سفيان الحسن1
2013-03-28, 14:21
ارتسمت إشارات الصباح على بقع الظلال الباهتة فأنسلت إلى قلب عمي سعيد شظايا البؤس مثخنة بكل ألوان الألم كأنها مخلفات قنابل الزمن وجراحته ،صدى الأنفاس الجائعة في تخمة الزمن
تفتت عزمه وتكسر كاهله، ونظرات زوجته البائسة تنسل إلى قلبه كسهام تنغرز في قلبه فتدميه وكلماتها شهيق عصير من البؤس الشره يتنفسه مع كل نفس ، ككل يوم في صباح دامس ينطلق عمي سعيد في رحلة شاهقة إلى الرصيف حيت تصطف الأجساد المفتولة بحتا عن عرض أكثر سخاء، حمال يصرخ احدهم فتجيبه قوافل الأجساد في قتال صامت للظفر بالعمل الذي يكفي صاحبه ليبقى حي وعياله ،عمي سعيد امتهن هذا العمل الشاق مند سنوات طويلة وغدا شبه لوحة زيتية تحكي تفاصيل التعب والشقاء وجراحات بارزة تروي قصص الحرب الضروس مع السلع التي قد تسبب إن سقطت بالوفاة كما وقع مع صديق عمي سعيد صالح مند سنوات لم تزل محفورة في قلبه، فقد طلب من عمي سعيد أن يحمل سلعة لوجهة بعيدة فطلب من صديقه صالح إن يساعده ويقتسم كلاهما المال ،كان هذا الأمر قليلا في عالم الفقر حيت الحرب على رغيف تعني الدوس على كل قيم قد ولدت مع أولئك البؤساء ولا مكان في حياتهم لغير الاستيلاء على العمل والظفر بفرصة لشخص واحد، لكن عمي سعيد كان رجلا لم تزل تعيش فيه القيم والأخلاق فطلب من صديقه أن يساعده على العمل ويقتسمان ما كسباه بالتساوي ،كان ذالك اليوم طاعن في الشقاء فقد كان العمل صعبا ووقعت الكارثة بسقوط كيس كبير على رأس صديق عمي سعيد فأرداه قتيلا صمت الحلم وتعالت صيحات الفزع وغادر طير الفرح غصون تساقط ورقها كخريف حزين، لم يعد عمي صالح كما كان من قبل علته غيمة حزن وغيرت حياته لم يعد يعنيه من الحياة غير كد وشقاء لا ينتهي إلى ليبدأ حتى دعابته ومرحه غرقت في بحر الفاجعة
كان ضميره يحمله مسؤولية ما جرى، في عالم الفقراء كل شيء يقع له عواقب قاسية لا تندمل كجرح غائر، مرت بعدها السنين مسرعة ولم تزل الذكرى تزور عمي سعيد كل لحظة وأصبح طعم الزمن مزيج من الخوف من المجهول والصراع للأجل سد رمق الأفواه الجائعة،
كان الصراع شديدا بين الأجساد والعمل أصبح شاقا قليل الفائدة في احد الأيام مرض عمي سعيد ولم يقوى على مغادرة الفراش نظر في وجه زوجته وأبنائه كان الخوف والوهن كغيمة سوداء تكاد تمطر دمعها
والصمت يعم المكان ،فجأة يصرخ ابنه الأكبر أبي لن تعمل بعد اليوم استرح سوف أخلفك في العمل ،وقع الكلام كالصاعقة على الرجل ابنه البكر كان يحلم بأن يراه طبيبا أو مهندسا أو طيارا هطلت دموع الأب لم يجد ما يقوله غير الصمت الصارخ ودموع انكسار مدوي ،الابن يخرج تاركا الأب والأم في دوامة حزن عارمة فهم لن يستطيعوا منع ابنهم عن ترك الدراسة لأنها أصبحت مكلفة ومع مرض الأب لم يعد رغيف البؤس يكفي لسد رمق الأفواه المنتظرة ، الابن الأكبر كان حلم الأب والأم في عالم شرس لا يعرف الرأفة
كان الأب والأم يحلمون بيوم يصبح فيه الابن رجلا مهما يحمل عنهم أعباء الزمن الجارف ويدفئ برد حياتهم القارص كل هذا مات في لحظة مرض الأب ،تساقطت أوراق الخريف وهبت ريح عاصفة
مر اليوم طويلا لا منتهي حين حل الظلام نامت عيون الشمس واستيقظت عيون البؤساء لتعيش الحلم في كل ليلة
حين هلا الصباح خرج الابن باكرا يصارع مرارة الزمن بعيدا عن أحلامه بأن يصبح طبيبا يداوي جراح الزمن الغائر
وهتف منادي العمل حمال فانجرف الابن في أول الطابور مزيحا
كل من وقف في طريق بدايته الجارفة الأمر نفسه مر به أبوه من قبل فقد أزاح هو بدوره أجسادا خذلت أصحابها بعد زمن متعب كثير الألم والحلم مر الزمن مسرعا وغدا الابن حطام حلم ينساب قبل الفجر ليركب بحر العمل الشاق بعيدا عن شاطئ حلمه الذي رحل بلا رجعة
....رابطة أحرار القلم.....عضو3
تفتت عزمه وتكسر كاهله، ونظرات زوجته البائسة تنسل إلى قلبه كسهام تنغرز في قلبه فتدميه وكلماتها شهيق عصير من البؤس الشره يتنفسه مع كل نفس ، ككل يوم في صباح دامس ينطلق عمي سعيد في رحلة شاهقة إلى الرصيف حيت تصطف الأجساد المفتولة بحتا عن عرض أكثر سخاء، حمال يصرخ احدهم فتجيبه قوافل الأجساد في قتال صامت للظفر بالعمل الذي يكفي صاحبه ليبقى حي وعياله ،عمي سعيد امتهن هذا العمل الشاق مند سنوات طويلة وغدا شبه لوحة زيتية تحكي تفاصيل التعب والشقاء وجراحات بارزة تروي قصص الحرب الضروس مع السلع التي قد تسبب إن سقطت بالوفاة كما وقع مع صديق عمي سعيد صالح مند سنوات لم تزل محفورة في قلبه، فقد طلب من عمي سعيد أن يحمل سلعة لوجهة بعيدة فطلب من صديقه صالح إن يساعده ويقتسم كلاهما المال ،كان هذا الأمر قليلا في عالم الفقر حيت الحرب على رغيف تعني الدوس على كل قيم قد ولدت مع أولئك البؤساء ولا مكان في حياتهم لغير الاستيلاء على العمل والظفر بفرصة لشخص واحد، لكن عمي سعيد كان رجلا لم تزل تعيش فيه القيم والأخلاق فطلب من صديقه أن يساعده على العمل ويقتسمان ما كسباه بالتساوي ،كان ذالك اليوم طاعن في الشقاء فقد كان العمل صعبا ووقعت الكارثة بسقوط كيس كبير على رأس صديق عمي سعيد فأرداه قتيلا صمت الحلم وتعالت صيحات الفزع وغادر طير الفرح غصون تساقط ورقها كخريف حزين، لم يعد عمي صالح كما كان من قبل علته غيمة حزن وغيرت حياته لم يعد يعنيه من الحياة غير كد وشقاء لا ينتهي إلى ليبدأ حتى دعابته ومرحه غرقت في بحر الفاجعة
كان ضميره يحمله مسؤولية ما جرى، في عالم الفقراء كل شيء يقع له عواقب قاسية لا تندمل كجرح غائر، مرت بعدها السنين مسرعة ولم تزل الذكرى تزور عمي سعيد كل لحظة وأصبح طعم الزمن مزيج من الخوف من المجهول والصراع للأجل سد رمق الأفواه الجائعة،
كان الصراع شديدا بين الأجساد والعمل أصبح شاقا قليل الفائدة في احد الأيام مرض عمي سعيد ولم يقوى على مغادرة الفراش نظر في وجه زوجته وأبنائه كان الخوف والوهن كغيمة سوداء تكاد تمطر دمعها
والصمت يعم المكان ،فجأة يصرخ ابنه الأكبر أبي لن تعمل بعد اليوم استرح سوف أخلفك في العمل ،وقع الكلام كالصاعقة على الرجل ابنه البكر كان يحلم بأن يراه طبيبا أو مهندسا أو طيارا هطلت دموع الأب لم يجد ما يقوله غير الصمت الصارخ ودموع انكسار مدوي ،الابن يخرج تاركا الأب والأم في دوامة حزن عارمة فهم لن يستطيعوا منع ابنهم عن ترك الدراسة لأنها أصبحت مكلفة ومع مرض الأب لم يعد رغيف البؤس يكفي لسد رمق الأفواه المنتظرة ، الابن الأكبر كان حلم الأب والأم في عالم شرس لا يعرف الرأفة
كان الأب والأم يحلمون بيوم يصبح فيه الابن رجلا مهما يحمل عنهم أعباء الزمن الجارف ويدفئ برد حياتهم القارص كل هذا مات في لحظة مرض الأب ،تساقطت أوراق الخريف وهبت ريح عاصفة
مر اليوم طويلا لا منتهي حين حل الظلام نامت عيون الشمس واستيقظت عيون البؤساء لتعيش الحلم في كل ليلة
حين هلا الصباح خرج الابن باكرا يصارع مرارة الزمن بعيدا عن أحلامه بأن يصبح طبيبا يداوي جراح الزمن الغائر
وهتف منادي العمل حمال فانجرف الابن في أول الطابور مزيحا
كل من وقف في طريق بدايته الجارفة الأمر نفسه مر به أبوه من قبل فقد أزاح هو بدوره أجسادا خذلت أصحابها بعد زمن متعب كثير الألم والحلم مر الزمن مسرعا وغدا الابن حطام حلم ينساب قبل الفجر ليركب بحر العمل الشاق بعيدا عن شاطئ حلمه الذي رحل بلا رجعة
....رابطة أحرار القلم.....عضو3