عنه وذلك بالبحث عن منهج الله الحق وطريق الإستقامة كما بحث عنها سلمان رضي الله .عنه. [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

11-ومن فوائدها أن على المسلم أن يتعلق بالعلماء الربانيين فإنهم حملت الدين قد أفنوا أعمارهم في طلب العلم والعمل به والدفاع عن الشرع الكريم ولا يتعلق بطلبة العلم ممن لم يبلغوا مراتب العلماء كما فعل سلمان رضي الله عنه. [ مستفادة من الشيخ سلطان العيد من خطبة جمعة بعنوان قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحق ]

12- أن من عادة أهل الباطل محاربة أهل الحق والسعي في التنفير عنهم والكيد بهم يقول بن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد :" .لما قضى في القدم بسابقة سلمان عرج به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجس (المجوسية), فأقبل يناظر أباه في دين الشرك, فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد. وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يوم حرفوه, وبه أجاب فرعون موسى:{ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي } الشعراء 29, وبه أجاب الجهمية: الإمام أحمد لما عرضوه على السياط. وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين استودعوه السجن -وها نحن على الأثر-" ينظر كتاب فوائد الفوائد للشيخ على حسن عبد الحميد الحلبي (ص 363).

13- أن الرغبة الصادقة في الوصول إلى المطلوب مع الصبر والجلَد توصل إليه. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

14-أن الإنسان لا ينبغي أن يقعد عن البحث في دينه مستسلما لما عليه آباؤه وأجداده فقد يكونون على غير الحق. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

15-أن الذي يعشق الحق يهون عليه في سبيله الأهل والمال والأنس وجميع متع الحياة، فقد ترك سلمان رضي الله عنه أهله ووطنه، واشتغل أجيرا، واغترب وسافر حتى صار عبدا يباع ويشترى ولكن الله كافأه بما قدم في سبيله. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

16-الحق لا يعرف بكثرة القائلين ولو كان المتسكون به هم القلة يقول الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار بعد ذكر القصة بطولها:" أوردنا هذه الرواية بطولها إجابة لرغبة بعض الفضلاء ؛ ولأنها ممثلة للانحراف عن الدين كيف يكون في الأمم حتى يبقى المستمسكون بالحق معدودين يعرف بعضهم بعضًا على تنائي الدار ، ولا يعرفهم سائر الناس بخصوصيتهم ، وفي هذا عبرة للذين يعرفون الحق بكثرة القائلين ، إن كانوا بمثله معتبرين " اهـ. [ العدد...... من غرة ذو الحجة 1319/11مارس1902]

17-وفيها أيضا أن أهل الحق يعرفون بعضهم البعض رغم تنائي الديار مستفادة من كلام الشيخ رشيد رضا السايق في مجلة المنار :" ولأنها ممثلة للانحراف عن الدين كيف يكون في الأمم حتى يبقى المستمسكون بالحق معدودين يعرف بعضهم بعضًا على تنائي الدار" اهـ

18- الصورة الحية النابضة من تعاون المسلمين بأموالهم وأنفسهم بما فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

19-شدة تواضعه صلى الله عليه وسلم الذي كان يمتاز به حيث وضع النخل بيده الكريمة وصبر حتى أتم ثلث مائة نخلة وهو راض مغتبط. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

20-وضوح سماحة الإسلام وحبه للوئام والسلام حيث طلب الرسول من سلمان أن يكاتب سيده، ولم يأمر أصحابه بخطفه، أو يأمره باللجوء إلى المسلمين ليحموه من سيده ولكن اتبع طريق الرضا والمسالمة وشارك بماله وجهده في استخلاص هذا العبد المؤمن من الشرك. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

21- أن الزعيم أو الرئيس أو الحاكم ينبغي له أن يأمر القادرين من أتباعه بمعاونة غيرهم في حل مشكلاتهم فهذه سنة الإسلام. [ مستفادة من مقال بعنوان رجل عرف الحق ببصيرته في مجلة البحوث الإسلامية للدكتور طه زيني العدد 14]

وفي الأخير أسأل الله أن يوفقني للعمل بما فيها سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


منقول من هنا (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=350947)

ferhat39
2007-08-15, 13:21
جزاك الله خيرا أخي محمد

والبعض كان يلقب سلمان الفارسي بــ

الباحث عن الحقيقة

كما في أحداث القصة وفوائدها

خادم السنة
2007-08-15, 15:23
جزاك الله خيرا أخي أبا عثمان على هذا البحث المبارك

محمد أبو عثمان
2007-08-15, 17:48
أخوي فرحات وخادم السنة جزاكما الله خيرا

محمد أبو عثمان
2007-08-20, 08:24
للرفع والتذكير

djillali07
2007-08-20, 09:38
يا اخي لقد خرقت احد قوانين المنتدى و هو تطويل النص ........ لكن جزاك الله خيرا و نفعنا الله بما علمنا

محمد أبو عثمان
2007-08-20, 12:17
وجزاك الله خيرا أخي هاشم على مرورك وبارك الله فيك على التنبيه

أمير معزوزي
2007-08-20, 15:31
بوركت أخي الحبيب على ما سطرته يداك ، ما أحوجنا للتمعن و العمل بسير الاصالحين .

أبوعبدالله
2007-08-20, 23:37
فوالله إنها لقصة عظيمة ومفيدة تقوي إيماننا
جزاك الله خيرا أخي محمد

محمد أبو عثمان
2007-08-21, 13:08
بارك الله فيكم

عبد النور الباهي
2007-08-21, 18:48
جزاك الله خيرا

عبد النور الباهي
2007-08-21, 18:49
جزاك الله خيرا...................................

عبد النور الباهي
2007-08-21, 18:50
شكرا
.................................................. .....................

عبد النور الباهي
2007-08-21, 18:52
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ررررر

king44
2007-08-21, 19:07
جزاك الله كل خير

مشكور على القصة المميزة

مفيدة تقوي ايماننا الله يعطيك العافية

محمد أبو عثمان
2007-08-21, 21:28
جزاكم الله خيرا