المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمل الجوارح ركن وجزء من الإيمان لا يصح بدونه.


الصفحات : 1 [2]

صالح القسنطيني
2013-06-06, 14:37
- هب ـ جدلاً ـ أن كلام الحميدي ليس مراداً منه الردُّ على الجهمية، وغلاة المرجئة، فعندها يقال فيه :
إنه رأي علمي له، مقابَل بآراء أخرى عن أئمة السلف الآخرين .

فلماذا يُجعل هو ـ وحده ـ الحجَّة على غيره ممن لا يقل حجَّة عنه ؟!
أو بعبارة أخرى يقال : إنّ قوله ـ هذا ـ لا يخرج عن كونه خلافاً اجتهادياً معتبراً ضمن دائرة أهل السنة ـ أنفسهم ـ، وبخاصة أن التكفير بترك أحد المباني الأربعة ـ فضلاً عن تركها كلها ـ هو قول الحميدي ـ نفسه ـ كما ذكر ذلك عنه ابن رجب ـ رحمه الله ـ في «شرح كتاب الإيمان» (ص 28 ) فقال :
«وروى يعقوب الأشعري، عن ليث، عن سعيد بن جبير، قال: من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر.

ويروى عن الحكم بن عُتَيبة نحوه، وحُكي روايةً عن أحمد ـ اختارها أبو بكر من أصحابه ـ، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي ».


هذا من جملة ما جاء منك مما يظهر جليا جهلك بالمسألة و ظنك التلازم بين القول بالحكم على تارك المباني و بين القول بالحكم عاى تارك العمل بالكلية

و ذكرنا مرارا أن أصل المسألة ليس كذلك

فحكمهم على تارك المباني لقيام الدليل و عدمه

و حكمهم على تارك العمل فلحديث النعمان بن بشير الدال على التلازم صحة و فسادا إطلاقا و تخصيصا

ثم أي خلاف هذا الذي تدعي أنه اجتهادي

و قد ذكرت لك من قبل من نقل الإجماع على كفر تارك العمل بالكلية و نقلت لك من قال لا يتصور وجود إيمان بلا ذرة عمل ظاهر

و أزيد بيانا لطالب الحق أن ما جاء من مقال للشيخ ربيع

(( وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين".
فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " .
فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان.


ظاهره موافقة الشيخ ربيع على صحة نقل الإجماع و لو كان الإجماع لا يستقيم لما تخلف في بيان ذلك......

صالح القسنطيني
2013-06-06, 14:48
5- لو أردنا أن نعامل المتحمسين - الغالين في قولهم - بمثل ما يعاملون به أهل العلم في هذا الزمان المخالفين لهم؛ لأدخلناهم ـ في دائرة المرجئة بحسب كلام الحميدي نفسه، الذي يستدلون به؛ حيث إنه اشترط المباني الأربعة،
وأن مجرد الإقرار بها دون فعلها هو كفر، وخلاف ذلك اتهام بالإرجاء ـ كما فهموا ـ فنقول لهم:


أنتم يا أصحاب جنس العمل! أو آحاده! أو نوعه - على تخليط شديد عندكم في دلالاتها والمراد بها ، وتناقض كبير في بيان الـمُغْني منها - إنما تكتفون من العبد ـ زيادة على أصل الإيمان ـ أن يأتي بأحد الواجبات الظاهرة؛ بل إن بعضكم يكتفي بإماطة الأذى عن الطريق وبذلك كله لا تسلمون من كلام الحميدي؛ لأنه ينص على اشتراط المباني الأربعة والتكفير بترك واحدة منها، فضلاً عن تركها جميعاً - كما بينا من مذهبه الفقهي - وأنتم لا تقولون بذلك هروباً من الخلاف الوارد في هذه المباني بين أهل السنة أنفسهم.

وهي حجة ملزمة؛ فهل من رجوع؟!


لا أخفيك أنه قد أضحكني قولك و هي حجة ملزمة فهل من رجوع


و هذا كله لجهلك التام المطبق و عدم علمك بالمسألة فيا رجل افق من غيك و تدليسك


فلا تلازم بين التكفير بالمباني او عدم التكفير بها

و بين القول بكفر تارك كل العمل

فقد يترك الواحد المباني الأربعة و لكنه و يأتي بغيرها و يأتي ببعض العمل الصالح و على ذلك فهو غير كافر عند من لم يكفر بالمباني الأربعة

صورتنا فيمن بقي دهره و لا عمل ظاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهر ، و لا عمل جملة و تفصيلا، ترك العمل كله، أي ترك المباني و غيرها

و زعمك بأن القول في تارك كل العمل ما هو إلا لازم للقول عن المباني الأربعة

زعم باطل يرده العقل و الواقع الشرع


فافقه صورة المسألة و قف على حقيقتها

ثم تكلم

ابو الحارث مهدي
2013-06-06, 23:41
و أبلغ منه بيانا ما قاله الحميدي عبد الله بن الزبير قال: ( أخبرت أن أناسا يقولون من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا، إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وفعل المسلمين )



قال حنبل : حدثنا الحميدي قال : « وأُخبرت أن ناساً يقولون: من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً ـ إذا عَلم أن تركه ذلك فيه إيمانه ـ إذا كان مقرّاً بالفرائض واستقبال القبلة،
فقلت: هذا الكفر الصراح ، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين.

قال الله –تعالى- ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخاصين له الدين ) الآية.


وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :

من قال هذا فقد كفر بالله وردّ على أمره وعلى الرسول ما جاء به عن الله».
« مجموع الفتاوى» (7/ 209 )




والاستدلال بهذا القول لا يسلم للمتحمسين - الغالين - في تكفير التاركين لأعمال الجوارح، والمتّهمين لمخالفيهم بالإرجاء، وليس هذا حالهم في الاستدلال بكلام الحميدي ـ فقط ـ، إنما هو حالهم ـ أيضاً ـ مع معظم ما نقلوه من كلامٍ لأهل العلم الكبار.
أما جوابنا على كلام الحميدي فنجمله بما يلي :

1ـ إسناد هذه الرواية ضعيف، فقد رواها الخلال في «السنة» (1027 )
، وقال محققه : «في إسناده عبيد الله بن حنبل : مجهول الحال.
ذكره الخطيب البغدادي في «تاريخه» (9/ 450 ) برواية الخلال عنه ـ فقط ـ دون جرح أو تعديل».

2 -أن كلام الحميدي ـ رحمه الله ـ لو صح ـ فهو موجهٌ للجهمية ـ التي اختصت دون غيرها من المرجئة بفضائح اعتقادية عديدة من أشهرها: عدم ارتباط الظاهر بالباطن المستلزم وجودَ الإيمان في القلب كاملاً مع ترك الواجبات وفعل المكفرات، بمعنى أن الرجل قد يكون مؤمناً تام الإيمان سعيداً في الدار الآخرة مع عدم النطق بالشهادتين مع قدرته على ذلك، وفعله المكفرات كاستدبار القبلة ونكاح المحارم، أو الإتيان بأكبر الكبائر كالزنا بأمه وأخته، أو شربه الخمر، فهذا الرجل عندهم مؤمن تام الإيمان وإن فعل كل ذلك!!
وقد صرح شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في « مجموع الفتاوى» (7/ 188 ) بذلك فقال :

«ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه ،لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان، وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه، وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء، ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية الإهانة».
انظر أيضا : « مجموع الفتاوى» (7/ 204 )

وبعد هذا الإيضاح صار بالإمكان أن يقال : إن في كلامه ـ رحمه الله ـ ما يشعرك أن مدارَ كلامه كله حول بدعة الجهمية، ومن ذلك:

أ ـ ضمّه تركَ الواجبات الأربعة مع أحد المكفرات؛ المنبئة عن استهزاء فاعلها واستخفاف بالشريعة، وهو قوله:
«يصلي مستدبر القبلة» فلا يقول عاقل: أن ترك الصلاة مجرداً وفعلها مستدبر القبلة سيان،
فما علاقة مرجئة الفقهاء ـ فضلاً عن غيرهم ـ بهذا الكلام؟ وما علاقة أهل العلم من أهل السنة الذين لا يكّفرون بترك المباني مع اعتقاد تاركها بوجوبها وإقراره بها؟

ب ـ قوله : «إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه» لا يريد الترك المجرد ـ المحض ـ : وهو ترك العمل ظاهراً مع الإيمان بوجوبه وإقراره، وأنه مؤاخذ على تركه، فهو يريد من قوله الآنف أمراً أعظم من ذلك وهو أن الترك إيمان ،والفعل إيمان!!!
وقد بيَّنه شيخ الإسلام - عنهم - « مجموع الفتاوى» (7/ 181 ):
«وإن قالوا : إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح؛ وبعض الناس يحكي هذا عنهم وأنهم يقولون:
إن الله فرض على العباد فرائض ولم يرد منهم أن يعملوها ولا يضرهم تركها».

بل ذكر الإمام الملطي في كتابه «التنبيه والرد» صنفاً منهم ـ كما سبق ـ يزعمون أن
«الصلاة من ضعف الإيمان، ومن صلى ضعف إيمانه».

ج ـ أما قولـه ـ أي: الحميدي ـ: «هذا الكفر الصراح» فإنّه كقول شيخ الإسلام ـ السابق ـ:
«فهذا كفر صريح - تماماً -»، وكلاهما يعني بذلك غلاة المرجئة، لا فقهاءها الذين يقولون :
إنّ من أقرّ بالفرائض وتركها فإنه لا يضره تركها شيئاً، ولا يؤاخذ على ذلك، بل إيمانه متحقق في تركه لها.

د ـومما يؤكد على أن كلا الإمامين ـ الحميدي وابن تيمية ـ لا يقصدون بتكفيرهم إلا الغلاة، قول شيخ الإسلام في « مجموع الفتاوى» (7/ 507 ) :
«ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم؛ ولم أعلم أحداً منهم نطق بتكفيرهم، بل هم متفقون على أنهم لا يكفرون في ذلك؛ وقد نص أحمد وغيره من الأئمة:على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. ومن نقل عن أحمد أو غيره من الأئمة تكفيراً لهؤلاء، أو جعل هؤلاء من أهل البدع المتنازع في تكفيرهم، فقد غلط غلطاً عظيماً، والمحفوظ عن أحمد وأمثاله من الأئمة، إنما هو تكفير الجهمية المشبهة».
وقال ـ رحمه الله ـ أيضاً ـ « مجموع الفتاوى» (12/ 485 ) عن الإمام أحمد :
«المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعامّة أئمة السّنة تكفير الجهميّة ... وأمّا المرجئة : فلا تختلف نصوصه أنّه لا يكفّرهم ؛ فإنّ بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، وكثير من كلامهم يعود النّزاع فيه إلى نزاع في الألفاظ والأسماء؛ ولهذا يسمّى الكلام في مسائلهم: « باب الأسماء »،وهذا من نزاع الفقهاء».

ابو الحارث مهدي
2013-06-06, 23:48
3- استدلال الحميدي بالآية الكريمة يؤكد على دخول الأعمال في الإيمان وتلازمها مع الإيمان الباطن،
وأنه لا يكون مؤمناً حقاً إلا إذا أتى بما نصت عليه الآية، وقد صرح بذلك ـ عنه ـ
الإمام ابن رجب في « فتح الباري » (1/ 22 ) فقال:
«وقد استدل على أن الأعمال تدخل في الإيمان بهذه الآية ـ وهي قوله: (وذلك دين القيمة) ـ طوائف من الأئمة، منهم:
الشافعي، وأحمد، و الحميدي ، وقال الشافعي: ليس عليهم أحجُّ من هذه الآية».

4- هب ـ جدلاً ـ أن كلام الحميدي ليس مراداً منه الردُّ على الجهمية، وغلاة المرجئة، فعندها يقال فيه :
إنه رأي علمي له، مقابَل بآراء أخرى عن أئمة السلف الآخرين .

فلماذا يُجعل هو ـ وحده ـ الحجَّة على غيره ممن لا يقل حجَّة عنه ؟!
أو بعبارة أخرى يقال : إنّ قوله ـ هذا ـ لا يخرج عن كونه خلافاً اجتهادياً معتبراً ضمن دائرة أهل السنة ـ أنفسهم ـ، وبخاصة أن التكفير بترك أحد المباني الأربعة ـ فضلاً عن تركها كلها ـ هو قول الحميدي ـ نفسه ـ كما ذكر ذلك عنه ابن رجب ـ رحمه الله ـ في «شرح كتاب الإيمان» (ص 28 ) فقال :

«وروى يعقوب الأشعري، عن ليث، عن سعيد بن جبير، قال: من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر.


ويروى عن الحكم بن عُتَيبة نحوه، وحُكي روايةً عن أحمد ـ اختارها أبو بكر من أصحابه ـ، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي ».


5- لو أردنا أن نعامل المتحمسين - الغالين في قولهم - بمثل ما يعاملون به أهل العلم في هذا الزمان المخالفين لهم؛ لأدخلناهم ـ في دائرة المرجئة بحسب كلام الحميدي نفسه، الذي يستدلون به؛ حيث إنه اشترط المباني الأربعة،
وأن مجرد الإقرار بها دون فعلها هو كفر، وخلاف ذلك اتهام بالإرجاء ـ كما فهموا ـ فنقول لهم:


أنتم يا أصحاب جنس العمل! أو آحاده! أو نوعه - على تخليط شديد عندكم في دلالاتها والمراد بها ، وتناقض كبير في بيان الـمُغْني منها - إنما تكتفون من العبد ـ زيادة على أصل الإيمان ـ أن يأتي بأحد الواجبات الظاهرة؛ بل إن بعضكم يكتفي بإماطة الأذى عن الطريق وبذلك كله لا تسلمون من كلام الحميدي؛ لأنه ينص على اشتراط المباني الأربعة والتكفير بترك واحدة منها، فضلاً عن تركها جميعاً - كما بينا من مذهبه الفقهي - وأنتم لا تقولون بذلك هروباً من الخلاف الوارد في هذه المباني بين أهل السنة أنفسهم.

وهي حجة ملزمة؛ فهل من رجوع؟!

ابو الحارث مهدي
2013-06-06, 23:52
قال الإمام سفيان بن عينية فقد قال رحمه الله: (المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر......................أين تتمة الكلام ؟؟؟



فنقول على هذا تعليقات :


1- «أن في سنده سويد بن سعيد الحدثاني؛ وفيه كلام من قبل حفظه، من أجله أودعه الحافظ الذهبي في ديوان « مجموع الضعفاء والمتروكين» (1836 ) -بتحقيق الشيخ العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله -) و« المغني في الضعفاء» (2706 )


2 ـ إن هذا الكلام موجه لذلك الصنف من المرجئة الذين يشهدون بإيمان من لم يقرّ ويلتزم فعل الفرائض بقلبه وقالبه
ويدل على ذلك أمور قطعية لا شِيَة فيها، ولا مجال للمخالف أن ينازع فيها؛ منها :


أ ـ ما يبتره بعض المتحمسين، ويذكره البعض الآخر ـ متأولين ـ وهو أول كلام الإمام سفيان؛ ألا هو قوله عن المرجئة :
«أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلاّ الله ، مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة... »


ب ـ قول الإمام سفيان ـ الذي تمالأ على بتره أكثر المتحمسين، وهو قوله ـ رحمه الله ـ الذي فيه تفصيل التأصيل ـ وهو التفريق بين ترك الفرائض وركوب المحارم ـ وقوله المبتور هو:

«وبيان ذلك في أمر آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإبليس، وعلماء اليهود : أما آدم؛ فنهاه الله ـ عز وجل ـ عن أكل الشجرة، وحرمها عليه، فأكل منها متعمداً؛ ليكون مَلَكَاً أو يكون من الخالدين؛ فَسُمِّي عاصياً من غير كفر.
وأما إبليس ـ لعنه الله ـ؛ فإنه فرض عليه سجدة واحدة، فجحدها متعمداً؛ فسُمِّي كافراً.
وأما علماء اليهود؛ فعرفوا نعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه نبي؛ كما يعرفون أبناءهم، وأقروا باللسان ولم يتبعوا شريعته؛ فسماهم ـ عز وجل ـ كفاراً!!

وصنيعهم هذا: أشبه ما يكون بفعل اليهود، الذين غطّوا آية الرجم، وكحال من يستدل بقوله ـ سبحانه ـ :

(فويلٌ للمصلين) لتحريم الصّلاة!!
وهذا كله ليسلم لهم تقرير مذهب الخوارج ـ أو نصف مذهبهم! ـ القائم على أن مجرد ترك الواجبات ـ أو بعضها ـ مع الإقرار والالتزام القلبي هو كفر يشبه ترك إبليس وعلماء اليهود!!


مع أن الفرق بين هذه الأصناف أوضح من رابعة النهار.
فالله ـ الله ـ في عباد الله ـ عموماً ـ، وفي أهل السنة خصوصاً.

ابو الحارث مهدي
2013-06-07, 00:16
ج ـ وما قررناه من كلام سفيان ـ رحمه الله ـ ليس بِدعاً من الفهم وزوراً
إنما نقله عنه الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في كتابه «الشريعة » (ص: 104 ) :
«كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل؟
فقال ـ رحمه الله ـ:«كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده... إلى آخر كلامه الذي فيه :
«فمن ترك خُلّة من خلال الإيمان كان بها عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً بها،
أدَّبناه وكان بها عندنا ناقصاً، وهكذا السنة ».
أنظر كيف فرّق ـ رحمه الله ـ بينهما، مع اشتراكهما في الترك، فيحمل كل منهما على بابه.


د ـ لقد وضح شيخ الإسلام - رحمه الله - التأصيل الذي فصله سفيان بن عيينه مبيناً متى يكون ترك الفرائض كفراً، وأنه لايشترط للتكفير بها جحود وجوبها فقط وأنه قد يكفر من تركها مع أنه لا يجحد وجوبها- وقد يعترف - أحياناً - أن الله أوجبها، ومع ذلك يكفر بهذا الترك؛ بسبب تركه الإقرار والالتزام القلبي، ومثّل - رحمه الله -
بما مثّل به سفيان بن عيينة نفسه فدل على أن مرادهما واحد!
ومن يقول بغير هذا فهو لمنهجهما جاحد.

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في « مجموع الفتاوى» (20/ 97 ) عند عرضه الأقوالَ في ترك مباني الإسلام سوى الشّهادتين:
«وليس الأمر كما يفهم من إطلاق الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم أنه إن جحد وجوبها كفر، وإن لم يجحد وجوبها فهو مورد النزاع، بل هنا ثلاثة أقسام :
أحدها : إن جحد وجوبها فهو كافر بالاتفاق.
والثاني : لا يجحد وجوبها، لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً، أو بغضاً لله ورسوله : فيقول : أعلم أن الله أوجبها على المسلمين، والرسول صادق في تبليغ القرآن، ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول، أو عصبية لدينه، أو بغضاً لما جاء به الرسول : فهذا ـ أيضاً ـ كافر بالاتفاق، فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحداً للإيجاب، فإن ـ الله تعالى ـ باشره بالخطاب، وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين، وكذلك أبو طالب كان مصدقاً للرسول فيما بلّغه، لكنه ترك اتباعه حميَّة لدينه، وخوفاً من عار الانقياد»، إلى أن قال :
«... وإلاّ فمتى لم يقر ويلتزم فعلها قتل وكفر بالاتفاق».

ابو الحارث مهدي
2013-06-07, 00:19
رحم الله الإمام اسحاق بن راهوية حيث قال:
( غلت المرجـئة حتى صار من قولهم أن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضـان والزكـاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها أنا لا نكفره ، يرجأ امره الى الله، بعد إذ هو مقر. فهؤلاء الذين لا شـك فيهم أنهم مرجئة )





فجوابنا عليه من عدة وجوه :


1 - «فقول المرجئة ـ في هذا التارك ـ: «يرجأ أمره إلى الله» بيّن في سبب الحكم عليم بضلالهم.

أما من قال : أن هؤلاء فساق، فجار، داخلون تحت الوعيد بالنار: فليس من هذا القبيل،لا في كثير ولا في قليل!».

2 ـ إن قوله ـ رحمه الله ـ «غلت المرجئة» صريح واضح أنه يريد غلاة المرجئة، فكيف يُطَرِّدُهُ المخالفون، ويحملونه على مرجئة الفقهاء؛ بل ويشملون فيه أهل السنة أنفسهم؟!
وحقيقةُ قولِ هؤلاء الغلاة الذين عناهم إسحاق ـ رحمه الله ـ ذكره شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى » (7/ 297 ):
«ولكن الأقوال المنحرفة قول من يقول بتخليدهم ـ أي: أصحاب الذنوب ـ كالخوارج والمعتزلة، وقول غلاة المرجئة الذين يقولون : ما نعلم أن أحداً يدخل النار! بل نقف في هذا كله».

وسماهم في موضع آخر : بالمرجئة الواقفة فقال في «مجموع الفتاوى » (7/ 486 ) في كلامه حول أحاديث الشّفاعة :

«وهذه الأحاديث حجة على الطائفتين:
«الوعيدية»... وعلى «المرجئة الواقفة، الذين يقولون : لا ندري هل يدخل من أهل التوحيد النار أحد، أم لا؟! ».

3 ـ من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة - كلاً أو بعضاً - كما صرح بذلك الإمام ابن رجب، وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص 26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها ؟...
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».

فهل الإمام أحمد ـ ولو في رواية! ـ فضلاً ـ عن غيره من العلماء ـ مرجئة؛ لأنهم لا يكفِّرون بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجوب؟!! نَبِّئونا بعلم !!
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة....
وقال طاووس: مَثَلُ الإسلام كشجرة أصلها الشهادة، وساقها كذا وكذا، وثمرها الورع... ومعلوم أنّ ما دخل في مسمى الشجرة والنخلة ـ من فروعها وأغصانها وورقها وثمرها - إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرة اسمها؛ ولكن يقال : هي شجرة ناقصة، وغيرها أكمل منها، فإنْ قُطع (أصلُها ) وسقطت لم تبق شجرة؛ وإنّما تصير حطباً....».
فجعل أصل الإيمان : الشهادة؛ وبذهابها ـ فقط ـ يذهب الأصل.

4ـ لو أردنا أن نتقوقع كما فعل غيرنا حول كلام إسحاق ـ رحمه الله ـ الذي نقله المخالفون؛ لقلنا : إنّكم مرجئة عند إسحاق!! لأنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها من أقوال المرجئة!
«شرح كتاب الإيمان»(ص 27 )
فأنتم لا تشترطونها، إنما تشترطون مطلقها أو أحد أفرادها، فقولوا بشرطيتها لتسلَموا من تبعة كلامه وإلاّ كنتم ومرجئة الفقهاء الذين تنسبون أهل العلم إليهم سِيّين!!

5 ـ ومن تناقُض المخالفين :أنهم أخذوا من كلام إسحاق ما يهوّشون به على غيرهم، وتركوا ما لا يخدمهم؛ حيث إنّه ـ رحمه الله ـ حكى الإجماع على تكفير تارك الصلاة، كما صرح بذلك ـ عنه ـ ابن رجب (ص 27 ) بقوله :
«وكثير من علماء أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة. وحكاه إسحاق بن راهويه (إجماعاً ) منهم».

فلماذا قبلوا منه تهمة الإرجاء، لمن قال: لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها، ولم يقبلوا منه الإجماع على كفر تارك الصلاة؟!
وصدق من قال : فواعجباه واعجباه فواغوثاك رباه .

ابو الحارث مهدي
2013-06-07, 00:25
جهل وجدال ومكابرة وتمحل وتهويل وتأويل وقفز من هنا إلى هناك إلى هنالك........
مللتُ من الردِّ على ترهاتكم

وما حالي معكم إلا كما قال القائل

شكونا إليهم خراب العراق * فعابوا علينا شحوم البقر
فكانوا كما قيل فيما مضى * أريها السها وتريني القمر

ابو الحارث مهدي
2013-06-07, 00:27
افتراء الكذب وبتر نصوص العلماء والتأويل والجدال العقيم ومعه التهويل والضحك على أنفسكم

هذا وكلامكم الهزيل يدل على أن الأمر معكم قد وصل إلى مرحلة كسر العظم ، وإلا ..لِـمَ هذا التباكي ؟

لإزالة كثير من الشغب الذي يمارسه الخصم
عندي سؤال واحد فقط أيها المجادلون المتخاذلون :


أهل السنة اختلفوا في حكم تارك الصلاة ، فمن كفر تارك الصلاة فهو بلا شك يكفر تارك العمل من باب أولى

أم من لم يكفر تارك الصلاة ( وكذا الزكاة والصيام والحج )، فبودي أن أسأل



والسؤال : من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم بــــ ...........؟

عسى أن نجد عندهم جوابا بدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ،
ونقول لهم: بالتوفيق - إن شاء الله - لكن حذارِ أن تمرَّوا من قنطرة صعبة المسلك، يقال لها قنطرة الخوارج ذات الروائح الكريهة ، فإنها تُخلِّدُ في النار من سينجيهم الله بشفاعته، لأن شيخ الإسلام -رحمه الله - يقول:
( ....ولكن إن قال: لا إله إلا الله خالصاً صادقاً من قلبه ومات على ذلك فإنّه لا يخلد في النّار؛
إذ لا يخلد في النّار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)
أُعيد وأقول دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة، على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ؟


ثم يفيدنا بالجواب الكافي من الكتاب والسنة لا إستدلالا بالبرهان التراجعي من منطلق تعريف الايمان
وكأن المسألة معادلات رياضية

قال الله تعالى:
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)

« كل من كفره الله ورسوله فهو كافر ،ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر، هذا هو الصواب.
أما جنس العمل، أو نوع العمل، أو آحاد العمل ، فهذا كله طنطنة لا فائدة منها »

ننتظر الجواب بلا لفٍ ولا دوران.

ابو الحارث مهدي
2013-06-07, 00:27
تَوْطِــئَةٌ :

من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة - كلاً أو بعضاً - كما صرح بذلك شيخ الإسلام ومن بعده الإمام ابن رجب، وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص 26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها ؟...
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة.... »

وقال العلامة عبد الرحمان بن ناصر البراك -حفظه الله -:

(وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان ؛ بمعنى أن تركه كفر ، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها ، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس ، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة .........
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد ، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان ).

قال الله تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾
[المائدة: 03]

وقال الله تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾
[النساء: 59]






ثُمَّ السُّؤالُ :
من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم بــــ ...........؟



حتى نعرف من أين تؤكل الكتف
ويظهر تأسيس مذهب الخوارج
ننتظر الجواب ؟

صالح القسنطيني
2013-06-07, 21:44
والسؤال : من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم بــــ ...........؟
حتى نعرف من أين تؤكل الكتف
ويظهر تأسيس مذهب الخوارج
ننتظر الجواب بلا لفٍ ولا دوران
أيها الجبناء ؟

ا علم ان من يقوم في قلبه أن خصمه جبان ذلك قام في قلبه الانتصار لنفسه و أما من قام في قلبه حب الحق و الدفاع عنه و إظهاره فهذا الوصف طارد للجبن من الفلك حارق لشهابه

ثم هل من نقل الإجماع و فهمه و منهم ابن باز و الربيع و زيد المدخليان و صالح السحيمي و فركوس هؤولاء كذلك جبناء عندك ؟؟؟

سبحانك ربي


ثم متى عرفت الكتف حتى تعرف من أين تؤكل، بل متى عرفت الأكل و تعلمته.

و بعد:

قال أهل العلم و الفضل: الحكم عن المسألة فرع عن تصورها.

و أراك قد وقعت فيما قاله العامة ( شخبطات و لخبطات ) و ( شطحات ) غنى لها فهمك القاصر و زمر لها ( جهلك السافر)، فحالك حال من قام يبكى على أطلال ينوح عائبا الثريا و هل تعاب الثرايا؟؟؟

و بعد:

ليعلم طلاب الحق و السنة أن الحكم عن تارك عمل الجوارح بالكلية لم يبنه علماؤنا رحمهم الله عن قولهم في كفر تارك المباني الأربعة و إنما بنوه على أن العمل جزء من الإيمان و لا يجزئ واحد عن الآخر فلا يصح الإسلام بلا إيمان كما لا يصح إيمان بلا إسلام. فالعمل جزء من الإيمان. و بنوه على أصلهم العظيم: أن فساد الظاهر دليل قاطع على فساد الباطن و أن الظاهر لازم للباطن.

قال الإمام الآجري كما تقدم سلفا:

فَالْأَعْمَالُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالْجَوَارِحِ: تَصْدِيقٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقِ الْإِيمَانَ بِعَمَلِهِ وَبِجَوَارِحِهِ: مِثْلُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَأَشْبَاهٌ لِهَذِهِ وَرَضِيَ مِنْ نَفْسِهِ بِالْمَعْرَفِةِ وَالْقَوْلِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلَمْ يَنْفَعْهُ الْمَعْرِفَةُ وَالْقَوْلُ، وَكَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ، وَكَانَ الْعَمَلُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ تَصْدِيقًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ


و قد جاء في رسالة الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق

سبب الخطأ، ومنشأ الغلط عند من قال من أهل السنة - في هذه الزمان - بأن ترك جنس العمل ليس بكفر.
أولاً: ظنهم التلازم بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة وعدم التكفير بترك جنس العمل. لقد دخلت هذه الشبهة على كثير ممن قال: إن ترك جنس العمل ليس بكفر، فهو يقول: إن من يكفر بترك أحد المباني الأربعة، كالصلاة مثلاً فلا شك أنه يلزمه أن يكفر بترك جنس العمل، وكذا من يكفر بترك الزكاة والصيام والحج، أما وإني لا أكفر بترك أحد هذه المباني الأربعة، فبأي شيء أُكفر تارك جنس العمل؟!.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال: إنه لا تلازم أبداً بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة، وعدم التكفير بترك جنس العمل،كيف لا ؟ وهذا هو الشافعي وهو ممن يرى عدم التكفير بترك أحد المباني الأربعة، يرى في الوقت نفسه تكفير تارك جنس العمل بل وينقل الإجماع عليه. إذ إن القول بتكفير تارك جنس العمل ليس مبنياً أصلاً على القول بتكفير تارك المباني الأربعة، فالقول بكفر تارك أحد المباني الأربعة له أدلته المنفصلة عن القول بتكفير تارك جنس العمل.
وقد يقول قائل منهم: إن لم أكفر بترك المباني الأربعة مجتمعة، فتركي للتكفير بترك ما دونها من باب أولى.
والجواب: أن التكفير بترك جنس العمل، ليس تكفيراً بترك ما دون المباني الأربعة، بل هو تكفير بترك المباني الأربعة وغيرها من الأعمال، وفرق بين هذا وهذا، فتنبه.




و قال الشيخ ربيع

في هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين".
فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " .
فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان.


اهـــــــــــــــ



أقول:


و يفهم من ذلك عدم اعتراض الشيخ ربيع على ما جاء فيها بل موافقته على الإجماع

بل قال الشيخ ربيع أنه لا يتررد مسلم في تكفيره و هذا تأكيد منه بقوله على صحة الإجماع


ليطلع علينا مغرور أعجمي قد نعق بالعجب و لهث وراء التحريف ثم تردد في تكقير من جاء وصفه في قال الشيخ حمد


و أقول

فهذا الذي صرحنا به و لا زلنا نقوله هو التلازم بين أجزاء الإيمان و لا يجزئ واحد عن الآخر، فلا إيمان بلا عمل كما لا عمل بلا نية و لا إسلام بلا إيمان و لا إلإيمان بلا إسلام و به قال الألباني و ابن باز و ابن عثيمين و النجمي و غيرهم من العلماء بل من كبار كبار علماء عصرنا و هذا منهم سيرا على ما أجمع عليه السلف

و أقول

فلماذا تحشر المسألة في غير محشرها و تسوقها إلى غير أرضها أم ذلك ما يفعله الجهل بصاحبه تركبن بالجهل طبقا على طبق حتى لا يترك عرقا في قلوبكم علما للحق إلا طمسه



و صدق من قال: فمن زعم أنَّ الخلاف في العمل منحصِرٌ عند أهل السنة في المباني الأربعة، فقد اختلطتْ عليه المسائل، فساوَى بين قول أهل السنَّة وبيْن قول المرجئة.



ثم بعد:


نقلنا نحن عن العلماء قديما و حديثا

و أنت لم تذكر لنا عالما واحدا شهدوا له بالعلم قال بمثل ما تقول تصريحا


فسمي لنا من قال بمثل ما تقول من علماء عصرنا سموا لنا رجالكم


أم أنت أفهم و أفقه لكلام السلف من علماء عصرنا

و من نقل الإجماع و أقر به فهو واهم عندك

و ممن نقل الإجماع حديثا ابن باز و السحيمي و زيد المدخلي و صالح السحيمي و يفهم موافقة الشيخ ربيع على ذلك

فجميعهم واهمون جبناء


سبحانك ربي

صالح القسنطيني
2013-06-07, 22:04
حتى نعرف من أين تؤكل الكتف
ويظهر تأسيس مذهب الخوارج
ننتظر الجواب بلا لفٍ ولا دوران
أيها الجبناء ؟


عابوا الجاهل

فما قالوه عمن جهله جهل مركب

ابحث و فتش فستجد الإجابة بين عينيك

ايها الغلام لماذا تتعبنا و تتعب غيرك

و انت لا تفقه شيئا مما تدافع عنه و ما تخاصم عنه

جهلك قد رماك بل لعب بك لعب الطقل الصغير بالكرة


بل نقول تبا لك و سحقا لقلمك فما عرفت قدرك نفسك

هل ابن باز لما نقل الإجماع على كفر تارك العمل كلية و نقله الناقلون المخلصون

كانوا بذلك قد أسسوا مذهب الخوارج

إلا سحقا لقمك و تراهاته


و سبحانك ربي هل كنت إلا طالب حق مبين له و أبى المبطلون إلا زورا

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 05:25
قال الإمام الآجري كما تقدم سلفا:

فَالْأَعْمَالُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالْجَوَارِحِ: تَصْدِيقٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقِ الْإِيمَانَ بِعَمَلِهِ وَبِجَوَارِحِهِ: مِثْلُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَأَشْبَاهٌ لِهَذِهِ وَرَضِيَ مِنْ نَفْسِهِ بِالْمَعْرَفِةِ وَالْقَوْلِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلَمْ يَنْفَعْهُ الْمَعْرِفَةُ وَالْقَوْلُ، وَكَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ، وَكَانَ الْعَمَلُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ تَصْدِيقًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ




أسأل صاحبنا الفهَّامة = ( الفَهِيم ) ، صاحب التِّكْرَارِ وَالاجْتِرَارِ بلا طائل ولا فائدة تُرجى سوى الجعجعة بلا طحين

- هل من ترك الجهاد وأشباهه = كَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ


ولو التزمته في (أصل الإيمان) لكان قولك لا يبعد كثيراً عن قول الخوارج
وإلا فهل هناك من يشترط (الجهاد) لحصول (أصل الإيمان) ؟
حتى الأقوال المرجوحة ليس فيها ذكر للجهاد كركن في (أصل الإيمان)

أم أن الإمام الآجري - رحمه الله - يتكلم عن (الإيمان المطلق) الذي يستحق صاحبه الدخول إلى الجنة مع السابقين الأولين
فهل تعرف يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) معنى ( مؤمن بالإطلاق ) ماذا تعني ؟
إنها تعني= ( مؤمن كامل الإيمان )



وأنت حين تستدل بكلام الآجري - هنا - على أنه لابد من شيء من عمل الجوارح ( جنس عمل) سيلزمك لازم باطل
وهو ( أن من جاء بعمل واحد ولو مستحبا ..) استحق الإسم المطلق (الكامل)

فهذا يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) - منك - ( إِرْجَاءٌ ) ؛ وقعت فيه هنا من حيث تريد الفرار منه

ثم دعواك الإجماع المزعوم التي تنقلها وتدحرجها من موضع لآخر ولم تفهم بعدُ مراد قائليها وناقليها
يَرُدُّهَا - عند من يفهم مصطلحات أهل العلم - قول الطبري «تهذيب الآثار» (مسند عبد الله بن عبّاس ) (2/ 685 ) =
( في كلامه السابق الذي حرّفته بتأويلك الباطل العاطل)
يلزمك إذا حملته على ما تدندن حوله ( حصول الإيمان الكامل بجنس عمل) - قوله -رحمه الله -
( فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اسم الإيمان المطلق ، إنما هو للمعرفة بالقلب والإقرار وباللسان والعمل بالجوارح، دون بعض ذلك...ولا يدفع مع ذلك ذو معرفة بكلام العرب، صحة القول بأن الإيمان التصديق، فإذا كان الإيمان كلامها التصديق، والتصديق يكون بالقلب واللسان والجوارح، وكان تصديق القلب العزم والإذعان، وتصديق اللسان الإقرار، وتصديق الجوارح السّعي والعمل؛ كان المعنى الذي به يستحق العبد المدح والولاية من المؤمنين، هو إتيانه بهذه المعاني الثلاثة
وذلك أنه لا خلاف بين الجميع
أنه لو أقر ، وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه ، أنه لا يستحق اسم مؤمن.
وأنه لو عرف وعلم وجحد بلسانه وكذَّب وأنكر ما عرف من توحيد ربه ، أنه غير مستحق اسم مؤمن.
فإذا كان ذلك كذلك ، وكان صحيحاً أنه غيرُ مُستحقٍ غيرُ المُقِر اسمَ مؤمن ، ولا المُقِرُّ غير العارف مستحق ذلك ،
كان كذلك غير مستحق ذلك بالإطلاق : العَارِفُ المُقِرُّ غَيرَ العَامِل ،
إذ كان ذلك أحد معاني الإيمان التي بوجود جميعها في الإنسان يستحق اسم مؤمن بالإطلاق". )

فهل أنت الذي خالفت الإجماع - الذي ذكره ابن جرير الطبري - أم نحن يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) ؟

قال عبد الملك قلت لأبي عبد الله -أحمد بن حنبل - تفرق بين الإيمان والإسلام ، قال: نعم ،وأقول مسلم ولا أستثني
قلت: فإذا كان المرجئة يقولون: إن الإسلام هو القول ؟
قال : هم يصيرون هذا كله واحداً ويجعلونه مسلماً ومؤمناً شيئاً واحداً على إيمان جبريل ومستكمل الإيمان
قلت : فمن ههنا حجتنا عليهم قال نعم )
«السنة للخلال» (1/ 605 ) .

وهذا - يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) نص من الإمام أحمد في بيان أن موضع الصراع ومحل النزاع هو في استكمال الإيمان بالقول دون العمل .

ويبدو أن القوم عاجزون عن جواب السؤال وبالتالي هم عاجزون عن تحرير محل النزاع في ترك العمل
ولم يصرحوا بأن جنس العمل لا يخرج عن ( الأركان الأربعة )

فلا إنكار - حينئذ - عليهم في التكفير لتاركه ( ترجيحا بالدليل) - ولو خالف من خالف -
لكن قفوا حيث وقف السلف ومنهم الإمام أحمد - رحمه الله -

ومع ذلك أقول: أنا لا أشنع على من رجح قولا من هذه الأقوال بل ( أشنع على من أنكر شيئا منها )


وأعوذ بالله من أهل الجِدال والمِراء

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 06:45
قال الله تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾
[المائدة: 03]


وقال الله تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾
[النساء: 59]

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 09:59
قلتُ:




أن ترك العمل الظاهر ليس بكفر مخرج من الملة كما هو قول بعض أهل العلم ممن له إطلاع واسع على أقوال السلف وإجماعهم.
- منهم الإمام ابن عبد البر حيث قال- رحمه الله-:
( من لم يصل من المسلمين في مشيئة الله إذا كان موحداً مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً مقراً وإن لم يعمل وهذا يرد قول المعتزلة والخوارج بأسرها ألا ترى أن المقر بالإسلام في حين دخوله فيه يكون مسلماً قبل الدخول في عمل الصلاة وصوم رمضان بإقراره واعتقاده وعقدة نيته فمن جهة النظر لا يجب أن يكون كافراً إلا برفع ما كان به مسلماً وهو الجحود لما كان قد أقر به واعتقده والله أعلم )
«التمهيد» (23/ 290 )





قال السِّفسْطَائِي المجَادِلُ :

أقول ليس في كلام الإمام ابن عبد البر ما يدل لا من قريب و لا من بعيد على عدم كفر من ترك العمل جملة و تفصيلا، لأن الإمام يتكلم عن عمل بعينه وهو الصلاة و كلامه ليس عن العمل جميعه. و ذلك بين ظاهر فقوله (وإن لم يعمل ) مراده لم يعمل الصلاة خاصة و ليس سائر العمل و زاد بيانا لما قال : (وهذا يرد قول المعتزلة والخوارج ) و قد علم أن الخوارج و المعتزلة من كفروا بآحاد العمل. و لا يفهم من ذلك نسبته القول بتكفير تاركها للمذهب.


الإمام ابن عبد البر - رحمه الله- ليس عنده عقدة تسمى =(جنس العمل ) كما ابتليتم به يا مسفسط
فقوله - رحمه الله- :
( من لم يصل من المسلمين في مشيئة الله إذا كان موحداً مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً مقراً وإن لم يعمل )
= وإن لم يعمل أيّ عملٍ من عمل الجوارح
فهو لا يحتاج إلى أعجمي عنده عقدة تسمى =(جنس العمل ) يوضح كلامه
لأن من كان مصدقاً مقراً موحداً مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعمل ؛ فهو ناجٍ من الخلود في النار .

لأنه هو القائل -رحمه الله -:


(( مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر؛ فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟
قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم، قال: فغفر له. )


قد ذكرنا اختلاف الرواية عن مالك في رفع هذا الحديث وتوقيفه في التمهيد، والصواب رفعه؛ لأنَّ مثله لا يكون رأياً، وقد ذكرنا في التمهيد طرقاً كثيرة لحديث أبي هريرة هذا، وذكرنا من رواه معه من الصحابة رضي الله عنهم.


وفي رواية أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: قال "رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد" وهذه اللفظة ترفع الإشكال في إيمان هذا الرجل، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال أن يغفر الله للذين يموتون وهم كفار؛ لأنَّ الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به وقال: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾،
فمن لم ينته عن شركه ومات على كفر لم يك مغفوراً له، قال الله عز وجل: "


﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾).
«الاستذكار» (3/ 94-95 )


قال السِّفسْطَائِي المجَادِلُ :

و مما يزيد بيانا و إيضاحا أ نه يقصد ترك آحاد العمل لا العمل كله قوله : ( لا يجب أن يكون كافراً إلا برفع ما كان به مسلماً وهو الجحود لما كان قد أقر به واعتقده) و حاشا الإمام أن يكون حصر الكفر في الجحود بل مراده أن من ترك آحاد العمل لا يكفر إلا إذا جحد ما تركه من صلاة و صيام. و لو حمل العمل على العمل كله لزم ذلك القول أن ابن عبد البر لا يكفر إلا بالجحود و هذا باطل.


وهل كفر الجحود يثبت بجحود آحاد الأعمال أم بمجموعها يا مسفسط
أتحاكم أئمة السُنّة وعلماء الأمة بجهلك يا نكرة ، وصدق من قال: عاش من عرف قدر نفسه
ما لكَ ولحصر الكفر في الجحود ؟ أم تريد الطعن فيه كما طعن خوارج العصر في الإمام الألباني - رحمه الله -

قال الإمام ابن عبد البر - رحمه الله-:
( ألا ترى أن المقر بالإسلام في حين دخوله فيه يكون مسلماً قبل الدخول في عمل الصلاة وصوم رمضان بإقراره واعتقاده وعقدة نيته فمن جهة النظر لا يجب أن يكون كافراً إلا برفع ما كان به مسلماً وهو الجحود لما كان قد أقر به واعتقده والله أعلم )

جحود لما كان قد أقر به واعتقده = وهو قوله- السابق-: موحداً مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً مقراً .
فالكلام يدور مع (أصل الإيمان) وجوداً وعدماً

لا كما يهذي ويؤذي -به - السِّفسْطَائِي المجَادِلُ =(عَلَى حَدِّ فَهْمِهِ المنْكُوسِ)


ومما يزيد المسألة وضوحا قوله - رحمه الله - في «الاستذكار» (26 /132):

« وللإيمان أصول وفروع، فمِن أصوله: الإقرار باللسان مع اعتقاد القلب بما نطق به اللسان من الشهادتين بأن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله...
فكل عمل صالح فهو من فروع الإيمان؛ فَبِرُّ الوالدين، وأداء الأمانة، من الإيمان، وحسن العهد من الإيمان...
فهذه الفروع من تَرَكَ شيئاً منها لم يكن ناقض الإيمان بتركها، كما أنه يكون ناقص الإيمان بارتكاب الكبائر وترك عمل الفرائض ».

صالح القسنطيني
2013-06-08, 10:47
السلام عليكم


حين يعلو الجهل على العقل، و يطفو بهه إلى مستنقعات سوء الفهم، فليس للواحد إلا الاسترجاع بالواحد القهار..

طلب خصمنا العنيد المكابر الدليل فأتيناه بكلام العلماء في أن بحث تارك العمل كلية أو تارج جنس العمل لا يتعلق بترك المباني الأربعة و لكنه يصر و يكابر و يعاند على حشر مسألة تارك جنس العمل في القول بترك المباني الأربعة

قلنا و صرحنا عن قولهم في كفر تارك جنس العمل بنوه على حديث النعمان بن بشير و التلازم بين الظاهر و الباطن و التلازم بين أجزاء الإيمان و لكنه مصر مكابر معاند


و أما ما أولت به كلام الآجري و ما فهمت به كلام ابن عبد البر فذلك مما ضحكت عليك به حروفك و كلماتك......


و حتى أكمل معك النقاش اقول ما قاله ابن سرين رحمه الله


كانوا لا يسألون عن الرجال فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر لأهل السنة فيؤخذ منهم و ينظر إلى أهل البدع فيردون. أو كما قال

و عليه فسمي لنا من علما عصرنا من قال بمثل ما تقول حتى نقول نحن أنه اشتبه عليك كلامهم فنبين لك و نفصل

وإلا فأنت دعي علم مغرور و ليس لنا مجادلة مع من هذا وصفه

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 11:05
قلتُ:




ويزيد ذلك بياناً ابن عبد الهادي - تلميذ شيخ الإسلام –رحمهما الله – بقوله :


( التَّكْفِيرَ نَوْعَانِ: أَحَدُهُمَا: كُفْرُ النِّعْمَةِ. وَالثَّانِي: الْكُفْرُ بِاَللَّهِ. وَالْكُفْرُ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الشُّكْرِ: إنَّمَا هُوَ كُفْرُ النِّعْمَةِ لَا الْكُفْرُ بِاَللَّهِ. فَإِذَا زَالَ الشُّكْرُ خَلَفَهُ كُفْرُ النِّعْمَةِ لَا الْكُفْرُ بِاَللَّهِ.

قُلْت: عَلَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ ضِدَّ الْكُفْرِ بِاَللَّهِ فَمَنْ تَرَكَ الْأَعْمَالَ شَاكِرًا بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فَقَدْ أَتَى بِبَعْضِ الشُّكْرِ وَأَصْلِهِ. وَالْكُفْرُ إنَّمَا يَثْبُتُ إذَا عُدِمَ الشُّكْرُ بِالْكُلِّيَّةِ.

كَمَا قَالَ أَهْلُ السُّنَّةِ: إنَّ مَنْ تَرَكَ فُرُوعَ الْإِيمَانِ لَا يَكُونُ كَافِرًا حَتَّى يَتْرُكَ أَصْلَ الْإِيمَانِ وَهُوَ الِاعْتِقَادُ.

وَلَا يَلْزَمُ مِنْ زَوَالِ فُرُوعِ الْحَقِيقَةِ - الَّتِي هِيَ ذَاتُ شُعَبٍ وَأَجْزَاءٍ - زَوَالُ اسْمِهَا كَالْإِنْسَانِ إذَا قُطِعَتْ يَدُهُ أَوْ الشَّجَرَةِ إذَا قُطِعَ بَعْضُ فُرُوعِهَا)

«العقود الدرية» (ص: 114 )



فهل سيتجرأ أحد بعد هذه القرون الطويلة ويقول بأن هؤلاء مرجئة أو وقعوا في الإرجاء أو وافقوا المرجئة ؟

وللحديث بقية –إن شاء الله - .......اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن





قال السِّفسْطَائِي المجَادِلُ :




و المقصود بيانه أن ذلك ليس من كلام ابن عبد الهادي و إنما هو كلام رجل مجهول، و ذلك الكلام جاء تعليقا على مناظرة لابن تيمية، و عليه فالوواجب هو الرجوع لتأصيلات شيخ الإسلام المحكمة في من ترك العمل بالكلية و ليس التمسك بمثل ما ما أنتم عليه


بل هو من كلام ابن عبد الهادي - رحمه الله - رغم محاولة التشكيك، ومع ذلك ؛
هب أنَّ الأمر كما أدعيت أيها السِّفسْطَائِي المجَادِلُ

فقد قرر شيخ الإسلام حقيقة الشكر عند أهل السنة و الجماعة و التفصيل في حكم تارك الشكر

كما قال ابن عبد الهادي -رحمه الله - حرفياً تبعا لشيخِهِ
قال شيخ الإسلام- رحمه الله -:
( لأن التكفير نوعان: احدهما كفر النعمة والثاني الكفر بالله والكفر الذى هو ضد الشكر إنما هو كفر النعمة لا الكفر بالله فاذا زال الشكر خلفه كفر النعمة لا الكفر بالله
قلت على انه لو كان ضد الكفر بالله من ترك الأعمال شاكرا بقلبه ولسانه فقد اتى ببعض الشكر واصله والكفر إنما يثبت إذا عدم الشكر بالكلية كما قال أهل السنة :
إن من ترك فروع الإيمان لا يكون كافراً حتى يترك أصل الإيمان؛ وهو الاعتقاد

ولا يلزم من زوال فروع الحقيقة - التي هي ذات شُعبٍ وأجزاءٍ - زوال اسمها كالانسان إذا قطعت يده أو الشجرة إذا قطع بعض فروعها....)

« مجموع الفتاوى» (11/ 137-138 )





وقال - رحمه الله -:
(الثاني : أن الإيمان، وإن كان يتضمن التصديق، فليس هو مجرد التصديق، وإنما هو الإقرار، والطمأنينة. وذلك لأن التصديق إنما يعرض للخبر فقط، فأما الأمر فليس فيه تصديق من حيث هو أمر، وكلام الله: خبر وأمر، فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له، والاستسلام، وهو عمل في القلب جماعه الخضوع، والانقياد للأمر، وإن لم يفعل المأمور به فإذا قوبل الخبر بالتصديق، والأمر بالانقياد، فقد حصل أصل الإيمان في القلب، وهو الطمأنينة، والإقرار. فإن اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار، والطمأنينة، وذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق، والانقياد)
«الصارم المسلول» (1/ 519 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 11:17
كل ما ذكرته قد سبق الجواب عنه فلا داعي للتكرار والإجترار كما هي عادتك المملة
فإن لم يكن عندك الجواب ، فجواب السؤال عندي ولن أجاريك في سفهك
مع أني لا أرى كبير فرقٍ بين جِدَالِكَ وَجِدَالِ ذياك المفتون العقلاني المنحرف

هَلْ يَلزَمُ مِنْ قِيَامِ الحُجَّةِ فَهْمُهَا ؟؟ (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=757836&page=10)......http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif

أُعِيدُ عَلَيكَ السُؤَالَ أَيُّهَا السِّفسْطَائِي المجَادِلُ
لَعَـلَّ عَينَاكَ لم تَـرَهُ



تَوْطِــئَةٌ :

من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة - كلاً أو بعضاً - كما صرح بذلك
شيخ الإسلام ومن بعده الإمام ابن رجب، وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص 26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها ؟...
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة.... »

وقال العلامة عبد الرحمان بن ناصر البراك -حفظه الله -:

(وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان ؛ بمعنى أن تركه كفر ، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها ، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس ، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة .........
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد ، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان ).

قال الله تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾
[المائدة: 03]

وقال الله تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾
[النساء: 59]






السُّؤالُ :

من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم بــــ ...........؟

عسى أن نجد عندهم جوابا بدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ،
ونقول لهم: بالتوفيق - إن شاء الله - لكن حذارِ أن تمرَّوا من قنطرة صعبة المسلك، يقال لها قنطرة الخوارج ذات الروائح الكريهة
فإنها تُخلِّدُ في النار من سينجيهم الله بشفاعته، لأن شيخ الإسلام -رحمه الله - يقول:
( ....ولكن إن قال: لا إله إلا الله خالصاً صادقاً من قلبه ومات على ذلك فإنّه لا يخلد في النّار؛
إذ لا يخلد في النّار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)
أُعيد وأقول دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة، على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ؟


ثم يفيدنا بالجواب الكافي من الكتاب والسنة لا إستدلالا بالبرهان التراجعي من منطلق تعريف الايمان
وكأن المسألة معادلات رياضية



حتى نعرف من أين تؤكل الكتف
ويظهر تأسيس مذهب الخوارج
ننتظر الجواب ؟

صالح القسنطيني
2013-06-08, 11:50
شوف لو لو يكن من كلامك إلا قولك هذا


فهل أنت الذي خالفت الإجماع أم نحن يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) ؟


لكلام كافيا في بيان تدليسك و كذبك

سبحانك ربي كنت من قبل تددن حلو اثبات الاختلاف في السلف في كفر تارك جنس العمل


ثم صرت تدعي أني مخالف لللإجماع أي أنهم أجمعوا على عدم كفر تارك العمل كله و أنا خالفتهم

سبحان الحي القيوم

و قد قلت لك من قبل

لتركبن بجهلك طبقا عن طبق و نخاف أن لا يترك جهلك علما للسنة في قلبك إلا طمسه و لا منار للحق إلا واتى عليه حتى يصير قلبك مشبعا بالشبهات

بنت الرّحّل
2013-06-08, 12:13
29من رجب 1434 من الهجرة النبوية ! (رمضان على الأبواب اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين )

المعذرة منذ مدة و أنا أتابع هذا الموضوع
ووصل إلى هذا الحد وقد أغفلتم أن هذا الموقع عام وفيه من لا يستوعب الكثير من المسائل فكيف مسألة مثل هذه وزيادة عليها استعمال بعض الألفاظ والأوصاف التي لا علاقة لها بنشر العلم

إضافة إلى إعطاء صورة سيئة جدا للنقاش العلمي الشرعي حبذا أن تراعيا هذه النقطة ومحاولة ضبط الأعصاب وتجديد النية والإخلاص لله سبحانه

وأنا أسألكما من فضلكما :

ما هو موطن النزاع بالضبط في هذه القضية بعد الاتفاق طبعا على أن العمل من الإيمان !
وإضافة إلى هذه الفقرة للأخ الفاضل

والسؤال : من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟

أعتقد أن تصور شكل واقعي للمسألة واجب هنا فهو له أكثر من شكل من بينه أنه ينطق الشهادة ولا يقوم بأي عمل صالح !
أليست هذه مسألة خيالية افتراضية بمعنى الكلمة لا أتوقع لصورتها وجود أصلا إلا أن يكون زنديقا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية
مسلم يدخل الإسلام ولا يقول إلا الشهادة يعني العمل الوحيد الذي يقوم به في إسلامه هو ( النطق بالشهادة ) ويترك كل شيء بما فيه مستلزمات الشهادة و وهو أهم بكثير من هذه الأعمال التي ذكرتموها من إماطة الأذى أو السواك ثم هو مع عدم قيامه بالعمل الصالح لا يقع بما يخالفه !!!!!!!!!!!!!

هذه الصورة خيالية لأنه إن لم يقم بعمل صالح أبدا سواء كبيرا أو صغيرا بالضرورة سيقع بيما يناقض العمل الصالح سواء كان صغيرا أو كبيرا منه مثلا دعاء غير الله فهو لا يدعو الله أبدا .. فأين هذا الإنسان الذي لا يدعو أبدا أبدا أبدا بل لا يدعو أحدا؟

حتى الواقع المشاهد الملاحدة ينكرون وجود الله ويدعون الدعاء الشكي إن - صح التعبير - فكيف بمن ينطق الشهادة
وإن وجدت هذه الصورة فهي لا تليق إلا بالزنادقة ... وإلا هي خيالية جدا جدا جدا لأبعد الحدود

وأظن أنا واحدا منكماا قد وضع كلاما لدكتور تكلم عن صور المتعلقة بهذا المصطلح وهو كلام نافع للغاية

فلا ينبغي أن نعطي صورة مبهمة للمسألة وغامضة وغير مفهومة أصلا ويلصق بها بعض الصور لا علاقة لها بها وإعطاء أمثلة خاصة بالأعمال المستحبة

كيف يترك كل العمل المتعلق بالتوحيد مثلا وهو عارف به وقد تعلمه وأعتقد أن التعلم عمل بحد ذاته- ومقر به !

فإن من يستعمل هذاالمصطلح وهو يقصد به أعمال الجوارح دون أعمال القلوب فهو إذًا يحب الله ويرجوه ويخافه ويتوكل عليه ...إلخ ... ثم هو لا يقوم بأي عمل ظاهر ؟؟؟

لا أستطيع استيعاب هذه الصورة فكيف يصح أن يكون متوكلا وهو لا يقوم بعمل ظاهر متعلق بالتوكل !


هذا على سبيل المثال فقط


والحقيقة أن كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فاصل في المسألة حين سئل عنها فقال : نكفر من كفره الله ورسوله ولا نكفر من لم يكفره الله ورسوله

ووكلامه مختصرمفيد وفاصل يعني التكفير يقوم على الصور بمعنى إعطاء صورة واضحة للعبد وعرضها على الأدلة وانتهى

لكن إعطاء مصطلح عام بهذا الشكل والتدليل عليه بالإجمال من كلام العلماء يحدث خلطا كبيرا في المفهوم والصورة معا

خاصة أوأن هناك صورا متشابهة في العموم لكن في التفصيل تكون مختلفة ويختلف حكمها بذلك ...!

فمثلا من ترك العمل لاعتباره أن الإيمان لا يستلزم العمل ... هذه صورة مختلفة تماما عمن ترك العمل وهو جاهل به غير عالم به ... فهما متشابهان جملة مختلفان تفصيلا ويحتاج فيه إلى مسائل أخرى منها مسألة العذر بالجهل مثلا

فهل يصح التكلم هكذا عن هذه المسألة والحقيقة بهذا الشكل ؟

متبع السلف
2013-06-08, 12:40
السلف الذين تكلموا عن المسألة وتبعهم من تبعهم من العلماء يعلمون كل هذا ، لكن لم يمنعهم من بحثها علميا ، ومسألة عدم تصور الأمر في الواقع تعلق بها الحلبي كثيرا _ ولست أنسبك إليه_ لكن المسألة مبحوثة عند العلماء وهم أجل ممن يرى عدم صحة البحث فيها لعدم تصورها في الواقع.
والمسألة لاشك انها تبحث بأدلتها لا بتصورات عقلية بحتة فنتهم السلف من حيث لا نشعر بذلك.
فالسلامة كل السلامة في لزوم غرز العلماء الكبار الذين صوروا المسألة وبحثوها ،ومن خالف فإما جاهل فيعلم ، أو معاند فلا يكلم.

ابو الحارث مهدي
2013-06-08, 12:55
المستقبح رمي من قال بذلك من أهل السنة بتهمة الإرجاء
وإلا فقد سَبَقَ الجَوابُ

أُخْتَاهُ " بِنتَ الرُّحَل " جزاكِ اللهُ خَيراً

الدليل على وقوع ذلك هو الوحي وليس ضعط الواقع أوالتصور القاصر، وإلا لزم من ذلك تكذيب ما أخبر به رسول الهدى عن ربِّ العزة - جل وعلا - في قبضته التي يخرج بها

مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ
وإليك كلام العلماء جيلا بعد جيل


يُخرِجُ اللهُ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَط (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1306088) ‏http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif

ولم يخالف في ذلك أحد إلا بعض المعاصرين
انطلاقا منهم من تكفير تارك الصلاة ، فاضطروا إلى تأويله ليتوافق وما يعتقدون
وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - رغم تكفيره لتارك الصلاة ، إلا أنه قال بدلالة الحديث من غير تأويل
وما ذلك إلاّ لتحرره وتبحره في العلم وأنه يدور مع الدليل حيث دار
وأن العلم لا يقبل الجمود - رحمه الله ورضي عنه -



فعدم التجويز العقلي لا يقدح في الدليل الشرعي
هذا بالنسبة لنا نحن معاشر البشر، أما إذا تعلق الأمر بعلاّم الغيوب فالأمر مختلف، لا يحتاج إلى مزيد بيان للفرق بين معرفة العبد العاجز القاصر الساهي الناسي، وبين من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور


فقول بعض علماء أهل السنة:
إنّ الأقوام الذي يخرجون من النار لم يعملوا خيراً قط، لا يتصادم مع نقل ولا عقل، فربنا - تعالى - الجواد الكريم ينجي أولئك الذين لم يعملوا خيراً قط، ويثيبهم على ما في قلوبهم؛ مما يزن مثقال الذرة أو أدنى من ذلك. وتصوُّرُ هذا المقدارِ مع عدم تحريك الجوارح - كما ثبت في النصوص الصحيحة - أمرٌ لا غرابة فيه، وقد أعجبنا في تقريب تصوُّر هذه الحالة وتصويرها ما قاله الدكتور الحوالي ـ عافاه الله ظاهراً وباطناً، وغفر له على مُخالفته ـ في كتابه « ظاهرة إرجائه » (2/ 529 ) ـ وهو من هو! ـ حيث قال:

« ولهذا تحصل حالة شاذة خفية؛ وهي أن يضعف إيمان القلب ضعفاً لا يبقى معه قدرة على تحريك الجوارح لعمل خير، مثله مثل المريض الفاقد للحركة والإحساس، إلا أن في قلبه نبضاً لا يستطيع الأطباء معه الحكم بوفاته ـ مع أنه ميؤوس من شفائهِ؛ فهو ظاهراً في حكم الميت، وباطناً لديه القدر الضئيل من الحياة الذي لا حركة معه، وهذه هي حالة الجهنميين الذين يخرجهم الله من النار، مع أنهم لم يعملوا خيراً قط...».
ولو تأمل هذا الرجل ما خطّته يداه - ها هنا - لكان ذلك كافياً لهدم كتابه كله، فهل يعقل ذلك المقلدون له، الفرحون لكتابه ؟

ولا يظنَنَّ عاقل أنّ القول بتحريم الخلود في النار لتارك الأعمال شهادة له بأنه صاحب إيمان حقيقي أو تصديق قوي وكامل، ألم يعلموا أنّ التصديق والإيمان بالقلب قد يكون ضعيفاً ذاوياً كما ذكر ابن رجب الحنبلي- رحمه الله -
في «شرح كتاب الإيمان» (134 ):
«فجعل قتادة: الإسلام الكلمة، وهي أصل الدين، والإيمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب، فهؤلاء القوم لم يحققوا الإيمان في قلوبهم، وإنّما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صحّ به إسلامهم،
ويدل عليه قوله تعالى: ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتكم من أعمالكم شيئاً ) [الحجرات : 14]».

وكما قال الحَليميّ - رحمه الله -:
«ووجه هذا أنْ يكون في قلب واحد توحيد، ليس معه خوف غالب على القلب فيردع، ولا رجاء حاضر له فيطمع، بل يكون صاحبه ساهياً قد أذهلته الدنيا عن الآخرة.... فإذا كان ذلك خفّ وزنه وإذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.
ولـه وجه آخر وهو أنْ يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين حتى إنْ تشكك تشكك ».

وقد يستشكل مستشكلٌ دخولَ الجنّة بدون العمل؟

فيقال: إنّ دخول الجنّة لمن لم يعمل خيّراً قط، هو من باب الإحسان من الخالق، بخلاف دخول النّار الذي لا بدّ فيه من العصيان من المخلوق.
وشبيه هذا ما قاله شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «مجموع الفتاوى » (16/ 47 ):
«وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة، فبيّن أنّ الجنّة لا يضيّقها ـ سبحانه ـ، بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة،لأنّ الله يدخل الجنّة من لم يعمل خيراً ؛ لأنّ ذلك من باب الإحسان، وأمّا العذاب بالنّار فلا يكون إلا لمن عصى، فلا يعذب أحداً بغير ذنب. والله أعلم».

قال ابن قيم الجوزية - رحمه ربُّ البرية -
(والفرق بين الدارين من وجوه عديدة شرعا وعقلا
أحدها: أن الله سبحانه أخبر بأن نعيم الجنة ماله من نفاد وإن عطاء أهلها غير مجذوذ وأنه غيرممنون
ولم يجيء ذلك في عذاب أهل النار ...............
الخامس: أنه قد ثبت أن الله سبحانه يدخل الجنة بلا عمل أصلا بخلاف النار
السادس: أنه سبحانه ينشئ في الجنة خلقا ينعمهم فيها ولا ينشئ في النارخلقا يعذبهم بها...) اهـ
« شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل » (ص: 262 )



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- :
(( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين و المتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله عز وجل، للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا آخر))

«صحيح البخاري » (4850 )







فالقول إذاً بالخروج من النّار لتارك العمل إحساناً من المنّان، ليس بكذب، ولا بهتان.

http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif


والآن نحن على مقربة من موعد آذان : الظهر
بمدينة حاسي مسعود



فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله .

متبع السلف
2013-06-08, 15:20
ولم يخالف في ذلك أحد إلا بعض المعاصرين
انطلاقا منهم من تكفير تارك الصلاة ، فاضطروا إلى تأويله ليتوافق مع ما يعتقدون
وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - رغم تكفيره لتارك الصلاة ، إلا أنه قال بدلالة الحديث من غير تأويل
وهذا لتحرره وتبحره في العلم وأن العلم لا يقبل الجمود - رحمه الله ورضي عنه -
هل يعني أن بعض المعاصرين خالفوا إجماعا في معنى الحديث ؟
كيف وقد سبق نقل كلام ابن خزيمة ، في كتابه ولا يقدح فيه البتة مماحكاتك بما بعده من أبواب ، فكلامه صريح ، والواجب رد المشتبه إلى المحكم وليس العكس.
هو تدخل عارض وإلا فالأمر لم يعد قابلا للنقاش .

بدر الدجى رشا
2013-06-08, 17:26
بارك الله فيك حيا الله النشمي

صالح القسنطيني
2013-06-08, 17:37
السلام عليكم

قال المجادل بالباطل مخالف الاجماع الظاهر

أسأل صاحبنا الفهَّامة = ( الفَهِيم ) ، صاحب التِّكْرَارِ وَالاجْتِرَارِ بلا طائل ولا فائدة تُرجى سوى الجعجعة بلا طحين

- هل من ترك الجهاد وأشباهه = كَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ

ولو التزمته في (أصل الإيمان) لكان قولك لا يبعد كثيراً عن قول الخوارج
وإلا فهل هناك من يشترط (الجهاد) لحصول (أصل الإيمان) ؟
حتى الأقوال المرجوحة ليس فيها ذكر للجهاد كركن في (أصل الإيمان)

أم أن الإمام الآجري - رحمه الله - يتكلم عن (الإيمان المطلق) الذي يستحق صاحبه الدخول إلى الجنة مع السابقين الأولين
فهل تعرف يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) معنى ( مؤمن بالإطلاق ) ماذا تعني ؟
إنها تعني= ( مؤمن كامل الإيمان )


لا يزال مخالف الحق يلوي أعناق النصوص نصرا لسريرته لا أقل و لا أكثر و ذلك لاصراره على حشر المسألة في ترك آحاد العمل و بعضه و قد صرحنا و صحنا حتى سمعنا من في المشارق و المغارب أن المسألة متعلقة بترك كل العمل لا بآحاده

و هو يصر مكابرا و معاندا على التمثيل بآحاد العممل و من ذلك تمثيله بتارك الجهاد

و أنا أسوق إن شاء الله كلام الإمام الآجري و أبين أنه قصد الذي قصدناه و هو ترك العمل كله و ليس ترك آحاده كما يزعم و يتوهم صاحب الباطل.

قال الآجري:



فَالْأَعْمَالُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالْجَوَارِحِ: تَصْدِيقٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقِ الْإِيمَانَ بِعَمَلِهِ وَبِجَوَارِحِهِ: مِثْلُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَأَشْبَاهٌ لِهَذِهِ وَرَضِيَ مِنْ نَفْسِهِ بِالْمَعْرَفِةِ وَالْقَوْلِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلَمْ يَنْفَعْهُ الْمَعْرِفَةُ وَالْقَوْلُ، وَكَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ، وَكَانَ الْعَمَلُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ تَصْدِيقًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ

و بحثنا متعلق بقوله: وَكَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ

و بالتحديد الألف و اللام من قوله (لِلْعَمَلِ)
فقد صرح الإمام أن بتركه العمل كان ذلك دليل على كذبه في دعوى الإيمان و إذا كان كذبا فهو منافق زنديق و هذا الذي صرح بلفظه الشيخ ربيع فلا تناقض بين كلام علماء السنة قديما و حديثا.

و الإمام الآجري قصد بالعمل العمل كله أي جميعه و ليس آحاده كما يزعم مخالف الحق صاحب الباطل.

فإذا قيل لنا ما هو دليلكم على أنه قصد كل العمل

قلنا قوله ( كَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ)


فالذي يعرفه أبناء الكتاتيب - و جهله خصمنا (الأعجمي) القادم من صحراء (المكسيك) - أن (ال) التي للتعريف تأتي و يراد بها الجنس أو تأتي و يراد بها العهد،

فعلى المعنى الأول أي أنها الألف و اللام للجنس فيكون قوله (و كان تركه للعمل) اي جنسه و الجنس يفيد العموم الشمول الاستغراق لأفراده.

و على المعنى الثاني و هو أوضح أن (ال) للعهد و الظاهر أنه العهد الذكري اي فقوله ( كَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ) يريد ترك العمل الذي سبق ذكره و هو ذكر ( مِثْلُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَأَشْبَاهٌ لِهَذِهِ) و هذا تمثيل منه رحمه الله يشمل كل الأعمال الظاهرة الواجبة و المستحبة
فالذي قصده إذا بقوله و كان تركه للعمل أي تركه للطهارة و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و أشباه لهذه فدخل في قوله أشباه لهذه كل ما هو واجد و مستحب من باقي الأعمال


فالذي قصده الآجري هو ترك كل العمل و ليس آحاده




و على ما بينته يقيس المنصف سائر قول و باقي كلامه الذي يأكل بعضه بعضا و قد أتى آخره على أوله و لو كان بسط المقال مع مثله ينع لما ترددت في ذلك و لكن كأنك تحدث أصم أبكم فالغلام لا يفهم كلام العلماء و قد سبق و أن بينت له الصورة التي نتكلم عنها من كلام الشيح حمد و أقره الشيخ ربيع لكنه لا يزال يكابر........

صالح القسنطيني
2013-06-08, 17:44
و بعد


ستكون لي مداخلة أو رد في قريب إن شاء الله أذكر فيه كل من وقفت على كلامه من كبار علمائنا في عصرنا ممن قال بكفر تارك كل العمل

ثم اقطع لأنه لا نقاش بيني و بين أعجمي قادم من صحراء المكسيك أو بلاد الغجر


حاله كحال من قال وددت أن أمحي آيات الاستواء من كتاب الله بعد أن عجز عن رد معناها لهذا فخصنا حاله يقول ليت الشافعي و الآجري و ابن باز لم يقولوا بمثل ما قالوا و وددت أن أمحي كلامهم من الكتب هذا حال مخالف الحق صاحب الباطل

و سبحانك ربي عما يقول الظالمون

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 15:01
شوف لو لو يكن من كلامك إلا قولك هذا
لكلام كافيا في بيان تدليسك و كذبك
سبحانك ربي كنت من قبل تددن حلو اثبات الاختلاف في السلف في كفر تارك جنس العمل
ثم صرت تدعي أني مخالف لللإجماع أي أنهم أجمعوا على عدم كفر تارك العمل كله و أنا خالفتهم
سبحان الحي القيوم


قلتُ : هذا وكلامكم الهزيل يدل على أن الأمر معكم قد وصل إلى مرحلة كسر العظم
فدعك يا مسفسط من ذَرِّ الرماد في العيون!
فـ(مخالفتك للإجماع) بإرجائك ، وذلك بجعلك من أتى بـ (جنس عملك) = هو من عناهم الإمام الآجري - رحمه الله - بقوله :


قال الإمام الآجري كما تقدم سلفا:

فَالْأَعْمَالُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالْجَوَارِحِ: تَصْدِيقٌ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقِ الْإِيمَانَ بِعَمَلِهِ وَبِجَوَارِحِهِ: مِثْلُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَأَشْبَاهٌ لِهَذِهِ وَرَضِيَ مِنْ نَفْسِهِ بِالْمَعْرَفِةِ وَالْقَوْلِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلَمْ يَنْفَعْهُ الْمَعْرِفَةُ وَالْقَوْلُ، وَكَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ، وَكَانَ الْعَمَلُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ تَصْدِيقًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ




أسأل صاحبنا الفهَّامة = ( الفَهِيم ) ، صاحب التِّكْرَارِ وَالاجْتِرَارِ بلا طائل ولا فائدة تُرجى سوى الجعجعة بلا طحين

- هل من ترك الجهاد وأشباهه = كَانَ تَرْكُهُ لِلْعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإِيمَانِهِ


ولو التزمته في (أصل الإيمان) لكان قولك لا يبعد كثيراً عن قول الخوارج
وإلا فهل هناك من يشترط (الجهاد) لحصول (أصل الإيمان) ؟
حتى الأقوال المرجوحة ليس فيها ذكر للجهاد كركن في (أصل الإيمان)

أم أن الإمام الآجري - رحمه الله - يتكلم عن (الإيمان المطلق) الذي يستحق صاحبه الدخول إلى الجنة مع السابقين الأولين
فهل تعرف يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) معنى ( مؤمن بالإطلاق ) ماذا تعني ؟
إنها تعني= ( مؤمن كامل الإيمان )



وأنت حين تستدل بكلام الآجري - هنا - على أنه لابد من شيء من عمل الجوارح ( جنس عمل) سيلزمك لازم باطل
وهو ( أن من جاء بعمل واحد ولو مستحبا ..) استحق الإسم المطلق (الكامل)

فهذا يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) - منك - ( إِرْجَاءٌ ) ؛ وقعت فيه هنا من حيث تريد الفرار منه

ثم دعواك الإجماع المزعوم التي تنقلها وتدحرجها من موضع لآخر ولم تفهم بعدُ مراد قائليها وناقليها
يَرُدُّهَا - عند من يفهم مصطلحات أهل العلم - قول الطبري «تهذيب الآثار» (مسند عبد الله بن عبّاس ) (2/ 685 ) =
( في كلامه السابق الذي حرّفته بتأويلك الباطل العاطل)
يلزمك إذا حملته على ما تدندن حوله ( حصول الإيمان الكامل بجنس عمل) - قوله -رحمه الله -
( فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اسم الإيمان المطلق ، إنما هو للمعرفة بالقلب والإقرار وباللسان والعمل بالجوارح، دون بعض ذلك...ولا يدفع مع ذلك ذو معرفة بكلام العرب، صحة القول بأن الإيمان التصديق، فإذا كان الإيمان كلامها التصديق، والتصديق يكون بالقلب واللسان والجوارح، وكان تصديق القلب العزم والإذعان، وتصديق اللسان الإقرار، وتصديق الجوارح السّعي والعمل؛ كان المعنى الذي به يستحق العبد المدح والولاية من المؤمنين، هو إتيانه بهذه المعاني الثلاثة
وذلك أنه لا خلاف بين الجميع
أنه لو أقر ، وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه ، أنه لا يستحق اسم مؤمن.
وأنه لو عرف وعلم وجحد بلسانه وكذَّب وأنكر ما عرف من توحيد ربه ، أنه غير مستحق اسم مؤمن.
فإذا كان ذلك كذلك ، وكان صحيحاً أنه غيرُ مُستحقٍ غيرُ المُقِر اسمَ مؤمن ، ولا المُقِرُّ غير العارف مستحق ذلك ،
كان كذلك غير مستحق ذلك بالإطلاق : العَارِفُ المُقِرُّ غَيرَ العَامِل ،
إذ كان ذلك أحد معاني الإيمان التي بوجود جميعها في الإنسان يستحق اسم مؤمن بالإطلاق". )

فهل أنت الذي خالفت الإجماع - الذي ذكره ابن جرير الطبري - أم نحن يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) ؟

قال عبد الملك قلت لأبي عبد الله -أحمد بن حنبل - تفرق بين الإيمان والإسلام ، قال: نعم ،وأقول مسلم ولا أستثني
قلت: فإذا كان المرجئة يقولون: إن الإسلام هو القول ؟
قال : هم يصيرون هذا كله واحداً ويجعلونه مسلماً ومؤمناً شيئاً واحداً على إيمان جبريل ومستكمل الإيمان
قلت : فمن ههنا حجتنا عليهم قال نعم )
«السنة للخلال» (1/ 605 ) .

وهذا - يا فهَّامة = ( الفَهِيم ) نص من الإمام أحمد في بيان أن موضع الصراع ومحل النزاع هو في استكمال الإيمان بالقول دون العمل .

ويبدو أن القوم عاجزون عن جواب السؤال وبالتالي هم عاجزون عن تحرير محل النزاع في ترك العمل
ولم يصرحوا بأن جنس العمل لا يخرج عن ( الأركان الأربعة )

فلا إنكار - حينئذ - عليهم في التكفير لتاركه ( ترجيحا بالدليل) - ولو خالف من خالف -
لكن قفوا حيث وقف السلف ومنهم الإمام أحمد - رحمه الله -

ومع ذلك أقول: أنا لا أشنع على من رجح قولا من هذه الأقوال بل ( أشنع على من أنكر شيئا منها )

وأعوذ بالله من أهل الجِدال والمِراء

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 17:13
كيف وقد سبق نقل كلام ابن خزيمة ، في كتابه ولا يقدح فيه البتة مماحكاتك بما بعده من أبواب ، فكلامه صريح ، والواجب رد المشتبه إلى المحكم وليس العكس.
هو تدخل عارض وإلا فالأمر لم يعد قابلا للنقاش .




ما قبلهُ من أبواب لا بعده يا حاطب الليل



قال حاطب الليل :


نقلت عن كتاب التوحيد لابن حزيمة تعليق الشيخ هراس ولم تعرج على قول المؤلف لشيء في قلبك :
قَالَ الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد (732) : «هَذِهِ اللَّفْظَةُ «لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ» مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي يَقُولُ الْعَرَبُ: يُنْفَى الِاسْمُ عَنِ الشَّيْءِ لِنَقْصِهِ عَنِ الْكَمَالِ وَالتَّمَامِ، فَمَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ: لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ عَلَى التَّمَامِ وَالْكَمَالِ، لَا عَلَى مَا أَوْجَبَ عَلَيْهِ وَأَمَرَ بِهِ، وَقَدْ بَيَّنْتُ هَذَا الْمَعْنَى فِي مَوَاضِعَ مِنْ كُتُبِي»
ترى من يريد تقرير عقيدة السلف يترك كلام إمام الأئمة في كتابه وينقل نص محققه ؟ أليس هذا من الهوى نعوذ بالله من ذلك.






أقول - للمقلد حاطب الليل- : هل عرفتَ مقصد ما قاله الإمام ابن خزيمة -رحمه الله - في قوله :
( قَدْ بَيَّنْتُ هَذَا الْمَعْنَى فِي مَوَاضِعَ مِنْ كُتُبِي)
هل كلفتَ نفسكَ عناء البحث أيها البطّال أم هو التهويش والتشويش بقولك السمج :
ولم تعرج على قول المؤلف لشيء في قلبك

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم -( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ).
«صحيح البخاري » (6064 )
فالإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى بقوله: "لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال"
أراد أن يدفع ما يتوهمه أو يدَّعيه البعض أنَّ نفي الخير يدخل فيه إيمان القلب!؛ وأنَّه يكفي في الشفاعة إقرار اللسان فقط!!،
والدليل من تبويباته في نفس الكتاب :«كتاب التوحيد »


(باب: "ذكر البيان أنَّ النبي يشفع للشاهد لله بالتوحيد؛ الموحِّد لله بلسانه إذا كان مخلصاً ومصدقاً بذلك بقلبه،
لا لمن تكون شهادته بذلك منفردة عن تصديق القلب"))،
(باب: ذكر خبر دال على صحة ما تأولتُ: إنما يخرج من النار شاهد أن لا إله إلا الله إذا كان مصدقاً بقلبه بما شهد به لسانه؛ إلا أنه كنَّى عن التصديق بالقلب بالخير، فعاند بعض أهل الجهل والعناد وادَّعى أنَّ ذكر "الخير" في هذا الخبر ليس بإيمان، قلة علم بدين الله وجرأة على الله في تسمية المنافقين مؤمنين).
وأنَّ الخروج من النار يكون بكلمة التوحيد وأصل إيمان القلب، لا بيسير عمل الجوارح


وهذا واضح من الأبواب التي بوَّبها قبل حديث أبي سعيد؛ فلا ينبغي أن نُحمِّل كلامه ما لا يحتمل وننسب له ما لا يُريد،
ولا أن نستدل بكلامه في غير محله!!
وفي ردّه على مرجئة الكرامية الذين يقولون بنجاة مَنْ آمن بلسانه وإنْ لم يوجد في قلبه إيمان،
ومما يستدلون به هذه اللفظة "لم يعملوا خيراً قط"، حيث فهموا أنَّ المنفي الخير كله في القلب وعلى الجوارح!،
ومنه: أصل الإيمان الذي في القلب، وهذا قول باطل واستدلال عاطل
فأخبر الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى أنَّ الخير المنفي لا يشمل أصل الخير أو الإيمان الذي في قلب الموحِّد،
وإنما ما زاد على ذلك)


قال الإمام ابن خريمة - رحمه الله -:
-بَابُ ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الْمُصَرِّحَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ فِي الدُّنْيَا إِيمَانٌ دُونَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَلْبِهِ فِي الدُّنْيَا إِيمَانٌ مِمَّنْ كَانَ يُقِرُّ بِلِسَانِهِ بِالتَّوْحِيدِ، خَالِيًا قَلْبُهُ مِنَ الْإِيمَانِ.مَعَ الْبَيَانِ الْوَاضِحِ أَنَّ النَّاسَ يَتَفَاضَلُونَ فِي إِيمَانِ الْقَلْبِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ مِنْ غَالِيَةِ الْمُرْجِئَةِ أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَكُونُ فِي الْقَلْبِ، وَخِلَافَ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ مِنْ غَيْرِ الْمُرْجِئَةِ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ فِي إِيمَانِ الْجَوَارِحِ، الَّذِي هُوَ كَسْبُ الْأَبْدَانِ، فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ مُتَسَاوُونِ فِي إِيمَانِ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ التَّصْدِيقُ وَإِيمَانِ اللِّسَانِ الَّذِي هُوَ الْإِقْرَارُ مَعَ الْبَيَانِ أَنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَاعَاتٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى مَا قَدْ بَيَّنْتُ قَبْلُ، لَا أَنَّ لَهُ شَفَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ
وفي الأبواب الأخرى قال :
بَابُ ذِكْرِ خَبَرٍ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي إِخْرَاجِ شَاهِدِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَفْرَقُ أَنْ يَسْمَعَ بِهِ بَعْضُ الْجُهَّالِ، فَيَتَوَهَّمُ أَنَّ قَائِلَهُ بِلِسَانِهِ، مِنْ غَيْرِ تَصْدِيقِ قَلْبٍ، يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ، جَهْلًا وَ قِلَّةَ مَعْرِفَةٍ بِدِينِ اللَّهِ وَ أَحْكَامِهِ، وَ لِجَهْلِهِ بِأَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُخْتَصَرِهَا وَ مُتَقَصَّاهَا وَ إِنَّا لِتَوَهُّمِ بَعْضِ الْجُهَّالِ أَنَّ شَاهِدَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ لِلَّهِ رُسُلًا وَ كُتُبًا، وَجَنَّةً وَ نَارًا وَ بَعْثًا وَ حِسَابًا، يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، أَشَدَّ فَرَقًا إِذْ أَكْثَرُ أَهْلِ زَمَانِنَا، لَا يَفْهَمُونَ هَذِهِ الصِّنَاعَةَ وَ لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْخَبَرِ الْمُتَقَصَّى وَ غَيْرِهِ وَ رُبَّمَا خَفِيَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرُ الْمُتَقَصَّى فَيَحْتَجُّونَ بِالْخَبَرِ الْمُخْتَصَرِ، يَتَرَأَّسُونَ قَبْلَ التَّعَلُّمِ قَدْ حُرِمُوا الصَّبْرَ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَ لَا يَصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَحِقُّوا الرِّئَاسَةَ فَيَبْلُغُوا مَنَازِلَ الْعُلَمَاءِ.


-بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْفَعُ لِلشَّاهِدِ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ الْمُوَحِّدِ لِلَّهِ بِلِسَانِهِ إِذَا كَانَ مُخْلِصًا وَمُصَدِّقًا بِذَلِكَ بِقَلْبِهِ، لَا لِمَنْ تَكُونُ شَهَادَتُهُ بِذَلِكَ مُنْفَرِدَةً عَنْ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ


قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَيْسَ خَبَرُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: " أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً" خِلَافُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا، فِي قَلْبِهِ مِنَ الْإِيمَانِ مَا يَزِنُ كَذَا، إِذِ الْعِلْمُ مُحِيطٌ أَنَّ الْإِيمَانَ مِنَ الْخَيْرِ لَا مِنَ الشَّرِّ،
وَمَنْ زَعَمَ مِنَ الْغَالِيَةِ الْمُرْجِئَةِ أَنَّ ذِكْرَ الْخَيْرِ فِي هَذَا الْخَبَرِ لَيْسَ بِإِيمَانٍ، كَانَ مُكَذِّبًا لِهَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْإِيمَانِ كَذَا، فَيُلْزِمُهُمْ أَنْ يَقُولُوا: هَذِهِ الْأَخْبَارُ كُلُّهَا غَيْرُ ثَابِتَةٍ، أَوْ يَقُولُوا: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِإِيمَانٍ، أَوْ يَقُولُوا: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِخَيْرٍ، وَمَا لَيْسَ بِخَيْرٍ فَهُوَ شَرٌّ، وَلَا يَقُولُ مُسْلِمٌ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِخَيْرٍ، فَافْهَمْهُ لَا تُغَالِطْ.

أمّا قول اللجنة الدائمة -الذي نقلته- : فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه ، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل

من كان له عذر فهو من أهل الجنة وإلا كيف يكون أدنى الناس إيمانًا
فمن منعه العذر ينطبق عليه حديث صاحب البطاقة فيكون من الناجين لا من المعذبين
لا ممن يخرج من النار بشفاعة أرحم الراحمين

قال شيخ الإسلام -رحمه الله -:
( وكذلك العبد أول ما يبلغه خطاب الرسول عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام، إنما يجب عليه الشهادتان فإذا مات قبل أن يدخل عليه وقت صلاة لم يجب عليه غير الإقرار ومات مؤمنا كامل الإيمان الذي وجب عليه وإن كان إيمان غيره الذي دخلت عليه الأوقات أكمل منه )
«الإصفهانية » (ص:177 )

وختاما :
ترى من يريد تقرير عقيدة السلف يترك كلام إمام الأئمة في كتابه وما تقدم من أبوابه
وينقل - تقليدا أعمى - كلام غيره ممن ليس له علم ولا دراية بكتاب التوحيد ؟
أليس هذا من الهوى نعوذ بالله من ذلك

صالح القسنطيني
2013-06-09, 17:40
السلام عليكم

لا زلت أقول سموا لنا رجالكم، فننظر إن كان لك إمام قال بمثل ما تقول في عصرنا، أم أنك دعي علم تريد أن تتعب نفسك و تتعبنا، أم أنك أفهم لكلام السلف من علماء عصرنا

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , قَالَ : " كَانُوا لا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ , فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ , قَالُوا : سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ , فَنُنْظُرَ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ مِنْهُمْ , وَإِلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ فَلا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ "

و بعد:

قد بينت لطالب الحق و مريده، أن الكلام في كفر تارك جنس العمل أو تارك العمل بالكلية لم يبن على قولهم بكفر تارك المباني الأربعة و بينت ذلك من بوجوه هي:

1_ النقل عن الشيخ حمد العتيق فقد قال :

سبب الخطأ، ومنشأ الغلط عند من قال من أهل السنة - في هذه الزمان - بأن ترك جنس العمل ليس بكفر.
أولاً: ظنهم التلازم بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة وعدم التكفير بترك جنس العمل. لقد دخلت هذه الشبهة على كثير ممن قال: إن ترك جنس العمل ليس بكفر، فهو يقول: إن من يكفر بترك أحد المباني الأربعة، كالصلاة مثلاً فلا شك أنه يلزمه أن يكفر بترك جنس العمل، وكذا من يكفر بترك الزكاة والصيام والحج، أما وإني لا أكفر بترك أحد هذه المباني الأربعة، فبأي شيء أُكفر تارك جنس العمل؟!.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال: إنه لا تلازم أبداً بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة، وعدم التكفير بترك جنس العمل،كيف لا ؟ وهذا هو الشافعي وهو ممن يرى عدم التكفير بترك أحد المباني الأربعة، يرى في الوقت نفسه تكفير تارك جنس العمل بل وينقل الإجماع عليه. إذ إن القول بتكفير تارك جنس العمل ليس مبنياً أصلاً على القول بتكفير تارك المباني الأربعة، فالقول بكفر تارك أحد المباني الأربعة له أدلته المنفصلة عن القول بتكفير تارك جنس العمل.
وقد يقول قائل منهم: إن لم أكفر بترك المباني الأربعة مجتمعة، فتركي للتكفير بترك ما دونها من باب أولى.
والجواب: أن التكفير بترك جنس العمل، ليس تكفيراً بترك ما دون المباني الأربعة، بل هو تكفير بترك المباني الأربعة وغيرها من الأعمال، وفرق بين هذا وهذا، فتنبه.


و ثنيت هذا النقل بكلام الشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي و يفهم من كلام الشيخ ربيع عدم اعتراضه على ما جاء في الرسالة.

2- بينت جهة اللغة أن قولهم ( تارك العمل ) يراد به جنسه لأن الألف و اللام للجنس أو العهد و على كلا التقديرين فهما يدلان على الشمول و العموم و الاستغراق.

3- تصريح شيخ الإسلام ابن تيمية بذلك فقد قال رحمه الله في معرض حديثه على تعريف الإيمان عند السلف ( فَقَوْلُ السَّلَفِ: يَتَضَمَّنُ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ الْبَاطِنَ وَالظَّاهِرَ؛ لَكِنْ لَمَّا كَانَ بَعْضُ النَّاسِ قَدْ لَا يَفْهَمُ دُخُولَ النِّيَّةِ فِي ذَلِكَ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَنِيَّةٌ. ثُمَّ بَيَّنَ آخَرُونَ: أَنَّ مُطْلَقَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالنِّيَّةِ لَا يَكُونُ مَقْبُولًا إلَّا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ. وَهَذَا حَقٌّ أَيْضًا فَإِنَّ أُولَئِكَ قَالُوا: قَوْلٌ وَعَمَلٌ لِيُبَيِّنُوا اشْتِمَالَهُ عَلَى الْجِنْسِ وَلَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُمْ ذِكْرَ صِفَاتِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ )

و دليلنا قوله: فَإِنَّ أُولَئِكَ قَالُوا: قَوْلٌ وَعَمَلٌ لِيُبَيِّنُوا اشْتِمَالَهُ عَلَى الْجِنْسِ وَلَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُمْ ذِكْرَ صِفَاتِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ


كل هذا الذي قلناه و كررناه، و لا يزال المخالف يحشر المسألة في الحكم على آحاد العمل و وصفه

.....

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 17:44
هل يعني أن بعض المعاصرين خالفوا إجماعا في معنى الحديث ؟



خَالَفُوا مجموع قول شراح الحديث السالفين
لا .....الإجماع بمعناه الإصطلاحي
وأتحداك أنت ومن وراءك أن تأتوني بعالم واحد على مدار أربعة عشر قرنا يقول بخلاف هؤلاء العلماء الأعلام

يُخرِجُ اللهُ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَط (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1306088) ‏http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif

أتحداك -باستثناء العلماء المعاصرين- من الآن إلى أخر رمق من حياتك
ولا أتحدث عن بعض الأذناب من المتعالمين ( دعاة جنس العمل ) ممن تأولوا حديث الشفاعة بتأويلات
هي أشبه بتأويلات الجهمية لآيات وأحاديث الصفات


http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


ماذا عندك يا مفتي الخنفشار، غير اللف والتكرار، والعَود والاجترار ؟!
فدعك يا حاطب الليل من ذَرِّ الرماد في العيون !

ألم نشبعكم صفعاً وردًّا؟!
ألم نشد وثاقكم شدًّا؟!
ألم نهدّ عزائمكم هدًّا؟!
وصددنا سخافاتكم صدًّا؟!
ألم نضع في وجوهكم سدًّا؟!
ولتفاهاتكم وتخريفكم حدًّا؟!
ألا ترعوون؟!
ألا تستحون؟!
وكلما خرج قرن منكم قطع!
أهلككم التقليد, وكل مجادل عنيد!!
فتوبوا وأوبوا قبل أن تمحقوا وتذوبوا!

وأزيد من الحجج الواهية التي يتشبع بها دعاة (جنس العمل) ، ولكن كالعادة بالبتر والتلبيس

قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله - :

( وأما قوله : لم يعمل حسنة قط وقد روي: لم يعمل خيرا قط أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض وقد يقول العرب لم يفعل كذا قط يريد الأكثر من فعله ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لا يضع عصاه عن عاتقه يريد أن الضرب للنساء كان منه كثيرا لا أن عصاه كانت ليلا ونهارا على عاتقه وقد فسرنا هذا المعنى فيغير موضع من كتابنا هذا )
«الاستذكار» (3/ 94-95 )

أقولُ - ومن الله أستمد العون -:

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-:
( ومما ينبغي أن يعلم : أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث، إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم -
لم يحتج في الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم )

«مجموع الفتاوى» (7/ 86 )


وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى-:
( ألفاظ الشارع محموله على عرفه ؛ لأنه المحتاج إليه فيه لكونه بعث لبيان الشرعيات لا لبيان موضوعات اللغة )
«فتح الباري» (2/ 282 )


أنا أسأل ..ما معنى قول -حافظ المغرب والأندلس -: ( أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير )
أهو (جنس العمل) أم هو التوحيد الخالي عن عمل الجوارح من الحسنات والخير ؟
ثم أسأل - مرة آخرى -ما معنى قول -حافظ المغرب والأندلس -: (ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور)
ما هو حديث أبي رافع الذي ذكره الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - وقد بتره دعاة =(جنس العمل) قبله مباشرة من غير فاصل

قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله - :


(( مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر؛ فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟
قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم، قال: فغفر له. )


قد ذكرنا اختلاف الرواية عن مالك في رفع هذا الحديث وتوقيفه في التمهيد، والصواب رفعه؛ لأنَّ مثله لا يكون رأياً، وقد ذكرنا في التمهيد طرقاً كثيرة لحديث أبي هريرة هذا، وذكرنا من رواه معه من الصحابة رضي الله عنهم.


وفي رواية أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: قال "رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد" وهذه اللفظة ترفع الإشكال في إيمان هذا الرجل، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال أن يغفر الله للذين يموتون وهم كفار؛ لأنَّ الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به وقال: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾،
فمن لم ينته عن شركه ومات على كفر لم يك مغفوراً له، قال الله عز وجل: "


﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾).
«الاستذكار» (3/ 94-95 )

وقال - رحمه الله - في «الاستذكار» (26 /132):

« وللإيمان أصول وفروع، فمِن أصوله: الإقرار باللسان مع اعتقاد القلب بما نطق به اللسان من الشهادتين بأن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله...
فكل عمل صالح فهو من فروع الإيمان؛ فَبِرُّ الوالدين، وأداء الأمانة، من الإيمان، وحسن العهد من الإيمان...
فهذه الفروع من تَرَكَ شيئاً منها لم يكن ناقض الإيمان بتركها، كما أنه يكون ناقص الإيمان بارتكاب الكبائر وترك عمل الفرائض ».

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 18:29
قد ذكرنا اختلاف الرواية عن مالك في رفع هذا الحديث وتوقيفه في التمهيد، والصواب رفعه؛ لأنَّ مثله لا يكون رأياً، وقد ذكرنا في التمهيد طرقاً كثيرة لحديث أبي هريرة هذا، وذكرنا من رواه معه من الصحابة رضي الله عنهم.


وفي رواية أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: قال "رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد" وهذه اللفظة ترفع الإشكال في إيمان هذا الرجل، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال أن يغفر الله للذين يموتون وهم كفار؛ لأنَّ الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به وقال: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾،
فمن لم ينته عن شركه ومات على كفر لم يك مغفوراً له، قال الله عز وجل: "


﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾).
«الاستذكار» (3/ 94-95 )





ذكر الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - في كتابه التمهيد رواية أبي رافع عن أبي هريرة-رضي الله عنه - ولم يكن قد تحقق من صحتها بعدُ في كتابه التمهيد ، بخلاف ما بينه هنا في كتابه «الاستذكار» (3/ 94-95 )

قال - رحمه الله - «التمهيد» (18/ 40-41):

( رُوي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال:

قال رجل ٌ: لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد ، وهذه اللفظة إنْ صحت (*) رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل،
وإن لم تصح فهي صحيحة من جهة المعنى.....).


(*) قال الإمام الألباني - رحمه الله -:
(واعلم أن قوله في حديث الترجمة " إلا التوحيد "مع كونها صحيحة الإسناد، فقد شكك فيها الحافظ ابن عبد البر من حيث الرواية ، وإن كان جزم بصحتها من حيث الدراية ، فكأنه لم يقف على اسنادها ....)
«سلسلة الأحاديث الصحيحة » (رقم الحديث / 3048 )


لاحظ تحفظ قول الإمام الألباني - رحمه الله -:( فكأنه لم يقف على اسنادها )

وكيف قال الإمام حافظ المغرب بصحتها ورفعها بعد ذلك في كتابه «الاستذكار» (3/ 94-95 )


والله أعلم وأكرم

متبع السلف
2013-06-09, 18:32
الرد عليك مضيعة للوقت وقد كفانا علماؤنا مؤنة الحديث معك فمن رغب عن طريق العلماء الراسخين فهو من أهل الجهل ، ونحن نتحداك ونتحدى من خلفك من أهل الضلال والغارقون في الإرجاء أن تأتوا بدليل أو قول للسف يخالف إجماع الشافعي ، ولا تنسى أنك لم تجب عن الأسئلة حتى لايظهر تهافت قولك وتعصبك لغير الحق فارجع إلى الأسئلة ,اجب عنها وإلا فالزم قدرك واعرف مدى جهلك ، فإن كنت أنا مقلدا فتقليدي لعلماء أجلاء فماذا عمن يقلد الحلبي وأضرابه؟
وفي الأخير اقول لك قل ما تشاء واشتم كما يحلو لك والله الموعد.

صالح القسنطيني
2013-06-09, 18:37
نَعَمْ خَالَفُوا
وأتحداك أنت ومن وراءك أن تأتوني بعالم واحد على مدار أربعة عشر قرنا يقول بخلاف هؤلاء العلماء الأعلام
أتحداك باستثناء المعاصرين من الآن إلى أخر رمق في حياتك

ماذا عندك يا مفتي الخنفشار، غير اللف والتكرار، والعَود والاجترار ؟!
فدعك يا حاطب الليل من ذَرِّ الرماد في العيون !

ألم نشبعكم صفعاً وردًّا؟!
ألم نشد وثاقكم شدًّا؟!
ألم نهدّ عزائمكم هدًّا؟!
وصددنا سخافاتكم صدًّا؟!
ألم نضع في وجوهكم سدًّا؟!
ولتفاهاتكم وتخريفكم حدًّا؟!
ألا ترعوون؟!
ألا تستحون؟!
وكلما خرج قرن منكم قطع!
أهلككم التقليد, وكل مجادل عنيد!!
فتوبوا وأوبوا قبل أن تمحقوا وتذوبوا!

وأزيد من الحجج الواهية التي يتشبع بها دعاة (جنس العمل) ، ولكن كالعادة بالبتر والتلبس

قال حافظ ابن عبد البر -رحمه الله - :

( وأما قوله : لم يعمل حسنة قط وقد روي: لم يعمل خيرا قط أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض وقد يقول العرب لم يفعل كذا قط يريد الأكثر من فعله ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لا يضع عصاه عن عاتقه يريد أن الضرب للنساء كان منه كثيرا لا أن عصاه كانت ليلا ونهارا على عاتقه وقد فسرنا هذا المعنى فيغير موضع من كتابنا هذا )
«الاستذكار» (3/ 94-95 )

قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-:
( ومما ينبغي أن يعلم : أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث، إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج في الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم )

«مجموع الفتاوى» (7/ 86 )


وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى-:
( ألفاظ الشارع محموله على عرفه ؛ لأنه المحتاج إليه فيه لكونه بعث لبيان الشرعيات لا لبيان موضوعات اللغة )
«فتح الباري» (2/ 282 )


أنا أسأل ..ما معنى قول -حافظ المغرب والأندلس -: ( أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير )
أهو (جنس العمل) أم هو التوحيد الخالي عن عمل الجوارح من الحسنات والخير ؟
ثم أسأل - مرة آخرى -ما معنى قول -حافظ المغرب والأندلس -: (ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور)
ما هو حديث أبي رافع الذي ذكره الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - وقد بتره دعاة =(جنس العمل) قبله مباشرة من غير فاصل
قال -رحمه الله -:


(( مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر؛ فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟
قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم، قال: فغفر له. )


قد ذكرنا اختلاف الرواية عن مالك في رفع هذا الحديث وتوقيفه في التمهيد، والصواب رفعه؛ لأنَّ مثله لا يكون رأياً، وقد ذكرنا في التمهيد طرقاً كثيرة لحديث أبي هريرة هذا، وذكرنا من رواه معه من الصحابة رضي الله عنهم.


وفي رواية أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: قال "رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد" وهذه اللفظة ترفع الإشكال في إيمان هذا الرجل، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال أن يغفر الله للذين يموتون وهم كفار؛ لأنَّ الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به وقال: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾،
فمن لم ينته عن شركه ومات على كفر لم يك مغفوراً له، قال الله عز وجل: "


﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾).
«الاستذكار» (3/ 94-95 )





مثل ما تسوقه و تذكره تقليدا لغيرك مثل من نفخ في ماء فصعدت فقعات لم تبلغ أنفه ثم تلاشت و قد سئمت الرد المفصل على جميع خزعبلاتك و تراهاتك و لكن نحن نكتب لبيان الحق لا غير ........



صدقا و الله صرت أشك إن كان لك عقل،



ثم بعد:




قال حافظ المغرب بلا منازع الإمام ابن عبد البر النميري


وأما قوله : لم يعمل حسنة قط وقد روي: لم يعمل خيرا قط أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير بدليل حديث أبي رافع المذكور وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض وقد يقول العرب لم يفعل كذا قط يريد الأكثر من فعله ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لا يضع عصاه عن عاتقه يريد أن الضرب للنساء كان منه كثيرا لا أن عصاه كانت ليلا ونهارا على عاتقه وقد فسرنا هذا المعنى فيغير موضع من كتابنا هذا )
«الاستذكار» (3/ 94-95 )



ليس في كلام ابن عبد البر ما يدل على أن هذا الرجل قد ترك العمل كله جملة و تفصيلا، بل جاء ما يبين أن هذا الرجل قام ببعض العمل و لكن لاسرافه على نفسه و كون تركه للعمل كان أكثر من عمله لهذا وصف بالوصف الأكثر. و قد ضرب رحمه الله مثالا يقرب المعنى فقد قال " لا يضع عصاه عن عاتقه " يريد أن الضرب للنساء كان منه كثيرا لا أن عصاه كانت ليلا ونهارا على عاتقه . و منه وصف (لم يعمل من الخير قط ) أي أن الأكثر فيه ترك العمل لهذا وصف به لا أنه تارك للعمل كما أنه من وصف بلا يضع عصاه عن عاتقه لأن الأكثر ضربه للنساء فقد تشابه الحديثين في الوصف بالفعل الأكثر.
و مما يؤكد أن هذا الرجل فعل بعض الخير و إن كان الترك أكثر قول الحافظ ابن عبد البر ( وهذا شائع في لسان العرب أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض) فالمراد أنه ترك البعض و لم يترك الكل و لكن تركه للبع كان هو الأكثر.

و مما يؤكد أنه قد عمل أنه نفى عمل الخير جهة أهله و ليس أنه لم يعمل خيرا مطلقا و هذا لفظ الحديث الذي علق و شرحه ابن عبد البر فقد جاء

مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله : إذا مات فحرقوه ثم أذروا نصفه في البر ، ونصفه في البحر ، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به فأمر الله البر فجمع ما فيه ثم قال : لم فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك يا رب وأنت أعلم قال : فغفر له " .


و قول ابن عبد البر النميري ( أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير ) فقد بين أن معه التوحيد الواجب و ذلك التوحيد: قد جاء بيانه و تفسيره في نفس الحديث: ثم قال : لم فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك يا رب وأنت أعلم قال : فغفر له "

فالرجل كان يخشى الله و يخافه بل وصف نفسه بالخشية و هي أبلغ من الوصف بالخوف لأن الخشية لا تكون إلا من العلماء و الخشية وصف موجب للعمل لا محالة قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) و هل يعقل أن يكون من هذا وصفه أنه تارك للعمل كله مجمله و مفصله. فتوحيده و خشيته موجب للعمل و إن قل و أما الترك الكلي فإنه يتنافى مع خشية الله من كل وجه

صالح القسنطيني
2013-06-09, 18:50
لا يزال السؤال قائما:


سمي لنا من علماء عصرنا من قال بما تقول، أم أنك أفقه و أفهم و اعلم لكلام السلف منهم



حتى نكمل معك البحث

متبع السلف
2013-06-09, 18:51
نَعَمْ خَالَفُوا
وأتحداك أنت ومن وراءك أن تأتوني بعالم واحد على مدار أربعة عشر قرنا يقول بخلاف هؤلاء العلماء الأعلام

يُخرِجُ اللهُ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَط (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1306088) ‏http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif




هل تعرف حكم مخالفة الإجماع ؟ أم أنك جاهل مكابر وعلى ضلال كبير.
كنت بل هذا ترميهم بالتناقض والآن ترميهم بمخالفة الإجماع ، ولا ندي في القادم ماذا ستقيء لنا من جهالات.
أفمن يرمي علماء الأمة بمخالفة الإجماع يصح معه بعد هذا رد أو نقاش أو كلام أيها الجهول؟
ابحث في كلام ابن رجب لترى من خالف الإجماع ولا أظنك إلا ناقلا عن جاهل مثلك غارق في وحل البدع والانحراف على السنة.

صالح القسنطيني
2013-06-09, 18:56
فالشيخ المحدث الألباني رحمه الله قد صحح تلك الزيادة كما نقل المخالف و لكن هذا كلام الشيخ الألباني

« إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...»


فهل تؤخذ من كلام الألباني ما يوافق هواك و ترد ما يخالفه

أليس الواجب عليك أن تفهم تلك الكلمة التي صححها الألباني كما فهمها الألباني

أم تطير بتصحيحه لها، و تعرض عن فهمه لها


إنك تهيم في وادي، و كلام العلماء في وادي آخر



سبحانك ربي

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 18:58
و قول ابن عبد البر النميري ( أنه لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير ) فقد بين أن معه التوحيد الواجب و ذلك التوحيد: قد جاء بيانه و تفسيره في نفس الحديث: ثم قال : لم فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك يا رب وأنت أعلم قال : فغفر له "



الخشية من عمل الجوارح
عند جهلاء جنس العمل
أثبت أنه أتى بعمل الجوارح وهو لم يعمل خيراً قط

صالح القسنطيني
2013-06-09, 19:08
الخشية من عمل الجوارح

عند جهلاء جنس العمل


خلاص خلاص انا قنعت بلي و الله ما عندك عقل

و الحمد لله هذا كلامي و هو عين ما قاله الألباني

فالرجل كان يخشى الله و يخافه بل وصف نفسه بالخشية و هي أبلغ من الوصف بالخوف لأن الخشية لا تكون إلا من العلماء و الخشية وصف موجب للعمل لا محالة قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) و هل يعقل أن يكون من هذا وصفه أنه تارك للعمل كله مجمله و مفصله. فتوحيده و خشيته موجب للعمل و إن قل و أما الرك الكلي فإنه يتنافى مع خشية الله من كل وجه

هذا ما قلته

فأنا قلت أن الخشية موجبة للعمل و لم أقل أنها من جنس العمل

و لكن و الله لا عقل لك لفهم كلامنا فما بالك بكلام السلف





فدعك من التهريج يا مهرج،

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 19:14
فهل تؤخذ من كلام الألباني ما يوافق هواك و ترد ما يخالفه
أرى ترى أنك الواجب عليك أن تفهم كما الكلمة التي صححها الألباني كما فهمها الألباني



إذا كان الإمام الألباني - رحمه الله - لايقول بهذا القول =( عدم كفر تارك عمل الجوارح )
فلماذا هذه الحملة الشرسة التي ما تركت سلفيا إلا قضَّت مضجعه،
وإلا أين كنتَ حينها يا مسفسط ؟

فالامام الالباني لـمَّا رجَّح عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلاً
- لا جحوداً و إنكارا - خلافًا لـِمَا عليه علماء المملكة


طالعنا الدكتور سفر الحوالي الناصح بكتاب مشؤوم عنوانه (ظاهرة الارجاء في الفكر الاسلامي) ؛ نصفه الأول في المدح والثناء على سيد قطب ، ونصفه الثاني في الطعن الصريح في الإمام الألباني ، ومع ذلك ليت الأمر وقف عند اتهام المجتمعات المعاصرة بالتكفير عنده !! بل تعدى ذلك إلى الحكم بالإرجاء على القرون الخيّـرة كما في كتابه «ظاهرة إرجائه» (2/ 657 ) :
(من خالف في تكفير تارك أحد المباني الأربعة - ولا سيما الصلاة - لا ينبغي الاعتداد بخلافه بعد ثبوت الإجماع من الصحابة رضي الله عنهم في تكفير تارك الصلاة والزكاة، وما أشرنا إليه بالنسبة للصيام والحج، وذلك أنّ أول من قال به هم المرجئة ).


وفي حاشية «ظاهرة إرجائه» (2/ 651 ) - عمن لم يكفّر بترك الصلاة - قال:


« ولم يقل إنّ تاركها غير كافر إلا متأثّر بالإرجاء ـ شعر أو لم يشعر ـ».


- إنّ الذين كفّروا تارك الصلاة لم يعُّدوا مَن لم يكفر تاركها بمثابة المرجئة ،كما فعلت طائفة «المنصورية» - من الخوارج -
ونقله عنهم السكسكي (الحنبلي ) في كتابه «البرهان» (ص/ 35 ) حيث قال:
«إن تارك الصلاة - إذا لم يكن جاحداً - فهو مسلم - على الصحيح من مذهب أحمد-، وإن المنصورية يُسَمُّون أهل السنة مرجئة ؛ لأنهم لا يقولون بذلك ، ويقولون: هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل ».
وهذا القول منه - هداه الله - هو عينه قول المنصورية من الخوارج





ولـمَّا عَلِمَ أن هذه المجازفات لا تنطلي إلا على ضُعفاء النُفوس من أمثاله، قفز حين ذاك إلى جنس العمل - وما ادراك ما جنس العمل- ليثبت ما عجز عنه من ذي قبل، فأُتيحت له الفرصة - حينذاك- لنيل مبتغاه للطعن في محدث العصر، لأنه لا يقول بكفر تارك أعمال الجوارح، فطعن فيه بطعونات شديدة، تنبئ عن.........
وللأسف وجدت ظلالاته آذان صاغية فعظمت الفتنة، واتسع الخرق على الراقع، فبعضهم يقول: الألباني جهمي ؟؟ كما قالها المدعو: حليمة -أبو بصير- ، وأبو محمد عصام البرق الهاوي الخارجي الحروري، صاحب كتاب " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" وغيرهما؛ ممن سلك غير سبيل المؤمنين، ومنهم من يقول: مرجئ ؟؟، وتلطَّفَ بعضهم فقال: وافق المرجئة ؟؟


(( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ))

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 19:16
إثبات أن الشيخ الألباني لا يكفر تارك عمل الجوارح




(( عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :
يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة
وليسري على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله " فنحن نقولها
قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة
و لا صيام و لا نسك و لا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم ردها عليه ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار، ثلاثا " .

رواه ابن ماجة ( 4049 ) والحاكم ( 4 / 473 ) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه - أيضا - البوصيري في " مصباح الزجاجة " وقواه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 13 / 16 )


وقال الإمام الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1 / 130 - 132 ) تعليقا على هذا الحديث الصحيح :


هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة

ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها


ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة خاصة مع إيمانه بمشروعيتها فالجمهور على أن لا يكفر بذلك بل يفسق وذهب أحمد [ فيما يُذكر عنه ] إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة لا حدا

وقد صح عن الصحابة أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم

وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنهم كانوا يريدون بــــ( الكفر ) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له كيف ذلك وحذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة - يرد على صلة ابن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له فيقول :

ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة . . . " فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه : " يا صلة تنجيهم من النار " ثلاثا

فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة - ومنها بقية الأركان - ليس بكافر بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة


فأحفظ هذا فإنك قد لا تجده في غير هذا المكان)).

وفي"السلسلة الصحيحة" برقم (3054)


أقول : في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم علىاختلاف قوة إيمانهم ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه، و لقد توهم ( بعضهم) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار

قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )

قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
(فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع وسل تعط و اشفع تشفع

فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلاالله

فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منهامن قال: لاإله إلا الله)

متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )

و في طريق أخرى عن أنس....).

صالح القسنطيني
2013-06-09, 19:21
إذا كان الإمام الألباني - رحمه الله - لايقول بهذا القول =( عدم كفر تارك عمل الجوارح )
فلماذا هذه الحملة الشرسة التي ما تركت سلفيا إلا قضَّت مضجعه،
وإلا أين كنتَ حينها يا مسفسط ؟

فالامام الالباني لـمَّا رجَّح عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلاً
- لا جحوداً و إنكارا - خلافًا لـِمَا عليه علماء المملكة


طالعنا الدكتور سفر الحوالي الناصح بكتاب مشؤوم عنوانه (ظاهرة الارجاء في الفكر الاسلامي) ؛ نصفه الأول في المدح والثناء على سيد قطب ، ونصفه الثاني في الطعن الصريح في الإمام الألباني ، ومع ذلك ليت الأمر وقف عند اتهام المجتمعات المعاصرة بالتكفير عنده !! بل تعدى ذلك إلى الحكم بالإرجاء على القرون الخيّـرة كما في كتابه «ظاهرة إرجائه» (2/ 657 ) :
(من خالف في تكفير تارك أحد المباني الأربعة - ولا سيما الصلاة - لا ينبغي الاعتداد بخلافه بعد ثبوت الإجماع من الصحابة رضي الله عنهم في تكفير تارك الصلاة والزكاة، وما أشرنا إليه بالنسبة للصيام والحج، وذلك أنّ أول من قال به هم المرجئة ).


وفي حاشية «ظاهرة إرجائه» (2/ 651 ) - عمن لم يكفّر بترك الصلاة - قال:


« ولم يقل إنّ تاركها غير كافر إلا متأثّر بالإرجاء ـ شعر أو لم يشعر ـ».


- إنّ الذين كفّروا تارك الصلاة لم يعُّدوا مَن لم يكفر تاركها بمثابة المرجئة ،كما فعلت طائفة «المنصورية» - من الخوارج -
ونقله عنهم السكسكي (الحنبلي ) في كتابه «البرهان» (ص/ 35 ) حيث قال :
«إن تارك الصلاة - إذا لم يكن جاحداً - فهو مسلم - على الصحيح من مذهب أحمد-، وإن المنصورية يُسَمُّون أهل السنة مرجئة ؛ لأنهم لا يقولون بذلك ، ويقولون: هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل ».

وهذا القول منه - هداه الله - هو عينه قول المنصورية من الخوارج





ولـمَّا عَلِمَ أن هذه المجازفات لا تنطلي إلا على ضُعفاء النُفوس من أمثاله، قفز حين ذاك إلى جنس العمل - وما ادراك ما جنس العمل- ليثبت ما عجز عنه من ذي قبل، فأُتيحت له الفرصة - حينذاك- لنيل مبتغاه للطعن في محدث العصر، لأنه لا يقول بكفر تارك أعمال الجوارح، فطعن فيه بطعونات شديدة، تنبئ عن.........، وللأسف وجدت ظلالاته آذان صاغية فعظمت الفتنة، واتسع الخرق على الراقع، فبعضهم يقول: الألباني جهمي ؟؟ كما قالها المدعو: حليمة -أبو بصير- ، وأبو محمد عصام البرق الهاوي الخارجي الحروري، صاحب كتاب " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" وغيرهما؛ ممن سلك غير سبيل المؤمنين، ومنهم من يقول: مرجئ ؟؟، وتلطَّفَ بعضهم فقال: وافق المرجئة ؟؟

(( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ))






و متى فهمت كلامنا حتى تفهم كلام الألباني


فالشيخ الألباني رحمه الله كان لا يكفر بآحاد العمل و من ذلك قوله بعدم كفر تارك الصلاة و أما كلامه عن العمل كله أي جنسه فهذا كلامه:

إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...»


فهل تؤخذ من كلام الألباني ما يوافق هواك و ترد ما يخالفه



إنك تهيم في وادي، و كلام العلماء في وادي آخر





ثم بعد: اسأل الألباني رحمه الله و قل له يا شيخ فأنت لا تكفر بآحاد العمل ، فلما قلت إ( ن الإيمان بدون عمل لا يفيد) و لما قلت ( أننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ) و لما قلت ( فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه)

فهل الألباني أيضا متناقض ؟؟؟؟

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 19:40
ثم اقطع لأنه لا نقاش بيني و بين أعجمي قادم من صحراء المكسيك أو بلاد الغجر





ماذا لو قال شيخ فاضل من علماء الأمة وأئمة الهدى بأن هذا
"قول أهل السُنّة والجماعة"

وهذا ما نص عليه ـ صراحة ًـ الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في رسالته
«حوار حول مسألة التكفير» (ص 16 - 17 ) حيث سُئل ـ رحمه الله ـ

(هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي،
هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحته قائلاً : « لا، هذا من أهل السنة والجماعة ».




ثم إن قولكَ:
أعجمي قادم من صحراء المكسيك أو بلاد الغجر




قد قال في مثلها رسول الهدى - صلى الله عليه وآله وسلم -
(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟
دعوها فإنها منتنة )
«صحيح البخاري»(4905)

وأعوذ بالله من النتن الذي أنت واقع فيه

ويقول في حديث آخر - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعظوه بهني أبيه ولا تكنوا )


ولك أن تبحث عن معنى الحديث


http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


اللَّهُم اقِنَا شَرَّ خَلقِك

ابو الحارث مهدي
2013-06-09, 20:53
إن اقتران الأعمال بالإيمان هو من باب ثبوت اسم الإيمان المطلق، أو الواجب، الذي يمدح صاحبه به ويثاب عليه بدخول الجنة بلا عذاب

بمعنى : أن تحقيق الوعد لدخول الجنة بلا عذاب عُلق في القرآن باسم الإيمان المطلق الذي لا يكون إلا بالأعمال الصالحة،
ولم يعلَّق بالإسلام الذي قد يثبت لصاحبه ظاهراً بالشهادتين ممّا لا يعطيه اسم الإيمان الواجب أو المطلق الذي به يستحق الوعد بدخول الجنة بلا عذاب.
فليس كل من أتى بالإسلام الواجب يقال فيـه أتى بالإيمـان الواجـب ـ الموجب له الوعد ـ؛ كما بين ذلك شيخ الإسـلام ـ رحمه الله ـ في:

أ ـ «الفتاوى» (7/ 260 ) قائلاً:
« والوعد الذي في القرآن بالجنّة، وبالنجاة من العذاب إنما هو مُعَلَقٌ باسم الإيمان ، وأما اسم الإسلام مجرداً فما عُلق به في القرآن دخول الجنة، لكنه فرضه ،وأخبر أنه دينه الذي لا يقبل من أحد سواه... وأما الإسلام المطلق المجرد فليس في كتاب الله تعليق دخول الجنة به،
كما علق دخول الجنة بالإيمان المطلق المجرد ».


ب ـ وقال ـ أيضاً ـ في «الفتاوى»(7/ 423 ):
« وأما من كان معه أول الإيمان، فهذا يصح منه، لأن معه إقراره في الباطن بوجوب ما أوجبه الرسول، وتحريم ما حرمه وهذا سبب الصحة ؛ وأما كماله فيتعلق به خطاب الوعد بالجنة والنصرة والسلامة من النار فإن هذا الوعد إنما هو لمن فعل المأمور وترك المحظور ».


ج ـ وقال ـ رحمه الله ـ في«الفتاوى»(7/ 181 ):

« والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلاّ على إيمان معه العمل، لا على إيمان خالٍ عن عمل، فإذا عرف أنه الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه، بل يكون نزاعاً لفظياً مع أنهم مخطئون مخالفون للكتاب والسنة وإن قالوا: إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح...».



- وقال الإمام ابن بطة ـ رحمه الله ـ في «الإبانة الكبرى» (2/ 650 ):
« (وما أرسلنا من قلبك من رسول إلاَّ نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وهو الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، والتصديق والإقرار بما جاء من الله والتسليم لقضائه وحكمه، والرضا بقدره وهذا هو الإيمان.
ومن كان كذلك فقد استكمل الإيمان، ومن كان مؤمناً حرّم الله ماله ودمه ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام. ولكن لا يستوجب ثوابه،
ولا ينال الكرامة إلاّ بالعمل فيه، واستيجاد ثواب الإيمان به
والعمل به : إتباع طاعة الله ـ تبارك وتعالى ـ في أداء الفرائض واجتناب المحارم ».

صالح القسنطيني
2013-06-09, 21:20
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , قَالَ : " كَانُوا لا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ , فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ , قَالُوا : سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ , فَنُنْظُرَ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ مِنْهُمْ , وَإِلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ فَلا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ "

و قال الإمام أحمد لابنه أو بعض أصحابه : ( إياك أن تتكلم في المسألة دون أن يكون لك إماما )


سموا لنا رجالكم، و اذكروا لنا أئمتكم من علماء عصرنا ممن قال بمثل ما تقولون، أم أنتم اعلم منهم بالسنة و كلام السلف.





ثم بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــد:


كلمة حق لطالب الحق.......

مما لا يخفى على أحد أن الشيخ المحدث محمد الألباني لا يكفر بترك المباني الأربعة، و كلامه اشهر من نار على علم، و مع ذلك فقد قال رحمه الله:

إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح.

فهل الألباني رحمه الله و غيره ممن قال بقوله متناقضون كما يوهمه و يعترض به الجهال المتحذلقون المتشدقون المتفيقهون،

نقول لا تناقض بين كلام الألباني رحمه الله فحين لم يكفر تارك العمل فمراده جهة آحاده و بعضه لا كله، و أما قوله ( إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ) و قوله : ( فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه) فهذا جهة جنس العمل و جميعه.

و هذا ما قاله و بينه شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قال رحمه الله: فَقَوْلُ السَّلَفِ: يَتَضَمَّنُ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ الْبَاطِنَ وَالظَّاهِرَ؛ لَكِنْ لَمَّا كَانَ بَعْضُ النَّاسِ قَدْ لَا يَفْهَمُ دُخُولَ النِّيَّةِ فِي ذَلِكَ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَنِيَّةٌ. ثُمَّ بَيَّنَ آخَرُونَ: أَنَّ مُطْلَقَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالنِّيَّةِ لَا يَكُونُ مَقْبُولًا إلَّا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ. وَهَذَا حَقٌّ أَيْضًا فَإِنَّ أُولَئِكَ قَالُوا: قَوْلٌ وَعَمَلٌ لِيُبَيِّنُوا اشْتِمَالَهُ عَلَى الْجِنْسِ وَلَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُمْ ذِكْرَ صِفَاتِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ


و قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : ( ينبغي أن يُعلم أن قولنا أن العمل داخل في مسمى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به يُعنى به جنس العمل، وليس أفراد العمل لأن المؤمن قد يترك أعمالاً كثيرة صالِحة مفروضة عليه، ويبقى مؤمنًا لكن لا يُسمى مؤمنًا ولا يصح منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال: أقول ذلك، وأعتقد بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك، هل أكون مؤمنًا؟ فالجواب: أن هذا ليس بِمؤمن لأن ترك العمل مسقط لأصل الإيمان يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصح إيمانه إلا ولابد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالِح، جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي) انتهى الشاهد من كلامه



هذا كلام ابن تيمية و كلام صالح آل الشيخ و لا يزال الجاهل المتعالم يدندن حول صفات العمل و آحاده


سبحاك ربي هل بعد هذا الكلام، كلام للمنصف طالب الحق................

صالح القسنطيني
2013-06-09, 22:20
نِ ابْنِ سِيرِينَ , قَالَ : " كَانُوا لا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ , فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ , قَالُوا : سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ , فَنُنْظُرَ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ مِنْهُمْ , وَإِلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ فَلا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ "

و قال الإمام أحمد لابنه أو بعض أصحابه : ( إياك أن تتكلم في المسألة دون أن يكون لك إماما )


سموا لنا رجالكم، و اذكروا لنا أئمتكم من علماء عصرنا ممن قال بمثل ما تقولون، أم أنتم اعلم منهم بالسنة و كلام السلف.



و بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـد


كلامك و الله لا يصلح حتى للرد عليه و قد قلت لك من قبل هو متهافت اكل بعضه بعضا، قد أتى آخره على أوله.

و من ذلك قولك

توهَّم بعضهم أنَّ ذكر العمل مع الإيمان، من باب أنَّ الإيمان لا يصحُّ إلا بعمل الجوارح



فالألباني لما قال: إن الإيمان بدون عمل لا يفيد

فهو متوهم عندكم

و الشيخ صالح آل الشيخ كلك متوهم لما قال: فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصح إيمانه إلا ولابد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالِح


و سبقهما لهذا التوهم شيخ الإسلام لما قال: وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِنْسَ الْأَعْمَالِ مِنْ لَوَازِمِ إيمَانِ الْقَلْبِ وَأَنَّ إيمَانَ الْقَلْبِ التَّامِّ بِدُونِ شَيْءٍ مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مُمْتَنِعٌ سَوَاءٌ جَعَلَ الظَّاهِرَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ أَوْ جُزْءًا مِنْ الْإِيمَانِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ

و قال: مِنْ الْمُمْتَنِعِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا إيمَانًا ثَابِتًا فِي قَلْبِهِ بِأَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَيَعِيشُ دَهْرَهُ لَا يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً وَلَا يَصُومُ مِنْ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّي لِلَّهِ زَكَاةً وَلَا يَحُجُّ إلَى بَيْتِهِ فَهَذَا مُمْتَنِعٌ وَلَا يَصْدُرُ هَذَا إلَّا مَعَ نِفَاقٍ فِي الْقَلْبِ وَزَنْدَقَةٍ لَا مَعَ إيمَانٍ صَحِيحٍ

و قال: فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد وذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله ديناً ومن لا دين له فهو كافر[/color]


و قال ظَنَّ الظَّانُّ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَلْبِ إلَّا التَّصْدِيقُ وَأَنْ لَيْسَ الظَّاهِرُ إلَّا عَمَلُ الْجَوَارِحِ . وَالصَّوَابُ أَنَّ الْقَلْبَ لَهُ عَمَلٌ مَعَ التَّصْدِيقِ وَالظَّاهِرُ قَوْلٌ ظَاهِرٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَكِلَاهُمَا مُسْتَلْزِمٌ لِلْبَاطِنِ وَمَنْ قَصَدَ إخْرَاجَ الْعَمَلِ الظَّاهِرِ [color="red"]قِيلَ لَهُمْ الْعَمَلُ الظَّاهِرُ لَازِمٌ لِلْعَمَلِ الْبَاطِنِ لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ وَانْتِفَاءُ الظَّاهِرِ دَلِيلُ انْتِفَاءِ الْبَاطِنِ

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 05:32
لا يزال السؤال قائما:
سمي لنا من علماء عصرنا من قال بما تقول، أم أنك أفقه و أفهم و اعلم لكلام السلف منهم
حتى نكمل معك البحث



قال الشيخ محمد خليل حسن هراس السَّلَفيّ الشّهير - رحمه الله -
( 1334-1395هـ ، 1916-1975 م)
معلقاً على كلام الإمام ابن خزيمة - رحمه الله - في تحقيقه لكتاب «التوحيد» (ص309 ):
« لا بل ظاهرها:
أنهم لم يعملوا خيراً قط كما صرّح به في بعض الروايات أنهم جاءوا بإيمان مجردلم يضمّوا إليه شيئاً من العمل»
= أي من عمل الجوارح

http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif




أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن خان محمد بن أمان الله بن حسام الدين
الرحماني المباركفوري ( 1327-1414هـ )


قال المباركفوري عبيد الله - رحمه الله - في «مرعاة المفاتيح» (1/ 36-37 ) :



«وقال المرجئة: هو اعتقاد فقط، والإقرار باللسان ليس ركنًا فيه ولا شرطًا، فجعلوا العمل خارجًا عن حقيقة الإيمان كالحنفية وأنكروا جزئيته إلا أن الحنفية اهتموا به وحرّضوا عليه، وجعلوه سببًا ساريًا في نماء الإيمان، وأمّا المرجئة فهدروه، وقالوا: لا حاجة إلى العمل، ومدار النجاة هو التصديق فقط، فلا يضر المعصية عندهم مع التصديق.


وقال الكرامية: هو نطق فقط، فالإقرار باللسان يكفي للنجاة عندهم، سواء وجد التصديق أم لا.


وقال السلف من الأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحاب الحديث: هو اعتقاد بالقلب، ونطق بالسان، وعمل بالأركان، فالإيمان –عندهم- مركب ذو أجزاء، والأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقصان بحسب الكمية، واحتجوا لذلك بالآيات والأحاديث، وقد بسطها البخاري في «جامعه» والحافظ ابن تيمية في كتاب «الإيمان».


وقيل: وهو مذهب المعتزلة والخوارج إلاّ أن السلف لم يجعلوا أجزاء الإيمان متساوية الأقدام، فالأعمال –عندهم كواجبات الصلاة لا كأركانها، فلا ينعدم الإيمان بانتفاء الأعمال، بل يبقى مع انتفائها ويكون تارك العمل -وكذا صاحب الكبيرة- مؤمنًا فاسقًا لا كافرًا، بخلاف جزئية: التصديق والإقرار، فإنّ فاقد التصديق وحده منافق، والمخل بالإقرار وحده كافر، وأما المخل بالعمل

وحده- ففاسق ينجو من الخلود في النار، ويدخل الجنة.
وقال الخوارج والمعتزلة: تارك الأعمال خارج من الإيمان لكون أجزاء الإيمان المركب متساوية الأقدام في انتفاء بعضها -أي بعض كان- يستلزم انتفاء الكل، فالأعمال -عندهم- ركن من أركان الإيمان كأركان الصلاة.
ثمّ اختلف هؤلاء، فقالت الخوارج: صاحب الكبيرة، وكذا تارك الأعمال كافر مخلد في النار، والمعتزلة أثبتوا الواسطة، فقالوا لا يقال مؤمن ولا كافر، بل يقال: فاسق مخلد في النار!
وقد ظهر من هذا الاختلاف بين الحنفية وأصحاب الحديث اختلاف معنوي حقيقي لا لفظي كما توهم بعض الحنفية، والحق ما ذهب إليه الأئمة الثلاثة والمحدثون لظاهر النصوص القرآنية والحديثية» ا.هـ



http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif



قال الإمام الألباني - رحمه الله -





(في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم علىاختلاف قوة إيمانهم ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه، و لقد توهم ( بعضهم) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار

قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )

قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
(فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع وسل تعط و اشفع تشفع

فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلاالله

فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منهامن قال: لاإله إلا الله)

متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )

و في طريق أخرى عن أنس....).


«السلسلة الصحيحة » (رقم الحديث / 3054 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 06:03
ماذا لو قال شيخ فاضل من علماء الأمة وأئمة الهدى بأن هذا
"قول أهل السُنّة والجماعة"

وهذا ما نص عليه ـ صراحة ًـ الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في رسالته
«حوار حول مسألة التكفير» (ص 16 - 17 ) حيث سُئل ـ رحمه الله ـ

(هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي،
هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحته قائلاً : « لا، هذا من أهل السنة والجماعة ».




ثم إن قولكَ :
أعجمي قادم من صحراء المكسيك أو بلاد الغجر




قد قال في مثلها رسول الهدى - صلى الله عليه وآله وسلم -
(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟
دعوها فإنها منتنة )
«صحيح البخاري» (48/ 648 برقم4905)

وأعوذ بالله من النتن الذي أنت واقع فيه

ويقول في حديث آخر - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعظوه بهني أبيه ولا تكنوا )


ولك أن تبحث عن معنى الحديث



http://www.xzx4ever.com/vb/extras/fwasel%20%2811%29.gif

فاللَّهُم اقِنَا شَرَّ خَلقِك






قال شيخ الإسلام -رحمه الله - :
(واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني -فضلاً عن رافضي- قولاً فيه حق؛ أن نتركه، أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل، دون ما فيه من الحق..)
إلى أن قال: (ولهذا لم نَرُد ما تقوله المعتزلة والرافضة من حق، بل قبلناه...).
«منهاج السُّنة» (2 /342-343)

وقال شيخ الإسلام- أيضًا -: (والصواب: الإقرار بما فيها -يعني طريقة الصوفية- وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة، والإنكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة...).
«مجموع الفتاوى» (10 /82)



قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:

( ولولا أن المقصود ذِكرُ الطبقات لذكرنا ما لِهذِهِ المذاهب وما عليها ،وبيَّينَّا تناقضَ أهلها وما وَافقُوا فيه الحقَّ وما خالفوه، بالعلم والعدل لا بالجهل والظلم، فإنَّ كلَّ طائفة منها معها حق وباطل! فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق وردِّ قالوه من الباطل، ومن فَتَحَ اللهُ لَهُ بهذا الطريق، فقد فُتِحَ له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيهما الأسباب، والله المستعان)
«طريق الهجرتين» (386 -387)


وقال-رحمه الله- :
(فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق ).
«الصواعق المرسلة» (2/516)

وهذا ما قرره العلامة السعدي في تفسير سورة المائدة الآية (8) فقد قال رحمه الله -:
"﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ أي لا يحملنكم بُغْضُ قوم على أن لا تعدلوا، كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم؛ فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم؛ فاشهدوا له، ولو كان كافرًا أو مبتدعًا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق، لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق"
"تيسير الكريم الرحمن".

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 06:23
قال (المكَفِّرُونَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ) : السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر،
قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال بأن تارك الصلاة لا يكفر (تهاونا أو كسلا)
قالوا : لابد من جنس العمل
بالتالي فإن جنس العمل- عندهم- هو: أي عمل صالح =(واجباً أو مستحباً) ينوي به التقرب إلى الله تعالى ممتثلا فيه أمره
فمن لم يعمل شيئاً ولو مستحبا مما اختصت به الشريعة مع الإمكان حتى مات فليس مؤمناً البتة
وبالتالي نَسْأَلُ (أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ ):
ما هو الدليل على صحة هذا القول الذي أحدثتموه في دين الله ؟

أهل العلم حين يذكرون جنس الأعمال مثل شيخ الإسلام أو ابن رجب الحنبلي - أو غيرهما -

قال شيخ الإسـلام -رحمه الله-:


(فقول السلف: الإيمان قول وعمل؛ ليبينوا اشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الأقوال والأعمال).


«مجموع الفتاوى » (7/ 506 )


قال الحافظ بن رجب الحنبلي - رحمه الله -:


(والتحقيق في الفرق بينهما: (الإيمان والإسلام): أن الإيمان هو تصديق القلب، وإقراره ومعرفته، والإسلام: هو استسلام العبد لله ، وخضوعه، وانقياده له، وذلك يكون بالعمل، وهو الدين ، كما سمى الله تعالى في كتابه الإسلام دينا، وفي حديث جبريل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان والإحسان دينا، وهذا أيضا مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد دخل فيه الآخر وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الاسمين بالآخر. فيكون حينئذ المراد بالإيمان: جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل ).


«جامع العلوم والحكم » (1/ 108 )

إنما يقصدون كما قال


الشيخ يوسف الغفيص – حفظه الله - في "شرحه للطحاوية ":


( وقد عبر كثير من المتأخرين في مقام العمل بلفظ الجنس، فقالوا: إن جنس العمل أصل في الإيمان، ومعلوم أن هذا اللفظ ليس لفظاً سلفياً، أي ليس مأثوراً عن أحدٍ من السلف، ومعلوم أن الجنس في كلام أهل الحد والمنطق ونحوهم يراد به سائر أفراد المعية على كل وجه، وكأنه يلزم من ذلك أنه لو فعل أدنى مستحب من المستحبات الظاهرة، لما سمي تاركاً للجنس، كمن أماط الأذى عن الطريق ولو مرة؛ لأنه داخل في جنس العمل، ولا شك أنه لا يراد بالعمل ذلك، فليس من أتى بواحدٍ من المستحبات صار مؤمناً، ومن ترك هذا المستحب صار كافراً، وإنما يراد بالعمل هنا: أصله الذي هو أصول الشرائع، وأخصها المباني الأربعة، ولهذا فالمباني الأربعة وهي الصلاة والزكاة والصوم والحج، باعتبار آحادها يوجد نزاع بين السلف في كفر تاركها، وهذا هو القول المحقق في هذه المسألة )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 06:55
هناك شبهة من العيار الثقيل لم يعرج عليها أحد من الخصوم
لا حاطب الليل ( مقلد الخلف ) ولا ( السفسطائي المجادل )
وهي :



قال (المكفرون = أصحاب جنس العمل) : إجماع علماء السلف على أن الإيمان قول وعمل ؛ قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان ، وأنتم تقولون : قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان ، إلا أن تارك عمل الجوارح لا يكفر ، وبالتالي فقد تناقضتم والدليل على تناقضكم إخراجكم العمل عن مسمى الايمان .

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 06:57
مدخــل :


يعني – ذلك - أنه لا يستقيم القول بدخول الأعمال في مسمى الإيمان، والقول بعدم التكفير، أي أنّ دخولها مشروط بالتكفير بتركها
كيف يصح هذا !!!
وشيخ الإسلام –رحمه الله - يقول:
( والذين لا يُكفّرون مَنْ تَرَكَ هذه المباني يجعلونها من الإسلام، كالشافعي، ومالك، وأبي حنيفة)
«مجموع الفتاوى»(7/ 371 )


فالقول بعدم التكفير بها لا يساوي القول بإخراجها من الإيمان
وقائل تلك الشبهة يجهل حقيقة قول المرجئة الذي خالفوا فيه أهل السنة، وهو إخراج العمل من حقيقة الإيمان، وليس الفرق بينهم وبين أهل السنة هو عدم التكفير بترك أعمال الجوارح بالكلية
والفرق بين الأمرين أقله كما بين الثرى والثريا من البُعد
ثم ...هل موافقة أهل البدعة لأهل السنة في قول ما ، عيب يُعاب عليه أهل السُنّة




وصدق الله تعالى القائل ﴿ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله﴾
فما حال صاحب هذه الشبهة (التي تتقاطر جهلا) إلا كحال من استدل بآية : ﴿الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾
وأخفى ما قبلها ليثبت العذاب للذين آمنوا مع أن بداية الآية ؛ قوله تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
[النور: 19]

ودحض هذه الشبهة - إن شاء الله - يكون بيانه من خمسة أوجه :

1-بالتدليل ( الدليل من الكتاب والسنة )
2- بالتأصيل ( في معرفة تعريف السّلف للإيمان )
3-بيان الخلط بين «مسألة الأسماء» و «مسألة الأحكام»
4- معرفة من هو سلفُهم في القول بالتناقض ؟
5- عقد مقارنة بين الخوارج وبين (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)


ذُو الحَزْمِ لاَ يَبْتَدِي أَمْراً يَهُمُّ بِهِ حَتىَّ يُطَالِعَ مَا تَبْدُو عَوَاقِبُهُ

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:01
جواب الشبهة :


الأول : التدليل على بطلان قولهم من القرآن العظيم
قال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾
[النساء : 48]
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾
[النساء : 116]


قال الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله -:


(... ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام شيء إلا الشرك بالله العظيم أو بردِّ فريضة من فرائض الله تعالى جاحداً بها؛ فإن تركها كسلاً أو تهاوناً كان في مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه).
«طبقات الحنابلة» (1/ 343 )


حافظ المغرب ابو عمر ابن عبد البر - رحمه الله -
عند شرحه حديث: «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال :
«وفيه دليلٌ على أنّ من لم يصلّ من المسلمين في مشيئة الله إذا كان موحّداً مؤمناً بما جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم- مصدقاً مقرّاً وإنْ لم يعمل، وهذا يردّ قول المعتزلة والخوارج بأسرها؛ ألا ترى أن المقرّ بالإسلام في حين دخوله فيه يكون مسلماً قبل الدخول في عملالصلاة وصوم رمضان بإقراره وعقده نيته، فمن جهة النظر لا يجب أن يكون كافراً إلا برفع ما كان به مسلماً وهو: الجحود لما كان أقرّ به واعتقده، والله أعلم».
«التمهيد» (23/ 290)

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:02
قال أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي - رحمه الله -


﴿النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام: 128]


(وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة حكاها الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه « زاد المسير »
وغيره من علماء التفسير ، ونقل كثيرا منها الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في كتابه
واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وابن سنان ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضًا
أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والمؤمنين حتى يشفعون في أصحاب الكبائر ، ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من لم يعمل خيرا قط وقال يوما من الدهر لا إله إلا الله ، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة ، ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديما وحديثا في تفسير هذه الآية الكريمة) . أ ـ هـ


«تفسير القرآن العظيم » (2/ 461 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:03
وقوله تعالى : ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ [مريم: 72]

(أي : إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم ؛ نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم ، فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا ، ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين ، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ، فيخرجون خلقا كثيرا قد أكلتهم النار إلا دارات وجوههم وهي مواضع السجود ، وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان فيخرجون أولا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، حتى يخرجون من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، ثم يخرج الله من النار من قال يوما من الدهر لا إله إلا الله وإن لم يعمل خيرا قط ، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ). ا هـ




«تفسير القرآن العظيم » (3/ 143 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:04
سُئِلَ شيخ الإسلام : عَنْ رَجُلٍ قَالَ :


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ )


وَقَالَ آخَرُ : إذَا سَلَكَ الطَّرِيقَ الْحَمِيدَةَ وَاتَّبَعَ الشَّرْعَ دَخَلَ ضِمْنَ هَذَا الْحَدِيثِ , وَإِذَا فَعَلَ غَيْرَ ذَلِكَ وَلَمْ يُبَالِ مَا نَقَصَ مِنْ دِينِهِ وَزَادَ فِي دُنْيَاهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي ضِمْنِ هَذَا الْحَدِيثِ . قَالَ لَهُ نَاقِلُ الْحَدِيثِ: أَنَا لَوْ فَعَلْت كُلَّ مَا لَا يَلِيقُ ; وَقُلْت لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ : دَخَلْت الْجَنَّةَ وَلَمْ أَدْخُلْ النَّارَ ؟


فَأَجَابَ -رَحِمَهُ اللَّهُ -: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ بِمُجَرَّدِ تَلَفُّظِ الْإِنْسَانِ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ بِحَالٍ فَهُوَ ضَالٌّ , مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ :


فَإِنَّهُ قَدْ تَلَفَّظَ بِهَا الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ , وَهُمْ كَثِيرُونَ ; بَلْ الْمُنَافِقُونَ قَدْ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ; وَلَكِنْ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُمْ....


وَلَكِنْ إنْ قَالَ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ خَالِصًا صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ ; إذْ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ كَمَا صَحَّتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)


«مجموع الفتاوى» (3/ 231-232 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:05
صرح جماعة من أئمة الهدى والدين أنه لا إيمان إلا بعمل حتى صار أصلاً تبنى عليه كتب العقيدة التي يصنفها الأئمة
فكل إمام مِن أئمة السلف، كمالك، والشافعي، والمُزنيّ، والزّهريّ، ممَّن لا يُكفرّون بترك الأركان الأربعة ـ مجتمعة أو متفرقة ـ ويصرّحون بأنّ : «لا قول إلا بعمل»، أو «لا يُقبل قول إلا بعمل»، أو «لا ينفع قول إلا بعمل»، ويعتقدون أنّ الإيمان قول وعمل، فإنّ مرادهم عند التفصيل :

بـ (القول ) : قول القلب وقول اللسان، و بـ (العمل ) : عمل القلب وعمل الجوارح.
فمن البديهي أنهم يعنون بقولهم : «لا قول إلا بعمل» أن مجرد الاكتفاء بالقول في الإيمان هو قول مرجئة الفقهاء


قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 297 ) :
(فالقائلون بأنّ الإيمان (قول) من الفقهاء –كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم....) من المعلوم أنّ (القول ) ـ عندهم ـ يشمل: قول القلب وقول اللسان.

فبنفي العمل - إذاً - أصبح واضحاً أنّ المنفي ليس عمل الجوارح ـ فقط ـ، إنما هو عمل القلب معه - أيضاً -، فإذا كان القول وحده كفراً؛ فهذا صحيح لانتفاء أعمال القلوب.
وفي أحيانٍ كثيرة لا يكون المرادُ من قولهم : «لا إيمان إلا بعمل» بيانَ حكم تارك أعمال الجوارح، إنما دخول الأعمال في حقيقة الإيمان. فتأمل

إنّ هناك فرقاً بين القولِ بعدم التكفير لمجرد ترك المباني، وبين إخراجها من مسمّى الإسلام فضلاً عن الإيمان،
فتسويتهم بين القولين فريةٌ بلا مريةٍ، راح ضحيّتها الكثير من أهل السنّة النبويِّة.

إنّ المراد بالإسلام ، الإسلام الظاهر الذي لا يلزم منه الحكم بالإسلام الذي يثاب عليه صاحبه، فنقول؟!
لا يقول هذا عاقل، لأنّ قوله : «لا يكفّرون من ترك هذه المباني» حُكْمٌ لهم بإسلام مقبول، ويؤكد ما قاله بعد أسطر من كلامه - عن الإمام أحمد -: «وكذلك التكفير بترك المباني، كان تارة يكفر بها حتى يغضب؛ وتارة لا يكفر بها».

ويوضحه - أيضاً - ما قاله - رحمه الله - عنه - (7/ 259 ) :
«وأحمد إن كان أراد في هذه الرّواية أنّ الإسلام هو الشهادتان فقط، فكلّ من قالها فهو مسلم، فهذه إحدى الرّوايات عنه، والرّواية الأخرى : لا يكون مسلماً حتى يأتي بها ويُصَلِّيَ، فإذا لم يصلّ كان كافراً....».
فهذا لا يقال في الإسلام الظاهر - فقط - دون أن يكون نافعاً لصاحبه في المآل.
وحتى نُطمئن الأخوة القرّاء بما سطرناه هنا، وأنه ليس مجرّد دعوى عارية عن الدّليل، فإنّنا نُحيله إلى ما قاله شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 369 ) : «قال ابن حامد في كتابه المُصنّف في «أصول الدّين» : قد ذكرنا أنّ الإيمان قول وعمل، فأمّا الإسلام فكلام أحمد يحتمل روايتين : (إحداهما ) أنّه كالإيمان.
(والثانية ) : أنّه قول بلا عمل .
وهو نصّه في رواية إسماعيل بن سعيد، قال : والصحيح أنّ المذهب رواية واحدة أنّه قول وعمل، ويُحتمل قوله : (إنّ الإسلام قول )، يريد به أنّه لا يجب فيه ما يجب في الإيمان من العمل المشروط فيه؛ لأنّ الصّلاة ليست من شرطه، إذا النّص عنه أنّه لا يكفر بتركه الصّلاة » .
ولكن يبقى أن يقال : إنّ الإمام ابن رجب فهم من كلام الإمام ، أنه أراد بكلامه أن ينص على إجماع الصحابة والتابعين على دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، والإنكار على من أخرجها، وليس تكفير من تركها .
فبَحْثُ : ما الإيمان ؟! غير بحْث: ما الكفر؟! فتأمل!

قال ابن رجب - رحمه الله - (ص25 ) : « فإن قيل: فقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث بين الإسلام والإيمان، وجعل الأعمال كلها من الإسلام لا من الإيمان، والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان. وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم.
وأنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكاراً شديداً... وقد دل على دخول الأعمال في الإيمان قوله تعالى:
(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم...)».
فالكلام كله يدور حول دخولِ الأعمالِ في مسمى الإيمان والتدليل عليه بإجماع الصحابة والتابعين.

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:07
الثاني :
التأصيل وهو في باب تعريف الإيمان ، وبيان أنهم لا يرفعون رأسا لما قاله السلف:


إنّ الإيمان أصل وفرع، وإنّ عَمَلَ الجوارح فرعه لا أصله .

وبالتالي : استشنعوا أن يُقال: إن تارك عمل الجوارح ليس بكافر، وكأنَّ لسان حالهم يقول: جميع أركان الإيمان المذكورة في تعريفه كلها أصلٌ لا فرعَ فيها، وترك الثاني منها يؤدي إلى الكفر، فلا ندري ما قيمة قول السلف: (أصل وفرع ) إذا كان حكمهما ـ جميعاً ـ واحداً ؟!!
وإليك أخي القارئ من أقوال السلف في تقرير هذه المسألة ما تَقَرُّ به عينُك إن كنت من أهل الإنصاف:


تعريف الإيمان عند السّلف بأنه ينقسم إلى أصل وفرع

الإيمَـانُ أَصْـلٌ وَفَـرعٌ

الذين يكفرون لا يقولون ـ حقيقةً ـ وإن ادَّعَوْهُ بألسنتهم ـ ما قاله السلف: إنّ الإيمان أصل وفرع، وإنّ عَمَلَ الجوارح فرعه لا أصله.
وبالتالي : استشنعوا أن يُقال: إن تارك عمل الجوارح ليس بكافر، وكأنَّ لسان حالهم يقول: جميع أركان الإيمان المذكورة في تعريفه كلها أصل لا فرع فيها، وترك الثاني منها يؤدي إلى الكفر
فلا ندري ما قيمة قول السلف: (أصل وفرع ) إذا كان حكمهما ـ جميعاً ـ واحداً ؟!!

وإليك أخي القارئ من أقوال السلف في تقرير هذه المسألة ما تَقَرُّ به عينُك ـ إن كنت من أهل الإنصاف ـ، وهو ما نرجوه لنا ولك ـ :

قال ابن منده - رحمه الله - في «الإيمان» (1 /331 -332):
« وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح.
وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاً و فرعاً.
فأصله : المعرفة بالله والتصديق له وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة، فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه
وَفَرْعُهُ: المفترض عليه، أو الفرائض واجتناب المحارم ».

وقال ابن نصر ـ رحمه الله ـ في «تعظيم قدر الصلاة» (2 /519):

« للإيمان أصل وفرع، وضد الإيمان الكفر في كل معنى، فأصله الإقرار والتصديق، وفرعه إكمال العمل بالقلب والبدن،
فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان: الكفر بالله وبما قال وترك التصديق به وله.
وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو الإقرار: كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة، ولكن كفر : تضييعُ العمل، كما كان العمل إيماناً وليس هو الإيمان الذي هو الإقرار بالله ».


وقال الإمام ابن قتيبة- رحمه الله - في كتابه «المسائل والأجوبة» (ص 331):
« فالإيمان صنفان أصل وفرع:
فالأصل: الشهادتان، والتصديق بالبعث والجنة والنار والملائكة وبكل ما أخبر الله به في كتابه، وأشباه هذا مما خبرّ به رسوله عنه، وهذا هو الأمر الذي من كفر بشيء منه، فقد خرج من الإيمان ولا يقال له: مؤمن ولا: ناقص الإيمان...
وأما الفروع: فإماطة الأذى من الإيمان، وإفشاء السلام من الإيمان وأشباه هذا...».


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (10/ 355):

« والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان » ، تنبه كمال الإيمان






وقال الكلاباذي في كتابه «التّعرّف بمنهج التصوّف» (ص80):
« أصل الإيمان: إقرار اللسان بتصديق القلب، وفروعه: العمل بالفرائض ».


قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (20 /86):

« قال الشهرستاني في «الملل والنحل» بعد ذكر أقوال الفرق:
« وأما أهل السنة والجماعة فهم ـ وإن جعلوا الإيمان مؤلَّفاً من الأركان الثلاثة؛ القول، والاعتقاد بالجنان والعمل بالجوارح ـ
إلا أنه يجعلون له أصلاً وهو التصديق بالقلب واللسان ، وفرعاً وهو العمل...».

وقال ابن عبد البر - رحمه الله - في «الاستذكار» (26 /132):

« وللإيمان أصول وفروع، فمِن أصوله: الإقرار باللسان مع اعتقاد القلب بما نطق به اللسان من الشهادتين بأن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله...
فكل عمل صالح فهو من فروع الإيمان؛ فَبِرُّ الوالدين، وأداء الأمانة، من الإيمان، وحسن العهد من الإيمان... فهذه الفروع من تَرَكَ شيئاً منها لم يكن ناقض الإيمان بتركها، كما أنه يكون ناقص الإيمان بارتكاب الكبائر وترك عمل الفرائض ».

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:16
الثالث:
الخلط بين «مسألة الأسماء» و «مسألة الأحكام» فالقوم لا يدركون حقيقة الخلاف الذي دار بين أهل السنّة من جهة، وعموم المرجئة ـ سوى الجهمية ومن وافقهم ـ من جهة أخرى، حتى إنّ الكثيرين منهم لا يعرف أنّ اختلاف الناس ـ عموماً ـ في هذه المسائل يندرج تحت ما يسمى «باب الأسماء الأحكام».


قال شيخ الإسلام - رحمه الله - :
(فهذا أصل مختصر في «مسألة الأسماء» وأما «مسألة الأحكام»وحكمه في الدار الآخرة فالذي عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، وسائر أهل السنة والجماعة: أنّه لا يخلد في النار من معه شيء من الإيمان؛ بل يخرج منها من معه مثقال حبة أو مثقال ذرة من إيمان).
«مجموع الفتاوى» (12/ 479 )


وقال – أيضاً -رحمه الله -:
( اعلم أن «مسائل التكفير والتفسيق»هي من مسائل «مسألة الأسماء الأحكام» التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة ، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا ،
فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين ، وحرّم الجنة على الكافرين ،
وهذا من الأحكام الكلية في كل وقتٍ ومكان)
«مجموع الفتاوى» (12/ 468 )


فالخلاف الواقع في «مسألة الأسماء» يتعلّق بما يقع عليه اسم الإيمان،- ولا يتعلق-أصالة- بحكم التارك لعمل الأركان- كما صرّح بذلك الإمام ابن أبي العزّ الحنفي -رحمه الله-بقوله:
(اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان اختلافاً كثيراً؛ فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة - رحمهم الله - وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين إلى أنّه : تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان).
«شرح الطحاوية» (ص/ 332 )
والذي عليه جميع طوائف المرجئة هو
إخراج الأعمال وعدم دخولها في مسمى الإيمان

فكيف يقال مثل هذا الكلام، وشيخ الإسلام – وغيره - قد حسم الكلام، بأن الخلاف بين مُرجئة الفقهاء وأهل السنة في الحكم بترك العمل الظاهر نزاع لفظي؟!! - مع أنهم يخرجونه عن مسمى الإيمان -.


تَوضِيحٌ مُبَسَّطٌ لِفَهْمِ مَعنَى =«مسألة الأسماء» و «مسألة الأحكام»
أمَّا « الأسماء»فهي تتعلق بالحكم عليه في الدنيا وهي كقولك:
«مؤمن كامل الإيمان »أو«مؤمن ناقص الإيمان »أو«مسلم» أو«فاسق» أو«منافق» أو«كافر »..

وأمَّا « الأحكام» فهي تتعلق بالحكم عليه في الآخرة وهي كقولك:
«في الجنة حالاً أو مآلاً» أو« في النار تخليداً» أو«تحت المشيئة» ..

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:17
وَبِـالمِثَال يَتَّـضِحُ الـمَقَـال
في حكم تارك العمل


1- الخوارج خالفوا في«الأسماء» وفي «الأحكام»
في «الاسم » قالوا : «كافر » وفي «الحكم » قالوا : « في النار تخليداً»


2-المعتزلة خالفوا في«الأسماء» وفي «الأحكام »
في «الاسم » قالوا : «منزلة بين منزلتين » وفي «الحكم » قالوا : « في النار تخليداً»
خالفوا الخوارج في الاسم و اتفقوا معهم في الحكم


3-الجهمية خالفوا في«الأسماء» وفي «الأحكام»
في «الاسم » قالوا : «مؤمن كامل الإيمان » وحتى الكافر -عندهم -مؤمن بمجرد المعرفة
في «الحكم » قالوا : «في الجنة بلا عذاب ولا عقاب»


4- مرجئة الفقهاء خالفوا في«الأسماء» ووافقوا في «الأحكام »
في «الاسم » قالوا : «مؤمن كامل الإيمان » وفي «الحكم » قالوا : « في النار حالاً = في الجنة مآلاً »


5- الكَرَّامِية خالفوا في«الأسماء» ووافقوا في «الأحكام»
في «الاسم » قالوا عن الـ«منافق» بأنه =«مؤمن » وفي «الحكم » قالوا : « في النار تخليداً»
والجهمية وافقوا الكَرَّامِية في«الاسم » وخالفوهم في «الحكم » فقالوا عن الـ«منافق» بأنه: « في الجنة»
وبالتالي فالجهمية قد خالفوا «أَهلَ السُنَّة والجَمَاعَة» في «الاسم » وفي «الحكم »

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:20
الذي يهمنا هنا هو قول مرجئة الفقهاء واذكر معه تباعا قول الكرامية لزيادة البيان





وَبِـالمِثَال يَتَّـضِحُ الـمَقَـال
في حكم تارك العمل

4- مرجئة الفقهاء خالفوا في«الأسماء» ووافقوا في «الأحكام »
في «الاسم » قالوا : «مؤمن كامل الإيمان » وفي «الحكم » قالوا : « في النار حالاً = في الجنة مآلاً »





قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7/ 218 ):


« ولهذا كان أصحاب أبي حنيفة يكفرون أنواعاً ممن يقول كذا وكذا، لما فيه من الاستخفاف ويجعلونه مرتداً ببعض هذه الأنواع
مع النزاع اللفظي الذي بين أصحابه وبين الجمهور في العمل : هل هو داخل في اسم الإيمان أم لا ؟ ».


بل قد جلَّى ـ رحمه الله ـ المسألة تماماً فقال في «مجموع الفتاوى» (7/ 181 ) :

« فإذا عرف أن الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه،
بل يكون نزاعاً لفظياً مع أنهم مخطئون في اللفظ مخالفون للكتاب والسنة ».

وقال ـ أيضاً ـ (7/ 297 ) :

« ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي ، و إلاّ فالقائلون بأنّ الإيمان قول من الفقهاء ـ كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم ـ متفقون مع جميع علماء السنّة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، وإن قالوا : إنّ إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : إنّ الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرّمات يكون صاحبه مستحقاّ للذم والعقاب، كما تقوله الجماعة ».


فبعد هذا الكلام من شيخ الإسلام لا يعقل أن يقال :
إنّ الخلاف بين أهل السنة ومُرجئة الفقهاء في ترك العمل خلاف حقيقي أي في الاسم والحكم ـ؛ لأنّه لا يستقيم مع قولـه : (لفظي ) ـ أي: في الاسم دون الحكم، وهذا لا يمكن أنْ يقال لو كان تارك أعمال الجوارح كافراً، لأنه سيكون خلافاً في الحكم ـ أيضاً ـ.

فأي القولين أصح ؟‍‍‍‍
أقول شيخ الإسلام ؟
أم غيره ممن ليس له سبر لمنهج السلف في مسائل الايمان ؟!


وَبِـالمِثَال يَتَّـضِحُ الـمَقَـال
في حكم تارك العمل

5- الكَرَّامِية خالفوا في«الأسماء» ووافقوا في «الأحكام»
في «الاسم » قالوا عن الـ«منافق» بأنه =«مؤمن » وفي «الحكم » قالوا : « في النار تخليداً»
والجهمية وافقوا الكَرَّامِية في«الاسم » وخالفوهم في «الحكم » فقالوا عن الـ«منافق» بأنه: « في الجنة»

وبالتالي فالجهمية قد خالفوا «أَهلَ السُنَّة والجَمَاعَة» في «الاسم » وفي «الحكم »







بل إن شيخ الإسلام اعتبر الخلاف بين أهل السنة والكرّامية في الاسم دون الحكم ـ وهم بلا شك شرٌّ من مرجئة الفقهاء ـ،
ومن ضلالهم أنهم يسمّون المنافق مؤمناً في الدنيا، مع أنّهم يُقرّون أنّه مخلّد في النار في الآخرة،
ولم يأخذ عليهم أنّهم يُسمّون تارك أعمال الجوارح مؤمناً وهو في الحقيقة كافر كما يتوهّم البعض
وإنْ كانوا ـ أيضاً ـ مخالفين في تسميته مؤمناً، لكنّهم يلتقون مع أهل السنّة في حكمه في الآخرة ـ عدا الخلاف في المباني الأربعة مع بعضهم ـ.


فقال ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7/ 550 ) :

« وقول ابن كرّام فيه مخالفةٌ في الاسم دون الحكم، فإنه وإن سمّى المنافقين مؤمنين يقول إنهم مخلدون في النار،
فيخالف الجماعة في الاسم دون الحكم،
وأتباع جهم يخالفون في الاسم والحكم جميعاً ».

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:24
الرابع :

إذا كان = (الحُكمُ عَلَى الشَيءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِهِ) فادعاء التناقض – هذا - ليس وليد الساعة يا قوم
أبشروا فإن لكم فيه سلف ..وسلفكم في ذلك رأس من رؤوس الجهمية وهو
(ابن الخطيب = على مذهب الجهم بن صفوان وأبي الحسين الصالحي)
فالشافعي -رحمه الله - كما هو معروف من مذهبه - ومشهور عنه - أنه لا يكفر تارك الصلاة فكيف يكفر بما هو دون ذلك
(بمعنى = أنّ ترك كل ما سواها ليس بكفر) وهذا لا يحتاج إلى شرح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد


قال الإمام الشافعي - كما نقل عنه الشيرازي -: « الإيمان هو التصديق والإقرار والعمل، فالمخلُّ بالأول وحده منافق،
وبالثاني وحده كافر، وبالثالث وحده فاسق ينجو من الخلود في النار ويدخل الجنة ».
«عمدة القاري»(1/ 175)

إذن الإمام الشافعي نقله للإجماع يؤكد أن العمل عنده من الإيمان .
وأما عدم تكفيره لتاركعمل الجوارح فهذا لا يُناقض الأول لأن الإيمان عند أهل السنّة يزيد وينقص

وإيماننا قولٌ وفعلٌ ونيةٌ *** وقولٌ كمن يقرأ وفعلٌ كمن يقري
يقل بعصيان وينمو بضده *** وإن قل حتى كان في زنة الذر "

أما من كان على قول ابن الخطيب والجهم والصالحي فهم كما تعلم يدّعون تمام =(كمال ) الإيمان وعدم ذهاب أي شيء منه بدون العمل الظاهر؛ لأنه لا يمكن وجوده - عندهم - إلا تاماً كاملاً، كما بين ذلك شيخ الإسلام - رحمه الله -

فإذا رمى من هذا حاله الإمام الشافعي بالتناقض فمعناه أن= (القولين ثابتين) عنه ...
وإلا فما وجه تناقض الشافعي؟


فكما ضلَّ السبيل (المكَفِّرُونَ = أَصْحَاب جِنْسِ العَمَلِ) ؛ كذلك كان ضلال سلفهم (ابن الخطيب الجهمي)
فبئس الخلف لذياك السّلف
وفي اتهام الجهمي (ابن الخطيب) للإمام (محمد بن ادريس الشافعي) بالتناقض
قال شيخ الاسلام –رحمه الله -:
( حتى إن ابن الخطيب - وأمثاله- جعلوا الشافعي متناقضا في ذلك فإن الشافعي كان من أئمة السنة وله في الرد على المرجئة كلام مشهور وقد ذكر في كتاب الطهارة من " الأم " إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم على قول أهل السنة فلما صنف ابن الخطيب تصنيفا فيه وهو يقول في الإيمان بقول جهم والصالحي استشكل قول الشافعي ورآه متناقضا ).
«مجموع الفتاوى» (7/ 511 )



قال الإمام محمد بن ادريس الشافعي - رحمه الله -:
«ووصف الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتبرأ ممّا خالف الإسلام من دين.
فإذا فعلت فهذا كمال وصف الإسلام».
«كتاب الأم» (5/ 281 )

- قال الإمام العيني -رحمه الله- :
(الإيمان في كلام الشّارع قد جاء بمعنى أصل الإيمان؛ وهو الذي لا يعتبر في كونه مقروناً بالعمل،
كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -
«الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله...».
وقد جاء بمعنى الإيمان الكامل، وهو المقرون بالعمل كما في حديث وفد عبد القيس :
«أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...»، والإيمان بهذا المعنى هو المراد بالإيمان المنفي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني...»؛
فإنّ الإيمان المنجّي من دخول النّار هو الثاني باتفاق جميع المسلمين والإيمان المنجّي من الخلود في النّار هو الأول باتفاق أهل السنّة... فالحاصل أنّالسّلف والشافعيّ إنّما جعلوا العمل ركناً من الإيمان بالمعنى الثّاني دون الأوّل، وحكموا مع فوات العمل ببقاء الإيمان ).

«عمدة القاري» (1/ 175 )

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:25
عقد مقارنة بين الخوارج وبين (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)


باعتبار أن تارك الصلاة ليس كافراً ؛
فما هو حكم مَنْ تَرَكَ أركان الإسلام الأربعة – ( جميعا )ولكنه أتى بمستحبٍ = "(ابتسامتـ ـك في وجه أخيك صدقة ) أو ( إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ)؟
- نفس السؤال الثاني، ولكنه تركَ(الابتِسَامَة) أو ( إِمَاطَة الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) فما حكمُهُ ؟

بعد معرفة الفرق بين جوابهم الثاني =( مُسْلِمٌ ) والثالث= ( كَافِرٌ ) يتبين أنَّ مذهبهم
أشرَّ مما كان عليه الخوارج الأُوَل من الحرورية... وغيرها

فالخوارج إذْ يكفرون مرتكب الكبيرة لهم أدلة شرعية في ذلك ، فكفر الزاني وشارب الخمر والسارق ، حجتهم في تكفيره حديث : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يغل حين يغل وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع إليه الناس فيها أبصارهم وهو مؤمن)
وكفر آكل الربا دليلهم قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي بتخبطه الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
[البقرة : 275]

وكفر قاتل النفس دليلهم قوله تعالى : ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾
[النساء : 93]


وكفر آكل مال اليتيم دليلهم قوله تعالى :﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾
[النساء : 10]

وهكذا تَسَلْسُلُ مُسَلسَلِ التكفير في كل كبيرة من غير استحلال، تأسيسا لمذهبهم المنحرف الذي خالف سبيل المؤمنين
أمّا (أَصْحَابُ جِنْسِ العَمَلِ) فيكفرون بترك (الـمُسْتَحَبِّ) بلا حجة ولا برهان ، فجاؤوا بما لم يدر بخَلَدِ الخوارج على اختلاف فِرَقِهِم وطوائفهم كـ (المحكّمة، والحَرُورِية والأزارقة، والعمرية، والشبيبية، والصليدية، والخمرية والصَّفرية والنَّجدات وغيرهم )؟


والنتيجة الحتمية أن (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ): هم =

(هَرَمُ الخوارج) أو (خوارج الخوارج) أو (أخرج الخوارج) إن صحت العبارة
وهم أهل التناقض المتناقض ، وقد جمعوا بين قول أحد رؤوس الجهمية وبين ما لم تصل إليه الخوارج


رُغْمَ أَنّ الجهْمِيَّةَ في طَرَفٍ، وَالخَوَارِجُ في طَرَفٍ آخَر

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:26
ومما نبه عليه شيخ الإسلامِ ابنُ تيميَّة - رحمَهُ الله- وهو وقوع التناقض عند الخوارج والمعتزلة، تبعا لأصلهم الفاسد القائم على اعتبار الإيمان شيئاً واحداً لا يتبعّض حيث قال -رحمه الله - :


(ثم قالت الخوارج والمعتزلة : الطاعات كلها من الإيمان فإذا ذهب بعضها ذهب بعض الإيمان ، فذهب سائرُه فحكموا بأن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من الإيمان،


وقالت المرجئة والجهمية : ليس الإيمان إلاّ شيئاً واحداً لا يتبعّض، إما مجرد تصديق القلب كقول الجهمية، أو تصديق القلب واللسان كقول المرجئة، قالوا: لأنا إذا أدخلنا فيه الأعمال صارت جزءاً منه، فإذا ذهبت ذهب بعضه، فيلزم إخراج ذي الكبيرة من الإيمان، وهو قول المعتزلة والخوارج لكن قد يكون له لوازم ودلائل فيستدل بعدمه على عدمه


وكان كل من الطائفتين - بعد السلف والجماعة وأهل الحديث - متناقضين، حيث قالوا :


الإيمان قول وعمل، وقالوا مع ذلك لا يزول بزوال بعض الأعمال).
«مجموع الفتاوى» (7/ 511 )


ما ذكره شيخ الإسلام عنهم - يعني الخوارج والمعتزلة -، أنهم قالوا عن الإيمان : لا يزول بزوال بعض الأعمال.
حيث قَصَرُوا ذهاب الإيمان بذهاب الواجبات فقط، أو فعل المحرمات، وفي الوقت نفسه يقولون: الطاعات كلها من الإيمان ، وبنَوا على هذا أن ذهاب البعض هو ذهاب الكل
فهذا يعني أن هناك طاعاتٍ عندهم من الإيمان دون الواجبات، ومع ذلك لا يذهب الإيمان بذهابها، إلا أنهم أخرجوا من الإيمان صاحب الكبيرة وقالوا : ليس معه شيء منه؛ لأنه أذهب بكبيرته بعض الإيمان وذهاب البعض يلزم منه ذهاب سائرِه - عندهم -.
إذن؛ فتناقُضُهم يكمن في أنهم : مرةً يُعمِلون أصلهم الفاسد، وهو ذهاب سائر الإيمان بذهاب بعضه وهي الواجبات.
ومرةً يُبطلون أصلهم الفاسد - وهو ذهاب الإيمان بذهاب بعضه - فلم يكفروا تارك المستحبات مع أنها - عندهم - من الإيمان الذي إذا ذهب بعضُه ذهبَ كلُّه!!



يا ليث شعري ما هو حكم شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة - رحمَهُ الله- على (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ) ممن حكموا بإسلام تارك جميع أركان الإسلام العملية ثم كفروه بترك المستحب = (السواك) أوترك (إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) ؟؟؟

وَالجَوابُ نَتْرُكُهُ لِلعُقَلاَءِ النُّبَهَاء

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:27
وَعَوْداً عَلَى ذِيِ بَدْءٍ :


إِذَا كَانَتِ الأَعْمَالُ دُخُولُهَا فِي الإِيمَانِ مَشْرُوطٌ بِالتَّكْفِيرِ بِتَركِهَا



فنلزمهم تبعا لإلزامهم الباطل العاطل : بأنهم يُخرجون جميع الأعمال - ما عدا =(الابتِسَامَة) أو ( إِمَاطَة الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) - من الإيمان لأنّهم لا يُكفّرون بتركِهَا؟!!


وحينئذٍ – ولا بُدَّ- يكون تعريفهم للإيمان : قول وعمل ، والمراد بالعمل = ( إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) وباقي الأعمال من أركان الإسلام العملية - وغيرها - خارجة عن مسمى الايمان ؟!!


وتبعا لبضاعتكم التي لا تَنْفَق إلاّ بالحلف الكاذب أَقُولُ :


رَضِيَ اللهُ عَنْ (مُرجِئَةِ الفُقَهَاءِ) إنهم كانوا أحظى منكم بمثل هذا الكلام، وكانوا أعقل منكم وأحكم في الاستدلال منكم


وعزاؤنا إليكم موصولٌ بحبل الشفقة إن كنتم أهلا لها أيها الطاعنون في علمائنا الأبرار الأخيار


فماذا أنتُم ـ بِرَبِّكُم ـ لِرَبِّكُم قائِلُون؟!!

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 07:28
وَلاَ يَقُـولَنَّ قَائِـلٌ:

إنكَ تتهمُهُم بما لم تُسبق إليه ، وليس لكَ سلفٌ فيما تقوله وتدَّعيه
أَقُولُ:
لا تعجَلُوا ؛ فإن في الزوايا خفايا لدحض كل ما تأتون به من رزايا وبلايا
ولكم مني هذه الهداية العاصفة = لشبهتكم ناسفة ، ولظهر جنسكم قاصمة


قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة - رحمَهُ رَبُّ البريَّة -:


(وللجهمية -هنا- سؤال ذكره أبو الحسن في كتاب «الموجز»؛ وهو:
أنّ القرآن نفى الإيمان عن غير هؤلاء، كقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [ الأنفال : 02]
ولم يقُل: إنّ هذه الأعمال من الإيمان!
قالوا: فنحن نقول: من لم يعمل هذه الأعمال لم يكن مؤمناً، لأنّ انتفاءها دليل على انتفاء العلم من قلبه!
والجواب - عن هذا- من وجوه:

أحدها: أنّكم سلّمتم أنّ هذه الأعمالَ لازمةٌ لإيمان القلب، فإذا انتفت لم يبقَ في القلب إيمان، وهذا هو المطلوب؛
وبعد هذا فكونها لازمة أو جزءاً، نزاع لفظي.

الثاني: أنّ نصوصاً صرّحت بأنّها جزء، كقوله: «الإيمان بضع وستون- أو بضع وسبعون - شعبة».

الثالث: أنّكم إن قلتم: بأنّ من انتفى عنه هذه الأمور فهو كافرٌ خالٍ من كلّ إيمان، كان قولكم قول الخوارج، وأنتم في طرف، والخوارج في طرف؛ فكيف توافقونهم ؟
ومن هذه الأمور: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج، والجهاد، والإجابة إلى حكم الله ورسوله؛ وغير ذلك مما لا تكفرون تاركه، وإنْ كفرتموه كان قولكم قول الخوارج ؟!

الرابع: أنّ قول القائل: إنّ انتفاء بعض هذه الأعمال يستلزم أن لا يكون في قلب إنسان شيء من التصديق
بأنّ الرّب حقّ: قولٌ يُعلم فساده بالاضطرار.
الخامس: أنّ هذا إذا ثبت في هذه ثبت في سائر الواجبات، فيرتفع النزاع المعنوي).

«مجموع الفتاوى»(7/ 202 )


إنّ مَنَاهِجاً - أمشاجاً- كهذه؛ جمعت بين المنخنقة الموقودة والمتردية والنطيحة
لَـحَرِيَّةٌ بِالقَهْرِ وَالنَّهْرِ وَقَصْمِ الظَّهْرِ


الجهمية يقولون بقول الخوارج ، والخوارج هم سَلَفُ (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)


وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ


وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدا

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 08:24
إنّ مَنَاهِجاً - أمشاجاً- كهذه؛ جمعت بين المنخنقة الموقودة والمتردية والنطيحة
لَـحَرِيَّةٌ بِالقَهْرِ وَالنَّهْرِ وَقَصْمِ الظَّهْرِ


الجهمية يقولون بقول الخوارج ، والخوارج هم سَلَفُ (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)


وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 08:25
إنّ مَنَاهِجاً - أمشاجاً- كهذه؛ جمعت بين المنخنقة الموقودة والمتردية والنطيحة
لَـحَرِيَّةٌ بِالقَهْرِ وَالنَّهْرِ وَقَصْمِ الظَّهْرِ


الجهمية يقولون بقول الخوارج ، والخوارج هم سَلَفُ (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)


وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ

ابو الحارث مهدي
2013-06-10, 08:32
وما زالت هناك شبه عند القوم سنأتي عليها - إن شاء الله - في وقت قادم
ولكن ليس في هذا الموضوع
ولعل هذه آخر مشاركة هنا ، وأترك السؤال والتحدي ( الأول والثاني ) في ذهن القارئ لعلنا نحظى بجواب
وهمـــــــــــا :

من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة - كلاً أو بعضاً - كما صرح بذلك شيخ الإسلام ومن بعده الإمام ابن رجب، وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص 26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها ؟...
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة.... »

وقال العلامة عبد الرحمان بن ناصر البراك -حفظه الله -:

(وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان ؛ بمعنى أن تركه كفر ، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها ، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس ، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة .........
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد ، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان ).

قال الله تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾
[المائدة: 03]

وقال الله تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾
[النساء: 59]






السُّؤالُ :
من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان مع شهادة الحق ، فبماذا سيكون تكفيره ؟
أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم إلقاء السَّلام ؟
أم بــــ ...........؟



حتى نعرف من أين تؤكل الكتف
ويظهر تأسيس مذهب الخوارج
ننتظر الجواب ؟


http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


وأتحداك أنت ومن وراءك أن تأتوني بعالم واحد على مدار أربعة عشر قرنا يقول بخلاف هؤلاء العلماء الأعلام

يُخرِجُ اللهُ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ نَاسًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَط (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1306088) ‏http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif

أتحداك -باستثناء العلماء المعاصرين- من الآن إلى أخر رمق من حياتك
ولا أتحدث عن بعض الأذناب من المتعالمين ( دعاة جنس العمل ) ممن تأولوا حديث الشفاعة بتأويلات
هي أشبه بتأويلات الجهمية لآيات وأحاديث الصفات


http://www.xzx4ever.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif



رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ ، وَنَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ


والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
*********************************************
*********************************************


لم أجد لك - ابو الحارث - عذرا ولا تأويلا حتى نترفق بك فنصفك بالجاهل الأعمى المقلد ، انما ما يظهر جليا ، هو تدليس مفضوح لمن تدبر كلماتك التي تأكل بعضها بعضا
ولولا خوفي من أن يفتن البعض لما جعلنا لأمثالك وزنا .
ينقل لنا المدعو ابو الحارث عن ابن تيمية :
وقال: (أصل الإيمان في القلب؛ وهو قول القلب وعمله؛ وهو إقرار بالتصديق، والحب والانقياد. وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه(1)).
«مجموع الفتاوى» (7/ 644 )
ثم يشرح مستخفا بعقول مخالفيه و محرفا لكلام ابن تيمية ومدلسا وملبسا على العوام بطريقة تدعو الى الغثيان فقال :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1052955776#post1052955776)
فإذا عُلِمَ هذا؛ وجب التمسك بالأصل المعروف: "مَنْ ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين، ولا يزول عنه بالشك"
فلا يمكن تكفير المعين بعدم اللازم أو بعدم الارتباط بين الباطن والظاهر؛ لأنَّ عدمه يحتمل أن يكون لعدم الملزوم
ويحتمل أن يكون لضعفه، وهذا هو معنى الشك كما لا يخفى؛
فالمقصود من كلام ابن تيمية من " عدمه " أو " ضعفه " هو أن هناك أعمالا بتركها ينعدم الايمان واعمال بتركها يضعف .!!!
لكن صاحبنا حرف القول ولوى عنقه بما يناسب شبهاته .
وهذا نموذج واحد فقط من عشرات النماذج التي تزخر بها مشاركاته ولولا ضيق الوقت لتتبعتها شبهة شبهة .




وقاحة...وسوء أدب...وبذاءة لسان...وتحامل...وبتر للكلام...وانتكاسة في الفهم
لا أقول إلا : عزاك الله

قول شيخ الإسلام - رحمه الله - : (وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه).
هذا التقسيم فيه أبلغ الرد على من يطعن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في آخر من يخرج من النار وأنهم
«لم يعملوا خيراً قط» بدعوى أنه كيف يوجد أصل الإيمان في القلب ولا يوجد عمل ظاهر طول العمر،
فالجواب أنه قد يكون هذا الأصل ضعيفاً جداً بحيث لا يظهر أثره كما ذكره شيخ الإسلام هنا ولا يلزم أن ينعدم
وقوله - رحمه الله - واضح في أن عدم عمل الجوارح يدل على أحد أمرين
إمّا
الأول: ضعف الإيمان = ناج من الخلود في النار

وإمّا
الآخر: عدم الإيمان = كافر .

والردُّ على جهالات وتلبيسات (...الفساد) في المشاركة التي تليها :

بحث في حادثة الردة وفي مواقف الصحابة منهم (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1565014)http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif = رابط

محارب الفساد
2013-06-10, 10:06
السلام عليكم ورحمة الله :

لم أجد لك - ابو الحارث - عذرا ولا تأويلا حتى نترفق بك فنصفك بالجاهل الأعمى المقلد ، انما ما يظهر جليا ، هو تدليس مفضوح لمن تدبر كلماتك التي تأكل بعضها بعضا
ولولا خوفي من أن يفتن البعض لما جعلنا لأمثالك وزنا .

ينقل لنا المدعو ابو الحارث عن ابن تيمية :


وقال: (أصل الإيمان في القلب؛ وهو قول القلب وعمله؛ وهو إقرار بالتصديق، والحب والانقياد. وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه(1)).

«مجموع الفتاوى» (7/ 644 )


ثم يشرح مستخفا بعقول مخالفيه و محرفا لكلام ابن تيمية ومدلسا وملبسا على العوام بطريقة تدعو الى الغثيان فقال :





فإذا عُلِمَ هذا؛ وجب التمسك بالأصل المعروف: "مَنْ ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين، ولا يزول عنه بالشك"
فلا يمكن تكفير المعين بعدم اللازم أو بعدم الارتباط بين الباطن والظاهر؛ لأنَّ عدمه يحتمل أن يكون لعدم الملزوم
ويحتمل أن يكون لضعفه، وهذا هو معنى الشك كما لا يخفى؛





فالمقصود من كلام ابن تيمية من " عدمه " أو " ضعفه " هو أن هناك أعمالا بتركها ينعدم الايمان واعمال بتركها يضعف .
لكن صاحبنا حرف القول ولوى عنقه بما يناسب شبهاته .

وهذا نموذج واحد فقط من عشرات النماذج التي تزخر بها مشاركاته ولولا ضيق الوقت لتتبعتها شبهة شبهة .

محارب الفساد
2013-06-10, 10:20
يقول ابو الحارث متحديا وقد غره في ذلك قلة زاد بعض الاخوة :



عسى أن نجد عندهم جوابا بدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ...

أُعيد وأقول دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة، على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ؟




سأجيبك لكن بشرطك فالتزم :


ننتظر الجواب بلا لفٍ ولا دوران.


ابي بكر الصديق والصحابة الأخيار – رضي الله عنهم أجمعين - والذين هم أفهم أهل الأرض لدين الله وهم من أخذنا الدين عنهم نقلا وفهما قاتلوا مانعي الزكاة وسبوا نساءهم وذراريهم أي أنهم قاتلوهم قتال أهل الردة .
أي أنهم كفروهم بترك عمل دون الصلاة ، ألا وهو الزكاة .
بلا لف ولا دوران هل أخطأ ابو بكر ومن معه لما حكموا على مانعي الزكاة بالردة أم أن أنهم أصابوا ؟
اذا كان الجواب : أخطأوا فقد بان للناس أن دينكم - أيها المرجئي الجلد ، لم تأخذوه عن الصحابة
واذا كان الجواب : أصابوا – أي أن منع الزكاة ردة – فسلملي على شبهاتك ولا ترفع رأسك بحضرة أهل السنة والجماعة .

وان أردت الفرار بشبهة أن الصحابة قاتلوهم لأنهم جحدوها ، فنصيحة من مشفق ، لا تتعب نفسك فكل كلمة في هذا الباب ستصفعك حتى نوقضك من وهم أن باطلك وتدليساتك قد تغطي الحق الذي عندنا .
هذه الزكاة تلجمك فان أقريت بالحق أتيناك بأخرى من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة .

والى الأخ صالح القسنطيني أقول – بعد التحية - ان الألباني – غفر الله له – عقيدته في مسائل الايمان واضحة جلية ويكفي الاستماع الى شريط الكفر كفران لتستبين الأمر ، والحق لا يعرف بالرجال كائنا من كانوا .

صالح القسنطيني
2013-06-10, 12:02
السلام عليكم

حالك حال (البرلمانيين ) تهويش و تشويش و عويل و ضحكت منه الثكالى، و ما كان ذلك إلا زيادة بيان لجهلك اللازم الذي لا ينفك عنك،



و أما اضطرابك و تناقضك فهو من صفاتك الذاتية.

و ما أتعبنا الحجر الأصم، و لكن أتعبنا الذي يدعي أن قلبه لحم و دم....

و بعد:

لن أقف مع كل جهالات الرجل و قد سبق بيان طرفا منها، و لكن لي وقفات مع قوله هذا:

قد قال في مثلها رسول الهدى - صلى الله عليه وآله وسلم -
(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟
دعوها فإنها منتنة )
«صحيح البخاري»(48/ 648 برقم4905)

وأعوذ بالله من النتن الذي أنت واقع فيه

ويقول في حديث آخر - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعظوه بهني أبيه ولا تكنوا )

ولك أن تبحث عن معنى الحديث




اللَّهُم اقِنَا شَرَّ خَلقِك

أقول و بالله أقول:
عظم على الرجل و شق عليه ما وصفناه به من جهل و عجمة و تعالم و حشو و تدليس و لكنه ما عظم عليه طعنه في العلماء و تعريضه بالسوء و لمزهم بالنقص و التناقض، فهل نفسك و عرضك اشرف من عرضهم، فعرضك معصوم و عرضهم هتكته، و ما وصفتك بما وصفتك به إلا بيانا لحقيقتك الذي جلتها و بيان ذلك و تفصيله فيما يلي:

قلت أنك اعجمي قادم من صحراء المكسيك أو بلاد العجر و الذي حملنا إلى ذلك و دفعنا إليه أنك لا تفهم كلامي و لا تفهم كلام العلماء قديما و حديثا و دليلنا على أنك لا تفهم كلامي:

قلت أنا:




فالرجل كان يخشى الله و يخافه بل وصف نفسه بالخشية و هي أبلغ من الوصف بالخوف لأن الخشية لا تكون إلا من العلماء و الخشية وصف موجب للعمل لا محالة قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) و هل يعقل أن يكون من هذا وصفه أنه تارك للعمل كله مجمله و مفصله. فتوحيده و خشيته موجب للعمل و إن قل و أما الترك الكلي فإنه يتنافى مع خشية الله من كل وجه



فقد جعلت العمل الظاهر لازم من لوازم الخشية و الخشية موجبة للعمل الظاهر و هذا للتلازم بين الباطن و الظاهر

لتطلينا بكلام اللئيم، و فهم السقيم، فتسود:


الخشية من عمل الجوارح
عند جهلاء جنس العمل
أثبت أنه أتى بعمل الجوارح وهو لم يعمل خيراً قط



و أما دليلنا على أنك لا تفهم كلام علماء العصر ، فهو محاولتك جاهدا دفع كلام الألباني رحمه الله لما قال:

« إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...»

فكلامه رحمه الله بين و ظاهر و لا لبس عليه فقد قال: إن الإيمان بدون عمل لا يفيد

فرحت تسود نقولات عنه في عدم تكفيره بآحاد العمل، و توهم أنه لا يكفر بترك العمل كله، فأين أنك من كلام الشيخ المحدث الألباني و قوله: (إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ) قوله: ( فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه)

و أما عجمتك جهة كلام السلف فقد بيناها مرارا و تكرارا و ما حرفت به كلام الشافعي و الآجري رحمهما الله.

و أما قولنا عليك أنك مدلس:


فقد سبق بيان تدليسك عن اللجنة الدائمة و شيخ الإسلام ابن تيمية، و الإمام أحمد، و العلامة ابن عبد الهادي.

و مما يؤكد أنك مقدم على التدليس غير مدبر، و لا رادع لك و لا زاجر، دعواك أن الإمام ابن باز ينسب القول بعدم تكفير تارك العمل قوووله لبعض أهل السنة فقدت سودت يسراك، نصرا لسريرتك

ماذا لو قال شيخ فاضل من علماء الأمة وأئمة الهدى بأن هذا
"قول أهل السُنّة والجماعة"

وهذا ما نص عليه ـ صراحة ًـ الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في رسالته
«حوار حول مسألة التكفير» (ص 16 - 17 ) حيث سُئل ـ رحمه الله ـ

(هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي،
هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحته قائلاً : « لا، هذا من أهل السنة والجماعة ».


و هذا يكفي في بيان تدليسك، فالإمام ابن باز كان يقصد بترك الجوارح الاحاد و ليس كل عمل الجوارح و هذا نص الفتوى كاملة من غير بتر و لا حذف و لا تدليس و لا تلبيس و قد نقلتها من موقعه:

هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيـمان القلبي هل هم من المرجئة؟


هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكنه أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، لكن على الصواب لا يكفر كفراً أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح فيه أنه كفر أكبر، إذا تعمد تركها، وأما ترك الزكاة، والصيام، والحج، فهو كفر دون كفر، معصية وكبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في من منع الزكاة: ((يؤتى به يوم القيامة يعذب بماله))، كما دل عليه القرآن الكريم: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ[1]، أخبر النبي أنه يعذب بماله، بإبله، وبقره، وغنمه، وذهبه، وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار، دل على أنه لم يكفر، كونه يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، دل على أنه متوعد، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، بل يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ.

فلا يخفى على من وقف على كلام الشيخ و تمثيله بترك الصلاة و الصيام و حج الزكاة أنه قصد آحاد العمل لا كله.

و أما كلامه جهة كل العمل فهذا بيانه

قال الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي حفظه الله: (وقد سألت شيخنا الإمام ابن باز عام وكنا في أحد دروسه عن الأعمال: أهـي شـرط صحـة للإيمان، أم شرط كمال؟
فقال: من الأعمال شرط صحة للإيمان لا يصح الإيمان إلا بها كالصلاة، فمن تركها فقد كفر. ومنها ما هو شرط كمال يصـح الإيمـان بدونها، مع عصيان تاركها وإثمه .
فقلت له: من لم يكفر تارك الصلاة من السلف، أيكون العمل عنده شرط كمال؟ أم شرط صحة؟
فقال: لا، بل العمل عند الجميع شرط صحة، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه؛ فقالت جماعة: إنه الصـلاة، وعليـه إجماع الصحابـة كما حكاه عبدالله بن شقيق. وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم: قول وعمل واعتقاد، لا يصح إلا بها مجتمعة)

فقد نسب القول بأن جنس العمل شرط صحة للسلف جميعا ، و نسب القول إليهم جميعا بأن الإيمان لا يصح إلا بأركانه الثلاثة مجتمعة.

و فراق ما بيني و بين المدلس الملبس:

أن الشيخ الإمام ابن باز سئل ما نصه: من شهد أن لا إله إلا الله واعتقد بقلبه ولكن ترك جميع الأعمال، هل يكون مسلماً؟
فأجاب: (لا، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله، يوحد الله بخوفه ورجاءه، ومحبته، والصلاة، ويؤمن أن الله أوجب كـذا وحـرم كـذا. ولا يتصـور، مـا يتصـوّر أن الإنسـان المسلم يؤمن بالله يترك جميع الأعمال، هذا التقدير لا أساس لـه. لا يمكــن يتصـور أن يقـع مـن أحـد. نعم؛ لأن الإيمان يحفزه إلى العمل. الإيمان الصادق

فالذي نسبه للسلف جميعا فهو ما جاء بيانه في هذه الفتوى المتعلقة بترك جميع العمل، وو أما ما نسبه لأهل السنة فيما دلسه المخالف فهو اختلافهم في التكفير بأحاد العمل.


و أما وصفك للعلماء بالنقص و لمزك لهم بالسوء و تعريضك عليهم فهذا مما كثر منك أو نقول أبلغ من ذلك أنه مما كثر عليك و بيان طرفا من ذلك فيما يلي:


قولك:

وهو كفاية -إن شاء الله - في الرد على المتسلق ( مقلد الخلف ) بما لا مزيد عليه
ثم بعد ذلك ننتقل لشبه القوم ونقضها حجرا حجرا

من هم هؤلاء الخلف الذين قلدناهم، و تعيبنا في تقليدهم، و تعيبهم بوصفهم أنهم من الخلف و ليسوا من السلف.

ألم يقل بما قلناه و نصرناه ابن باز و قبله شيخ الشيوخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ و قبله الشيخ العلامة ابن سعدي و ممن قال بذلك العلامة الفقيه ابن عثيمين، و المحدث ناصر الدين الألباني، و العلامة الفقيه صالح الفوزان، و الشيخ العلامة بكر أو زيد، و الشيخ المحدث عبد المحسن حمد العباد بدر، و الشيخ البصير الفقيه صالح آل الشيخ، و الشيخان ربيع و زيد المدخليان، و الشيخ عبد العزيز الراجحي، و الشيح صالح بن سعد السحيمي، و الشيخ الدكتور على فركوس. و غيرهم كثير

أم هؤولاء كلهم عندك من الخلف، و ما لمزك بذلك الوصف لهم إلا لسوء دفين في سريرتك.

و من ذلك قوله:

أظن أن المطب وقع فيه غيرك ممن تقلدهم بجهالة وضحالة فأوقعوك في التناقض كما وقعوا - هم - فيه من قبل

ثم يتمادى في غيه و ضلاله فيقول:

المتناقضون من لا يكفرون تارك أركان الإسلام الأربعة : الصلاة والزكاة والصيام والحج

ثم يكفرونه بما دون ذلك ؛ بترك واجب أو مستحب

وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَفْهَمُ فَمَا لي عَلَيْكَ مِنْ سَبِيل

فهل الألباني و هو لا يكفر بترك المباني الأربعة متناقض لما قال (الإيمان بلا عمل لا يفيد )

و هل الشافعي لما قال و نقل الإجماع على كفره و الشافعي لا يكفر تارك الصلاة متناقض....

ثم جاء بما هو أقبح و أفحش فقد قال قبح الله يمينا تخط مثل هذا الكلام في العلماء

قال هداه الله

إذا كان = (الحُكمُ عَلَى الشَيءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِهِ) فادعاء التناقض – هذا - ليس وليد الساعة يا قوم
أبشروا فإن لكم فيه سلف ..وسلفكم في ذلك رأس من رؤوس الجهمية وهو
(ابن الخطيب = على مذهب الجهم بن صفوان وأبي الحسين الصالحي)


فكما ضلَّ السبيل (المكَفِّرُونَ = أَصْحَاب جِنْسِ العَمَلِ) ؛ كذلك كان ضلال سلفهم (ابن الخطيب الجهمي)
فبئس الخلف لذياك السّلف

تصف من قال بكفر تارك كل العمل أو تارك جنس العمل بالضلال و بأنه خلف للجهمية

ما اقبحك و اقبح سريرتك

و من سوء الرجل المتعالم قوله

عقد مقارنة بين الخوارج وبين (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ)

و قوله

والنتيجة الحتمية أن (المكَفِّرِينَ = أَصْحَابَ جِنْسِ العَمَلِ): هم =

(هَرَمُ الخوارج) أو (خوارج الخوارج) أو (أخرج الخوارج) إن صحت العبارة
وهم أهل التناقض المتناقض ، وقد جمعوا بين قول أحد رؤوس الجهمية وبين ما لم تصل إليه الخوارج


فالرجل يشبه علماءنا علماء السنة القائلين بكفر تارك جنس العمل يشبههم بالخوارج و يعقد فصلا يذكر وجه الشبه بينهم



فهذه طائفة من قبح قول الرجل و سوء كلامه و طعنه في العلماء


و الله يهدي سواء السبيل [/size]

صالح القسنطيني
2013-06-10, 14:09
دفع خصمنا مخالف الإجماع لما لا يدفع ليس بالغريب عن أمثاله ، و استدلالهم بالمتشابه وصف إمامهم، بل استدلالهم من النص الواحد بما يوافقهم و تركهم لما يخالفهم، فقد زعموا أن الرجل الي حرق أنه تارك لعمل الجوارح كلها و في الحديث ما يدفع ذلك و هذا لفظه:


عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه ذكر رجلاً، فقال: ((لقد دخَل رجلٌ الجنة ما عَمِل خيرًا قطُّ، كان رجلٌ ممن كان قبلكم رَغَسه (أعطاه) الله مالاً وولدًا، أسْرَف على نفسه، يُسيء الظنَّ بعمله، لَم يَعمَل من الخَير شَيئًا قَطُّ إلاَّ التوحيد، وإنه لَبِث حتى ذهَب منه عُمر، وبَقِي عُمر، فعَلِم أنه لَم يَبْتَئِر (يدخِّر) عند الله خيرًا، فلمَّا حضرتْه الوفاة، دعا [أَوصَى] بَنِيه [أهله]، فقال: أيَّ أَبٍ تعلموني؟ قالوا: خَيْره يا أبانا؛ [أيُّ أَبٍ كنتُ لكم؟ قَالوا: خَيرَ أَبٍ]، فقال: فهل أنتم مُطيعي؟ قَالوا: نعم، قال: فإني لا أَدَعُ عند أحدٍ منكم مالاً هو مني إلاَّ أخذتُه منه، أو لتَفْعَلُنَّ ما آمركم، قال: فأخَذ منهم ميثاقًا وَرَبِّي، فإني لَم أعمل خيرًا قطُّ، فإذا أنا مِتُّ فخُذوني، فأحْرِقوني بالنار، حتى إذا كنتُ حممًا [فحمًا]، فدقُّوني [اطحنوني - اسحقوني - اهرسوني بالمِهرَاس]، ثم اذْرُوني: نصفي في البحر، ونصفي في البر، في يوم ريحٍ عاصفٍ؛ لعَلي أضلُّ اللهَ، فوالله لئن قدَر الله عليّ [لَم يغفر لي]، ليُعَذبني عذابًا لا يُعذِّبه أحدًا من خَلْقه، ففعَل أهله ذلك، فأمَر الله - عز وجل - الملائكة، فتلقَّت رُوحه، قال الله - عز وجل - لكلِّ شيء أخَذ منه شيئًا: أدِّ ما أخَذت، [فقال الله للأرض: أدِّي ما أخَذتِ - أمَرَ الله البر والبحر فجمَعاه]، قال الله: كنْ، فكان كأسرع من طَرْفة العين، فإذا هو في قَبضَة الله رجلٌ قائم، قال الله - عز وجل -: أي عبدي، ما حَمَلك على ما صنعتَ، قال: خشيتك يا ربِّ، [أو فَرَقًا منك]، [ما فعلتُ إلاَّ من مَخافتك]؛ فما تلافاه أن رَحِمه الله، فغَفَر له)).

إن في قول أبنائه له أنه كان نعم الأب لهم، و قول الأب لأبنائه : لا أَدَعُ عند أحدٍ منكم مالاً هو مني إلاَّ أخذتُه منه . هذا فيه كان يعطيهم المال و يحسن لهم

أليس هذا دليل واضح بأن الرجل كان معه حسنات و كان يحسن لأهله و أبنائه و هذا عمل صالح

و عليه فوصفه بأنه لم يعمل خير قط إنها هو وصف له بالأكثر أي بأكثر وصف اتصف به كما قال ابن عبد البر و شبهه بمن وصفه رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم بأنه كان لا يضع عصاه و ملا لا شك فيه أنه كان يضعها و لكن وصفه رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم بالوصف الأكثر له

و هكذا ها الرجل هو كان معه بعض العمل و منه احسانه لبنيه و لكنه كان مسرفا لها وصفه رسول الله صلى الله على و على آله و سلم بالوصف الأكثر فيه

و هذا ما قاله ابن عبد البر و قاله ابن جزيمة فهذا من باب إطلاق الكل و يراد به البعض

صالح القسنطيني
2013-06-10, 14:41
أجمع العلماء قاطبة علماء أهل السنة أن الإيمان اعتقاد و قول و عمل و في قولهم هذا يدخل الإيمان المطلق و مطلق الإيمان و الإيمان التام و الإيمان الناقص و إيمان العاصي و يدخل فيه إيمان الأنبياء و الأتقياء فلا بد من كل إيمان أن يكون اعتقاد و قول و عمل و الناس فيه ذلك متفاوتون

و أنتم تقولون لا بل يوجد إيمان بلا عمل فأي عناد اكبر من هذا و اي مخالفة للإجماع أعظم من هذه...........


فالإيمان لا بد ان يكون قول و عمل و إن كان أدنى أدنى مثقال حبة من خرذل.


و ما احسن ما وقفت عليه من تمثيل بعضهم للإيمان بالماء

فالماء حقيقة مركبة من اكسجين و هيدروجين و الماء لا يكون ماءا إلا باجتماع الهيدروجين و الأوكسجين و إن كان في أدنى أدنى أدنى قطراته

و لو وضع الواحد منا قطرة صغيرة من الماء في جرة كبيرة فكان يحق أن يقول لا ماء في الجرة لأن الأكثر هو الهواء فيها

و لكن الحقيقة أنه يوجد مثقال ذرة من ماء و هي مركبة من اكسجين و هيدروجين فالماء لا يخرج مطلقا عن هذه الحقيقة و لو كان في ادنى الأدنى

هذا مثال لفهم كلام السلف بقولهم الإيمان قول و عمل

فهل قولهم أن الإيمان قول و عمل لا يشمل ذلك الأدنى الأدنى الذي ينجي صاحبه من الخلود في النار

فإذا قلتم لا يشمله فقد طعنتم في السلف و اجماعهم على أن الإيمان قول و عمل بل طعنتم في علمهم

و إذا قلتم يشمله قولهم و اجماعهم على أن الإيمان قول و عمل فقد خصمتم أنفسكم


فما سمي ايمانا فهو عند السلف قول و عمل و على هذا اجماعهم و ما سمعنا و علمنا عن أحد من السلف قال أنه يوجد إيمان بلا عمل بل قالوا يوجد غيمان مع ترك بعض العمل

ثم جاء قولهم و هو توكيد و زيادة بيان فقالوا (لا تجزي واحدة عن الأخرى) أي فلا عمل بلا قول و لا قول بلا عمل و هو نظير قولنا في الماء (لا يجزيء الهيدروجين عن الأوكسجين)

فهذا مثال لتقريب الفهم و ضرب المثال للتقريب نهج و سبيل القرآن و السنة

omar1994
2013-06-10, 21:04
بارك الله فيك