FABRIGAS7
2013-03-01, 11:48
الشيـخ عمران حسيـن: "الوهابيـة السعوديـة تعمـل لمصلحـة إسرائيل"
في المحاضرات التي تلقوها عبر العالم، تركزون على التنبؤات الواردة في القرآن الكريم، بخصوص نواحي عدة من الحياة. هل يمكنكم أن تذكروا لنا بعض الأمثلة؟
طبقت المنهجية التي أنزلها الله تعالى في مستهل القرآن. والله غير عاجز عن الكلام، وعندما يقول: "فسجدوا إلا إبليس" ثـ ثلاث كلمات فقط ـ فهذا يعني أن الجملة بنيت بهذه الصيغة لحكمة ما. لو أخذنا هذه الآية بمعزل عما يحيط بها، ولو نطبق هذه المنهجية الرتيبة والمهزوزة، لا يسعنا سوى أن نستنتج أن "إبليس" كان ملاكا. فهذه الجملة بنيت بهذه الكيفية لتعلّمنا "أصول التفسير". لما نطبق المنهجية الصحيحة التي تتمثل في جمع كل البيانات الدقيقة الخاصة بكامل النص القرآنني، ثم نرتب تلك البيانات ككل متناسق، سندرك حينئذ بأن الملائكة ليسوا أسياد قرارهم. لا يستطيعون أن يقولوا لا حينما يتلقون أمرا. إذا يطلب المرء شيئا من زوجته ورفضت الامتثال لطلبه، فهذا يعني أنها ليست ملاكا. "ويفعلون ما يؤمرون". فإذا أصدر الله أوامر للملائكة وعصى أحدهم أمره، فهذا يعني أنه لم يكن أهلا لأن يكون ملاكا. لما نقرأ في سورة "الكهف": "وكان من الجن"، نجد في هذه الآية البسيطة درسا عميقا في المنهجية، هو أن عليك أن تأخذ النص القرآني في شموليته، وأن تأخذ كل المعطيات التي لها صلة بموضوع معين، والربط فيما بينها لتحصل على كل متجانس. "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". علينا أن نتذكر بأن القرآن منسجم مع نفسه. ولا يوجد في القرآن اختلال. وما دام أن النبي (ص) أرلسل إلى العالمين ليعلمهم القرآن، فلا يمكن أن نتصور تناقضا بين القرآن والحديث. فإذن منهجيتنا تتمثل في أخذ مجموع البيانات الواردة في القرآن، مدعمة بالحديث المنسجم تماما مع كلام الله. ومنه يمكننا أن نرفض هذا الحديث أو ذاك إذا لم يمكن متوافقا مع القرآن
باستعمال هذه المنهجية توصلت إلى فهم الآية في سورة يونس التي تخبرنا بأن فرعون "حين أدركه الغرق"، أزال الله عنه الحجاب، واعترف لحظتها أنه ليس إلها. وقبل ذلك، كان يقول: "أنا ربكم الأعلى". لما كان تحت الماء، أعلن إيمانه بالإِله الأوحد الذي آمنت به بنو إِسرائيل. ورد عليه الله سبحانه وتعالى بهذه الآية: "آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ َالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ". ولقد حفظ القرآن بدنه ليكتشف عام 1897. إني أطرح سؤالين: ما هي هذه الآية؟ ("لتكون لمن خلفك آية")؟ و من هم هؤلاء الناس الذين سيأتون بعده (يخلفونه)؟ في المواجهة بين الحق والباطل، بين فرعون وموسى عليه السلام، كان هناك طرف قوي ومستكبر ومدجج بأحدث الاسلحة، الخ.. بينما الطرف الآخر كان أعزلا، قليل العدد لكنه كان الحق من جانبه. هذه المواجهة استدعت التدخل الإلهي الذي أدى إلى انشقاق البحر وأدى إلى انتصار الحق. كلمة "آية" تعني أن في آخر الزمان، ستكتشف جثة فرعون وأن العالم سيكون شاهدا على فصول هذا المواجهة الملحمية بين الحق والباطل. وهذا ما نعيشه اليوم، وهنا، مما سيستدعي تدخلا إلهيا (مستقبلا) في هذا اللقاء، في هذه المواجهة شبيها بالذي وقع من قبل. هذا التدخل الإلهي سيصادف عودة النبي عيسى عليه السلام. فحينما يعود إلى الأرض، سيشهد العالم الانتصار النهائي للحق على الباطل وانتصار العدل على الظلم. من هم هؤلاء الناس "لمن خلفك"؟ الجواب: هم الصهاينة.. بنفس الطريقة التي هلك بها فرعون وأعلن إيمانه بالحق قبل أن يسلم الروح ـ ولم ينجه أحد ـ، سيعلن الصهاينة إسلامهم بعد ظهور سيدنا المسيح عليه السلام. لكن ذلك لن يجديهم نفعا. قلت لهم ذلك في نيويورك. ذهبت إلى معبد يهودي وألقيت ألقيت بمحاضرة أمام مائتي يهودي. بعد انتهاء المحاضرة التفوا حولي وسألوني: "لماذا علينا أن نقبل ما رفضناه من قبل؟" جوابي كان أن الله سيرفع الغشاء عن أبصارهم. لهذا تكتسي هذه الآية أهمية أساسية لفهم السياسة والاقتصاد والنظام النقدي... كنت أقول إن جثة فرعون اكتشفت عام 1897. والحركة الصهيونية تأسست في نفس السنة. وفي عام 1907، أتمت بريطانيا وفرنسا وضع قطع الشطرنج بإعلان التحالف مع روسيا. وهذا التحالف قضى على حليفها العثماني. الحرب العالمية الأولى اندلعت عام 1914. ووعد بلفور صدر عام 1917. وفي نفس السنة، سقطت القدس تحت سيطرة الصليبيين البريطانيين. من 1918 إلى 1948، ظلت بريطانيا الدولة الوصية على الأرض المقدسة، إلى أن تنازلت عنها لدولة إسرائيل الصهيونية التي أسست عام 1948. فمنذ اكتشاف جثة فرعون، بدأت كل الترتيبات. أين نحن الآن في هذا العد التنازلي، قبل ظهور المسيح عليه السلام؟ إنه العد التنازلي لآخر الزمان. لكن العلماء المسلمين أهملوا هذا الموضوع.
أعطيكم مثالا عن آية قرآنية تتحدث مباشرة عن آخر الزمان، مأخوذة من سورة المائدة: "يا أيها اللذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء". هل حرّم القرآن الصداقة والتحالف مع كل اليهود وكل النصارى؟ هذا مستحيل. لماذا؟ "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا والذين قالوا إنا نصارى". فإذن من غير المعقول أن يشمل التحريم جميع اليهودي وجميع المسيحيين. وفي هذه الحالة، مع أي مسيحيين وأي يهود يحرم على المسلمين إقامة علاقات صداقة وتحالف؟ الجواب موجود في العبارة التي تليها مباشرة في الآية: "بعضهم أولياء بعض." القرآن تنبأ بحلف سيقام بين النصارى واليهود. لما سيشهد العالم صلحا وصداقة وحلفا بين النصارى واليهودي، والله حرم على المسلمين عقد حلف وربط علاقة صداقة مع هؤلاء اليهود وهؤلاء النصارى. هذا الحلف اليهودي المسيحي ظهر إلى الناس، وهو الحلف الأوروبي اليهودي المسيحي الصهيوني. وكانت للإمبراطورية العثمانية علاقة صداقة معهم (اليهودي والنصارى)، وكانوا دائما حلفاءها. وسار الوهابيون السعوديون وجمهورية تركيا ـ التي جاءت بعد العثمانيين ـ على نفس الطريق. إذا عقدت معهم حلفا أو أقمت معهم علاقة صداقة ـ وأنا لا أتوقع ذلك من الجزائر ـ، ستكون منهم وليس منا. وهذا ما فعلوه في ليبيا بمساعدة حلف الشمال الأطلسي. إذن أقول لهم: "لا أريد أن أرى وجوهكم.. لا أريد أن أسمع أصواتكم.. أنت لستم إخوتي.. أصبحتم منهم، ولست منا، إلا إذا أعلنت التوبة."
هناك آية قرآنية أخرى تفسر ما يجري الآن في العالم. وهي في سورة الأنبياء: "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون (وهم أهل القرية) "حتى إذا فتح يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون." عن أي قرية تتحدث؟ من السهل علي أن أقول لكم أنها"لقدس. لأن أحداثا كثيرة وقعت، تبيّن أن المقصود من القرية هي القدس. والذين أرادوا وجهوا بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة ليعلنوا أنها أرضهم هم يأجوج ومأجوج. اليوم اليهود هم عائدون إلى الأرض المقدسة، وأقيمت من جديد دولة إسرالئيل على هذه الأرض. إن إسرائيل هي بصدد أخذ مكان الولايات المتحدة الأمريكية كدولة تحكم العالم. نفس الشيء بالنسبة للهيمنة الأمريكية التي حلت محل الهيمنة البريطانية، يخطط الصهاينة لما يسمى "السلم اليهودي" ليحل بدوره محل ما يسمى "السلم الأمريكي". شرحت ذلك في كتابي: "القدس في القرآن"، قبل عشر سنوات خلت. ما أراه هو أن العلماء المسلمين لا يستشهدون بهذه الآية القرآنية. ويرفضون التسليم بأن المقصود بـ"القرية" هي القدس. توجد آيات كثيرة ذكرت في القرآن حددت في "آخر الزمان" وتساعدنا على فهم العالم المعاصر. وآن الأوان للعلماء المسلمين أن يرجعوا إلى القرآن لفهم العالم المعاصر.
أجرى الحوار: محمد الغازي وم. آيت عمارة
إلى أين يا مصر؟؟
كتبة: الشيخ عمران حسين مقالات – علامات يوم القيامة. الأربعاء, 10 جمادى الآخرة 1433
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" ... سورة فصلت – آية رقم 53.
إن مصر الآن فى مرحلة انتقالية وينبغى على المصريين – مسيحيين ومسلمين – أن يجتهدوا ليعرفوا النهاية التى يأخذهم إليها التغير السياسى. يعتقد المسيحيون الأقباط أن مصر, وهى الأرض التى فر إليها النبى عيسى وأمة (عليهما السلام) من الأرض المقدسة, لها أهمية خاصة في آخر الزمان وستلعب دورا هاما عندما يعود النبى عيسى (علية السلام). ويتفق المسلمون مع المسيحيين في اعتقادهم بعودة المسيح فى آخر التاريخ. فهل سيتفق المسلمون المصريون مع المسيحيين الأقباط ويتحدوا سويا ضد هؤلاء المتهورين الراغبين في مهاجمة ليس فقط ايران وباكستان ولكن أيضا مصر؟ لابد للمسلمين المصريين أن يتذكروا وصية النبى المبارك عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر:
"إذا فُتِحَتْ مصرُ فاستوصُوا بالقِبْطِ خيرا فإن لهم ذِمَّةً ورَحِما." (البغوى، والطبرانى، والحاكم عن كعب بن مالك).
وينبغى على رجال الدين المسلمين والمسيحيين فى مصر أن يتبينوا من الطريق الذى يسير فية التاريخ حتى يتمكن الفريقان من مواصلة السعى لفهم الحقيقة التى يواجهونها حاليا.
ونقدم هذا المقال لتسهيل هذا السعى لفهم الحقيقة.
أسئلة تحتاج لأجوبة:
· هل يتحرك العالم الآن فى اتجاة أن يصبح مجتمع عالمى واحد ، و أقتصاد عالمى واحد ، و عملة ألكترونية موحدة ، و حكومة عالمية واحدة ؟؟ و اذا كان الأمر كذلك ..... فمن الذى يريد أن يقود و يرأس حكومة هذا العالم ؟؟ هل هو المسيح الدجال الذى من أجل أن ينتحل شخصية النبى عيسى - المسيح الحق - علية أن يحكم العالم من القدس ؟؟
· هل الثورات الملونة للربيع العربى مرتبطة بهذه الحركة العالمية ؟؟
· هل المصريون مسلمين ومسيحيين أقباط يجب أن يسبحوا مع أو ضد هذا التيار العالمى المنذر بالسوء؟؟
· هل ستهاجم اسرائيل مصر من الشرق وحلف شمال الأطلنطى (الناتو) من الغرب (من ليبيا الصهيونية) لتستولى اسرائيل على شرق دلتا النيل و من ثم تضمها إلى أراضى الدولة الأوروبية اليهودية ؟؟ أين تقع السفارة الاسرائيلية فى القاهرة؟؟ لماذا تطمع أسرائيل فى هذا الجزء من مصر ؟؟
· هل ستستطيع مصر مقاومة هذه الهجمات كمنطقة واحدة, أم ستعانى مصير دار الإسلام السابق من التمزق إلى أجزاء صغيرة منعدمة الخطورة ؟؟
· كيف يمكن للمصريين مسلمين ومسيحيين أن يجهزوا أنفسهم لهذا الهجوم الإسرائيلى الأطلنطى المشترك على مصر؟؟
· طبقا للشريعة – هل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية حلال أم حرام؟؟
إن الله تعالى أخبرنا أنة أنزل القرآن على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) لتفسير كل شئ .
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ... سورة النحل آية رقم 89.
بما أننا فى هذا المقال نتحدث حول موضوع "الى أين يا مصر ؟"و نجيب على العديد من الأسئلة المطروحة فيجب أن ندرك أن القرآن و السنة النبوية لم يخلوا من الارشادات و المعلومات المتعلقة بالشئون الاستراتيجية فى السياق التاريخى – كما أن هناك منهجية يجب أستخدامها لفهم القرآن و السنة النبوية تحتوى على تفسيرات لهذه التغيرات العالمية المنذرة بالسوء ، كما تكشف لنا أى دور, إن وجد, من المُقدر أن تلعبة مصر فى آخر الزمان. قمت بمحاولة لشرح هذه المنهجية فى كتابى " الرؤية الأسلامية ليأجوج و مأجوج فى العالم الحديث". (و يمكن للقراء أن يجدوا الكثير من كتبى و منهم هذا الكتاب قد تمت ترجمتهم الى اللغة العربية كما أنة متاح على شبكة الأنترنت على الموقع التالى : ) وننوى الكتابة في موضوع المنهجية في مقال لاحق إن شاء الله, ضمن مقارنة بينها وبين المنهجية السلفية الاسلامية المقابلة.
ودعونا نلقى نظرة سريعة على بعض النتائج المختصرة لما استطعت أن استخلصة (بحمد الله تعالى) من دراستى بهذة المنهجية.
لقد استطعت من خلال استخدام هذة المنهجية أن أتوقع منذ ما يقرب من 15 عاما انهيار الدولار والإقتصاد الأمريكى وبدء نظام نقدى الكترونى دولى جديد بدلا من نظام البترودولار النقدى الحالى (وإذا حاولت أمريكا أن تشن هجوما على إيران فإنها بذلك سوف تدق آخر مسمار فى نعش الدولار الأمريكى).
كما توقعت أيضا في محاضرة ألقيتها في سيدنى استراليا في سبتمبر 2002 بعنوان (مابعد 11 سبتمبر 2001: ماذا يخبئ المستقبل للمسلمين), وتوقعت الانتفاضات العربية التى تسقط الأنظمة العربية الواحد تلو الآخر. هذة الإنتفاضات فاجأت العالم بعدها بـ 10 سنوات – بعد وقت أطول مما توقعت في الحقيقة.
ولقد استطعت ببديهية أن أعرف - خلال ساعات من هجمات 11 سبتمبر على أمريكا - أن هذا تخطيط وتنفيذ مشترك للموساد الإسرائيلى ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كعمل إرهابى كاذب يقوم بنفس مهمة العمل الإرهابى الذى حدث فى صيف 1914 (اغتيال الأرشيدوق فرانتس فرديناند ولى عهد النمسا في سراييفو) الذى أدى إلى حروب عظيمة. تلك الحروب التى أدت إلى انتقال قيادة العالم من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وكانت الخطة أن يكرر التاريخ نفسة بحروب تتبع هجوم 11 سبتمبر الإرهابى وتتسبب فى نقل قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى اسرائيل. وهجوم اسرائيل على إيران و/أو باكستان سوف يؤدى إلى ذلك بالضبط. سوف يؤدى إلى حروب عظيمة تنتهى بإضعاف وحصار الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك يتحقق نقل قيادة العالم لدولة أخرى.
وختاما فقد توقعت منذ أكثر من عام أن يؤدى "الربيع" العربى إلى صعود حكومات "إسلامية" فى العالم العربى والتى بدورها سوف تمهد الساحة للهجوم الصهيونى الذى من المخطط أن يبيد العرب كما هو متنبأ فى آخر الزمان. ويبدو أن هذة المذابح قريبة جدا ولذلك فإنة يتوجب على المصريين أن يتأكدوا أنة لا حكومتهم ولا قواتهم المسلحة مخدوعة بالمشاركة أو بالتحريض على هذة المذابح.
عند اختبار المنهجية الصحيحة فإنها لابد وأن تقدم تفسيرا صالحا للواقع – سواء كان واقعا استراتيجيا أو غيرة – فى مختلف مراحل تطور التاريخ. ومنهجيتى تعمل والحمد لله وينبغى على الناقدين أن يعلموا جيدا أن الشجرة يحكم عليها من ثمارها.
هذا المقال يجادل أن القرآن والأحاديث النبوية المباركة يمكنها أن تفسر حقيقة العالم اليوم – سواء حقيقتة السياسية أو الإقتصادية, حقيقة النقود, والمجتمع العالمى الموحد المشئوم الصاعد, الحرب على الإسلام, اضطهاد المسلمين, وقبل كل شىء حقيقة دولة اسرائيل الصهيونية المهووسة بنبوءة المسيح ومهمتة لاستلام قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية مع السيطرة السياسية والإقتصادية والدينية على العرب وعلى العالم كلة.
هذا المقال يوضح حقيقة التداعيات عظيمة الخطورة على مصر التى خُدعت سنة 1973 بتسهيل ظهور النظام النقدى الصهيونى للبترودولار, ثم خُدعت سنة 1979 بأن أقامت بغباء وبخطيئة اعترافا بدولة اسرائيل الصهيونية الظالمة فى معاهدة مزيفة للسلام والصداقة.
ويقدم المقال الدليل على ادعائنا أن العالم يعيش الآن فى آخر الزمان وأن مفتاح فهم الحقيقة البشعة للعصر الحالى توجد في دراسة علم آخر الزمان الإسلامى. وبالرغم من ادعائنا هذا إلا أن الكاتب ينظر لعلم آخر الزمان في المسيحية الشرقية بعظيم الاحترام.
دعونا الآن نلقى نظرة أكثر قربا على عالمنا المعاصر الغامض والذى نبحث عن تفسير لة فى القرآن والأحاديث الشريفة. ونتمنى أن نقدم المزيد من الوصف والتحليل فى هذا الموضوع فى مقالات لاحقة ان شاء الله.
عودة اليهود إلى الأرض المقدسة:
إنها حقيقة تاريخية أن اليهود طردوا من الأرض المقدسة منذ 2000 عام, ولم يفلحوا طوال كل هذة الأعوام الألفين في العودة إليها ليطالبوا بها كوطن لهم. ولأكثر من ألف عام وجد اليهود وطنا آمنا فى العالم الإسلامى فى حين أن اوروبا بالذات كانت تضطهدهم باستمرار. وأغرب وأكثر الأحداث غموضا فى كل الأحداث التاريخية هو عودة اليهود بعد ألفى عام من النفى والشتات, ليستعيدوا الأرض المقدسة كوطن لهم. فإن اوروبا التى اضطهدتهم دائما – هى نفسها أوروبا التى أصبحت مسئولة عن إعادتهم إلى الأرض المقدسة. وقد ظهر لاعب جديد, اليهود الأوروبيون الغير ساميين, على الساحة التاريخية ليلعب دورا حاسما فى هذة العودة التاريخية. هؤلاء اليهود الأوروبيون نصبوا أنفسهم كمضطهدين الآن يضطهدون المسلمين في الأرض المقدسة, نفس المسلمين الذين قدموا الملجأ الآمن لليهود الساميين فى دار الإسلام لفترة أطول من ألف عام من الشتات اليهودى. وهذا المقال يتساءل: هل حدث كل هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيرا لعودة اليهود الدموية الغامضة تلك للأرض المقدسة؟ وبما أن القرآن نزل تبيانا لكل شىء, فما هو التفسير الذى يعطية القرآن لهذة العودة الغامضة؟
والأكثر غرابة وغموضا هو أن اليهود استطاعوا أن يستعيدوا دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة بعد مرور 2000 عام على تحطيم اسرائيل المقدسة بالأمر الإلاهى, ومن المفترض الآن أنهم يعملون على تحطيم الولايات المتحدة الأمريكية, التى تمثل القوة العظمى فى العالم, حتى تحل اسرائيل محلها كآخر القوى العظمى الثلاث الحاكمة للعالم الحديث. فبنفس الطريقة التى بها حلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا فإن اسرائيل ستحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فى حكم العالم. ويتساءل هذا المقال: هل يحدث هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيرا لما سبق ذكرة؟ ولو أن هناك تفسيرا فما هو؟ وهل صمت القرآن عن هذة الأحداث ولم يقدم تفسيرا؟
قدمنا تفسيرنا لهذا الأمر منذ أكثر من عشر سنوات في كتابنا الأكثر مبيعا "القدس فى القرآن". ولقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى لغات عدة من ضمنها العربية وقرأة الكثيرون مسلمون وغير مسلمين. ولكن علماء الإسلام لم يعلقوا على الكتاب إلا بالصمت الغير مبرر.
تحققت عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بسبب المصالحة والصداقة والتحالف الغامض بين المسيحيين الأوروبيين واليهود الأوروبيين. والرابط الغامض الذى استطاع أن يقرب بين هاذين الشعبين المتنافرين والمتعادين ظهر بعيدا فى جبال القوقاز (انظر كتابى يأجوج ومأجوج). هذا التحالف يعرف اليوم بالتحالف اليهودى المسيحى الصهيونى وحلف شمال الأطلسى (الناتو) هو جناحة العسكرى. وهذا التحالف يهيمن على معظم العالم بما فى ذلك العالم الإسلامى. ولكن هذة المصالحة وهذا التحالف لة جذور أقدم بكثير من الحركة الصهيونية عندما قام اليهود الأوروبيون بتمويل الحملات الصليبية الأوروبية التى قامت بغرض تحرير الأرض المقدسة من الحكم الإسلامى. وعلى القارىء أن ينتبة أنة فى حين أن المسيحيين (الروم) فى القرآن هم اليوم جزءا من اوروبا (اوروبا الشرقية) إلا أنهم ليسوا جزءا من هذا التحالف الصهيونى اليهودى المسيحى.
القرآن يحذر من أى تحالف يهودى مسيحى:
إن دراسة القرآن الكريم بالمنهجية الصحيحة من المفترض أن تجعل العلماء المسيحيين والمسلمين يتوقعون ظهور هذا التحالف اليهودى المسيحى خلال التاريخ. لاحظ الآتى:
الآية 52 من سورة المائدة في القرآن الكريم تحرم على المسلمين التحالف أو مصادقة اليهود والمسيحيين:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء)
والتفاسير التقليدية للقرآن توجة انتباهنا إلى ذكر الأنواع المختلفة للعلاقات والروابط الودية التى قد تتضمنها الآية فى معناها. ولكننا نحتاج هنا للمنهجية الصحيحة, فكان لابد لهم ن يسألوا هذا السؤال أيضا: هل هذا التحريم الإلاهى للصداقة والتحالف يمتد لكل المسيحيين واليهود؟ هل القرآن يحرم على المسلمين المصريين أن يتخذوا من المسيحيين الأقباط المصريين أصدقاء وحلفاء؟
القرآن في سورة البقرة (2:120) يصف اليهود والمسيحيين أنهم أناس لا يرضون حتى ينجحوا فى جعل المسلمين تابعين لملتهم. فهل هذا الوصف الإلاهى للتوجة الدينى ينطبق على كل المسيحيين وعلى كل اليهود؟ أم أن هناك بعض المسيحيين واليهود في العالم الذين يحترمون الإسلام ويعترفون بحق المسلمين فى أن يعيشوا طبقا لملة الإسلام؟ هل تعامل المسيحيون الأقباط بهذة الطريقة لفترة تجاوزت 1300 عام التى عاشوا خلالها مع المسلمين فى مصر؟ ألم يكن المسيحيون الأقباط أصدقاء وأقارب عندما تقبل الرسول (صلى الله علية وسلم) أن يتخذ زوجة قبطية مسيحية؟
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
عندما ندرس القرآن كاملا كوحدة واحدة فإننا نستنتج بسرعة أن الآية بأعلى لا يمكن أن تكون تعنى كل اليهود وكل المسيحيين. فمثلا, الآية 82 من نفس السورة تبشر المسلمين بأنهم سيجدون من المسيحيين من يكونون الأقرب مودة لهم:
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى)
فهل من الممكن أن تتحقق هذة النبوءة الإلاهية أخيرا فى علاقة المسيحيين الأقباط والمسلمين المصريين؟
كان يتوجب على مفسرى القرآن أن يسألوا هذا السؤال: مَن هم المسيحيون ومَن هم اليهود الذين حُرم على المسلمين أن يقيموا صداقات وتحالفات معهم؟ فلو أنهم فعلوا لوجدوا الإجابة فى كلمات الآية التالية:
(بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
وعند التفسير فإن الآية تريد أن تصرح أن: " لا تتخذوا المسيحيين واليهود أصدقاءا أو حلفاءا إذا ما كانوا هم مع بعضهم البعض حلفاء وأصدقاء". ثم تستمر الآية لتعلن أن مثل هذة الصداقة والتحالف مع أى حلف يهودى مسيحى سوف يؤدى بطبيعة الحال إلى فقدان الهوية الإسلامية:
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
عندما أشرت إلى أن هؤلاء الذين أقاموا مؤخرا حلفا مع حلف شمال الأطلسى (الناتو) الحلف الصهيونى المسيحى اليهودى, من أجل أن يسقطوا النظام الحاكم فى ليبيا, وبذلك فإنهم قد خالفوا أوامر الله فى القرآن وفقدوا هويتهم الإسلامية, فإنهم غضبوا منى جدا. ولكن عندما دعوتهم لدراسة الآية بحرص مستخدمين المنهجية الصحيحة, فإن, على الأقل, بعضا منهم ندموا على ما فعلوا وتابوا فى النهاية.
وهذا المقال يوجة انتباه الحكومة المصرية والقوات المسلحة المصرية إلى الحقيقة المؤسفة أن معاهدة سنة 1979 للسلام مع اسرائيل هى أيضا مخالفة لأمر الله المذكور فى الآية بأعلى. وطالما كانت المعاهدة قائمة فإن التبعات على المسلمين المصريين مرعبة.
لقد كان التحالف الأوروبى اليهودى المسيحى الصهيونى مسئولا عن "تحرير" الأرض المقدسة - من حكم المسلمين- لليهود. وإعادة اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم. وإعادة بناء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة وتسببوا فى صعود ونمو قوة اسرائيل حتى أنها الآن تستعد لتحكم العالم.
لقد خالف المسلمون أمر الله فى القرآن عندما دخلوا فى هذا الحلف وهذة الصداقة مع الحلف الأوروبى المسيحى اليهودى الصهيونى. لقد فعلوا ذلك عندما,على سبيل المثال, أصبحوا أعضاء فى منظمة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى, ... إلخ, التى أنشأها الحلف اليهودى المسيحى. ونحتاج لنبحث فى دور الصهاينة فى إدخال الدولة الإسلامية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى ضد رغبة السلطان العثمانى وكثير من المسلمين الذين عاشوا فى الدولة العثمانية. فما أن تم تفكيك الخلافة إلا ووجدنا الصهاينة يحيطون بالعالم الإسلامى كلة ينشرون فية النظم الجمهورية والدول العلمانية التى أصبحت كلها في النهاية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
تحذير من وينستون تشرتشل:
لقد حذر وينستون تشرتشل عام 1920 من دور خبيث يقوم بة اليهود الأوروبيون في الشئون العالمية. كان قلقا خاصة من الثورة فى روسيا التى أسقطت النظام الروسى القيصرى (المسيحى الشرقى) عام 1917 واستبدالة بالنظام البلشفى الماركسى الملحد (فقد كان كارل ماركس يهوديا). أدرك تشرتشل أن الثورة الروسية التى قادها اليهود بشكل كبير كانت بالأساس ضد الديانة المسيحية. وربما أدرك أيضا أن اليهود عندما فعلوا ما فعلوة عام 1917 فعلوة من أجل سحب روسيا من الحرب العالمية الأولى وبذلك يحبطون الاتفاقية مع بريطانيا وفرنسا التى قضت بأن تحصل روسيا على مدينة القسطنطسينية:
"بعض الناس يحبون اليهود وبعضهم لا, ولكن لا يوجد شخص عاقل لدية شك فى حقيقة أنهم بدون أدنى شك أكثر شعوب العالم صعوبة و تميزا.
وربما كان نفس هذا الشعب المذهل يقوم حاليا على إنشاء نظام جديد من الأخلاق والفلسفة, نظام بقدر من الخبث مساو لنفس القدر الذى كانت بة المسيحية خيرا, والذى إذا انتشر ولم يتم إيقافة فإنة سوف يحطم بلا رجعة كل ما جعلتة المسيحية ممكنا. ويبدو أنة قد قُدِّر لإنجيل المسيح وإنجيل عدو المسيح أن يَصدرا فى نفس الشعب, وأن هذا الشعب الغامض السرى قد اختارتة الظواهر العليا سواء كانت إلاهية أو شيطانية." (وينستون تشرتشل, Illustrated Sunday Herald, 8 فبراير, 1920, صفحة 5).
كان اليهود الصهاينة قد كسبوا بالفعل الدعم البريطانى المتضمن فى وعد بلفور عام 1917 والقاضى بإنشاء دولة لليهود فى الأرض المقدسة الواقعة تحت الحكم العثمانى. ومن الواضح أن ما قام بة اليهود الروس عام 1917 (الثورة الروسية) كان لمنع الروس القيصريين المسيحيين (الروم فى القرآن) من أن يسيطروا على المدينة ذات الموقع الاستراتيجى التى تتحكم فى مضيق البوسفور. فقد علموا أن التهديد الأكبر على الإطلاق لدولة اسرائيل المستقبلية سيأتى من روسيا المسيحية, وأن القوات البحرية الروسية لا تستطيع أن تصل للبحر المتوسط إلا عن طريق مضيق البوسفور. ولذلك فقد أدركوا أن أمن الدولة اليهودية المقامة على أرض فلسطين كان يعتمد على منع سيطرة روسيا على مدينة القسطنطينية.
تحذير من ألبرت آينشتاين:
أحد أشهر اليهود فى العصر الحديث, ألبرت آينشتاين, هو الآخر أنكر واشمأز من السياسات التى يتبعها اليهود الصهاينة. هاهو مقتطف من نص رسالتة (المنشورة 28 عاما بعد مقال وينستون تشرتشل) فى النيويورك تايمز (الرابع من ديسمبر عام 1948) التى اعترض فيها على زيارة مناحم بيجن (الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء اسرائيل) للولايات المتحدة الأمريكية, وحذر من النية الصهيونية لإنشاء "دولة قائدة" فى الأرض المقدسة:
" ... التناقض بين المطالبات الجريئة التى يقوم بها بيجن وحزبة, وبين سجل تصرفاتهم السابقة فى فلسطين يحمل معنى أن هذا ليس حزبا سياسيا عاديا. إنة الطابع الذى لا يُخطأ للحزب الشمولى الفاشى الذى يستخدم الإرهاب (ضد اليهود والعرب والبريطانيين بنفس الدرجة) والتحريف كوسائل, والدولة القائدة هى الهدف."
(يمكن للقارىء أن يلاحظ أن ما كان آينشتاين يشير إلية هنا بكلمة "دولة قائدة" هو نفسة ما أشرنا إلية بكلمة "دولة حاكمة").
الخاتمة:
هذا المقال استخدم القرآن ليفسر حقيقة عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بعد 2000 عام من النفى والشتات. وهذا التفسير يتواجد جزئيا فى ظهور التحالف الغامض بين اليهود والمسيحيين الأوروبيين الذى قام بتحرير الأرض المقدسة من أجل اليهود ثم أعاد اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم ثم اعادوا انشاء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة ثم غذوها وحموها حتى أن دولة اسرائيل تستعد الآن لتحكم العالم كلة.
القرآن يحرم على المسلمين اقامة أى علاقات ودية أو تحالفات مع أى تحالف يهودى مسيحى – وبذلك فإن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل عام 1979 غير شرعية.
في المحاضرات التي تلقوها عبر العالم، تركزون على التنبؤات الواردة في القرآن الكريم، بخصوص نواحي عدة من الحياة. هل يمكنكم أن تذكروا لنا بعض الأمثلة؟
طبقت المنهجية التي أنزلها الله تعالى في مستهل القرآن. والله غير عاجز عن الكلام، وعندما يقول: "فسجدوا إلا إبليس" ثـ ثلاث كلمات فقط ـ فهذا يعني أن الجملة بنيت بهذه الصيغة لحكمة ما. لو أخذنا هذه الآية بمعزل عما يحيط بها، ولو نطبق هذه المنهجية الرتيبة والمهزوزة، لا يسعنا سوى أن نستنتج أن "إبليس" كان ملاكا. فهذه الجملة بنيت بهذه الكيفية لتعلّمنا "أصول التفسير". لما نطبق المنهجية الصحيحة التي تتمثل في جمع كل البيانات الدقيقة الخاصة بكامل النص القرآنني، ثم نرتب تلك البيانات ككل متناسق، سندرك حينئذ بأن الملائكة ليسوا أسياد قرارهم. لا يستطيعون أن يقولوا لا حينما يتلقون أمرا. إذا يطلب المرء شيئا من زوجته ورفضت الامتثال لطلبه، فهذا يعني أنها ليست ملاكا. "ويفعلون ما يؤمرون". فإذا أصدر الله أوامر للملائكة وعصى أحدهم أمره، فهذا يعني أنه لم يكن أهلا لأن يكون ملاكا. لما نقرأ في سورة "الكهف": "وكان من الجن"، نجد في هذه الآية البسيطة درسا عميقا في المنهجية، هو أن عليك أن تأخذ النص القرآني في شموليته، وأن تأخذ كل المعطيات التي لها صلة بموضوع معين، والربط فيما بينها لتحصل على كل متجانس. "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". علينا أن نتذكر بأن القرآن منسجم مع نفسه. ولا يوجد في القرآن اختلال. وما دام أن النبي (ص) أرلسل إلى العالمين ليعلمهم القرآن، فلا يمكن أن نتصور تناقضا بين القرآن والحديث. فإذن منهجيتنا تتمثل في أخذ مجموع البيانات الواردة في القرآن، مدعمة بالحديث المنسجم تماما مع كلام الله. ومنه يمكننا أن نرفض هذا الحديث أو ذاك إذا لم يمكن متوافقا مع القرآن
باستعمال هذه المنهجية توصلت إلى فهم الآية في سورة يونس التي تخبرنا بأن فرعون "حين أدركه الغرق"، أزال الله عنه الحجاب، واعترف لحظتها أنه ليس إلها. وقبل ذلك، كان يقول: "أنا ربكم الأعلى". لما كان تحت الماء، أعلن إيمانه بالإِله الأوحد الذي آمنت به بنو إِسرائيل. ورد عليه الله سبحانه وتعالى بهذه الآية: "آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ َالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ". ولقد حفظ القرآن بدنه ليكتشف عام 1897. إني أطرح سؤالين: ما هي هذه الآية؟ ("لتكون لمن خلفك آية")؟ و من هم هؤلاء الناس الذين سيأتون بعده (يخلفونه)؟ في المواجهة بين الحق والباطل، بين فرعون وموسى عليه السلام، كان هناك طرف قوي ومستكبر ومدجج بأحدث الاسلحة، الخ.. بينما الطرف الآخر كان أعزلا، قليل العدد لكنه كان الحق من جانبه. هذه المواجهة استدعت التدخل الإلهي الذي أدى إلى انشقاق البحر وأدى إلى انتصار الحق. كلمة "آية" تعني أن في آخر الزمان، ستكتشف جثة فرعون وأن العالم سيكون شاهدا على فصول هذا المواجهة الملحمية بين الحق والباطل. وهذا ما نعيشه اليوم، وهنا، مما سيستدعي تدخلا إلهيا (مستقبلا) في هذا اللقاء، في هذه المواجهة شبيها بالذي وقع من قبل. هذا التدخل الإلهي سيصادف عودة النبي عيسى عليه السلام. فحينما يعود إلى الأرض، سيشهد العالم الانتصار النهائي للحق على الباطل وانتصار العدل على الظلم. من هم هؤلاء الناس "لمن خلفك"؟ الجواب: هم الصهاينة.. بنفس الطريقة التي هلك بها فرعون وأعلن إيمانه بالحق قبل أن يسلم الروح ـ ولم ينجه أحد ـ، سيعلن الصهاينة إسلامهم بعد ظهور سيدنا المسيح عليه السلام. لكن ذلك لن يجديهم نفعا. قلت لهم ذلك في نيويورك. ذهبت إلى معبد يهودي وألقيت ألقيت بمحاضرة أمام مائتي يهودي. بعد انتهاء المحاضرة التفوا حولي وسألوني: "لماذا علينا أن نقبل ما رفضناه من قبل؟" جوابي كان أن الله سيرفع الغشاء عن أبصارهم. لهذا تكتسي هذه الآية أهمية أساسية لفهم السياسة والاقتصاد والنظام النقدي... كنت أقول إن جثة فرعون اكتشفت عام 1897. والحركة الصهيونية تأسست في نفس السنة. وفي عام 1907، أتمت بريطانيا وفرنسا وضع قطع الشطرنج بإعلان التحالف مع روسيا. وهذا التحالف قضى على حليفها العثماني. الحرب العالمية الأولى اندلعت عام 1914. ووعد بلفور صدر عام 1917. وفي نفس السنة، سقطت القدس تحت سيطرة الصليبيين البريطانيين. من 1918 إلى 1948، ظلت بريطانيا الدولة الوصية على الأرض المقدسة، إلى أن تنازلت عنها لدولة إسرائيل الصهيونية التي أسست عام 1948. فمنذ اكتشاف جثة فرعون، بدأت كل الترتيبات. أين نحن الآن في هذا العد التنازلي، قبل ظهور المسيح عليه السلام؟ إنه العد التنازلي لآخر الزمان. لكن العلماء المسلمين أهملوا هذا الموضوع.
أعطيكم مثالا عن آية قرآنية تتحدث مباشرة عن آخر الزمان، مأخوذة من سورة المائدة: "يا أيها اللذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء". هل حرّم القرآن الصداقة والتحالف مع كل اليهود وكل النصارى؟ هذا مستحيل. لماذا؟ "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا والذين قالوا إنا نصارى". فإذن من غير المعقول أن يشمل التحريم جميع اليهودي وجميع المسيحيين. وفي هذه الحالة، مع أي مسيحيين وأي يهود يحرم على المسلمين إقامة علاقات صداقة وتحالف؟ الجواب موجود في العبارة التي تليها مباشرة في الآية: "بعضهم أولياء بعض." القرآن تنبأ بحلف سيقام بين النصارى واليهود. لما سيشهد العالم صلحا وصداقة وحلفا بين النصارى واليهودي، والله حرم على المسلمين عقد حلف وربط علاقة صداقة مع هؤلاء اليهود وهؤلاء النصارى. هذا الحلف اليهودي المسيحي ظهر إلى الناس، وهو الحلف الأوروبي اليهودي المسيحي الصهيوني. وكانت للإمبراطورية العثمانية علاقة صداقة معهم (اليهودي والنصارى)، وكانوا دائما حلفاءها. وسار الوهابيون السعوديون وجمهورية تركيا ـ التي جاءت بعد العثمانيين ـ على نفس الطريق. إذا عقدت معهم حلفا أو أقمت معهم علاقة صداقة ـ وأنا لا أتوقع ذلك من الجزائر ـ، ستكون منهم وليس منا. وهذا ما فعلوه في ليبيا بمساعدة حلف الشمال الأطلسي. إذن أقول لهم: "لا أريد أن أرى وجوهكم.. لا أريد أن أسمع أصواتكم.. أنت لستم إخوتي.. أصبحتم منهم، ولست منا، إلا إذا أعلنت التوبة."
هناك آية قرآنية أخرى تفسر ما يجري الآن في العالم. وهي في سورة الأنبياء: "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون (وهم أهل القرية) "حتى إذا فتح يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون." عن أي قرية تتحدث؟ من السهل علي أن أقول لكم أنها"لقدس. لأن أحداثا كثيرة وقعت، تبيّن أن المقصود من القرية هي القدس. والذين أرادوا وجهوا بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة ليعلنوا أنها أرضهم هم يأجوج ومأجوج. اليوم اليهود هم عائدون إلى الأرض المقدسة، وأقيمت من جديد دولة إسرالئيل على هذه الأرض. إن إسرائيل هي بصدد أخذ مكان الولايات المتحدة الأمريكية كدولة تحكم العالم. نفس الشيء بالنسبة للهيمنة الأمريكية التي حلت محل الهيمنة البريطانية، يخطط الصهاينة لما يسمى "السلم اليهودي" ليحل بدوره محل ما يسمى "السلم الأمريكي". شرحت ذلك في كتابي: "القدس في القرآن"، قبل عشر سنوات خلت. ما أراه هو أن العلماء المسلمين لا يستشهدون بهذه الآية القرآنية. ويرفضون التسليم بأن المقصود بـ"القرية" هي القدس. توجد آيات كثيرة ذكرت في القرآن حددت في "آخر الزمان" وتساعدنا على فهم العالم المعاصر. وآن الأوان للعلماء المسلمين أن يرجعوا إلى القرآن لفهم العالم المعاصر.
أجرى الحوار: محمد الغازي وم. آيت عمارة
إلى أين يا مصر؟؟
كتبة: الشيخ عمران حسين مقالات – علامات يوم القيامة. الأربعاء, 10 جمادى الآخرة 1433
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" ... سورة فصلت – آية رقم 53.
إن مصر الآن فى مرحلة انتقالية وينبغى على المصريين – مسيحيين ومسلمين – أن يجتهدوا ليعرفوا النهاية التى يأخذهم إليها التغير السياسى. يعتقد المسيحيون الأقباط أن مصر, وهى الأرض التى فر إليها النبى عيسى وأمة (عليهما السلام) من الأرض المقدسة, لها أهمية خاصة في آخر الزمان وستلعب دورا هاما عندما يعود النبى عيسى (علية السلام). ويتفق المسلمون مع المسيحيين في اعتقادهم بعودة المسيح فى آخر التاريخ. فهل سيتفق المسلمون المصريون مع المسيحيين الأقباط ويتحدوا سويا ضد هؤلاء المتهورين الراغبين في مهاجمة ليس فقط ايران وباكستان ولكن أيضا مصر؟ لابد للمسلمين المصريين أن يتذكروا وصية النبى المبارك عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر:
"إذا فُتِحَتْ مصرُ فاستوصُوا بالقِبْطِ خيرا فإن لهم ذِمَّةً ورَحِما." (البغوى، والطبرانى، والحاكم عن كعب بن مالك).
وينبغى على رجال الدين المسلمين والمسيحيين فى مصر أن يتبينوا من الطريق الذى يسير فية التاريخ حتى يتمكن الفريقان من مواصلة السعى لفهم الحقيقة التى يواجهونها حاليا.
ونقدم هذا المقال لتسهيل هذا السعى لفهم الحقيقة.
أسئلة تحتاج لأجوبة:
· هل يتحرك العالم الآن فى اتجاة أن يصبح مجتمع عالمى واحد ، و أقتصاد عالمى واحد ، و عملة ألكترونية موحدة ، و حكومة عالمية واحدة ؟؟ و اذا كان الأمر كذلك ..... فمن الذى يريد أن يقود و يرأس حكومة هذا العالم ؟؟ هل هو المسيح الدجال الذى من أجل أن ينتحل شخصية النبى عيسى - المسيح الحق - علية أن يحكم العالم من القدس ؟؟
· هل الثورات الملونة للربيع العربى مرتبطة بهذه الحركة العالمية ؟؟
· هل المصريون مسلمين ومسيحيين أقباط يجب أن يسبحوا مع أو ضد هذا التيار العالمى المنذر بالسوء؟؟
· هل ستهاجم اسرائيل مصر من الشرق وحلف شمال الأطلنطى (الناتو) من الغرب (من ليبيا الصهيونية) لتستولى اسرائيل على شرق دلتا النيل و من ثم تضمها إلى أراضى الدولة الأوروبية اليهودية ؟؟ أين تقع السفارة الاسرائيلية فى القاهرة؟؟ لماذا تطمع أسرائيل فى هذا الجزء من مصر ؟؟
· هل ستستطيع مصر مقاومة هذه الهجمات كمنطقة واحدة, أم ستعانى مصير دار الإسلام السابق من التمزق إلى أجزاء صغيرة منعدمة الخطورة ؟؟
· كيف يمكن للمصريين مسلمين ومسيحيين أن يجهزوا أنفسهم لهذا الهجوم الإسرائيلى الأطلنطى المشترك على مصر؟؟
· طبقا للشريعة – هل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية حلال أم حرام؟؟
إن الله تعالى أخبرنا أنة أنزل القرآن على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) لتفسير كل شئ .
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ... سورة النحل آية رقم 89.
بما أننا فى هذا المقال نتحدث حول موضوع "الى أين يا مصر ؟"و نجيب على العديد من الأسئلة المطروحة فيجب أن ندرك أن القرآن و السنة النبوية لم يخلوا من الارشادات و المعلومات المتعلقة بالشئون الاستراتيجية فى السياق التاريخى – كما أن هناك منهجية يجب أستخدامها لفهم القرآن و السنة النبوية تحتوى على تفسيرات لهذه التغيرات العالمية المنذرة بالسوء ، كما تكشف لنا أى دور, إن وجد, من المُقدر أن تلعبة مصر فى آخر الزمان. قمت بمحاولة لشرح هذه المنهجية فى كتابى " الرؤية الأسلامية ليأجوج و مأجوج فى العالم الحديث". (و يمكن للقراء أن يجدوا الكثير من كتبى و منهم هذا الكتاب قد تمت ترجمتهم الى اللغة العربية كما أنة متاح على شبكة الأنترنت على الموقع التالى : ) وننوى الكتابة في موضوع المنهجية في مقال لاحق إن شاء الله, ضمن مقارنة بينها وبين المنهجية السلفية الاسلامية المقابلة.
ودعونا نلقى نظرة سريعة على بعض النتائج المختصرة لما استطعت أن استخلصة (بحمد الله تعالى) من دراستى بهذة المنهجية.
لقد استطعت من خلال استخدام هذة المنهجية أن أتوقع منذ ما يقرب من 15 عاما انهيار الدولار والإقتصاد الأمريكى وبدء نظام نقدى الكترونى دولى جديد بدلا من نظام البترودولار النقدى الحالى (وإذا حاولت أمريكا أن تشن هجوما على إيران فإنها بذلك سوف تدق آخر مسمار فى نعش الدولار الأمريكى).
كما توقعت أيضا في محاضرة ألقيتها في سيدنى استراليا في سبتمبر 2002 بعنوان (مابعد 11 سبتمبر 2001: ماذا يخبئ المستقبل للمسلمين), وتوقعت الانتفاضات العربية التى تسقط الأنظمة العربية الواحد تلو الآخر. هذة الإنتفاضات فاجأت العالم بعدها بـ 10 سنوات – بعد وقت أطول مما توقعت في الحقيقة.
ولقد استطعت ببديهية أن أعرف - خلال ساعات من هجمات 11 سبتمبر على أمريكا - أن هذا تخطيط وتنفيذ مشترك للموساد الإسرائيلى ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كعمل إرهابى كاذب يقوم بنفس مهمة العمل الإرهابى الذى حدث فى صيف 1914 (اغتيال الأرشيدوق فرانتس فرديناند ولى عهد النمسا في سراييفو) الذى أدى إلى حروب عظيمة. تلك الحروب التى أدت إلى انتقال قيادة العالم من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وكانت الخطة أن يكرر التاريخ نفسة بحروب تتبع هجوم 11 سبتمبر الإرهابى وتتسبب فى نقل قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى اسرائيل. وهجوم اسرائيل على إيران و/أو باكستان سوف يؤدى إلى ذلك بالضبط. سوف يؤدى إلى حروب عظيمة تنتهى بإضعاف وحصار الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك يتحقق نقل قيادة العالم لدولة أخرى.
وختاما فقد توقعت منذ أكثر من عام أن يؤدى "الربيع" العربى إلى صعود حكومات "إسلامية" فى العالم العربى والتى بدورها سوف تمهد الساحة للهجوم الصهيونى الذى من المخطط أن يبيد العرب كما هو متنبأ فى آخر الزمان. ويبدو أن هذة المذابح قريبة جدا ولذلك فإنة يتوجب على المصريين أن يتأكدوا أنة لا حكومتهم ولا قواتهم المسلحة مخدوعة بالمشاركة أو بالتحريض على هذة المذابح.
عند اختبار المنهجية الصحيحة فإنها لابد وأن تقدم تفسيرا صالحا للواقع – سواء كان واقعا استراتيجيا أو غيرة – فى مختلف مراحل تطور التاريخ. ومنهجيتى تعمل والحمد لله وينبغى على الناقدين أن يعلموا جيدا أن الشجرة يحكم عليها من ثمارها.
هذا المقال يجادل أن القرآن والأحاديث النبوية المباركة يمكنها أن تفسر حقيقة العالم اليوم – سواء حقيقتة السياسية أو الإقتصادية, حقيقة النقود, والمجتمع العالمى الموحد المشئوم الصاعد, الحرب على الإسلام, اضطهاد المسلمين, وقبل كل شىء حقيقة دولة اسرائيل الصهيونية المهووسة بنبوءة المسيح ومهمتة لاستلام قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية مع السيطرة السياسية والإقتصادية والدينية على العرب وعلى العالم كلة.
هذا المقال يوضح حقيقة التداعيات عظيمة الخطورة على مصر التى خُدعت سنة 1973 بتسهيل ظهور النظام النقدى الصهيونى للبترودولار, ثم خُدعت سنة 1979 بأن أقامت بغباء وبخطيئة اعترافا بدولة اسرائيل الصهيونية الظالمة فى معاهدة مزيفة للسلام والصداقة.
ويقدم المقال الدليل على ادعائنا أن العالم يعيش الآن فى آخر الزمان وأن مفتاح فهم الحقيقة البشعة للعصر الحالى توجد في دراسة علم آخر الزمان الإسلامى. وبالرغم من ادعائنا هذا إلا أن الكاتب ينظر لعلم آخر الزمان في المسيحية الشرقية بعظيم الاحترام.
دعونا الآن نلقى نظرة أكثر قربا على عالمنا المعاصر الغامض والذى نبحث عن تفسير لة فى القرآن والأحاديث الشريفة. ونتمنى أن نقدم المزيد من الوصف والتحليل فى هذا الموضوع فى مقالات لاحقة ان شاء الله.
عودة اليهود إلى الأرض المقدسة:
إنها حقيقة تاريخية أن اليهود طردوا من الأرض المقدسة منذ 2000 عام, ولم يفلحوا طوال كل هذة الأعوام الألفين في العودة إليها ليطالبوا بها كوطن لهم. ولأكثر من ألف عام وجد اليهود وطنا آمنا فى العالم الإسلامى فى حين أن اوروبا بالذات كانت تضطهدهم باستمرار. وأغرب وأكثر الأحداث غموضا فى كل الأحداث التاريخية هو عودة اليهود بعد ألفى عام من النفى والشتات, ليستعيدوا الأرض المقدسة كوطن لهم. فإن اوروبا التى اضطهدتهم دائما – هى نفسها أوروبا التى أصبحت مسئولة عن إعادتهم إلى الأرض المقدسة. وقد ظهر لاعب جديد, اليهود الأوروبيون الغير ساميين, على الساحة التاريخية ليلعب دورا حاسما فى هذة العودة التاريخية. هؤلاء اليهود الأوروبيون نصبوا أنفسهم كمضطهدين الآن يضطهدون المسلمين في الأرض المقدسة, نفس المسلمين الذين قدموا الملجأ الآمن لليهود الساميين فى دار الإسلام لفترة أطول من ألف عام من الشتات اليهودى. وهذا المقال يتساءل: هل حدث كل هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيرا لعودة اليهود الدموية الغامضة تلك للأرض المقدسة؟ وبما أن القرآن نزل تبيانا لكل شىء, فما هو التفسير الذى يعطية القرآن لهذة العودة الغامضة؟
والأكثر غرابة وغموضا هو أن اليهود استطاعوا أن يستعيدوا دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة بعد مرور 2000 عام على تحطيم اسرائيل المقدسة بالأمر الإلاهى, ومن المفترض الآن أنهم يعملون على تحطيم الولايات المتحدة الأمريكية, التى تمثل القوة العظمى فى العالم, حتى تحل اسرائيل محلها كآخر القوى العظمى الثلاث الحاكمة للعالم الحديث. فبنفس الطريقة التى بها حلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا فإن اسرائيل ستحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فى حكم العالم. ويتساءل هذا المقال: هل يحدث هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيرا لما سبق ذكرة؟ ولو أن هناك تفسيرا فما هو؟ وهل صمت القرآن عن هذة الأحداث ولم يقدم تفسيرا؟
قدمنا تفسيرنا لهذا الأمر منذ أكثر من عشر سنوات في كتابنا الأكثر مبيعا "القدس فى القرآن". ولقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى لغات عدة من ضمنها العربية وقرأة الكثيرون مسلمون وغير مسلمين. ولكن علماء الإسلام لم يعلقوا على الكتاب إلا بالصمت الغير مبرر.
تحققت عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بسبب المصالحة والصداقة والتحالف الغامض بين المسيحيين الأوروبيين واليهود الأوروبيين. والرابط الغامض الذى استطاع أن يقرب بين هاذين الشعبين المتنافرين والمتعادين ظهر بعيدا فى جبال القوقاز (انظر كتابى يأجوج ومأجوج). هذا التحالف يعرف اليوم بالتحالف اليهودى المسيحى الصهيونى وحلف شمال الأطلسى (الناتو) هو جناحة العسكرى. وهذا التحالف يهيمن على معظم العالم بما فى ذلك العالم الإسلامى. ولكن هذة المصالحة وهذا التحالف لة جذور أقدم بكثير من الحركة الصهيونية عندما قام اليهود الأوروبيون بتمويل الحملات الصليبية الأوروبية التى قامت بغرض تحرير الأرض المقدسة من الحكم الإسلامى. وعلى القارىء أن ينتبة أنة فى حين أن المسيحيين (الروم) فى القرآن هم اليوم جزءا من اوروبا (اوروبا الشرقية) إلا أنهم ليسوا جزءا من هذا التحالف الصهيونى اليهودى المسيحى.
القرآن يحذر من أى تحالف يهودى مسيحى:
إن دراسة القرآن الكريم بالمنهجية الصحيحة من المفترض أن تجعل العلماء المسيحيين والمسلمين يتوقعون ظهور هذا التحالف اليهودى المسيحى خلال التاريخ. لاحظ الآتى:
الآية 52 من سورة المائدة في القرآن الكريم تحرم على المسلمين التحالف أو مصادقة اليهود والمسيحيين:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء)
والتفاسير التقليدية للقرآن توجة انتباهنا إلى ذكر الأنواع المختلفة للعلاقات والروابط الودية التى قد تتضمنها الآية فى معناها. ولكننا نحتاج هنا للمنهجية الصحيحة, فكان لابد لهم ن يسألوا هذا السؤال أيضا: هل هذا التحريم الإلاهى للصداقة والتحالف يمتد لكل المسيحيين واليهود؟ هل القرآن يحرم على المسلمين المصريين أن يتخذوا من المسيحيين الأقباط المصريين أصدقاء وحلفاء؟
القرآن في سورة البقرة (2:120) يصف اليهود والمسيحيين أنهم أناس لا يرضون حتى ينجحوا فى جعل المسلمين تابعين لملتهم. فهل هذا الوصف الإلاهى للتوجة الدينى ينطبق على كل المسيحيين وعلى كل اليهود؟ أم أن هناك بعض المسيحيين واليهود في العالم الذين يحترمون الإسلام ويعترفون بحق المسلمين فى أن يعيشوا طبقا لملة الإسلام؟ هل تعامل المسيحيون الأقباط بهذة الطريقة لفترة تجاوزت 1300 عام التى عاشوا خلالها مع المسلمين فى مصر؟ ألم يكن المسيحيون الأقباط أصدقاء وأقارب عندما تقبل الرسول (صلى الله علية وسلم) أن يتخذ زوجة قبطية مسيحية؟
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
عندما ندرس القرآن كاملا كوحدة واحدة فإننا نستنتج بسرعة أن الآية بأعلى لا يمكن أن تكون تعنى كل اليهود وكل المسيحيين. فمثلا, الآية 82 من نفس السورة تبشر المسلمين بأنهم سيجدون من المسيحيين من يكونون الأقرب مودة لهم:
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى)
فهل من الممكن أن تتحقق هذة النبوءة الإلاهية أخيرا فى علاقة المسيحيين الأقباط والمسلمين المصريين؟
كان يتوجب على مفسرى القرآن أن يسألوا هذا السؤال: مَن هم المسيحيون ومَن هم اليهود الذين حُرم على المسلمين أن يقيموا صداقات وتحالفات معهم؟ فلو أنهم فعلوا لوجدوا الإجابة فى كلمات الآية التالية:
(بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
وعند التفسير فإن الآية تريد أن تصرح أن: " لا تتخذوا المسيحيين واليهود أصدقاءا أو حلفاءا إذا ما كانوا هم مع بعضهم البعض حلفاء وأصدقاء". ثم تستمر الآية لتعلن أن مثل هذة الصداقة والتحالف مع أى حلف يهودى مسيحى سوف يؤدى بطبيعة الحال إلى فقدان الهوية الإسلامية:
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
عندما أشرت إلى أن هؤلاء الذين أقاموا مؤخرا حلفا مع حلف شمال الأطلسى (الناتو) الحلف الصهيونى المسيحى اليهودى, من أجل أن يسقطوا النظام الحاكم فى ليبيا, وبذلك فإنهم قد خالفوا أوامر الله فى القرآن وفقدوا هويتهم الإسلامية, فإنهم غضبوا منى جدا. ولكن عندما دعوتهم لدراسة الآية بحرص مستخدمين المنهجية الصحيحة, فإن, على الأقل, بعضا منهم ندموا على ما فعلوا وتابوا فى النهاية.
وهذا المقال يوجة انتباه الحكومة المصرية والقوات المسلحة المصرية إلى الحقيقة المؤسفة أن معاهدة سنة 1979 للسلام مع اسرائيل هى أيضا مخالفة لأمر الله المذكور فى الآية بأعلى. وطالما كانت المعاهدة قائمة فإن التبعات على المسلمين المصريين مرعبة.
لقد كان التحالف الأوروبى اليهودى المسيحى الصهيونى مسئولا عن "تحرير" الأرض المقدسة - من حكم المسلمين- لليهود. وإعادة اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم. وإعادة بناء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة وتسببوا فى صعود ونمو قوة اسرائيل حتى أنها الآن تستعد لتحكم العالم.
لقد خالف المسلمون أمر الله فى القرآن عندما دخلوا فى هذا الحلف وهذة الصداقة مع الحلف الأوروبى المسيحى اليهودى الصهيونى. لقد فعلوا ذلك عندما,على سبيل المثال, أصبحوا أعضاء فى منظمة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى, ... إلخ, التى أنشأها الحلف اليهودى المسيحى. ونحتاج لنبحث فى دور الصهاينة فى إدخال الدولة الإسلامية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى ضد رغبة السلطان العثمانى وكثير من المسلمين الذين عاشوا فى الدولة العثمانية. فما أن تم تفكيك الخلافة إلا ووجدنا الصهاينة يحيطون بالعالم الإسلامى كلة ينشرون فية النظم الجمهورية والدول العلمانية التى أصبحت كلها في النهاية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
تحذير من وينستون تشرتشل:
لقد حذر وينستون تشرتشل عام 1920 من دور خبيث يقوم بة اليهود الأوروبيون في الشئون العالمية. كان قلقا خاصة من الثورة فى روسيا التى أسقطت النظام الروسى القيصرى (المسيحى الشرقى) عام 1917 واستبدالة بالنظام البلشفى الماركسى الملحد (فقد كان كارل ماركس يهوديا). أدرك تشرتشل أن الثورة الروسية التى قادها اليهود بشكل كبير كانت بالأساس ضد الديانة المسيحية. وربما أدرك أيضا أن اليهود عندما فعلوا ما فعلوة عام 1917 فعلوة من أجل سحب روسيا من الحرب العالمية الأولى وبذلك يحبطون الاتفاقية مع بريطانيا وفرنسا التى قضت بأن تحصل روسيا على مدينة القسطنطسينية:
"بعض الناس يحبون اليهود وبعضهم لا, ولكن لا يوجد شخص عاقل لدية شك فى حقيقة أنهم بدون أدنى شك أكثر شعوب العالم صعوبة و تميزا.
وربما كان نفس هذا الشعب المذهل يقوم حاليا على إنشاء نظام جديد من الأخلاق والفلسفة, نظام بقدر من الخبث مساو لنفس القدر الذى كانت بة المسيحية خيرا, والذى إذا انتشر ولم يتم إيقافة فإنة سوف يحطم بلا رجعة كل ما جعلتة المسيحية ممكنا. ويبدو أنة قد قُدِّر لإنجيل المسيح وإنجيل عدو المسيح أن يَصدرا فى نفس الشعب, وأن هذا الشعب الغامض السرى قد اختارتة الظواهر العليا سواء كانت إلاهية أو شيطانية." (وينستون تشرتشل, Illustrated Sunday Herald, 8 فبراير, 1920, صفحة 5).
كان اليهود الصهاينة قد كسبوا بالفعل الدعم البريطانى المتضمن فى وعد بلفور عام 1917 والقاضى بإنشاء دولة لليهود فى الأرض المقدسة الواقعة تحت الحكم العثمانى. ومن الواضح أن ما قام بة اليهود الروس عام 1917 (الثورة الروسية) كان لمنع الروس القيصريين المسيحيين (الروم فى القرآن) من أن يسيطروا على المدينة ذات الموقع الاستراتيجى التى تتحكم فى مضيق البوسفور. فقد علموا أن التهديد الأكبر على الإطلاق لدولة اسرائيل المستقبلية سيأتى من روسيا المسيحية, وأن القوات البحرية الروسية لا تستطيع أن تصل للبحر المتوسط إلا عن طريق مضيق البوسفور. ولذلك فقد أدركوا أن أمن الدولة اليهودية المقامة على أرض فلسطين كان يعتمد على منع سيطرة روسيا على مدينة القسطنطينية.
تحذير من ألبرت آينشتاين:
أحد أشهر اليهود فى العصر الحديث, ألبرت آينشتاين, هو الآخر أنكر واشمأز من السياسات التى يتبعها اليهود الصهاينة. هاهو مقتطف من نص رسالتة (المنشورة 28 عاما بعد مقال وينستون تشرتشل) فى النيويورك تايمز (الرابع من ديسمبر عام 1948) التى اعترض فيها على زيارة مناحم بيجن (الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء اسرائيل) للولايات المتحدة الأمريكية, وحذر من النية الصهيونية لإنشاء "دولة قائدة" فى الأرض المقدسة:
" ... التناقض بين المطالبات الجريئة التى يقوم بها بيجن وحزبة, وبين سجل تصرفاتهم السابقة فى فلسطين يحمل معنى أن هذا ليس حزبا سياسيا عاديا. إنة الطابع الذى لا يُخطأ للحزب الشمولى الفاشى الذى يستخدم الإرهاب (ضد اليهود والعرب والبريطانيين بنفس الدرجة) والتحريف كوسائل, والدولة القائدة هى الهدف."
(يمكن للقارىء أن يلاحظ أن ما كان آينشتاين يشير إلية هنا بكلمة "دولة قائدة" هو نفسة ما أشرنا إلية بكلمة "دولة حاكمة").
الخاتمة:
هذا المقال استخدم القرآن ليفسر حقيقة عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بعد 2000 عام من النفى والشتات. وهذا التفسير يتواجد جزئيا فى ظهور التحالف الغامض بين اليهود والمسيحيين الأوروبيين الذى قام بتحرير الأرض المقدسة من أجل اليهود ثم أعاد اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم ثم اعادوا انشاء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة ثم غذوها وحموها حتى أن دولة اسرائيل تستعد الآن لتحكم العالم كلة.
القرآن يحرم على المسلمين اقامة أى علاقات ودية أو تحالفات مع أى تحالف يهودى مسيحى – وبذلك فإن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل عام 1979 غير شرعية.