مهيريس محمد
2007-08-14, 15:48
بسم الله الرحمن الرحيم
ما بين رشفة من فنجان القهوة، و كلمة أملأ بها فراغ الكلمات المسهمة، و نظرة زائغة نحو وجوه المارين أمامي، تطلين أنت من بين كل هذا لتسرقي مني الوقت و المكان. لماذا تحضرينني دائما؟ أفهم. أفهم الآن فقط، أني ما فتئت أحبك. و بجنون أيضا. لكني لا أفهم لماذا أتذكرك كلما تساقط المطر. و اليوم تساقط المطر، و بغزارة!!
تذكرتك.. تذكرت ذكرياتنا، حماقاتنا، و أسرارنا الصغيرة. تذكرت كيف كان حبك لي غزيرا، شرسا، منهمرا كالسيل لم يتوقف قط إلا في ذلك الصباح، عندما قررت وأده بمكالمة يتيمة و أخيرة. كنت تسألينني دائما: - نور الدين، قل لي كيف تحبني؟ - كنت آخذ يديك بين يدي كتحفة ثمينة أخاف أن تنكسر، و أهمس في أذنك: حبي لك كبير كالبحر. لكنك عبرت ذلك البحر و رحلت إلى الضفة الأخرى. هل كان علينا أن نفترق حقا؟
هذا المساء، تسكعت طويلا في شارع باستور و شارع محمد الخامس قبل أت تتعب قدماي و تأتي بي عنوة إلى هذه المقهى، لأنتقي نفس الركن و نفس الطاولة و أظل حتى وقت متأخر من الليل أبدع قصائد عشق لا يهتم أحد بقراءتها أو أكتب رسائل مطولة للذين كانوا هنا. في البدء كنت أتلقى ردودا و لو مقتضبة على رسائلي، ثم أخذ الصدأ يعلو صندوق الرسائل فلا أجده إلا فارغا. بعدها، صرت أدخر ثمن الأظرفة و الطوابع البريدية دراهما بيضاء للأيام السوداء. أنا لم أغير من عاداتي القديمة شيئا، ما أزال أمارس طقوس عشقي للوردة الحمراء و القصيدة و السمفونية الجميلة، ما أزال أصعد إلى السطح لأقف الساعات الطوال أحدق في القمر، ما أزال أبكي كطفل صغير كلما قرأت أو شاهدت قصة حب حزينة. و أنت؟ أتراك حافظت على عاداتك أم أن العيش في أوروبا يورث المرأ عادات جديدة؟ أعرف أن الحياة في بروكسيل غير الحياة هنا. و لا بد أنك صرت تتكلمين الفلامانية بطلاقة و تتصرفين كالأوروبيات. لكن، هل علمت يا عزيزتي، بعد طول مقام في المهجر، أن المرأة الأوروبية العاشقة تضحي بكل شيء من أجل حبها و لا تخون أبدا حبيبها؟ أتساءل.. كيف سيكون حالك يوم تكتشفين أنك بعت حبا، كان كالبحر كبيرا، من أجل لا شيء؟!
أدخل يدي في جيب معطفي، و أخرج ديوان الشعر الذي أهديتني إياه ذات مرة، عندما كنت ما تزالين مولعة بأشعار نزار
* و ما بين حب و حب.. أحبك أنت..
و ما بين واحدة ودعتني..
و واحدة سوف تأتي..
أفتش عنك هنا و هناك
كأن الزمان الوحيد زمانك أنت..
كأن جميع الوعود تصب بعينيك أنت.. *]
ما بين رشفة من فنجان القهوة، و كلمة أملأ بها فراغ الكلمات المسهمة، و نظرة زائغة نحو وجوه المارين أمامي، تطلين أنت من بين كل هذا لتسرقي مني الوقت و المكان. لماذا تحضرينني دائما؟ أفهم. أفهم الآن فقط، أني ما فتئت أحبك. و بجنون أيضا. لكني لا أفهم لماذا أتذكرك كلما تساقط المطر. و اليوم تساقط المطر، و بغزارة!!
تذكرتك.. تذكرت ذكرياتنا، حماقاتنا، و أسرارنا الصغيرة. تذكرت كيف كان حبك لي غزيرا، شرسا، منهمرا كالسيل لم يتوقف قط إلا في ذلك الصباح، عندما قررت وأده بمكالمة يتيمة و أخيرة. كنت تسألينني دائما: - نور الدين، قل لي كيف تحبني؟ - كنت آخذ يديك بين يدي كتحفة ثمينة أخاف أن تنكسر، و أهمس في أذنك: حبي لك كبير كالبحر. لكنك عبرت ذلك البحر و رحلت إلى الضفة الأخرى. هل كان علينا أن نفترق حقا؟
هذا المساء، تسكعت طويلا في شارع باستور و شارع محمد الخامس قبل أت تتعب قدماي و تأتي بي عنوة إلى هذه المقهى، لأنتقي نفس الركن و نفس الطاولة و أظل حتى وقت متأخر من الليل أبدع قصائد عشق لا يهتم أحد بقراءتها أو أكتب رسائل مطولة للذين كانوا هنا. في البدء كنت أتلقى ردودا و لو مقتضبة على رسائلي، ثم أخذ الصدأ يعلو صندوق الرسائل فلا أجده إلا فارغا. بعدها، صرت أدخر ثمن الأظرفة و الطوابع البريدية دراهما بيضاء للأيام السوداء. أنا لم أغير من عاداتي القديمة شيئا، ما أزال أمارس طقوس عشقي للوردة الحمراء و القصيدة و السمفونية الجميلة، ما أزال أصعد إلى السطح لأقف الساعات الطوال أحدق في القمر، ما أزال أبكي كطفل صغير كلما قرأت أو شاهدت قصة حب حزينة. و أنت؟ أتراك حافظت على عاداتك أم أن العيش في أوروبا يورث المرأ عادات جديدة؟ أعرف أن الحياة في بروكسيل غير الحياة هنا. و لا بد أنك صرت تتكلمين الفلامانية بطلاقة و تتصرفين كالأوروبيات. لكن، هل علمت يا عزيزتي، بعد طول مقام في المهجر، أن المرأة الأوروبية العاشقة تضحي بكل شيء من أجل حبها و لا تخون أبدا حبيبها؟ أتساءل.. كيف سيكون حالك يوم تكتشفين أنك بعت حبا، كان كالبحر كبيرا، من أجل لا شيء؟!
أدخل يدي في جيب معطفي، و أخرج ديوان الشعر الذي أهديتني إياه ذات مرة، عندما كنت ما تزالين مولعة بأشعار نزار
* و ما بين حب و حب.. أحبك أنت..
و ما بين واحدة ودعتني..
و واحدة سوف تأتي..
أفتش عنك هنا و هناك
كأن الزمان الوحيد زمانك أنت..
كأن جميع الوعود تصب بعينيك أنت.. *]