moonir
2013-04-06, 19:01
بسم الله
اختيار وتعليق : عبد الحميد رميته , الجزائر
الثقة :
1- " الثقة كالمزهرية ، حالما تنكسر لن تعود أبداً كما كانت حتى وإن أصلحتها " .
وذلك لأن الناس تعودوا على أن لا يثقوا في شخص إلا بصعوبة وأنهم إن فقدوا ثقتهم فيه لن يعيدوا الثقة فيه من جديد إلا بصعوبة بالغة جدا وكبيرة جدا . ولا ننسى أن ثقة الناس بشخص كنز من الكنوز , سواء من أجل تعامل المرء مع ربه أو مع غيره أو حتى مع نفسه .
2- " أن تحظى بثقة الآخرين خيرٌ لك من أن تحظى بحبهم " , وهذا أمر دقيق جدا من جهات عدة منها :
* أنَّ ما يبنى من الخير على ثقة الآخرين بك أكثر مما يمكن أن يبنى من الخير على حبهم لك .
* أن ثقة الناس بك تجلب غالبا حبهم لك , وأما الحب فقد يأتي بالثقة وقد لا يأتي بها .
3- " لست حزيناً لأنك كذبت علي ، بل أنا حزين لأني لن أستطيع تصديقك بعد الآن " .
وأنت إن كذبت اليوم يمكن أن لا تكذب غدا ( بالعزيمة القوية وبالإرادة الفولاذية ) , ولكن إن فقدت ثقة الناس بك من الصعب جدا أن تستعيد ثقتهم فيك من جديد .
هذا مع ملاحظة أن الكذب هو من أسوإ الآفات فيما بين الإنسان والله , وهو كذلك من أهم ما ينزع ثقة الناس في شخص ما ... لذلك فإن من أراد أن يجمع بين الكذب وكسب ثقة الناس هو كمن يصرخ في واد أو يزرع في رماد .
4- " إذا أراد أصدقائي القفز من فوق الجسر فلن ألحقهم ، بل سأكون في الأسفل لألتقطهم عندما يقعون " ... وهذا أمر لا يقدر عليه إلا العظماء من الأصدقاء الحقيقيين , وما أقلهم خاصة في هذا الزمان الموحش .
5- " أعلم أن أصدقائي المقربين لن يعطوني شيئاً لا أستطيع التعامل معه ، ولكنني أتمنى فقط لو أنهم لم يثقوا بي كثيراً " ... وهذا أمر يدعو إليه تواضع المرء الذي يثق فيه إخوانه وأصدقاؤه وخلانه , ولكنه من فرط تواضعه وخوفه من الله يرى أنه أعطي من القيمة ومن القدر أكثر مما يستحق , وأنه ربما لا يكون أهلا بحق لكل الثقة التي وضعت فيه ...
ولذلك كان دأب الصالحين من عباد الله إذا مدحهم غيرهم لم يغتروا وقالوا الكلمة المأثورة والمشهورة " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون , واغفر لي ما لا يعلمون , واجعلني أحسن مما يظنون ".
6- " الثقة معدية ، مثلها مثل عدم الثقة " , ومنه فمطلوب من كل واحد منا أن يصاحب من هم محل ثقة أغلبية الناس ( لأن ثقة كل الناس في شخص ما مستحيلة ) , لأنك إن صاحبتهم تشبهت بهم وأصبحت أنت – بدورك ومع الوقت – محل ثقة الناس , وأما إن صاحبتَ وصادقت من لا يثق به الناس فإنك ستصبح مثله إن عاجلا أو آجلا .
7- " الكلمات دون ثقة كالصوت الأجوف لجرس خشبي ، وأما بوجود الثقة فإن الكلمات تعني الحياة بذاتها " ... ولذلك إذا أراد شخص أن يكسب ثقة الناس فيه يلزمه أن يثق هو قبل ذلك فيما يقوله لهم , وأما إن كان يقول ما لا يثق فيه , أو كان يقول أشياء وهو يفكر في أشياء أخرى , أو كان يقول بلسانه ما يناقضه بأفعاله فإنه لن يكسب ثقة الغير . وإذا كان الغير يثق به اليوم فسينزع ثقته منه غدا أو بعد غد بإذن الله تعالى .
8- " قد تتعرض للخداع إذا وثقت أكثر من اللازم ، ولكنك ستعيش بعذاب إذا لم تثق بقدر كافٍ " ... أي أن التوسط بين الثقة الكبيرة في الناس وعدم الثقة بهم هو الأمر المحمود والمطلوب والنافع والمفيد , ولكن إذا كان التوسط صعبا فإن الثقة الكبيرة في الناس خير وأفضل من قلة الثقة فيهم . وهذا أمر ينطبق على الثقة فيما بين الناس كما ينطبق على ثقة المرء بنفسه .
9- " عندما يأتي الشك يذهب الحب " , وتذهب الثقة فيما بين الناس كذلك . الشك والثقة ضدان لا يجتمعان , والشك معول هدم لا يُـبقى في النهاية حبا بين الناس كما لا يبقى في النهاية ثقة كذلك بين الناس .
10- " ثق فيمن جرب " . الثقة أولا في الاختصاصي سواء في مسائل دينية أو دنيوية , ثم الثقة بعد ذلك فيمن جرب ... وأحيانا ( ولم أقل دوما ) يمكن أن تكون الثقة فيمن جرب أكبر من الثقة في الاختصاصي , ولذلك قيل في الأمثال العربية " اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا " .
11- " عليك أن تثق بالآخرين , وإلا ستصبح الحياة مستحيلة " , أو شبه مستحيلة . ما أعظم وما أحلى الحياة إذا كانت ثقة الناس ببعضهم البعض هي التي تسودها , وما أسوأها إذا كان الشك وسوء الظن هو السائد فيما بين الناس . ثم يا ليت كل واحد منا يضع نفسه في مكان الآخر قبل أن يسيء الظن به . كما أنني لا أحب أن يشك الناس في وأن يسيئوا الظن بي فكذلك الناس ( بشكل عام ) يحبون أن نثق فيهم وأن نحسن الظن بهم وأن لا نشك فيهم .
والله وحده أعلم بالصواب .
اختيار وتعليق : عبد الحميد رميته , الجزائر
الثقة :
1- " الثقة كالمزهرية ، حالما تنكسر لن تعود أبداً كما كانت حتى وإن أصلحتها " .
وذلك لأن الناس تعودوا على أن لا يثقوا في شخص إلا بصعوبة وأنهم إن فقدوا ثقتهم فيه لن يعيدوا الثقة فيه من جديد إلا بصعوبة بالغة جدا وكبيرة جدا . ولا ننسى أن ثقة الناس بشخص كنز من الكنوز , سواء من أجل تعامل المرء مع ربه أو مع غيره أو حتى مع نفسه .
2- " أن تحظى بثقة الآخرين خيرٌ لك من أن تحظى بحبهم " , وهذا أمر دقيق جدا من جهات عدة منها :
* أنَّ ما يبنى من الخير على ثقة الآخرين بك أكثر مما يمكن أن يبنى من الخير على حبهم لك .
* أن ثقة الناس بك تجلب غالبا حبهم لك , وأما الحب فقد يأتي بالثقة وقد لا يأتي بها .
3- " لست حزيناً لأنك كذبت علي ، بل أنا حزين لأني لن أستطيع تصديقك بعد الآن " .
وأنت إن كذبت اليوم يمكن أن لا تكذب غدا ( بالعزيمة القوية وبالإرادة الفولاذية ) , ولكن إن فقدت ثقة الناس بك من الصعب جدا أن تستعيد ثقتهم فيك من جديد .
هذا مع ملاحظة أن الكذب هو من أسوإ الآفات فيما بين الإنسان والله , وهو كذلك من أهم ما ينزع ثقة الناس في شخص ما ... لذلك فإن من أراد أن يجمع بين الكذب وكسب ثقة الناس هو كمن يصرخ في واد أو يزرع في رماد .
4- " إذا أراد أصدقائي القفز من فوق الجسر فلن ألحقهم ، بل سأكون في الأسفل لألتقطهم عندما يقعون " ... وهذا أمر لا يقدر عليه إلا العظماء من الأصدقاء الحقيقيين , وما أقلهم خاصة في هذا الزمان الموحش .
5- " أعلم أن أصدقائي المقربين لن يعطوني شيئاً لا أستطيع التعامل معه ، ولكنني أتمنى فقط لو أنهم لم يثقوا بي كثيراً " ... وهذا أمر يدعو إليه تواضع المرء الذي يثق فيه إخوانه وأصدقاؤه وخلانه , ولكنه من فرط تواضعه وخوفه من الله يرى أنه أعطي من القيمة ومن القدر أكثر مما يستحق , وأنه ربما لا يكون أهلا بحق لكل الثقة التي وضعت فيه ...
ولذلك كان دأب الصالحين من عباد الله إذا مدحهم غيرهم لم يغتروا وقالوا الكلمة المأثورة والمشهورة " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون , واغفر لي ما لا يعلمون , واجعلني أحسن مما يظنون ".
6- " الثقة معدية ، مثلها مثل عدم الثقة " , ومنه فمطلوب من كل واحد منا أن يصاحب من هم محل ثقة أغلبية الناس ( لأن ثقة كل الناس في شخص ما مستحيلة ) , لأنك إن صاحبتهم تشبهت بهم وأصبحت أنت – بدورك ومع الوقت – محل ثقة الناس , وأما إن صاحبتَ وصادقت من لا يثق به الناس فإنك ستصبح مثله إن عاجلا أو آجلا .
7- " الكلمات دون ثقة كالصوت الأجوف لجرس خشبي ، وأما بوجود الثقة فإن الكلمات تعني الحياة بذاتها " ... ولذلك إذا أراد شخص أن يكسب ثقة الناس فيه يلزمه أن يثق هو قبل ذلك فيما يقوله لهم , وأما إن كان يقول ما لا يثق فيه , أو كان يقول أشياء وهو يفكر في أشياء أخرى , أو كان يقول بلسانه ما يناقضه بأفعاله فإنه لن يكسب ثقة الغير . وإذا كان الغير يثق به اليوم فسينزع ثقته منه غدا أو بعد غد بإذن الله تعالى .
8- " قد تتعرض للخداع إذا وثقت أكثر من اللازم ، ولكنك ستعيش بعذاب إذا لم تثق بقدر كافٍ " ... أي أن التوسط بين الثقة الكبيرة في الناس وعدم الثقة بهم هو الأمر المحمود والمطلوب والنافع والمفيد , ولكن إذا كان التوسط صعبا فإن الثقة الكبيرة في الناس خير وأفضل من قلة الثقة فيهم . وهذا أمر ينطبق على الثقة فيما بين الناس كما ينطبق على ثقة المرء بنفسه .
9- " عندما يأتي الشك يذهب الحب " , وتذهب الثقة فيما بين الناس كذلك . الشك والثقة ضدان لا يجتمعان , والشك معول هدم لا يُـبقى في النهاية حبا بين الناس كما لا يبقى في النهاية ثقة كذلك بين الناس .
10- " ثق فيمن جرب " . الثقة أولا في الاختصاصي سواء في مسائل دينية أو دنيوية , ثم الثقة بعد ذلك فيمن جرب ... وأحيانا ( ولم أقل دوما ) يمكن أن تكون الثقة فيمن جرب أكبر من الثقة في الاختصاصي , ولذلك قيل في الأمثال العربية " اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا " .
11- " عليك أن تثق بالآخرين , وإلا ستصبح الحياة مستحيلة " , أو شبه مستحيلة . ما أعظم وما أحلى الحياة إذا كانت ثقة الناس ببعضهم البعض هي التي تسودها , وما أسوأها إذا كان الشك وسوء الظن هو السائد فيما بين الناس . ثم يا ليت كل واحد منا يضع نفسه في مكان الآخر قبل أن يسيء الظن به . كما أنني لا أحب أن يشك الناس في وأن يسيئوا الظن بي فكذلك الناس ( بشكل عام ) يحبون أن نثق فيهم وأن نحسن الظن بهم وأن لا نشك فيهم .
والله وحده أعلم بالصواب .