أبو هاجر القحطاني
2013-03-13, 23:14
الإرهاب الشامل لدولة الولي الإيراني الفقيه؟
إذا كانت محنة السيد أحمد القبنجي القصيرة والمرهقة خلال فترة اعتقاله التعسفي في فرع مخابرات قم الإيرانية قد أشرت على شيء معين , وقرعت أجراس الإنذار والخطر في أمور محددة فهي إنما تتمثل في تبلور مفهوم وصيغة الإرهاب الفكري الشامل الذي باتت دولة الولي الإيراني الفقيه المرتعدة فرائصها هذه الأيام تهدد به خصومها أومنتقديها , في أوضح خروج وخرق مسلكي ومبدئي واضح لأبسط ركائز الفكر الشيعي العلوي المتسم بحرية البحث وبفتح أبواب الاجتهاد وبالخروج عن صيغة المحتكر الأوحد للحقيقة ! فمن المسلم به إن السبب المعلن لحجز وإعتقال ومحاكمة السيد أحمد القبنجي هو آراؤه الفكرية المثيرة للجدل والتي أصابت في الصميم ركائز فكرية أساسية كان يتكأ عليها البعض, فجاءت أفكار السيد احمد الثورية والخارجة عن سياق ثقافة القطيع في الفكر الشيعي لتدك حصون المتحجرين وما أكثرهم , ولتهدم أسس الطغيان الى استبداد, بعد أن تحولت المظلومية التاريخية لاستبداد ديكتاتوري بشع , وبعد أن تداخلت أمور وأفكار وتيارات عديدة جاء السيد أحمد بنظرته التجديدية لينقض عليها ويؤسس لمشروع فكري شيعي حداثي جديد يواكب العصر وينبذ الخرافات الصفوية التي دمرته وحولته الى خصم شرس من خصوم الحرية بعد أن كان رافعا لراياتها.
التحولات الفكرية للسيد أحمد القبنجي لم تأت من فراغ , ولم تكن تحت تأثير أفكار عدمية أو تحريفية أو إلحادية كما يشيعون , بل أنها كانت استخلاص تام وحقيقي لعصارة التجربة التاريخية والفكرية المرة لشيعة العراق الذين جربوا الفردوس الإيراني فأتضح خواؤه وسقمه , وتسلمت الأحزاب الشيعية السلطة في العراق بعد الإحتلال الاميركي عام 2003 بعد عقود طويلة من التشتت والتلاشي والاندثار , فكانت تلك الأحزاب للأسف رجع صدى للخواء الإيراني وحاولت إستنساخ التجربة الإيرانية في العراق في ظروف اجتماعية وسياسية ونفسية مناقضة بالكامل للساحة الإيرانية, فتحولت تلك الأحزاب لتكون نسخة إيرانية بطبعة عربية وهوما أشار له السيد أحمد صراحة , المفجع في قصة الإعتقال ثم الطرد من إيران بعد التهديد بالإعدام هوأن ولاية الفقيه الخامنئية الإيرانية باتت تطرح نفسها كزعيمة ليس للشيعة فقط بل للعالم الإسلامي بأسره! وبالتالي فإن من ينتقد الولي الفقيه الإيراني فهو في حكم المتمرد والخارج على إمام زمانه وقد الغى النظام الإيراني وبجرة قلم الحدود والولاءات الوطنية والأفكار الدينية والمذهبية المخالفة وبات يقدم نفسه على كونه ( الممثل الشرعي والوحيد لظل الله على الأرض )!.. وتلك لعمري حالة فظيعة من الخروج عن سياقات العقل السليم وغرق في أوهام القوة وأحلامها المزيفة.
لقد أثبت السيد أحمد القبنجي وهو شخص ضعيف ولا يمتلك أي إمكانيات مادية أوتسويقية ولا يوجد طرف يدعمه عن خواء الفكر والتجربة السياسية والفكرية للنظام الإيراني, وفضحه فضحا شاملا باعتباره مجرد نظام قمعي يتمسح بأهداب الدين والمذهب ليتخفى من ورائها ويباشر ويمارس سلطات خرافية مهولة تكرس الطغيان والاستبداد, لقد تم طرد السيد أحمد من إيران بناءا على تقرير (إيماني) مبارك كتبه أحدهم من (النجف) تحديدا وأستطيع تخمين من يكون صاحب التقرير المبارك? وهو ما يؤكد أن الديكتاتورية والتخلف في العراق لم تسقط أبدا , وإنما تبدلت الوجوه بعد أن تبدل الطلاء وفقا لمقتضيات المرحلة الجديدة, لقد كان السيد أحمد من العاملين طويلا في خدمة المشروع الطائفي الإيراني بل أن حتى الحكومة العراقية التائهة لا تعرف إن كان القبنجي حاملا للجنسية الإيرانية أم لا? علما أن وزراء عراقيين يحملون اليوم تلك الجنسية ولا داعي لذكر أسمائهم فالشعب يعرفهم وسحناتهم تفضحهم وتاريخهم يدل عليهم! كما أن الحكومة العراقية كانت في موقف العاجز والمحتار والمسلوب الإرادة ولم تفعل سفارة العراق في طهران ولا وزارة هوشيار زيباري ولا مكتب مختار العصر أي شيء لحماية حياة السيد أحمد ظنا منهم بأنه إيراني الجنسية لأن شقيقه إمام جمعة النجف وأحد رجال المجلس الإيراني الأعلى صدر الدين القبنجي يحمل تلك الجنسية وولاؤه السياسي والفكري والمذهبي معروف لعلي خامنئي وبالتالي فإن الحكومة العراقية وقيادات الأحزاب الطائفية الحاكمة بالذات لاتتجرأ على فتح فمها امام أصغر شرطي او مخبر أو جلاد إيراني للأسف, وهذه طامة وكارثة وطنية كبرى وفقدان مهول للسيادة, وحالة فظيعة وغير مقبولة من التحلل والتردي السيادي من العجب العجاب أن يصمت عليها الشعب العراقي السلبي للأسف والغارق في بحور تخلفه المريع.
قضية السيد أحمد القبنجي أثبتت وأكدت خواء وهراء حكومة الطائفيين الفاشلين في العراق, وقد أعلن السيد أحمد بالفم الملأن وبلسان عربي مبين لا تخالطه العجمة من أن الأحزاب الشيعية العراقية هي أحزاب عميلة للنظام الإيراني! وهي الحقيقة العارية المعروفة للجميع رغم التبجحات وحملات خلط الأوراق التي تتحصن بها أحزاب السلطة , لقد نجا السيد أحمد من الإعدام تكتيكيا في إيران , فأيدي طهران الطويلة في العراق من عملاء وجواسيس الولي الإيراني الفقيه ومن عصابات الغدر والإغتيال كفيله بتنفيذ المطلوب واقتناص رأس السيد أحمد وبعد تبخر الاهتمام الإعلامي الحالي , فارهاب دولة الولي الفقيه لايعرف الحدود ولا السدود والموانع وهو حالة شمولية لا يخفيها الإيرانيون, كل الخيارات مفتوحة ولكننا نتساءل عن رأي العراقيين الأحرار في ما يحصل.
* كاتب عراقي
المصدر: جريدة السياسة الكويتية
إذا كانت محنة السيد أحمد القبنجي القصيرة والمرهقة خلال فترة اعتقاله التعسفي في فرع مخابرات قم الإيرانية قد أشرت على شيء معين , وقرعت أجراس الإنذار والخطر في أمور محددة فهي إنما تتمثل في تبلور مفهوم وصيغة الإرهاب الفكري الشامل الذي باتت دولة الولي الإيراني الفقيه المرتعدة فرائصها هذه الأيام تهدد به خصومها أومنتقديها , في أوضح خروج وخرق مسلكي ومبدئي واضح لأبسط ركائز الفكر الشيعي العلوي المتسم بحرية البحث وبفتح أبواب الاجتهاد وبالخروج عن صيغة المحتكر الأوحد للحقيقة ! فمن المسلم به إن السبب المعلن لحجز وإعتقال ومحاكمة السيد أحمد القبنجي هو آراؤه الفكرية المثيرة للجدل والتي أصابت في الصميم ركائز فكرية أساسية كان يتكأ عليها البعض, فجاءت أفكار السيد احمد الثورية والخارجة عن سياق ثقافة القطيع في الفكر الشيعي لتدك حصون المتحجرين وما أكثرهم , ولتهدم أسس الطغيان الى استبداد, بعد أن تحولت المظلومية التاريخية لاستبداد ديكتاتوري بشع , وبعد أن تداخلت أمور وأفكار وتيارات عديدة جاء السيد أحمد بنظرته التجديدية لينقض عليها ويؤسس لمشروع فكري شيعي حداثي جديد يواكب العصر وينبذ الخرافات الصفوية التي دمرته وحولته الى خصم شرس من خصوم الحرية بعد أن كان رافعا لراياتها.
التحولات الفكرية للسيد أحمد القبنجي لم تأت من فراغ , ولم تكن تحت تأثير أفكار عدمية أو تحريفية أو إلحادية كما يشيعون , بل أنها كانت استخلاص تام وحقيقي لعصارة التجربة التاريخية والفكرية المرة لشيعة العراق الذين جربوا الفردوس الإيراني فأتضح خواؤه وسقمه , وتسلمت الأحزاب الشيعية السلطة في العراق بعد الإحتلال الاميركي عام 2003 بعد عقود طويلة من التشتت والتلاشي والاندثار , فكانت تلك الأحزاب للأسف رجع صدى للخواء الإيراني وحاولت إستنساخ التجربة الإيرانية في العراق في ظروف اجتماعية وسياسية ونفسية مناقضة بالكامل للساحة الإيرانية, فتحولت تلك الأحزاب لتكون نسخة إيرانية بطبعة عربية وهوما أشار له السيد أحمد صراحة , المفجع في قصة الإعتقال ثم الطرد من إيران بعد التهديد بالإعدام هوأن ولاية الفقيه الخامنئية الإيرانية باتت تطرح نفسها كزعيمة ليس للشيعة فقط بل للعالم الإسلامي بأسره! وبالتالي فإن من ينتقد الولي الفقيه الإيراني فهو في حكم المتمرد والخارج على إمام زمانه وقد الغى النظام الإيراني وبجرة قلم الحدود والولاءات الوطنية والأفكار الدينية والمذهبية المخالفة وبات يقدم نفسه على كونه ( الممثل الشرعي والوحيد لظل الله على الأرض )!.. وتلك لعمري حالة فظيعة من الخروج عن سياقات العقل السليم وغرق في أوهام القوة وأحلامها المزيفة.
لقد أثبت السيد أحمد القبنجي وهو شخص ضعيف ولا يمتلك أي إمكانيات مادية أوتسويقية ولا يوجد طرف يدعمه عن خواء الفكر والتجربة السياسية والفكرية للنظام الإيراني, وفضحه فضحا شاملا باعتباره مجرد نظام قمعي يتمسح بأهداب الدين والمذهب ليتخفى من ورائها ويباشر ويمارس سلطات خرافية مهولة تكرس الطغيان والاستبداد, لقد تم طرد السيد أحمد من إيران بناءا على تقرير (إيماني) مبارك كتبه أحدهم من (النجف) تحديدا وأستطيع تخمين من يكون صاحب التقرير المبارك? وهو ما يؤكد أن الديكتاتورية والتخلف في العراق لم تسقط أبدا , وإنما تبدلت الوجوه بعد أن تبدل الطلاء وفقا لمقتضيات المرحلة الجديدة, لقد كان السيد أحمد من العاملين طويلا في خدمة المشروع الطائفي الإيراني بل أن حتى الحكومة العراقية التائهة لا تعرف إن كان القبنجي حاملا للجنسية الإيرانية أم لا? علما أن وزراء عراقيين يحملون اليوم تلك الجنسية ولا داعي لذكر أسمائهم فالشعب يعرفهم وسحناتهم تفضحهم وتاريخهم يدل عليهم! كما أن الحكومة العراقية كانت في موقف العاجز والمحتار والمسلوب الإرادة ولم تفعل سفارة العراق في طهران ولا وزارة هوشيار زيباري ولا مكتب مختار العصر أي شيء لحماية حياة السيد أحمد ظنا منهم بأنه إيراني الجنسية لأن شقيقه إمام جمعة النجف وأحد رجال المجلس الإيراني الأعلى صدر الدين القبنجي يحمل تلك الجنسية وولاؤه السياسي والفكري والمذهبي معروف لعلي خامنئي وبالتالي فإن الحكومة العراقية وقيادات الأحزاب الطائفية الحاكمة بالذات لاتتجرأ على فتح فمها امام أصغر شرطي او مخبر أو جلاد إيراني للأسف, وهذه طامة وكارثة وطنية كبرى وفقدان مهول للسيادة, وحالة فظيعة وغير مقبولة من التحلل والتردي السيادي من العجب العجاب أن يصمت عليها الشعب العراقي السلبي للأسف والغارق في بحور تخلفه المريع.
قضية السيد أحمد القبنجي أثبتت وأكدت خواء وهراء حكومة الطائفيين الفاشلين في العراق, وقد أعلن السيد أحمد بالفم الملأن وبلسان عربي مبين لا تخالطه العجمة من أن الأحزاب الشيعية العراقية هي أحزاب عميلة للنظام الإيراني! وهي الحقيقة العارية المعروفة للجميع رغم التبجحات وحملات خلط الأوراق التي تتحصن بها أحزاب السلطة , لقد نجا السيد أحمد من الإعدام تكتيكيا في إيران , فأيدي طهران الطويلة في العراق من عملاء وجواسيس الولي الإيراني الفقيه ومن عصابات الغدر والإغتيال كفيله بتنفيذ المطلوب واقتناص رأس السيد أحمد وبعد تبخر الاهتمام الإعلامي الحالي , فارهاب دولة الولي الفقيه لايعرف الحدود ولا السدود والموانع وهو حالة شمولية لا يخفيها الإيرانيون, كل الخيارات مفتوحة ولكننا نتساءل عن رأي العراقيين الأحرار في ما يحصل.
* كاتب عراقي
المصدر: جريدة السياسة الكويتية