المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علمات القلب السليم


الجليس الصلح
2013-02-04, 07:04
وهو القلب الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [ الشعراء : 88 ].
وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سَلِمَ من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، فسلم في محبة الله - مع تحكيمه لرسوله - في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال، والتباعد من سخطه بكل طريق، وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده
فالقلب السليم: هو الذي سَلِمَ من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء، وخلص عمله لله؛ فإن أحبَّ أحبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله -صلى الله عليه وسلم- فيعقد قلبه معه عقداً محكماً على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال؛ من أقوال القلب وهي العقائد، وأقوال اللسان وهي الخبر عما في القلب، وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها، وأعمال الجوارح، فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دِقَّه وجِلَّه هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات:1] أي: لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى يأمر.
قال بعض السلف : ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لِمَ؟، وكيف؟. أي: لِمَ فعلت؟، وكيف فعلت؟.
فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه: هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل، أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه.
ومحل هذا السؤال: أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك.
والثاني : سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد. أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه؟.
فالأول: سؤال عن الإخلاص، والثاني: عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما.
فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص.
وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة.
وسلامة القلب: من إرادةٍ تُعارض الإخلاص، وهوى يُعارض الاتباع، فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة.
وقال - أيضاً- في الداء والدواء:
ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء :
1- من شرك يناقض التوحيد
2- وبدعة تخالف السنة
3- وشهوة تخالف الأمر
4- وغفلة تناقض الذكر
5- وهوى يناقض التجريد والإخلاص.
وهذه الخمسة حُجبٌ عن الله، وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة وتتضمن أفراداً لا تنحصر.
من كتاب إغاثة اللهفان وكتاب الداء والدواء للإمام ابن القي

احمد بغداد
2013-02-04, 07:38
بارك الله فيك اخي وازادك الله من علمه الصادق

لينة71
2013-02-04, 15:24
بارك الله فيك....جوان الله خيرا

هدى الجيجلية
2013-02-04, 15:31
السلام عليكم
اخي رجل الفضاء
موضوع يستحق الرد عليه
لانه يحتوي على
كلمات تطيب القلب والروح
سدد الله خطاك بكل ما تحبه وترضاه

mitrochka
2013-02-04, 15:41
بارك الله فيك
لي عودة مرات عديدة لتمعن الدرر التي نثرتها

malak achark
2013-02-04, 15:47
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2013-02-04, 17:33
بارك الله فيك اخي وازادك الله من علمه الصادق
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا أخينا أحمد على مرورك الطيب على الموضوع
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2013-02-04, 18:28
بارك الله فيك....جوان الله خيرا
السلام عليكم أختي لينة
شكرا على جمال مرورك والطيب على الموضوع
بارك الله فيك

tinza
2013-02-04, 18:55
جزاك الله كل خير

الجليس الصلح
2013-02-04, 20:10
السلام عليكم
اخي رجل الفضاء
موضوع يستحق الرد عليه
لانه يحتوي على
كلمات تطيب القلب والروح
سدد الله خطاك بكل ما تحبه وترضاه
السلام عليكم ورحمة الله
أختي هدى شكرا على المرور والكلمات و المعاني السامية للموضوع
بارك الله فيك أسأل الله لك الجنة

الجليس الصلح
2013-02-04, 20:58
بارك الله فيك
لي عودة مرات عديدة لتمعن الدرر التي نثرتها
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على مرورك الجميل أختي الفاضلة على الموضوع
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2013-02-05, 07:00
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله كل الخير على مرورك الجميل
بارك الله فيك أختي الكريمة