المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة فرصة واحدة


الجليس الصلح
2013-02-11, 21:28
تعتبر خطوة إدراك أن الحياة فرصة واحدة لا تتكرر هي الخطوة الثامنة من أهم خطوات التحرر من القيود للانطلاق إلى عالم الحرية. فمن البديهيات التي يجب على المسلم الذي يبحث عن القوة الالتفات لها، وعدم إغفالها دائماً هي أنه لن يعود إلى هذه الأرض ثانية، و أن الحياة الدنيا لن تمدد لأحد، كائناً من كان، و أنه لو كان أحد يستحق هذه الميزة لنالها أحب الخلق إلى الله وهو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، ولكن الله قضى ألا يعود أحد بعد ...

الممات إلى هذه الأرض، ليعلم الجميع أن الحياة فرصة واحدة.
إن الشعور بهذا الأمر و إدراكه و العيش الدائم بهذا الإحساس يدفع المرء لمسابقة الساعات والدقائق لإدراك الوقت قبل انتهاء دقات الساعة و مغادرة هذا المكان.


العمر محدود:
فكل منا له عمر محدود لن يزيد و لن ينقص، كما بين ذلك نبينا صلى الله عليه و سلم عندما قال: (مالي و للدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح و تركها) (رواه الترمذي 2378 و هو حديث صحيح).

فما منا من أحد إلا و له فترة استظلال تطول أم تقصر، و لكن أحداً منا لن يخلد في هذه الأرض. و مهما طال بك العمر، فإنك حتماً ستغادر يوماً ما هذه الحياة...
و يبين الرسول صلى الله عليه وسلم صغر هذه الحياة بقوله: (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع). (رواه مسلم)
انظر إلى قطرات الماء القليلة التي بللت إصبعك بعدما غمسته في البحر، كم نسبتها لمياه البحار والمحيطات؟ هكذا هي نسبة الدنيا والآخرة. أفتستحق أن نفني أعمارنا من أجلها و ننسى ما خلقنا من أجله؟!


أقصر أنواع الحياة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، و أقلهم من يجوز ذلك).(رواه الترمذي و صححه الألباني ص ج ص 1073).
قال الإمام الطيبي: (هذا محمول على الغالب بدليل شهادة الحال، فإن منهم من لم يبلغ ستين، وهذا من رحمة الله بهذه الأمة، و رفقة بهم أخرهم في الأصلاب حتى أخرجهم إلى الأرحام بعد نفاذ الدنيا، ثم قصر أعمارهم لئلا يلتبسوا بالدنيا إلا قليلاً فإن القرون السابقة كانت أعمارهم و أبدانهم و أرزاقهم أضعاف ذلك).(فيض القدير11|2).
و هذا يعني أن متوسط أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستون عاماً، فإذا كان العلماء المعاصرون يقولون بأن ثلث أعمارنا نقضيها بالنوم و الثلث الآخر نقضيه في الطعام و قضاء الحاجات، فيبقى ثلث واحد إما نستغله في إنقاذ أنفسنا من النار أو تركها فيكون مصيرنا إلى النار... فلنفكر جدياً بما نفعله خلال عشرين عاماً، و هي المتبقية لنا لنصنع من أنفسنا أقوياء نحطم القيود التي تمنعنا من الانطلاق إلى عالم القوة، الذي يوصلنا إلى النجاح في الدنيا و الآخرة.


إدراك قصر الحياة:
يقول تعالى في كتابه الكريم: (حتى إذا جاء أحدكم الموت قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (المؤمنون 99-100).
في هذه اللحظات يدرك الإنسان حقيقة قصر الدنيا و أيامها السريعة المتلاحقة، و يدرك زوال الفرص كلها، و أنه لا فرصة بعد ذلك، ولا رجعة، و ها هو يطلب من الجليل بعد أن أدرك و تذكر تضييع الفرص كلها، أن يعيده للدنيا كي يختار طريق القوة، لينجو مما هو مقبل عليه من جزاء على ما ضيع من الفرص، ونتيجة ما اختاره من طريق العبودية لغير الله، و الأسر للمعصية و الشيطان و لكن فات الأوان، فلا رجعة و لا واسطة.


البصري يناديهم:
و ها هو الإمام التابعي الجليل الحسن البصري ينادي المضيعين لفرصة الدنيا الواحدة، و يذكر بتلاحق أيام الدنيا، و سرعة انقضائها فيقولhttp://i1.makcdn.com/images/forums/uaesm/images/smilies/frown.pngيا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك). فما الإنسان إلا كتلة من الأيام و الساعات و الدقائق، فما ينقضي يوم إلا و قد نقص من عمره شيء، و قرب أجله إلى الزوال، فمن يتعظ؟؟.


انقطاع الأعمال:
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). (رواه مسلم –مختصر مسلم1001-)
فبمجرد موت الإنسان ينقطع العمل، و تتوقف الفرص التي تنقذه من النار، إلا أولئك الذين كانوا يستعدون و يعدون العدة لهذه اللحظة التي تغادر فيها الروح أجسادهم، و كانوا يخططون بذكاء لما بعد انتهاء آخر الفرص ليستمر أجرهم و هم أموات، و ليستمر عملهم و قد تلاشت الأجساد، ذلك لأنهم أدركوا أن الحياة فرصة واحدة، فدفعهم هذا الإدراك للعمل و لاستكمال عناصر القوة التي تضمن لهم الأجر و هم أموات.


أبو حازم يبين السبب:
الأقوياء الذين كانوا يستغلون أوقاتهم و دقائق حياتهم، و الذين كانوا يسابقون الوقت من أجل ملء كتبهم، لإدراكهم أن الحياة فرصة واحدة لن تتكرر، لا يهابون الموت لأنهم قد استعدوا لهذه اللحظة، و إنما يخاف الموت من فرط و ترك الحبل على الغارب، و لم يستعد للحظات الفراق.
لقد تساءل الخليفة سليمان بن عبد الملك عن سر خوفه من الموت و كراهيته له، فقال لأحد أبرز أطباء القلوب آنذاك الإمام سلمة بن دينار (أبو حازم) ما لنا نكره الموت؟

فقال له طبيب القلوب (لأنكم عمرتم الدنيا، و خربتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب). هذا هو السر في كراهية الموت إنه انعدام الإحساس بأن الدنيا فرصة واحدة.

تحدي السلبية :
عادة يكون التحدي لأمر يصعب إنجازه، و يصعب على كثير من الناس التصدي له. أو يكون طريقاً يخشون سلوكه، أو شخصاً يخافون منازلته.

ما هو التحدي؟
التحدي هو الاستعداد لإنجاز ذلك الأمر الذي يصعب على الآخرين القيام به، أو إنجازه، و غلبة الظن و الثقة بالانتصار عليه و إنجازه، و النجاح فيه.

ما هي السلبية؟
هي عكس الإيجابية، فهي التراجع و الخوف و الانكماش، و الانزواء، و الكسل، و الجمود، و البطء، و الغفلة و الانحدار، و غيرها من المرادفات التي تجمعها كلمة أو مصطلح (السلبية)..
و لا شك أن جميع هذه الصفات المندرجة تحت مسمى (السلبية) قيود تمنع الإنسان من الانطلاق إلى عالم القوة و بالتالي ليس لنا خيارإذا قررنا الدخول إلى عالم القوة إلا أن نأخذ على أنفسنا عهداً بإكمال جميع وسائل الاستعداد لمقابلة هذه القيود و تحطيمها، مع الاعتقاد الجازم، و الثقة بالله ثم بالنفس و القدرات التي منحنا الله بالانتصار عليها و التخلص منها، و إزالتها عن الطريق..
منقول

~عابر سبيل~
2013-02-11, 21:53
بارك الله فيك
نعم فرصة لا تعوض
فهي كماء النهر لا يمكن ان تلمس
نفس الماء مرتين
لانه يتدفق باستمرار
كذلك الحياة لا يمكن ان نعيشها مرتين
لذلك فلنغتنمها فيما يرضي الله

الجليس الصلح
2013-02-11, 22:13
بارك الله فيك
نعم فرصة لا تعوض
فهي كماء النهر لا يمكن ان تلمس
نفس الماء مرتين
لانه يتدفق باستمرار
كذلك الحياة لا يمكن ان نعيشها مرتين
لذلك فلنغتنمها فيما يرضي الله


السلام عليكم
الدنيا فرص فاغتنم هذه الفرص ولا تتركها تفوتك
شكرا أخي الكريم على مرورك

هدى الجيجلية
2013-02-11, 22:46
السلام عليكم
أخي
رجل الفضاء
طرح يستحق الرد عليه
لانه يحتوي
على كلمات
تطيب القلب والروح

الجليس الصلح
2013-02-12, 06:47
السلام عليكم
أخي
رجل الفضاء
طرح يستحق الرد عليه
لانه يحتوي
على كلمات
تطيب القلب والروح
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على مرورك أختي الكريمة
بارك الله فيك

رُقية
2013-02-12, 07:05
بارك الله فيك
موضوع قيم ويستحق القراءة

tinza
2013-02-12, 08:15
بارك الله فيك
موضوع في أتم الروعة

سوسن222
2013-02-12, 12:56
الله لايحرمك الاجر ومثل هالمواضيع المهمه .
تؤجر على مثل هذا الموضوع والله اعلم ..
والله يوفقك لما يحبه ويرضاه ..
(اذا للتميز عنوان فهو انت)

الجليس الصلح
2013-02-12, 16:29
بارك الله فيك
موضوع قيم ويستحق القراءة
السلام عليكم ورحمة الله
شكراعلى المرور الجميل أختي الكريمة
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2013-02-12, 16:49
بارك الله فيك
موضوع في أتم الروعة


السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على مرورك المميز أخي الكريم
بارك الله فيك

م.ح.م.د
2013-02-12, 16:57
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2013-02-12, 18:08
الله لايحرمك الاجر ومثل هالمواضيع المهمه .
تؤجر على مثل هذا الموضوع والله اعلم ..
والله يوفقك لما يحبه ويرضاه ..
(اذا للتميز عنوان فهو انت)
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على الكلام الجميل ومرورك الأجمل
بارك الله فيك أختي سوسن

الجليس الصلح
2013-02-12, 18:48
بارك الله فيك

السلام عليكم شكرا على المرور المميز بارك الله فيك

الورود المنسية
2013-02-12, 20:08
بارك الله فيك
نعم فرصة لا تعوض
فهي كماء النهر لا يمكن ان تلمس
نفس الماء مرتين
لانه يتدفق باستمرار
كذلك الحياة لا يمكن ان نعيشها مرتين
لذلك فلنغتنمها فيما يرضي الله