تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جواهِر "الأســـد" للإمام البيان العربي الأستاذ/ مصطفي صادق الرافعي - رحمه الله -


طاهر القلب
2013-03-03, 10:56
بسم الله الرحمان الرحيم

"الأســـد"
للإمام البيان العربي
الأستاذ/ مصطفي صادق الرافعي - رحمه الله -

جلس أبو علي أحمد بن محمد الروذ بادي البغدادي في مجلس وعظه بمصر بعد وفاة شيخه أبي الحسن بنان الحمال الزاهد الواسطى شيخ الديار المصرية وكان يضرب المثل بعبادته وزهده، وقد خرج أكثر أهل مصر في جنازته، فكان يومه يوما كالبرهان من العالم الآخر لأهل هذه الدنيا؛ ما بقي أحد إلا اقتنع أنه في شهوات الحياة وأباطيلها كالأعمى في سوء تمييزه بين لون التراب ولو الدقيق إذ ينظر كل امرئ في مصالحه ومنافعه مثل هذه النظرة، باللمس لا بالبصر، وبالتوهم لا بالتحقيق، وعلي دليل نفسه، وبالإدراك من جهة واحدة دون الإدراك من كل جهة، ثم يأتي فيكون كالماء صب علي الدقيق والتراب جميعاً، فلا يرتاب مبصر ولا أعمى، ويبطل ما هو باطل ويحق الذي هو حق .
وتكلم أبو علي فقال: كنت ذات يوم عند شيخنا الجنيد في بغداد فجاءه كتاب من يوسف بن الحسن شيخ الري والجبال في وقته يقول فيه: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك إن ذقتها لم تذق بعدها خيراً أبداً قال: فجعلت أفكر في طعم النفس ما هو، وجاءني مالم أرضه من الرأي، حتى سمعت بخبر بنان – رحمه الله – مع أحمد بن طولون أمير مصر، فهو الذي كان سبب قدومي إلي هنا لأري الشيخ وأصحبه وأنتفع به .
والبلد الذي ليس فيه شيخ من أهل الدين الصحيح والنفس الكاملة والأخلاق الإلهية، هو في الجهل كالبلد الذي ليس فيه كتاب من الكتب ألبتة وإن كان كل أهله علماء، وإن كان في كل محلة منه مدرسة، وفي كل دار من دوره خزانة كتب، فلا تغني هذه الكتب عن الرجال، فإنما هي صواب أو خطأ ينتهي إلي العقل، ولكن الرجل الكامل صواب ينتهي إلي الروح، وهو في تأثيره علي الناس أقوى من العلم، إذ هو تفسير الحقائق في العمل الواقع وحياتها عاملة مرئية داعية إلي نفسها ولو أقام الناس عشر سنين يتناظرون في معاني الفضائل ووسائلها، ووضعوا في ذلك مائة كتاب، ثم رأوا رجلا فاضلا بأصدق معاني الفضيلة، وخالطوه وصحبوه لكان الرجل وحده أكبر فائدة من تلك المناظرة وأجدي علي الناس منها وأدل علي الفضيلة من مائة كتاب ومن ألف كتاب ولهذا يرسل الله النبي مع كل كتاب منزل ليعطي الكلمة قوة وجودها، ويخرج الحالة النفسية من المعني المعقول، وينشئ الفضائل الإنسانية علي طريقة النسل من إنسانها الكبير .
وما مثل الكتاب يتعلم المرء منه حقائق الأخلاق العالية، إلا كوضع الإنسان يده تحت إبطه ليرفع جسمه عن الأرض فقد أنشأ يعمل، ولكنه لن يرتفع ومن ذلك كان شر الناس هم العلماء والمعلمين إذا لم تكن أخلاقهم دروساً أخري تعمل عملاًُ آخر غير الكلام فإن أحدهم ليجلس مجلس المعلم، ثم تكون حوله رذائله تعلم تعليماً آخر من حيث يدري ولا يدري، ويكون كتاب الله مع الإنسان الظاهر منه، وكتاب الشيطان مع الإنسان الخفي فيه .
قال أبو علي: وقدمت إلي مصر لأري أبا الحسن وآخذ عنه وأحقق ما سمعت من خبره مع ابن طولون فلما لقيته لقيت رجلا من تلاميذ شيخنا الجنيد يتلألأ فيه نوره ويعمل فيه سره، وهما كالشمعة، والشمعة، في الضوء وإن صغرت واحدة كبرت واحدة، وعلامة الرجل من هؤلاء أن يعمل وجوده فيمن حوله أكثر مما يعمل هو نفسه، كأن بين الأرواح وبينه نسبًا شابكًا، فله معني أبوة الأب في أبنائه: لا يراه من يراه منهم إلا أحس أنه شخصه الأكبر فهذا الذي يكون فيه التكملة الإنسانية للناس، وكأنه مخلوق خاصة لإثبات أن غير المستطاع مستطاع .
ومن عجيب حكمة الله أن الأمراض الشديدة تعمل بالعدوى فيمن قاربها أو لامسها، وأن القوى الشديدة تعمل كذلك بالعدوى فيمن اتصل بها أو صاحبها ولهذا يخلق الله الصالحين ويجعل التقوى فيهم إصابة كإصابة المرض: تصرف عن شهوات الدنيا كما يصرف المرض عنها، وتكسر النفس كما يكسرها ذاك، وتفقد الشيء ما هو به شيء، فتتحول قيمته، فلا يكون بما فيه من الوهم بل بما فيه من الحق، وإذا عدم الناس هذا الرجل الذي يعديهم بقوته العجيبة فقلما يصلحون للقوة، فكبار الصالحين وكبار الزعماء وكبار القواد وكبار الشجعان وكبار العلماء وأمثالهم – كل هؤلاء من باب واحد، وكلهم في الحكمة ككبار المرضي .
قال أبو علي: وهممت مرة أن أسأل الشيخ عن خبره مع ابن طولون، فقطعتني هيبته، فقلت: أحتال بسؤاله عن كلمة شيخ الري: "لا أذاقك الله طعم نفسك" وبينما أهيئ في نفسي كلامًا أجري فيه هذه العبارة، جاء رجل فقال للشيخ: لي علي فلان مائة دينار، وقد ذهبت الوثيقة التي كتب فيها الدين، وأخشى أن ينكر إذا هو علم بضياعها فادع الله لي وله أن يٌَظفرني بديني وأن يثبته علي الحق فقال الشيخ: إني رجل كبرت وأنا أحب الحلوى، فاذهب فاشر رطلا منها وائتني به حتى أدعو لك فذهب الرجل فاشتري الحلوى ووضعها له البائع في ورقة فإذا هي الوثيقة الضائعة، وجاء إلي الشيخ فأخبره، فقال له: خذ الحلوى فأطعمها صبيانك لا أذاقنا الله طعم أنفسنا فيما نشتهي ثم إنه التفت إليٌَ وقال: لو أن شجرة اشتهت غير ما به صحة وجودها لأكلت نفسها وذوت .
قال أبو علي: والمعجزات التي تحدث للأنبياء، والكرامات التي تكون للأتقياء، وما يخرق العادة ويخرج عن النسق – كل ذلك كقول القدرة عن الرجل الشاذ: هو هذا فلم بق بي حاجة إلي سؤال الشيخ عن خبره مع ابن طولون، وكنت كأني أري بعيني رأسي كل ما سمعت، بيد أني لم انصرف حتى لقيت أبا جعفر القاضي أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى ذاك الذي يحدٌَث بكتب أبيه كلها من حفظه وهي واحد وعشرون مصنفاً فيها الكبير والصغير، فقال لي: لعلك اشتفيت من خبر بسنان مع ابن طولون، فمن أجله زعمت جئت إلي مصر قلت: إنه تواضع فلم يخبرني وهِبُْتُهُ فلم أسأله قال: تعال أحدثك الحديث .
كان أحمد بن طولون من جارية تركية، وكان طولون أبوه مملوكاً حمله نوح ابن أسد عامل بخاري إلي المأمون فيما كان موظفاً عليه من المال والرقيق والبراذين وغير ذلك، فولد أحمد في منصب ذلة تستظهر بالطغيان، وكانت هاتان طبيعته إلي آخر عمره، فذهب بهمته مذهبًا بعيداً، ونشأ من أول أمره علي أن يتم هذا النقص ويكون أكبر من أصله ، فطلب الفروسية والعلم والحديث، وصحب الزهاد وأهل الورع ، وتميز علي الأتراك وطمح إلي المعالي ، وظل يرمي نفسه، وهو في ذلك يكبر ولا يزال يكبر، كأنما يريد أن ينقطع من أصله ويلتحق بالأمراء، فلما التحق بهم ظل يكبر ليلحق بالملوك، فلما بلغ هؤلاء كانت نيته علي ما يعلم الله .
قال: وكان عقله من أثر طبيعته كالعقلين لرجلين مختلفين فله يد مع الملائكة ويده الأخرى مع الشياطين، فهو الذي بني المارستان وأنفق عليه وأقام فيه الأطباء، وشرط إذ جيء بالعليل أن تنزع ثيابه وتحفظ عند أمينٍ المارستان، ثم يلبس ثيابًا ويفرش له ويُغذي عليه ويراح بالأدوية والأغذية والأطباء حتى يبرأ، ولم يكن هذا قبل إمارته وهو أول من نظر في المظالم من أمراء مصر وهو صاحب يوم الصدقة: يكثر من صدقاته كلما كثرت نعمة الله عليه، ومراتبه لذلك في كل أسبوع ثلاثة آلاف دينار سوى مطابخه التي أقيمت في كل يوم في داره وغيرها، يذبح فيها البقر والكباش ويغرف للناس، ولكل مسكين أربعة أرغفة يكون في اثنين منها فالوذج وفي الآخرين من القدور، وينادي: من أحب أن يحضر دار الأمير فليحضر وتفتح الأبواب ويدخل الناس وهو في المجلس ينظر إلي المساكين ويتأمل فرحهم بما يأكلون ويحملون، فيسره ذلك ويحمد الله علي نعمته وكان راتب مطبخه في كل يوم ألف دينار واقتدى به ابنه خمارويه، فأنشأ بعده مطبخ العامة ينفق عليه ثلاثة وعشرين ألف دينار كل شهر .
وقد بلغ ما أرسله ابن طولون إلي فقراء بغداد وعلمائها في مدة ولايته ألفي ألف ومائتي ألف دينار, وكان كثير التلاوة للقرآن, وقد اتخذ حجرة بقربه في القصر وضع فيها رجالا سماهم بالمكبرين, يتعاقبون الليل نوباً يكبرون ويسبحون, ويحمدون ويهللون, ويقرءون القراًن تطريباً, وينشدون قصائد الزهد, ويؤذنون أقات الآذان, وهو الذي فتح أنطاكية في سنة خمس وستين ومائتين, ثم مضي إلي طرسوس كأنه يريد فتحها, فلما نابذه أهلها وقاتلهم أمر أصحابه أن ينهزموا عنها, ليبلغ ذلك طاغية الروم فيعلم أن جيوش ابن طولون علي كثرتها وشدتها لم تقم لآهل طرسوس فيكون بهذا كأنه قاتله وصده عن بلد من بلاد الإسلام ويجعل هذا الخبر كالجيش في تلك الناحية ومع كل ذلك فانه كان رجلا طائش السيف, يجور ويعسف, وقد أحصي من قتلهم صبراً أو ماتوا في سجنه فكانوا ثمانية عشر ألفاً, وأمر بسجن قاضيه بكار ابن قتيبة في حادثة معروفة وقال له: غرك قول الناس ما في الدنيا مثل بكار؟ أنت شيخ قد خرفت ثم حبسه وقيده وأخذ منه جميع عطاياه مدة ولايته القضاء, فكانت عشرة آلاف دينار, قيل إنها وجدت في بيت بكار بختمها لم يمسها زهداً وتورعاً. ولما ذهب شيخك أبو الحسن يعنفه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر, طاش عقله فأمر بإلقائه ألي الأسد وهو الخبر الذي طار في الدنيا حتى بلغك في بغداد .. قال وكنت حاضر أمرهم ذلك اليوم, فجئ بالأسد من قصر ابنه خمارويه وكان خمارويه هذا مشغوفا بالصيد, لا يكاد يسمع بسبع في غيضة أو بطن واد إلا قصده ومعه رجال عليهم لبود, فيد خلون إلي الأسد ويتناولونه بأيديهم من غابه عنوة وهو سليم, فيضعونه في أقفاص من خشب محكمة الصنعة يسع الواحد منها السبع وهو قائم .
وكان الأسد الذي اختاروه للشيخ أغلظ ما عندهم, جسيماً ضاريا, عارم الوحشية, متزيل العضل, شديد عصب الخلق, هراساً, فراشا, أهرت الشدق يلوح شدقه من سعته وروعته كفتحة القبر ينبئ أن جوفه مقبرة, ويظهر وجهه خارجا من لبدته, يهم أن ينقذف علي من يراه فيأكله وأجلسوا الشيخ في قاعة وأشرفوا عليه ينظرون, ثم فتحوا باب القفص من أعلاه فجذبوه فارتفع وهجهجوا بالأسد يزجرونه, فانطلق يزمجر ويزأر زئيراً تنشق له المرائر, ويتوهم من يسمعه أنه الرعد وراءه الصاعقة .
ثم اجتمع الوحش في نفسه واقشعر, ثم تمطي كالمنجنيق يقذف الصخرة, فما بقي من أجل الشيخ إلا طرفة عين, ورأيناه علي ذلك ساكنا مطرقا لا ينظر إلي الأسد ولا يحفل به, وما منا إلا من كاد ينهتك حجاب قلبه من الفزع والرعب والآشفاق علي الرجل .
ولم يرعنا إلا ذهول الأسد عن وحشيته, فأقعي علي ذنبه, ثم لصق بالأرض هنيهة يفترش ذراعيه, ثم نهض نهضة أخري كأنه غير الأسد, فمشي مترفقا ثقيل الخطو تسمع لمفاصله قعقعة من شدته وجسامته, وأقبل علي الشيخ وطفق يحتك به ويلحظه ويشمه كما يصنع الكلب مع صاحبه الذي يأنس به, وكأنه يعلن أن هذه ليست مطاولة بين الرجل التقي والأسد, ولكنها مبارزة بين إرادة ابن طولون وإرادة الله وضربته روح الشيخ فلم يبق بينه وبين الآدمي عمل, ولم يكن منه بإزاء لحم ودم, فلو أكل الضوء والهواء والحجر والحديد, كان ذلك أقرب وأيسر من أن يأكل هذا الرجل المتمثل في روحانيته لا يحس لصورة الأسد معني من معانيها الفاتكة, ولا يري فيه إلا حياة خاضعة مسخرة للقوة العظمي التي هو مؤمن بها ومتوكل عليها, كحياة الدودة والنملة وما دونها من الهوام والذر وورد النور علي هذا القلب المؤمن يكشف له عن قرب الحق - سبحانه وتعالي - فهو ليس بين يدي الأسد ولكنه هو والأسد بين يدي الله, وكان مند مجا في يقين هذه الآية: (وَاصُيِر لِحُكٌمِ رَبِكٌَ فإِنٌَكَ بِأَعُيُنِنَا) ورأي الأسد رجلا هو خوف الله, فخاف منه, وكما خرج الشيخ من ذاته ومعانيها الناقصة, خرج الوحش من ذاته ومعانيها الوحشية, فليس في الرجل خوف ولا هم ولا جزع ولا تعلق برغبة, ومن ذلك ليس في الأسد فتك ولا ضراوة ولا جوع ولا تعلق برغبة .
ونسي الشيخ نفسه فكأنما وآه الأسد ميتا ولم يجد فيه "أنا" التي يأكلها, ولو أن خطرة من هم الدنيا خطرت علي قلبه في تلك الساعة أو اختلجت في نفسه خالجة من الشك, لفاحت رائحة لحمه في خياشيم الأسد فتمزق في أنيابه ومخالبه .
قال: وانصرفنا عن النظر في السبع إلي النظر في وجه الشيخ, فإذا هو ساهم مفكر, ثم رفعوه وجعل كل منا يظن ظنا في تفكيره, فمن قائل: إنه الخوف أذهله عن نفسه, وقائل: إنه الانصراف بعقله إلي الموت, وثالث يقول: إنه سكون الفكرة لمنع الحركة عن الجسم فلا يضطرب, وزعم جماعة: أن هذه حالة من الاستغراق يسحر بها الأسد وأكثرنا في ذلك وتجارينا فيه, حتى سأله ابن طولون: ما الذي كان في قلبك وفيم كنت تفكر؟ فقال الشيخ: لم يكن علي بأس, وإنما كنت أفكر في لعاب الأسد, أهو طاهر أم نجس ...


عن كتاب وحي القلم - الجزء الثالث -

شاعر_الشوارع
2013-03-03, 18:02
والبلد الذي ليس فيه شيخ من أهل الدين الصحيح والنفس الكاملة والأخلاق الإلهية، هو في الجهل كالبلد الذي ليس فيه كتاب من الكتب ألبتة وإن كان كل أهله علماء، وإن كان في كل محلة منه مدرسة، وفي كل دار من دوره خزانة كتب، فلا تغني هذه الكتب عن الرجال، فإنما هي صواب أو خطأ ينتهي إلي العقل، ولكن الرجل الكامل صواب ينتهي إلي الروح، وهو في تأثيره علي الناس أقوى من العلم، إذ هو تفسير الحقائق في العمل الواقع وحياتها عاملة مرئية داعية إلي نفسها ولو أقام الناس عشر سنين يتناظرون في معاني الفضائل ووسائلها، ووضعوا في ذلك مائة كتاب، ثم رأوا رجلا فاضلا بأصدق معاني الفضيلة، وخالطوه وصحبوه لكان الرجل وحده أكبر فائدة من تلك المناظرة وأجدي علي الناس منها وأدل علي الفضيلة من مائة كتاب ومن ألف كتاب ولهذا يرسل الله النبي مع كل كتاب منزل ليعطي الكلمة قوة وجودها، ويخرج الحالة النفسية من المعني المعقول، وينشئ الفضائل الإنسانية علي طريقة النسل من إنسانها الكبير .





هذه الكلمات رائعة و جدا

لهي نور مقتبس من نور الحكمة

أخي نعم الرجل و القدوة هي العملة النادرة هي الأيام

فكثير من الشيوخ يقوم بتلاوة صلاته و خطبه و دروسه و كأنها حمل أو كأنها مهمة وزارية و ربما بعضهم يعرض فتاويه في القنوات للمتعة لا أكثر

نعم مخالطة العلماء هي التي تشدك نحو الحق و نحو التقوى و الصلاح و ليس الكتب و الخطب
الروح تخاطب الروح و لا تفهم كتابا فالكتب و الخطب للعقول و النفوس أرض تزدهر بإروائها بالأعمال الصالحة و مقاربة العلماء و الصالحين



أخي طاهر

فكرة غابت عني كثيرا

جزاك الله عني و عن كل من يقرؤها خيرا و كان جزاؤك الجنة آمين

و للرافعي أدعوا له بالرحمة و جزاه الله عنا كل خير

وحي القلم بالبيت و كنت أعزم قراءته بعد الإنتهاء من كتب مالك بن نبي

لا أعرف لماذا يشبهان بعضيهما ؟ لا أدري؟

و لأنك بهذه المشاركة شددتني سأحاول أن أقرأ كتبه

دمعة وابتسامة
2013-03-03, 21:26
بوركت ايها الفاضل لقد ارجعتنا للعهد الجميل عهد الرافعي والمنفلوطي....... عهد النفوس التي رأت الجمال وعرفت كيف ترسمه على الرقيم ليحضى بالخلود.....جزاك الله كل خير

طاهر القلب
2013-03-05, 20:26
والبلد الذي ليس فيه شيخ من أهل الدين الصحيح والنفس الكاملة والأخلاق الإلهية، هو في الجهل كالبلد الذي ليس فيه كتاب من الكتب ألبتة وإن كان كل أهله علماء، وإن كان في كل محلة منه مدرسة، وفي كل دار من دوره خزانة كتب، فلا تغني هذه الكتب عن الرجال، فإنما هي صواب أو خطأ ينتهي إلي العقل، ولكن الرجل الكامل صواب ينتهي إلي الروح، وهو في تأثيره علي الناس أقوى من العلم، إذ هو تفسير الحقائق في العمل الواقع وحياتها عاملة مرئية داعية إلي نفسها ولو أقام الناس عشر سنين يتناظرون في معاني الفضائل ووسائلها، ووضعوا في ذلك مائة كتاب، ثم رأوا رجلا فاضلا بأصدق معاني الفضيلة، وخالطوه وصحبوه لكان الرجل وحده أكبر فائدة من تلك المناظرة وأجدي علي الناس منها وأدل علي الفضيلة من مائة كتاب ومن ألف كتاب ولهذا يرسل الله النبي مع كل كتاب منزل ليعطي الكلمة قوة وجودها، ويخرج الحالة النفسية من المعني المعقول، وينشئ الفضائل الإنسانية علي طريقة النسل من إنسانها الكبير .





هذه الكلمات رائعة و جدا

لهي نور مقتبس من نور الحكمة

أخي نعم الرجل و القدوة هي العملة النادرة هي الأيام

فكثير من الشيوخ يقوم بتلاوة صلاته و خطبه و دروسه و كأنها حمل أو كأنها مهمة وزارية و ربما بعضهم يعرض فتاويه في القنوات للمتعة لا أكثر

نعم مخالطة العلماء هي التي تشدك نحو الحق و نحو التقوى و الصلاح و ليس الكتب و الخطب
الروح تخاطب الروح و لا تفهم كتابا فالكتب و الخطب للعقول و النفوس أرض تزدهر بإروائها بالأعمال الصالحة و مقاربة العلماء و الصالحين



أخي طاهر

فكرة غابت عني كثيرا

جزاك الله عني و عن كل من يقرؤها خيرا و كان جزاؤك الجنة آمين

و للرافعي أدعوا له بالرحمة و جزاه الله عنا كل خير

وحي القلم بالبيت و كنت أعزم قراءته بعد الإنتهاء من كتب مالك بن نبي

لا أعرف لماذا يشبهان بعضيهما ؟ لا أدري؟

و لأنك بهذه المشاركة شددتني سأحاول أن أقرأ كتبه


تلك هي العبقرية أخي شاعر الشوارع, وما إقتبسته في ردك لهو نبع بياني باهر , وهذا ليس غريبا عن قلم الرافعي وفكر الرافعي وفلسفة الرافعي, الذي رفع قلمه يوما ونافح ببراعته وفكره الأصيل وفلسفته الفذة عن الإسلام وعن الأوطان و عن الأصول ... نعم هذا ما نفتقد في أدباء اليوم ((الفكرة)) والدفاع عنها وحمايتها وأن تكون لهم مشروعا وطريقا في حياتهم الثقافية والفكرية ... وليس ما نراه من أدباء ومفكري اليوم أصحاب رايات هاوية تهزها الريح أينما هبت و قد نهبت بلدان وأبدان ... فلا حياة لمن تنادى فقد ضاع ما ضاع ونخشى على الباقي نفس طريق الضياع والله المستعان ...
دعني هنا أطرح سؤالا من مبهمات حاضرنا ...
أين ذكر الرافعي لدى مثقفينا؟
وأين ذكر أمثال الرافعي؟
بارك الله فيكم على كرم القراءة والرد الطيب