الزمزوم
2013-03-09, 19:23
غريب ما يحصل في مصر ، شباب في ربيع العمر متعلم ومثقف وعلى أعلى درجة من الوعي يقومون بتظاهرات لتغيير أوضاع بلادهم ، لتأتي فئة متطفلة وتخطف ثمار هذا التغيير الحاصل في البلد ، الإخوان المسلمين والإسلاميين لم يقدموا شيئا فمن كان يموت في ساحات مصر من بور سعيد إلى الإسكندرية إلى القاهرة هم شباب الفيس بوك الذي نعتقد أنه لم يقم بتلك الثورة لإزالة نظام عسكري جثم على صدور المصريين أكثر من ثلاثة عقود ليجد نفسه أمام ديكتاتورية دينية يتزعمها المرشد وميلشيات الإخوان ، لا يمكن قبول فكرة أن هذا الشباب كان يريد من وراء احتجاجاته الانتقال بمصر من مجتمع مكبل ومقيد إلى مجتمع منغلق ويكفر بعضه البعض ، ويفرض فيه الحجاب العقلي والفكري قبل الحجاب الحسي الجسدي ، إن ما يحدث في مصر من استمرار ثورة الشباب ماهو إلاسعي لاستكمال الثورة التي حاول الإخوان وأدها وبدعم أمريكي صهيوني وما اللقاءات والرسائل المتبادلة بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن إلا دليل علي ذلك ، هل يمكن أن تكون الحرية التي يتغنى بها الإخوان المسلمين صادقة في ظل قتل المدنيين في بور سعيد و تكفير المعارضين وإباحة دمائهم وتخويف الناس بتسليط البلطجية الملتحين عليهم ، والاستفراد بصياغة الدستور ، و تكبيل لجنة الانتخابات ، والسعي لتزوير الانتخابات ، و والتجارة بالدين من خلال القنوات الدينية ووضع مرسي في مقامات لا يجوز أن يكون فيها ، فشتان بينه وبين من شبهوه بهم . إن مصر مقبلة على أيام حاسمة مصيرية سوف تحدد معالمها لمدة عقود قادمة ، فإما أن تتحول مصر من نظام عسكري إلى نظام مدني يكفل حريات العبادات والتعبير وانتقاد الحاكم وتكوين الجمعيات و تحقيق العدالة الإجتماعة وإما أن تنتقل مصر من نظام الحكم العسكري إلى نظام ديني نظام الحق الإلهي ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران والتكفير وتناحر المذاهب الإثنية والدينية فيه ، بعبارة أخرى إما أن تكون مصر لجميع المصريين أو أن تكون مصر لمرسي وجماعته الدينية .
كتبها : الزمزوم
في : 2013/03/09
كتبها : الزمزوم
في : 2013/03/09