~عبق الجنة ~
2013-02-15, 10:43
اليك ،
خصائص الخطابة في صدر الاسلام
1. شيوع الطابع الديني , واستعانة الخطباء المسلمين بالفاظ القران الكريم وروحه حتى كانوا يعدون خلو الخطبة من القران الكريم ينزل بها عن الاجادة ويقلل من قيمتها .
قال عمر بن الخطاب : خطبة عند زياد, ظننت انه لم اقصر فيها عن غاية ولم ادع لطاعن علة , فمررت بعض المجالس فسمعت شيخا يقول " هذا الفتى اخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القران " . وتعرف الخطبة الخالية من القران (الشوهاء ) وربما جعل الخطباء خطبته كلها قرانا , كما فعل مصعب بن الزبير حين قدم الى العراق .
2. التخفف من السجع الذي كان يثقل خطب ماقبل الاسلام , ولاسيما سجع الكهان الذي يدعو الى ضرب من معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل بالفاظ غريبة غامضة ذات جرس وايحاء . وقد نهى الرسول (ص) عنه , ومع ذلك لم تخل بعض خطب هذا العصر من السجع , وهي التي كانت تلقى امام الخلفاء ,, وروى ابو هلال العسكري ان السجع الممقوت هو المتكلف وان الكراهية وقعت على السجع المماثل لسجع الكهان فحسب لا على السجع مطلقا .
3. وحدة الفكر والموضوع التي تفتقر اليها خطب ما قبل الاسلام .
4. اختفاء المفاخرات والمنافرات القديمة التي حاول الاسلام امالتها بالدعوة الى الوحدة .الايجاز مع البلاغة , فقد امر الرسول (ص) بتقصير خطب الجمعة واوصى ابو بكر احد قادته : اذا وعظت جندك فاوجز , فان كثير الكلام ينسى بعضه بعضا " يد اننا لانعدم من وجود خطب طويلة ولاسيما الخطب السياسية , فطول الخطبة او قصرها يتبع مقتضى المقام .
5. السلاسة والوضوح مع الجزالة والفصاحة للالفاظ .
6. يميل الخطباء الى ايراد الحكم وضرب الامثال والتمثيل بالشعر , ويجروه مع الطبع والفطرة ويكرهون التكلف وتزويق الكلام , الا ما اتى منه في حفو الخاطر .
7. قصر الفقرات وتناسق الفواصل .
8. اما هيكلها فيبدا عادة بحمد الله وتمجيده فالصلاة على الرسول , وقل ان نجد خطبة تخلو من هذه المقدمة , حتى سميت الخطبة التي تخلو من هذه المقدمة بالبتراء , وتقترن بكلمة (اما بعد ) ثم ينتقل الخطيب الى موضوع الخطبة , ويختمها بالسلام .
اما بقي للخطابة من سماتها القديمة فهو القيام على نشز من الارض ذلك للاشراف على السامعين , وكان الخطيب اذا قام على شيء في يده كسيف او قوس او عصا , وقد يجمع بين السيف والقوس في يساره والعصا في يمينه , وكانوا يحرصون على اعتجاز العمامة والاشتمال بالرداء واصابة الاشارة وحسن السمت وجهارة الصوت وتمام الوقار وكل ما يدعو الى التاثير في نفوس السامعين .
انواع الخطابة في صدر الاسلام :
1. خطب الجهاد والحض على القتال .
2. خطب الاملاك (النكاح ) .
3. الخطب الدينية .
4. الخطب السياسية .
هذه خطبه لعلى بن ابي طالب كرم الله وجهه فيها 700 كلمه بدون حرف الالف
جلس جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يتذاكرون فتذاكروا الحروف الهجائية
وأجمعوا على أن حرف الألف هو أكثر دخولا في الكلام فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه و ارتجل هذه الخطبة الخالية من الألف وهي تتكون من
كلمة 700
أو 2745 حرفا ما عدا ما ذكره فيها من القران
حمدت وعظمت من عظمت منته
وسبغت نعمته
وسبقت غضبه رحمته
وتمت كلمته
ونفذت مشيئته , وبلغت قضيته . حمدته حمد مقر بتوحيده , ومؤمن من ربه مغفرة تنجيه , يوم يشغل عن فصيلته وبنيه . ونستعينه ونسترشده ونشهد به , ونؤمن به , ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن , وتفريد ممتن , ونوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير , وعون ومعين ونظير , علم فستر , ونظر فجبر , وملك فقهر , وعصي فغفر, وحكم فعدل , لم يزل ولم يزول , ليس كمثله شئ , وهو قبل كل شئ , وبعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن بقوته , متقدس بعلوه , متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر , قوي منيع , رؤوف رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته من يعرفه , قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه , ويرزقه ويحبوه , ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه , وعقوبته موجعة , رحمته جنة عريضة
مونقة , وعقوبته جحيم ممدودة موثقة . وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله , وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه , وتقربه وتدنيه , بعثه في خير عصر , وحين فترة كفر, رحمة لعبيده , ومنة لمزيده , ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ ونصح , وبلغ وكدح رؤوف بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم , وبركة وتكريم , من رب رؤوف رحيم , قريب مجيب . موصيكم جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم بسنة نبيكم , فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ,وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم , قبل يوم تذهلكم وتبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , وخف وزن سيئته , وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع , وشكر وخشوع , وتوبة ونزوع , وندم ورجوع , وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه , وشبيبته قبل هرمه فكبره ومرضه , وسعته وفرغته قبل شغله وثروته قبل فقره , وحضره قبل سفره , من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه , وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , وقبل وجوده في نزع شديد , وحضور كل قريب وبعيد , وقلب شخوص بصره , وطموح نظره , ورشح جبينه , وخطف عرينه , وسكون حنينه , وحديث نفسه , وحفر رمسه
وبكي عرسه , ويتم منه ولده , وتفرق عنه عدوه وصديقه , وقسم جمعه , وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد , ووجه وجرد , وعري وغسل , وجفف وسجى , وبسط له وهيئ , ونشر عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع وسلم عليه , وحمل فوق سريره وصلي عليه , ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة , وحجر متحدة فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود , بلبن منضود , مسعف بجلمود , وهيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , وتخفق صدره , ونسي خبره , ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه , وتبدل به قريبه وحبيبه , فهو حشو قبر , ورهين قفر , يسعى في جسمه دود قبره , ويسيل صديده على صدره ونحره , يسحق تربه لحمه , وينشف دمه ويرم عظمه , حتى يوم محشرة ونشره , فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم بعزه قبور , وتحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , وشهيد ونطيق , وقعد للفصل قدير بعبده خبير بصير , فكم من زفرة تعنيه , وحسرة تقصيه في موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة وكبيرة عليم , حينئذ يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة , وحجته غير مقبولة , تنشر صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله , وشهدت
عينه بنظره , ويده ببطشه , ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده بمسه , وشهد منكر ونكير , وكشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده , وسيق وسحب وحده , فورد جهنم بكرب وشده , فظل يعذب في جحيم ويسقى شربة من حميم , يشوى وجهه , ويسلخ جلده , ويضربه زبينه بمقمعة من حديد , يعود جلده بعد نضجه وهو جلد جديد , يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم , ويستصرخ فلم يجده ندم ة, ولم ينفعه حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير , ونطلب منه عفو من رضي عنه , ومغفرة من قبل منه , فهو ولي سؤلي ومنجح طلبتي , فمن زحزح عن تعذيب ربه , جعل في جنة قربه , خلد في قصور مشيده , وملك حور عين وعده , وطيف عليه بكؤوس , وسكن في جنة فردوس , وتقلب في نعيم , وسقي من تسنيم , وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل , ختم بمسك , مستديم للملك , مستشعر بسرور , يشرب من خمور , في روض مغدق , ليس يبرق , فهذه منزلة من خشي ربه , وحذر ذنبه ونفسه , قوله قول فصل , وحكمه حكم عدل قص قصص , ووعظ نص , بتنزيل من حكيم حميد , نزل به روح قدس متين , مبين من عند رب كريم , على نبي مهدي رحمة للمؤمنين , وسيد حلت عليه سفره ,مكرمون برره , وعذت برب عليم حكيم
قدير رحيم , من شر عدو ولعين رجيم , يتضرع متضرع كل منكم , ويبتهل مبتهلكم , ويستغفر رب كل مذنوب لي ولكم
(تمت) والله أعلم
ثم قرأ بعدها قوله تعالى (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ))