غصن زيتون
2013-03-11, 16:49
امرأة .. و 180 درجــة
بقلم : سـليمان بخليلـي
كذب المنجمون وإن صدقوا ، ومع ذلك فقد صدقتْ منجمة جاءت من أقصى الصحراء ذات ربيع من عام 2007 حين قالت عنها : إن هذه المرأة لن يمسسها سوء ، بل إن أسهمها ستزداد ارتفاعا في بورصة السياسة الجزائرية ، وسوف تمكث في " الوزارة " سبع سنواتٍ سماناً ، وسبعا عجافا ، وسبع سنين دأباً ..
واتضح صدق المنجمة حين كان يُعلَن كل مرة عن تشكيل حكومة جديدة فإذا النبوءة تظهر مثل يد موسى بيضاء من غير سوء ، أو كفلق الصبح بالتعبير القديم طبعا ..
لا تنتظروا أن أحدثكم هنا عن طول قامتها الممشوق ، ولا عن لون شعرها
الذكـري القصير ، ولا حتى عن لونها الأحمر المفضل ،،، ولا تطمعوا أن أحدثكم عن مقاس رافعة نهديها ، ولا على حجم خصرها ، ولا حتى عن " ماركة " نظارتها الحمراء المربعة .. ولكنني سأحدثكم عنها فـقـط بما لا يصِف ولا يشف ..
ومع أنكم ( إن تسألوني عن النساء فإنني … خبير بأحوالهن عليمُ ) إلا أن خبرتي في النساء توقفتْ عند هذه ( المرأة ) ذات الشعر الذكري الأحمر القصير .
الرجال يغبطونها على ماهي فيه ، ويزعم بعضهم حسداً وكمداً أنه الأحق والأولى منها بما هي فيه ،، والنساء يحسدنها لأنهن اكتشفن في خبر قصير أوردته صحيفة صفراء فاقع لونها أنها تملك ما أغرى خادمتها بما امتدت يداها إليه ، بما فاق 200 مليون سنتيم ذهبا وفضة ،، أما أنا ، فما تزال بالنسبة لي ـ رغم خبرتي بالنساء ـ لغزاً يحيرني ..
رأيت في ما يرى النائم أنها بدأت مشوار حياتها معلمة رياضيات في قسم "مغمور" ، يرميها الطلبة بقطع الطبشور عندما تستدير للكتابة في السبورة .. ثم دارت 180 درجة لتجد نفسها في طليعة جمعية " ضالة " تحــمـل اسم " راشدة " تضع في مقدمة أهدافها : إحلال " الواقي " مرتبة لا تقل في الحياة عن مرتبة الماء والهواء ، حتى تنال المرأة متعتها بأقل الخسائر ، وينحسر بذلك عدد الأمهات العازبات اللائي صارت أرقامهن في الإحصائيات الرسمية ــ حسبها ــ تنافس أرقاما أخرى أكثر أهمية ..
بعد ذلك استهوتها زاوية 180 درجة ، فدخلت السياسة من خلال حزب " مغمور " كان يُطلِق على الرئيس بوتفليقة أثناء ترشحه الأول عام 1999م اسم " بوتسريقة "، وكانت هي لا تسميه إلا بهذا الاسم ، ولعلها تكون قد سجلتْ براءة اختراعه باسمها، ثم ما لبثتْ أن طلقتْ هذا الحزب لأنها اشترطتْ منذ اليوم الأول لانخراطها فيه أن تكون العصمة بيدها ، وعاد عليها ذلك بسبع فوائد أدناها : تعيينها في منصب حكومي لم تكن تحلم به ولو في المنام .
ثم اعترفتْ ـ لاحقا ـ بينها وبين نفسها أنها أخطأت في تسمية الرئيس باسم " بوتسريقة " ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ..
تأسفتْ ـ في حديثٍ لها منتصف التسعينيات من القرن الماضي ـ أن تُصرَف أموال يسميها المسلمون ( فريضة الحج ) وهي في الحقيقة تصرف في مشاهدة فيلم مكرر بالأبيض والأسود منذ عهد سيدنا إبراهيم الخليل ، حيث كان ينبغي أن تُصرف هذه الأموال في بناء قاعات سينما تعرض كل يوم وبالألوان أفلاما جديدة ..
وباعتبارها ( جزائرية واقفة ) أضافت قائلة : إن مجـرد وضع الجبهة على الأرض في الصلاة هو أكبر إهانة للإنسان " الواقف " .. وعاد عليها هذا الكلام بسبع فوائد ، ثلاثٌ من بينها : زيارة تاريخية للكيان الصهيوني الإرهابي ، ودكتوراه شرفية من بلجيكا ، ووعد بتعيينها سفيرا هناك في حال الاستغناء عن خدماتها بهضبة العناصر في يوم آتٍ لا ريب فيه ..
أما الفوائد الأربعة المتبقية هي أمور شخصية تخدش الحياء العام ولا داعي للخوض فيها ..
ثم تساءلتْ : لماذا تُعامَل المرأة عندنا كقاصر فيَشترط عليها عامل الفندق استظهار الدفتر العائلي إن هيَ دخلتْ مرفوقة برجل ..
ورغم أنها كانت طوال مشوارها النضالي تقف مع فولتير ضد المتنبي ، ومع لافونتان ضد ابن المقفع ، ومع دانتي ضد المعري ، ومع الشيطان ضد الله ، إلا أنني رأيتُ في ما يرى النائم أنها عقدتْ مع هؤلاء البدو من العرب
والمسلمين بتاريخ : 01 جانفي 2011 مايشبه زواج متعة تحت اسم : "
عاصمة الثقافة الإسلامية " في فندق فخم بتلمسان ، لكنها اشترطتْ هذه المرة أيضاً أن تكون العصمة بيدها حتى تطلقهم متى تشاء ،، ولم أستغرب أن يستجيبوا لطلبها ، ويوقعوا معها جميعاً على بياض ، فهي تملك من " الكاريزما " ما يطيح النايض ، وينوض الطايح ...
ومع أنها ماتزال لغزاً يحيرني ، فقد أدركتُ سر خنوعهم لشرطها ، حيث أن الإقامة مع سيدي بومدين وابن خلدون والمتنبي وابن المقفع والمعري في فندق واحد ودون دفتر عائلي طوال عام كامل ، كفيلٌ بأن يجعلها تدور نحوهم 180 درجة ، وستكون بالتأكيد دورتها الأخيرة ، لأن الـحضن العربي الرومانسي الدافئ لا يؤمن إلا بدين واحد ، وإله واحد ، وحب واحد ، ويكره زوايا الـ 180 درجة ، ويلعن من يغيرون مبادئهم كما يغيرون أحذيتهم .
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.339.339/p403x403/313734_567752166576806_1366151037_n.jpg
(https://www.********.com/photo.php?fbid=567752166576806&set=a.177554742263219.38441.100000260846083&type=1&relevant_count=1)
بقلم : سـليمان بخليلـي
كذب المنجمون وإن صدقوا ، ومع ذلك فقد صدقتْ منجمة جاءت من أقصى الصحراء ذات ربيع من عام 2007 حين قالت عنها : إن هذه المرأة لن يمسسها سوء ، بل إن أسهمها ستزداد ارتفاعا في بورصة السياسة الجزائرية ، وسوف تمكث في " الوزارة " سبع سنواتٍ سماناً ، وسبعا عجافا ، وسبع سنين دأباً ..
واتضح صدق المنجمة حين كان يُعلَن كل مرة عن تشكيل حكومة جديدة فإذا النبوءة تظهر مثل يد موسى بيضاء من غير سوء ، أو كفلق الصبح بالتعبير القديم طبعا ..
لا تنتظروا أن أحدثكم هنا عن طول قامتها الممشوق ، ولا عن لون شعرها
الذكـري القصير ، ولا حتى عن لونها الأحمر المفضل ،،، ولا تطمعوا أن أحدثكم عن مقاس رافعة نهديها ، ولا على حجم خصرها ، ولا حتى عن " ماركة " نظارتها الحمراء المربعة .. ولكنني سأحدثكم عنها فـقـط بما لا يصِف ولا يشف ..
ومع أنكم ( إن تسألوني عن النساء فإنني … خبير بأحوالهن عليمُ ) إلا أن خبرتي في النساء توقفتْ عند هذه ( المرأة ) ذات الشعر الذكري الأحمر القصير .
الرجال يغبطونها على ماهي فيه ، ويزعم بعضهم حسداً وكمداً أنه الأحق والأولى منها بما هي فيه ،، والنساء يحسدنها لأنهن اكتشفن في خبر قصير أوردته صحيفة صفراء فاقع لونها أنها تملك ما أغرى خادمتها بما امتدت يداها إليه ، بما فاق 200 مليون سنتيم ذهبا وفضة ،، أما أنا ، فما تزال بالنسبة لي ـ رغم خبرتي بالنساء ـ لغزاً يحيرني ..
رأيت في ما يرى النائم أنها بدأت مشوار حياتها معلمة رياضيات في قسم "مغمور" ، يرميها الطلبة بقطع الطبشور عندما تستدير للكتابة في السبورة .. ثم دارت 180 درجة لتجد نفسها في طليعة جمعية " ضالة " تحــمـل اسم " راشدة " تضع في مقدمة أهدافها : إحلال " الواقي " مرتبة لا تقل في الحياة عن مرتبة الماء والهواء ، حتى تنال المرأة متعتها بأقل الخسائر ، وينحسر بذلك عدد الأمهات العازبات اللائي صارت أرقامهن في الإحصائيات الرسمية ــ حسبها ــ تنافس أرقاما أخرى أكثر أهمية ..
بعد ذلك استهوتها زاوية 180 درجة ، فدخلت السياسة من خلال حزب " مغمور " كان يُطلِق على الرئيس بوتفليقة أثناء ترشحه الأول عام 1999م اسم " بوتسريقة "، وكانت هي لا تسميه إلا بهذا الاسم ، ولعلها تكون قد سجلتْ براءة اختراعه باسمها، ثم ما لبثتْ أن طلقتْ هذا الحزب لأنها اشترطتْ منذ اليوم الأول لانخراطها فيه أن تكون العصمة بيدها ، وعاد عليها ذلك بسبع فوائد أدناها : تعيينها في منصب حكومي لم تكن تحلم به ولو في المنام .
ثم اعترفتْ ـ لاحقا ـ بينها وبين نفسها أنها أخطأت في تسمية الرئيس باسم " بوتسريقة " ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ..
تأسفتْ ـ في حديثٍ لها منتصف التسعينيات من القرن الماضي ـ أن تُصرَف أموال يسميها المسلمون ( فريضة الحج ) وهي في الحقيقة تصرف في مشاهدة فيلم مكرر بالأبيض والأسود منذ عهد سيدنا إبراهيم الخليل ، حيث كان ينبغي أن تُصرف هذه الأموال في بناء قاعات سينما تعرض كل يوم وبالألوان أفلاما جديدة ..
وباعتبارها ( جزائرية واقفة ) أضافت قائلة : إن مجـرد وضع الجبهة على الأرض في الصلاة هو أكبر إهانة للإنسان " الواقف " .. وعاد عليها هذا الكلام بسبع فوائد ، ثلاثٌ من بينها : زيارة تاريخية للكيان الصهيوني الإرهابي ، ودكتوراه شرفية من بلجيكا ، ووعد بتعيينها سفيرا هناك في حال الاستغناء عن خدماتها بهضبة العناصر في يوم آتٍ لا ريب فيه ..
أما الفوائد الأربعة المتبقية هي أمور شخصية تخدش الحياء العام ولا داعي للخوض فيها ..
ثم تساءلتْ : لماذا تُعامَل المرأة عندنا كقاصر فيَشترط عليها عامل الفندق استظهار الدفتر العائلي إن هيَ دخلتْ مرفوقة برجل ..
ورغم أنها كانت طوال مشوارها النضالي تقف مع فولتير ضد المتنبي ، ومع لافونتان ضد ابن المقفع ، ومع دانتي ضد المعري ، ومع الشيطان ضد الله ، إلا أنني رأيتُ في ما يرى النائم أنها عقدتْ مع هؤلاء البدو من العرب
والمسلمين بتاريخ : 01 جانفي 2011 مايشبه زواج متعة تحت اسم : "
عاصمة الثقافة الإسلامية " في فندق فخم بتلمسان ، لكنها اشترطتْ هذه المرة أيضاً أن تكون العصمة بيدها حتى تطلقهم متى تشاء ،، ولم أستغرب أن يستجيبوا لطلبها ، ويوقعوا معها جميعاً على بياض ، فهي تملك من " الكاريزما " ما يطيح النايض ، وينوض الطايح ...
ومع أنها ماتزال لغزاً يحيرني ، فقد أدركتُ سر خنوعهم لشرطها ، حيث أن الإقامة مع سيدي بومدين وابن خلدون والمتنبي وابن المقفع والمعري في فندق واحد ودون دفتر عائلي طوال عام كامل ، كفيلٌ بأن يجعلها تدور نحوهم 180 درجة ، وستكون بالتأكيد دورتها الأخيرة ، لأن الـحضن العربي الرومانسي الدافئ لا يؤمن إلا بدين واحد ، وإله واحد ، وحب واحد ، ويكره زوايا الـ 180 درجة ، ويلعن من يغيرون مبادئهم كما يغيرون أحذيتهم .
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.339.339/p403x403/313734_567752166576806_1366151037_n.jpg
(https://www.********.com/photo.php?fbid=567752166576806&set=a.177554742263219.38441.100000260846083&type=1&relevant_count=1)