ابودحمان
2009-04-08, 20:16
الشاعر محمد بيطار ابن العربي
الشاعر محمد بيطار هو ابن السيد العربي ابن النعيمي الملقب مداح الرسول ولد في حدود سنة 1884 بقرية بريزينة تربى على يد والده تربية دينية.
تزوج محمد بيطار و هو في سن السادسة عشر من عمره مع ابنة عمه و قد ماتت في ليلة عرسها و لم يعرف السبب.
انتقل والده بعد ذلك إلى منطقة متليلي و كان محمد بيطار مولعا بالشعر منذ صغره و بدأ نظم الشعر وهو في سن العشرين وقد أبدع في وصف الخيل و فرسان العرب المسلمين الفاتحين لشمال إفريقيا غير انه لم يكمل مسيرته في نظم الشعر الملتزم ومال إلى نظم الغزل و انغمس في المجون.
كان أبوه متحصرا على ما آل إليه حال ابنه و فلذة كبده و حاول جاهدا ليقدم له يد العون والموعضة لعله يعود إلى جادة الطريق غير أن محمد بيطار لم يتعض و استمر في طريق الذي ابتلي به و بغض النظر عن أخلاقياته فلقد كان شاعرا عملاقا و ترك شلالا من الشعر.
و يقال انه في يوم من الأيام كان جالسا مع أبيه يستمع إليه وهو يعضه و يحثه على العدول عن مخالطة مجالس السوء و ارتكاب المحرمات و سي محمد بيطار مطأطئا رأسه و عندما انتهى والده من الكلام رفع سي محمد بيطار نظره إلى والده ثم حط بصره ثانية ورد علية ببيتين من الشعر قال فيههم
أولها مكتوب و ثانيها قدرة **** و ثالثها تبعت نفسي للوسواس
و رابعها اداني الحب على العطرة ****و خامسها خطيت وطني و عشرت الناس
عاد والده سي العربي ابن النعيمي من متليلي إلى قرية بريزينة في حين غادر سي محمد بيطار متليلي قاصدا مدينة غرداية و هناك التقى بالشاعر الكبير عبدا لله بن كريو و الذي كان منفيا هناك من قبل الإدارة الفرنسية و كان للرجلين قواسم مشتركة من حيث نظم الشعر و الميل لحياة المجون و توطدت بينهما علاقة صداقة و محبة.
و في حدود سنة 1910 انتقل الشاعر محمد بيطار إلى مدينة ورقلة أين كان عمه سي المعراج بن النعيمي يشغل منصب قايد واستمر في هذه المدينة يعيش على وقع مجالس المجون و قد أساء كثيرا لسمعة عمه ومكانته فضاق منه ضرعا كما أن الإدارة الفرنسية لم تحتمل طيشه و تصرفاته اللاخلاقية و حتمت عليه الخروج من مدينة ورقلة.
في حدود سنة (1914) غادر محمد بيطار مدينة ورقلة و رجع إلى موطنه الأصلي و مسقط رأسه قرية بريزينة حيث تقيم عائلته و هناك التقى من جديد بصديقه الشاعر عبد لله بن كريو الذي كان شبه منفي في قرية بريزينة من قبل الإدارة الفرنسية بسبب ما أثارته قصائده الغزلية بين قبائل مدينة الاغواط , و قد كان عبد لله بن كريو مقيما عند أخته أم الخير التي كانت متزوجة من احد وجهاء و أعيان قرية بريزينة و هو الحاج ابن الرقاب.
بقي سي محمد بيطار مع صديقه و نديمه عبدا لله ابن كريو فترة قصيرة في قرية بريزينة لم يطب المقام لهما لان ظروف الحياة فيها لم تكن تتجاوب مع متطلبات نمط حياة الرجلين ولم يلبثا أن غادراها إلى مدينة البيض وهناك التقيا مع سي العربي بن الدين و الذي كان يقاسمهما نفس الطبع و التصرفات فوافق كل منهم الأخر.
و بعد فترة من الزمن سمحت الإدارة الفرنسية للشاعر عبدا لله بن كريو بالعودة إلى مدينة الاغواط فودع سي محمد بيطار صديقه الحميم الشاعر عبدا لله بن كريو و عاد هو أيضا إلى قرية بريزينة وفي سنة 1918 سقط سي محمد بيطار مريضا و في أثناء مرضه زاره احد رفقائه فلما نظر إليه سي محمد بيطار دمعت عيناه باكيا.
- فقال له صاحبه * لما تبكي يا سي بيطار أتخاف من الموت.
- فقال سي بيطار * لست خائفا من الموت و لكنني خائف من لقاء الله لقد أمضيت كل حياتي في المعاصي فكيف ألقى الله.
- فقال له صاحبه * لا تنسى انك ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ و لعلهما سيشفعان فيك.
- فقال له سي بيطار هذا الذي يبكيني وما كان لي أن أكون كما كنت و أنا ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ ويضيف صاحبه حيث بقول رأيت سي بيطار يضع عمامته فوق عينيه ولم البث أن مددت يدي إليه فإذا به قد مات (1) , وقد دفن سي بيطار بجوار قبر أبيه سي العربي بن النعيمي وقد بنيت على قبريهما قبة بسيطة تعرف بقبة سيد العربي و هي موجودة بين قصر خلاف و بريزينة.
بعض الابيات من قصيدة في مدح رجال و خيول الفاتحين لشمال إفريقيا.
يالفارس نحكي لك واش صار **** وواش داروا في السابق جيش عقبه
جاوا من يثرب للغرب خطار **** عدد جيشه ستين ألف رقبــة
جاوا مخزوم و هاشم واقش نظار ****ميرهم عبد الله و معاه سربة
على احمر ما هوش كيدار **** و ركبة الزايخ فاتت كل ركبة
إذا بهز في جريه ما هوش عثار ****وإذا برم كالممو عند القلبة
راكبه عبد الله ما هوش حبار **** و يطعن العقد منيـن يدير كبة
منـاد و شجيع و بطل دبار **** و الجود ما يبخل من قصده بطلبـة
منـاد خاله خالد و العم حيدار **** ما كانش الي كيفه مرفوع نسبـة
منـاد في تنقار القدحان صبار ****ما يهيـب الخنجر و لا الحربة
منـاد شجيع بطل و صبار **** مخطوط في الواقدي ماهي شي كـذبة
بعض الابيات من قصيدة في الرثاء
يا ما تـدي يا تراب من الزينين **** يا دراق وجوه الأحباب خسارة
يا فراق الي زمان كانوا مجموعين ****بعد تطيب دور عنهـم بمرارة
و الرحمة يا غايتي ملاك حزيـن *** نعياو مجموعين في ذيـك الحارة
نابيت الراقدة تحت اللحدين **** قلت لها ذا العاهد و المارة
الشاعر محمد بيطار هو ابن السيد العربي ابن النعيمي الملقب مداح الرسول ولد في حدود سنة 1884 بقرية بريزينة تربى على يد والده تربية دينية.
تزوج محمد بيطار و هو في سن السادسة عشر من عمره مع ابنة عمه و قد ماتت في ليلة عرسها و لم يعرف السبب.
انتقل والده بعد ذلك إلى منطقة متليلي و كان محمد بيطار مولعا بالشعر منذ صغره و بدأ نظم الشعر وهو في سن العشرين وقد أبدع في وصف الخيل و فرسان العرب المسلمين الفاتحين لشمال إفريقيا غير انه لم يكمل مسيرته في نظم الشعر الملتزم ومال إلى نظم الغزل و انغمس في المجون.
كان أبوه متحصرا على ما آل إليه حال ابنه و فلذة كبده و حاول جاهدا ليقدم له يد العون والموعضة لعله يعود إلى جادة الطريق غير أن محمد بيطار لم يتعض و استمر في طريق الذي ابتلي به و بغض النظر عن أخلاقياته فلقد كان شاعرا عملاقا و ترك شلالا من الشعر.
و يقال انه في يوم من الأيام كان جالسا مع أبيه يستمع إليه وهو يعضه و يحثه على العدول عن مخالطة مجالس السوء و ارتكاب المحرمات و سي محمد بيطار مطأطئا رأسه و عندما انتهى والده من الكلام رفع سي محمد بيطار نظره إلى والده ثم حط بصره ثانية ورد علية ببيتين من الشعر قال فيههم
أولها مكتوب و ثانيها قدرة **** و ثالثها تبعت نفسي للوسواس
و رابعها اداني الحب على العطرة ****و خامسها خطيت وطني و عشرت الناس
عاد والده سي العربي ابن النعيمي من متليلي إلى قرية بريزينة في حين غادر سي محمد بيطار متليلي قاصدا مدينة غرداية و هناك التقى بالشاعر الكبير عبدا لله بن كريو و الذي كان منفيا هناك من قبل الإدارة الفرنسية و كان للرجلين قواسم مشتركة من حيث نظم الشعر و الميل لحياة المجون و توطدت بينهما علاقة صداقة و محبة.
و في حدود سنة 1910 انتقل الشاعر محمد بيطار إلى مدينة ورقلة أين كان عمه سي المعراج بن النعيمي يشغل منصب قايد واستمر في هذه المدينة يعيش على وقع مجالس المجون و قد أساء كثيرا لسمعة عمه ومكانته فضاق منه ضرعا كما أن الإدارة الفرنسية لم تحتمل طيشه و تصرفاته اللاخلاقية و حتمت عليه الخروج من مدينة ورقلة.
في حدود سنة (1914) غادر محمد بيطار مدينة ورقلة و رجع إلى موطنه الأصلي و مسقط رأسه قرية بريزينة حيث تقيم عائلته و هناك التقى من جديد بصديقه الشاعر عبد لله بن كريو الذي كان شبه منفي في قرية بريزينة من قبل الإدارة الفرنسية بسبب ما أثارته قصائده الغزلية بين قبائل مدينة الاغواط , و قد كان عبد لله بن كريو مقيما عند أخته أم الخير التي كانت متزوجة من احد وجهاء و أعيان قرية بريزينة و هو الحاج ابن الرقاب.
بقي سي محمد بيطار مع صديقه و نديمه عبدا لله ابن كريو فترة قصيرة في قرية بريزينة لم يطب المقام لهما لان ظروف الحياة فيها لم تكن تتجاوب مع متطلبات نمط حياة الرجلين ولم يلبثا أن غادراها إلى مدينة البيض وهناك التقيا مع سي العربي بن الدين و الذي كان يقاسمهما نفس الطبع و التصرفات فوافق كل منهم الأخر.
و بعد فترة من الزمن سمحت الإدارة الفرنسية للشاعر عبدا لله بن كريو بالعودة إلى مدينة الاغواط فودع سي محمد بيطار صديقه الحميم الشاعر عبدا لله بن كريو و عاد هو أيضا إلى قرية بريزينة وفي سنة 1918 سقط سي محمد بيطار مريضا و في أثناء مرضه زاره احد رفقائه فلما نظر إليه سي محمد بيطار دمعت عيناه باكيا.
- فقال له صاحبه * لما تبكي يا سي بيطار أتخاف من الموت.
- فقال سي بيطار * لست خائفا من الموت و لكنني خائف من لقاء الله لقد أمضيت كل حياتي في المعاصي فكيف ألقى الله.
- فقال له صاحبه * لا تنسى انك ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ و لعلهما سيشفعان فيك.
- فقال له سي بيطار هذا الذي يبكيني وما كان لي أن أكون كما كنت و أنا ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ ويضيف صاحبه حيث بقول رأيت سي بيطار يضع عمامته فوق عينيه ولم البث أن مددت يدي إليه فإذا به قد مات (1) , وقد دفن سي بيطار بجوار قبر أبيه سي العربي بن النعيمي وقد بنيت على قبريهما قبة بسيطة تعرف بقبة سيد العربي و هي موجودة بين قصر خلاف و بريزينة.
بعض الابيات من قصيدة في مدح رجال و خيول الفاتحين لشمال إفريقيا.
يالفارس نحكي لك واش صار **** وواش داروا في السابق جيش عقبه
جاوا من يثرب للغرب خطار **** عدد جيشه ستين ألف رقبــة
جاوا مخزوم و هاشم واقش نظار ****ميرهم عبد الله و معاه سربة
على احمر ما هوش كيدار **** و ركبة الزايخ فاتت كل ركبة
إذا بهز في جريه ما هوش عثار ****وإذا برم كالممو عند القلبة
راكبه عبد الله ما هوش حبار **** و يطعن العقد منيـن يدير كبة
منـاد و شجيع و بطل دبار **** و الجود ما يبخل من قصده بطلبـة
منـاد خاله خالد و العم حيدار **** ما كانش الي كيفه مرفوع نسبـة
منـاد في تنقار القدحان صبار ****ما يهيـب الخنجر و لا الحربة
منـاد شجيع بطل و صبار **** مخطوط في الواقدي ماهي شي كـذبة
بعض الابيات من قصيدة في الرثاء
يا ما تـدي يا تراب من الزينين **** يا دراق وجوه الأحباب خسارة
يا فراق الي زمان كانوا مجموعين ****بعد تطيب دور عنهـم بمرارة
و الرحمة يا غايتي ملاك حزيـن *** نعياو مجموعين في ذيـك الحارة
نابيت الراقدة تحت اللحدين **** قلت لها ذا العاهد و المارة