المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفة و الإستعفاف


راجية الفردوس
2009-04-10, 20:24
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/bar1.gif
http://www.althkra.net/pic/ep/basmla.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أ ‌- خطر فتنة النساء
لقد أشار القرآن الكريم إلى خطر الفتنة بالمرأة ، وقدم شهوة النساء على بقية الشهوات فقال عز وجل :
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ
ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )(آل عمران14)
وبين النبى صلى الله عليه وسلم خطر فتنة النساء قبل أربعة عشر قرناً من الزمان فقال :
( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فان أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء )
رواه مسلم


وقال صلى الله عليه وسلم : (ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذى وصححه الألبانى


ولما كانت فتنة النساء من أشد الفتن ، وشهوة النساء أقوى الشهوات ، كان علاج القرآن لهذه الفتنة من أبدع العلاجات ، وتقويم شهوة
النساء وضبطها من أحكم التدابير ، فالإسلام يسد كل الذرائع ويغلق كل الأبواب التى يمكن أن يدخل منها الشر على المسلم فيقع فى الفاحشة ،
أو يفتتن بالمرأة ، فقد حرم الشرع الزنا ، وسد كل الطرق الموصلة اليه .


فحرم النظر إلى الأجنبية ، والخلوة بها ، والدخول عليها ، ومصافحتها ، وألزم المرأة بالحجاب الشرعى ، ومنعها من أن تخرج متطيبة متعطرة ،
ومنعها من الخضوع بالقول ، فجعل بين المؤمن وبين الفاحشة أسواراً عظيمة وأبواباً منيعة
فإذا التزم المسلم بشرع الله عز وجل ووقف عند حدوده فهو فى حصن حصين ومنزل أمين
ومتى تهاون فى حدود الله عز وجل ، تهاوت تلك الحصون ، ودخل عليه الشر .


***************** (http://www.up-images.com/uploads/images/images-7fd215b2d1.gif)


ب‌- معـنى العفة والإستعفاف
قال ابن منظور : العفة : الكف عما يحل ويجمل
عف عن المحارم والأطماع الدنية (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا) النور33
فسره ثعلب فقال : ليضبط نفسه بمثل الصوم فإنه وجاء
وفى الحديث : ( ومن يستعفف يعفه الله ) رواه البخارى
الإستعفاف : طلب العفاف ، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس ، أى من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها
وقيل : الاستعفاف : الصبر والنزاهة عن الشئ .
والعفة خلق إيمانى رفيع زينة للرجل المسلم والمرأة المسلمة فى الدنيا والآخرة ، يحفظان به إيمانهما ، ويضمنان به استقامتهما ،
ويستجلبان به رضى ربهما ، ويعتصمان به من معاصيه وسخطه ويحفظان به شبابهما وصحتهما
وقال ابن القيم رحمه الله :
إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر ، لكنها لذة يتقدمها ألم حبس النفس ، ثم تعقبها اللذة، أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك .


******************* (http://www.up-images.com/uploads/images/images-7fd215b2d1.gif)


ج- فضل العفة والاستعفاف
قال تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور 33

قال الزمخشرى :
(وَلْيَسْتَعْفِفِ) وليجتهد فى العفة وظلف النفس
وحمل النفس وعزفها عن الطموح إلى الشهوة عند العجز عن النكاح إلى أن يرزق القدرة عليه .

وقال ابن عطية :
طلب أن يكون عفيفاً ، والأمر بالاستعفاف على كل من تعذر عليه النكاح بأى وجه تعذر ( المحرر الوجيز ) .
وقال تعالى : ( وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور 60

قال القاسمى :
لأنه أبلغ فى الحياء ، وأبعد عن التهمة والمظنة .
وقال تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ
مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ) النور 30-31
فغض البصر استعفاف ، لأن غضه وسيلة إلى حفظ الفرج والعفة فالعين رائد القلب كما قال بعضهم :
ألم تر أن العين للقلب رائد فما تألف العينان فالقلب آلف

فإطلاق البصر ذريعة للوقوع فى الفاحشة لذا أمر الله عز وجل بغضه من باب تحريم الوسائل إلى المحرم ،

وما حرم سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة ، فأباح الشرع للخاطب أن ينظر إلى من أراد أن يخطبها كما قال النبى صلى الله عليه وسلم :
( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) رواه الترمذى وصححه الألبانى
وقد نفر النبى صلى الله عليه وسلم من إطلاق البصر وسمى إطلاقه زنا العينين

فقال صلى الله عليه وسلم : ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ،
واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ) متفق عليه

وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال : ( اصرف بصرك ) رواه مسلم

قال النووى :
ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه فى أول ذلك ، ويجب عليه أن يصرف بصره فى الحال ،
فإن استدام النظر أثم لهذا الحديث


وقد ذكر العلماء لغض البصر فوائد :
منها .. أنه امتثال لأمر الله تعالى ، وما سعد من سعد إلا بامتثال أوامره ، وما شقى من شقى إلا بتضييع أوامره .
ومنها .. أنه يورث القلب أنساً بالله عز وجل ، وجمعية عليه ، وإطلاقه يشتت القلب ويبعده عن الله عز وجل .
ومنها .. أنه يقوى القلب ويفرحه ، وإطلاقه يضعف القلب ويحزنه .
ومنها .. أنه يكسب القلب نوراً وإشراقاً ، وإذا استنار القلب أقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب ، ولذا ذكر الله عز وجل بعد قوله :
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور30
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ) النور35
أى مثل نوره فى قلب عبده المؤمن الذى امتثل أوامره واجتنب نواهيه .
ومنها .. أنه يفتح للعبد باب العلم ، ويسهل عليه أسبابه ، فإذا استنار القلب ظهرت فيه حقائق الأشياء وطبعت صور المعلومات .
ومنها .. أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب ، وإطلاق البصر يسمح بدخول الشيطان إلى القلب فيزين صورة المنظور إليه ، ويجعله صنماً يعكف
عليه القلب ، ويلقى على القلب حطب المعاصى ، ويوقد نار الشهوة .
ومنها .. أنه يفرغ القلب للتفكر والعبادة ، وإطلاقه يوقع فى الغفلة وإتباع الهوى وقد قال الله تعالى : ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) الكهف28
ومنها .. أن الناظر يرمى بسهام غرضها قلبه كما قال بعضهم :
يارامياً بسهام اللحظ مجتهداً أنت القتيل بما ترمى فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له طوقـــه إنه يأتيك بالعطب
ومنها .. أن غض البصر يسبب إطلاق نور البصيرة ، ويورث العبد الفراسة
كما قال شاه بن شجاع الكرمانى :
من عمر ظاهره بإتباع السنة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد الحلال لا تخطئ فراسته ،
وكان شاه هذا لا تخطئ له فراسة .
ومنها .. أن غض البصر أمان من الوقوع فى أسر الشهوة ، ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه ، وسامه سوء العذاب .
ومنها .. أن غض البصر أمان من الوقوع فى سكرة العشق ، فالنظرة كأس من خمر ، والعشق هو سكرة ذلك الخمر ، وسكران العشق قلما يفيق إلا وهو فى عسكر الأموات نادماً بين الخاسرين .



ومن الآيات التى تحض على العفة وتمدح أهلها
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) } المؤمنون1-7
وكذا قوله عز وجل : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) } المعارج 29-30

وكذا الآيات الكريمات التى تحض على الحجاب ، فإنها تحض على العفة والطهارة ، وزكاة النفس وزكاة المجتمع
كقوله تعالى : { ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } الأحزاب53
وقوله عز وجل :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ } الأحزاب59


وكذا الآيات التى تحض على الزواج
كقوله تعالى : { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ } النور32
فإن الزواج كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( أغض للبصر وأحصن للفرج ) متفق عليه
والشرع كله طهارة وعفة وصيانة للقلب والجوارح ، ومن سلم نفسه للشرع المتين تولى الشرع تطهيره وتنظيفه وحمايته ورعايته .
ولم يقل الله عز وجل : لا تزنوا ولكن قال { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا } ويجب على المسلم الملتزم ألا يبتعد عن الفاحشة الكبرى
وحدها ولكن يبتعد عن كل سبب يقرب إلى الفاحشة ، أو يجعل المؤمن عرضة للوقوع فى الكبائر التى توجب سخط الله عز وجل وعقوبته .
ومن هؤلاء السبعة الذين يسعدون بظل الرحمن يوم القيامة والناس فى حر الموقف ، وقد اقتربت الشمس من رؤوس العباد فكانت على قدر ميل أو
ميلين : ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنى أخاف الله ) فى الحديث الذى رواه البخارى عن أبى هريرة .


وقال النووى :
وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها ، وهى جامعة للمنصب والجمال ، لاسيما وهى داعية إلى نفسها طالبة لذلك ،
قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها ، فالصبـــر عنها لخوف الله تعالى .
وكما فى الحديث الطويل الذى أخرجه البخارى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه حديث الثلاثة والصخرة


قال الألبانى رحمه الله :
وتوسل الثانى بعفته من الزنا بابنه عمه التى أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء بعدما قدر عليها ، واستسلمت له مكرهة بسبب الجوع والحاجة ،
ولكنها ذكرته بالله عز وجل فتــذكر قلبه ، وخشعت جوارحه ، وتركها والمال الذى أعطاها .
وشبيه بهذه القصة قصة الكفل التى رواها الترمذى فى جامعه .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة حق على الله عونهم : الناكح الذى يريد العفاف ، ....)
رواه أحمد وحسنه الألبانى .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من يضمن لى ما بين رجليه وما بين لحييه أضمن له الجنة ) رواه البخارى
لاشك فى أن كل مسلم يجب أن يتحلى بالفضائل ، ويتخلى عن القصور والرذائل ، فالمؤمن إذا رغب فى الخير رغب ، وإذا خوف من الشر هرب ،
ولا خير فيمن إذا زجر لا ينزجر وإذا أمر لا يأتمر .

****************** (http://www.up-images.com/uploads/images/images-7fd215b2d1.gif)


د - ثمرات العفة والاستعفاف
لكل خلق فاضل ثمرات وفواضل ، وهذه الثمرات ليست قاصرة على ثواب الآخرة ، فإن الله عز وجل قد شرع لنا الشرائع
من أجل أن نسعد فى الدنيا والآخرة ،
قال تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) طه123
فتكفل الله عز وجل لمن اتبع هداه بالهداية والرشاد ، والبعد عن الضنك والشقاء .


فمن ثمرات العفة والاستعفاف
النجاة من عقوبات المعاصى فللمعاصى عقوبات دنيوية كالوحشة فى القلب ، وحرمان نور العلم ، وحرمان الرزق ، وذهاب الغيرة والحياء ،
والذل ، وضيق الصدر ، وظلمة القبر ، وحرمان الطاعة ، ونسيان العبد لنفسه ، والتعرض للعنة من الله عز وجل ولعنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وزوال الأمن والأمان ، ومحق البركة والعقوبات الشرعية وغير ذلك كثيـــر .
أما عقوبة الآخرة فقد قال الله تعالى : {وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} الفرقان68-69 .

ومن ثمراتها :
الفوز بثمرات التقوى العاجلة والآجلة ، فلا شك أن العفة من تقوى الله عز وجل ، وقد وعد الله عز وجل المتقين ثمرات طيبة ،
فمن الثمرات العاجلة : المخرج من كل ضيق ، والرزق من حيث لا يحتسب ، والسهولة واليسر فى كل أمر ، وتيسير تعلم العلم النافع ،
وإطلاق نور البصيرة ، ومحبة الله عز وجل ، ومحبة ملائكته والقبول فى الأرض ، ونصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده ، والبركات من
السماء والأرض ، والحفظ من كيد الأعداء ومكرهم ، وقبول الأعمال والنجاة من عذاب الدنيا ، وما يجعله الله عز وجل لهم من الهيبة
والشرف والمعرفة .
ومن الثمرات الآجلة : تكفير السيئات وعز الفوقية فوق الخلق يوم القيامة ، وميراث الجنة ، والفوز بأعلى الدرجات ، والسعادة بالصحبة
والمحبة مع أحبابهم فى الله وهم يساقون إلى الجنة زمراً .

ومن ثمراتها :
طهارة الفرد ونقاء المجتمع فالعفيف يحيا حياة اجتماعية مستقرة ، يتمتع بالسمعة الطيبة والذكر الحسن ، ويهنأ بنفسية مطمئنة بأنس الطاعة ،
وبهجة القرب من الله ، ولذة العبادة وحلاوة الإيمان ، يسعد ويسعد مجتمعه بأخلاقه الفاضلة ، بحيائه وعفافه ، وحشمته وتقواه ، وستره ، وصبره .

ومن ثمراتها :
النجاة من الإصابة بالأمراض الخبيثة التى تلاحق أصحاب الشهوات والنزوات .

ومن ثمراتها :
التدرب على مخالفة الهوى ، والله عز وجل لم يجعل للجنة طريقاً إلا مخالفة الهوى فقال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ
(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} النازعات40-41

ومن ثمراتها :
التدرب على قوة الإرادة والعزيمة على فعل الطاعات وترك المعاصى ، فمن استطاع مخالفة هوى نفسه ، تقوى إرادته فى سائر الطاعات ،
وكذا يقوى على قهر نفسه وكفها عن سائر المعاصى
كما قال تعالى : ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) الإسراء19

ومن ثمراتها :
أن يطمئن المؤمن على إيمانه وإخلاصه لله عز وجل ، قال تعالى : (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يوسف24

ومن ثمراتها :
أنها برهان على الصبر ، بل هى من الصبر ، فالصبر ثلاثة : صبر على الطاعات حتى يؤديها ، وصبر على المعاصى حتى لا يقع فيها ،
وصبر على الأقدار حتى لا يتسخطها ،
وقد قال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر10 ،
وقال تعالى : (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) الإنسان12
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطى أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )

ومن ثمراتها :
أن يصون العبد عرضه ، من حافظ على أعراض الناس حفظ الله عرضه ، ومن عبث بأعراض الناس عبث الناس بعرضه ، الجزاء من جنس العمل ،
وقد قيل : من كان يحرص على عرضه فليحرص على أعراض الناس ، وكل دين لابد له من وفاء ، ودين الأعراض وفاؤه بالأعراض ،
والمرء يهتك عرضه حين يهتك أعراض الناس .

ومن ثمراتها :
أن يجعل الله للعبد الذى خالف هواه وأطاع مولاه من الضيق مخرجاً كما فى حديث الثلاثة والصخرة ، وأن يستظل العبد العفيف بظل عرش الرحمن
يوم القيامة ، فمن استظل بتقوى الله ومخافته فى الدنيا ، استظل بظل عرشه يوم القيامة .

تم بحمد الله
مختصر من كتاب
( مواقف إيمانية )
د / أحمـــد فريـــد
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/bar1.gif

مارس
2009-04-10, 20:30
http://up.7cc.com/upfiles/40j01103.gif

حمادة المصرى
2009-04-10, 21:22
بارك الله فيك اختى الكريمه وشكرا على هذا المجهود الرائع
ويارب اجمعنا جميعا فى جنه الفردوس

حمـ 0418 ــزة
2009-04-10, 21:51
مشكورة على الموضوع

طارق القبطان
2009-04-10, 22:06
بارك الله فيك على الموضوع
أنا أحافظ على أخواتي وأهلي بعفتي
عفوا تعف نساءكم