مشاهدة النسخة كاملة : زوجي الحبيب، زوجتي الحبيبة ...معا نحو أحلى حياة- حلول عملية مع يوميات تطبي
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
حياكم الرحمن إخوتي الأفاضل أخواتي الفضليات
نظرا لما يعرفه مجتمعنا المسلم من مشاكل أسرية وارتفاع نسبة الطلاق والله المستعان، صار من الضروري التطرق لهذا الأمر وتوضيح سبل السعادة ومواطن الخلل والله المستعان وبالله التوفيق
من خلال سلسلة من ست حلقات من اجتهادي الشخصي تتبعها رواية على شكل يوميات تطبيقية للحلول المطروحة
أسأل الله تعالى لي ولكم القبول والفتح ونور البصيرة وسلامة العمل من الزلل والإخلاص له وتقواه....
وبسم الرحمن نبدأ
اسمعني فقط... زوجي الحبيب...
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الأولى
نظرت إليه أخته ووجهه ينطق حزنا...
ما بك أخي الحبيب؟
رفع رأسه متثاقلا وقال: بيتي يهدم أمام عيناي...
قالت ميساء: خيرا؟
وما إن قالت هذه الكلمة، حتى انطلق هيثم يلقي بهمومه بين يديها، عدم تفاهم، جدال يومي، توتر، صراخ، صراعات، لم يعد يركز في عمله، لم يعد يحس بطعم حياته، لم يعد يحبها....
قالت ميساء: الحل بسيط، كم تدفع لأقوله لك...
قال بغضب: أتستخفين بي يا ميساء؟ هذا جزائي أني حكيت لك همومي؟
ميساء بحكمة: اهدأ يا أخي الحبيب... والله الذي لا نعبد غيره، الحل بسيط جدا...كنت فقط أمزح لأسري عنك قليلا...
هيثم: تفضلي كلي آذان صاغية...
ميساء: أتعلم يا أخي ما مشكلتنا؟ أننا نعامل الآخر كما نحب أن نعامل، هذه قاعدة تسري على العلاقات الإنسانية كلها، إلا في العلاقة الزوجية هناك أمر نغفل عنه...
هيثم: وماهو؟
ميساء: مثلا لما تكون لديك مشكلة، فإنك كرجل بطبيعتك، تفضل الصمت والتفكير، وتدرك أنك قادر على حل مشكلتك بنفسك، ولا تلجأ لأحد إلا إذا استنفذت كل طاقتك في الحل، ولا تبوح بالمشكل إلا بحثا عن الحل....
هيثم: صحيح
ميساء: وزوجتك لو كانت تفهم هذا، لما كانت ضغطت عليك لتعرف ما بك، لكنها تضغط لسبب واحد فقط، أننا نحن النساء نفكر بطريقة مختلفة... حين تكون لدينا مشكلة فإننا نحتاج لمن يسمعنا ونفرغ كل المشكلة ثم نتدارس الحلول...فهي تضغط حبا لا نكدا، ولهذا حين تجد زوجتك تتكلم كثيرا لا تفهم أنها تثرثر، هي فقط تحتاج أن تسمعها وإنها لا تشتكي ولكنها تعبر عن ضغط المشكلة بطريقتها...
هيثم: أكملي أسمعك...
ميساء: هذا من جهة، من جهة أخرى ما تحتاجه أنت كرجل كأولوية هو الثقة، أن تثق بقدراتك ولا توجهك ولا تحاول تغييرك...
هيثم: صحيح...
ميساء: ولكن هي تحتاج كأولوية الرعاية والحب...
لهذا أخي الحبيب، سأعطيك حلا سحريا مبدئيا، لا تحاول التخلص من ثرثرتها بالصمت، اسمع فقط وأومئ برأسك وقل نعم، تمام... ولا تتسرع بقول الحل... ولا تعتبر شكواها من متاعب الحياة تهمة لك... فهي فقط ' تفضفض' اسمعها وأضيف لك شيئا، حين تريد منها شيئا لا تقل مثلا: افعلي كذا... ولكن قل: افعلي كذا أكرمك الله حبيبتي على سبيل المثال... وسترى العجب...
وفي المرة القادمة سأزودك بعون الله بحلول أخرى بسيطة ومفاتيح تبني بيتك من جديد...
بقلم: نزهة الفلاح
أبو ليلى الأثري
2013-03-19, 06:55
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وفيك بارك الرحمن أخي الكريم ورضي عنك
زوجك على ما عودتيه...إياك أن تكلميه...
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الثانية...
في الحلقة الماضية: أعطت ميساء لأخيها هيثم حلين مهمين في علاقته مع زوجته...
في هذه الحلقة بعون الله :
بعد أن خرج هيثم غاضبا... جلست منى تبكي حظها العاثر وتفكر في وضعها الراهن...
رن جرس الباب...وكانت الزائرة هند صديقة منى...
بعد التحية والسلام والمقدمات... انطلقت منى تحكي آخر أخبارها مع هيثم وهند تسمع باهتمام وتومئ برأسها متابعة التفاصيل...
انتهت منى من كلامها... وهند تفكر في هذا الوضع الذي تراه شائكا...
قطبت جبينها وتنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت: يا منى أرى أن الخلل في اهتمامك الزائد به... يا منى " التقل صنعة " لابد أن تتعلميها، وحينها سيكون كالخاتم في أصبعك... تسيريه كما شئت... اسألي مجرب ولا تسألي الطبيب...
منى باهتمام: التقل؟
أنقذيني به أرجوك فقد تعبت من صمت زوجي وبروده وأفعاله التي تجعلني أتميز غيظا...
هند: التقل هو الحل، وأول درس بروووووووووووووووووود الأعصاب، وقليل الكلام...
وسترين أنه من سيكلمك وسيسعى سعيا وراءك...
وبعد حديث طويل وتدريب على "التقل"، ذهبت هند إلى حال سبيلها...
وبعد ساعات قليلة مرت ببطء شديد على منى... وهي متحمسة لتطبيق الدرس والاستمتاع بردة فعل هيثم والانتصار الرهيب على "عنهجيته"
وصل هيثم أخيرا...
يتبع بعون الله
بقلم نزهة الفلاح
ملحوظة: ما كتبت أعلاه هو ما يجول عند بعض النساء وليس الحل الحقيقي
هو قرر أن ينصت...وهي قررت أن تصمت...
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الثالثة...
في الحلقة الماضية: تعلمت منى أهم قواعد "التقل" كحل أولي لمشاكلها مع زوجها....
في هذه الحلقة بعون الله:
فتح هيثم باب الشقة وهو يستعد لتنفيذ أولى وصايا أخته، وهو الإنصات لزوجته...
هيثم: مساء الخير...
منى: أهلا...
هيثم: كيف قضيت يومك...
منى: جيد... الحمد لله...
صمت هيثم منتظرا كلامها لينصت ويبني جسر التواصل من جديد...
هدوء حذر من منى... هل أضع العشاء...
هيثم: نعم فأنا أحس بالجوع...
جلس الزوجان يتناولان العشاء... هيثم ينتظر منى... ومنى تطبق القاعدة وتصطبر عليها ... ما أقسى أن تسعى لتغيير طبع ولا تستثمره بطريقة صحيحة...
انتهيا من الطعام وقامت منى إلى المطبخ ترتبه.... أما هيثم فقد أشعل جهاز التلفاز وهو يفكر في هذا التغير الطارئ...
بعد ربع ساعة جاءت منى ... فقال في نفسه: أرجو أن تتكلمي يا منى...
منى: هل تريد شيئا آخر... سأخلد إلى النوم....
هيثم كاتما الصدمة: لا... شكرا....
منى كاتمة غيظها: العفو...
منى تتقلب في السرير...ترى ماذا يدور في ذهنك يا هيثم...
هيثم في غرفة الجلوس يغير قنوات التلفاز بشرود: ترى فيما تفكرين يا منى...
تذكر ميساء ثم قال في نفسه: أخبرها لعلها تنهي حيرتي...
ذهب إلى الشرفة واتصل بأخته...
مساء الخير ميساء، كيف حالك وحال أمي وأبي؟
ميساء: كلنا بخير يا هيثم وأنت ومنى؟ لعل الأمور صارت أفضل....
هيثم: الأمور التبست علي... مذ دخلت وهي صامتة...لمن أنصت.... للصمت؟
ميساء: اهدأ يا أخي... لعلها فهمت أنك تفضل صمتها...
هيثم: وما الحل إذن؟
ميساء: مممم أحتاج بعض الوقت للتفكير... غدا بإذن الله أخبرك...
انتهى الاتصال وذهب هيثم لينام...
ترى هل الصمت هو الحل؟ ترى هل السيطرة مطلوبة؟ ترى هل العلاقة بين الزوجين علاقة تنافس أم ماذا؟؟؟
في الحلقة القادمة بعون الله نضع أيدينا على الحل الحقيقي...
بقلم: نزهة الفلاح
أخيرا فهمتك... يا زوجي الحبيب
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الرابعة...
رن جرس الباب... وبعد لحظات فتحت منى... وهاهي ميساء تطل بابتسامة مشرقة...
السلام عليكم موني...
منى: أهلا حبيبتي ميوس كيف حالك؟
ميساء: بخير الحمد لله وأنت؟
منى: الحمد لله على كل حال...
مضت نصف الساعة من الدردشة والسؤال عن الأهل وآخر الأخبار...
ثم قالت ميساء: كيف حالكم أنت وهيثم؟ إن شاء الله بخير حال
ثم ضحكت وقالت: وكيف لا... عروسين جدد... أكيد أنكما في قمة السعادة...
تنهدت منى متضايقة وقالت بتهكم: السعادة... أحلام وردية لكل بنت... أنصحك ألا تحلمي بشيء لكي لا تصطدمي بالواقع...
ميساء مازحة:... هل فعل هيثم شيء، أخبريني فقط وسألقنه درسا...
منى: للأسف الحياة الزوجية شيء آخر...
ميساء: أقلقتني يا منى، هل هناك شيء...
منى: طلبت الطلاق حبيبتي... وهيثم طلب مني أن أتمهل...
سكتت ميساء برهة ثم قالت بأسف: هل لي أن أعرف بعض التفاصيل؟ تعلمين أني أحبك وأن علاقتنا ليست علاقة زوجة وأخت زوج، صدقيني الطلاق ليس هو الحل... لكل شيء حل...
منى: سأحكي لك وأنت احكمي وأنا راضية بحكمك وأثق في رجاحة عقلك...
ميساء: تفضلي حبيبتي... كلي آذان صاغية...
ثم شرعت منى تسرد حياتها منذ عرسها إلى اليوم... وميساء تنصت وتؤكد متابعتها واهتمامها...
نظرت ميساء إلى منى وقالت: أتثقين بي؟
منى: طبعا وإلا ما أفصحت لك عن مكنون قلبي...
ميساء مبتسمة: ماذا لو قلت لك الحل سهل جدا وبيدك...
منى باهتمام: اطرحيه وتأكدي أني مستعدة للتنفيذ، فأنا أحب هيثم وما دفعني للطلاق هو أني لا أعرف كيف أتعامل معه، والعلاقة بيننا توترت جدا وتحولت إلى جدال وشجار يومي...
ميساء بهدوء وحكمة: سأقول لك بعض الأمور التي تحدث بينكما وتؤكدي لي، وعليها نبني الحلول بعون الله ...
منى: تفضلي حبيبتي...
ميساء: هل ما يضايقك من أخي هو:
حين يصل إلى البيت ويظهر لك متضايقا، تسأليه فلا يبوح لك؟
منى: فعلا
حين تتحدثين إليه وتحكي بالتفصيل، تحسين أنه مل أو يطلب منك نهاية الحدث مباشرة...
منى: صحيح
ميساء: عند الشجار يكون المشكل صغيرا ولكن الجدال غالبا يكون على أسلوب الحوار وطريقة التعامل...
منى مستغربة: صحيح
ميساء: تتمنين لو أنه يحدثك ويحاورك ويؤنس وحدتك ويبوح لك بمكنون قلبه ويعبر لك عن حبه...
منى: طبعا
ميساء: إذن اسمعي مني حبيبتي...
الخلل حبيبتي في ثلاث نقاط رئيسية:
أولا: طبيعة العلاقة بينكما...
ثانيا: اختلاف التفكير والطباع...
ثالثا: خلل في تفريغ المشاعر السلبية والتراكمات اليومية...
منى: نعم، كيف؟
ميساء: طبيعة العلاقة ثلاثة أنواع إما تنافس وندية وسعي للسيطرة من الطرفين، أو تسلط من الزوج بحجة القوامة – التي إن فهمها حقا ما تسلط- وخنوع من الزوجة وذل وبالتالي علاقة غير سوية، أو علاقة حب في الله وتنافس نحو الجنة...
فالرجل والمرأة متساويان في المقام متكاملان في المهام، والقائد هو الرجل لأن الله حباه بقوة بدنية أكثر، لحماية أسرته والعمل والكد وبتحكيم العقل أكثر... وأما المرأة فحباها بعاطفة أكثر لأنها سكن الزوج وسكن أولادها وحضن الأسرة الدافئ، فإن كان حبكما لله كان شرع الله هو الحكم، وتقوى الله هي الضابط، ورضا الله هو الغاية...
مثلا: من يعتذر أولا الرجل أم المرأة؟
هل يعتذر من أخطأ أولا؟ أم أنهما يتسابقان للاعتذار حبا لله ثم لبعضهما؟ تنافسا في إرضاء الحبيب الأول...
العلاقة السوية:تعاون على إعمار الأرض من خلال بناء أسرة مسلمة كما يحب الله ويرضى، فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل...
وتأملي معي:
فرضنا ولدتم ثلاث أطفال وربيتموهم كما يحب الله – يعني عقيدة سليمة وحياة يمشون فيها بشريعة الله لأنها كاملة وهي صمام الأمان لحياة طيبة وجنة عالية وهم ولدوا ثلاثة وهكذا...
3x3=9
9x3=27
27x3=81
81x3=243
3x243=729
729x3=2187
.......
.......
.......
.......
.......
.......
إلى يوم القيامة
كل بناؤكما الآن هو أساس لأجيال قادمة...
وأما الثانية: اختلاف التفكير والطباع...
الرجل يأتي من العمل وهو منهك، يحتاج من زوجته البسمة الحنونة والهدوء الجميل والكلام القليل حتى يرتاح، فإن ارتاح أخبرته بمستجدات اليوم بالمختصر أولا بمعنى حدث كذا ثم انتهى بكذا بدون تفصيل، وإن طلب تفاصيل فله ذلك...ربما تقولين لي أنا أيضا أكون متعبة في البيت ومهامه... أقول لك كل شيء بثوابه إن جعلناه لله، فنحن المفروض أننا نعامل الله من خلال خلقه... وبالتالي سيتحول تأففنا من متاعب الحياة إلى سعادة بالعمل إخلاصا لوجه الله... وشتان بين الشعورين...
من جهة أخرى يحتاج الرجل من زوجته أن تثق به فهو القائد للسفينة إما إلى الجنة وإما إلى النار والعياذ بالله...وألا تحاول تغييره...
ثقي به وقدريه واحترميه وأكدي إعجابك به وارفعي معنوياته وشجعيه على المضي قدما في اهتماماته وعمله وإنجازاته... وسترين... هو سيتغير بعون الله ويذهلك...
قدري صمته وانسحبي بهدوء وجميل تفهم... واشغلي نفسك بأدوارك الثانية.... فهذا طبعه...
وأما مشاعرك السلبية فرغيها بطريقة سليمة لا بكثير الكلام...
منى: كيف؟
يتبع بعون الله
بقلم نزهة الفلاح
لا نكد بعد اليوم... زوجي الحبيب...
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الخامسة...
في الحلقة الماضية: تطرقت ميساء لطبيعة العلاقة واختلاف الفكر والطباع بين الزوجين...
في هذه الحلقة بعون الله.
استمرت ميساء في إعطاء مفاتيح وحلول لمنى لتكون حياتها هانئة بعون الله...
وتحدثت عن طريقة تفريغ المشاعر السلبية التي تصيب كل واحد منا...
فسألتها منى عن الكيفية ....
ميساء: لنناقش أولا أسباب المشاعر السلبية التي تتراكم وتؤدي إلى الحاجة الملحة للكلام والشكوى و" الفضفضة"
منى باهتمام: تفضلي...
ميساء: الإنسان بطبيعته حبيبتي له احتياجات لو فقدها تراكمت الكثير من المشاعر السلبية داخله...
حين نفقد الحب والرعاية ...
حين نفقد الدعم ورفع المعنويات ...
حين نفقد التقدير والاحترام...
حين تتراكم المشكلات ... وحين نصمت ونتغافل ظنا منا أننا نسامح...يمر الوقت فننفجر ونجادل ونخسر بعضنا...
هذه بعض الأسباب...
منى: وما الحل حبيبتي... هذه أمور يعاني منها الكثير من الناس...
ميساء: هي المفاهيم حبيبتي حين تكون خاطئة، تجعلنا نعاني بشدة...
حين نقول مثلا تغافل وتسامح، هذا مع كل الناس... لكن بين الزوجين...يكون بركان نائم...
منى: بركان نائم؟
ميساء: نعم بركان نائم... لأننا نظن أننا نسامح ولكننا لا شعوريا نحسب الأخطاء... بينما مع الناس فهم لا يعيشون معنا... بالتالي تنمحي إساءتهم بسرعة ...
منى: وما الحل؟
ميساء: الحوار والمعاتبة في جلسة تصافي أسبوعية مثلا تتصافى فيها النفوس وتتجدد فيها المودة...
وحين نفرغ الطاقة السلبية اليومية... فإننا لا نحتاج للتأفف والشكوى...
ومن الطرق الرائعة : ممارسة الرياضة بشكل يومي ولو ربع ساعة، وجعلها أسلوب حياة... يطهر الجسم من السموم ويصفي الذهن ويفرغ الشحنة السلبية ويقوي الجسم ويكسبه صحة وعافية بتكامل مع الغذاء السليم...
الوضوء طريقة رائعة للتخلص من المشاعر السلبية...
التنفس بعمق بطريقة صحيحة...
الاستغفار وذكر الله يحول القلب إلى جنة ويطهره من المنغصات ويملأه رضا وتقرب إلى الله...
منى مبتسمة: رائع ...
ميساء: وأروع من هذا وصفة سحرية... تجعلك بفضل الله إنسانا آخر...
يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
هيا بنا... زوجي الحبيب...نحو أحلى حياة
سلسلة معا نحو حياة أفضل... الحلقة السادسة وقبل الأولى من رواية يوميات منى وهيثم...حين تكون السعادة قرارا...
في الحلقة الماضية: تطرقت ميساء لأسباب المشاعر السلبية وطرق التخلص منها...
في هذه الحلقة بعون الله تعالى...
ميساء: هناك مفاتيح تحقق لنا السعادة والحياة الطيبة الهنية... فقط نغير فكرنا وقناعاتنا... ونفهم بعمق كيف نتعامل مع حياتنا...
منى: فعلا صدقت ميساء... اللهم أعنا...
ميساء: يارب آمين...
منى بلهفة: وماهي الوصفة السحرية التي ستجعلني إنسانا آخر...
ضحكت ميساء ثم قالت: نعم هي وصفة رائعة ولكنها تحتاج لتطبيق أمر مهم قبلها...
لن أقولها لك اليوم.... لكن إن أحببت سننتقل معا إلى مرحلة التطبيق العملي المتدرج... لتكون النتائج مرضية جدا بعون الله
منى بحماس: وأنا مستعدة حبيبتي...
ميساء: إذن على بركة الله...
أوصي نفسي وإياك بشيء واحد فقط مبدئيا... الاستغفاااااااااااااااااااااااار
مفتاح الأقفال وراحة البال ونور القلب وبركة الحياة...
منى: بإذن الله تعالى
................................................
ملحوظة هامة: هذه حلقة أخيرة في السلسلة تمهيدية للتطبيق العملي خطوة خطوة من خلال رواية بعنوان: يوميات هيثم ومنى... حين تكون السعادة قرار...
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الأولى
http://www.palsharing.com/i/00032/tolqj51pqglx.jpg
انصرفت ميساء إلى البيت.....واتصلت بهيثم ثم قالت بإيجاز: اطمئن كل شيء على ما يرام... أنصت واطمئن...واعط الحب ولا تقلق..وفقكما الرحمن...
تحركت منى بحماس نحو المطبخ فجهزت طعاما زكيا لزوجها الحبيب...ثم لبست أحسن الثياب...وصلت ركعتين... وجلست تستغفر الله تعالى وكلها أمل في حياة أفضل وأسرة سعيدة...
وبعد ساعات قليلة...وصل هيثم...فاستقبلته بابتسامة خجلة...تعبر عن اعتذار عما فات...وأمل في الأفضل فيما هو آت...
فبادلها الابتسامة وألقى التحية...
جلس الزوجان يتناولان الطعام...ومنى تقول كلمات قليلة وتتحرى ردة فعل هيثم...وهيثم يبادلها بكلمات أكثر، تشجيعا منه على الاسترسال...
مرت دقائق معدودة ألان الله فيها القلوب...وانسجم الزوجان وعمت الضحكات المكان... وبدأت النفوس تصفو وتطهر الذاكرة من كل سيء مضى بينهما...
يتبع بعون الله تعالى
بقلم نزهة الفلاح
ملحوظة: سلسلة معا نحو حياة أفضل قدمت بعض الحلول واليوميات بعون الله ستكون تطبيقا عمليا لها وحلولا أخرى مرافقة...أسعدكم الرحمن جميعا ورضي عنكم
طاهر القلب
2013-03-24, 23:24
السلام عليكم
سلسلة ممتعة متخمة بالفائدة
عسى ان تجد من يلقي لها السمع والفؤاد
أحييك ... موضوع يستحق لمسة المشرف
بارك الله فيك
السلام عليكم
سلسلة ممتعة متخمة بالفائدة
عسى ان تجد من يلقي لها السمع والفؤاد
أحييك ... موضوع يستحق لمسة المشرف
بارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الرحمن أخي الكريم ورضي عنك
أسأل الله أن ينفع بها، جزاك الله كل خير أخي الكريم ورضي عنك
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثانية...
http://www.palsharing.com/i/00032/tolqj51pqglx.jpg
أرسلت الشمس أشعتها على النوافذ فأضاءت الغرفة...قامت منى متثاقلة...جهزت الفطور ونادت هيثم ليفطر...
هيثم متكاسلا: ربع ساعة فقط...
غط في النوم...وهي كل ربع ساعة تناديه وتقول: قم يا هيثم ستتأخر عن العمل...
بعد ساعة قام هيثم...يا إلهي إنها الثامنة...تأخرت عن العمل...
قفز من مكانه غاضبا... متوترا...قائلا في نفسه: اليوم سأكون وجبة للمدير...
فتح خزانة الملابس يبحث عن القميص الأبيض...قلب الخزانة رأسا على عقب بحثا عنه...لاااااااا يوجد
نادى بأعلى صوته: منىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
منى مسرعة: ماذا هناك يا هيثم؟؟
هيثم بغضب: أين قميصي الأبيض؟
أشارت بيدها للخزانة فاستطرد: ليس هنا...
نظرت منى إلى الخزانة...أسفة على حالها...وتعبها في ترتيبها...
ثم ذهبت إلى الغرفة الثانية مسرعة وأحضرت قميصا أبيضا طوته بعد كيه...
التقطه هيثم في عجالة وبدأت التعليقات....
منى ساكتة...الغضب يشتد...هيثم يرتفع صوته...منى تصطبر على الصمت...غادرت الغرفة بعد أن خنقتها العبرات...
ارتدى هيثم ملابسه بسرعة وانطلق إلى العمل...
أما منى فانهارت باكية في المطبخ...بعد كم الشتائم التي سمعتها...ووصفها....بالغباء....
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة...
http://www.palsharing.com/i/00032/tolqj51pqglx.jpg
في الحلقة الماضية: تشاجر هيثم ومنى وخرج هذا الأخير من البيت غاضبا، أما هي فأطلقت العنان للدموع في مطبخها...
في هذه الحلقة بعون الله
وصل هيثم مكتبه مسرعا وعروقه تغلي من الغضب من منى والخوف من غضب مديره...
ألقى بجسده على الكرسي يستجمع شجاعته ويهدئ أنفاسه السريعة...
بعد دقائق رن جرس الهاتف ...خفق قلبه...رفع السماعة...نعم...
مهندس هيثم...صباح الخير...أرجو الحضور إلى مكتب رئيس مصلحة شؤون الموظفين حالا...
هيثم: خيرا؟
المتحدث: أمر هام وعاجل...في انتظارك...
هيثم: سأكون هناك بعد دقائق...
انتهى الاتصال...واتصلت كل السيالات العصبية ببعضها في دماغ هيثم لتتوقع ما الخبر...
جلس على الكرسي بعد التحية ...ماذا هناك سيد فهد...
نظر إليه السيد فهد معاتبا وقال: ما بك يا مهندس هيثم...كنت بشوشا مجدا في عملك منضبطا في مواعيدك...كلنا توقعنا لك مستقبلا باهرا في الشركة...لكن منذ شهر تغيرت....هل تعاني من مشاكل أم ماذا؟
هيثم محرجا: حقيقة أعاني من بعض المشاكل...لكن أنا في طور حلها...ثق بي...
ربت السيد فهد على كتفه بعد أن قام من مكتبه وهم بالجلوس على الكرسي المقابل لهيثم...ثم قال:
أتمنى ذلك، أنت مهندس كفء ومكسب للشركة...لكن نتمنى أن تستعيد توازنك قبل أن يغضب المدير...
هيثم مطرقا: أعدك أن أدبر أموري...
خرج هيثم وهرمون الأدرينالين قد طغى...
مر اليوم ببطء...وهيثم قد امتلأ صدره بدخان السجائر...ولم يهدأ بعد...
-------
أما منى فقد بكت حتى احمرت عيناها...ثم جلست تعيد حساباتها...
وتتساءل: هل فعلا حلول ميساء ناجعة؟ أم أنها وهم فقط...
هذا الرجل حيرني...رباه ألهمني الصواب...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الرابعة...
http://www.palsharing.com/i/00032/tolqj51pqglx.jpg
في الحلقة الماضية: زاد حنق هيثم بعد تأنيب السيد فهد ...و أعلنت منى حيرتها من تصرف هيثم...
في هذه الحلقة بعون الله
صلت ركعتي الضحى وتضرعت بين يدي ربها الذي يملك القلوب وبيده كل شيء...وجلست تستغفر وتقوي اليقين في قلبها أن الله سيصلح حالها مع زوجها...
بعد ساعة ...غفت عينها ونزلت على قلبها السكينة...
رن جرس الهاتف...هبت إليه كمثل الذي ينتظر أمرا...إنها هند صديقتها...
وبعد دردشة خفيفة قالت هند: كيف أحوال ال"تقل" معك؟
قالت منى مازحة: هيثم لا ينفع معه لا صمت ولا كلام...يبدو أني سأسحر له عند ساحر مقتدر...
ضحكت هند وقالت: ولم تقولينها مزاحا؟ هذا هو الحل طالما أن لا شيء ينفع معه...أعرف شخصا سيجعله يركع لك وهو فرحان...ويتبعك كظلك...
منى بجد: لو كان الخوخ دواء لما تعفن...
هند مستغربة: ما قصدك؟
منى بحزم: قصدي أن السحر لو كان ينفع لرفع صاحبه أولا ولجعله سلطانا على البلاد...
لن أغضب ربي لأجل زوجي...فليفعل الله ما يشاء...ثم أنهت الاتصال بلطف...
قررت منى أن تتقرب إلى الله...وأن تجعل حبها لهيثم في الله...وأن تصبر وتحتسب...واليقين يكبر داخلها بأن هذا هو الطريق...
مضى يومها بين ذكر لله وقراءة لكتاب وبكاء بين يدي الله وتمرينات رياضية...
أذن أذان صلاة المغرب...صلت وقلبها قد داخلته سكينة وقوة...
بعد لحظات...وصل هيثم...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الخامسة...
في الحلقة الماضية: وطأت منى بداية الطريق في السعادة وقررت الاصطبار عليه...
في هذه الحلقة بعون الله
وصل هيثم بيته بعد يوم شاق...أنهك فيه تفكيره...ورئته أيضا...فزادت نفسيته تأزما...وجعل الصمت ملاذه والتجنب استراتيجيته...
استقبلته منى بابتسامة كأن شيئا لم يكن...وقد ارتدت أفضل ما لديها...فكيف لا تفعل ذلك وهي تعبد ربها وترضيه من خلال زوجها...
نظر إليها بشرود....ولم ينبس ببنت شفة...ثم دلف إلى غرفة الجلوس....وأشعل جهاز التلفاز....
قالت منى في قرارة نفسها: لا بأس...يريد أن يجلس لوحده...اللهم ثبتني واجعلنا لك كما تريد...
أعدت الطعام...ثم قالت: العشاء جاهز يا حبيبي...إن وددت الأكل....
قال بغير انتباه مصطنع وتركيز على مباراة في التلفاز: لا أشعر بالجوع الآن...
قالت بلطف: كما تريد...أرجو لك فرجة ممتعة...ثم انسحبت في صمت إلى غرفتهما...
استغرق هيثم في التفكير...ولاعبي المباراة المسجلة يتنافسون على تسجيل الأهداف...وهو يفكر في كسب ثقة مديره والتطور في عمله....هل منى هي سبب تقهقره؟ ماذا عليه أن يفعل ليرتاح ...أشعل سيجارة يختم بها يومه ويحيي بها رئته تحية يومية أخيرة بعد تحيات كثيرة وهدايا نيكوتينية مكثفة خلال اليوم...
ثم قام من مكانه...متجها نحو غرفتهما...لينام...عله يرتاح من تعب التفكير...
اقترب من الغرفة...فسمع بكاء...اقترب أكثر...فسمع كلاما...
يارب يا مقلب القلوب...قلب زوجي بين يديك فألف بين قلوبنا واجعلنا لك كما تحب وترضى...
اللهم إني أرجو منك حياة سعيدة في كنفك مع زوجي الذي أحب...فلا تحرمنا منها يا رب
.......................
تراجع هيثم...وعاد إلى مكانه...
أهذه منى؟؟؟ منى التي لم تصل منذ تزوجنا...
داخلت قلبه رقة بعد قسوة تشكلت تجاه زوجته....
وضع وجهه بين يديه...يجمع شتات قلبه...
استجمع شجاعته وجرأته....
ثم عاد إلى غرفتهما وطرق الباب بلطف...
دلف إلى الغرفة فوجد منى على السرير تذكر الله...وعيناها محمرتان من أثر البكاء...
قبل رأسها...وطلب منها الدعاء له...فهو في كرب...
قبلت يده...ومسحت على رأسه...ولهج لسانها بالدعاء....بخشوع وحنان...
اللهم إن حبيبي فيك في كرب....ولا يفرج الكروب سواك...
اللهم أسعده وارض عنه وأكرمه وأعنه وقوه وبارك له في الرزق وأغدق عليه من أفضالك...واشف صدره من كل هم...ووفقه في عمله...وسدد خطاه...واجعله من الفائزين في الدنيا والآخرة...
ابتسم محاولا إخفاء دموعه...التي تطرق باب عينيه مستأذنة للخروج محررة معها أوجاع اليوم...ورقة القلب المفاجأة التي دغدغت شغاف قلبه...غمرته بإحساس انكسار لله ...استغربه ويحاول استيعابه...
ثم قال: آمين يارب...
أعدي لنا العشاء...أكرمك الله حبيبتي...
ذهبت منى إلى المطبخ...وأقفل الباب في حذر...وحرر دموعه الأسيرة...فجرت حرة طليقة تطهر القلب وتهدئ النفس...
هدأ أخيرا...غير ملابسه...استحم...توضأ...
وسجد لربه...معانقا الأرض بعد سنوات من الهجر....
.................
أما منى...فتأخرت في المطبخ....تجنبا لإحراج زوجها...
ما أطعم الأكل سلمت يداك حبيبتي...قالها هيثم وهو يأكل بشهية وراحة عميقة...
بالهناء والصحة والعافية يا زوجي الحبيب...قالتها منى وقلبها يرقص فرحا ببشرى التغيير....ويسبح حمدا للكريم الحميد ...
أذن الفجر مؤذنا ببزوغ أمل في الله بعد ليل ساكن... قامت منى فتوضأت وأيقظت هيثم بلطف,,,قام بنشاط لم يعهده...
صلى وهي وراءه ...وحمد الله تعالى ودعا أن يبارك لهما فأمنت على دعائه...عاد إلى فراشه ليكمل نومه...فاليوم عطلة ...
أما منى...فقد بسطت السجادة وجلست تستغفر وتحمد وتهلل وتحوقل...وتلت ما تيسر من القرآن,,,رغم الجو البارد إلا أن حلاوة الشعور الجديد جعلتها تتجاهله...
جهزت وجبة الفطور...استيقظ هيثم وبدآ معا يومها الجديد...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السادسة...
في الحلقة الماضية: ألف الله قلبي الزوجين وبدأ ران الصراع ينجلي عن القلوب ...
في هذه الحلقة بعون الله
تناول الزوجان وجبة الفطور...بدآ يومهما...بعد أسبوع من العمل...
مر الصباح سلسا، خرج هيثم مع صديقه...بينما رتبت منى البيت وأعدت وجبة الغذاء...وهي ملازمة للسحر الرباني...الذي يريح الله به البال ويجلي به الهموم...ويفتح به الأبواب المقفلة...أستغفرك ربي وأتوب إليك...
عاد هيثم...وشاركا الطعام في مرح ومزح....وفجأة ...قال هيثم بحزم:
حبيبتي...أرى أن ندفن الماضي...وأعتذر حقا عن كل كلمة جارحة قلتها...وقبل رأسها...
ابتسمت منى وقالت: وهل ترى أني لم أدفنه؟ يا حبيبي أنت زوجي الحبيب...الرجل الذي أخترته وأحببته...لا اعتذار بيننا...فنحن واحد وجمعنا الله بميثاق وبكلمة منه...أنت لباس لي وأنا لباس لك....ما كان يغيظني هو صمتك...وكان هذا يؤدي بي إلى الجدال والصراخ وما تسميه نكد...
هيثم يومئ برأسه متابعا....
كنت أحلم أن أسمع منك الكلمة الحلوة...واللمسة الحنونة...عشت في جو قاحل جاف من المشاعر قبل زواجي بك...كنت أتمنى أن أجد معك كل مفقود....صدمت لما رأيت منك قليل كلام وانشغال دائم بعملك...أبقى وحيدة طول اليوم...أنتظرك على أحر من الجمر وحين تأتي ...يلفك الصمت...تحيرني....
أخرجت منى كل ما في جعبتها من عتاب...وهيثم ينصت ويؤكد متابعته...
أجهشت بالبكاء كطفل صغير...ربت على كتفها وقبل رأسها...وهو صامت...
نظرت إليه....ثم قالت: كان هذا قبل أن أفهمك...فأنت سندي في الدنيا بعد ربي...أنت حبيبي,,,أنت تاج رأسي,,,,أنت من جعله الله قواما علي ليحميني وقائد السفينة التي تقلنا معا...
استمرت منى في انتقاء الكلمات ورفع المعنويات وتأكيد الثقة في زوجها وفي قدراته التي حباه الله إياها...
أنهت كلامها بدعاء ثم قالت:
عذرا على كثرة كلامي...كنت أخرج ما بداخلي من تراكمات لنبدأ معا أحلى حياة بإذن رب السماوات...
أوجز هيثم كلامه كله في جملة وقال: ومن ذا الذي يكره أن يحيا أحلى حياة مع زوجة مثلك حبيبتي...
مر اليوم جميلا والنفوس قد صفت...وهرمون السعادة يعمل بكفاءة عالية...
وفي اليوم التالي ذهب هيثم إلى عمله...وكله نشاط وحيوية وحماس...والأفكار الإبداعية تتسابق لتخرج إبداعا وتميزا...
جلس يرسم تصميما للفندق الذي طلب منه...انطلقت يده ترسم وتبدع أحلى تصميم...وألوانا رائعة ومتناسقة تنبئ بفندق مميز مبهر وعمل متقن من المهندس المصمم...
استمر في العمل وقلبه يرقص فرحا من الفتح الرباني الذي يتمثل أمامه في ما تخطه يداه...
أنهى الرسم...حوله إلى صور....فتح الإميل...حمل الصور....
أرسله لحبيبته لتكون أول من يدلي برأيه في عمله...
اتصل بها...وطلب منها أن ترى الصور التي أرسلها...وانتظر رأيها على أحر من الجمر...
فتحت الصور....ما هذه الروعة...أرسلت إميلا تفصيليا تمدح فيه الألوان والأبعاد والأشكال والتفاصيل بدقة...
وصل الإميل أخيرا...التهم الكلمات بعينيه...والفرحة تقفز منهما...والقلب يرقص نشوة بحلاوة الإنجاز...
قفز من مكانه...حفظ الصور ...أخذها إلى مدير الشؤون الهندسية...واستمتع برأيه....
إنه هرمون السعادة والحب الحلال....إنه رفع المعنويات المفقود في زمننا...يصنع من الإنسان مبدعا...
أخيرا عاد إلى بيته بعد يوم مفعم بالسعادة والعمل الدؤوب...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السابعة...
في الحلقة الماضية: ارتفع هرمون السعادة إلى درجات عليا...وأدى إلى إبداع وإتقان هيثم...
في هذه الحلقة بعون الله
فتح هيثم باب الشقة حاملا معه هدية لمنى عرفانا بجميل صنيعها معه...فما فعلته نادر في زمننا..
ناداها مرات...لا مجيب...أين هي؟ عجبا ليس من عادتها الخروج بعد مغرب الشمس...قالها متسائلا....
وضع العطر والورد جانبا...واتصل بها...هاهو ذا جوالها يرن بالقرب منه...زاد استغرابه...ربما في سطح العمارة تجلب الملابس؟ ربما عند الجارة؟ ....ذهب إلى المطبخ...يبحث عن شيء يسد به رمقه ...الطعام جاهز ومغطى ولازال ساخنا...
خمن...إذن فهي قريبة من هنا...
التهم لقيمات بسرعة ...ثم انطلق إلى الشقة المجاورة وقد بدأ صبره ينفذ....
طرق باب الجارة وقد سمع ضحكات زوجته والجارة تقترب من الباب...
خرجت منى والجارة وهيثم بدأ يغضب...نظر بحدة إلى منى...ودخل شقتهما مسرعا....حتى أنه لم يحيي الجارة...
استأذنت منى بلطف من جارتها وتبعت بسرعة زوجها.... ولما وقفت أمامه محاولة تهدئة الوضع...انفجر في وجهها غاضبا...
كم مرة قلت لك...أكره ألا أجدك في البيت عند عودتي من العمل؟
منى بهدوء: جارتنا كانت عندها مشكلة وحاولت حلها بفضل الله...
هيثم بغضب: أنا أولى من أي أحد....
منى بهدوء واصطبار: أكيد حبيبي أنت أولى من كل البشر...وطاعتك تاج على رأسي...ولكن لا يرضيك أن يحتاج لنا أحد ونرفض مساعدته....ألست من علمتني ذلك؟
أسقط في يد هيثم وصمت برهة ثم قال: سأصلي العشاء...جهزي لنا العشاء...
ذهبت منى إلى المطبخ ولسانها يلهج بالاستغفار وقلبها تخالطه قوة وثبات....حمدت الله تعالى أنها أرضت ربها وكظمت غيظها...
توضأت...صلت ركعتين وراء زوجها وهو يصلي...أنهى صلاته...قبلت رأسه معتذرة وقائلة بلطف: العشاء جاهز يا رفيق عمري...
ابتسم أخيرا....قدم لها الهدية...ودعت له بحب....
صفت النفوس بعد نزغ شيطاني....وحل الهدوء طاردا عاصفة الغضب....
فجأة طرق أحدهم الباب بقوة...اهتزت لها جدران البيت وقلوب أهله...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة...
في الحلقة الماضية: صفت النفوس بعد نزغ شيطاني ثم اضطربت القلوب بطرق شديد ومفاجئ للباب...
في هذه الحلقة بعون الله
قام هيثم من مكانه مفزوعا....فتح الباب....فإذا بها جارتهم رأسها مخضب بالدماء ...
قالت باستعطاف: أنقذني يا أستاذ، كاد يقتلني....
منى وراءه مذهولة من المنظر....عقد لسانها....وقلبها قد ارتج حزنا على الوحشية الماثلة أمامها....
هيثم بسرعة: ادخلي لأفهم منك ما جرى....جرت منى إلى المطبخ....أتت ببعض الإسعافات الأولية...وهيثم يسمع الجارة....
الجارة تلهث وتمسك رأسها...فهم هيثم من كلماتها أن زوجها أجهز على رأسها بطاولة متوسطة الحجم وأمسك بشعرها...وظل يضرب رأسها مع الجدار، كادت تلفظ أنفاسها وظلت تدعو داخلها وتتذكر أي عمل صالح فعلته في حياتها.... هداه الله وانسحب فأغمي عليها....بعد مدة لا تدري أطالت أم قصرت....أفاقت فوجدت ابن زوجها ذو الستة عشر عاما...يسكب عليها بعض الماء لتفيق وقد ساءه حالها...ويضمد الجراح ويسعى لوقف النزيف....أما الزوج فقد خرج غير آبه بما فعل...
كل هذا وهيثم يستمع ويفكر في آن واحد....أما منى فكانت تكمل ما بدأه سمير ابن زوج الجارة هدى...
نظر بعجالة إلى الأسماء في حافظة الجوال واتصل بصديقه الطبيب باسل...
نصحها باسل أن تقدم شكوى للشرطة وحاول أن يفهم منها لماذا فعل هذا...وبعد كلام طويل توصلوا أنه مريض نفسيا إثر أحداث مرت عليه في حياته منها موت زوجته الأولى...
هدأت الأمور نسبيا...ذهبت الجارة إلى بيتها بعد مساندة نفسية من الثلاثة...انصرف باسل.....بقي الزوجان وحدهما ثانية....
منى متخوفة من ردة فعل هيثم: أ أضع العشاء يا حبيبي؟
هيثم وقد تعكر مزاجه....لا لم يعد له وقت أو مكان...
خلد إلى النوم في صمت....
أما منى فانشغل بالها بجارتها....تحلل الموقف والوضع المحزن....وقد حكت لها هدى قبل مجيء هيثم بعض المواقف والوضع بشكل عام فأوصتها بكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله....
بعد برهة تذكرت ميساء فلمعت عيناها فرحا....من يدري ربما لديها الحل لهذا المشكل المعقد....
أرسلت لها رسالة جوال...تطلب فيها رؤيتها في الغد لأمر عاجل وهام....
وأسندت رأسها تنادي النوم بالاستغفار وأذكار النوم...عله يستجيب...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
على الهامش: قصة الجارة حقيقية وأبشع مما قيل فقط لم أشأ الإطالة....قصة واقعية للأسف
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة العاشرة...لا توجد التاسعة فقط خطأ في الترقيم
في الحلقة الماضية: مرت غيمة حزن بسبب زوج مريض وزوجة مظلومة ...
في هذه الحلقة بعون الله
ذهب هيثم إلى العمل كدأبه كل صباح....وبدأت منى نشاطها اليومي المميز....في التاسعة صباحا استقبلت رسالة من ميساء تعتذر فيها عن مجيئها اليوم....لظروف دراسة...أما الجارة هدى فقد قضت ليلتها في أرق وانتظار وتحليل وأحزان....وابنها الصغير ذو العشر سنوات نائم بقربها....تنظر إليه....
مسكين يا ابني الحبيب...ما ذنبك في اختياري الخاطئ....عذرا يا فلذة كبدي ....
أعطيك منوما لكي لا ترى مأساة والدك....وذل أمك....
استمرت تحدث طفلها النائم وتندب حالها البائس....وبعد ساعات من اجترار الحزن والذكريات المؤلمة مع زوجها...تذكرت نصيحة منى وشرعت بالاستغفار....غفت عينها بعد دقائق....لم تصحو إلا على صوت زوجها الهادر....حين أيقظها كأنه لم يفعل شيئا بالأمس....وضحك معها ولاعب طفله كأنه أهداها البارحة عطرا وليس ضربات مميتة...
أما باسل فقد عاد إلى بيته وهو محتار في قصة هدى....يحلل المواقف ويحاول فهم زوجها....لعله يجد حلا جذريا لمعاناتها....
وسمير ابن زوج هدى....اختفى من البيت صباحا كعادته....خوفا من والده الذي يكرهه كرها شديدا....ظنا منه أنه من قتل زوجته....حين ماتت عند ولادته....وقد كان يحبها حبا شديدا....
..........................
شرد هيثم بعينيه وفكره بعيدا عن جهاز الحاسوب وبرنامج الثري دي .... بعيدا عن الرسوم والأبعاد والألوان والتصاميم....إلى عالم التفكر في مجريات الأحداث الجارية....يتذكر حياته مع منى....حياة ميساء....حياة هدى وأسامة....حياة باسل....
أناس اختاروا السعادة وأناس اختاروا الشقاء....
تساءل حائرا: ترى هل فعلا السعادة قرار؟ أم أننا تحت وطأة القدر ندعي الاختيار؟
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الحادية عشرة...
في الحلقة الماضية: تساءل هيثم حائرا: ترى هل فعلا السعادة قرار؟ أم أننا تحت وطأة القدر ندعي الاختيار؟
في هذه الحلقة بعون الله
علق السؤال بذهن هيثم....مرت أسئلة متشابكة في مخيلته....ما دمنا نختار....لم نحاسب؟ ما دامت السعادة قرار الإنسان....لم نتأثر ونبكي ونشقى؟ لم نمرض؟ لم نتألم؟هل منى قررت أن تسعد فبدأت التغير إلى الأفضل؟ أم أنها موجة من الحماسة؟ هل فعلا المكتوب لا هروب منه؟.....
أحس بصداع من كثرة التفكير والحيرة....دخل متاهة لم يظهر له فيها رأس الخيط...اختلطت عليه المعلومات وتشوشت لديه المفاهيم وبالتالي القناعات...
شرب القهوة علها تزيل الصداع وتحفز الخلايا للعودة إلى التفكير في التصميم والعمل..
أما منى فقد رتبت بيتها وذهبت عند أهلها تزورهم بعد الاستئذان هاتفيا من زوجها الحبيب...وهاهي أمها تستقبلها بحرارة....وأبوها يعاتبها على الغياب....أما أختها وفاء فكانت متعطشة للأسرار والأخبار الجديدة....التي لم تعرف منها سوى خطوطا عريضة في الهاتف....
أمضت منى اليوم مع أهلها في صفاء غير معهود....فقد كانت تذهب إما غاضبة أو باكية أو شاكية...وفي أحسن الأحوال حائرة....
وبعد خروجها من بيت أهلها، مرت عند بيت زوجها....في نفس الحي....وحملت معها بعض الحلويات وهدايا رمزية....
نظرت إليها أم هيثم نظرة استغراب....عندما قبلت يدها....بعد أن كانت تسلم عليها كالغريب....أما حماها فدعا لها بعد أن قبلت يده أيضا....وأخفى استغرابه إلى حين ....
دردشت معهما قليلا، وسألت عن ميساء فأخبرتها حماتها أنها خارج البيت....ففطنت أنها منهمكة في التجهيز لمناقشة رسالة الماجستير عن دور الأسرة في عزة الأمة أو هوانها....
خرجت منى عائدة إلى بيتها....وهاهي ميساء عائدة إلى بيتهم أيضا....والتقتا أخيرا....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثانية عشرة...
في الحلقة الماضية: التقت منى وميساء بعد انقطاع وانشغال....
في هذه الحلقة بعون الله
ميساء مرحبة: السلام عليكم....مفاجأة والله...
منى بسعادة: وعليكم السلام حبيبتي...اشتقت لك....
ميساء بفرح: أهلا حبيبتي...وأنا أيضا... قريبا بعون الله أتفرغ....ونعيد أيامنا الجميلة....
وبعد السؤال عن الأحوال .....وتقصي آخر الأخبار....
منى وقد تذكرت هيثم : أود الحديث معك في موضوع لا يحتمل التأخير....لكن اقترب موعد أذان المغرب....ولابد من العودة....
ميساء بأسف: موضوع؟ بخصوص ماذا؟
منى: موضوع جارتي....موضوع اجتمعت فيه كل التعقيدات....
ميساء ضاحكة: مهما كان معقدا....فحله بسيط جدا....أحتاج سماع التفاصيل....والوقت قليل....أيمكنك استضافتي بعد أسبوع إن شاء الله؟
منى مستغربة: أسبوع؟ وقت طويل....
ميساء: نعم أسبوع، يعني بعد موعد تسليم رسالة الماجستير للدكتور المشرف....وحينها يكون لدي متسع من الوقت قبل مناقشتها....
منى بحزن: الله المستعان....اللهم يسر....
استأذنت منى....ودلفت ميساء إلى بيتهم....بعد يوم شاق بين محكمة الأسرة ووزارة التضامن ودور الأمهات العازبات للإطلاع على مواطن الخلل التي أدت إلى كل هذا الكم من المشاكل والصراعات....
ألقت السلام على والديها....وغيرت ملابسها....ثم أكلت وجبة ساخنة صنعتها لها أمها الحبيبة....وجلست معهما تعطي تقرير اليوم وتحكي مآسي توجع القلب....يعج بها مجتمعنا المسلم...
أما منى فأسرعت إلى بيتها....مستقلة الحافلة....ووصلت بعد آذان المغرب....
صلت فرضها...وغيرت ملابسها....وشرعت في إعداد الطعام لزوجها....
بعد ساعة وصل هيثم....بعد يوم مرهق....من العمل...والتفكير المتشابك.....ومشاكل مع العمال بخصوص مواصفات البناء....وشروط سلامة الفندق الذي صممه ويشرف على تنفيذ بنائه بدقة وأمانة....
التقى الزوجان ....وكل منهما يحتاج لحظات صفاء تمحو الشوائب التي علقت بقلبه....من كدر أو نكد.....
صليا معا صلاة العشاء....في تناغم وانسياب يؤلف الله به القلوب ويمحو به الذنوب ويعفو عمن يتوب....
تناولا طعام العشاء....وكل منهما صامت سعيا لبعض الهدوء....
إلى أن طرق ضيف الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة عشرة...
في الحلقة الماضية: نعم الزوجان ببعض الهدوء والصفاء على مائدة الطعام.... وفجأة طرق ضيف الباب...
في هذه الحلقة بعون الله
قال هيثم باستهجان: من يزورنا الآن.....نظرت إليه منى نظرة توشي بتساؤل أتفتح الباب أم لا....
قام هيثم متثاقلا وقد فهم نظرة زوجته....
إنه وسيم صديق هيثم....
رحب به هيثم محاولا إخفاء انفعاله: أهلا يا وسيم، أطلت الغيبة يا رجل....
وسيم بضحكته المعهودة: إنها المحاماة وصراعاتها يا صديقي.... شغلتني عنكم....
دلف الرجلان إلى صالة الضيوف، وأسرعت منى لتحضر مشروبا ....
نادت زوجها....أعطته الشاي والحلوى وسألته أتعد طعاما أم لا....فأجابها بالنفي....وانصرفت لغرفة الطعام نظفت المائدة ثم المطبخ....وذهبت إلى غرفتها....تقرأ صفحات من كتاب ثم تخلد إلى النوم....ملازمة السحر الرائع...الاستغفار....
بينما بدأت السهرة مع وسيم....وهيثم مرهق وبات النوم حلما لذيذا يداعب أجفانه....ويرجو من كل قلبه ألا تطول زيارة الضيف ثقيل الظل....
وسيم ضاحكا: ما أخبارك يا عم هيثم....اشتقنا لك....لم أرك منذ زمن مع المجموعة....
هيثم متذكرا أصدقاء لم يرهم منذ زمن: الحياة ومشاكلها....على ذكر المجموعة كيف حال الشباب؟....
وسيم: بخير....التقينا البارحة وسهرنا معا....افتقدنا صحبتك الجميلة....
هيثم مجاملا: جميل....بلغهم سلامي الحار...ثم قال بلهجة مبالغ فيها....وما الذي ذكرك بي اليوم.....
وسيم محرجا: بصراحة جئت لموضوع مهم....منذ أسبوع وأنا أفكر فيه....ولم أعد أطيق الانتظار...
هيثم: خيرا؟ لم لم تتصل بي هاتفيا لأستعد لاستقبالك؟ ...
وسيم: اتصلت لكن يبدو أنك غيرت رقمك...وحاولت إرسال بريدا إلكتروني لكن لا جدوى....
هيثم: نعم غيرت رقم هاتفي وبريدي منذ سنة....
وسيم ممازحا: أهو الزواج يا أبو الأسود؟ ....وانفجر ضاحكا....
هيثم غاضبا: بل هو تمييز الخبيث من الطيب....وتنظيم العلاقات.... خيرا لم تقل لي ما الخبر؟
وسيم متلعثما: بدون مقدمات....أأأأأ....جئت خاطبا....
هيثم مستغربا: خاطبا؟ من؟
وسيم محرجا: أختك الكريمة ميساء...
هيثم متمنيا أن يكسر كأس العصير على رأس صديقه: وأين رأيت ميساء....لتفكر في الزواج بها؟....
وسيم محرجا: في محكمة الأسرة، لمحتها ثلاث مرات....لم أجرأ على الاقتراب منها...
تتبعتها....سألت وتحريت عنها...فعرفت اسمها الرباعي...وأفراد أسرتها....واكتشفت أنها أختك....
هيثم ممتعضا: ولم يا سيدي لم تجرأ للاقتراب منها...وأنت الوسيم الذي تتمنى النساء الفوز بنظرة منه؟
وسيم وقد زاد حرجه فهيثم صديقه ويعرفه جيدا: بصراحة انبهرت بزيها وأخلاقها...طالما تمنيت امرأة عفيفة طاهرة تحمل اسمي وتربي أولادي وتشاركني حياتي ....وما إن رأيت أختك حتى انبهرت وقلت هذه من تستحقني....
هيثم يخفي فخره بأخته ويسأل: وما أدراك بأخلاقها، ألم تقل لمحتها ولم تجرأ على الاقتراب؟
وسيم مصطبرا: تعاملها في المحكمة مع الناس، غضها بصرها، تعاملها المحدود والمنضبط مع الرجال، زيها الساتر...قصدها في مشيها....سمعتها الطاهرة...صديقاتها الصالحات....علمها...فكرها....فقد سألت عنها في الجامعة أيضا....
هيثم ببرود مصطنع: وامرأة بهذه المواصفات....ألا تتفق معي أن زوجها سيكون مميزا مثلها؟
وسيم وقد فهم ما يرمي إليه هيثم: هيثم أرجوك الماضي مضى ومات...دعنا في الحاضر والآت....اسألها...وما يدريك...لعلها توافق....وأي طلب أنا جاهز لتلبيته ....وصداقها فيلا مجهزة باسمها....وعشرة آلاف دولار وديعة في البنك....
نظر إليه هيثم وقال: سبحان الله...لم تتغير....يا وسيم القصة قصة توافق وليست قصة مغريات مادية....عموما لعله خير....أسأل أهل البيت وأرد عليك....
وسيم بلهفة: متى؟
هيثم: بعد ثلاثة أيام إن شاء الله....
انصرف وسيم بعد وعد من هيثم بذكر محاسنه فقط.....
خلد هذا الأخير إلى النوم....بينما خرج سمير من بيتهم بهدوء...مخافة أن يراه أحد....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الرابعة عشرة...
في الحلقة الماضية:جاء وسيم خاطبا ومتوسما خيرا في هيثم...وخرج سميرا متسللا....
في هذه الحلقة بعون الله
تسلل سمير من شقتهم....على موعد مع رفاقه....لقضاء ليلة حمراء ونسيان مضايقات والده البلهاء.....
قضى ليلة تعلم فيها كل جديد....شرب الخمر....دخن السيجارة....والحشيش أيضا.....وزنى....كأنه ينتقم لنفسه.....بإغراقها في الوحل....
مر الليل ساكنا في بيت هيثم ومنى....صاخبا تحت الأرض في الملهى الليلي الذي بدأت فيه سهرة الفتيان وأسفر الصبح عنهم في شقة صديق لهم، سافر والداه لعزاء عائلي....
أضاءت الدنيا بمصابيح الشمس الزاهية، معلنة تحد جديد في حياة البشرية....وهيثم في فراشه يتقلب حيرة بين طلب وسيم....وبين خوفه من عنوسة ميساء التي جاوزت الثلاثين من عمرها....
قام على عجل....غسل وجهه.....أفطر وانطلق في صمت إلى العمل.... احترمت منى صمته....وأدت واجبها ثم انطلق برنامجها اليومي....
وصل إلى العمل ....أتم بعض الأعمال ثم اتصل بميساء....يخبرها بأمر وسيم....فوجئت....وطلبت عقد لقاء بعيدا عن البيت في حضور هيثم....لمعرفة بعض الأمور....قبل الحكم على العريس....
أما بيت هدى وأسامة فقد شهد حربا صباحية....بدأت باكتشاف سكر سمير.....من طرف هدى....التي صرخت منادية أسامة.....فأتحف ابنه بضرب مبرح....ونهاية حياة مذياع على رأس هذا الأخير.....وانتهت بهروب سمير....من البيت.....ونوبة عصبية لوالده....وفرحة هدى بخلاصها من الضيف الثقيل....
خرج سمير من البيت محتجا على الظلم....الكره.....الجفاء....والصحراء القاحلة ..... لا كلمة طيبة....ولا تفهم....ولا حياة كريمة مع أب مريض....وزوجة أب مستبدة.....هرب الفتى ناجيا بنفسه.....لم يجد سوى الشارع يحتضنه....ويعلمه .....للحرية حلاوة في أولها....تراها تظل حلاوة أم تصير علقما؟....
في المساء، بعد عراك وحرق أعصاب,,,,اهتز لهم بيت هدى وأسامة.....طرقت باب منى تطلب الحل....تعبت....تريد حلا سريعا سحريا فعالا ينهي مأساتها في يومها....وينقذها وابنها من الضياع في هذا الطريق المجهول....
فقالت لها منى: يا جارتي العزيزة...أعطيتك كنزا لو عرفت قيمته لبلغت مرامك وأدركت كل صعب منال....
هدى: استغفرت كثيرا ولم أجد أثرا....
منى: وهل لزمته؟
هدى: نعم لزمته لكن لم أجد لا راحة نفسية ولا تيسير حال ولا شيء.....بل ازدادت الأمور سوء.....يارب لم كل هذا....أتصدق...لا أؤذي أحدا....أفعل الخير ....لم يارب؟
منى: اهدئي يا هدى فلابد أن في الأمر خلل....لقد حدثت أخت زوجي عنك دون ذكر اسمك كما وعدتك لكي ترشدنا إلى حل جيد....أسأل الله أن يسهل أمرك ويفرج همك....
هدى بشرود: آمين...
رن جوال منى....فاستأذنت هدى كي لا يحترق طعام العشاء....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
السّلام عليكم ورحمة الله
طرح جميل وهادف
لم أكمل بعد السلسلة ..
احترامي
السّلام عليكم ورحمة الله
طرح جميل وهادف
لم أكمل بعد السلسلة ..
احترامي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي ورضي عنك
أسأل الله أن تروقك
بارك الله فيك ورضي عنك
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الخامسة عشرة...
في الحلقة الماضية:رن جوال منى ....وذهبت هدى إلى بيتها...
في هذه الحلقة بعون الله
رن جوال منى....إنها ميساء.....تطلب من منى حضور اللقاء مع هيثم ووسيم....لتستأنس برأيها....وافقت منى....وكان اللقاء بعد ستة أيام .... في مجمع تجاري....حسب التنسيق المسبق مع هيثم....
وصل هيثم إلى بيته منهكا من العمل بين المكتب والموقع....تناول وجبة ساخنة....وصلى العشاء.....ثم نام مباشرة....متجاهلا منى.....ومعولا أن تلتمس له العذر.....
نظرت إليه منى مشفقة....ودعت له بالصحة والعافية والقوة من الله....
قرأت صفحات من كتاب فكري....استمتعت بعمقه وسلاسة أسلوبه.....ثم أوت إلى فراشها مستأنسة بذكر ربها والتوبة إليه والتبرأ من زلاتها راجية منه دوام النعم وتحقق أحلامها الجميلة...
اتصل باسل مرتين بهيثم.....لا أحد يجيب....لقد سأل زميلا له عن حالة أسامة.... وكان يفكر في وسيلة لإقناع هذا الأخير بحل أزمته النفسية....
أما أسامة فقد جلس شاردا....تعتريه مشاعر متناقضة....حزن على ابنه....وارتياح من عقدة كرهه....يتذكر يوم ولادته ونبأ موت حبيبته....طفولته الكئيبة...نسبه المجهول....لقيط لا يعرف والده....أمه التي هربت مع عشيقها تاركة إياه عند جارتها....انقبضت كل حواسه حزنا وألما ووجعا....تناقض رهيب يشتت ذهنه....ذكريات تحطم حياته الأسرية.....في الشارع والعمل نعم الرجل....ودود كريم جميل المعاملة.....في البيت رجل آخر...متسلط....عنيف....سب وشتم ....صراخ وجدال مع هدى.....التي تحولت بدورها إلى زوجة نكدية تطلب الطلاق في كل حين.....تهدد برفع دعوى قضائية وحكم المحكمة بطلاقها ونصف ما يملك أسامة......
بيئة مهزوزة جعلت سمير يفر كرها وتمردا....خرج من بيتهم.....نام في حديقة عامة....مفترشا العشب وأمعاؤه تتضور جوعا....النمل يؤنسه....والبعوض يترك بصماته على بشرته البيضاء .... الظلمة ترهب نفسه....وقلبه يخشى مستقبله المجهول....والأرق يتفق مع كل هؤلاء فيطرد النوم مؤذنا بليل طويل موحش في رحاب عالم فسيح.....
صلت ميساء العشاء ثم ركعتي استخارة ودعت ربها باكية بين يديه....أن يختار لها الخير وأن يحقق رجاءها بزوج صالح مصلح....يعينها على أداء الأمانة ويأخذ بيدها إلى أعالي الجنان ويسعى معها إلى رضا الرحمن في كل حين وآن....
بينما جلس وسيم يفكر ويخطط.....ويتوقع سؤالا ويجهز إجابة منمقة متقنة.....كأنه يجهز مرافعة عن متهم في قضية خطيرة.....
................................
مرت ستة أيام وكل يغني على ليلاه....وسمير انقطع عن الذهاب إلى المدرسة.....تعلم لعبة الشارع.....أتقن لغة أهله....واحترف بيع المناديل الورقية عند إشارات المرور....مستعينا بأصدقائه الجدد....ممن كانوا ضحية آباء لامسؤولين ونزوات عابرة مروا منها ظنا منهم أنها مضت بسلام....
قدمت ميساء رسالة الماجستير للدكتور المشرف عليها.....وأخيرا تفرغت للرؤية الشرعية.....ومشكل جارة منى.....
وحان الوقت لتلتقي بالعريس.....وكلها أمل أن تجد فيه ما ترجو من الله
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السادسة عشرة...
في الحلقة الماضية:بدأ سمير يتأقلم مع حياته الجديدة....وميساء تتهيأ نفسيا للقاء وسيم.....ومنى لازالت تصطبر على تغير هيثم نحو الأفضل....
في هذه الحلقة بعون الله
رن جرس الباب...فإذا بها ميساء ....
نظرت إليها منى في سعادة آملة من الله أن يكون اليوم نقلة نوعية في حياتها....ثم قالت: أهلا ميوس، اشتقت لك....
ميساء: أهلا حبيبتي....وأنا أيضا....
منى: كأنك ذاهبة إلى الجامعة لا إلى مقابلة عريس.....وضحكت مازحة....
ميساء مبتسمة: عريس أو غيره...لن أري زينتي إلا لمن كتبه الله لي....أنا كما أنا....من تقبلني أهلا به....ومن لم يتقبلني أعانه الله ووفقه....
منى معتذرة: لم أقصد شيئا حبيبتي ....فقط أحببت أن تكوني مختلفة....
ربتت ميساء على كتف منى وقالت: بفضل الله مختلفة، ألم يخلق الله كل إنسان فريدا من نوعه....
منى ضاحكة: تفوقت علي كالعادة....
وهاهو هيثم يرحب بأخته بعد أن خرج من غرفته في أبهى حلة....فضحكت ميساء....كأنك أنت العريس يا أخي....
هيثم مازحا: ولم لا؟ لنا مثنى وثلاث ورباع....ونظر إلى منى منتظرا ردة فعلها ....
ضحكت منى كاتمة غيرتها وقالت: تستحق أكثر....ويا سعد من تحيا معك....
صمت هيثم ولم يفهم شيئا....أهذه منى التي كانت تنكد حياتي أسبوعا كاملا على كلمة عابرة عن زميلة أو تعليق عن امرأة في التلفاز؟ سبحان مغير الأحوال....
انطلق الثلاثة في سيارة هيثم....وصلوا إلى المكان المحدد....ووسيم ينتظر بشوق وقلبه يرقص خوفا وفرحا وخجلا ....مطعم فاخر ....يبدو أن طعام الغذاء سيكون مميزا اليوم....في عطلة الأسبوع.....في يوم مشمس جميل.....هكذا قال هيثم مازحا وهم يدخلون المطعم وعيناه تتصفحان المكان بحثا عن وسيم .....
التقوا أخيرا.....بعد السلام والسؤال عن الأحوال صمت الجميع منتظرا من يبادر بالكلام.....ميساء تغض بصرها لم تميز شكل وسيم بعد....وسيم يتصنع الحياء....يغض بصره وقد رآها بدقة....وهيثم متردد في بدء الحوار....منى متفرجة على المشهد في صمت ودعاء بتيسير الأمر....ميساء قلبها يخفق بسرعة لغرابة الموقف....أول رؤية شرعية في حياتها كلها....رغم تميزها إلا أن الرزاق لم يأذن بعد بزواجها.....لحكمة منه سبحانه....
جاء النادل....كسر الصمت .....دون طلبات الأربعة.....وانطلق.....
انتهز هيثم الفرصة فقال مازحا: هيا يا محامي يا مفوه....ألن نبدأ المفاوضات؟
ابتسم وسيم متصنعا الحياء ....وقال بصوت خافت: هيا ابدأ أنت....
منى لا تنبس بكلمة.....فقط تدرس الوضع.....أما ميساء فكانت تتهيأ لإظهار شخصيتها الحقيقية....قناعة منها أن التمثيل غش وتدليس....وأن تعامل الإنسان بطبيعته لكي يتعرف عليه الطرف الآخر مطلوب لحياة سعيدة مبنية على الوضوح والصدق من أول وهلة.....
بدأ هيثم يتكلم عن السياسة ومشاكل البلد وارتفاع الأسعار...لعلمه بأن الطرفين مهتمين بالموضوع ..تمهيدا للتواصل المباشر بين وسيم وميساء....وبدأ وسيم يناقش ويدافع.....وصوته يرتفع شيئا فشيئا وهيثم يختلف معه في وجهات النظر.....وميساء تسمع وتنتظر الفرصة السانحة للتدخل.....
وما إن وصل الحوار إلى ذروته....حتى تدخلت ميساء....والتفت الجميع.....وكله آذانا صاغية.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السابعة عشرة...
في الحلقة الماضية:بدأ اللقاء بنية الزواج بين وسيم وميساء بحضور هيثم ومنى....
في هذه الحلقة بعون الله
جاء النادل بالطلبات.....ووضع لكل واحد طلبه..... مما جعل ميساء ترجئ كلامها قليلا....
ارتشف وسيم القهوة وهو مشتاق لسيجارة ....لكنه يتصنع عدم التدخين....لكي لا ترفض ميساء....ولو أن أسنانه ووجهه يؤكدان وجود السيجارة في حياته....كرفيق دائم....
أما ميساء فشربت بعض العصير وقالت بجدية واضحة:
تابعت باهتمام نقاشك يا هيثم مع الأخ الكريم وسيم، ولي ملاحظة لو سمحتما لي....حين نتحدث عن السياسة، فالمصلحة هي الأولوية عند الساسة، طالما أنها تضمن لهم الجاه والمال والسلطة....لكن ألا تريا معي أن الخلل ليس في ظلمهم واستبدادهم، فهو نتاج أمر خطير....تبلد الفطرة....وفساد العقيدة....
بحلق وسيم ببلاهة وقال: بمعنى؟
ميساء : بمعنى أن تحليل ما يجري لا يعود إلى الماسونية والمؤامرة العالمية ولاعب "الماريونيت" الذي يحكم السيطرة على خيوط اللعبة، فلاعب "الماريونيت" لم يمسك الخيوط عبثا، ولكن انعدام تقوى الله لدى من يمسكون بزمام الأمور سببيا لا فعليا، هو السبب الوحيد والرئيسي الذي نتقن إخفاءه في نظريات عدة وأسباب عدة....
هيثم متدخلا: ولكن كل ما قلناه حقيقة يا ميساء....
ميساء: لم أقل أنه ليس حقيقة، ووجهة نظركما أحترمها، ولأوضح وجهة نظري سأضرب لك مثالا من تخصصك، لو فرضنا أننا نبني عمارة سكنية، وحيدة، يعني لا تتاخم أي بنايات أخرى، لو لا قدر الله انهار جزء علوي منها، فهل سيؤثر عليها بشكل كامل؟
هيثم: طبعا لا
ميساء: وهل يمكن إصلاحه؟
هيثم: طبعا....
ميساء: وإن انهار جزء من أساس العمارة الذي بنيت عليه؟
هيثم: طبيعي سيسقط البناء كاملا، وفي وقت قياسي.....
ميساء: فما بالك إن اعترته انهيارات متفرقة؟
ولأضرب مثالا من تخصص أخونا الفاضل وسيم....حين يترافع عن متهم في قضية قتل، بالميزان البشري هو قتل ويبحث عن محام محترف يخفف عنه الحكم ولا يفكر في أنه قتل نفسا بغير حق وسيظهر الله الحق ولو بعد حين، حتى لو نفيت عنه التهمة وتأكدت براءته منها.....
استمر النقاش....ووسيم فاغر فاه....لأول مرة يرى امرأة يهذه القوة الفكرية والتقوى....نور يزين وجهها وفتح من الله يبهر من يحاورها....بات يتمناها بقوة....ودعا الله سرا أن يحقق أمنيته وهو الذي لم يسجد له منذ زمن بعيد....
تناول الأربعة غداء فاخرا، واستمرت ميساء في اكتشاف شخصية وسيم وأخلاقه وفكره ولم تميز شكله بعد، حياء وغضا للبصر رغم أن رؤيته من حقها، إلا أنها تفضل أن ترى خلفيته أولا ثم شكله.....
انتهى اللقاء باقتراح هيثم: أن يفكر الطرفان ويستخيرا الله عز وجل وبعد يومين يكون القرار النهائي بإذن الله....
أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة عشرة...
في الحلقة الماضية:أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه.....
في هذه الحلقة بعون الله
توقف هيثم فجأة وقد شخصت عيناه واضطرب قلبه جزعا....أما منى فقد أغلقت فمها بيدها مانعة صرخة خوف وهلع....وسيطرت ميساء بصعوبة على أعصابها.....ثم انتظرت ردة فعل هيثم....الذي ما إن توقف حتى حار في أمره.....
أربع فتيان أعمارهم لا تتجاوز العشرين سنة....يلتفون حول فتاة....شاهرين سلاحهم الأبيض....أحدهم يمسك كيسا بلاستيكيا في يده اليمنى يغوص بأنفه داخله مستنشقا مادة مخدرة....ويمسك سكينا بيده الأخرى....والثاني يمسك سيجارة وينتفش فرحا بالفريسة.....ويستفز الفتاة بكلمات مقززة....والثالث يضع سلاحه على عنقها ويطلب منها الذهاب معهم بالحسنى....لسرقة حليها وكل ما لديها....وسلبها عفتها وعزتها أيضا....أم الرابع فقد كان جديدا في المجال ....يقف متفرجا....يتعلم كيفية اقتناص الضحايا وجلب المال أيضا لشراء المخدر الذي ينسيهم مآسي الحياة وآلام القلب ووجعه.... والفتاة مذعورة تقاوم بحذر خوفا من السكاكين التي تحيط بها....وتلعن اليوم الذي مرت فيه من هذا الشارع المشؤوم....وتتخيل كل السيناريوهات الممكنة بعد هذا اللقاء المنحوس....ذاهبة إلى الحديقة المجاورة لتلتقي بحبيبها وصاحبها.....الذي ينتهك عفتها بالتقسيط.....وهي راضية....كيف لا وكل بنات الثانوية يفعلن ذلك؟ أتخرج هي من الجماعة؟ عيب، الشيطان سيحزن....عيب أن ينعتها الجميع بالمعقدة والمتخلفة .....وتبا لهؤلاء الذين يطلبون منها عزتها بالجملة.....هنا فقط يحل الرعب والخوف على "الشرف"،....
كل هذا والناس تمر بشكل عادي....وكأن مسلسلا تركيا يعرض مشهدا دراميا عنيفا في التلفاز....
تبلد مشاعر مقيت....خنق المروءة وأقبر الرجولة تحت ثرى "كل واحد حر...وأنا لا دخل لي" .....
المشهد يتسارع....والعنف يشتد....وهيثم يزداد حيرة....أيتدخل ويعرض حياته للخطر؟ أم يمر وينسى الأمر برمته....وللفتاة رب يحميها؟
ستهتز صورته أمام زوجته وأخته....ماذا لو كانت إحداهما.....صراع بين النفس اللوامة والأمارة بالسوء....بين اليقظة والتبلد...فتح الباب مسرعا.....داعيا ربه أن ينجيه.....وما إن وصل للإسفلت الذي يقل الحدث....حتى ظهر باسل وصديق له.....وتعاركوا مع الشباب.....تدخل هيثم مساعدا.....كانت ميساء قد رأت الرجلين يركضان نحو الحدث....فكرت في الفتاة.....فركضت لتقف غير بعيد منتظرة فرار الفتاة.....وهاهي الفتاة تجري إلى الحديقة....نحو صديقها.....استوقفتها ميساء ....وطلبت منها بلطف التحدث معها بعض الوقت....لكن الفتاة جرت نحو صديقها ولم تأبه لنداء ميساء.....عادت من حيث أتت أسفا على عقلية الفتاة وخوفا عليها من حفر زينت بالمتعة.....
وعلى حين غرة، وقعت أرضا....وهيثم يشتاط غضبا .......
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة التاسعة عشرة...
في الحلقة الماضية: على حين غرة، وقعت ميساء أرضا....وهيثم يشتاط غضبا .......
في هذه الحلقة بعون الله
وقعت ميساء أرضا، بعدما لكزها أحد الفتيان الأربعة.....كان يركض هربا من هيثم....
ارتعش قلبه خوفا من تسليمه للشرطة أو ملجأ من الملاجئ.....لكن لما اصطدم بميساء.....تلكأ لحظات فكانت فرصة هيثم ليلحق به .....وهو غاضب ومشفق عليه في نفس الوقت....كيف لا وهو سمير ابن جاره، بلا أم وأب قاس عليه....أمسكه وهو يقاوم دمعة تصر على الخروج ....رفقا بحال الفتى التي يرثى لها.....ثياب رثة.....رائحة لا تطاق....عقل مغيب بمادة مخدرة.....يدان احترفتا السرقة وقطع الطريق...
وقفت ميساء وهي تخفي غضبها من المسؤولين عن هذا الوضع....ومشفقة على الفتى.....يشغلها أمره وتتحرق فضولا للسؤال عنه والسعي لتكون سببا في إسعاده......
ذهب الثلاثة نحو سيارة هيثم، حيث تنتظر منى ملازمة رفيقها الجميل، الاستغفار وداعية بتيسير الأمور وتسهيلها....وباسل وصديقه والفتيان الثلاثة ينتظرون هيثم غير بعيد للاتفاق على الخطوة التالية.....دلفت ميساء إلى السيارة وهي تفكر في حل حاسم للأمر يجمع بين الرحمة وبين التغيير المطلوب نحو سعادة الفتيان وحياة أفضل لهم....
احتار هيثم والرجلين في أمر الفتيان، هل يأخذوهم إلى الشرطة؟ أم يبحثون في أمرهم؟
اقترح صديق باسل دار الرعاية الاجتماعية، فيم قال باسل أنه من الأفضل المساهمة في بناء حياة جديدة لهم، أما هيثم فكان يفكر في سمير بالذات، هل يعيده إلى بيت والده أم ماذا؟
والفتيان يقفون لا يفهمون شيئا، محاولين الهرب ولكن الشباب كانوا يحكمون قبضتهم.....
اتصل باسل بعلي رفيقه الذي يقطن معه في الشقة.....وطلب منه أن يرافق ثلاث أصدقاء.....
وصل علي فرافقه هيثم ورضا ومعهما فتيان في سيارته .....
ورافق باسل صديقين وفتيان.....
أما ميساء فقد تولت قيادة سيارة هيثم وذهبت ومنى إلى البيت.....
وانطلق الرجال إلى مصحة الدكتور يوسف صديق باسل....
وصلت ميساء إلى البيت وهي تحس بالعجز، لأنها لم تدلي برأيها....لكنها لم تستسلم، صلت استخارة ثم أرسلت بريدا إلكترونيا تفصيليا بالحلول لهيثم....ثم أرسلت له رسالة قصيرة في الجوال تخبره بذلك.....
وبينما كانت تتهيأ للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب......
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة العشرون......
في الحلقة الماضية:وبينما كانت تتهيأ ميساء للذهاب إلى بيتهم.....رن جرس الباب......
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت منى الباب ورحبت بجارتها هدى.....التي كان وجهها ينطق حزنا....وبعد السلام والتحية أدخلتها منى صالة الضيوف.....لحقت بهما ميساء بعد أن تهيأت للذهاب....فقد اقترب غروب الشمس والمواصلات شحيحة....خصوصا مع المشاكل التي تتخلل قطاع النقل في الآونة الأخيرة....سلمت على الضيفة وتعرفت عليها ثم همت بالاستئذان....فأصرت منى أن تبيت معها الليلة .....وكانت هدى متلهفة لإيجاد حل لمشاكلها الكثيرة والمركبة.....وتمنت من كل قلبها أن تحكي لميساء ما بها.....لعلها تجد ضالتها وتنهي حيرتها وخوفها وتعاستها.....فكرت ميساء قليلا وتوقعت أنها ساعات فيها خير كثير بإذن الله....من يدري .....ربما تكن سببا في سعادة الجارة وأسرتها.....ثم اتصلت بوالدها تخبره بمبيتها.....
وبدأت في استكشاف ما يجري.....من خلال متابعة حوار منى وهدى....تنتظر اللحظة المناسبة للتدخل .....
بدأت هدى شكواها المعتادة وتذمرها أمام ميساء.....ومنى توصيها بالصبر والاستغفار.....وتترقب ردة فعل أخت زوجها في أية لحظة......
أما هيثم فقد وصل هو ورفاقه والفتيان إلى المصحة.....رحب بهم الدكتور يوسف.....أصاب الفتيان الذعر....لا يعلمون مصيرهم.....لا سيما وأن مجال علم النفس لازال بالنسبة للكثيرين مجالا مشوشا وغامضا والمريض النفسي أحمق ومريض عقلي......اتصل الدكتور يوسف من مكتبه بدكتورين من المصحة.....فأتوا ورافقوا الفتيان.....لبداية جلسات العلاج المزدوج.....من الإدمان والمشاكل التي تسببت فيه....
اجتمع الدكتور يوسف وباقي الشباب.....يتدارسون الوضع....أحس هيثم أنه لا يفهم شيئا.....الأمور تسير بشكل سلس كأنه تم الإتفاق عليها مسبقا.....أدرك باسل ذلك لأن هذا الأخير هو الوحيد في المجموعة الذي لا يعلم ما يجري.....
....................
انطلق لسان هدى بالشكوى وسرد تفاصيل الأحداث منذ زواجها إلى اللحظة....وميساء ومنى تصغيان باهتمام سعيا منهما لإسعادها وإنهاء معاناتها.....وحين أكملت كلامها.....قالت لها ميساء حلا مبدئيا....لابد منه وهو الاستغفار.....لأنها رأت تجاوزات كثيرة جدا من هدى خلال هذه السنوات....وأرادت أن تعطي حلا مبدئيا.....ثم تحلل معها كل مرحلة ومواطن الخلل فيها والحلول العملية لها.....
قالت هدى محتجة: جربت الاستغفار لكنه لم يفعل لي شيئا.....مشاكلي لا يصلح معها الدين.....وما علاقة الدين بما نعيش؟ أحتاج حلولا حقيقة لا خرافات الدراويش.....
ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الواحدة والعشرون......
في الحلقة الماضية:ابتسمت ميساء رغم أسفها على أزمة الفهم التي يغرق فيها الكثيرون.....ثم تهيأت للإجابة....في هذه الحلقة بعون الله
اعتدلت ميساء مصطبرة على الحلم....واستشفت من خلال كلام هدى أنها من النوع الذي يفكر بالمنطق....ثم قالت مبتسمة:
بل الدين هو الحل الأمثل لمشاكلنا.... لكن في غمرة المادية التي غرقنا فيها وحب الدنيا....نسينا أن الله هو الذي خلقنا....وشرع لنا تشريعا كاملا صالحا لكل زمان ومكان.....أليس هو خالق الزمان والمكان؟....تشريعا أمثل لكل مشاكلنا.....ولنتفق معا على ثوابت لننطلق منها نحو حلول جذرية لكل مشاكلك....ولكن قبل ذلك سأسألك سؤالين وأرجو أن تجيبيني عليهما.....
أومأت هدى موافقة....فقالت ميساء:
كيف كانت علاقتك بوالديك قبل الزواج؟
هدى مندهشة: عادية ....
ميساء: ما مدى عفتك قبل زواجك....؟
هدى وقد غضبت: وما علاقة عفتي بمشاكلي.....
فهمت هدى من خلال ردات الفعل وحركة هدى ما تريد....
ثم هدأتها قائلة: آسفة أختي لم أقصد الخوض في عرضك ولكن لسؤالي علاقة بنقاشنا.....
لم تسألها هدى عن السبب خشية أن تخوض في أمور أخرى....فقد بدأت تفهم أنها تتعامل مع شخص غير عادي....وخفق قلبها مترقبا....
أما عن الثوابت....فنحن مسلمون.....وديننا هو عقيدة أولا....بمعنى أننا نوحد الله تعالى ولا نشرك به شيئا وهذا يقتضي منا أن نمتثل لأوامره ونجتنب ما نهى عنه وهنا يأتي التشريع ولكل شيء في حياتنا علاقة بالله .....فنحن في أرضه....وهنا بأمره....لنعبده كما يريد لا كما نريد....ونعمر الأرض بالخير ونحارب الفساد....ربما تقولين ....أعلم هذا....نعم أكيد تعلمين وعلاقة هذا بكلامنا هو أن العقيدة والتشريع إن لم يتحولا إلى منهج حياة تحكم كل أمر من أمورنا ضعنا وغرقنا وعشنا حياة ضنكا....ودعينا نعود لأصلنا....أبونا آدم ....وأظنك من محبي المنطق والدليل أيضا....انظري معي هذه الآية:
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) سورة البقرة
ومعادلة السعادة واضحة: إيمان حقيقي بالله+ عمل صالح = سعادة
والدليل:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
وفي حال الإعراض عن تقوى الله:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه
ربما تقولين لي.....لم الله يعاملنا بهذه القسوة؟ إذا عبدته سعدت وإذا أعرضت عنه تعست
أقول لك: حاشاه سبحانه أن يكون ظالما....هو خلقك وأنعم عليك كل النعم....أعطني ميزة واحدة تملكينها أنت دون تدخل منه؟ أليس من حق من أنعم أن يطاع؟ أليس من حق من يملك كل شيء أن يتحكم في ملكه؟ إذا أردت ذلك فاتركي ملكه واخرجي منه....وقبل ذلك اتركيك في ملكه لأنه هو من خلقك....وانظري ما تبقى لك....
وبعيدا عن هذا كله.....قلت آنفا أنك جربت الاستغفار ولم يفعل لك شيئا.....كم لازمته؟
هدى: يومين....
ميساء مبتسمة: لنفرض أن إنسانا لم يغتسل مدة سنة كيف سيكون جسمه؟
هدى: أكيد رائحته لا تطاق والأوساخ ملتصقة به....
ميساء: وكم يحتاج ليعود نظيفا دون أثر للأوساخ؟
هدى: أكيد استحمام لعدة مرات.....
ميساء: والاستغفار صابون الذنوب.....والذنوب هي أساس كل المشاكل.....فكم نحتاج من توبة على ما تقدم من عمرنا.....ألم يقل الله جل في علاه...
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) سورة الشورى
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) سورة الأعراف
ومن جهة أخرى.....يبدو أنك تجترين الذكريات والأحزان كثيرا....ولهذا فمهما استغفرت فلن يجدي، لسبب واحد فقط سأوضحه بمثال.....لو فرضنا أن لدينا برميلا فيه ثقوب في قعره....إن وضعنا فيه ماء....فإن هذا الماء سيخرج من الثقوب ولن يمتلأ أبدا.....ولنعتبر هذا البرميل قلبك.....تدخلين له الاستغفار ليطهره ويجليه من الذنوب والهموم والأحزان....ثم تدخلين معه أحزانا متجددة ....فهل ستحسي بفعله....أكيد لا....لهذا أخيتي مشاكلك كلها بلا استثناء....لها مواطن خلل وهي العلاقة مع الله....الثقة بالله....التعامل بما يرضي الله....وحلها في: القرب من الله...الاستغفار والتوبة والمداومة عليهما....وتصحيح العقيدة وبالتالي التعامل بما يرضي الله....
وزوجك لابد أن يعالج نفسيا وروحيا أيضا وهذا سنستعين فيه بالله ثم هيثم وأصحابه....
وابنك لابد أن تتعلمي كيف تربيه وتتعاملي معه بطريقة سوية....والدعاء دوما بصلاحه....وصلاحك وأبوه من أسباب صلاحه....
أما ابن زوجك فلابد أن تعامليه بما يرضي الله وتتقي فيه الله....لابد أن يعود إلى حضن أبيه....ما ذنب أبيه إن كان ابن زنا؟ وما ذنب الابن إن ماتت أمه؟ فالموت أجل بيد الله....
اتق الله وستجدي ثمار ذلك يوما بعد يوم في حياتك....وأنا سأتابع معك....من خلال الهاتف والنت وأيضا التواصل المباشر إلى أن تصلي إلى الحياة التي تتمنين بعون الله تعالى....
رقص قلب هدى فرحا وقالت: رحم الله والديك وجزاك عني كل خير....
وبينما هن كذلك....رن جرس الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثانية والعشرون......
في الحلقة الماضية:رقص قلب هدى فرحا ودعت لميساء بخير....
وخلال الحوار بين هدى ومنى وميساء....رن جرس الباب....
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت منى الباب.....إنه هيثم ومعه صديقه باسل.....دلفا إلى غرفة الجلوس.....حيث أن صالة الضيوف ليست شاغرة.....استأذنت هدى وذهبت إلى بيتها....
أما هيثم فقد طلب من منى تحضير العشاء....وأخبر ميساء أنه قرأ رسالتها واطلع على الحلول في مصحة الدكتور يوسف....وقد راقت للجميع بفضل الله....
صلى الجميع المغرب وقد أمهم باسل....وبعد صلاة المغرب، ذهبتا منى وميساء لتحضير الطعام....أما الرجلان فقد استكملا نقاشهما ورسم الخطة حسب كل المقترحات المطروحة والحلول المصاغة....
اقترح باسل أن يتم إخبار أسامة بأن ابنه في مصحة نفسية وإقناعه بزيارته....ومن تم يتم التعامل معه وعلاجه بعون الله....
طرق الرجلان باب الجار....وهاهي هدى تفتح الباب....سألوا عن زوجها على استحياء....خرج أسامة أخيرا....أخبره هيثم أن سمير بخير وشرح له وضعه باختصار....وسأله هل يود زيارته....هذا الأخير الذي اهتزت مشاعره وارتبكت....أيفرح بإيجاد ابنه....أم يحزن لحالهما....أخيرا قرر زيارته....ولو أنه يستحي أن ينظر إليه أو يكلمه....لم يعرف قيمته في حياته حتى فقده....
رافق باسل أسامة إلى المصحة ....ودخل هيثم أخيرا ليرتاح من عناء اليوم....
دخل إلى المطبخ....يرحب بأخته التي تبيت لأول مرة عندهم.....
أخيرا تناول الثلاثة طعام العشاء.... ثم صلوا العشاء....وخلد هيثم إلى نوم عميق....أما منى وميساء فقد بدأت سهرتهما معا....وتحليل مفصل لأحداث اليوم....
بدأتا بالرؤية الشرعية....منى كانت مراقبة جيدة للمشهد....أخبرت ميساء بكل ما رأته....لأن هذه الأخيرة لم تر الرجل جيدا ولكنها حللت شخصيته....إنه شخصية تهتم بالمظاهر....لديه مفاهيم خاطئة كثيرة....يبدو أنه معجب بشكله كثيرا وهذا ينم عن قلة ثقة بالنفس وتناقض داخلي....وشخصية سطحية .....محدودة الأفق....
أكدت منى تحليل ميساء....ولكن قالت لها....أرى أنك تستطيعين تغييره....فكل منا له مميزات وعيوب....أرجو أن تفكري مليا في الأمر....
فهمت ميساء ما ترمي إليه منى....فرصة لا تعوض وميساء ليست صغيرة في السن لكي تدقق كثيرا في من يتقدم لها....وهذا أول من يطرق بابها ....فكيف ترفضه؟
ابتسمت كعادتها....واعتدلت في جلستها....لترد على نظرية منى
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة والعشرون......
في الحلقة الماضية:اعتدلت ميساء في جلستها....لترد على نظرية منى بخصوص الاختيار والزواج....
في هذه الحلقة بعون الله
ابتسمت ميساء وقالت بهدوء وثقة: الزواج يا حبيبتي ليس هدفا وإنما وسيلة لبناء أسرة مسلمة كما يحب الله ورسوله....وذلك ينبني على اختيار سليم....ومواصفات الزوج الذي أريده، ليست مستحيلة....فهو رجل يتقي الله عز وجل ويتحرى رضاه في كل أموره وأخلاقه عالية وهذا بديهي ما دام توحيده لله عمليا وليس قوليا فقط...
ومتقاربان فكريا وفي اهتماماتنا وأهدافنا...
فهل ترضين لي أن أتزوج رجلا ماديا يفكر في الدنيا فقط بينما أنا أعي تماما بفضل الله أني أحمل أمانة الاستخلاف في الأرض مثلي مثل أي إنسان، وأسعى لأدائها من خلال أدواري التي يسرني الله لها؟
وهل هي بالوسامة يا منى أو بالمال؟ فأما الوسامة والجمال فكلنا لنا جمالنا الخلقي، أليس الله من خلقنا؟ إذن يقينا أبدع في خلقنا سبحانه البديع الخالق الرحيم، أما عن السن فالزواج ليس هنا فقط في الدنيا ولكنه امتداد للجنة، وأفكارنا عن كبر السن والعنوسة وعن قلة فرص الإنجاب... هراء....كيف نركز على سن ونحن رزاقنا هو الله وخالقنا هو الله وواهبنا الذرية الله؟
لم أتزوج إلى الآن يا منى لأن الله أخر زواجي لحكمة يقينا فيها خير كثير....وليس لجمال ولا لأي شيء آخر....
منى صامتة لم تقو على الرد....
أكملت ميساء....أما عن تغييره....فما يدريني أنه هو من يأخذني إلى عالمه....وأتحول إلى إنسانة تهتم بأمرين اثنين في حياتها كلها: الأشياء والأشخاص....الشراء والتنزه وفلان فعل لم لا أفعل مثله وفلانة فعلت وفلان اشترى....
بينما بفكري الحالي وعقليتي الحالية....أحيا حياتي كما أريد وأتحرى فيها رضا الله تعالى....لا كما تريد جارتي....لأنها اشترت فستانا جديدا ولابد أن أشتري مثلها أو أفضل منها....
التفاضل ليس في أن أتزوج....أو ألبس أفخر الثياب....ولكن التفاضل الحقيقي هو النجاح في الاختبار....هو تحقيق الهدف من خلقنا....هو إتقان الأسباب في بناء الأسرة كما يريد الله، فالأسرة هي مربط العزة أو المهانة للأمة....
والوصول إلى الفردوس الأعلى دون حساب ليس كلاما فقط وأمان يزدحم بها القلب....والحياة في الدنيا في سعادة ورضا من العلي الوهاب...لابد لها من اختيار سليم وفهم عميق وعمل دؤوب....
استمر النقاش مع منى....لتصحيح المفاهيم.....
بينما وصلا باسل وأسامة إلى المصحة....وما إن رأى هذا الأخير ابنه حتى حضنه بقوة....كأنه يستمد منه حنانا وقوة على ضعف يعتري أوصاله.....
تركهما باسل وحدهما وانصرف إلى مكتب الدكتور يوسف.....ليتفقا على الخطوة القادمة بعون الله...
وبعد لحظات مفعمة بالحنان والحب .... سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الرابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:سقط أسامة أرضا وقد أغمي عليه....فصرخ سمير من الألم وقلبه الصغير يتساءل: لم يارب لماذا نحن بالذات؟ أليس هناك غيرنا؟.....
في هذه الحلقة بعون الله
هرول سمير إلى مكتب الدكتور يوسف..... وأخبرهم عن أبيه....فهب الجميع لإنقاذه.....
إنه انهيار عصبي....يبدو أنه يعاني من اكتئاب حاد وإرهاق بدني....هكذا قال الدكتور يوسف بعد أن شخص حالته....
أما الفتيان فقد بدأوا جلسات الحوار مع الدكتور رضا والدكتور إياد بإشراف الدكتور يوسف....حوار يشخصون من خلاله أسباب الإدمان والخروج إلى الشارع وما آلت إليه حياة هؤلاء الفتيان....لينتقلوا إلى علاجهم والسعي إلى أن يكونوا سببا في سعادتهم في الدنيا والآخرة....
انصرف الدكتور يوسف والدكتور باسل إلى بيتيهما....أما الدكتور إياد فقد وصل لتوه لممارسة عمله الليلي في تناوب مع الدكتور رضا.....
مر الليل وكل واحد يشعر به بطريقته....
ثم أسفر صبح يوم جديد....وكل واحد يحمل في قلبه أحلاما وأماني....
وفي اليوم التالي اتصل وسيم بهيثم....سائلا عن رد ميساء على طلبه....فأخبره أنها تعتذر عن الزواج به....وتدعو له بالزوجة الصالحة المصلحة التي تعينه على دينه ودنياه....
احمر وجهه غضبا....كيف يرفض وهو ذو المال والجاه والجمال....وقال في لحظة غضب....سأتزوج من هي أفضل منها بكثير، من تظن نفسها....هدأه هيثم وقال له بنبرة حازمة: كل واحد حر في اختياراته....
دعت ميساء الله أن يعوضها خيرا...وأن يكرمها بزوج تقي عفيف عميق الفكر واسع الثقافة راسخ العقيدة.....
وصل هيثم مساء بعد يوم عمل مرهق....وما إن صلى المغرب....حتى رن هاتفه.....إنه باسل يطلب منه مقابلته الليلة لأمر هام....
وافق هيثم رغم أنه مرهق....ويشتاق إلى الراحة.....ولكنه يحب باسل ويحترمه....فلم يستطع الرفض....
وصل هذا الأخير بعد صلاة العشاء....ورحب به هيثم بقوة وهو يتوقع أن الموضوع يخص أسامة وأسرته....
وبعد السلام والاطمئنان على الأحوال....أخبره باسل عن حال أسامة وسمير ومن معه....بينما طمأنه هيثم أن زوجة أسامة وابنه بخير وأن منى وميساء يتواصلان معها وكل شيء على ما يرام....
ثم نظر باسل إلى هيثم وقال على استحياء: في الحقيقة جئت الليلة لأمر آخر....ولا أعلم من أين أبدأ الكلام....
ضحك هيثم وقال: ابدأ بأي كلام المهم أن تقول ما لديك....
حسم باسل أمره ونظر إلى هيثم وقال: أود الزواج من كريمتكم...
هيثم مازحا: ما أعلمه أني ليس لدي ابنة....ولي الشرف أن أزوجك إياها رغم فارق السن الكبير....
لكزه باسل بمزح وتوتر: أقصد أختكم الكريمة....
هيثم مهدئا إياه: أعلم يا حبيبي أنا فقط أمزح معك....والله يا دكتور لي الشرف وتعلم كم أحبك....لكن الرأي رأي ميساء.....ولو أني لا أعلم سبب قرارك المفاجئ....وأنت لا تعرفها جيدا....
فقال باسل بحياء: سأخبرك إن وافقتم على طلبي إن شاء الله....
وبعد نصف ساعة....استأذن باسل وانصرف إلى بيته....أما هيثم فقد جلس قليلا مع منى....التي كانت تنتظره بعد أيام من البعد وقلة التواصل.....تناولا العشاء، مرت لحظات رائعة جعلت الزوجين في انسجام وسعادة....
أما ميساء فكانت قلقة قليلا بشأن رأي الدكتور المشرف على رسالة الماجستير......شرعت في الاستغفار والتهليل والحوقلة....فجأة رن هاتفها....وكان أخوها هيثم الذي أخبرها بطلب باسل....اضطرب قلبها.....وانشغل فكرها بالخبر.....قامت فصلت ركعتي استخارة....ودعت ربها أن يختار لها الخير...ويرضيها به....ويبارك لها فيه....
ثم نامت وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....
ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الخامسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:نامت ميساء وهي تذكر ربها وكلها أمل في رحمته ويقين في إجابته وثقة به....ومع الساعة الثانية بعد منتصف الليل.....رن جوالها.....فإذا هي رسالة من وسيم.....
في هذه الحلقة بعون الله
كتب وسيم رسالة إلى ميساء وقد استخدم كل علمه بدواخل النساء في الضغط عليها.....أختي الكريمة ميساء حياك الرحمن وجزاك الجنان، صدقا قد تمكن حبك من قلبي، فأنت المرأة الوحيدة التي اقتحمت قلبي بقوة وبدون استئذان، سيدتي أرجو أن تقبلي تتويجك ملكة على قلبي وسيدة لبيتي وتاجا على رأسي، لا تحرميني من هذا الشرف والسعادة، من كل قلبي وأنا في كامل قواي العقلية أقول وبقوة: أحبك....أحبك....أحبك....
فتحت ميساء عيناها الناعستين....ماهذه الرسالة المفعمة بالغزل والحب والغرام....لم توضع في هذا الموقف يوما.....أتسعد بها ككل أنثى....أم تغضب لجرأة هذا الرجل.....كلام تنتظره على أحر من الجمر....ولكن في حلال الله.....فكيف تقبله في حرامه....
مسحت الرسالة واستغفرت الله....وأرسلت رسالة إلى هيثم....تخبره أنها موافقة على الدكتور باسل.....
ثم أخبرته باقتضاب عن رسالة وسيم وسألته من أين عرف رقمها....ثم قرأت آية الكرسي واستغفرت ربها حتى نامت....فالاستغفار قوة للقلب وعون على الفتن...
وبعد سويعات ....أطلقت الشمس أشعتها الذهبية، وبدأ يوم جديد....
ولما أفطر هيثم وهم بالخروج....شغل هاتفه المحمول....وبعد لحظات وصلته رسالة.....فإذا هي من ميساء.....فغر فاه دهشة....من أين عرفت باسل وكيف وافقت بهذه السرعة ومن أين أتى وسيم برقمها....أصابته الحيرة....لكنه خرج مسرعا إلى العمل مرجئا كل شيء إلى وقت لاحق....
أما منى فبدأت يومها كالعادة بالاستغفار وبأداء واجباتها تجاه زوجها وبيتها....واستأذنته أن تخرج مع رفيقاتها للتنزه وتجديد الهمة....
أما ميساء فقد أخبرت والدتها بطلب باسل....هاته الأخيرة التي بكت فرحا بابنتها، فدعت لها من كل قلبها بتمام النعمة والسعادة في الدارين....
مر اليوم وكل منشغل بما يهمه، هيثم في عمله ومنى مع رفيقاتها بين تنزه ومرح ولعب بين أحضان الطبيعة الخلابة....يوم جميل أيقظ الطفولة داخلها....
وميساء في الجامعة تضع اللمسات الأخيرة لرسالتها التي ستناقش بعد أسبوع...
وباسل في عمله وقلبه يرقص فرحا بعد أن أخبره هيثم في رسالة بموافقة ميساء وسأله بحيرة عما يجري....ووسيم الذي انتظر رد ميساء على أحر من الجمر....فلما لم ترد على رسالته....بعث لها رسائل أخرى أقوى بكثير من الأولى دون يأس أو كلل ....إلى أن وصلته رسالة إلكترونية بعد العصر من هيثم.....يخبره فيها أن باسل طلبها للزواج وقد وافقت، وسأله من أين له برقمها، وعاتبه على فعله غير اللائق....
مما أشعل النار في صدره.....فقام من مكانه وانطلق مسرعا إلى عيادة الدكتور باسل....ليلقنه درسا....
وما إن وصل إلى هناك....حتى وجد مفاجأة تنتظره.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السادسة والعشرون......
في الحلقة الماضية:انطلق وسيم مسرعا إلى عيادة الدكتور باسل....ليلقنه درسا....وما إن وصل إلى هناك....حتى وجد مفاجأة تنتظره.....
في هذه الحلقة بعون الله
وصل وسيم إلى عيادة الدكتور باسل لجراحة المخ والأعصاب، وطلب من الممرضة مقابلة الدكتور بسرعة، وما إن دخلت هاته الأخيرة لتخبر الدكتور، حتى سمع صوتا وراءه يقول بحرقة: حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، لك الله يا ابنتي اهدئي، لك الله.....
التفت بفضول .....فتجمد مكانه وأسقط في يده....خرج مسرعا وكأنه يهرب من ماضيه الذي فاحت منه بعض الآثام....أو لعله يهرب من المسؤولية.....
انتهى الدكتور باسل من فحص المريض وأدخلت الممرضة سيدة وابنتها.....جلست الأم الغاضبة بجوار ابنتها التي ترتعش خوفا وألما.....فسألها باسل عما بها....بكت الأم حرقة وغضبا....وقالت: حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب....
قال باسل برفق وقد رق لحال البنت: ما بها ترتعش ؟....
قالت السيدة بحزن: ترتعش من خوفها وألمها ووجعها....لما رأت سبب عذابها ومرضها....قبل قليل....
استفهم باسل عن الأمر فحكت له السيدة الموضوع بالتفصيل، بدأت القصة قبل سنة، حين رأى وسيم ابنتها وهي ذاهبة إلى الجامعة، فأعجبته وحاول إيقاعها بكل الطرق في حبه، وطلب منها أن تربط معه علاقة لكنها رفضت، وأمام رفضها المتكرر، خطبها من أهلها وكانوا في قمة السعادة، مال وجمال ومنصب.....وبعد أشهر من الخروج معا بحجة الخطبة وبتدرج محكم وذكي وخطوات محسوبة ودقيقة....انتهك عفتها....ولم تقل شيئا لأهلها ظنا منها أنه سيفي بوعده، وبعد شهرين تركها وكأنه لم ينو الزواج بها يوما، وحين أخبرها بقراره أغمي عليها ففقدت النطق وشل النصف الأيمن، وقال الأطباء أنها أصيبت بجلطة دماغية.....
ولما سمعوا عن الدكتور باسل وأنه كان سببا في شفاء الكثيرين بفضل الله، تجدد أملهم في الشفاء.....
أخبر باسل السيدة أن مرض ابنتها نفسي قبل أن يكون عضويا، وأن الأمر يحتاج إلى بعض الأسباب والأهم تفويض الأمر لله واليقين في رحمته وشفائه، وأوصاها بأمرين أساسيين: المداومة على الاستغفار، والتصدق كثيرا وذلك لأن الله عز وجل جعل الاستغفار تطهير للذنوب وتفريج للكربات، والصدقة تزكية للنفس وإرضاء للرب، ثم أرسلها عند طبيبة نفسية يثق بها مع رسالة، لتقيم الوضع وتساعده على العلاج العضوي للمرض....
أما وسيم فقد ذهب إلى مكتبه مستاء.....ورد على البريد الالكتروني لهيثم وأخبره أن لديه أصدقاء في شركات الاتصالات وفي المخابرات....مما جعله يعرف كل شيء عنهم بالتفصيل.....وعاتبه بشدة عن قبول باسل ورفضه وهدده أن ميساء ستدفع ثمن عنجهيتها ورفضها له....
وصل هيثم إلى البيت مساء واستقبلته منى بسعادة رغم تعبها من الجري واللعب خلال النزهة مع رفيقاتها.....وتناولا العشاء معا.....
اتصل باسل بهيثم وحدد معه موعدا في الغد.....بعد صلاة العشاء..... ليشرح له تفاصيل معرفته بميساء وكيف قرر الزواج بها....واستأذنه أن تكون موجودة للتفاهم على التفاصيل....
أما ميساء فكانت سعيدة ومستبشرة خيرا .....
وفي الغد وبينما هي آتية من الجامعة....هرولت فجأة وكأنها تهرب من خطر محدق.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة السابعة والعشرون......
في الحلقة الماضية:بينما ميساء كانت في الطريق إلى البيت....هرولت فجأة وكأنها تهرب من خطر محدق.....
في هذه الحلقة بعون الله
مرت ميساء من طريق مختصر.....ذاهبة إلى البيت، حاملة معها آخر نسخة من رسالة الماجستير لمناقشتها بعد أيام بعون الله.....
وبينما هي في الطريق.....فجأة رأت وسيم في السيارة غير بعيد....برفقة شاب في مقتبل العمر....وماهي إلا لحظات حتى جرى الشاب نحوها.....فهرولت وهي تدعو وتستغفر ويرتجف قلبها مناجاة لله وطلبا لعونه.....وقف أمامها شاهرا سكينه.....أسقط في يدها....أمرها أن ترافقه بهدوء إلى السيارة....فقالت بقوة وصرخت وهي تنظر إليه بتحد ويقين قوي في الله: اللهم اكفيه بما شئت
اللهم اكفنيه بما شئت
اللهم اكفنيه بما شئت
زلزل الرجل من قوة اليقين وتجمد مكانه.....فهرولت وصرخت.....رآها جارهم وهو يمر من هناك....والناس تطل من النوافذ....والكل يتساءل ماذا هناك...... رافقها الجار إلى البيت.....بينما وقف الشاب مكانه.....والسكين في يده......وكأن فوق رأسه الطير.....
شكرت الجار وفتحت الباب وهي تشكر الله وتحمده أن نجاها من ظالم لا يتقي الله.....وجدت والداها خارج البيت..... فلقد دعتهما أختها فاطمة للغداء....
واتصلت بصديقة لها تعمل في المحاماة....وطلبت منها أن تقدم شكوى لدى الشرطة بما جرى.....ثم صلت ركعتين ودعت الله وحمدته على نجاتها.....
فيم كان هيثم في عمله.....وقد أرهقه الوقوف تحت الشمس فتولى إلى الظل قليلا، مراقبا العمل عن بعد.....أحس بشوق لزوجته.....فاتصل بها واطمأن عليها....هاته الأخيرة التي تأكدت أن ثمار الاستغفار والدعاء بدأت تؤتي أكلها بفضل الله وبتوفيقه....وأخبرته أن لديها خبرا سارا....ستخبره به بعد عودته من العمل.....ألح عليها أن تخبره....لكنها أصرت على موقفها....
أما باسل فكان يفكر في لقائه الليلة مع هيثم وميساء.....وابتسم فرحة بأنه بعد سنتين من الحب الصامت....أخيرا سيتزوج بمن يحب بعون الله.....
وبعد ساعات عاد هيثم إلى منزله....فاستقبلته منى في أبهى حلة مبتسمة ومرحبة وداعية له بالصحة والعافية....
صلى المغرب وارتاح قليلا.....وذهبت هي لتكمل تحضير العشاء....فاليوم يوم مميز....سعادتين في الطريق بإذن الله....
ناداها هيثم .....متلهفا لمعرفة الخبر.....فنظرت إليه بود ووجهها ينطق سعادة وشكرا لله.....وقبلت رأسه.....ثم قالت: أنا حامل يا زوجي الحبيب ....
تفاجأ هيثم بالخبر....وسعد جدا وحمد الله تعالى.....وقبل يديها ودعا لها بالصحة وللجنين بالصحة والصلاح.....مرت لحظات رائعة.....وقبل صلاة العشاء بقليل....فاجأته ميساء بالتهنئة....فلقد فضلت أن تتركهما لوحدهما ليكون للخبر وقع مميز.....
صلى الثلاثة العشاء......وميساء مترقبة.....وهيثم ينظر لها بين الفينة والأخرى ويدعو الله داخله أن يسعد الله أخته الحبيبة التقية العفيفة التي حباها الله برجاحة العقل ونور البصيرة....وحمد الله على فضله.....
أما وسيم فلم يفهم شيئا....ولام الشاب الذي استأجره لخطف ميساء ليلقنها درسا ويعلمها أن من ترفضه لم تولد بعد.....انتقاما منها وسخرية من استعفافها !!!! ثم انطلق إلى بيته وقلبه يغلي حقدا وغضبا.....
شرب الخمر حتى الثمالة.....أصيب بالغثيان ......ذهب إلى الحمام ليتقيأ......وبعد لحظات قبض الله روحه، فسقط في المغسلة.....ولم يدر أحد بأمره.....فهو يعيش وحده في شقة يقيم فيها الليالي الحمراء.....بكل ألوان الإثم والعصيان.....
وصل باسل أخيرا.....بعد صلاة العشاء....ورن الجرس على استحياء.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة والعشرون......
في الحلقة الماضية:وصل باسل أخيرا.....بعد صلاة العشاء....ورن الجرس على استحياء.....
في هذه الحلقة بعون الله
رحب هيثم بالدكتور باسل بقوة وأدخله إلى صالة الضيوف.....وهو يمزح ويحاول تخفيف التوتر الجلي في الأجواء....قدمت منى العصير والحلويات وجلس الجميع يتجاذبون أطراف الحديث، باسل وميساء مندمجان في النقاش دون أن يجرأ أحدهما أن ينظر إلى الآخر.....وفجأة قال هيثم وهو ينظر إلى باسل: نبدأ موضوعنا الأساسي؟ فأشار له باسل بالإيجاب.....فقال هيثم: هل يمكنني مبدئيا معرفة كيف عرفتما بعضكما؟
ابتسم باسل بحياء وقال: ببساطة وبدون تعقيدات، ما سأقوله الآن سيفسر لك أيضا ما حدث في مصحة الدكتور يوسف وكيف كانت خطة إدماج الفتيان وأسامة أيضا مرتبة والمهام مقسمة بيننا.....منذ خمس سنوات أنشأ الدكتور يوسف جمعية للإدماج النفسي والاستشارات الأسرية والاجتماعية بتمويل من المصحة التي يملكها، وعرض علي أخونا الدكتور رضا العمل معهم بالكشف المجاني على حالات ترسلها لي إدارة الجمعية وكانت الخطة هو العمل على عشر أسر تعاني من مشاكل حقيقية لمدة شهرين،.....يتم العمل المتكامل على أن نكون سببا في سعادة الأسرة بإذن الله، تأطير أسري واجتماعي والمكلف به أختكم الكريمة، التي تطوعت معنا منذ أربع سنوات، وتأطير نفسي والمكلف به الدكتور رضا والدكتور إياد، وتأطير مادي ودعم مشاريع صغرى تنهي بطالة أفراد الأسرة وتوفر لها بفضل الله دخلا جيدا لحياة كريمة، وهذا يكون من جمع زكاة السنة لمجموعة كبيرة من الأطباء والمهندسين من أصدقائنا وغيرهم والمكلف به الدكتور معاذ وابنه الخبير في المحاسبة الأستاذ سعد ....وتأطير شرعي وترسيخ العقيدة والمكلف به الدكتور عبد الكريم وزوجته الدكتورة آية......
والقيم على التنسيق والعلاقات الخارجية الدكتور يوسف ومعنا بفضل الله شباب يؤدون مهاما أخرى مختلفة....من متخصصين في الحاسوب وأساتذة للدعم المدرسي، ودكاترة في تخصصات مختلفة،......
هناك تواصلت مباشرة مع أختكم الكريمة، في إطار يحكمنا جميعا وهي ضوابط ديننا الرائع والتعامل للضرورة وفي العمل فقط لا غير.....وبما أن لي مواصفات معينة فيمن أرجو من الله أن يرزقني إياها، فقد اخترت كريمتكم لتكون شريكة حياتي في الدنيا ورفيقتي في الجنة بإذن الله وأسأل الله ألا ترفضوا طلبي....
استمر الحديث ومنى تدعو في سرها بالتوفيق، وميساء لا تنبس ببنت شفة.....تنظر إلى الأرض وتنتظر رأي هيثم.....
وأخيرا قال هيثم: وبما أنني سألت والداي وميساء أيضا ووافقوا جميعا، وبما أنني أعرفك جيدا منذ درسنا سويا في المرحلة الثانوية....أقول لكم مبارك....أتم الله لكم بكل خير.....أما التفاصيل، أفضل أن نتفق عليها بحضور أهلي وأهلك، ولكن هناك أمر لابد من حسمه بيننا.....وهو الصداق.....
قال باسل بلا تردد: اطلب وأنا أجيب بعون الله....
هيثم: تقوى الله.....وحفظ عشرة أحزاب من القرآن الكريم....
تنهد باسل بعد احتباس أنفاس وقال: وأما القرآن فالحمد لله أحفظ ثلاثين حزبا، ولو أني أؤمن أن القرآن ليس حفظا فقط ولكنه تدبر وعمل....
وأما التقوى حسب معرفتي المتواضعة فهي أن أرضي الله وأن أمتثل لأوامره وأتجنب نواهيه.....وما أروعه من صداق، وأنا أوافق على هذا الصداق وأسأل الله أن يعينني عليها وأن نكون عونا لبعضنا على طاعة الله وإرضائه والتنافس نحو الفردوس الأعلى، وأضيف ألف دولار حبا وكرامة ولو أن الزوجة الصالحة لا تقدر بمال.....
رفرفت القلوب فرحا وحمدت الله تعالى على نعمه....
بحثت الشرطة عن وسيم وذهبوا إلى بيت أهله بحثا عنه.....بتهمة محاولة الخطف والاعتداء على ميساء.....لكن والدته أكدت لهم أنه لا يعيش معها وأن لديه شقة مستقلة لا تعرف عنوانها، لأنه لا يزورها إلا نادرا.....
مرت ثلاثة أيام وقد عمت الرائحة الكريهة المكان.....وسكان العمارة يبحثون عن مصدر الرائحة فوجدوا أنها تنبعث من شقة وسيم.....وأبلغوا الشرطة.....وحين فتحت الشقة، وجدوا جثته متعفنة في الحمام وجسمه ملقى في المغسلة والذباب يجتمع عليه كوجبة دسمة لا تتكرر كثيرا.....
وصل الخبر أهله، فلم يبكه أحد سوى أمه، رغم قسوته وغروره وعقوقه لهم.....
وبينما هدى تذكر الله في مطبخها.....وهي تجهز وجبة العشاء لها ولطفلها.....إذ رن جرس الباب....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة والثلاثون والأخيرة في الجزء الأول ......
في الحلقة الماضية: وبينما هدى تذكر الله في مطبخها.....وهي تجهز وجبة العشاء لها ولطفلها.....إذ رن جرس الباب....
في هذه الحلقة بعون الله
فتحت هدى الباب وإذا بها منى تدعوها إلى العشاء معهم.....فاعتذرت بشدة لكن إصرار منى كان أشد.....
تناولوا العشاء معا....منى وهدى وميساء في غرفة الجلوس وهيثم وباسل و ابن هدى في صالة الضيوف.....
غمرت السعادة قلوب الجميع....وكانت لحظات رائعة.....
مرت الأيام ومنى تلازم الاستغفار وقيام الليل....وتطور نفسها بالقراءة ومشاهدة البرامج المفيدة والمطورة للشخصية.....وهي تنتظر الوحم وأعراضه كما تسمع من النساء، غثيان وفقد الشهية وألم ومشاكل.....لا شيء من هذا يحدث لها.....
خشيت أن يكون قد حدث مكروه للجنين.....فاستأذنت من هيثم ورافقت ميساء إلى الطبيبة، فطمأنتها أن الجنين على ما يرام ونموه طبيعي الحمد لله.....
احتارت منى في سر راحتها.....وطالت حيرتها أسبوعا كاملا....ورغم أنها تستغفر الله وتقرأ القرآن وتحاول تطبيق ما قرأت والاطلاع على التفسير والتدبر في آيات الله.....وبينما هي تقرأ آية في سورة هود: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)
اكتشفت سر قوتها الإيمانية والنفسية والجسدية وتيسير الأمور الذي يعم كل أمور حياتها...انشرح قلبها واستمتعت بجمال فضل ربها
تمت بفضل الله خطبة ميساء وترقية هيثم في عمله بفضل الله ثم بفضل جهده وزوجته التي صابرت ولازمت واستعصمت بالله تعالى ليسعدها وزوجها وأسرتها ومقتنعة تماما أن محاولة تغيير الزوج بداية الحسرة والندامة والانشغال بالبشر عن من بيده قلوب البشر....وأن السر في قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
تغيير القناعات وتصحيح المفاهيم، فسهولة الحياة تبدأ من الفكر وصعوبتها تبدأ من الفكر...
أما الفتيان فقد تعافوا بفضل الله وعاد سمير إلى حضن أسرته واستغرق أسامة شهرين آخرين ليتزن نفسيا ويتعمق فكره وتتصحح عقيدته، أما هدى فالحمد لله تغيرت كثيرا، بفضل الله ثم بمساعدة منى وميساء.....ولازال التغير قائما والتطور والتعلم جاريا، والسعادة قرار طالما أن الإنسان قرر ذلك، فالله عز وجل لا يغير ما بنا إلا إذا غيرنا نحن ما بأنفسنا واجتهدنا ودعونا الله وجمعنا بين الإيمان القلبي والعملي وجعلنا الدين عقيدة وتشريعا ومنهج حياة....
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) سورة الأنعام
مرت الشهور والتغيير مستمر....تم زفاف باسل وميساء على خير
وبعد الزفاف بساعات نقلوا منى للمستشفى لخروج إنسان جديد إلى هذه الدنيا
تتبع في الجزء الثاني من السلسلة بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
ام حسسام
2013-05-01, 20:41
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
حياكم الرحمن إخوتي الأفاضل أخواتي الفضليات
نظرا لما يعرفه مجتمعنا المسلم من مشاكل أسرية وارتفاع نسبة الطلاق والله المستعان، صار من الضروري التطرق لهذا الأمر وتوضيح سبل السعادة ومواطن الخلل والله المستعان وبالله التوفيق
من خلال سلسلة من ست حلقات من اجتهادي الشخصي تتبعها رواية على شكل يوميات تطبيقية للحلول المطروحة
أسأل الله تعالى لي ولكم القبول والفتح ونور البصيرة وسلامة العمل من الزلل والإخلاص له وتقواه....
وبسم الرحمن نبدأ
اسمعني فقط... زوجي الحبيب...
سلسلة: معا نحو حياة أفضل...الحلقة الأولى
نظرت إليه أخته ووجهه ينطق حزنا...
ما بك أخي الحبيب؟
رفع رأسه متثاقلا وقال: بيتي يهدم أمام عيناي...
قالت ميساء: خيرا؟
وما إن قالت هذه الكلمة، حتى انطلق هيثم يلقي بهمومه بين يديها، عدم تفاهم، جدال يومي، توتر، صراخ، صراعات، لم يعد يركز في عمله، لم يعد يحس بطعم حياته، لم يعد يحبها....
قالت ميساء: الحل بسيط، كم تدفع لأقوله لك...
قال بغضب: أتستخفين بي يا ميساء؟ هذا جزائي أني حكيت لك همومي؟
ميساء بحكمة: اهدأ يا أخي الحبيب... والله الذي لا نعبد غيره، الحل بسيط جدا...كنت فقط أمزح لأسري عنك قليلا...
هيثم: تفضلي كلي آذان صاغية...
ميساء: أتعلم يا أخي ما مشكلتنا؟ أننا نعامل الآخر كما نحب أن نعامل، هذه قاعدة تسري على العلاقات الإنسانية كلها، إلا في العلاقة الزوجية هناك أمر نغفل عنه...
هيثم: وماهو؟
ميساء: مثلا لما تكون لديك مشكلة، فإنك كرجل بطبيعتك، تفضل الصمت والتفكير، وتدرك أنك قادر على حل مشكلتك بنفسك، ولا تلجأ لأحد إلا إذا استنفذت كل طاقتك في الحل، ولا تبوح بالمشكل إلا بحثا عن الحل....
هيثم: صحيح
ميساء: وزوجتك لو كانت تفهم هذا، لما كانت ضغطت عليك لتعرف ما بك، لكنها تضغط لسبب واحد فقط، أننا نحن النساء نفكر بطريقة مختلفة... حين تكون لدينا مشكلة فإننا نحتاج لمن يسمعنا ونفرغ كل المشكلة ثم نتدارس الحلول...فهي تضغط حبا لا نكدا، ولهذا حين تجد زوجتك تتكلم كثيرا لا تفهم أنها تثرثر، هي فقط تحتاج أن تسمعها وإنها لا تشتكي ولكنها تعبر عن ضغط المشكلة بطريقتها...
هيثم: أكملي أسمعك...
ميساء: هذا من جهة، من جهة أخرى ما تحتاجه أنت كرجل كأولوية هو الثقة، أن تثق بقدراتك ولا توجهك ولا تحاول تغييرك...
هيثم: صحيح...
ميساء: ولكن هي تحتاج كأولوية الرعاية والحب...
لهذا أخي الحبيب، سأعطيك حلا سحريا مبدئيا، لا تحاول التخلص من ثرثرتها بالصمت، اسمع فقط وأومئ برأسك وقل نعم، تمام... ولا تتسرع بقول الحل... ولا تعتبر شكواها من متاعب الحياة تهمة لك... فهي فقط ' تفضفض' اسمعها وأضيف لك شيئا، حين تريد منها شيئا لا تقل مثلا: افعلي كذا... ولكن قل: افعلي كذا أكرمك الله حبيبتي على سبيل المثال... وسترى العجب...
وفي المرة القادمة سأزودك بعون الله بحلول أخرى بسيطة ومفاتيح تبني بيتك من جديد...
بقلم: نزهة الفلاح
وصايا في القمة بوركتي
وصايا في القمة بوركتي
الحمد لله على فضل الله والحمد لله راقتك
الحمد لله أكملت السلسلة بفضل الله
أسأل الله تعالى أن ينفع بها أمتنا الحبيبة
بورك فيك
أسير الطموح
2013-08-05, 07:28
رعااااااك الله أختي
موضوع رائع
رعااااااك الله أختي
موضوع رائع
اللهم آمين يارب العالمين والحمدلله تعالى أنه أعجبكم
جزاك الله كل خير أخي الكريم ورضي عنك
ابراهيم سوفي
2013-08-07, 06:43
http://img03.arabsh.com/uploads/image/2012/10/07/0d35464e66f401.gif
http://img03.arabsh.com/uploads/image/2012/10/07/0d35464e66f401.gif
وفيك بارك الرحمن ورضي عنك أخي الكريم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir