المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك


غربة أهل السنّة
2013-03-23, 08:48
http://www.muslmah.net/imgpost/11/c77ddad286f2193d7bf012aef15b75d6.gif

حيَّا اللهُ كُلَّ مَن تَمُـرُّ بهـذه الصفحـة

سأنقِـل لَكُنَّ هُـنـا بعضَ القِصص ،

مِـن ..
http://share.muslmah.net/up/11/677/01317019935.gif

وهو كِتـابٌللشيخ ( محمـود المصـري ) _ حفظه اللهُ وشفاه _
مُؤلَّف من مُجلَّـدَيْـن .
ويحوي عـددًا كبيرًا من القِصص المُشوِّقـة للأطفـال ،
والتي تُعلِّمهم القِيَـم والسلوكياتِ الإسلاميـة ، وتحثهم عليها .

والشيخ في الكتاب : يذكُـرُ القِصَّـةَ ، وفي نهايتها يذكُـرُ الدروسَ المُستفادةَ منها .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

سأنقِـلُ لكنَّ حوالي 28 قِصَّـة .
ومَن أرادت المزيـد ، فلترجِع إلى كتاب شيخنا _ حفظه الله .
( حِكايـات عَـمُّـو محمـود ) .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

ولتحكي كُلٌّ مِنكُنَّ هـذه القِصَص لأولادها ، أو لإخوانِها وأخواتِها ، أو لتلاميذها إنْ كانت مُعلِّمةً ، أو لقريباتِها ليحكينها بدورهنّ لأولادهنّ .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

وأسألُ الله جَلَّ وعَلا أن ينفعنا بها ، وأن ينفعَ أطفالَنا ، وأن يجزيَ شيخنا محمـود المصـري خيرَ الجزاء على هـذا الكتاب ؛ الذي يَعتَبِرُهُ _ هو _ مِن أهَمِّ كُتبِه وأنفعِها .

غربة أهل السنّة
2013-03-23, 08:49
( 1 )


.. القِطَّـةُ الرَّحيمـة ..
-----

في يومٍ من الأيام جلس أحـدُ العُلماء مع بعض إخوانه ، وكانوا يتناولون طعامَ الغَـداء ... وفجأةً وجدوا قِطةً جميلةً تقتربُ منهم ، فألقَى العالِمُ لُقمةً للقطة ، فأخذتها ولم تأكلها ، ولكنَّها ذهبت بها بعيدًا حتى غابت عن أعينهم ، ثم عادت مرةً أُخرى .

فأَلقَى لها لُقمةً أُخرى فأخذتها ، وذهبت بها بعيدًا ، ثم عادت مرةً أُخرى .

وفعلت القِطةُ هـذا الأمرَ كثيرًا ... يُلقون إليها الطعامَ ، فتأخذه وتغيب ، ثم تعودُ سريعًا ، فعلِموا أنَّ مِثلَ هـذا الطعام لا يُمكن أنْ تأكلَه وحدَها .

فأَلقَوا إليها لُقمةً ، ثم ساروا وراءَها ، فوجدوا مُفاجأةً عجيبة .
وجدوا أنَّ القِطةَ تأخـذُ هـذا الطعامَ لِقِطَّةٍ أُخرى عمياء تعيشُ خلفَ هـذا البيت ، فتعجَّبوا من هـذا المشهد العجيب .

فقال العالِمُ : إذا كانت هـذه قِطَّةً عمياء قـد سَخَّرَ اللهُ لها هـذه القِطَّةَ ، لتأتيَ إليها بالطعام ، ولم يَحرمها رِزقَها ، فكيف ينساني ولا يرزقني ..؟!!


http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفَـادَة :
-----

1- أنَّ مِن السُّنَّةِ أنْ نجتمعَ على الطعام ، حتى تَحِلَّ البركة ، فطعامُ الاثنين يكفي الأربعـة ، وطعامُ الأربعـة يكفي الثمانية .

2- أنَّ النبيَّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ علَّمنا أنْ نرحمَ الحيوانَ ، وأخبرنا أنَّ الُّلقمةَ التي نضعُها للحيوان لنا بها صدقة ... ولقد أخبر النبيُّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنَّ اللهَ غفر لامرأةٍ سيئةٍ ، لأنَّها سقت كلبًا كان لا يجدُ شَربةَ ماء ، وأخبرَ أنَّ امرأةً أُخرى ستدخلُ النارَ ، لأنَّها حبست قِطة ، فلم تُطعمها ولم تتركها تأكلُ مِن أى مكانٍ آخر .

3- أنَّ الرحمةَ موجودةٌ حتى في عالم الحيوان ... فقد رأينا كيف أنَّ القِطةَ كانت تأخذُ الطعامَ وتُعطيه للقِطةِ العمياء ، حتى تأكلَ وتشبع ، ثم تُفكِّرُ بعد ذلك في طعامها هىَ .

4- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكونَ مُتوكِّلاً على الله ، وأن يكونَ على يقينٍ من أنَّ اللهَ سيرزُقُه ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ الذاريات/22 .

غربة أهل السنّة
2013-03-23, 08:52
( 2 )

.. العِـوَضُ مِن الله ..
-----

كان ياما كان ... كان هناك صَيَّادٌ اسمُه بِلال ، يعيشُ مع زوجته وأولاده في بيتٍ صغير بالقُرب من نهر النيل ... وكان هـذا الصَّيَّادُ فقيرًا ، فكان يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى النهر ليصطاد السَّمك ، ثم يبيعُه في السوق ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده .
وفي يومٍ من الأيام استيقظَ بِلال ، فوجدَ أولادَه يبكون بُكاءًا شديدًا .
فسأل زوجتَه : لماذا يبكون ؟
قالت الزوجةُ : إنَّهم يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، فإنَّهم لم يأكلوا لُقمةً واحدةً من أمس .
فقال بِلال : سأقومُ الآن وأتوكَّلُ على الله ، وأذهبُ لأصطادَ السَّمكَ ثم أبيعَه وأشتري لكم طعامًا .

أحضر بِلال شبكةَ الصَّيد ، وذهبَ إلى النهر ، وقال : بسم الله ، ثم رَمَى الشبكةَ في الماء ... وبعـد فترةٍ قصيرةٍ أخرجَ الشبكةَ فوجدَ بها سمكةً كبيرة . فـرح بِلال بهـذه السمكة الكبيرة ، وذهبَ إلى السوق وباعها في أسرع وقتٍ واشترى طعامًا جميلاً ، وذهبَ إلى بيته مُسرعًا ، ليُطعِمَ زوجتَه وأولادَه .. وبينما هو يسيرُ في الطريق إذْ وجد امرأةً كبيرةً تبكي بُكاءً شديدًا ، فسألها بِلال : لماذا تبكين أيَّتُها ألأُمُّ الفاضلة ؟
قالت : أبكي من شِدَّةِ الجُوع ، فأنا منذ يومين ما أكلتُ لُقمةً واحدةً أنا وأولادي ، ولا أمتلكُ مالاً لأشتريَ به طعامًا لأولادي ... فتأثَّرَ بِلال وقال في نفسه : زوجتي وأولادي يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، وهـذه المرأةُ وأولادُها يبكون أيضًا من شِدَّةِ الجُوع ، فماذا أصنع ؟
وقرَّرَ بِلال أنْ يُعطِيَ الطعامَ كُلَّه لهذه المرأةِ وأولادِها ليأكلوا ، وكان عنده يقينٌ مِن أنَّ اللهَ _ عز وجل _ سيُعوِّضُه خيرًا من ذلك .

أخـذت المرأةُ الطعامَ وهى في قِمَّةِ الفرح والسعادة ، وأخذت تدعوا له ، وانطلق بِلال وهو يُفكِّرُ : ماذا سأقولُ لزوجتي وأولادي ؟!!

وفجأةً سمع بِلال صوتًا يُنادي عليه : يا بِلال ! يا بِلال !
نظر بِلال خلفه ، فوجد رجلاً يُنادي عليه ، فقال للرجل : ماذا تُريد ؟
قال له الرجل : يا بِلال ، إنِّي اقترضتُ من والدك خمسة آلاف دِرهم منذ عشر سنواتٍ ، ثم سافرتُ وتاجرتُ بهـذا المال ، وربحتُ كثيرًا ، ولَمَّا عُدتُ مِن سفري بعـد هـذه السنوات بحثتُ عن والدك ، فعلمتُ أنَّه قـد مات ... فهـذا هو المالُ كُلُّه بين يديك ، وأرجو أن تُسامحني على تأخُّري في سدادي هـذا الدَّيْن .

أخـذ بِلال هـذه الثروةَ وهو لا يُصدِّقُ نفسَه .
فذهب واشترى طعامًا شهيًا لأولاده ، وعاد إليهم ليُطعِمَهم ، ثم تاجَرَ بهـذا المال وأصبحَ غنيًا ، وبنَى بيتًا جميلاً ، وكان بعـد ذلك لا ينسى الفقراء والمساكين واليتامَى أبـدًا .


http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-----

1- أنَّ الرجلَ مسؤولٌ أمام الله عن إطعام زوجتِه وأولاده ... فقد رأينا كيف أنَّ بِلالاً كان يذهبُ ليصطادَ ، ثم يبيع السمك ، ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يقوت )) .

2- أنَّ المُسلمَ إذا أنفق نفقةً فلا بُدَّ أن يكونَ على يقينٍ مِن أنَّ اللهَ سيُعوِّضه خيرًا منها ، وأنَّ هـذه النفقة لا تُنقِصُ المال ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( ثلاثٌ أُقسِم عليهِنّ : ما نقص مالٌ من صدقة )) ... وقـد رأبنا كيف أنَّ بِلالاً لَمَّا أَعطَى الطعامَ للمرأةِ وأولادِها عَوَّضَهُ اللهُ خيرًا مِن ذلك أضعافًا كثيرة .

3- أنَّ الرجلَ كُلَّما وَسَّعَ اللهُ عليه مِن المال وسائر النّعم ، فلا بُدَّ أنْ يُوسِّعَ على زوجتِه وأولادِه ... فها هو بلال بعـد أنْ وَسَّعَ اللهُ عليه بنَى بيتًا جديدًا لزوجتِه وأولاده .

4- أنَّ المسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه فلا بُدَّ أنْ يُعطيَ زكاةَ المال للفقراء واليتامَى والمساكين ولا ينساهم أبدًا حتى يُبارك اللهُ له في ماله وأهلِه وأولاده .

غربة أهل السنّة
2013-03-24, 08:41
( 3 )


.. فُـستـانُ العِـيـد ..

-----


كان ياما كان ... في إحـدى المُدُن الجميلة كانت الطِّفلة ياسمين تعيشُ مع والديها حياةً سعيدة ، وكانت محبوبةً من الجميع .

وكان والِدُها يشتري لها كُلَّ الملابِس والُّلعَب الجميلة .

وفي يـومٍ من الأيام قالت ياسمين لأبيها : يا أبي أريدُ أنْ تشتريَ لي فُستانًا جديدًا للعيد .

فقال والد ياسمين : ولكنْ يا حبيبتي أنتِ عندكِ ملابس كثيرة ، وكلُّها جديدة .

ياسمين : ولكنْ يا أبي أُريدُ فُستانًا ألبسُه لأول مرةٍ في العيد .

فوافق والِدُها ، وقال لها : غـدًا نذهبُ سويًا ، لنشتريَ لكِ فُستانًا جديدًا .

ياسمين : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أحلَى أَب في الدُّنيا .

وفي الصباح خرجت ياسمين مع أبيها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا .

وأمام أحـد محلات بيع الملابس ، وقفت ياسمين تنظرُ إلى الفساتين الجميلة ، لتختارَ أجملَ فُستان ... وبالفِعل اختارت ياسمين فُستانًا جميلاً ، ودخلت المَحل لتسألَ عن سِعـره ، فقال لها البائع : إنَّه بمائةٍ وخمسين جُنيهًا .

فقام والِدُها بدفـع ثمن الفُستان ، وأعطاه لياسمين التي كادت أنْ تطيرَ من الفَـرح ، لحصولها على هـذا الفُستان الجميل .


ولَمَّا خرجت ياسمين من المحل مع أبيها وهيَ تحمِلُ الفُستانَ الجديد ، وإذا بها ترى فتاةً صغيرةً فقيرةً في نفْس سِنِّها تجلِسُ أمام هـذا المَحل تبكي ... فسألَتها ياسمين عن سبب بُكائِها .

فقالت البِنتُ الفقيرة : أنا يتيمةُ الأبِ والأُمِّ ، وأعيشُ مع خالتي لأخدِمها ، وليس عندي فُستانٌ جديدٌ ألبسُه في العيد ، ولا أملِكُ إلَّا عِشرينَ جُنيهًا ، فلَمَّا جِئتُ لأشتريَ فُستانًا جديدًا ، وجدتُ أَرْخَصَ فُستانٍ بمائةِ جُنيه ، فبكيتُ لأنِّي منذُ سنتين لم ألبَس فُستانًا جديدًا .

فدمعَت عينُ ياسمين ، وأعطتها فُستانَها الجديد ، وقالت لها : خُـذي هـذا الفُستان هدِيَّةً من أُختِكِ ياسمين ، وأنا عندي فساتين كثيرة ، سألبَسُ واحـدًا منها في العيد .


فرِحت الفتاةُ اليتيمةُ فـرحًا شديدًا ، وقامت مِن على الأرضِ تُريدُ أنْ تُقبِّلَ يدَ ياسمين ، فسحبت ياسمينُ يدَها قبل أنْ تُقبِّلَها ، وسلَّمت عليها ، وقالت لها : ألف مبروك عليكِ الفُستان الجديـد .


فَـرِح والِدُ ياسمين بابنته فـرحةً لا تكادُ تُوصَف ، وقال لها : جزاكِ اللهُ خيرًا يا ياسمين ؛ لأنَّكِ أدخلتِ الفرحةَ على قلبِ هـذه البنت اليتيمة .


وعادت ياسمين مع والِدِها وهيَ في غاية السعادة ، وهيَ تقول : الحمدُ للهِ أَنِّي أدخلتُ السعادةَ على هـذه البنتِ اليتيمة ... وإنْ شاءَ اللهُ سأَدَّخِـرُ من مصروفي ومن ملابسي ، لأتَصدَّق كُلَّ شهرٍ على بنتٍ يتيمة ، لأكونَ مع النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ في الجنة .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

--------


1- إدخالُ السعادةِ على الأبناء ... فقـد رأينا كيف أنَّ والد ياسمين ذهبَ معها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا على الرغم من أنَّ دُولابَها ملئٌ بالملابس الجميلة .


2- لا ينبغي على البنتِ أنْ تُكلِّفَ والِدَها فوقَ طاقتِه ، فلو أنَّه لا يمتلِكُ مالاً ليشتريَ لها ملابسَ جديدة ، فعليها أنْ تعـذُرَه ، حتى يُوسِّعَ اللهُ عليه فيشتريَ لها ما تُريد .


3- ينبغي على الأبناءِ أنْ يكتفوا بما يكفيهم ، ولا يطلبون المزيـد .


4- الحِرصُ على إدخال السعادةِ على الآخَـرين ... فقـد رأينا كيف أنَّ ياسمين أعطت فُستانَها الجديد لطِفلةٍ يتيمةٍ ، لتُدخِلَ على قلبِها السعادةَ والسرور ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أَحَبُّ الأعمال إلى الله سُرورٌ تُدخلُه على مسلم )) ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أنا وكافِـلُ اليتيم في الجنَّةِ هكـذا )) .


5- ينبغي على الآباءِ أنْ يُشجِّعوا الأبناءَ على فِعل الخيـر ... فقـد رأينا كيف أنَّ والدَ ياسمين فَـرِحَ بها عندما تصدَّقَت بفُستانِها على تلك الفتاةِ اليتيمة ... وكان من المُمكِن أنْ يمنَعَها من ذلك ، وأنْ يغضَبَ عليها .

غربة أهل السنّة
2013-03-24, 08:42
( 4 )

.. دَرْسٌ جَمِيـلٌ في مُـراقبـةِ الله ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك غُلامٌ طيِّبٌ يعيشُ في قريةٍ جميلةٍ على شاطئ البحر ... وهـذا الغُلام اسمُه عبد الله ... وكان عبد الله يشتهرُ بالصِّدق والأمانةِ والكرم والشجاعة ... وكان كُلُّ أهل القريةِ يُحِبُّونَه كثيرًا .
وكان عبد الله يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى شيخ القرية ليحفظ القُرآنَ على يديه .
وكان الشيخُ يُكرِمُ عبد الله ويُقدِّرُه أكثرَ مِن زُملائه ، فغار زُملاؤه ، وقالوا للشيخ : لماذا تُفضِّله دائمًا علينا ؟
فقال الشيخ : سأطلبُ منكم جميعًا شيئًا لتفعلوه ... وستعرفون بعـدها لماذا أُفضِّلُ عبد الله عليكم جميعًا .
فقام الشيخُ ، وأَعطَى كُلَّ تلميذٍ بُرتقالة ، وقال له : أُريـدُ أنْ تأكُلَها في مكانٍ لا يراكَ فيه أحـد ... وسنلتقي غـدًا هُنا لأعـرِفَ مِن كُلِّ واحـدٍ منكم أين أكل البُرتُقالة .
فأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ بُرتقالةً وانصرف .

وفي اليوم التالي ، حضر جميعُ التلاميذ ، فسألهم الشيخ : هل أكلتم البُرتقال ؟
فقال الأول : أكلتُها في الدُّولاب .
وقال الثاني : أكلتُها تحت السرير .
وقال الثالث : أكلتُها فـوق السُّطوح .
وأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ يحكي للشيخ أين أكل البُرتقالة .

إلى أنْ جاءَ الدَّورُ على عبد الله ... فقال له الشيخ : وأنتَ يا عبد الله ، أين أكلتَ البُرتقالة ؟
فأخـرج عبد الله البُرتقالةَ من جيبه ، وقال للشيخ : أنا لم آكُـل البُرتقالةَ يا شيخي .
فقال له الشيخ : ولماذا لم تأكلها يا عبد الله ؟
فقال عبد الله : لأنَّكَ أمرتنا أنْ نأكلَها في مكانٍ لا يرانا فيه أحـد ... فكُلَّما ذهبتُ إلى مكانٍ وأردتُ أنْ آكُلَ البُرتقالةَ علِمتُ أنَّ اللهَ يراني ، فمِن أجلِ ذلك لم آكُل البُرتقالة .
ففرِحَ الشيخُ به فرحًا كبيرًا ، واحتضنه ، وأعطاه مُكافأة ، ثم قال لسائر التلاميذ : ما رأيكُم في عبد الله ؟
فقالوا : لقـد علِمنا أنَّه أفضلُ مِنَّا ، لأنَّه يُراقِبُ اللهَ ويخشاه .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------
1- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يحرِصَ على حِفظ وقـراءة القُرآن ؛ لأنَّ القُرآنَ كلامُ الله ، فمَن أَحَبَّ القُرآنَ أَحَبَّهُ الله .

2- أنَّ المُؤمنَ يعلمُ أنَّ اللهَ يراه ويُراقبُه ... ولذلك فهو يَخشَى اللهَ دائمًا ، ويحرِصُ كُلَّ الحِرصِ على أنْ يبتعـِدَ عن معصيةِ الله .

3- أنَّ الشيخَ لا بُدَّ أنْ يختبِرَ تلاميذَه كُلَّ فترةٍ ، حتى إذا كان يُفضِّلُ أحـدَ التلاميذ يعلمُ زُملاؤه لماذا يُفضِّلُه الشيخ ، فيفعلون مِثلَه .

غربة أهل السنّة
2013-03-24, 16:55
( 5 )

.. دَرْسٌ لـن أنسـاه ..
----------

كان ياما كان ... كان هناك مَلِكٌ يعيشُ في قصرٍ في غايةِ الحُسن والجمال ، ولم يكن له إلَّا ابنةٌ واحـدة ، وكانت من أجمل النساء ، لكنَّها كانت مغرورةً بجمالها ... فقـد تقـدَّم إليها الكثيرُ من الأُمـراء والملوك يُريدون أن يتزوَّجوها ، لكنَّها كانت ترفضُ دائمًا ؛ لأنَّها كانت تقولُ في نفسِها : لا يستحق هـذا الجمال أىُّ رجـل .

وذات مـرةٍ تقـدَّمَ للزواجِ بها أحـدُ الأُمـراء ، واسمُه صالِح ، وكان يعتقدُ أنَّها ستُوافِقُ عليه فـورًا ؛ لأنَّه جميلٌ وشُجاعٌ وكريم .
إلَّا أنَّ الأميرةَ لم ترفض الزواجَ فقط ، بل رفضت حتى رؤيتَه .
غَضِبَ الملِك من ابنتِه الأميرة المغرورة ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من كل الأُمـراء حتى أصبحوا جميعًا أعـداءً له بعـد أنْ كانوا أصدقاءً .
وهنا قَـرَّر الملِك أنْ يُلقِّنَ ابنتَهالمغرورةَ درسًا لن تنساه أبـدًا ... وذلك بأنْ يُزوِّجها من أول رجلٍ فقيرٍ يدخلُ القصر ، ويطلبُ المساعدةَ منه .

وبعـد أيامٍ جاء رجلٌ فقيرٌ يطلبُ المساعـدة ... وكان يبدو عليه الفقرُ الشديد . فنادَى الملِكُ عليه ، وقال له : سأُزوِّجُكَ ابنتي ... ثم نادَى على ابنتِهالمغرورةِ ، وقال لها : لقـد زوَّجتُكِ هـذا الرجلَ الفقير ، فاذهبي معه .

أخـذ الرجلُ الفقيرُ زوجتَه ( ابنة الملِك ) ، وهو لا يُصدِّقُ ما حـدث ، وكان الرجلُ لا يمتلِكُ حِصانًا ولا حتى حِمارًا تركبُه الأميرة ، فأمرها أنْ تمشيَ معه على رِجلَيْها لمسافاتٍ طويلةٍ جـدًا .

ظلَّت الأميرةُ تمشي حتى تعِبَت ... فقال لها زوجُها الفقير : هيَّا أسرعي حتى نصِلَ إلى الكُـوخِ الذي نعيشُ فيه ، فالمسافةُ طويلةٌ جـدًا .

مـرَّت الأميرةُ على غاباتٍ واسعةٍ وكبيرةٍ ، فقالت لزوجِها الفقير : مَن صاحِبُ هـذه الغاباتِ الواسعة ؟
قال زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فشعـرت الأميرةُ بالندم الشديد ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من الأمير صالِح ... فلو أنَّها وافقت لكانت تلك الغاباتُ كُلُّها مِن نصيبِها .

ثم مشت الأميرةُ ساعاتٍ طويلةً ، وتعِبت تعبًا شديدًا ، حتى امتلأت عينُها بالدموع من شدة الألم والتعب ... وأثناءَ سيرها مرَّت على مزارع كبيرة واسعة للقمح والشعير ، فسألت زوجَها الفقير : مَن صاحِبُ تلك المزارع ؟
فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فازدادت الأميرةُ حُزنًا وندمًا ، وقالت لنفسِها : لو كنتُ وافقتُ على الزواج من الأمير صالِح ؛ لكانت تلك المزارع من نصيبي .

واستمرت الأميرةُ في السير بسُرعةٍ وهى تبكي ، مرَّت على مكانٍ كبيرٍ مليءٍ بالخيول والماشية ، فقالت لزوجِها : مَن صاحِبُ هـذه الخيول والماشية ؟
فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فأخـذت الأميرةُ المغرورةُ تبكي من شدة الحُزن والتعب .
فقال لها زوجُها : لا أُريـدُ أنْ تسأليني عن شئٍ بعـد ذلك ، فأنا زوجُكِ الفقير ، ولكنْ لا بُـدَّ أنْ تكوني راضيةً بحياتِنا البسيطة .

وبعـد أربعة أيامٍ وصلا إلى كُـوخٍ صغيرٍ وسط الغابات ، ففتحه الزوجُ ، وقال للأميرة : هـذا هو عُش الزوجيةِ السعيـد ... هيَّا ادخلي . أخـذت الأميرةُ تبكي ندمًا على ما فعلت من رفضها لكل الأمـراء الذين تقدَّموا للزواجِ بها .

قال لها الزوج : هيَّا نظِّفي الكُـوخَ ، وأَعِـدِّي الطعامَ ، واغسلي الملابس ، فقامت وعملت كُلَّ ذلك وهيَ لا تكادُ تُصدِّقُ نفسَها أنَّها ستعيشُ في هـذا المكان بعـد أنْ كانت تعيشُ في القصور .

قام الزوجُ ، وأحضرَ لها بعضَ البضائعَ لتذهبَ وتبيعَها في السوق وتُساعدَه على أعباءِ المعيشة .
فأخـذت الأميرةُ تلك البضائع ، وذهبت لتبيعَها في السوق وهيَ تبكي .

وبينما كانت الأميرةُ جالسةً في السوق لتبيعَ البضائع ، جاءَ فارِسٌ بسُرعةٍ شديدةٍ ، ودخل بحِصانه في تلك البضائع فحطَّمها .
حزِنَت الأميرةُ وعادت إلى زوجِها ؛ لتُخبره بما حـدث .
فقال لها زوجُها : لا تحزني ، فعِنـدي خبرٌ سيُدخِلُ السعادةَ والسرورَ على قلبك .
قالت له الأميرة : ما هـو ؟
قال لها زوجُها : إنَّ بيتَ الأمير يحتاجُ إلى خادِمـة ، فعليكِ أنْ تذهبي للعمل هناك مِن الغَـد .

وذهبت الأميرةُ إلى القصر ؛ لتعمل خادِمـة ... وبينما هيَ واقفةٌ في المطبخ ، وإذا برجلٍ يقتربُ منها وقـد لبِسَ ثِيابًا جميلةً ، فلَمَّا نظرت إليه الأميرةُ تعجِّبَت ، وعرفت أنَّه زوجُها ، فقالت له : ما هـذه الملابس الجميلة التي ترتديها ؟ وما الذي جاء بكَ إلى هنا ؟
فقال لها : أنا زوجُكِ الأمير صالِح ... فأنا الذي تقدَّمتُ لكِ ورفضتِ رؤيتي ... وأنا أيضًا الفارِسُ الذي جاءكِ في السوق وحطَّم كُلَّ البضائع ... وأنا الرجلُ الفقيرُ الذي أخـذكِ من قصر أبيكِ ... فلقـد فعلتُ كُلَّ هـذا بالاتفاق مع أبيكِ ، لتتعلَّمي درسًا نافعًا لكِ في حياتِك .
وبعـد أنْ تعلَّمتِ الدرسَ وأصبحتِ مُتواضعةً ، فها أنا اليومَ أُقيمُ لكِ هـذا الحفل ؛ لنحتفِلَ سويًا بحفل زواجِنا ... وها هو والدُكِ قـد حضر الحفل .

ففرحت الأميرةُ بذلك ، ودخلت لترتديَ فُستانَها الجميل وزِينَتَها الثمينة ، وأصبحت بعـد ذلك مُتواضعةً مع كل الناس بعـد هـذا الدرس الجميل .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif


** الدروسُ المُستفادَة :

----------

1- أنَّ المؤمنَ لا ينبغي أنْ يتكبَّر أبـدًا ؛ لأنَّ الكِبْرَ ليس من صفاتِ المؤمنين ... فاللهُ لا يُحِبُّ المُستكبرين ، بل يُبغِضُهم ويَغضَبُ عليهم ... والمًتكبِّرُ يكونُ بعيـدًا عن النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ يومَ القيامة ، بل إنَّه يُحرَمُ من دخول الجنةِ مع أول الداخلين .

قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر )) .



2- فضلُ التَّواضُع / فالمُتواضِعُ قريبٌ من الله وقريبٌ من الناس .. فاللهُ يُحِبُّ العبـدَ المُتواضِع .. والناسُ يُحِبُّونَ الإنسانَ المُتواضِع .

والتَّواضُع دليلٌ على حُسنِ الخُلُق .. وهو مِن أسبابِ دخول الجنَّةِ والقُربِ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .



3- أنَّ العبـدَ إذا علِمَ أنَّه مُخطِئٌ ، فيجبُ عليه أنْ يتوبَ ويتركَ هـذا الخطأ ، ويُصلِحَ من نفسِه ... فهـذه الأميرةُ المغرورة لَمَّا علِمَت أنَّها أخطأت تابت وأصبحت مُتواضعة .

غربة أهل السنّة
2013-03-24, 17:03
( 6 )



.. غلطَـةُ العُـمـر ..
---------

كان ياما كان ... في أحـد الأسواق الكبيرةِ المليئةِ بالمحلاّت الكثيرة ، كان سامي يمشي في هـذه السوق مع والدِه ...
وفجأةً سَمِعَ سامي صوتًا يصدُرُ مِن خلفهِ مُباشرةً ويقـول : لقـد أخطأتُ في الحِساب ... لقـد أخطأتُ في الحِساب .
التفتَ سامي خلفه ، فوجتد شيخًا كبيرًا يرتدي ملابسَ قديمة ، يطلبُ بعضَ النقودَ من والدِ سامي ، فأعطاه الأبُ قليلاً من النقود .
ثم مشى الشيخُ الكبيرُ وهو يقول : أخطأتُ في الحِساب .

وفي البيت ظلَّ سامي يتساءل : تُرَى ما الذي يقصِده الرجلُ العَجوزُ بكلمةِ أخطأتُ في الحِساب ؟
وهنا ذهب سامي إلى والدِه ، وقال له : هل تتذكَّـرُ يا أبي الشيخَ الكبيرَ الذي قابلناهُ في السوق ؟
قال الأبُ : نعم أتذكَّرُه يا سامي .
قال سامي : لقـد سمعتُه يا أبي يقول أخطأتُ في الحِساب ... ما معنى هـذه العِبارة التي يُكرِّرُها دائمًا يا أبي ؟
قال الأبُ : سوف أحكي لكَ حِكايةَ هـذا الشيخ يا سامي ... فقـد سمعتُها من أبي من قبل .
مُنذُ فترةٍ طويلةٍ وسِنينَ بعيـدةٍ وصل إلى مدينتنا هـذه شابٌّ في العِشرين من العُمر قادِمٌ من بلدٍ بعيـد ... جاء كيْ يعملَ ويكسبَ الرِّزق .
ظلَّ الشَّابُّ يعملُ دون ملل ليلاً ونهارًا ... ومرَّت السنوات فأصبح هـذا الشَّاب من أغنَى الأغنياء ... وأصبح عنده تجارةٌ خاصةٌ به مِمَّا دفعه للعمل أكثر وأكثر ، نتيجةً لاجتهاده .
ومرَّت السنوات وكَبر الشاب ، وأصبح في الخمسين من عُمره ، وتوسَّعت أعمالُه في شَتَّى البِلاد ...
وفي أحـد الأيام ، بينما كان الرجلُ جالِسًا في قصره ... أخـذ يقولُ لنفسِه : لقـد قضيتُ عُمري في جمع المال ... ولم أُفكِّـر في الزواج ، وليس عندي أبناءٌ يرثون هـذه الأمـوال ... تُرَى لِمَن أترُكُ هـذه النقود الكثيرة ؟
ثم قرَّرَ أنْ يتوقَّفَ عن عن مُمارسةِ أعمالِه ، وقال : بما أَنَّني لن أعيشَ أكثرَ من ثمانين سنةً ، لذا سوف أُنفِق هـذه الأموالَ على نفسي .
ظلَّ الرجلُ يُنفِقُ من أموالِه ، وبعـد عشر سنواتٍ نفِـدَت كُلُّ أموالِه ، فبدأ في بيع أملاكِهِ من محلاّت وبضائع .. وبدأ يصِرفُ ثمنَها على نفسِه ، حتى بلغ السبعين .
ولم يبقَ لديه سِوَى قصرِه فقط ، فقرَّرَ أن يبيعَ قصرَه الجميل ، ليعيشَ بثمنِه حتى يبلُغَ الثمانين .
وانقضت عشرُ سنواتٍ أُخرى ، فَقَـدَ فيها الرجلُ كُلَّ أموالِه ، إلَّا أنَّه لم يمُت ، بل ظلَّ على قيـد الحياة ... ولم يعُـد يَقْوَى على العمل .
وهكـذا عاش السنوات التالية على مُساعداتٍ من الأصدقاءِ والمعارِف ، إلَّا أنَّ هؤلاءِ ماتوا أيضًا ، ولم يبقَ منهم أحـد .
وهكـذا بلغ الرجلُ التسعين ، ولم يبقَ سِوَى أنْ يأخُـذَ من الآخرين .
وإلى الآن فقـد بلغ المائةَ ولم يمُت ، فبدأ يمشي في الأسواق وهو يُردِّد هـذه العِبارة : أخطأتُ في الحِساب ...

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المُسلمَ يجبُ عليه أن يكونَ مُتوازنًا في حياتِه .
فلا يجعل حياتَه كُلَّها لجمع الأموال ، ولا يجعل حياتَه كُلَّها للجلوس في المساجِد ، ويعيش بلا عمل ، وينتظر مَن يتصدَّق عليه .
بل يجبُ عليه أنْ يجعلَ وقتًا للعمل ، وآخَر للعِبادة ، وآخَر للاهتمامِ بوالديه ، ثم بشؤون البيتِ والزوجةِ والأولاد ... وأن يجعلَ وقتًا لأهلِه وأقاربِه ... إلى غير ذلك ... فيكونُ بذلك قـد أَعطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حقَّه .
فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ كان يعملُ ليلَ نهار ، حتى أنَّه لم يتزوَّج ، ولم يُنجِب أطفالاً يملؤون عليه حياتَه بالفرحةِ والسعادةِ ، فلَمَّا كبر سِنُّه أراد أنْ يستمتِعَ بهـذا المال ، ونسيَ أنَّه مخلوقٌ من أجل عِبادةِ اللهِ ( جلَّ وعلا ) .
فقـد قال اللهُ تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ، فضاع مالُه ، وضاعت حياتُه ، وعاش بقيةَ عُمره يطلبُ من الناس صدقاتِ أموالِهم .

2- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكون مُتوازنًا في إنفاق مالِه ... فلا يكونُ بخيلاً ولا يكونُ مُسرفًا ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجل كان مُسرفًا ، فأنفقَ مالَه كُلَّه ، وعاش بعـد ذلك على الصدقات .

أم أمين2007
2013-03-24, 21:32
جازاك الله كل خير
فعلا المحتوى رائع
ساحاول البحث عن الكتاب لاطفالي( ولي ايضا) فانا احب ان المس الكتاب حين قراءته
بوركت اخية

محمود العمري
2013-03-24, 22:21
http://www.rjeem.com/uploadcenter/uploads/11-2012/PIC-163-1352965899.gif

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:23
جازاك الله كل خير
فعلا المحتوى رائع
ساحاول البحث عن الكتاب لاطفالي( ولي ايضا) فانا احب ان المس الكتاب حين قراءته
بوركت اخية

شكرا لك أختي ام أنس و جزاك الله بالمثل
فعلا كتاب نافع لكن للأسف الشّديد لم أجد إهتمام الأمهات بهذا الموضوع
لعلّ زمن البراءة قد ولّى
فإن اطفالنا حاليّا باتوا يفضّلون المسلسلات التركية ربّما
و الله المستعان

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:26
http://www.rjeem.com/uploadcenter/uploads/11-2012/pic-163-1352965899.gif
و فيكم بارك الله
شكرا

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:29
( 7 )
.. كما تـزرَع تحصُـد ..
------------

كان ياما كان ... كان هناك عبـدٌ يعملُ في مزرعةِ سَيِّدِه الذي يملكُه ... وكان هـذا العبـدُ عابِدًا لا يتركُ الصلاةَ ولا قـراءة القُـرآن ... وكان سيِّدُه لا يُصلِّي ولا يقـرأ القُـرآن ، بل كان مشغولاً بجمع المال .
وفي يومٍ من الأيام أراد صاحِبُ المزرعةِ أنْ يُسافِـرَ سفرًا طويلاً ، فقال لهـذا العبد : أُريدُكَ أنْ تزرعَ الأرضَ كُلَّها قمحًا .
فقال له هـذا العبـد : سأفعـلُ يا سيِّدي .

وسافـر الرجلُ سفرًا طويلاً ، وعاد في وقتِ الحصاد ، فوجـد المُفاجأة ، وجـد أنَّ العبـدَ قـد زرعَ الأرضَ شعيرًا بدلاً من أن يزرعها قمحًا .
فقال له سيِّده : لقـد أمرتُكَ أن تزرعَ الأرضَ قمحًا ، فلماذا زرعتَها شعيرًا ؟
فقال له هـذا العبـد : لقـد زرعتُها شعيرًا ، ورجوتُ أنْ يُخرِجَ الشعيرُ قمحًا .
فقال له سيِّدُه : يا أحمق ! ... أترجو من الشعير أنْ يُنتِجَ قمحًا ؟!
فقال له : وأنتَ يا سيِّدي ، أتتركُ الصلاةَ وتعصي الإله ، وترجو رحمتَه وجنَّتَه ؟!
ففهِم سيِّدُه هـذا الدرسَ جيدًا ، وقال : لقـد تعلَّمتُ منكَ درسًا لن أنساه ... ومن الآن سأُصلِّي وأعبدُ اللهَ ، ولن تشغلني الدنيا عن طاعةِ الله ( جلَّ وعلا ) بعـد اليوم ...
فاذهب فأنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يأمُرَ بالمعروفِ ، ويَنهَى عن المُنكَر ، ولكنْ بكُلِّ أدبٍ ورحمةٍ وذكاء .

2- أنَّ المُسلمَ إذا تبيَّنَ له أنَّه مُخطِئٌ ، فعليه أنْ يعترفَ بخطئِهِ ، وأنْ يُصلِحَ من نفسِه ... فليس من العيب أنْ يُخطِئَ المُسلمُ ، ولكنَّ العيبَ أنْ يستمرَ في خطئه .

3- علينا أنْ نُكافِئَ مَن يدُلُّنا على الخيرِ ، ولو بكلمةٍ طيبةٍ ... فقـد رأينا كيف أنَّ صاحِبَ المزرعةِ كافأ هـذا العبـدَ بأنْ أعتقَه ، وقال له : أنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله ... وذلك لأنَّه كان سببَ توبتِه وعودتِه إلى اللهِ ( جلَّ وعلا ) .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:30
( 8 )


.. لا تَحْسَبُوهُ شَرًا لَكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم ..
-------------

على شاطئِ بحـرٍ جميل ... كان هناك ثلاثةُ إخوة يمتلكون سفينةً صغيرةً تنقِلُ المُسافرين .
وفي يومٍ من الأيام ، كانت هـذه السفينةُ واقفةً على شاطئ البحـر ، تستعِـدُّ لنقل المُسافرين .
وكان أصحابُ السفينةِ ينتظرون حتى تمتلئَ السفينة ، وأثناءَ ذلك رأوا شيخًا كبيرًا يقِفُ بالقُربِ من السفينةِ ، ويحملُ في يده حقيبة ... لكنَّه لم يركب .
اقترب أحـدُ الإخوةِ من الشيخِ ، وقال له : لماذا لم تركب السفينةَ معنا ، فنحنُ سوف نتحرَّك الآن ؟
قال الشيخ الكبير : ليس معي نقودٌ الآن ... وقـد كنتُ دائمًا أُسافِـرُ مع أبيكم ، وأُعطيه النقودَ بعدما أعـودُ من السفر .
قال أحـد الإخـوة : مرحبًا بكَ ، ستُسافِـرُ معنا ، ولن نأخـذ منكَ شيئًا .
فـرح الشيخُ الكبيرُ وركِبَ السفينة ... وبـدأت السفينةُ تتحرَّكُ داخل البحـر ... وجلس الشيخُ الكبيرُ في السفينةِ يصنعُ صُندوقًا صغيرًا ... فأخـرجَ بعضَ الأخشاب من حقيبته ، وراح يَـدُقُّ بالشاكوش ...
وفجأةً سقط الشاكوشُ من يده على ظهر السفينةِ ، فأحـدثَ ثُقبًا فيها ..

وبـدأ الماءُ يدخلُ من الثُّقب إلى السفينة .. وأخـذ الشيخُ الكبيرُ يُحاولُ أنْ يمنعَ دخولَ الماءِ ، لكنَّه لم يستطِع .

ورأى رُكَّابُ السفينةِ الماءَ يتسرَّبُ إلى السفينة ، فصاحـوا : النجـدة ... النجـدة ..
وحاول جميعُ الرُّكَّاب أنْ يَسُدُّوا الثُّقبَ ، لكنَّهم لم يستطيعوا ... واستمر الماءُ في التَّسَرُّبِ أكثر وأكثر .

قال الرُّكَّابُ للشيخ الكبير : أنتَ السبب .. سنغرقُ كُلُّنا بسببك .
وأثناءَ ذلك شاهـد الرُّكَّابُ مجموعةً من السُّفُنِ تقترِبُ منهم ..
وبسُرعةٍ بـدأ الرُّكَّابُ يُشيرون بأيديهم ، ويطلبون النجـدة ..

وكانت هـذه السُّفُن يمتلِكُها جماعةٌ من اللصوص ، وكانوا يسرقون السُّفُن الجيدة .. فاقترب اللصوصُ من السفينةِ ، وعندما رأوا الماءَ في قاع السفينة قالوا : هـذه سفينةٌ قديمةٌ ستغرق ، ولن نستفيد منها ، ثم ذهبوا وتركوا السفينة .. فَـرح رُكَّابَ السفينةِ لأنَّهم نجوا من اللصوص الأشرار .

قال الشيخُ الكبير : علينا أنْ نُخرِجَ الماءَ من السفينةِ بسُرعة .

وبينما كان الرُّكَّابُ مشغولين بإخراج الماءِ ، رأوا طائرًا كبيرًا يطيرُ في السماء، ويُمسِكُ بمنقاره لِفافةً كبيرةً من القُماش .. وحوله طيورٌ تُهاجمه ، وتُحاولُ خَطف الِّلفافة .. وفجأةً سقطت لِفافة القُماش على السفينة .. فأسرع أحـدُ الرُّكَّابِ وأمسكَ لِفافة القُماش .. وقال : إنَّ هـذا القُماش أفضل ما يَسُدُّ ثُقبَ السفينة .
وبالفِعل تمَّ سَـد الثُّقب .. وتوقَّفَ تَسَرُّبُ الماء .

قال الشيخُ الكبيرُ : لقـد استجابَ اللهُ لِدُعاءِنا .. لذلك يجبُ على كُلِّ مَن معه نقودٌ أنْ يتبرَّعَ ببعضِ المال ليُنفِقَ في أعمال الخيرِ حمدًا لله .

جمع الرُّكَّابُ عشرة دنانير ، وقـرَّروا توزيعَها على الفُقراءِ والمساكين .

وعندما توقَّفت السفينةُ على الشاطئ ، نزل الرُّكَّاب ... فرأوا امرأةً تبكي بشِدَّة ، فقال الشيخُ الكبيرُ للمرأة : لماذا تبكين هكـذا ؟

قالت المرأة : كان معي قِطعةٌ كبيرةٌ من القُماش ، كنتُ سأُخيطها ثم أبيعُها في السوق .
وبينما كنتُ أشربُ من هـذا البِئر ، جاء طائرٌ وخَطَفَ قِطعةَ القُماش ، وطار بعيـدًا .

فقال لها الشيخُ الكبير : كم ثَمَن قِطعة القُماش ؟

قالت المرأة : ثَمَنُها دينارٌ كُنَّا سنعيشُ به طوال الأسبوع أنا وأبنائي الصغار .

رجع الشيخُ الكبيرُ إلى الرُّكَّابِ ، وحَكَى لهم قِصة المرأة .

فقال أحـدُ الرجال : إنَّ قِطعةَ القُماش هيَ التي جعلها اللهُ سببًا في إنقاذِنا من الغـرق .

وقال رجلٌ آخـر : إذًا علينا أنْ نُعطيها النقودَ التي جمعناها .

وأعطى أصحابُ السفينةِ الدنانيرَ العشرةَ للمرأة .

ففرحتُ المرأةُ كثيرًا ، وحمـدت اللهَ تعالى .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّه ينبغي على كُلِّ مسلمٍ أنْ يحرصَ على فِعل الخير ... فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ وافقوا على ركوب هـذا الشيخ الكبير بلا مُقابِلٍ ماديّ .. حِرصًا منهم على فِعل الخير .

2- أنَّ التعاونَ يجلبُ الخيرَ للأُمَّة .. فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ تعاونوا من أجل المُحافظةِ على السفينةِ من الغرق ، فكان ذلك سببَ نجاتِهم _ بإذن الله _ .

3- قـد يحدث للإنسان ابتلاءٌ ويَظُن أنَّه هو عينُ الشَّر ، ثم يتَّضِحُ له بعـد ذلك أنَّ هـذا الابتلاءَ هو عينُ الخير .

فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ كانوا يَظُنُّونَ أنَّ الثُّقبَ الذي حدثَ في السفينةِ هو عين الشَّر ، وأنَّه سيكونُ سببَ غرق السفينة ، وإذا به يكونُ سببًا في نجاتِهم من اللصوص .

4- الحِرصُ على الإحسان إلى الفُقراء ، وتفريج هموم المُسلمين .
فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ أحسنوا إلى هـذه المرأةِ التي جعلها اللهُ سببًا في نجاتِهم بغير قصدٍ منها .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:31
( 9 )




.. ثَمَـرةُ الإيثـار ..

-------------



كان ياما كان ... في سالِفِ الزمان ... كان هناك ثلاثةٌ من الأصدقاء ، وهم : أحمـد ومحمـود وسلمان ... وكانوا يعيشون في قريةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار الجميلة ... وكان سُكَّانُ هـذه القرية طيِّبين ، يُحِبُّ بعضُهم بعضًا حُبًا شديدًا .



وفي يومٍ من الأيام قالت زوجة أحمـد له : يا زوجيَ الحبيب ، أنتَ تعلمُ أنَّ العيدَ قـد اقترب ، وليس عندنا ملابس جديدة لأولادِنا ، فنُريدُ مالاً لنشتريَ به ملابسَ أولادِنا .



قال لها زوجُها أحمـد ، وقـد امتلأ قلبُه حُزنًا وأسفًا : ليس معي مالٌ لأشتريَ به ملابسَ جديدة لأولادِنا ، لكنْ انتظري فسوف أذهبُ لصديقي سلمان لأقترضَ منه بعضَ المال .



ذهب أحمـد إلى صديقهِ سلمان ، وحكى له ما دار بينه وبين زوجتِه ، وأخبره أنَّه يُريدُ أنْ يقترضَ منه بعضَ المال .



فرحَّبَ سلمان ، وفرح بذلك ، ودخل غُرفتَه وأخرج له كيسًا فيه ألفُ دِرهم . أخـذ أحمـد الكِيسَ وهو في قِمَّة السعادة ، وشَكَرَ صديقَه سلمان على حُسن صَنيعه وإحسانِه ... وفي الطريق قابَل أحمـد صديقَه محمـود ، فقال له : كيف حالُكَ يا محمـود ؟



فقال له محمـود ، وقـد ظهر الحُزنُ على وجهه : الحمدُ لله بخيـر .



فقال له أحمـد : أشعرُ أنَّكَ مهمومٌ وحزينٌ يا محمـود .



قال له محمـود : نعم يا صديقي ... مشكلةٌ وأحتاجُ لبعض المال .



فأخرج أحمـد كيسَ النقود الذي أخذه من سلمان ، وأعطاه لمحمـود ، وقال له : خُـذ يا صديقي هـذا المال ، فأنا لا أُريـدُ أنْ أراكَ حزينًا .



وعاد أحمـد إلى زوجتِه ، فقالت له : هل أحضرتَ المالَ يا أحمـد ؟



فأخبرها أحمـد بما حـدث ، فابتسمت زوجتُه وقالت له : بارك اللهُ فيكَ ، فأنا سعيدةٌ لأنَّكَ فرَّجتَ هَمَّ أخيكَ المُسلم .



وبعـد ساعةٍ سَمِعَ أحمـد صوتًا يطرقُ على بابِ البيت ، فأسرع وفتح البابَ ، فوجـد صديقَه سلمان ، فسلَّمَ عليه ورحَّبَ به ، وأدخله البيت ، فقال له سلمان : أين المالُ الذي أخذتَه مِنِّي يا أحمـد ؟



فقال له أحمـد : لقـد أعطيتُه لصديقِنا محمـود ، لأنَّه كان في حاجةٍ إليه ، فضَحِكَ سلمانُ من أعماق قلبه .



فتعجَّبَ أحمـد ، وقال له : لماذا تضحك يا سلمان ؟



قال له سلمان : لقـد كنتُ في أزمةٍ شديدةٍ ، فطلبتُ هـذا المالَ من محمـود ، فأعطاني هـذا الكِيس ، فجِئتَ أنتَ وطلبتَ مِنٍّي مالاً ، فأعطيتُكَ الكِيسَ مع شِدَّةِ احتياجي له ، ثم أعطيتَه أنتَ لمحمـود ، وفضَّلتَه على نفسِك مع شِدَّة احتياجِكَ لهـذا المال ، وإذا بمحمـود يُفضِّلُني على نفسِه ويُرسلُ المالَ بعدما أخذّه منك ، فضَحِكَ أحمـد وسلمان ... ثم قال له سلمان : هيَّا بنا نذهب إلى محمـود ، ونقسم هـذا المالَ بيننا جميعًا ، عسى أنْ يُباركَ اللهُ لنا في هـذا المال .



وعلِمَ حاكمُ القريةِ بقِصَّةِ الأصدقاءِ الثلاثة : أحمـد ومحمـود وسلمان ، فقال الحاكم لكبير الحُرَّاس : اذهب وأَحضِر هؤلاءِ الثلاثة .



فذهب كبيرُالحُرَّاس ، وأخبرهم بأنَّ حاكمَ القريةِ يُريدهم ، فخافوا وقالوا : نحنُ لم نفعل أىَّ شئٍ ، فماذا يُريدُ مِنَّا حاكِمُ القرية ؟



قال كبيرُ الحُرَّاس : لا أدري ، ولكنَّه يُريدكم الآن .



ذهب الأصدقاءُ الثلاثةُ مع كبير الحُرَّاس إلى الحاكم ، وعندما وصلوا إلى القصر أمر الحاكمُ بإدخالِهم على الفور .



قال لهم الحاكِم : لقـد علِمتُ بما فعلتم ، وسعـدتُ جـدًا لهـذا الإيثار الذي كان بينكم ، ولذا سأُقَـدِّمُ لِكُلِّ واحـدٍ منكم مُكافأةً يبلُغُ قَـدْرُها عشرة آلاف دِرهم جزاءً على ما فعلتموه ... بل وسأُعطي زوجةَ أحمـد أيضًا مُكافأةً لأنَّها لم تشعر بالحُزن عندما أعطى المالَ لصديقهِمحمـود .



ففـرِحَ الأصدقاءُ الثلاثة بهـذه المُكافأة ... وفَـرِحَت زوجة أحمـد أيضًا ، وعلِموا أنَّ هـذا جزاء الإيثار ومَحبَّة الآخرين .



(( واللهُ في عَـونِ العبـدِ ما كان العبـدُ في عـون أخيـه )) .



http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------



1- أنَّ الحُبَّ في الله من أعظم النّعم ، ولذا يجبُ أنْ يُحِبَّ المُسلمُ إخوانَه المُسلمين ، وأنْ يتعاونَ معهم على البِرِّ والتَّقوى .



2- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يَحرِصَ على إدخال السعادةِ والفرحةِ على قلبِ إخوانِه المُسلمين .



3- أنَّ ثمرةَ الإيثار عظيمة ... فعندما آثَرَ كُلُّ واحـدٍ منهم أخاه ، أكرمهم اللهُ بمُكافأةِ حاكم القريةِ ، مع ما يدَّخره لهم من الأجـر والثوابِ في الآخـرة .



- والإيثارُ أنْ تُعطِيَ لإخوانِكَ ما في يـدِكَ مع أنَّكَ مُحتاجٌ إليه .

﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:34
( 10 )

.. قِصَّـةُ الصُّنـدوق العجيب ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ عَطَّار في مدينةِ بغـداد .

جاءه رجلٌ فقير ، فدفع إليه عشرة دراهم ، واشترى منه بعضَ أنواع العِطارة التي تحتاجُ إليها المرأةُ عند الوِلادة .

ولَمَّا أراد هـذا الرجلُ الفقيرُ أنْ ينصرِفَ سقطت منه العِطارةُ التي اشتراها على الأرض ، واختلطت بالتُّراب .

فوقف الرجلُ يبكي بُكاءً شديدًا ، وهو يقول : واللهِ لقـد كنتُ منذُ ثلاث سنواتٍ في قافلةٍ ، وكان معي صُندوقٌ فيه أربعة آلاف دينار ، ومعها فصوص وجواهر قيمتُها أربعة آلاف دينار ، فضاع الصندوق ولم أحزن على ضياعه مِثل حُزني الآن على ضياع هـذه العِطارة ؛ لأنَّ زوجتي ولدت لي الليلةَ ولدًا ، وكانت في أشدِّ الحاجة لهـذه العِطارة ، وليس عندي دِرهمٌ واحدٌ لأشتريَ لها غيرها ، فماذا أصنع ؟

فحدثت في تلك اللحظة أكبر مُفاجأة !!!

كان هناك رجلٌ يجلس قريبًا من محل العِطارة ، وسمع هـذا الكلام ، فنادى على هـذا الرجل الفقير ، وقال له : أُريدُ أنْ أتكلَّمَ معكَ أيها الرجل ، فدخلوا جميعًا بيتَ هـذا الرجل ، فقال له : أُريدُكَ أنْ تحكيَ حِكايةَ الصُّندوق مرةً أخرى .

فحكَى له حِكاية الصُّندوق لَمَّا ضاع منه في القافلة .

فقال له الرجل : أُريدُكَ أنْ تصفَ لي هـذا الصُّندوق .

فوصفَ له لونَ الصُّندوق وشكلَه ، وعَـدَّد الأموالَ التي بداخله ، ولونَ المُجوهرات وأنواعها ... فكانت كما وصفها تمامًا .

فقام الرجلُ ودخل غُرفتَه ، وأخرج له الصُّندوق ، وقال له : أهـذا هو الصُّندوق ؟

قال : نعم ، هو بعينه !!!

فأعطاه الرجلُ صُندوقَه ، وفيه الأموال والمُجوهرات كما هيَ ... وبدلاً من بُكائه على ضياع العِطارة التي كانت بعشرة دراهم ، فها هو الآن قـد عاد إليه مالُه الذي فقده منذ ثلاث سنوات ، وأصبح غنيًا مرةً أخرى .

تعجِّبَ الناسُ من موقفِ هـذا الرجل الذي أعطاه الصُّندوقَ ، وسألوه عن قِصة الصُّندوق .

فأخبرهم أنَّه كان من جنود الحِراسةِ في هـذه البِلاد ...

وفي يومٍ من الأيام وجـد رجلاً يحملُ هـذا الصُّندوق ، فلَمَّا اقترب منه فزِع الرجلُ وترك الصُّندوق .

قال : فعلمتُ أنَّه لِصّ ، ولمَّا رآني ترك الصُّندوق .

فأخذتُ الصُّندوقَ ، وسألتُ كثيرًا عن صاحبه ، ولم أستطِع الوصولَ إليه ، وتوجَّهتُ إلى الله بالدعاءِ أنْ يُيَسِّرَ لي توصيلَ هـذا الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت ... وها هيَ اللحظةُ التي أكرمني اللهُ فيها بإيصال الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت .

والعجيبُ : أنَّ هـذا الرجلَ مات بعـد إيصال الصُّندوق لصاحبِه بشهرٍ واحـد .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif


** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المسلمَ لا يحزن إذا أصابه مكروه ... فقـد يكونُ هـذا الابتلاءُ نعمةً عظيمةً ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ لَمَّا سقطت منه العِطارة وبكَى ، وسمِع الناسُ قِصتَه ، كان ذلك سببًا في عودةِ أموالِه إليه .

2- أنَّ المسلمَ ينبغي أنْ يكونَ حريصًا على رَدِّ الحقوق والأماناتِ لأصحابِها ، ولو مَرَّ عليها سنواتٌ طويلة .

3- أنَّ اللهَ ( عزَّ وجلّ ) قـد يُبدِّلُ حالَ الإنسان في لحظةٍ واحـدةٍ من حالٍ إلى حال ... من فقرٍ إلى غِنَى ... من مرضٍ إلى صِحَّة ... من ذُلٍّ إلى عِزَّة ... من هَمٍّ وضِيقٍ إلى سُرورٍ وسعادة .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 08:36
يتبع إن شاء الله

القدس لنا.
2013-03-25, 09:01
جزاك الله خيرا واحسو اليك أنا في حاجة اليهم فابنتي تحب ان اروي لها كل ليلة قصة جديدة وصعب عليا ذلك قليلاً ،وسؤالي هل يوجد الكتاب في النت او في المكتبات فأنا اعشق المطالعة في الكتب وليس النت اما ابني صاحب ال12 سنة فقد افسدته التكنلوجيا بالعابها رغم محولاتي معه في رواية القصص الهادفة منذ الصغر

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:30
جزاك الله خيرا واحسو اليك أنا في حاجة اليهم فابنتي تحب ان اروي لها كل ليلة قصة جديدة وصعب عليا ذلك قليلاً ،وسؤالي هل يوجد الكتاب في النت او في المكتبات فأنا اعشق المطالعة في الكتب وليس النت اما ابني صاحب ال12 سنة فقد افسدته التكنلوجيا بالعابها رغم محولاتي معه في رواية القصص الهادفة منذ الصغر
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

و جزاك الله خيرا و بارك الله فيك تشرذفت بمرورك
جميل أن إبنتك تحب القصص فهذا من علامة الذّكاء لدى الأطفال
أما بالنّسبة للكتاب فأنا وجدته في إحدى المنتديات فاحببت نقله
و لست أدري إذا كان موجودا في المكتبات و لكن هناك كتب لقصص الانبياء للاطفال الصغار

أسأل الله أن يحفظ أبناءك و أن يبعد عنهم السّوء

آمين

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:41
( 11 )


.. حِكايـةُ بائـع الَّلبن ..
-----------

كان ياما كان ... كان في إحدى القُرى الجميلة شابٌّ اسمُه كمال ، وكان يبيعُ الَّلبن لأهل القرية ، فكان يأتي باللبن من عند أصحابِ الماشية في هـذه القريةِ الجميلة ، ثم يأخذ اللبن ويبيعه في المدينةِ المُجاورة لقريته .

ظَلَّ كمال يبيعُ اللبن لسنواتٍ طويلةٍ ، حتى أَحَسَّ بالتَّعَب ، فقرَّرَ أنْ يُحضِرَ غُلامًا ؛ ليُساعده في العمل .

لَمَّا جاءه الغًلام ، قال له كمال : اذهب إلى بيتِ فُلانٍ وفُلانٍ وفُلان ، وأَحضِر اللبن من عندهم ، ثم عليكَ أنْ تُحضِرَ اللبن هنا قبل أنْ تذهبَ لتوزيعِه في المدينة .

ذهب الغُلام ، وجَمَعَ اللبن ، وعاد إلى كمال ... فأخـذ كمال يَغش اللبن بالماء .

فقال له الغُلام : هـذا حرامٌ ولا يجوز ، وسيُعاقبُكَ اللهُ على ذلك .

فقال له كمال : لا أُريدُ أنْ أسمعَ منكَ هـذا الكلام ... فأنا صاحِبُ اللبن ، وسأفعلُ فيه ما أشاء .

فقال له الغُلام : سأُخبِرُ الناسَ بذلك .

فقال له كمال : لن يُصدِّقكَ أحـد .

ذهب الغُلامُ باللبن إلى المدينةِ ليبيعَه لِسُكَّان المدينة ، فوقف يُنادي : مَن يشتري اللبنَ المغشوش ؟ ... مَن يشتري اللبن المغشوش ؟

فتعجَّبَ الناسُ من هـذا الكلام ، وقالوا : هل هـذا اللبن مغشوش ؟

قال الغُلام : نعم .. إنَّه مغشوش ... فقـد رأيتُ بعيني كمال صاحِب اللبن وهو يَغُشُّه بالماء .

فقال الناس : واللهِ لن نشتريَ هـذا اللبنَ المغشوش .

وعندما علِمَ كمال بما فعله الغُلام ، أخـذ يضربه ضربًا شديدًا ، فاجتمع الناسُ لإنقاذ الغُلام من يد كمال ، وذهبوا جميعًا إلى قِسم الشُّرطة .

فأخـذ ضابطُ الشُّرطة بائعَ اللبن ( كمال ) والغُلام ، وذهب بهما إلى مأمور القِسم .

فقال المأمور للغُلام : كيف عرفتَ أنَّ هـذا اللبنَ مغشوش ؟

قال الغُلام : واللهِ لقـد رأيتُ صاحِبَه وهو يَغُشُّه بالماءِ أمام عيني ، وقُلتُ له : هـذا حـرامٌ ولا يجـوز ، وسيُعاقبُكَ اللهُ على ذلك ، لكنَّه لم يستمع لنصيحتي ... فقلتُ له : سأُخبرُ الناسَ بأنَّ اللبنَ مغشوش .. فقال لي : لن يُصدِّقكَ أحـد .

فأخـذ المأمورُ كوبًا من اللبن ، فشرِبَ منه ، فعرفَ أنَّه مغشوشٌ بالماء ... وبعـد التحقيقات اعترف صاحِبُ اللبن ( كمال ) بأنَّه قـد غَشَّ اللبن ، فأمر المأمورُ بسَجنه ، وبتوقيع أَشدِّ العقوبةِ عليه .
وطلب من الغُلام أنْ يعملَ عنده في البيتِ جزاءَ صِدقه وأمانتِه .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------
1- أنَّ الغِشَّ حـرام ... فقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن غَشَّنا فليس مِنَّا )) ، وأنَّ اللهَ لن يُبارِكَ للغَشَّاشِ في مالِه ، بل وسيفضحه بين الناس ليعلموا حقيقتَه .

2- أنَّ المُؤمِنَ لا بُدَّ أنْ يَنصحَ كُلَّ مَن يَغُشُّ الناسَ أو يَخدعهم ؛ حتى يتوبَ إلى اللهِ وينتهيَ عن الغِش والخِداع .

3- أنَّه لا بُدَّ أنْ نُكافئَ الإنسانَ الأمينَ على أمانتِه ، وأنْ نُعاقِبَ كُلَّ مَن يَغُش أو يَخدع ؛ حتى تنتشرَ الأمانةُ في المجتمع ، وينتهيَ الغِشُّ والخِداع .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:42
( 12 )

.. لا تغضَب ..
-----

على ضِفافِ أحـد الأنهارِ في إحـدى المُدن الجميلة ، كان يسكُنُ هناك طِفلٌ سريعُ الغضب اسمُه ماجـد ... كان لا يتحكَّمُ في أعصابِه ، بل كان دائمًا يضرِبُ إخوانَه وزُملائَه وبدون سببٍ ، حتى هَجَرَه القريبُ والبعيـد .

بل وصل الأمرُ إلى أنَّه كان يلعبُ وحده ، لأنَّ كُلَّ زُملائِه أصبحوا لا يُحِبُّون الَّلعِبَ معه بسببِ كثرةِ غضبه وعصبيته وضربه لزُملائه .

وفي يومٍ من الأيام عاد ماجـد إلى البيت وهو في غايةِ الحُزن ، فسألته أُمُّه عن سبب حُزنِه .

قال ماجـد : لقـد هَجَرني كُلُّ أصدقائي ، وتركوني ألعبُ وحدي .

قالت أُمُّه : لأنَّكَ يا بُنَيَّ سريعُ الغضب .

قال ماجـد : هـذه طِباعي ولا أستطيعُ أنْ أُغيِّرها .

قالت أُمُّه : بل تستطيعُ أنْ تُغيِّرها يا بُنَيَّ ، ولكنْ عليكَ أنْ تطلُبَ من اللهِ ( جلَّ وعلا ) أنْ يُعينكَ على ذلك ، وأنْ تُحاولَ مرةً بعـد مرة .

جلس ماجـد مع نفسه ، وقال : لماذا لا أحاولُ أنْ أتحكَّمَ في أعصابي ولا أغضب مهما حدث ، حتى أكونَ محبوبًا بين إخوتي وأصدقائي ..؟!

وفي اليوم التالي استيقظ ماجـد ، فوجد أخاه الصغير قـد كَسَرَ قلَمَه الذي يكتبُ به ، فأراد ماجـد أنْ يَضربَ أخاه ، ولكنَّه فجأةً تذكَّرَ أنَّه لن يغضب ، فقال في نفسِه : لا تغضب ، فهو لم يقصِد كَسْرَ القلم ، ولكنْ من المُؤكَّد أنَّه سقط منه فانكسر .

لبس ماجـد ملابسَ المدرسة ، وانتظر سيارة المدرسة ، ولكنَّها تأخَّرت ، فأَحَسَّ بالضِّيق والغضب ، ولكنْ سُرعان ما تخلَّصَ من هـذا الإحساس ، وقال : لا مانِعَ أنْ أَذهَبَ اليوم إلى المدرسةِ بالمواصلات العامة .

ولَمَّا رَكِبَ الأتوبيس وجد زِحامًا شديدًا ، فأَحَسَّ بالغضب ، ولكنْ سُرعان ما تخلَّصَ من الغضب ، وقال في نفسه : كُلُّ الناسِ يُعانون مِن هـذا الزِّحام ، فلماذا أَغضب ؟

وذهبَ ماجـد إلى المدرسةِ ، ودخل على كُلِّ زُملائِه يَحضنهم ويُقبِّلهم ويَبتسِمُ في وجوههم ويعتذر لهم جميعًا عن غضبه وعصبيته ، فسامَحُوه جميعًا ، وعاش معهم أجملَ يومٍ في حياتِه ... ثم لَمَّا انتهَى اليومُ الدِّراسيُّ سلَّمَ على أصدقائِه وودَّعهم وهو في أَشَدِّ الشَّوقِ لرؤيتِهم في الغَـد .

وعاد ماجـد إلى بيتِه سعيدًا مسرورًا ، فلَمَّا سألته أُمُّه عن السبب ، قال لها : لقـد تخلَّصتُ من الغضب والعصبية ، ولَعِبتُ اليومَ مع زُملائي ولم ألعب وحـدي ... وأُعاهِدُكِ يا أُمِّي أنْ أكونَ هادئًا ، ولن أَغضبَ بعـد اليوم .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المُسلمَ لا ينبغي أنْ يَغضبَ لأتفه الأسباب ، بل عليه أنْ يتحلَّى بحُسن الخُلُق ، حتى لو أساءَ الناسُ إليه ... ولذلك لَمَّا جاء رجلٌ من الصحابةِ ، وقال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أوصِني ، قال : (( لا تغضَب )) .
ولقـد رأينا كيف أنَّ ماجـد لَمَّا كان سريعَ الغضب ، كان أصحابُه يكرهونه ، فلَمَّا تخلَّصَ من هـذه الصِّفَةِ المذمومةِ أَحَبَّه أصحابُه .

2- أنَّ المُؤمنَ إذا كان يَتَّصِفُ بصِفةٍ مذمومةٍ ، فلا ينبغي أنْ يَرضَى بها ، بل عليه أنْ يتخلَّصَ منها في أسرعِ وقت ... فإذا كان يكذِبُ فلا بُدَّ أنْ يتركَ الكَذِبَ ويتحلَّى بالصِّدق ... وإذا كان يغضب فلا بُدَّ أنْ يتخلَّصَ من العصبيةِ والغضب وأنْ يتحلَّى بحُسن الخُلُق ... وإذا كان خائِنًا فلا بُدَّ أنْ يتخلَّصَ من الخِيانةِ وأنْ يتحلَّى بصفةِ الأمانةِ والوفاء ... وهكـذا .

3- أنَّ الأمَّ لا بُدَّ أنْ تُعلِّمَ أولادَها الأخلاقَ الحَسَنَة ، وتُشجِّعَهم عليها ، وأنْ تُحَذِّرَهم من الأخلاقِ المذمومةِ وتُعاقِبَهم عليها .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:43
( 13 )

.. سُــوء الخاتمـة ..
----------

كان ياما كان ... كان في إحدى البِلاد رجلٌ مُؤذِّن ، يُؤذِّنُ في المسجدِ للصلاة خمسَ مرات ، وظَلَّ على ذلك سنواتٍ طويلة .

وفي يومٍ من الأيام صَعِـدَ المُؤذِّنُ لِيُؤذِّنَ للصلاةِ فوق سطح المسجد ، فنظر إلى البيتِ المُجاوِر للمسجد ، فرأى فتاةً نصرانيةً في غايةِ الحُسن والجمال ، فما كان منه إلَّا أنْ قَطَعَ الأذانَ من نِصفه ، ونزل من على سطح المسجد ، وذهب إليها ، وطرق على بابِها ، ففتحت .

قالت له : ماذا تُريد ؟

قال المُؤذِّن : أُريدُكِ لنفسي .

فقالت له : أنا لن أكونَ لكَ إلَّا إذا تزوَّجتَني في الحلال ، ومع ذلك فلا بُدَّ أنْ تعلمَ أنَّ أبي لن يُوافقَ إلَّا إذا تركتَ دينَكَ واعتنقتَ الدِّيانةَ النَّصرانية .

فقال لها : أتركُ ديني وأَتنصَّرُ على أنْ تُوافقي على الزواج .

فتنصَّرَ المُؤذِّنُ ، وتركَ دينَ الإسلام ، وقابَلَ والِدَ الفتاة ، ووافقَ على الزواج ، وحَدَّدَ له موعِدَ الزواج بعـد أسبوع .

وفي يوم الزواج صعِـدَ المُؤذِّنُ على سطح بيتِه ليُحضِرَ بعضَ الأشياء التي يحتاجُ إليها ، فزلَّت قـدمُه فوقعَ ميتًا ، فَخَسِرَ الدُّنيا والآخِرةَ ، وماتَ كافـرًا ، ولم يتزوَّج تلك الفتاة التي ترك دينَه من أجلِها .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
--------

1- أنَّ المُسلمَ يجبُ عليه أنْ يَغُضَّ بصرَه عن النساءِ ، حتى لا يُفتَنَ ، وكذلك المُسلمةُ يجبُ عليها أنْ تَغُضَّ بصرَها عن الرجال .
قال اللهُ تعالى : ﴿ قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرْوجَهُنَّ ﴾ النور/30-31 .

2- أنَّ الدِّينَ هو أغلَى شئٍ في حياةِ المُسلِم ، فلا ينبغي أنْ يُفَرِّطَ المُسلِمُ في دينه ولو عُرِضَت عليه كنوزُ الدُّنيا وشهواتُها كُلُّها .

3- أنَّ المُسلِمَ لا بُدَّ أنْ يَخشَى على نفسِه من سُوءِ الخاتِمة ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا المُؤذِّنَ تركَ دينَه من أجل امرأةٍ ومات كافـرًا حتى قبل أنْ يتزوَّجَها ... فخَسِرَ الدُّنيا والآخِرة .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:44
( 14 )


.. مُغامـرةٌ في أدغال إفريقيا ..
-----------

يُحكَى أنَّ رجلاً كان يتمشَّى في أدغالِ إفريقيا ، حيثُ الطبيعةُ الخلاّبة ، وحيثُ تنبتُ الأشجارُ الطويلةُ بحُكمِ موقِعها على خَطِّ الاستواء ، وكان هـذا الرجل يتمتَّعُ بمنظرِ الأشجارِ وهيَ تحجُبُ أشعةَ الشمس مِن شِدَّةِ كثافتِها ، وكان صاحِبُنا يستمتِعُ بتغريدِ العصافير ، ويَستنشِقُ بعُمقٍ شَذَى الزهورِ التي كانت تفوحُ منه الروائحُ الزكيَّة .
وبينما هو مُستمتِعٌ بهـذه المناظِر الخلاّبة سَمِعَ صوتَ عَدُوٍّ سريع ، والصوتُ في ازديادٍ ووضوح ، والتفتَ الرجلُ إلى الخلف ، وإذا به يرى أسـدًا ضخمَ الجَُّةِ مُنطلقًا بسُرعةٍ خياليةٍ نحوه ، ومِن شِدَّةِ الجُوع الذي أَلَمَّ بالأسد ، كان خِصرُه ضامِرًا بشكلٍ واضِحٍ وهو يبحثُ عن شئٍ يَسُدُّ به رَمقَه .

أخـذ الرجلُ يجري بسُرعةٍ والأسـدُ وراءه ، وعندما أخذ الأسـدُ يقتربُ منه ، رأى الرجلُ بِئرًا قديمةً فقفز قفزةً قويةً ، فإذا هو في البِئر ، وأمسك بحبل البِئر الذي يُسحَبُ به الماء ، وأخذ الرجلُ يتمرجحُ داخل البِئر ، وعندما أخذ أنفاسَه وهـدأ روعُه وسكن زئيرُ الأسد ، وإذا به يسمعُ صوتَ فحيح ثُعبانٍ ضخم الرأس عريض الطول بجوفِ هـذا البِئر ، وفيما هو يُفكِّرُ بطريقةٍ يتخلَّصُ بها من الأسـد والثُّعبان إذا بفأرَيْنِ أحدهما أسود والآخَر كان أبيضَ اللون يصعـدان إلى أعلَى الحبل ، وبدآ يقرضان الحبل ، وتهلَّعَ الرجلُ خوفًا ، وأخذ يَهُزُّ الحبلَ بيديه بُغيةَ أنْ يذهبَ الفأران ، وأخذ يزيدُ عمليةَ الهَزِّ ، حتى أصبحَ يتمرجحُ يمينًا وشِمالاً بداخل هـذه البِئر السحيقة ، وبينما هو كذلك إذا به يصطدمُ بشئٍ رَطبٍ ولَزِجٍ ضَرَبَه بمِرفقه ، ليكتشفَ بعدها أنَّه عسلُ النحل التي تبني بيوتَها في الجِبال وعلى الأشجار وكذلك في الكُهوف ، فأخذ الرجلُ يتذَّوقُ هـذا العسلَ اللذيذ ، فأخذ منه لَعْقَةً وأتبعها بثانيةٍ وثالثةٍ وهكـذا ... ومِن شِـدَّةِ حلاوةِ العسل نسيَ صاحِبُنا الموقفَ الذي هو فيه ، وفجأةً استيقظَ الرجلُ من النوم ، فقـد كان حُلْمًا مُزعِجًا وفظيعًا .

بعـدها قَـرَّرَ الرجلُ الذِّهابَ إلى شخصٍ يُساعده على تفسيرِ هـذا الحُلْم ، فتوجَّه إلى أحد الشيوخ ، وأخبره بهـذا الحُلْم ، فضَحِكَ الشيخُ ، وقال له : ألم تعـرِف ما تفسيره ؟؟

قال الرجلُ : لا .. أخبرني ..

قال له الشيخ : الأسـدُ الذي كان يجري وراءكَ هو مَلَكُ الموت الذي يُلاحِقُكَ وينتظرُ خُروجَكَ ، والبِئرُ التي وقعتَ فيها وبها الثُّعبان هيَ قبرُكَ ، أمَّا الحبلُ الذي تعلَّقتَ فيه فهو عُمرُكَ ، أمَّا الفأران الأبيض والأسود فهما الليلُ والنهار اللذان يَقُصَّان مِن عُمرِكَ شيئًا فشيئًا ..!!

قال الرجل : والعسلُ يا شيخ ؟

قال الشيخ : هو الدُّنيا ، ومِن حلاوتِها نسيتَ أنَّ وراءَكَ موتًا وحِسابًا .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:45
( 15 )

.. لا تنســوا الفُقـراء ..
---------

كان في قريةِ جُحا رجلٌ ثَرِيٌّ ، ولم يكن عنده أولاد ، وقـد مَرَّ على زواجِه عشرُ سنوات .. ثم رزقه اللهُ بمولود .. ففرحَ به فرحًا شديدًا ، وسَعِـدَ به سعادةً كبيرة ... وحَمِدَ اللهَ ( جلَّ وعلا ) على هـذه النعمة .


قَـرَّرَ الرجلُ الثَّرِيٌّ أنْ يُقيمَ حفلاً كبيرًا بهـذه المُناسبة ، ويدعو فيها الناسَ إلى وليمةٍ عظيمةٍ تَضُمُّ الأغنياءَ من أهل القرية .

أَمَرَ الرجلُ الثَّرِيُّ بعضَ الخَدَم بصُنعِ وليمةٍ عظيمةٍ تَضُمُّ أَشَهَى وأطيَبَ أنواع الطعام .
فقاموا بعملِ وليمةٍ اشتملت على اللحم والخُضار والفاكهة والحلويات وغير ذلك .
كما أرسلَ الرجلُ الثَّرِيُّ خادِمًا يدعو أغنياءَ القرية ..


قال الرجلُ للخَدَم : لا تنسوا أنْ تدعو جُحا ؛ حتى يجعلَ للحفل بهجةً وسُرورًا .

ذهبَ الخادِمُ إلى الأثرياءِ والأغنياءِ والسَّادةِ ، فدعاهم إلى الوليمة ، ثم ذهب إلى جُحا ليدعوه لحضورِ ذلك الحفل الكبير .

قال الخادِمُ لجُحا : إنَّ سيدي يدعوكَ لحضورِ وليمةٍ أَعَدَّها بمُناسبةِ مولودِهِ الجديد .

فقال له جُحا : أَبْلِغ سَيِّدَكَ تحياتي ، وأَخْبِره أَنِّي قبِلتُ دعوتَه .

كان هـذا الرجلُ بخيلاً ، فخافَ أنْ يأتيَ إلى الوليمةِ الفُقراءُ وعامَّةُ الناس .

فقال للخَدَم : عليكم أنْ تقِفوا على بابِ القصر ، وتمنعوا الفُقراءَ والمُتسوِّلين من الدخول .

ظَنَّ جُحا أنَّ الرجلَ الثَّرِيَّ قـد دعا كُلَّ الناسِ إلى ذلك الحفل ؛ الفُقراءَ والأغنياء ، ولأنَّه لا يعلمُ أنَّه حفلٌ خاصٌّ بالأغنياءِ ، فقـد لَبِسَ ثِيابًا بسيطةً كثيابِ الفُقراءِ ، وخرج مُتوجِّهًا إلى الحفل .

عندما وصل جُحا إلى قصر الثَّرِيَّ لم يعرفه الواقفون على الأبواب .. وظَنُّوا أنَّه رجلٌ فقيرٌ ، فمنعوه من دخول القصر .

وقال له أحدُهم : اذهب مِن هُنا .

فتعجَّبَ جُحا ، وسأل الخَدَم : لِمَ تمنعوني مِن دخول القصر ؟!

قال الخَدَم : إنَّه حفلٌ خاصٌّ بالأغنياءِ ... ويبدو عليكَ أنَّكَ رجلٌ فقير .

عاد جُحا إلى بيتِه ، وخلَع الملابسَ البسيطة ، ثم لَبِسَ أَحسنَ ثِيابِه ، ووضع عليه عباءةً جميلةً كانت عنده ، ثم خرج ذاهبًا إلى الحفل مرةً ثانية .

لَمَّا وَصَلَ إلى قصر الرجل الثَّرِيَّ ، ظَنَّه الخَدَمُ أميرًا أو تاجرًا غنيًا ... فرحَّبوا به ترحيبًا شديدًا ، وفتحوا له الأبوابَ ، وأَدخلوه إلى ساحةِ القصر .

وما أنْ دخلَ جُحا القصرَ ، حتى قام له الأغنياءُ ، واستقبلوه بالتبجيل والتعظيم ، وتقدَّمَ إليه صاحِبُ البيت ، وأخـذ بيده .

التَفَّ الجميعُ حول جُحا ، وراحوا يتحدَّثون إليه بأدبٍ واحترام ، ويُقدِّمون له أحسنَ الأطعمة ، ويُلِّحون عليه في تناول أفضل الطعام المُنتقَى من المائدة .

وعندما رأى جُحا كُلَّ هـذا التشريف ، نظر إلى عباءتِه الجميلة ، ووضع طرفَها في الطعام ، وأخذ يقولُ لها بصوتٍ مُرتفِعٍ يسمعه الناس : كُلي يا صاحِبةَ القَدْرِ والفَخر .

تعجَّبَ الناسُ من كلامِ جُحا لعباءتِه ، وسألوه : ماذا تصنع ؟ وما هـذا الذي تقولُه للعباءة ؟

فقال : لأنَّ كُلَّ الإكرامِ والاحترام مُوَجَّهٌ إليها ، فلولا العَباءة ما دخلتُ القصرَ ولا أكلتُ أفخرَ الطعام .

وبعـد انتهاءِ الحفل عاد جُحا إلى بيتِه ، وهو يقول : غـدًا سأُقيمُ حفلاً كبيرًا وأدعو فيها الفُقراءَ في القرية ... وسأُقـدِّمُ لهم أَشهَى الطعام ، حتى يكونَ ثوابي كبيرًا عند الله .. ولن أُفَـرِّقَ في المُعاملةِ بين الفُقراءِ والأغنياء .


http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يَرضَى بقضاءِ اللهِ في كُلِّ الأحوال ... فإذا كان مُتزوِّجًا ولم يُنجِب أولادًا أو إناثًا فليحمد الله ؛ لأنَّ اللهَ رحيمٌ بعباده ، وهو الذي يعلمُ أين تكونُ مصلحةُ العبد ... فقـد تكونُ مصلحةُ العبدِ في أنْ يُنجِبَ أولادًا ليستخدمهم في طاعةِ اللهِ وفي نُصرةِ دين الله ... وقـد تكونُ مصلحةُ العبدِ في عـدم الإنجاب ؛ لأنَّ اللهَ يعلمُ أنَّه إذا رَزَقَ هـذا العبدَ أولادًا ، فإنَّه سوف يستخدمهم في معصيةِ الله ، أو أنَّهم سيكونون سببًا في فِتنتِه في دينه .

2- أنَّ المُسلمَ إذا أعطاه اللهُ نِعمةً ، فلا بُدَّ أنْ يشكُرَ اللهَ على هـذه النعمة .

3- أنَّ المُسلمَ إذا دعا الناسَ إلى وليمةٍ ، فلا ينبغي له أنْ يَنسَى الفُقراءَ كما فعل هـذا الرجل ... فإنَّ الغَنِيَّ ليس بحاجةٍ إلى هـذا الطعام ، أمَّا الفقيرُ فقـد يكونُ في أَشَدِّ الحاجةِ إليه .
فلا مانِعَ مِن دعوة الفُقراءِ والأغنياءِ ، حتى يُسعِـدَ كُلَّ مَن حولَه .

4- أنَّ قيمةَ الإنسانِ ليست في ملابسِه الجميلة وسيارتِه الفارِهة ، وإنَّما قيمةُ الإنسانِ في إيمانِه وأخلاقِه ... فقـد قال تعالى : ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ .

غربة أهل السنّة
2013-03-25, 17:49
"يتبع إن شاء الله"

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 08:43
( 16 )
.. حِكايـة الحارِس محمـود ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ طيّبٌ اسمُه سعـدون ، وكان عنده أرضٌ زراعيةٌ وفيها مجموعةٌ من الأغنام ... وكان رجلاً كريمًا لا يَرُدُّ سائِلاً أو فقيرًا إلَّا أعطاه .

وكان يُعاني من اللصوص الذين يسرقون الزرع والأغنام .

فلَمَّا استشارَ الناسَ مِن حولِه ، قالوا له : لا بُدَّ مِن حارسٍ يَحرسُ لكَ الأرضَ والأغنامَ أثناءَ الليل .

فأخـذ عَمّ سعـدون يبحثُ عن الرجل المُناسِب ، إلى أنْ وَجَـدَ شابًا تقيًا وَرِعًا اسمُه محمـود ... وكان شابًا مُخلِصًا .

بـدأ محمـود عملَه في الحِراسةِ الليليةِ لمزرعةِ العَم سعـدون ... وكان يُؤدِّي عملَه بإخلاصٍ ، فلم يستطِع أىُّ لِصٍّ مِن اللصوص أنْ يسرقَ أىَّ شئٍ مُنذ هـذه اللحظة .

كان عَم سعـدون في غايـةِ السعادةِ والسرورِ لوجودِ الحارس محمـود الذي استطاعَ أنْ يحفظَ له بُستانَه وأغنامَه .

وكان الحارِسُ محمـود أيضًا في غايةِ السعادةِ والسرور ؛ لأنَّه يعملُ عند رجلٍ صالِحٍ يتَّقي اللهَ في كُلِّ ما حولَه ، ولا يبخل أبدًا على اليتامَى والفُقراء .

وتَمُرُّ الأيام ، ويذيعُ صيتُ الحارِس محمـود ... وبـدأ الناسُ يتكلَّمون عن أمانتِه وإخلاصِه ... حتى سَمِعَ به رجلٌ غَنِيٌّ مِن رجال الأعمال في المدينةِ المُجاوِرة ، فجاء إلى عَم سعـدون وطلب منه أنْ يتركَ له الحارِسَ محمـود مُقابِل مبلغٍ كبيرٍ من المال ؛ لأنَّه في حاجةٍ إلى حارِسٍ مُخلِصٍ وأمينٍ مِثله .

تردَّدَ عَم سعـدون كثيرًا ، فهو لا يُريدُ أنْ يُفرِّطَ في الحارِسِ محمـود .. لكنَّ الرجلَ عرض عليه مبلغًا كبيرًا ، وهو مُحتاجٌ إلى هـذا المال .

قال عَم سعـدون للرجل الثَّرِيِّ : أمَّا عن نفسي ، فأنا مُوافِق ، لكنْ دعني أعرِضُ الأمـرَ على الحارِسِ محمـود .

ذهب عَم سعـدون ، وعرض الأمـرَ على الحارس محمـود ... فأَحَسَّ محمـود بحُزنٍ شديدٍ ؛ لأنَّه كان يُحِبُّ هـذا الرجلَ الصالِحَ عَم سعـدون ، رغم أنَّه يُعطيه راتبًا بسيطًا ... لكنَّه أَحَسَّ من داخلِه أنَّ عَم سعـدون بحاجةٍ إلى هـذا المال الذي عرضه عليه الرجلُ الثَّرِيُّ ، فوافق محمـود على أنْ يعملَ حارِسًا عند هـذا الرجل الثَّرِيٍّ براتبٍ كبيرٍ جـدًا .

قام الحارس محمـود ، واحتضن عَم سعـدون ، وودَّعه ودموعُه على خَدَّيْهِ ؛ حُزنًا لفِراق هـذا الرجل الصالِح .. وذهب مع هـذا الرجل الثَّرِيِّ إلى قصـره في المدينة المُجاوِرة .

دخل محمـود قصـرَ هـذا الرجل ، فوجده قصرًا فارهًا ، ووجـد عنده حُرَّاسًا يحرسون القصـر .

قال له صاحِبُ القصـر : أُريـدُكَ يا محمـود أنْ تحرُسَ هـذا البابَ فقط ، فهناك حارسٌ على كُلِّ باب .. وأُريـدُكَ أنْ تكونَ مُخلِصًا في عملِكَ كما كُنتَ مع عَم سعـدون .

محمـود : سأكونُ عند حُسن ظَنِّكَ يا سيِّدي .

ووقف محمـود يحرسُ بوَّابةَ القصـر التي أمـره صاحبُ القصـر بحراستِها ... وفي مُنتصف الليل سَمِعَ صوتَ رجالٍ يقفِزون مِن على السُّور ، ويُريدونَ اقتحامَ القصـر ، فأخـذ يضربهم بكُلِّ قُوَّة ، فسَمِعَ صوتَه حُرَّاسُ القصـر ، فجاؤوا وقبضوا عليهم وضربوهم ضربًا شديدًا ... وإذا بهؤلاءِ الرجال يبكون ، ويقولون : نُريـدُ أموالَنا .. نُريـدُ حُقوقَنا .

تعجَّبَ الحارسُ محمـود من هؤلاءِ اللصوص الذين يقولون : نُريـدُ أموالَنا .. نُريـدُ حُقوقَنا !!!

وبعـد أُسبوعٍ تكرَّرت نفسُ الحادِثة ، فلَمَّا رأى محمـود هؤلاءِ الرجال يتسلَّقون السُّورَ أسرعَ إليهم ، وأعطاهم الأمان ، وقال لهم : لن أفعلَ شيئًا معكم ، ولكنْ أخبروني مَن أنتم ؟ هل أنتم لُصوص ؟

قالوا : لسنا لُصوصًا ، ولكنَّ هـذا الرجل صاحب القصـر اغتصب أموالَنا بالقُوَّةِ ، وتركنا نحنُ وأولادَنا نكادُ أنْ نموتَ من الجوع ، وكُلَّما جِئنا لنطلبَ أموالَنا ، سلَّط علينا الحُرَّاس فضربونا .

قال محمـود : إذن .. لستم أنتم اللصوص ، بل إنَّ اللص الحقيقيَّ هو صاحبُ القصـر .

قالوا له : نسألُكَ باللهِ أنْ تُساعِدَنا .

محمـود : سأُساعِدُكم الآن ... سأسمحُ لكم بالدخـول إلى هـذا اللص ؛ لتطلبوا حقوقكم جميعًا .

وفي تلك اللحظةِ كان هـذا الثَّرِيَّ اللصَّ يجلسُ بالداخل يشربُ الخَمر ، وفجأةً وجـد أهلَ القريةِ الفقراءَ أمام عينيه يُطالبونه بأموالِهم .

فقال لهم : سوف أُعطيكم أموالَكم كُلَّها غـدًا .

فقالوا : لن نخرجَ من هُنا حتى نأخذَ كُلَّ أموالِنا التي أخذتَها مِنَّا .

وأمام هـذا الإصرار ، اضطّر صاحبُ القصـر أنْ يُعطيَهم أموالَهم .

وفي الصباح الباكِـر قام صاحبُ القصـر ، وجَمَعَ كُلَّ الحُرَّاسِ وسألَهم : مَن الذي سَمَحَ لهؤلاءِ اللصوص أنْ يدخلوا إلى قصـري ؟

قال محمـود : يا سيِّدي ، إنَّهم ليسوا لُصوصًا ، ولكنَّهم مظلومون .

الرجلُ الثَّرِيُّ : أنتَ الذي سَمَحتَ لهم بالدخـول ؟

محمـود : نعم يا سيِّدي ؛ لأنَّ عملي هُنا هو حِماية الشُّرفاء وليس حِماية اللصوص .

الرجلُ الثَّرِيُّ : أنتَ مطرودٌ من العمل .. اخرُج من القصـر .

قال محمـود : الحمدُ للهِ الذي عافاني من هـذا البلاء .

وعاد محمـود مرةً أخرى إلى عَم سعـدون ( الرجل الصالِح ) ، ففرح به كثيرًا ، وقال له : ما الذي جعلكَ تعودُ بهـذه السرعةِ يا محمـود ؟

محمـود : إنَّ حِراسةَ الشُّرفاءِ أمثالك بلُقمةِ عيشٍ أفضل عندي من حِراسةِ اللصوص بآلافِ الدولارات .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif


** الدروسُ المُستفادَة :

-------



1- أنَّ المُسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه ، فإنَّه لا يَنسَى اليتامَى والفُقراء أبدًا .



2- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يأخُـذَ بالأسباب .. فإذا كان عنده مزرعةٌ أو شركةٌ يَخشَى عليها من السرقةِ ، فعليه أنْ يستأجِرَ حارسًا ليَحرُسَها .



3- أنَّ الحارسَ الذي يُحافِظُ على أموال الناس لا بُدَّ أنْ يكونَ مُخلِصًا في عملِه وأمينًا على أموال الناس .



4- أنَّ إخلاصَ المُسلم وأمانَتَه تجعلُ سُمعَتَه طَيِّبَةً بين الناس ، وتفتحُ له كُلَّ أبوابِ الرِّزق .



5- أنَّ المُسلمَ إذا استطاعَ أنْ يُساعِدَ مظلومًا على أخـذ حَقِّهِ من الظالِم ، فلا ينبغي أنْ يتأخَّرَ أبدًا عن مُساعدتِه .



6- أنَّ حِراسةَ الشُّرفاءِ براتبٍ قليلٍ أفضلُ من حِراسةِ اللصوص بآلافِ الدولارات .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 08:44
( 17 )

.. احـذروا من الخِيانـة ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك شابٌّ فقيرٌ اسمُه أحمـد ، وله صديقٌ فقيرٌ أيضًا اسمُه ماهِـر .

وأراد الاثنان أنْ يعملا أىَّ عملٍ للتوسيعِ على أهلهما .

فخرجا من القريةِ ، وذهبا ليبحثا عن أىِّ عملٍ شريفٍ في إحـدى المُدن .

وبعـد بحثٍ طويلٍ استطاعَ أحدُهما أنْ يعملَ حارسًا في مزرعةِ رجلٍ ثَرِيٍّ ، واستطاع الآخَرُ أنْ يعملَ أيضًا حارسًا في مزرعةِ رجلٍ ثَرِيٍّ آخَر .

أمَّا أحمـد ، فقـد كان أمينًا ، فكان يسهرُ طوالَ الليل يَحرُسُ المزرعةَ من اللصوص الذين انتشروا في هـذه المدينة .

ورغم أنَّ صاحبَ المزرعةِ كان يُعطيه راتبًا ضعيفًا ، إلَّا أنَّه كان مُخلِصًا في عمله .

وأمَّا ماهِـر ، فإنَّه لَمَّا رأى أنَّ الراتِبَ ضعيفٌ ، فقـد سلك مسلكًا شيطانيًا ، واتَّفَقَ مع أحـدِ اللصوص أنْ يُيَسِّرَ له طريقَ الدخـول إلى المخازِن ؛ ليسرقَ هو وسائِرُ اللصوص ما يشاءونَ ، على أنْ يُعطوه مبلغًا من المال ... فوافق رئيسُ اللصوص .

وبعـد فترةٍ التقى أحمـد و ماهِـر ، فسألَه ماهِـر : مالي أراكَ هزيلاً ؟

أحمـد : لأنِّي أسهرُ دائمًا في عملي ، ولا أستطيعُ أنْ آكُلَ إلَّا قليلاً ؛ لأنَّ راتبي ضعيفٌ جدًا .

ماهِـر : أمَّا أنا فلا أسهرُ إلَّا قليلاً ، فقـد عقدتُ اتِّفاقًا مع رئيس اللصوص لأُسَهِّلَ لهم طريقَهم إلى المخازِن ، على أنْ يُعطوني راتبًا كبيرًا ، فآكُلُ أحسنَ الطعام ، وألبسُ أحسنَ الملابِس ، وأَدَّخِرُ مالاً كثيرًا .

أحمـد : ولكنْ هـذه خِيانةٌ يا ماهِـر .

ماهِـر : لماذا تُسَمِّيها خِيانـة ..؟ إنَّها شَطارة ، وأنا اسمي ماهِـر ؛ ولذلك فأنا ماهِـرٌ في كُلِّ شئ .

حَزِنَ أحمـد مِن فِعل ماهِـر ، وابتعـد عنه ، وخاصَمَه .

أمَّا أصحابُ المَزارِع ، فقـد التقى أحدُهما بالآخَـر ، فسألَه : ما هيَ أخبارُ مزرعتِك ؟

قال : بخيرٍ والحمدُ لله ، ومنذ أنْ أصبحَ أحمـد حارسًا لها ، فإنَّ اللصوصَ لم ينالوا أىَّ شئٍ مِن مزرعتي .

وقال الآخَـر : أمَّا أنا فإنَّ المزرعةَ تتعرَّضُ للسرقةِ كثيرًا ، مع أنَّ ماهِـرًا يَحرُسُ المخازِنَ طوال الليل .

فقال له صاحِبُه : عليكَ بمُراقبةِ الحارس ماهِـر ؛ لتعرف السبب .

فأخـذ صاحبُ المزرعةِ التي يحرسها ماهِـر يُراقبُه ؛ ليعلمَ ما الذي يحدث ، فرآه ذات ليلةٍ يتحدَّثُ مع رئيسِ اللصوص ، ويأخذ منه الراتب ، فطرده من المزرعةِ ، وحَـذَّرَ كُلَّ أهل المدينةِ منه .

فأخـذ ماهِـر يبحثُ عن أىِّ عملٍ ، فلم يجـد .. ونَفِـدَ المالُ الذي معه ، حتى اضطّر لأن يسرقَ ، وتَمَّ ضبطُه ، وأُودِعَ في السِّجن .

وأمَّا أحمـد فقـد شَكَرَه صاحبُ المزرعةِ على أمانتِه ، وزاد راتِبُه زِيادةً كبيرة ؛ حتى أصبحَ غنيًا ، وكان الناسُ جميعًا يُحِبُّونه ، ويُقدِّمون له الهدايا جزاءً له على أمانتِه .

وهكـذا تكونُ عاقبةُ الأمانة .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يشغلَ وقتَه وحياتَه بعملٍ نافِعٍ يعودُ عليه وعلى أُسرتِه وبلدِه بالخيـر .

2- أنَّ المُسلمَ إذا عَمِلَ عملاً ، ورَضِيَ بالراتِب ، سواءً كان قليلاً أو كثيرًا ، فلا بُدَّ أنْ يكونَ أمينًا في عمله .

3- أنَّ اللهَ يُعاقِبُ الخائِنَ في الدنيا والآخرة .. وأمَّا الأمينُ فإنَّ اللهَ يُكرمُه في الدنيا والآخرة .

4- أنَّ اللهَ لا يُباركُ في المال الذي جمعه الخائِنُ مِن الحـرام .



http://www.muslmah.net/images/buttons/add_album.png (http://www.muslmah.net/member677-albums.html) http://www.muslmah.net/style/2012/buttons/reputation.gif (http://www.muslmah.net/reputation.php?p=645694) http://www.muslmah.net/style/2012/buttons/report.gif (http://www.muslmah.net/report.php?p=645694) http://www.muslmah.net/style/2012/buttons/quote.gif (http://www.muslmah.net/newreply.php?do=newreply&p=645694)

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 08:45
( 18 )

.. بَـركَـةُ العِلْـمِ ..
-----------


كان حُسام طِفلاً صغيرًا في العاشرةِ مِن عُمره ، ولكنَّه كان يُحِبُّ العِلمَ والثقافة ، حتى أنَّه كان دائمًا يذهبُ إلى مكتبةِ المدرسةِ يقرأُ فيها مِن كُلِّ أنواع المعرفةِ ، وكان دائمًا يستعيرُ الكُتُبَ والقصص الجميلة ، وكان حريصًا أيضًا على حِفظِ القرآن الكريم ، وكان يقرأُ أيضًا في كُتُبِ السُّنَّةِ ، ويحفظُ الكثيرَ مِن أحاديثِ الرسول نبيِّنا محمد صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وسلَّم .

وفي يومٍ من الأيام مَرِضَت أختُه علياء فجأةً ، وعند عودةِ أبيه الذي كان يعملُ في نظافةِ الشوارع رأى حالَتَها ، فحملها مُسرِعًا ومعه حُسام إلى المُستشفى ، ودخلوا بها على الطبيبِ الذي قام بالكشفِ عليها ، ثم كتبَ لها رُوشِتَّة العِلاج ، وأخبر أباها أنْ يشتريَ الدواءَ من أقرب صيدليةٍ تُقابله .

وخرج الأبُ يُفكِّرُ ، ويقولُ لنفسِه : ليس معي من النقودِ ما أشتري به الدواء .

ونظر حُسام إلى والدِه ، فرأى على وجهِهِ علاماتِ الحُزن والألم ، ثم مَرُّوا على أكثر من صيدليةٍ تبيعُ الدواء ... قال حُسام لأبيه : يا أبي ، لقـد مررنا على أكثر من صيدليةٍ تبيعُ الدواءَ ، ولكنِّي أراكَ حزينًا ولم تذهب إلى أىِّ صيدليةٍ لشراءِ الدواءِ لأختي ، ما بكَ يا أبي ؟

فنظر الأبُ إلى ابنه حُسام وهو يتألَّمُ ، وقال له : يا ولدي ! لا يُوجدُ معي ثمنًا للدواء ، وسوف نصِلُ إلى البيت ، وسأذهبُ إلى أىِّ جارٍ لنا أقترضُ منه ثمنَ الدواء ... ومَشيا مهمومَيْن ، أمَّا علياء ، فكانت نائِمةً على كَتِفِ أبيها مِن شِدَّةِ ما بها مِن الألم ، وفي أثناءِ سيرهم أوقفهم أحـدُ مُذيعي التليفزيون ، وقال لهم : نحنُ برنامج مُسابقات وجوائِز بالتليفزيون ، ثم قال المُذيعُ لوالِدِ حُسام : سوف أسألُكَ سُؤالاً لو أجبتَ عليه ستحصُلُ على جائزةٍ ماليةٍ هَدِيَّةً من البرنامج .. والسـؤالُ هو : ( هناك أربـع مخلوقات خلقهم اللهُ عز وجل لهم رُوحٌ ويأكلونَ ويشربون ، ولكنَّهم لم يُولَدوا مِن أَبٍ وأُمّ ؟ ) .. ففكَّرَ الأبُ مرةً ، ثم عاد ، وفكَّرَ مرةً ثانيةً ولم يستطع الإجابة ، وازداد حُزنُه وحَيْرَتُه ، فرفع حُسام يدَه للمُذيع يستأذنُه في أنْ يُجيب ، فاقترب منه المُذيعُ قائلاً له : أنتَ صغيرٌ ، فهل تستطيعُ أنْ تُجيب ؟

فقال له حُسام : نعم ... والجـواب : أنَّ الأربـع مخلوقات التي خلقهم اللهُ عز وجل بلا أبٍ ولا أُمّ ، ولهم رُوحٌ ويأكلون ويشربون ، هم ( سيِّدُنا آدم ) ؛ فهو بلا أبٍ ولا أُمٍّ ، وله رُوحٌ ، وقـد أكل وشَرِبَ وترك ذُرِّيَّة ؛ لأنَّ اللهَ يقول : ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ .

والثانيةُ : ( عصا نبيّ اللهِ مُوسَى ) التي تحوَّلَت إلى حَيَّةٍ عظيمةٍ أكلت ثعابين سحرة فِرعون .. وفي سورة طه قال تعالى لسيِّدنا مُوسَى : ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ .

أمَّا الثالثة : فهيَ ( ناقةُ سيِّدنا صالِح حينما كذَّبَه قومُه ، فخرجت من الصخرةِ دليلاً على صِدقه ) ، ففي سورة الشعراءِ قال تعالى : ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾
وظَلَّ يُذكِّرهم بأوامر اللهِ ونِعَمِ الله ، فرَدُّوا عليه مُكَذِّبين : ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴾ .

أمَّا الرابـع : فهو ( كَبشُ الفِـداء ) الذي نزل من السماء ، ونَجَّى اللهُ به سيِّدَنا إسماعيلَ مِن الذَّبْح ، قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ .

فرح المُذيعُ ، وأخرجَ الجائزةَ الماليةَ ، وأعطاها لحُسام ، فابتهج أبوه فرحًا ، حتى أنَّه بكى من الفرحةِ ، ثم سأل المُذيعُ حُسام : مِن أين تعلَّمتَ هـذه الأشياء ؟

قال حُسام : أنا اُحِبُّ العِلمَ ، وأَهوَى الثقافة في كُلِّ العلوم ، وأحفظُ ما تيسَّر لي من القرآن والحديثِ النبويِّ الشريف .

قال له المُذيع : بارك اللهُ فيك .

ثم استأذن حُسام مِن المُذيع ، وأخذ بيد والدِه ، وذهبا إلى أقرب صيدليةٍ ، واشترى حُسام لعلياء الدواء ، ثم خرجوا من الصيدليةِ والبهجةُ تعلو وجوهَهم ، ثم أشار حُسام لسيارة تاكسي ، وركبوا جميعًا ، ثم قال حُسام للسائق : مِن فضلِك وَصِّلنا .

قال السائقُ : إلى أين ؟

قال حُسام : إلى شارع العِلم والإيمان ، فسار السائقُ في طريقه ، وضَمَّ الأبُ حُسام إلى صدره فرحًا به ، وبما فتح اللهُ عليه من العِلم .


[ سلسلة الحِكايات ( روشتة الدواء ) – أ . رضا طعيمة ]

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------
1- أنَّ طلبَ العِلم من أعظم الأشياءِ التي ينتفعُ بها العبدُ المسلم في الدنيا والآخرة .
ففي الدنيا يعيشُ عزيزًا ، وتكونُ له مكانةٌ عاليةٌ بين الناس .
وأمَّا عن الآخرة ، فقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن سلك طريقًا يلتمِسُ فيه عِلمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة )) .

2- أنَّ الولدَ قـد يتفوَّقُ على والدِه في العِلم ، ولكنْ ينبغي ألَّا يتفاخرَ على والده بذلك ، بل يجبُ عليه أنْ يكونَ مُتواضِعًا مع والدَيْه .

3- أنَّ الطفلَ إذا جاءه مالٌ ، ووجد والدَه مُحتاجًا لهـذا المال ، فإنَّه يجبُ عليه أنْ يُساعدَ والدَه وأُسرتَه بما يستطيع .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 08:47
( 19 )

.. الكلِمـةُ الطيِّبَـةُ صَدَقَـة ..
--------------

كان ياما كان ... كان هناك فتىً صغيرٌ اسمُه سلمان ، وكان يُحِبُّ اللعبَ والضَّحِك ، وكان يخرجُ كثيرًا مع أصحابِه ، غير أنَّه كان سليطَ اللسان ، فكان يشتُمُ هـذا ، ويَسُبُّ هـذا ، حتى أخذ أصدقاؤه يبتعـدون عنه واحدًا واحدًا ، إلى أن أصبحَ بلا أصدقاء .

فجلس سلمان وحيدًا في غُرفته يلومُ نفسَه ، ويُوبِّخُها على سُوءِ أدبه مع أصدقائه .

ثم نظر سلمان في المِرآة ، وأخرج لِسانَه مِن فمه ، وقال له : أنتَ الذي أفسدتَ بيني وبين أصحابي ... أنتَ الذي أغضبتَ أبي وأُمِّي وأساتذتي وزُملائي .
سأُعاقِبُكَ اليومَ عِقابًا شديدًا ؛ حتى لا تُسيء لأحدٍ بعـد اليوم .

أخرج سلمان لسانَه أكثر ، ثم عَضَّه عَضَّةً شديدةً ، وصرخ بعدها صرخةً شديدةً ، وسقط على الأرض .

سمعت أُمُّه صوتَ صُراخِه ، فدخلت عليه غُرفتَه ، ورأت الدماءَ تسيلُ من لسانه ، فقالت : ماذا صنعتَ يا سلمان ؟

فلم يستطِع أن يتكلَّم .

خرجت الأمُّ ، وأحضرت بعضَ الإسعافات الأولية من القُطن وغيره ، وأخذت تُسعفه ، حتى توقَّفَ الدم .

غاب سلمان عن المدرسةِ أسبوعًا كاملاً ، وهو غيرُ قادرٍ على الكلام ، ثم جلست معه أُمُّه وسألته : ماذا فعلتَ بنفسِكَ يا سلمان ؟

قال : يا أُمِّي ، لقـد عضضتُ لساني .

قالت : لماذا يا سلمان ؟

قال : لأنه شديدُ الأذَى لِكُلِّ مَن حولي ؛ حتى كرهني الناسُ وتركني أصحابي وهجروني .

فقالت له أُمُّه : يا سلمان ... احرِص على أن تجعلَ لسانَكَ لا ينطِقُ إلَّا بالكلام الطيِّبِ الجميل ؛ حتى يُحِبَّكَ الناس .

ذهب والِدُ سلمان إلى المدرسةِ ، واعتذر لأصدقاءِ سلمان عَمَّا حدث لهم ، وأخبرهم بقِصةِ سلمان ، وأنَّه قـد نَـدِمَ على كُلِّ ما مضى ، فجاء أصدقاؤه لزيارتِه ، وقـد أحضر كُلُّ واحـدٍ منهم هَدِيَّـةً جميلةً لسلمان ، فلَمَّا دخلوا عليه ، فـرح بهم كثيرًا ، وقام يستقبلهم بأجمل وأَرَقِّ الكلمات .

فرح أصدقاؤه به كثيرًا ، وتواعدوا جميعًا على أن يبدأوا حياةً جديدةً جميلةً مليئةً بالحُبِّ والمودة .

انصرف أصدقاءُ سلمان بعـد أن أخذوا منه الوعـدَ والعهـدَ على أن يذهبَ غـدًا إلى المدرسة .

وعاد سلمان إلى المدرسةِ بعـد أن تعـوَّدَ لِسانُه على الكلام الطيب ، وأصبح محبوبًا لدى كُلِّ الناس ، فعاش سعيدًا مسرورًا بعـد أن كان حزينًا .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-----------

1- أنَّ الكلمةَ الطيبةَ صدقة .

2- أنَّ الناسَ لا يُحِبُّون مَن يُسيءُ إليهم بالكلماتِ البذيئةِ ، بل يُحِبُّون مَن يُبادلهم الكلماتِ العـذبةِ الرقيقة .

3- أنَّ المسلمَ الذي يُسيءُ إلى الناس بلسانه ، يُصبحُ منبوذًا مكروهًا مِن كُلِّ مَن حوله ... أمَّا المسلم الذي يُحسِنُ إلى الناس بكلماتِه الرقيقةِ ، فإنَّه يكونُ محبوبًا مِن كُلِّ الناس .

4- على المسلم أن يُجاهِـدَ نفسَه في أن يضبطَ لسانَه ، فلا يقولُ إلَّا خيرًا .

5- ليس العيبُ أن يُخطِئَ العـبدُ ، ولكن العيبَ أن يستمر في خطئه .

6- أنَّ المسلمَ ينبغي عليه أن يُسامِحَ أخاه إذا أخطأ في حَقِّه واعتذر له ، فعليه أن يقبلَ اعتذارَه .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 17:40
( 20 )

.. لا تكُن أنانِيَّـًا ..
----------

كان ياما كان ... كان هناك شَابٌّ ذكيٌّ اسمه مهران ، وكان يعيشُ في قريةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار والبساتين والبُحيرات الصافية .

وكان مهران يهوى الطِبَّ والكيمياء وصناعةَ الدواء ... فكان يُسافـرُ كثيرًا ليلتقي بأهل الطِبِّ والكيمياء ؛ ليتعلَّم منهم فنونِ الطِبِّ والكيمياء وصناعة الدواء .

وبعـد سنوات أصبح مهران مُعالِجًا ماهـرًا .. فكان يجمعُ النباتات الموجودة في القرية ، بل ويذهبُ إلى الصحراء ؛ ليجمعَ منها بعضَ النباتات النادرة ، ثم يقومُ بعمل خلطات من هـذه النباتات ؛ ليصنعَ منها أنواعًا كثيرةً من الأدويةِ التي تتناسبُ مع أكثر الأمراض .

اشتهر مهران ، وذاع صِيتُه ، وأصبح الناسُ يأتون إليه من القُرى والبِلادِ المُجاوِرة من أجل العِلاج .. وقـد وَفَّقه اللهُ ( جل وعلا ) لعِلاج الكثير من الأمراض .

وفي يومٍ من الأيام جاءه صديقٌ عزيزٌ اسمُه ناصِح ، فقال له : يا مهران ، لماذا لا تقوم بتعليم بعض أبناءِ القريةِ فنون الطِبِّ والكيمياء التي تعلَّمتَها من أجل أن يُساعدوك ، وكذلك من أجل أن يعيشَ هـذا العِلمُ من بعـدك ..؟

مهران : أنا لا أُريـدُ أن أُعلِّمَ أحـدًا ؛ حتى لا يَحظَى بنفس المكانةِ التي أحظى بها الآن ... فأنا أُريـدُ الشُّهرةَ لنفسي فقط .

ناصِح : ولكنَّكَ بذلك ستُرهِق نفسَكَ كثيرًا في عِلاج الناس ، وكذلك إذا أصابَكَ أنتَ أىُّ مرضٍ ، فمَن يُعالِجُك ؟

مهران : مهما حدث ، لن أُعلِّمَ أحـدًا هـذا العِلم .

ناصِح : صدِّقني يا مهران ، سوف تندمُ في وقتٍ لا ينفعُ فيه الندم .

أخـذ مهران يستمر في عِلاج الناس بأجرٍ بسيطٍ ، وذاع صِيتُه أكثرَ وأكثر .. وكَثُرَ المرضى الذين يأتون إليه من البِلاد المُجاوِرة ، فأرسل رئيسُ القريةِ لمهران ، وقال له : يا مهران ، لقـد كَثُرَ المرضى ، فلماذا لا تستعينُ ببعض الشباب ليُساعدوكَ بعـد أن يتعلَّموا على يديك ؟

مهران : لا أُريـدُ مساعدةً من أحـد .

رئيسُ القرية : لكنَّكَ ستتعبُ كثيرًا .

مهران : هـذا لا يَهُمُّني .

وكى يظَل مهران هو الوحيد الذي يعرفُ هـذا العِلاج ظَلَّ يُواصِلُ العملَ ليلاً ونهارًا ، حتى سقط مريضًا ولم يستطع أن يقومَ ليُعالِجَ المرضى ، ولا ليُعالِجَ نفسَه ، فقـد نفِدَت كُلُّ النباتات التي عنده ، وليس هناك أحـدٌ يعلمُ سِرَّ التركيبةِ التي يصنعها مهران .

وهُنا جاء صديقُه ناصِح ليزوره ، فقال له : ألم أقُـل لكَ يا مهران ستندمُ في وقتٍ لا ينفعُ فيه الندم ؟!

مهران : صدقتَ يا ناصِح ، ولكنْ لم يَعُـد عندي القُدرةُ الآن على تعليم أحـد .

واشتدَّ المرضُ على مهران ، فكان يصرخُ ليلاً ونهارًا ، إلى أن جاءت اللحظةُ الحاسمةُ ، ومات مهران .

حزن أهلُ القريةِ على موته ، وخرجوا جميعًا ليدفنوه .

فقال رئيسُ القريةِ لناصِح : لقـد قتله المرضُ الشديد .

فقال ناصِح : بل قتلته الأنانية وحُبُّه لنفسِه .. فلقـد مات مهران ودُفِنَ في التُّراب ، ودُفِنَ معه العِلمُ الذي تعلَّمه ولم يُعلِّمه لأحـدٍ حتى ينتفعَ به الناسُ من بعـده .. وهـذا جزاءُ الأنانية .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المسلمَ لا بُدَّ أن يبحثَ في نفسه عن المهارةِ التي يمتلِكُها ؛ ليُنَّميها ويستخدمها في أن يكونَ بارِعًا في أىِّ عِلمٍ من العلوم التي يخدمُ بها أهلَه ومُجتمعَه وبلدَه .

2- أنَّ المسلمَ لا ينبغي أن يكتُمَ العِلمَ الذي تعلَّمه ، بل عليه أن يُعلِّمَ غيرَه ؛ لينشُرَ هـذا العِلم وينتفعَ به الناسُ ، ويكونَ في ميزان حسناته .

3- أنَّ مَن كتم عِلمًا ، فإنَّ هـذا العِلمَ يكونُ وَبالاً عليه .. فقـد رأينا كيف أنَّ مهران لَمَّا كتم عِلمَ الطِّبِّ والكيمياء ومَرِضَ ، لم يجد مَن يُعالِجُه ، فمات ومات معه العِلمُ الذي كان يَعلَمُه .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 17:42
( 21 )

.. حِكايـةُ باهِـر ..
----------

كان ياما كان ... كان في إحـدى القُرى الجميلة شابٌّ جميلٌ اسمُه باهِـر ، وكان مُجتهدًا في دراسته .

وكان يُحِبُّ في أيام الأجازة أن يلعبَ بالكُرة .. ولكنَّه كان يُحِبُّ أن يلعبَ وحده ، ويجلسَ وحده ، ويُذاكرَ وحده ، فلا يختلط بأصدقائه وجيرانه أبدًا .

وفي يومٍ من الأيام خرج باهِـر ليلعبَ الكُرةَ ، ويستمتعَ بها ، وبينما هو يلعبُ بالكُرة ، إذ وقعت الكُرةُ فوق الشجرة ، فذهب وأحضر مجموعةً مِن الحِبال ، ليصعـد الشجرةَ ويُحضِر الكُرة .

فقال له والِدُه : يا بُنَيَّ ، لماذا أحضرتَ هـذه الحِبال ؟

باهِـر : لأصعدَ فوق الشجرة ، فقـد سقطت الكُرةُ فوقها .

والِدُه : ولماذا تُتعِب نفسَكَ وأنتَ تعلمُ أنَّ صديقَكَ عُمـر ماهِـرٌ جدًا في صعود الشجرة ، ويستطيعُ أن يُحضِرها لكَ في دقيقة واحدة ؟!

باهِـر : لا أُريدُ شيئًا من أحد .. فأنا لا أحتاجُ لأحدٍ من البشر .

والِدُه : كما تُريدُ يا بُنَيَّ ، لكنْ لا تندم إذا وقعت .

لم يلتفت باهِـر لكلام والده .. وقام وعلَّق الحِبالَ على الشجرة ، وبدأ يصعد ، فانزلقت رِجلُه ، فسقط على ظهره ، وأخذ يصرخ ، فجاء جيرانُه وزملاؤه في المدرسةِ ، وحملوه إلى المُستشفى ، حيثُ تَمَّ عِلاجُه خلال أُسبوعين ، وعاد إلى بيتِه سليمًا مرةً أخرى .

وبعـد أيامٍ خرج باهِـر ليلعبَ الكُرةَ مرةً أخرى ، فسقطت منه في ماء النهر ، فذهب وأحضر الحِبالَ مرةً أخرى ، فقابله والِدُه ، وقال له : ماذا تُريدُ أن تفعلَ يا باهِـر ؟

باهِـر : سأسبحُ في الماء ، وأُلقي الحِبالَ على الكُرةِ ، لأُخرجها من الماء .

والِدُه : لكنَّكَ يا باهِـر لا تستطيعُ السِّباحةَ ، فلماذا لا تطلبُ من جاركَ عَمرو ، فهو يُجيدُ السِّباحة ؟!

باهِـر : لا أُريدُ خِدمةً من أحد .. ثُمَّ إنِّي أُجيدُ السِّباحةَ أيضًا .

ذهب باهِـر إلى النهر ، ونزل ليُحضِرَ الكُرةَ ، ثم ألقضى الحِبالَ ، فابتعدت الكُرةُ ، فدخل وراءها وغاص في الماء ، وأخذ يصرخ : أنقِذوني .. أنقِذوني ، فجاء جيرانُه وزملاؤه مرةً أخرى وأنقذوه .

فظَلَّ أيامًا طويلةً مريضًا في منزله ، إلى أن شفاه اللهُ ( جلَّ وعلا ) ، وبدأ يخرج .

وفي يومٍ من الأيام خرج باهِـر ، وأحضر الحِبالَ للمرةِ الثالثة ، فرآه والِدُه ، وقال له : إيَّاكَ أن تقولَ أَنَّكَ ستصعدُ الشجرةَ أو ستنزلُ النهر .

باهِـر : كلاّ يا أبي ، ولكنِّي أحضرتُ الحِبالَ لأصنعَ حدودًا حول حديقةِ منزلنا ، حتى لا يأتيَ أىُّ أحدٍ من جيراننا أو من زُملائي ، فيأكلوا من الفاكهةِ التي فيها .

فحزِنَ والِدُه حُزنًا شديدًا ، وقال له : يا بُنَيَّ ، إنَّ اللهَ خَلَقَ الناسَ مِن أجل أن يعبدوه ، ويعمروا هـذا الكون ، ولن يعمر الكونَ إلَّا إذا تعاون الناسُ فيما بينهم .. فأنتَ لا تستطيعُ أن تعيشَ في هـذا الكون وحـدك .. بل ستحتاجُ إلى جارِكَ ، وجارُكَ سيحتاجُ إليك ... وستحتاجُ إلى زُملائِكَ ، وزُملاؤكَ سيحتاجون إليكَ ... وهكـذا .

ثُمَّ دعني أسألُكَ سُؤالاً يا بُنَيَّ : ألم تقُل أنَّكَ لا تُريدُ خِدمةً من أحد ؟ .. فمَن الذي أنقذكَ في المرتين ؟ .. لقـد أنقذكَ جيرانُكَ وزملاؤكَ ، وكان مِن المُمكِن أن يتركوكَ حتى تموت .
يا بُنَيَّ ، لن تستطيعَ أن تعيشَ وحـدكَ في هـذا الكون .

قال باهِـر : فهمتُ يا أبي ، وتعلَّمتُ هـذا الدرسَ جيدًا .

وفي يومٍ من الأيام ، خرج باهِـر وأحضر الحِبالَ للمرةِ الرابعة ، فرآه والِدُه ، وقال له : يا باهِـر ، ماذا ستصنعُ بالحِبال هـذه المرة ؟

باهِـر : سأحمِلُ بها الفاكهةَ ، لأُقدِّمَها هَديةً لجيراني وزُملائي يا أبي .

والِدُه : أحسنتَ يا باهِـر ... فالناسُ يُحِبُّون مَن يسألُ عنهم ، ويُحسِنُ إليهم ... وسترى يا بُنَيَّ أَنَّكَ عندما تتعاونُ مع الناسِ مِن حولِك ، فسوف تعيشُ حياةً سعيدة .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- ينبغي أن يكونَ الطالِبُ المُسلمُ مُجتهدًا في دراسته ، ومُتفوقًا ، ليكونَ قُدوةً لغيره .

2- لا بأسَ أن يلعبَ الطالِبُ في يوم الإجازة ، ليستعيدَ نشاطَه للدراسةِ مرةً أخرى .

3- لا ينبغي أن يُغامِرَ المسلمُ بحياتِه أبدًا كما غامَرَ باهِـر بحياتِه عندما صعد إلى الشجرة وهو لا يُجيدُ الصعودَ إليها ... وعندما نزل النهرَ وهو لا يُجيدُ السِّباحة .

4- لا بأسَ أن يطلبَ المسلمُ من أخيه أو جاره أن يُساعِـدَه في عملِ أىِّ شئٍ ، فالحياةُ كُلُّها تعاون .

5- لا يستطيعُ الإنسانُ أن يعيشَ وحدَه ... بل لا بُدَّ أن يتعاون مع غيره مِن أهلِه وجيرانِه وزُملائِه ، ليعيشوا جميعًا أسعـدَ حياة .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 17:43
( 22 )

.. غُـرورُ الذكـاء ..
---------

كان وائل طفلاً ذكيًا جدًا في المدرسة ، ومِن أوائِل الصَّفِّ الثالث ، وكان كُلَّما عاد إلى البيتِ دخل على أُمِّه المطبخَ يسألُ عنها ، فتقولُ له : مِن فضلِكَ يا ولدي يا حبيبي اخرج من هُنا ؛ لأنَّ هناكَ أشياء خطِرة جدًا ... هنا الزيتُ المُلتهِب على نار البوتاجاز ، وأواني الطِّبخ الأخرى على نار البوتاجاز أيضًا ، وأنا أخافُ عليكَ من كُلِّ هـذا أن يُصيبكَ بأذى .. فكان يسمعُ كلامَ أُمِّه ويخرج .

وفي يومٍ من الأيام ، كان يوم إجازة من المدرسة ، قال وائلُ لنفسه : ما رأيُكَ يا وائل أن تدخلَ المطبخَ ، وتقومَ بتقطيع البصل بالسِّكينة دون أن تدري أُمُّكَ ، وتكون قـد ساعدتَها في إعـداد طعامِ الغَـذاءِ وإعـداد الطماطم للطبخ ؟

ثم قام ، ودخل المطبخ ، وأحضر السِّكينة ، ثم أحضر البصل والطماطم ، وبـدأ يُقطِّعُ البصلَ ، فصعِـدت رائحةُ البصل إلى أنفِه ، فأغرقت عينيه بالدموع ، ولم يستطِع أن يرى السِّكينة ، ولكنَّه استمر في تقطيع البصل وهو مُغْمِض العينين ، فأصابت السِّكينةُ أصابِعَه ، فصرخ وفتح عينيه فوجد الدمَ قـد انهمر من يده على ملابسِه وأغرقها ، وأغرق البصلَ الذي في يده ، وعندما رأى ذلك زاد في صراخه وبُكائه بصوتٍ مُرتفِع ، فجاءت أُمُّه مُسرِعةً وأبوه وإخوتُه وهم يُهرولون في هَلَع ، فرأت الأُمُّ ما حدث لوائل ، ووجدت بجواره السِّكينةَ والبصل ، وقـد أغرق الدمُ ملابِسَه ، فأسرعت بإحضار قِطعةٍ من الشَّاش ، وربطتها على يده ، وحمله أبوه مُسرعًا به إلى المُستشفى ، ووائل يبكي لِما حدث له ، لأنَّه ظَنَّ أنَّه شاطِر في كُلِّ شئٍ ، فلا داعي أن يُخبِرَ أُمَّه أنَّه سيدخلُ المطبخ ، ... وفي غُرفة الطوارئ رأى الطبيبُ يدَ وائل ، وقـد أصابت السِّكينةُ ثلاثَ أصابعٍ منها .

فقال الطبيبُ للأب : الحمدُ لله ، القَطْعُ سطحِيٌّ ، ولكنَّه سيحتاجُ إلى خَمس غُرَزٍ لخِياطةِ الأصابع ، وقام الطبيبُ بعمل العمليةِ السريعةِ لأصابع وائل ، وبعـد أن انتهى الطبيبُ شَكَرَهُ والِدُ وائل ، وعاد وائل ووالِدُه إلى البيت ، ونام على السرير وبجوارِه أُمُّه وأخواتُه واقفين مُتألِّمين من أجلِه ، ولِما حدث له ، ثم أغلقوا عليه نورَ الحُجرةِ وتركوه يستريح ، ثم قالت الأُم : وائل طِفلٌ ذكِيٌّ ، فكيف يفعلُ ذلك ؟

قال لها تامِـر : إنَّ الطِفلَ الذَّكِيَّ قـد يستعملُ ذكاءه ، ولكنْ في الخطأ .

فقالت مريم أختُه : كان يجبُ أن يُخبِرَكَ قبل أن يفعلَ ذلك يا أُمِّي ، حتى تُبيِّني له أنَّه ما زال صغيرًا ، وأنَّ السِّكينَ تقطعُ يدَه ، ... وأثناءَ حديثِهم جاء الأبُ مِن الخارج ، ومعه المُمرِّض الذي أعطى لوائل حُقنةً ، وهو يقول : بسم اللهِ الشَّافي ، وأعطى له أيضًا حُبوبَ الدواء ، وقال وائل عند أخذه للدواء : بسم اللهِ الشَّافي .

وفي اليوم الثاني ، سأل وائل نفسَه : أنا طِفلٌ ذكِيٌّ ، فلماذا لا أُفكِّرُ في شئٍ يجعلُني آخُذُ الحُقنةَ وأُشفَى مرةً واحدةً دون أن أستشيرَ أحدًا ؟

ثم فكَّر قليلاً ، وقال لنفسِه : وجدتُها ، أولاً بدلاً من أن أنتظرَ أخذ كُل يومٍ حَبَّة واحدة مِن العِلاج وأُشفَى خلال أسبوع ، آخُذهم كُلَّهم مرةً واحدةً ، وفي نفس الوقت لا آخُذُ الحُقَن ، لأنَّني سأُشفَى اليوم .

وفتح عُلبةَ الدواء ، وجاء بكُوبٍ وماءٍ وشَرِب الحُبوبَ كُلَّها مرةً واحدةً وخرج ، ثم بعـد نِصف دقيقةٍ أَحَسَّ بدورانٍ في رأسِه ، وآلامٍ في بطنه ، وكأنَّ أمعاءه تتقطَّع ، فصرخ : آه آاااه آاااه ، أبي أُمِّي إخوتي أنقِـذوني ، فدخلت عليه أُمُّه وإخوتُه مُهرولين مفزوعين مِن هَوْلِ صراخه ، وضمَّته أُمُّه إلى صدرها ، وهى تقول : ما بكَ يا وائل ؟ ماذا حدث لك ؟

قال لها وهو يتألَّمُ وغير مُستطيع الكلام : لقـد أخذتُ حُبوبَ الدواءِ كُلَّها مرةً واحدةً ، ثم انقطع صوتُه ، فحملته أُمُّه وإخوتُه ، وانطلقوا به في سيارة تاكسي إلى أقرب مُستشفى ، ودخلوا به غُرفة الطوارئ ، فالتفّ حوله الطبيبُ والمُمرضون مُسرعين ، وأخبرت الأُمُّ الطبيبَ أنَّه أخذ الدواءَ مرةً واحدةً ، فقام الطبيبُ مُسرعًا بعمل غسيلٍ مِعويٍّ له ؛ ليغسلَ له معدتَه وأمعاءه من كُلِّ شئٍ ؛ حتى يُنقِذَ حياتَه ... وأُمُّه واقفةٌ مُضطربةٌ من أجله ، وإخوتُه مُنزعجين من أجله ، لا يدورن هل يبقى وائل على قيد الحياةِ أم لا ؟

وبعـد ساعةٍ من الانتهاءِ من الغسيل المِعويِّ ، وإعطاء الطبيب له العِلاجَ اللازم لإنقاذِ حياتِه ، بـدأ وائل يشعـرُ بالحياةِ ويتحرَّك ، ثم فتح عينيه ، وأمسكَ يدَ أُمِّه ، فضمَّته إلى صدرها ، وقالت : أحمدُكَ يا رَبِّ أنقذتَ حياةَ ابني .

ثم نظرت إلى الطبيب والمُمرضين ، وقالت لهم : أشكركم جدًا ، وجزاكم اللهُ عن ابني خيرًا ، ثم قال وائل وهو لا يستطيعُ أن يتكلَّم : أحمدُكَ يا رَبِّ على كُلِّ حال ، ولكنِّي من الآن لن أستعملَ ذكائي وأنا صغيرٌ دون أن أستشيرَ أُمِّي وأبي وأساتذتي في المدرسة .


[ غـرور الذكاء / أ . رضا طعيمة ]

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
---------

1- أنَّ الطِفلَ المسلمَ لا بُدَّ أن يكون ناجحًا في دراسته ؛ ليكونَ قُـدوةً لغيره من التلاميذ .

2- أنَّ الأُمَّ لا بُدَّ أن تُحذِّرَ أولادَها من الأشياءِ التي قـد تكونُ خَطِرةً عليهم وعلى حياتِهم ؛ كالنارِ والكهرباءِ وغير ذلك .

3- أنَّ الطِفلَ المُلتزِمَ لا بُدَّ أن يُطيعَ أُمَّه ما دامت لم تأمره بمعصية .

4- أنَّ الطِفلَ المسلمَ إذا لم يُطِع أمرَ أُمِّه فقـد يُصيبُه الأذى الكثير .. ولقـد رأينا كيف أنَّ الطِفلَ وائل أصابته السِّكينةُ ، وأُصيبَ بتسمُّم في المعـدة ، وأُجريَ له غسيلُ معـدة ... كُلُّ هـذا لأنَّه لم يُطِع أمرَ أُمِّه .

5- ليس من العيب أن يُخطِئَ المسلم ، ولكن العيب أن يستمِرَّ في الخطأ .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 17:45
( 23 )

.. القناعـةُ كَنـزٌ لا يَفنَى ..
-------------

كان ياما ... كان هناك في إحـدى القُرى الزراعية مجموعةٌ من الشباب المُزارعين الذين يَكِدُّون ويتعبون من أجل أن يزرعوا الأرضَ لصاحِبها .

وكانوا يتقاضون راتبًا بسيطًا لا يكفي مُتطلبات الحياة .

وكان من عادة هؤلاءِ الشباب أنهم يعملون في الأرض ساعاتٍ طويلةً ، ثم يأخذون راحةً لصلاة الظهر وتناول طعام الغـداء .

وفي يومٍ من الأيام ، بينما كان هؤلاءِ الشباب الفقراء يتناولون طعامَ الغـداء ، إذ مَرَّ أمامهم رجلٌ غَنِيٌّ يركبُ سيارةً فارهةً من السيارات الحديثة .

فقال شابٌّ من هؤلاء الشباب : آدي الناس اللي عايشه !!!

فوقف الرجلُ ، وعاد إلى الشاب ، ونادى عليه ، وقال له : ما رأيُكَ في أن نتبادلَ سويًا ... أنتَ تكونُ مكاني وأنا أكونُ مكانَك .

الشاب : وكيف ذلك يا سيِّدي ؟

الرجل الغَنِّي : يا بُنَيَّ .. أنا أُعطيكَ كُلَّ شئٍ عندي ، وأنتَ تُعطيني كُلَّ شئٍ عندك .

الشاب : ولكنِّي ليس عندي أىُّ شئ .

الرجل الغَنِيّ : لا تقُل هـذا ... بل عندكَ الخيرُ الكثير ... وعلى العموم أنتَ لن تخسر شيئًا .. فهل تُوافِقُ أن نتبادل ؟

الشَّاب : مُوافِق .. ماذا عندك ؟ .. وماذا تُريدُ مِنِّي ؟

الرجلُ الغَنِيُّ : عندي خَمس سيارات مرسيدس أحدث موديل ، وعندي أربعة قُصور ، وأربع شركات ، وحوالي عشرة ملايين جُنيه مِصريّ ، ومع كُلِّ هـذا عندي مرض السُّكَّر والسَّرطان والفشل الكُلَوِيّ وانسداد في الشُّريان التاجي ... فما رأيُكَ أن تأخُذَ كُلَّ أموالي وأمراضي وتُعطيني صِحَّتَكَ فقط ؟!!!

الشَّابُّ : لا أُريدُ أموالَكَ ولا قُصورَك ... الحمدُ للهِ على نعمةِ الصِّحَّةِ والعافية ... يكفيني أن أعيشَ صحيحًا سليمًا مرتاح البال ليس عندي همومٌ ولا غُموم ، أعبدُ رَبِّي دون تعبٍ أو ملل ، فهـذه هيَ السعادةُ الحقيقية ... لقـد كنتُ أظُنُّ أنَّ السعادةَ في المال ، ولكنِّي الآنَ تيقَّنتُ أنَّ السعادةَ في طاعةِ الله مع الصِّحَّةِ والعافيةِ وراحةِ البال .

الرجلُ الغَنيُّ : هكـذا لا بُدَّ أن يرضى كُلُّ إنسانٍ بما قَسَمَهُ اللهُ له ولا ينظر لِما في أيدي الناس .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
----------

1- أنَّ المسلمَ ينبغي أن يعملَ عملاً حلالاً ؛ ليُنفِقَ على نفسِه وعلى أُسرتِه بدلاً من أن يسألَ الناس .

2- أنَّ الاجتماعَ على الطعام من أسباب غرس الحُبِّ في القلوب .

3- أنَّ المسلمَ لا بُدَّ أن يرضى بحالِه ، وأن يرضى بما قَسَمَه اللهُ له ، ولا ينظر لِما في أيدي الناس .

4- لا يَظُنُّ أحـدٌ أنَّ السعادةَ في كثرةِ المال ، فقـد يكونُ الإنسانُ غنيًا وعنده أمراضٌ كثيرةٌ ، فلا يستطيع أن يستمتِعَ بمالِه أبدًا ، وقـد يكونُ فقيرًا لكنَّه يستطيعُ أن يستمتِعَ بأىِّ نعمةٍ يُنعِمُ اللهُ بها عليه .

غربة أهل السنّة
2013-03-26, 17:49
( 24 )

.. خُطـورةُ الكَـذِب ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك شَابٌّ طيِّبٌ مُتديِّنٌ اسمُه طارق ، وكان يعيشُ مع والدته التي يُحِبُّها من أعماق قلبه ، فهـذا ابنُها الوحيدُ وحبيبُها الغالي ، فقـد مات والِدُه وهو طِفلٌ صغيرٌ ، وبقيت الأُمُّ مع طِفلِها الصغير طارق ، وظلَّت تُربِّيه على الأخلاق الحميدةِ ، وعلى حُبِّ الدين ، حتى شَبَّ وأصبحَ شابًا مُتدينًا ومُتفوقًا في آنٍ واحد .

وتَمُرُّ الأيامُ ، ويكبُر طارق ، ويدخل كُلية الطِّب ؛ ليُصبِحَ طبيبًا ناجِحًا .. ويتخرَّج من كلية الطِّب ، بل ويحصُل على درجة الماجيستير ، ثم أراد أن يُسافِرَ إلى أوروبا ؛ ليحصُلَ على درجةِ الدكتوراه ، فكانت أصعبَ لحظةٍ في حياةِ الأُمِّ وابنِها الوحيد الذي لم يُفارقها أبدًا .. وها هو الآن يحمِلُ حقيبةَ سفره ، ليُفارق أُمَّه لأول مرةٍ في حياتِه .

ها هيَ الأُمُّ تبكي وهيَ تُودِّعُ ابنَها ، وتقولُ له : لا تنسَ أُمَّكَ يا طارق ... وهو يبكي ، ويقولُ لها : لا أستطيعُ أن أنسى أُمِّي حبيبتي أبدًا .

وسافر طارق .. والأُمُّ جالِسةٌ في بيتِها وحيدةً تبكي ، ودموعُها لا تَجِفُّ لفِراق ابنِها الوحيد .
وظلَّت الأُمُّ تَعُـدُّ الأيامَ والليالي حتى يعـودَ إليها ابنُها الوحيد .

وفجأةً جاءها تليفون من ابنِها طارق يُبشِّرُها بأنَّه قـد حصل على درجةِ الدكتوراه بامتيازٍ مع مرتبة الشَّرف ، وأنَّه سيعـودُ إليها يومَ الخميس بعـد الظُّهر .

بكت الأُمُّ من الفرحةِ ، وأخذت تُهَيُّئُ نفسَها لاستقبال ابنِها الوحيد الذي غابَ عنها كثيرًا .

وبينما هيَ تنتظِرُ ابنَها الوحيد ، وتتخيَّلُ كيف تستقبلُ ابنَها طارق ، وإذا بها تسمعُ جرسَ الهاتف .

نهضت الأُمُّ من على الأريكةِ ، وأسرعت لترفَعَ سمَّاعةَ التليفون ، وهيَ تعتقدُ أنَّ الذي سيكلِّمُها هو ابنها طارق ، ليُخبرها بأنَّه قـد وصل مطارَ القاهـرة ، ولكن كانت المُفاجأة أنَّها لَمَّا رفعت السَّمَّاعة سمعت مَن يقولُ لها : أنتِ أُمُّ طارق ؟

قالت : نعم .. أنا أُمُّه .. ماذا حدث ؟

قال : البقاءُ لله .. لقـد مات ابنُكِ الآن في حادثِ سيارةٍ وهو في طريق العودةِ من المطار .

أُصيبت الأُمُّ بالذهول ، وسقطت على الأرض مغشيًا عليها .

وفي تلك الأثناء ، كان أخوها قـد جاء ليُسلِّمَ على ابنِها طارق ، فطرق على البابِ فوجده مفتوحًا ، فدخل ، وإذا به يرى أُختَه مغشيًا عليها ، فأخذها ، وطلب لها سيارةَ الإسعاف .. وما إن وصلت إلى المُستشفى ، حتى أخذوها إلى غُرفةِ الإنعاش ليُنقذوا حياتَها .

وفي تلك الأثناء ، كان طارق ابنُها قـد وصل إلى مطار القاهـرة ، وركب سيارة أُجرةٍ ليصلَ إلى المنزل ، فلم يجد أُمَّه ، فيسألُ الجيران ، فيُخبروه أنَّ رجلاً قـد اتَّصَلَ بأُمِّه وكَذَبَ عليها ، وأخبرها بأنَّكَ قـد مُتَّ في حادثِ سيارةٍ ، فأخذها خالُكَ إلى المُستشفى ، وهيَ الآن في غُرفةِ الإنعاش .

فما كان من طارق إلَّا أن أخذ سيارتَه التي كانت أسفلَ العِمارة ، وانطلق إلى المُستشفى بسُرعةٍ جنونيةٍ ، فتنقلِبُ به السيارةُ فيموت .

وتعلمُ جارتُهم الخبرَ ، فتذهب لتُخبِر أُمَّ طارق بأنَّ ابنَها طارق لم يكن قـد مات ، وأنَّ الرجلَ الذي اتَّصلَ عليها كان يكذبُ عليها ، وأنَّ طارق قـد عاد إلى المنزل ، ولَمَّا علِمَ الخبرَ أخذ سيارتَه ليأتيَ إليها ، فانقلبت به السيارةُ فمات .

فصُعِقَت الأُمُّ مِن هَول الصدمةِ ، وأُصيبت بسكتةٍ قلبيةٍ ، وماتت في التَّو واللحظة .. ولا حول ولا قوةَ إلَّا بالله .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ الأُمَّ الصالحة هيَ التي تصنعُ الرجالَ الصالحين الذن ينفعون دينَهم وبلدَهم .

2- أنَّ الأُمَّ التي يموتُ زوجُها ، ويتركُ لها طِفلاً يتيمًا أو أكثرَ مِن طِفلٍ يتيمٍ ، فتُربِّيهم وتنشغِل بتربيتِهم ، فإنَّها تكونُ يومَ القيامةِ مع النبيِّ في الجنَّة .

3- أنَّ أصعبَ لحظةٍ في حياةِ الأُمِّ عندما يُفارقها ابنُها الوحيد ، ليُسافِرَ بعيـدًا عنها .

4- وفي المُقابِل ، فإنَّ أسعـدَ لحظةٍ في حياةِ الأُمِّ يومَ يعودُ إليها ابنُها الوحيد بعـد غيابٍ طويل .

5- أنَّ الكذبَ قـد يُدمِّر حياةَ أُسرةٍ كاملةٍ ... وقـد يكونُ الكَذَّابُ يقصِدُ بذلك أن يمزحَ وهو لا يدري ما هيَ نتيجةُ مِزاحه .

6- أنَّ المسلمَ لا بُدَّ أن يَحذرَ من الكذب ، فإنَّ الكذبَ ليس من صفاتِ الصالحين ... فقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( وإيَّاكم والكَذِب ، فإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفجور ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار ، وما يزالُ الرجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكَذِبَ حتى يُكتَبَ عند اللهِ كَذَّابًا ))

القدس لنا.
2013-03-26, 23:52
جزاك الله خيرا. لقد بدأت ارويهم لابنتي واصلي. بارك الله فيك

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 08:25
جزاك الله خيرا. لقد بدأت ارويهم لابنتي واصلي. بارك الله فيك
و فيك بارك الله أختي و جزاك الله خيرا أيضا
أحسنت في رواية هذ القصص لأطفالك
و حاولي إبعادهم عمّا صار إليه أطفال اليوم
من حب للجلوس امام المسلسلات
و حب تقليد الممثّلين
و حافظي على براءتهم
و أسأل الله أن يحفظهم لك و يقّر عينك بهم

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 08:32
( 25 )

.. تابَ في نهائيات كأس العالَم ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ غَنِيٌّ يعيشُ في إحدى المدن الجميلة .

وكان يقضي حياتَه كُلَّها في الَّلهو والَّلعِبِ والسَّفَر والتِّرحال ، وكان لا يسمعُ عن حفلةٍ أو ماتش كورة أو غير ذلك إلَّا كان أولَ الحاضرين .

لم يكن مُحافِظًا على الصلاةِ أبدًا .. بل كان هاجِرًا لكتابِ الله .

وفي يومٍ من الأيام سمِع هـذا الرجلُ أنَّ المُباراةَ النهائيةَ لكأس العالَم ستُقامُ في فرنسا ، فقرَّرَ على الفور أن يُسافِرَ ليُشاهِدَ المُباراةَ هناك في فرنسا .

حَجَزَ الرجلُ تذكرةَ السَّفَر وتذكرةَ المُباراة ، وقام بإعـداد شنطةِ السَّفَر ، ليُسافِرَ إلى فرنسا مِن أجل حضور المُباراة .

ركِبَ سيارتَه ... وبـدأ السائقُ يتَّجِهُ بالسيارةِ إلى المطار ، ليركبَ هـذا الرجلُ الغَنِيُّ الطائرةَ المُتَّجِهَةَ إلى فرنسا .

وفي أثناءِ سيره إلى المطار ، انفجر أحـد إطارات السيارة ، فتوقفت السيارة ، ونزل السائقُ بسُرعةٍ ليُغيِّرَ إطارَ السيارة ، وإذا بهـذا الرجل الغَنِيّ تثورُ ثورتُه ، ووقف ينعي حَظَّه ، لأنَّه لن يُدركَ الطائرة .

وبعـد رُبع ساعةٍ انتهى السائقُ من تغيير إطار السيارة ، وبدأ يسلُكُ طريقَه إلى المطار ، لكنَّ الطريقَ كان مُزدحمًا ، فوصل المطارَ مُتأخِّرًا ، وفاتته الطائرة ، وفاته حضورُ ماتش نهائي كأس العالَم .

عاد هـذا المليونير الغَنِيُّ ساخِطًا لأنَّه لم يُدرك هـذه المُباراة في فرنسا .

في اليوم التالي كانت المُفاجأة التي غيَّرت مجرى حياة هـذا الرجل ، فقـد أحضر له السائقُ الجرائدَ اليومية ، وإذا به يقرأُ في تلك الجرائد أنَّ الطائرةَ التي فاتته بالأمس قـد سقطت ، ومات كُلُّ مَن فيها .

وإذا بهـذا المليونير يَخِرُّ ساجِدًا لله وهو يقول : الحمدُ للهِ أَنَّني لم أُدرِك الطائرةَ ، وإلَّا كان زماني في عالَم الأموات .

وكان هـذا الحادِث سببًا في عودةِ هـذا المليونير إلى اللهِ ( جلَّ وعلا ) .

فأصبح مُحافِظًا على الصلوات الخَمس في المسجد ، تاليًا لكتابِ الله ، ذاكِرًا لله ( جلَّ وعلا ) ، داعيًا إلى اللهِ ( سُبحانه وتعالى ) .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المسلمَ لا بُـدَّ أن يَعلمَ أنَّه خُلِقَ لعِبادةِ اللهِ ( جلَّ وعلا ) ، وليس للهو واللعبِ والعَبَث ، فقـد قال اللهُ تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ .

2- أنَّ المسلمَ إذا حدث له مكروهٌ ، فلا بُـدَّ أن يرضى بقضاءِ الله ، وأن يَعلمَ أنَّ اللهَ أرحمُ بعبده من رحمةِ الأُمِّ بطِفلِها الرَّضيع .

3- أنَّه قـد يكونُ هـذا البلاءُ هو عين النعمة والمِنحة ... فإنَّ هـذا الرجلَ لَمَّا ابتلاه اللهُ بفواتِ الطائرةِ ، كان هـذا البلاءُ هو عين النعمةِ والمِنحةِ ؛ لأنَّه لو رَكِبَ الطائرةَ لكان مصيرُه الموت مع كُلِّ مَن مات في هـذه الطائرة .

4- أنَّ اللهَ قـد يبتلي عبدَه المسلِم مِن أجل أن يتوبَ ويرجِعَ إليه ... كما حدث في قصة هـذا الرجل الغَنِيِّ .
* فينبغي ألَّا يحزنَ المسلمُ إذا حدث له أىُّ شئٍ يكرهه ؛ مِثل أن يمرضَ أو يضيع منه مالُه أو يفقد شيئًا عزيزًا عليه .

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 08:34
( 26 )

.. لازم تفكّـر ..
----------

كان ياما كان ... كان هناك غُلامٌ صغيرٌ وجميلٌ اسمُه باسِم ، يعيشُ مع أُمِّه وأبيه .

وكانت أُمُّه تُحِبُّه حُبًا جمًا .. وكانت تعتِمدُ عليه أحيانًا في شِراءِ بعض احتياجاتِ البيت .

وفي يومٍ من الأيام أرسلته ليشتريَ لها طماطم .

فذهب باسِم ، واشترى لها طماطم خضراء لا تصلُحُ للطعام .

فقالت له أُمُّه : ما هـذه الطماطم الخضراء يا باسِم ..؟! ألا تعلمُ أنَّ هـذه الطماطم الخضراء لا تصلُحُ للطعام ، لأنَّه لا يصلُحُ للطعام إلَّا الطماطم الحمراء ..؟!

باسِم : لقـد طلبتِ مِنِّي أن أشتريَ طماطم ، ولم تُحدِّدي إذا كانت خضراء أم حمراء .

وفي اليوم التالي أرسلته أُمُّه لكيْ يشتريَ لها زيتًا . فذهب باسِم ، واشترى لها زيت مُوتور سيارات ، وعاد إليها مُسرِعًا . فلَمَّا رأته أُمُّه فزِعت وقالت : يا باسِم ، أين عقلُك ؟! هل نحنُ نأكلُ الطعامَ بزيت سيارات أم بزيت طعام ؟!

باسِم : لقـد طلبتِ مِنِّي أن أشتريَ لكِ زيتًا ، ولم تُحدِّدي إذا كان زيتَ طعام أو زيت سيارات .

فأرادت الأُمُّ أن تُلقِّنه درسًا لا ينساه .

ففي صباح اليوم التالي ، استيقظ باسِم ، وطلب من أُمِّه أن تُعِـدَّ له طعامَ الإفطار .

فسألته أُمُّه : ماذا تُريدُ أن تأكُلَ يا باسِم ؟

باسِم : أُريدُ بيضًا يا أُمِّي .

فقامت الأُمُّ ، وأحضرت له بيضًا ، ووضعته أمام باسِم كما هو .

فتعجَّبَ باسِم ، وقال لأُمِّه : يا أُمِّي ، إنَّ البيضَ لا يزالُ نيِّئًا !!!

فقالت أُمُّه : يا باسِم ، أنتَ طلبتَ مِنِّي بيضًا ولم تقُل بيضًا مقليًا أو مسلوقًا .

باسِم : ولكنَّكِ تعلمين أنَّ الإنسانَ لا يُمكنُ أن يأكُلَ البيضَ نيئًا .

فقالت أُمُّه : لقـد أردتُ أن أُعلِّمكَ أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أن يستعمِلَ عقلَه ، وأن يُفكِّرَ قبل أن يفعلَ أىَّ شئ .

باسِم : لقـد تعلَّمتُ الدرسَ جيدًا ، وسوف أُفكِّرُ قبل أن أفعلَ أىَّ شئ .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
-------

1- أنَّ المسلمَ لا بُدَّ أن يكونَ مُطيعًا لوالِدَيْه ... يسمعُ كلامهما ، ويُحضِرُ لهما كُلَّ ما يُريداه .

2- أنَّ المسلمَ الذَّكِيَّ لا بُدَّ أن يعرف كيف يشتري الأشياءَ النافعةَ ، وكيف يتجنَّبُ الأشياءَ غيرَ النافعة .

3- أنَّ اللهَ خَلَقَ لنا عقلاً ؛ لنستعمله ونُفكِّرَ به .

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 08:39
( 27 )

.. حيلَـةٌ جميلـة ..
-----------

كان ياما كان ... كان هناك عالِمٌ جليلٌ يُحِبُّه الناسُ من أعماق قلوبِهم .
وشاع بين الناس أنَّه يعـرِفُ اسمَ اللهِ الأعظم .

فذهب إليه أحـدُ طُلاّب العِلم ، وقال له : يا سيِّدي ، أُريدُ أنْ أكونَ في خِدمتِكَ حتى تتفرَّغَ أنتَ لدعوتِك ... فوافقَ الشيخُ على ذلك .

وعاش التلميذُ يخدِمُ شيخَه عامًا كامِلاً .

وفي يومٍ من الأيام ، قال التلميذُ لشيخه : يا شيخي ، لقـد خدمتُكَ عامًا كامِلاً ، وقـد وَجَبَ حَقِّي عليك ... وقـد قيل لي : إنَّكَ تعـرِفُ اسمَ اللهِ الأعظم ، فأُريدُ أنْ تُعلِّمني إيَّاه .

فقال الشيخ : نعم ، سأُعلِّمُكَ إيَّاه ، ولكنْ بعـد سِتة أشهُر .

فصبر التلميذُ على خِدمةِ شيخه ستةَ أشهُرٍ أخرى ، ثم طلب منه مرةً أخرى أنْ يُعرِّفَه اسمَ اللهِ الأعظم .

فقال الشيخ : قـد آنَ الأوان ، ولكنِّي أُريدكَ أولاً أنْ تُوصِلَ هـذه الهديةَ التي في داخل الصندوق إلى الشيخ فُلان ، ثم إذا عُـدتَ سأُعرِّفُكَ اسمَ اللهِ الأعظم .

فرح التلميذُ بذلك فرحًا شديدًا ، وأخذ الصندوقَ ، وذهبَ إلى حيثُ أمره الشيخ .

وبينما هو يسيرُ في طريقهِ لتوصيل الهَدية ، أخذ يُفكِّرُ ويقولُ في نفسِه : يا تُرَى ما هـذه الهَدية التي أرسلها الشيخُ معي في هـذا الصندوق ؟

ثم قال لنفسِه : عَيْبٌ عليكَ أنْ تُفَتِّشَ عن أسرار الشيخ .

ثم غلبته نفسُه مرةً أخرى ، ففتحَ الصندوقَ ليَرى الهَدية ، فإذا بفأرةٍ تقفِزُ من الصندوق ... فغَضِبَ التلميذُ غضبًا شديدًا ، وظَنَّ أنَّ الشيخَ يستهزِئُ به .

فلَمَّا عاد إلى الشيخ ورآه ... نظر الشيخُ في وجهِهِ فعَرَفَ ما حدث .

فقال للتلميذ : يا أحمق ، إنَّما أردتُ أنْ أختبِرَ أمانتك ... لقـد ائتمنتُكَ على فأرةٍ فخُنتَني ، فهل تَظُنُّ أَنِّي أئتمِنُكَ على اسم اللهِ الأعظم ..؟!
اذهب عَنِّي فلا أراكَ بعـد اليـوم .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
----------

1- أنَّ اللهَ قـد يفتحُ على إنسانٍ في بابٍ من العِلم لا يعرفه غيرُه .

2- أنَّ التلميذَ يجبُ عليه أنْ يحترمَ شيخَه ويُوقِّـره .

3- أنَّ الشيخَ لا بُدَّ أنْ يختبرَ تلميذَه ليعلمَ صِدقَه وأمانَتَه .

4- أنَّ الخِيانةَ تجعلُ العبدَ يفقِدُ كُلَّ شئ .

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 08:40
( 28 )

.. القلبُ واللسان ..
----------

كان لُقمان عبدًا حبشيًا نجَّارًا ، فأمـره سيِّدُه أنْ يذبحَ شاةً ، فذبح شاةً ، فقال : ائتني بأطيبِ مُضعتين في الشاة ، فأتاه باللسان والقلب ، ثم مكث أيامًا ، فقال : اذبح شاة ، فذبح ، فقال : ائتني بأخبثِ مُضغتين في الشاة ، فألقَى إليه اللسانَ والقلب .

فقال له سيِّـدُه : قلتُ لكَ حين ذبحتَ : ائتني بأطيبِ مُضغتين في الشاة ، فأتيتني باللسان والقلب ، ثم قلتُ لكَ الآن حين ذبحتَ الشاة : ائتني بأخبثِ مُضغتين في الشاة ، فألقيت اللسانَ والقلب ؟

فقال : إنَّه لا أطيبَ منهما إذا طابا ، ولا أخبثَ منهما إذا خَبُثا .

http://www.muslmah.net/imgpost/11/612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :
---------

1- أنَّ العبدَ لا بُدَّ أنْ يُطيعَ أمرَ سيِّده ما دام لم يأمره بشئٍ فيه معصيةٌ للهِ ( جلَّ وعلا ) .

2- أنَّ القلبَ إذا صلح فإنَّه يصلح الجسد كله ، وأنَّ اللسانَ إذا استقام استقامت الجوارحُ كُلُّها ... وأمَّا إذا فَسَـدَ القلبُ ، فإنَّ الجسـدَ كُلَّه يفسد ، وإذا لم يستقِم اللسان ، لم تستقِم الجوارحُ كُلُّها .

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 09:26
تمّ بعون الله
و الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه

FATIMANOOR
2013-03-27, 10:42
شكررررررررررررررررررررررررررررا

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 17:22
شكررررررررررررررررررررررررررررا



بارك الله فيك أختي
تشرفت بمرورك

غربة أهل السنّة
2013-03-27, 17:24
أشكر المشرفة جزيل الشّكر على تثبيت الموضوع
"بارك الله فيكم"

ام ظافر
2013-03-27, 22:58
لاشكر على واجب موضوعك مميز ويستحق ذلك
ننتظر مزيدك دوما

غربة أهل السنّة
2013-03-28, 17:37
باااارك الله فيك

محمود العمري
2013-04-11, 16:03
http://im41.gulfup.com/fNf67.gif

عطر الياسمين الاصلي
2013-04-18, 18:15
بارك الله فيك اختي على هده القصص الجميلة والهادفة كنت ابحث عن هده النوعية من القصص المفيدة والمعبرة فعلا شكرا لك

غربة أهل السنّة
2013-04-21, 18:01
http://im41.gulfup.com/fnf67.gif

بارك الله فيك اختي على هده القصص الجميلة والهادفة كنت ابحث عن هده النوعية من القصص المفيدة والمعبرة فعلا شكرا لك

و فيكم بارك الله
شكرا

شمس 15
2013-04-30, 14:28
بارك الله فيك ختي،جزاك الله الفردوس على هذه القصص الرائعة .........
بحثث عن الكتاب و لم أجده ،،،،هل بإمكانك تدليني عن مكان بيعه.....

وفاء سعاد
2013-05-03, 18:17
بارك الله فيك

الدر المكنون 7
2013-05-06, 09:03
وبارك الله فيك على تقديمك لنا هذه القصص الجميلة والمعبرة ،لقد احتفظت بها كلها وسأرويها لأبنائي باذن الله
جعلها الله في ميزان حسناتك
شكرا