mascara
2009-04-19, 11:10
الرواحـل والزيـادة على الدنيـا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "
الناس كاإبل مائة لاتكاد تجد فيها راحلة
" , والراحلة هي
: الناقة أو الجمل القوي الذي يقود قافلة الأبل ,
فيكون في مقدمة الركب وتتبعه الأبل .
وفي عبارة مشهورة يقول مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه :
" من لم يزد على الدنيا , كان زائداً في الدنيا " ..
الذي زاد على الدنيا هو من كان معروفاً بالهمة والعزم والإرادة ,
وكان تقياً صالحاً جمع الناس حوله وقادهم ,
وترك أثراًحسناً زاد به على هذه الدنيا ,
فاأصبح معروفاً حتى بعد مماته ,
وأما الزائد عليها هو من عاش لنفسه ولذاته ,
وعاش وفق هواه , ومات ولم يعرفه أحد ,
بل وكان على هامش الحياة والتاريخ .
الذي يزيد على الدنيا هو الراحلة التي تقود الناس ,
والذين هم قلة بين البشر , والزائد عليها هم الناس ..
فليختر الإنسان أي الصنفين يريد ..؟
والشاعر يحث الإنسان فيقول :
فخذ لك زادين من سيرة *** ومن عمل صالح يدخر
وكن في الحياة عفيف الخطا *** شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إذا أتوا بعده *** يقولون مر وهذا الأثر
وحتى يستطيع الإنسان أن يكون كما قال الشاعر ,
ويكون تلك الشخصية التي لها زادين في هذه الدنيا ,
السيرة والعمل الصالح , والتي بهما تستطيع هذه الشخصية
وصفاتها عفة الخطى وشرف السماع وكرم النظر
أن تترك أثراً حسناً يستفيد منه الناس في حياتهم ,
كان عليه أن يعرف الغاية من خلقه ويعمل لها ولأجلها؟
وعندما يُسئل كثير من الناس عن الغاية من خلقهم
يجيبون سريعاً بالأيةفي قوله عزوجل "
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ,
وهذاصحيح , ولكن مفهوم العبادة شامل , يشمل كل جوانب الحياة ,
فالدراسة عبادة , والعمل عبادة , ومساعدة الأخرين عبادة ,
بل والتبسم في وجه الاخرين عبادة ,
ويدخل في مفهوم العبادة مهمة الإنسان على وجه الأرض ,
والتي خُلق من أجلها واسُتعمر في هذه البسيطة
, وهذه المهمة تتجلى في قوله تعالى "
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " ..
سبحان الله .. !! الإنسان خليفة لله في أرضه أي ممثل لرب العالمين .
الا ترون كيف تكون فرحة الإنسان الذي يُختار كاأفضل موظف ,
أو أفضل طالب , أو حتى يختار كممثل لمجموعة معينة من الناس ,
ألا نرى كيف تكون فرحته كبيره بهذه المزية وهذا الإختيار ,
فما بالنا لانقدر ولا نفرح بالإختيارالأكبر والمزية الأسمى
بكوننا وقع علينا الإختيار كاأفضل مخلوقات الله ,
ليكون هذاالمخلوق الأفضل ممثل لرب العالمين على هذه الأرض .
والخلافة في الأرض , والتي تعني تعمير هذه الأرض
واستخراج مكنوناتها لمنفعة الناس والزيادة فيها ..
تتطلب من الإنسان أن يكون دائم التطور والتفاعل
والحركة الدائبة والدائمة لإعمار الأرض ,
وتسخير كل مافيها لخدمة البشرية
. واستيعاب هذا المفهوم الإستيعاب الكامل والأمثل ,
وترسيخ الطموح والهمة والنجاح في ذات الإنسان ,
يجعل الإنسان يعرف أن التاريخ شحيح ,
وأنه أي التاريخ لايسمح لأحد بأن يشغل صفحة من صفحاته
إلا بحقها وجهدها وبذل الغالي والنفيس لأجلها .
عفواً .. التاريخ يعرف فقط الأعلام من أمثال
ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن باز
وحسن البنا وابن عثيمين رحمة الله عليهم اجمعين ,
وغيرهم من الأعلام سواءً الأموات منهم أوالأحياء
الذين تركوا بصمات واضحة في الحياة
, وشغلوا صفحات مهمة في التاريخ تحمل أسمائهم وسيرة حياتهم وإنجازاتهم ,
وذلك لأنهم عرفوا الغاية من وجودهم في هذه الدنيا ,
فزادوا عليها , ونفعوا غيرهم وكانوا رواحل فتبعهم الناس ,
فصنعوا النجاح وصنعوا الحياة .
قد مات قوم وماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهو فيالناس أموات
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "
الناس كاإبل مائة لاتكاد تجد فيها راحلة
" , والراحلة هي
: الناقة أو الجمل القوي الذي يقود قافلة الأبل ,
فيكون في مقدمة الركب وتتبعه الأبل .
وفي عبارة مشهورة يقول مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه :
" من لم يزد على الدنيا , كان زائداً في الدنيا " ..
الذي زاد على الدنيا هو من كان معروفاً بالهمة والعزم والإرادة ,
وكان تقياً صالحاً جمع الناس حوله وقادهم ,
وترك أثراًحسناً زاد به على هذه الدنيا ,
فاأصبح معروفاً حتى بعد مماته ,
وأما الزائد عليها هو من عاش لنفسه ولذاته ,
وعاش وفق هواه , ومات ولم يعرفه أحد ,
بل وكان على هامش الحياة والتاريخ .
الذي يزيد على الدنيا هو الراحلة التي تقود الناس ,
والذين هم قلة بين البشر , والزائد عليها هم الناس ..
فليختر الإنسان أي الصنفين يريد ..؟
والشاعر يحث الإنسان فيقول :
فخذ لك زادين من سيرة *** ومن عمل صالح يدخر
وكن في الحياة عفيف الخطا *** شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إذا أتوا بعده *** يقولون مر وهذا الأثر
وحتى يستطيع الإنسان أن يكون كما قال الشاعر ,
ويكون تلك الشخصية التي لها زادين في هذه الدنيا ,
السيرة والعمل الصالح , والتي بهما تستطيع هذه الشخصية
وصفاتها عفة الخطى وشرف السماع وكرم النظر
أن تترك أثراً حسناً يستفيد منه الناس في حياتهم ,
كان عليه أن يعرف الغاية من خلقه ويعمل لها ولأجلها؟
وعندما يُسئل كثير من الناس عن الغاية من خلقهم
يجيبون سريعاً بالأيةفي قوله عزوجل "
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ,
وهذاصحيح , ولكن مفهوم العبادة شامل , يشمل كل جوانب الحياة ,
فالدراسة عبادة , والعمل عبادة , ومساعدة الأخرين عبادة ,
بل والتبسم في وجه الاخرين عبادة ,
ويدخل في مفهوم العبادة مهمة الإنسان على وجه الأرض ,
والتي خُلق من أجلها واسُتعمر في هذه البسيطة
, وهذه المهمة تتجلى في قوله تعالى "
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " ..
سبحان الله .. !! الإنسان خليفة لله في أرضه أي ممثل لرب العالمين .
الا ترون كيف تكون فرحة الإنسان الذي يُختار كاأفضل موظف ,
أو أفضل طالب , أو حتى يختار كممثل لمجموعة معينة من الناس ,
ألا نرى كيف تكون فرحته كبيره بهذه المزية وهذا الإختيار ,
فما بالنا لانقدر ولا نفرح بالإختيارالأكبر والمزية الأسمى
بكوننا وقع علينا الإختيار كاأفضل مخلوقات الله ,
ليكون هذاالمخلوق الأفضل ممثل لرب العالمين على هذه الأرض .
والخلافة في الأرض , والتي تعني تعمير هذه الأرض
واستخراج مكنوناتها لمنفعة الناس والزيادة فيها ..
تتطلب من الإنسان أن يكون دائم التطور والتفاعل
والحركة الدائبة والدائمة لإعمار الأرض ,
وتسخير كل مافيها لخدمة البشرية
. واستيعاب هذا المفهوم الإستيعاب الكامل والأمثل ,
وترسيخ الطموح والهمة والنجاح في ذات الإنسان ,
يجعل الإنسان يعرف أن التاريخ شحيح ,
وأنه أي التاريخ لايسمح لأحد بأن يشغل صفحة من صفحاته
إلا بحقها وجهدها وبذل الغالي والنفيس لأجلها .
عفواً .. التاريخ يعرف فقط الأعلام من أمثال
ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن باز
وحسن البنا وابن عثيمين رحمة الله عليهم اجمعين ,
وغيرهم من الأعلام سواءً الأموات منهم أوالأحياء
الذين تركوا بصمات واضحة في الحياة
, وشغلوا صفحات مهمة في التاريخ تحمل أسمائهم وسيرة حياتهم وإنجازاتهم ,
وذلك لأنهم عرفوا الغاية من وجودهم في هذه الدنيا ,
فزادوا عليها , ونفعوا غيرهم وكانوا رواحل فتبعهم الناس ,
فصنعوا النجاح وصنعوا الحياة .
قد مات قوم وماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهو فيالناس أموات