العابدالكنتي
2013-03-05, 00:18
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/slambasmla/685685.gifhttp://www.alkonti.com/news.php?action=image&thumb=y&id=111
إضراب الثلاثة أيام الذي دعا إليه مكتب الجنوب للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (UNPEF) , والذي سجل استجابة قياسية فاقت كل التوقعات وبرهن مرة أخرى التفاف العمال حول مطالبهم المشروعة بغض النظر عن النقابة الداعية إليه , إلا أننا نسجل ثلاث نقاط مهمة في هذا الإضراب وهي:
1- إن السيل قد بلغ الزبى , لذا فقد أضحى عدم تحيين منحة المنطقة والامتياز والإفراج عن المراسيم التنفيذية المتعلقة بهما لا مبرر له وغير مفهوم ولا يمكن فهمه إلا ضمن سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها الحكومة في تسيير الكثير من القضايا الهامة والملفات المعقدة. لذلك كانت هبة عمال وموظفي ولايات الجنوب الجزائري في استجابتهم القوية والواسعة لإضراب الكرامة , رسالة قوية وحاسمة وقاطعة لأرباب السلطة والقرار , بان زمن السكوت على الظلم والإجحاف انتهى. وانه يجب على الحكومة أن تلتفت للشعب المسحوق في أقاصي وأعماق الصحراء الذي يعاني ما يعاني في صمت و هدوء , لكن حذاري من غضب المظلوم إذا فقد الأمل , و أحذروا أكثر من صوت الشعب الصامت إذا سُدت الأبواب في وجهه. فلا أحد يمكن أن يتوقع أو يتكهن بردة فعله .كيف ستكون . وأين؟
2- بعد الإعلان عن الإضراب وقبل الشروع فيه , أرسلت المديرية العامة للميزانية ممثلة في السيد عزيز فريد مدير التنظيم الميزاني والرقابة المسبقة والمناقصات فاكس مستعجل للمدراء الجهويين للميزانية لولايات الجنوب والهضاب حول منحة المنطقة (الجنوب) , تطلب فيه إحصاء العمال والموظفين المستفيدين من منحة المنطقة والامتياز والمبالغ المالية التي يتقاضونها. ومن خلال هاته المراسلة يمكن أن نستنتج ثلاثة أمور هي:
أ- المراسلة تطلب إحصاء كل المبالغ المالية للموظفين ومن 01-01 - 2008 إلى 31 ديسمبر 2012 , وهو ما يعني ضمنيا أن منحة الجنوب ستكون بأثر رجعي من 01-01-2008 , وهذا مؤشر هام , و أحد المطالب الجوهرية والأساسية للإضراب.
ب-أن الحكومة شرعت فعلا في تجسيد وعودها السابقة بتحيين منحة المنطقة على أساس الأجر القاعدي الحالي (2007) , وعليه فان عملية الإحصاء هي المرحلة الأولى قبل صدور المرسوم التنفيذي المتعلق بهاته المنحة على اعتبار أن الحكومة تحسب وتقدر المبلغ المستحق عليها في حالة التطبيق واحتساب هذه المنح على أساس الأجر القاعدي الجديد. ومن جهة أخرى يمكن اعتبار هاته المراسلة مجرد تهدئة للأوضاع الراهنة وذر للرماد في العيون , على اعتبار انه لا يوجد أي تصريح رسمي أو مراسلة عالية المستوى تؤكد نية الحكومة في التسوية هاته الوضعية التي استمرت 5 سنوات , خاصة أن وزير العمل الطيب لوح وفي تصريح يعود لسنة 2011 ومن قبة البرلمان أكد أن منحة الجنوب ستكون بأثر رجعي وسيتم تحيينها في مارس 2012 , وها هي الشهور تمر والعمر يمضي ولا جديد مجرد وعود فارغة سئمنا سماعها.
ت- ولان سياسة حكومتنا واضحة إلى درجة الغموض فانه لا يمكن التكهن بمدى التزام بالمطلبين المتبقين وهما تعميم منحة الامتياز على كافة الأسلاك و هل سيتم دمج منحة المنطقة والامتياز في منحة واحدة وتكون متفاوتة حسب الولايات أم يتم الإبقاء على منحة المنطقة ومنحة الامتياز , وما هي النسب المئوية المقترحة لهاته المنح .؟
أسئلة من الصعب الإجابة عنها لكن يمكن توقع أن النسب تتراوح بين 15% إلى 45% كأقصى حد على اعتبار أن منحة المنطقة لأفراد الشرطة هي 45% , وعليه لا يمكن أن نتصور حكومتنا العزيزة تمنح للأستاذ منحة تفوق منحة رجال الأمن؟
أما النسبة الأدنى وهي 15% فهي المنحة الأقل التي تمنحها دولتنا لموظفيها الأقل أهمية والدليل تلك المنحة الهزيلة التي تكرمت بها لعمال الأسلاك المشتركة و العمال مهنيين والأعوان المتعاقدين , فهي لم تجد أقل من 15% كنسبة لتمنحهم إياها و إلا لكانت منحتهم أقل من ذلك!
3- لقد برهنت الحكومة من خلال تعاطيها مع إضراب الثلاثة أيام أنها بعيدة عن واقع شعبها ومعاناته وهمومه , فلم نسجل طيلة أيام الإضراب أي ردة فعل من طرف أي من المسؤولين , وكأن الأمر لا يهم أكثر من 200000 موظف عامل بالجنوب هم جزائريون قلبا وقالبا مسكنون بهموم هذا الشعب وقضاياه , إن غياب التصريحات الرسمية قبل و أثناء وبعد الإضراب لمؤشر على الإفلاس الأخلاقي للسياسيين الحاليين سواء كانوا في السلطة أو المعارضة , منتخبين أو مسئولين , فقد مر الإضراب على هؤلاء وكأنه "لا حدث" , وهو كما قلت سابقا يعمق الهوة بين الحاكم والمحكوم ويزيد من مساحة انعدام ثقة المواطن عامة والموظف خاصة في من يحكمه . ومما زاد الطين بلة و الأمر تعقيدا هو التعتيم الإعلامي في وسائل الإعلام الحكومية وشبه الحكومية , ولولا وجود قنوات تلفزيونية خاصة وجرائد يومية جريئة لما شاعر ساكنة وموظفو شمال الوطن بإضراب عمال جنوبه , وهو ما يحز في النفس ويؤلم جدا جدا.لهذا فان إضراب عمال وموظفو الجنوب لم ينل حقه من التغطية المهنية والمحايدة لمجرياته , فعندما تصبح وقفة ساعة لنقابة وحيدة بولاية وحيدة - الجزائر العاصمة - ولأقل من 2000 أستاذ ثانوي حدث جلل وأهم من إضراب يقوم به أكثر من 150000 موظف بــ 13 ولاية جزائرية دعت إليه أزيد من 06 نقابات , عندها أرجوكم لا تطلبوا مني أن أكون هادئا وحكيما ومتزنا , لأني فعلا غاضب أشد الغضب لأنه: ((من أستغضب ولم يغضب فهو حمار )).
وأخيرا وليس آخرا فاني أعتب على نقابات التربية طريقة تعاطيها مع الإضراب , فمنها من كان غائبا تماما و أخرى كانت مغيبة , وأخرى منشغلة ربما بقضايا أهم , وأخرى شاركت عل استحياء , ومنها من جعل إضراب الجنوب فرصة لتصفية الحسابات النقابية سواء تخوينا أو تهوينا أو تهويلا , ورغم ذلك فان أصوات الكثير من المكلفين بالإعلام و الناطقين الرسميين بلسان النقابات ابتلعوا ألسنتهم ولم نكد نحس بوجودهم إلا همسا هنا أو حفيفا هناك , ولم نجد المنتديات مشتعلة بالبيانات والتصريحات بين معارض ومؤيد كما جرت العادة عليه في كل الإضرابات السابقة , فإضراب الجنوب تميز بان الجميع كان مساند ومؤيد له – على الأقل في الظاهر - ولا أحد تجرأ على إعلان معارضته أو رفضه أو تشكيكه فيه , بالرغم من الاختلاف في الانتماء النقابي والقناعات , بحيث الكل وضع نقابته جانبا وتجرد من إيديولوجيته وذاتيته لحين الانتهاء من الإضراب , لذا نجح , لكن الأهم وهو ما نتمناه هو أن تستثمر كل النقابات وتنسقياتها ولجانها دون استثناء في نجاح إضراب الجنوب وتبقى متيقظة ولا تستكين للوعود الحكومية والمسكنات الإعلامية وبعض الفرقعات الصوتية من هنا وهناك والاهم أن تحاول أن تنفض الغبار عن كل المظلومين والمتضررين من القانون الخاص ولا سيما الأيلين للزوال من أساتذة ومعلمين ومساعدين تربويين , وتستمر في النضال من أجل الدفاع عن العمال المقهورين والمسحوقين من إخوتنا في الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين والأعوان المتعاقدين ولا أنسى عمال المصالح الاقتصادية. و آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
إضراب الثلاثة أيام الذي دعا إليه مكتب الجنوب للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (UNPEF) , والذي سجل استجابة قياسية فاقت كل التوقعات وبرهن مرة أخرى التفاف العمال حول مطالبهم المشروعة بغض النظر عن النقابة الداعية إليه , إلا أننا نسجل ثلاث نقاط مهمة في هذا الإضراب وهي:
1- إن السيل قد بلغ الزبى , لذا فقد أضحى عدم تحيين منحة المنطقة والامتياز والإفراج عن المراسيم التنفيذية المتعلقة بهما لا مبرر له وغير مفهوم ولا يمكن فهمه إلا ضمن سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها الحكومة في تسيير الكثير من القضايا الهامة والملفات المعقدة. لذلك كانت هبة عمال وموظفي ولايات الجنوب الجزائري في استجابتهم القوية والواسعة لإضراب الكرامة , رسالة قوية وحاسمة وقاطعة لأرباب السلطة والقرار , بان زمن السكوت على الظلم والإجحاف انتهى. وانه يجب على الحكومة أن تلتفت للشعب المسحوق في أقاصي وأعماق الصحراء الذي يعاني ما يعاني في صمت و هدوء , لكن حذاري من غضب المظلوم إذا فقد الأمل , و أحذروا أكثر من صوت الشعب الصامت إذا سُدت الأبواب في وجهه. فلا أحد يمكن أن يتوقع أو يتكهن بردة فعله .كيف ستكون . وأين؟
2- بعد الإعلان عن الإضراب وقبل الشروع فيه , أرسلت المديرية العامة للميزانية ممثلة في السيد عزيز فريد مدير التنظيم الميزاني والرقابة المسبقة والمناقصات فاكس مستعجل للمدراء الجهويين للميزانية لولايات الجنوب والهضاب حول منحة المنطقة (الجنوب) , تطلب فيه إحصاء العمال والموظفين المستفيدين من منحة المنطقة والامتياز والمبالغ المالية التي يتقاضونها. ومن خلال هاته المراسلة يمكن أن نستنتج ثلاثة أمور هي:
أ- المراسلة تطلب إحصاء كل المبالغ المالية للموظفين ومن 01-01 - 2008 إلى 31 ديسمبر 2012 , وهو ما يعني ضمنيا أن منحة الجنوب ستكون بأثر رجعي من 01-01-2008 , وهذا مؤشر هام , و أحد المطالب الجوهرية والأساسية للإضراب.
ب-أن الحكومة شرعت فعلا في تجسيد وعودها السابقة بتحيين منحة المنطقة على أساس الأجر القاعدي الحالي (2007) , وعليه فان عملية الإحصاء هي المرحلة الأولى قبل صدور المرسوم التنفيذي المتعلق بهاته المنحة على اعتبار أن الحكومة تحسب وتقدر المبلغ المستحق عليها في حالة التطبيق واحتساب هذه المنح على أساس الأجر القاعدي الجديد. ومن جهة أخرى يمكن اعتبار هاته المراسلة مجرد تهدئة للأوضاع الراهنة وذر للرماد في العيون , على اعتبار انه لا يوجد أي تصريح رسمي أو مراسلة عالية المستوى تؤكد نية الحكومة في التسوية هاته الوضعية التي استمرت 5 سنوات , خاصة أن وزير العمل الطيب لوح وفي تصريح يعود لسنة 2011 ومن قبة البرلمان أكد أن منحة الجنوب ستكون بأثر رجعي وسيتم تحيينها في مارس 2012 , وها هي الشهور تمر والعمر يمضي ولا جديد مجرد وعود فارغة سئمنا سماعها.
ت- ولان سياسة حكومتنا واضحة إلى درجة الغموض فانه لا يمكن التكهن بمدى التزام بالمطلبين المتبقين وهما تعميم منحة الامتياز على كافة الأسلاك و هل سيتم دمج منحة المنطقة والامتياز في منحة واحدة وتكون متفاوتة حسب الولايات أم يتم الإبقاء على منحة المنطقة ومنحة الامتياز , وما هي النسب المئوية المقترحة لهاته المنح .؟
أسئلة من الصعب الإجابة عنها لكن يمكن توقع أن النسب تتراوح بين 15% إلى 45% كأقصى حد على اعتبار أن منحة المنطقة لأفراد الشرطة هي 45% , وعليه لا يمكن أن نتصور حكومتنا العزيزة تمنح للأستاذ منحة تفوق منحة رجال الأمن؟
أما النسبة الأدنى وهي 15% فهي المنحة الأقل التي تمنحها دولتنا لموظفيها الأقل أهمية والدليل تلك المنحة الهزيلة التي تكرمت بها لعمال الأسلاك المشتركة و العمال مهنيين والأعوان المتعاقدين , فهي لم تجد أقل من 15% كنسبة لتمنحهم إياها و إلا لكانت منحتهم أقل من ذلك!
3- لقد برهنت الحكومة من خلال تعاطيها مع إضراب الثلاثة أيام أنها بعيدة عن واقع شعبها ومعاناته وهمومه , فلم نسجل طيلة أيام الإضراب أي ردة فعل من طرف أي من المسؤولين , وكأن الأمر لا يهم أكثر من 200000 موظف عامل بالجنوب هم جزائريون قلبا وقالبا مسكنون بهموم هذا الشعب وقضاياه , إن غياب التصريحات الرسمية قبل و أثناء وبعد الإضراب لمؤشر على الإفلاس الأخلاقي للسياسيين الحاليين سواء كانوا في السلطة أو المعارضة , منتخبين أو مسئولين , فقد مر الإضراب على هؤلاء وكأنه "لا حدث" , وهو كما قلت سابقا يعمق الهوة بين الحاكم والمحكوم ويزيد من مساحة انعدام ثقة المواطن عامة والموظف خاصة في من يحكمه . ومما زاد الطين بلة و الأمر تعقيدا هو التعتيم الإعلامي في وسائل الإعلام الحكومية وشبه الحكومية , ولولا وجود قنوات تلفزيونية خاصة وجرائد يومية جريئة لما شاعر ساكنة وموظفو شمال الوطن بإضراب عمال جنوبه , وهو ما يحز في النفس ويؤلم جدا جدا.لهذا فان إضراب عمال وموظفو الجنوب لم ينل حقه من التغطية المهنية والمحايدة لمجرياته , فعندما تصبح وقفة ساعة لنقابة وحيدة بولاية وحيدة - الجزائر العاصمة - ولأقل من 2000 أستاذ ثانوي حدث جلل وأهم من إضراب يقوم به أكثر من 150000 موظف بــ 13 ولاية جزائرية دعت إليه أزيد من 06 نقابات , عندها أرجوكم لا تطلبوا مني أن أكون هادئا وحكيما ومتزنا , لأني فعلا غاضب أشد الغضب لأنه: ((من أستغضب ولم يغضب فهو حمار )).
وأخيرا وليس آخرا فاني أعتب على نقابات التربية طريقة تعاطيها مع الإضراب , فمنها من كان غائبا تماما و أخرى كانت مغيبة , وأخرى منشغلة ربما بقضايا أهم , وأخرى شاركت عل استحياء , ومنها من جعل إضراب الجنوب فرصة لتصفية الحسابات النقابية سواء تخوينا أو تهوينا أو تهويلا , ورغم ذلك فان أصوات الكثير من المكلفين بالإعلام و الناطقين الرسميين بلسان النقابات ابتلعوا ألسنتهم ولم نكد نحس بوجودهم إلا همسا هنا أو حفيفا هناك , ولم نجد المنتديات مشتعلة بالبيانات والتصريحات بين معارض ومؤيد كما جرت العادة عليه في كل الإضرابات السابقة , فإضراب الجنوب تميز بان الجميع كان مساند ومؤيد له – على الأقل في الظاهر - ولا أحد تجرأ على إعلان معارضته أو رفضه أو تشكيكه فيه , بالرغم من الاختلاف في الانتماء النقابي والقناعات , بحيث الكل وضع نقابته جانبا وتجرد من إيديولوجيته وذاتيته لحين الانتهاء من الإضراب , لذا نجح , لكن الأهم وهو ما نتمناه هو أن تستثمر كل النقابات وتنسقياتها ولجانها دون استثناء في نجاح إضراب الجنوب وتبقى متيقظة ولا تستكين للوعود الحكومية والمسكنات الإعلامية وبعض الفرقعات الصوتية من هنا وهناك والاهم أن تحاول أن تنفض الغبار عن كل المظلومين والمتضررين من القانون الخاص ولا سيما الأيلين للزوال من أساتذة ومعلمين ومساعدين تربويين , وتستمر في النضال من أجل الدفاع عن العمال المقهورين والمسحوقين من إخوتنا في الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين والأعوان المتعاقدين ولا أنسى عمال المصالح الاقتصادية. و آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين