أم أروى
2013-03-15, 16:02
قالَ الإمام المبجَّل ابن قيِّم الجوزيَّة (ت: 751هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ في كتابه “مفتاح دار السَّعادة”: العِلْمُ إمامُ الْعَمَلِ، وقائدٌ لهُ، والعملُ تابعٌ لهُ، ومؤتمٌّ به، فكلَّ عملٍ لا يكون خلف العِلْم مقتديًّا به؛ فهُوَ غير نافع لصاحبه، بَلْ مضرَّة عليه، كَمَا قَالَ بعضُ السَّلف: «مَنْ عبد الله بغير عِلْم كانَ ما يفسد أكثر ممَّا يصلح». والأعمال إنَّما تتفاوت في القبول والرَّد بحسب موافقتها للعِلْم، ومخالفتها له، فالْعَمَل الموافق للعِلْم هُوَ المقبُول، والمخالف لهُ هُوَ المردُود، فالعِلْم هُوَ الميزان، وهُوَ المحك، قَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ ﴿الملك: 2﴾. قالَ الفُضيل بن عياض: «هُوَ أخلص العَمل وأصوبه» قالوا: يا أبا عليّ! ما أخلصه وأصوبه؟ قالَ: «إنَّ العمل إذا كانَ خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل؛ وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتَّى يكون خالصًا وصوابًا».
فـ«الخالص»: أنْ يكون لله، و«الصَّواب»: أنْ يكون على السُّنَّة. وقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿الكهف: 110﴾. فهَذا هُوَ العَمَل المقبُول الَّذي لا يقبل الله مِنَ الأعمال سِواه، وهُوَ أنْ يكون موافقًا لسُنَّة رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرادًا به وجه الله، ولا يتمكَّن العَامِل مِنَ الإتيان بعمل يجمع هذيْن الوصفيْن إلَّا بالعلم، فإنَّهُ إنْ لم يعلم ما جاء به الرَّسول لم يمكِّنه قصده، وإنْ لم يعرف معبوده لم يمكِّنه إرادته وحده، فلولا العلم لما كان عمله مقبولًا، فالعلم هو الدَّليل على الإخلاص، وهو الدَّليل على المتابعة، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ﴿المائدة: 27﴾.
وأحسنُ ما قيلَ في تفسير الآية: إنَّه إنَّما يتقبَّل الله عَمَلَ مَن اِتَّقاه في ذلك الْعَمَل، وتقواه فيه أنْ يكون لوجهه على موافقة أمره، وهذا إنَّما يحصل بالعلم، وإذا كان هذا منزلة العلم وموقعه؛ عُلِمَ أنَّهُ أشرف شيءٍ، وأجلّه، وأفضله، واللهُ أَعْلَمُ”.اهـ.
([«مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1/ 82)])
فـ«الخالص»: أنْ يكون لله، و«الصَّواب»: أنْ يكون على السُّنَّة. وقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿الكهف: 110﴾. فهَذا هُوَ العَمَل المقبُول الَّذي لا يقبل الله مِنَ الأعمال سِواه، وهُوَ أنْ يكون موافقًا لسُنَّة رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرادًا به وجه الله، ولا يتمكَّن العَامِل مِنَ الإتيان بعمل يجمع هذيْن الوصفيْن إلَّا بالعلم، فإنَّهُ إنْ لم يعلم ما جاء به الرَّسول لم يمكِّنه قصده، وإنْ لم يعرف معبوده لم يمكِّنه إرادته وحده، فلولا العلم لما كان عمله مقبولًا، فالعلم هو الدَّليل على الإخلاص، وهو الدَّليل على المتابعة، وقد قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ﴿المائدة: 27﴾.
وأحسنُ ما قيلَ في تفسير الآية: إنَّه إنَّما يتقبَّل الله عَمَلَ مَن اِتَّقاه في ذلك الْعَمَل، وتقواه فيه أنْ يكون لوجهه على موافقة أمره، وهذا إنَّما يحصل بالعلم، وإذا كان هذا منزلة العلم وموقعه؛ عُلِمَ أنَّهُ أشرف شيءٍ، وأجلّه، وأفضله، واللهُ أَعْلَمُ”.اهـ.
([«مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1/ 82)])