المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب بين الشمس والظل


سفيان الحسن1
2013-02-02, 13:12
في أول خطواته تعثر ثم وقع تحامل على نفسه ليرفع جسده الصغير لم يستطع
صرخ وبكى، في لمحة بصر تمتد إليه يدان ساحرتنا تخترق صخب الألم
وترفعه عاليا ،حيت النور ينسل من بين الشفاه وبسمة مشرقة تخترق ظلام الوحدة المعتمة
مر الزمان مسرعا وكبر الحلم في الطفل كان كلما وقع تلتقطه نفس الأيدي الحانية
في يوم حار خرج بعيدا عن عيون الأب حيت الحرية حيت الصخب العارم
لفحته حرارة الهجير فجأة، ظل يغمره ويسبل ظلاله الوارفة
تغمر الطفل سعادة، فقد أظلته ظلال الأيدي الساحرة
تمر الأيام وتقذف أمواج الزمن الطفل بعيدا عن ظلال الأب
وينخر الزمن في ذالك الجسد الحاني فتذبل شمسه وتلين الأيدي الصلبة
تزداد خطوات البعاد وتتسع ،حتى يغدوا الفاصل وطن من ظل
يحول بين شمس الأب وظلال الزمن الباهتة وسقطات الطفل
في يوم بارد التفاصيل يمرض الأب وتنحني شمس البسمة وتفيء حتى تكاد تخبوا
يعود الابن مسرعا، يكاد الزمن يتوقف ورحلة العودة تمتد من أعماق الشوق
إلى وطن الصمت، حيت يرقد الجسد المتعب وتفترش الروح عذبات الانتظار الفارغ
يسرع الابن ليسرق من الزمن لحظات حنين ضاعت في زحمة الحياة الصاخبة
يجد الأب مسجى على الفراش في أعلى اللوحة نافدة ينسل منها نور يدوي سكون المكان
يلقي الابن روحه على بقايا الجسد ويقبل جبين الأب ترتفع الأيدي بما تبقى لها من قوة
لتظل الابن من وهج حر ينسل من أعلى النافدة ،في لحظة رحيل لم يزل فيض الحنان
يغرق الابن ويظله من لفحت صخب تنسل في غفلة عن عين حارسة تودع الحياة
لكنها لا تنسى ان تحمي فلذة الروح من صروف الزمن الجارف
ولفحات تزهق هدوء الابن ،تنتقل الروح بعيدا عن الجسد المتعب ويغدوا الابن وحيدا
بلا ظل يقيه حر الزمان ولا أيدي صلبة ترفعه من سقطات الدنيا الصاخبة





.................رابطة أحرار القلم..........عضو3

عادل بأذن الله
2013-02-02, 13:24
جميل جدا بارك الله فيك اخي

سفيان الحسن1
2013-02-04, 12:38
السلام عليكم


شكرا لك على جميل المرور اخي

سعيد جيجل
2013-02-10, 13:40
السلام عليكم


جميل اخي ورايع

« أبْجَدِيَّاتْ »
2013-02-10, 22:26
في أوَّلِ خُطُواتِهِ ، تعثَّرَ ثُمَّ وقعَ .

تَحامَل علىَ نفسِهِ ليرفَعَ جسَدَهُ الصَّغيرْ.. لم يستطعْ ..

صَرخَ وبكَى ، وَ في لمْحةِ بصَرٍ امتدَّتْ إليهِ يدانِ سَاحرتَانِ تختَرِقَانِ صخَبَ الألَمْ ،

و ترفعَانِهِ عَاليًا ، حيثُ النُّورُ ينسَلُّ منْ بينِ الشِّفاهِ وَ بسْمَةٌ مُشرقَةٌ تختَرقُ ظَلامَ الوحدةِ المُعتمةْ ..



مرَّ الزَّمَنُ مُسْرعًا، وَ كبُرَ الحُلمُ في الطِّفلِ..كَان كُلمَا وقعَ التَقطَتهُ الأيْدِي الحَانيةُ نفسُهَا ..

وَ في يومٍ حَارٍّ خَرجَ بَعيدا عَن عَينيِّ الأبْ ، حيثُ الحُريَّة.. حيثُ الصَّخَبُ العَارمْ ..

لفحتْهُ حَرارة الهَجيرِ، و فجأةْ ، ظِلٌ يغمُرُهُ و يُسبِلُ ظلاَلَهُ الوارِفَة !

تَغمُرُ الطِّفلُ سعَادة ، فقد أظلَّتهُ ظِلالُ الأيدي السَّاحِرة !

تَمُرُّ الأيَّام و تقذِفُ أمواجُ الزَّمنِ الطِّفلَ بعيدًا عن ظِلال الأبْ..

وَ ينخُرُ الزَّمنُ في ذلِكَ الجَسَدِ الحَاني ، فتذْبَلُ شمْسُهُ و تَلينُ الأيدِي الصَّلبَة..

تزدادُ خُطُواتُ البِعَادِ وَ تتَّسعْ ، حتَّى غدَا الفاصِلُ وطنًا مِنْ ظِلٍّ ،

يحُولُ بينَ شمسِ الأبْ و ظِلال الزَّمن البَاهتةِ و سَقطاتِ الطِّفلْ ..


في يومٍ بَاردِ التَّفاصِيل ، يمرضُ الأبُ وَ تنحَنِي شمْسُ البَسمَةْ ، و تفيءُ حتىَّ تكادُ تخبُو..

يعُود الابنُ مُسْرعًا . يكادُ الزَّمنُ يتوقَّفُ و رحلةُ العودةِ تمتَدُّ منْ أعمَاقِ الشَّوقِ إلىَ وطَنِ الصَّمتِ ،

حيثُ يرقُدُ الجسَدُ المُتعَبْ ، وتفتَرِشُ الرُّوحُ عذاباتِ الانتظَارِ الفَارِغْ ..

يُسْرعُ الابنُ ليَسرِقَ منَ الزَّمَنِ لحظَاتِ حَنينٍ ضَاعَتْ فِي زحمَةِ الحَيَاةِ الصَّاخِبَةْ ..

يجِدُ الأبَ مُسَجىَّ علىَ الفِراشِ ، و فِي أعلى اللَّوحَةِ نافذةٌ يتسلَّلُ منهَا نُورٌ يُدوي سُكُونَ المَكانْ ..

يُلقي الابنُ رُوحَهُ علىَ بقايَا الجَسَدْ ، وَ يُقبِّلُ جَبِينَ الأبِ ، فتَرتَفِعُ الأيدِي بمَا تبَقَّى لهَا من قٌوَّة ،

لِتُظلَّ الابنَ منْ وهجِ حَرٍّ يتخلَّلُ أعلىَ النَّافذة . وفي لحظَةِ الرَّحِيلْ ، لم يزَلْ فيضُ الحنَانْ

يُغرقُ الابنَ و يُظلُّهُ من لفحةِ الصَّخبِ التيِّ تنسَلُّ في غفلةٍ عَنْعينٍ حارسَةْ ، تُودعُ الحيَاةَ ،

لكنَّهَا لا تنسىَ أن تحمِيَ فلذَةَ الرُّوحِ من صُرُوفِ الزَّمنِ الجَارفْ ،

و لفحَاتٍ تُزهقُ هُدُوءَ الابنْ ..

تنتقل الرُّوحُ بعيدًا عنِ الجَسَدِ المُتعَبْ .. و يغدُو الابنُ وحِيدًا..

بِلا ظِلٍّ يقيهِ حرَّ الزَّمَانِ. وَلا أيديَ صلبةٍ ترفعُهُ مِنْ سَقطاتِ الدُّنيَا الصَّاخِبَة..



**


نصٌّ مُكتنِزٌ بمَأسَاةٍ غائِرَةِ الأبعَاد..ونهايةٌ واقعيَّةٌ ملمُوسَةٌ يومًا بعدَ يَومْ..
وهذا عهدُنَا بِك دومًا : رائدٌ حَكِيمْ ..

..

سُفيَان أخي‘ حرفُكَ نبَيلٌ يُرسِلُ حِبرَهُ علىَ كَتِفَيّ الدَّهشَة..
ولكنَّ الخطَّ الصَّغيرَ وغِيَابَ علاماتِ الوَقفِ يُكبِّلُ كثيرًا إصرَارَ القِراءَة لديَّ ،
ومِثلي لاَ يقوىَ فليتَكَ ترحَمُ ..:o

وَ أستَسمِحُكَ عُذرًا أنْ عدَّلتُ في النَّصِّ و أضفتُ ( التَّشكِيل )..
فَحروفٌ جَميلةٌ كهذِهِ دُونَ قُبَّعاتٍ.. تبدُو كَمَنْ أصابَهُ صَلعٌ ! (( :):)))


دُمتُمْ في خيرٍ وَ سعَة ‘

medscd
2013-02-11, 00:10
شكراااااااااااااااااااااا جميل

سفيان الحسن1
2013-02-11, 13:29
السلام عليكم بنيتي

صاحبة القلم الجميل الاصيل

شرف ان يمر حرف له مكان شامخ بين حروفي البسيطة

ما انا الى متعلم لم يتقن حرفه

اجالس جهابدة الحرف وانظم شيء من جرح اسميه خواطر او قصص

لكني متعلم عنيد لا اكل ولا امل برغم كبر السن وذهاب العمر

فالعلم لا يعترف بسن اشكر ك شكرا غزيرا

مثل حبات المطر

بنيتي مرورك اسعدني حتى الارتياح فبارك الله فيك وفي قلمك